رحيل - منتديات أبعاد أدبية
 
معرفات التواصل
آخر المشاركات
كل يوم حكمة (الكاتـب : سلطانة الكلام - آخر مشاركة : سيرين - مشاركات : 46 - )           »          روض الأبعاد ... (الكاتـب : ضوء خافت - آخر مشاركة : سيرين - مشاركات : 75 - )           »          جُمُوحُ العَاطِفة (الكاتـب : محمّد الوايلي - مشاركات : 1686 - )           »          أحاسيس منثورة ,, (الكاتـب : نور - مشاركات : 1421 - )           »          مجنون قريتنا .. (الكاتـب : عبدالعزيز المخلّفي - مشاركات : 0 - )           »          شطحات وأمل (الكاتـب : نواف العطا - مشاركات : 3416 - )           »          اعلانـــات مبوبة ... ؟؟ (الكاتـب : سيرين - مشاركات : 532 - )           »          تعجبني ! (الكاتـب : حمد الدوسري - آخر مشاركة : سيرين - مشاركات : 3 - )           »          ....&& ندبات وجراح&&... (الكاتـب : زكريا عليو - مشاركات : 8 - )           »          [ فَضْفَضَة ] (الكاتـب : قايـد الحربي - آخر مشاركة : زايد الشليمي - مشاركات : 75181 - )


العودة   منتديات أبعاد أدبية > المنتديات الأدبية > أبعاد النثر الأدبي > أبعاد القصة والرواية

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 01-28-2018, 12:06 PM   #1
ريما بورجاس
( كاتبة )

الصورة الرمزية ريما بورجاس

 






 

 مواضيع العضو
 
0 نهاية محتمة
0 صوت السكون
0 رحيل
0 رعشات قلب

معدل تقييم المستوى: 0

ريما بورجاس لديها الكثير لنكون فخورينريما بورجاس لديها الكثير لنكون فخورينريما بورجاس لديها الكثير لنكون فخورينريما بورجاس لديها الكثير لنكون فخورينريما بورجاس لديها الكثير لنكون فخورينريما بورجاس لديها الكثير لنكون فخورينريما بورجاس لديها الكثير لنكون فخورينريما بورجاس لديها الكثير لنكون فخورينريما بورجاس لديها الكثير لنكون فخورين

افتراضي رحيل


رحيل .

أتذكرها جالسةً ،شاردةَ الذهن ,في الغرفة الداخلية تفكر.
لم يقطع السكون الا ذلك الازيز
الصادر من السرير الحديدي كلما تحركت ومالت لتتكئ على حافته وتتنهد ,فترتعش مفاصله مع تأوهها.
يلتفت الجميع ليطمئن اذا ما كانت بخير.وهي صامتة لا تنطق بكلمة وقد بانت على محياها ظلال الخوف والقلق .
ناداها والدي الذي كان يراقب مدخل البيت بحذر,دون أن يلتفت وسألها:
-هل كل شيء على ما يرام يا خالتي "ام فارس" ؟؟
فتمتمت بصوت خافت:
_”لا ….يجب ان أعود الى منزلي,فقد تركت ابني بمفرده ليحرس البيت,وأخشى ان يهجم المسلحون عليه ويؤذونه وانا بعيدة" !! ..
تحركت وهي تردد بعض الصلوات ربما ذلك يشعرها بالهدوء والسكينة ويبعد عن "فارس" ابناء الشر .

رتبت الوشاح الذي كان يغطي رأسها ولملمت به كل شعرها الا بعض الخصل التي تدلت بحرية على اكتافها.
ثم تفقدت الكيس القماشي الصغير الذي كانت تحتفظ به دائما في جيب داخل ثوبها وتأهبت للرحيل.
سمعت أختي تهمس في أذن أخي بصوت خافت وهي تحدق بها
“انها مرتعبة جدا"
لم افهم يومها لم كانت خائفة الى هذا الحد.

كانت خالتي "أنيسة" في العقد السابع من عمرها لم يتغير وجهها المشرق,عيناها الملونتان ووجنتاها الموردتان فكل ذلك دليل عافية كما كانت تردد دائما..
كانت ترتدي دائما فستانا طويلا أسود اللون تفوح منه رائحة الياسمين من العطر الذي تحضره لها قريبتها من بيروت في زيارتها الى ضيعتنا..

أنيسة كانت قد فقدت زوجها وابنتها ولم يبق الا سندها الوحيد ابنها فارس الذي لم يتعلم ولم أعرف يوما ما هو نوع عمله فقد كان يقضي أغلب وقته ممددا على الأريكة أمام الدار يتسامر مع المارين بجانب بيتهم على الطريق المختصرة للوصول الى البيوت المجاورة
اما هي فقد كانت مهووسة بالنظافة وقلقة دائما حول فكرة الموت لذلك كانت تشتري كل مرة الغيارات الضرورية لتجهيز الموتى مع الفستان الأبيض المطرز وتحتفظ به في الخزانة وتقول:
-"لا يعرف الانسان اي وقت تحين الساعة."
وكلما زاد وزنها او تغير ذوقها بدَّلَتها من جديد.
وأتذكر حول روح الفكاهة لديهاأنها كانت تدعو جاراتها صباحا .
فتضحك والدتي وتقول اكيد أنها اشتاقت للهرج والضحك
فقد كانت تلبس الفستان الأبيض وتتمدد على الكنبة وتقول :هيا ما من نادبة لروح أم فارس !!!
ما من دمعة تذرف على صديقة العمر!!!! فيبدأن الواحدة تلوى الاخرى يتبارين حول من تمتلك الصوت والكلام الاكثر تأثيرا والذي يجعلهن يبكين ويضحكن بنفس الوقت.
وبعد ذلك يجلسن لشرب القهوة وهو التقليد الأساسي المصحوب بخبريات وثرثرات عن كل شاردة وواردة حصلت من قبل.

كان ذلك في العام 1976 وفي ذلك الوقت لم يكن عمري سوى بضعة أعوام ولكن تلك الأحداث تعود وتمرّ في ذاكرتي كشريط سجّل بدقة وحفظ لأتذكره بكل وضوح .
كان وضع البلد متوتراًوقد اندلعت نار الحرب الأهلية ولم يعد هناك قيمة للجار او اي
اهمية للمثل القائل :
-الجار قبل الدار"

في ذلك اليوم حين قررت ام فارس العودة الى المنزل كان قد حلّ المساء
وأهل الضيعة جميعهم قد لجأوا الى القبو في الكنيسة خوفا على عائلاتهم وبعد التفكير قرروا ان يهرب النساء والأطفال عبر الممر الجبليّ واللجوء الى الضيعة المجاورة للحماية

وبعد طول تفكير قال والدي:
_"يجب أن نرحل نحن أيضا لأن المسلحين كانوا قد عاثوا خرابا في البيوت المجاورة فأحرقوا بعضها وكسروا ما تبقى من المقتنيات وأخذوا ما تركه اهل المنزل من ذهب واموال وحتى السجاد وعلب الدخان .

عندما خرجنا من البيت كنت اتمسك بيد والدي وارتعش لا اعرف اذا كان من الخوف او البرد وما هي الا ثوان حتى سمعنا دوي انفجار قنبلة سقطت في البيت المجاور واضاءت المكان و رأيت النار وتمتد حارقة في امتدادها المكان من أثاث وأبواب .
فصرخت والدتي وقالت :
_”فلنعد الى بيتنا فالموت واحد
-”نموت في بيتنا أشرف لنا"
لأول مرة كنت انتظر الصباح بفارغ الصبر فقد اختبأنا في الغرفة الداخلية لنحتمي .
في اليوم التالي كان كل شيء هادئا حتى الطيور لم تزقزق يومها ولا من فلاح يمر ويلقي السلام قبل ان ينطلق الى العمل ولا صوت اطفال يلهون في الباحة الخلفية
وبعد قليل سمعت صوت والدي يعود الى البيت ,لقد كان يتفقد بيوت أعمامي وقد اخبر والدتي ان ام فارس قد استشهدت قتلها المسلحون لأنها لم تصغي الى مناداتهم بالتوقف فاردوها قتيلة برصاصة في ظهرها.

لم تلبس ام فارس فستانها الذي جهزته للرحيل،ولم يحضر دفنها او يندبها احد الا ولدها فارس ليلحق بعدها باللاجئين الى الجبل.

 

ريما بورجاس غير متصل   رد مع اقتباس
 

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
يا ودود ويا رحيم عادل الدوسري أبعاد الشعر الشعبي 13 05-16-2020 05:53 AM
قصه قصيره بعنوان رحيل ابناء اوى فاضل العباس أبعاد القصة والرواية 6 09-17-2016 01:52 AM
رحيل شَيْمَاءْ أبعاد النثر الأدبي 9 03-15-2014 10:51 PM
فاتن ،، كل عام وأنتِ النقاء ،،! ميسون الرملاوي أبعاد العام 19 10-11-2010 12:15 AM


الساعة الآن 09:39 AM

الآراء المنشورة في هذا المنتدى لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الإدارة

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.