الامير الشاعر عبدالله الفيصل في ذمة الله - الصفحة 2 - منتديات أبعاد أدبية
 
معرفات التواصل
آخر المشاركات
تعجبني ! (الكاتـب : حمد الدوسري - مشاركات : 1 - )           »          إليكِ ... (الكاتـب : علي البابلي - آخر مشاركة : د. لينا شيخو - مشاركات : 7 - )           »          إيراق واحتراق (الكاتـب : د. لينا شيخو - مشاركات : 58 - )           »          تجار القضية...! (الكاتـب : صلاح سعد - مشاركات : 0 - )           »          لحن الصمت !! (الكاتـب : نورة القحطاني - مشاركات : 2143 - )           »          مابين الهواية والإحترافيّة (الكاتـب : سعيد الموسى - آخر مشاركة : صلاح سعد - مشاركات : 7 - )           »          الزمن بوّار (الكاتـب : عادل الدوسري - آخر مشاركة : عبدالله العتيبي - مشاركات : 2 - )           »          !!!... [ مَـمـْنــُوُعْ ] ...!!! (الكاتـب : خالد العلي - مشاركات : 43 - )           »          مُعْتَكَفْ .. (الكاتـب : نوف الناصر - مشاركات : 66 - )           »          الغُرفــة ! (الكاتـب : نوف الناصر - مشاركات : 8 - )


العودة   منتديات أبعاد أدبية > المنتديات العامة > أبعاد أبعَادية > أبعاد الإعلام

أبعاد الإعلام مِنْبَرُ الْمَنَابِرِ وَ حِبْرُ الْمَحَابِرْ .

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 05-10-2007, 01:45 PM   #9
حنان محمد

كاتبة وإعلامية

مؤسس

افتراضي


الجانب الرياضي :

الأمير عبد الله الفيصل هو رائد الرياضة السعودية والذي يعود له الفضل- بعد الله - في رسم الخطوات الأولى للمسيرة الرياضية المباركة والتي غرس بذرتها الأولى وتولاها بالرعاية، وأنفق من أجل ذلك الجهد والمال، فهو أول من أصدر القوانين المنظمة للحركة الرياضية، وأسبغ عليها الشرعية بتكوين الإدارة الحكومية لها ضمن فروع وزارة الداخلية التي كان وزيراً لها، ووفر لها الدعم المادي وأنشأ الاتحادات الرياضية واللجنة الأولمبية.


فقد دعم الكثير من الأندية المحلية والعربية، استقدم العديد من الفرق الخارجية لتقابل فرق السعودية رغبة في الاحتكاك وزيادة الخبرات
,أنشأ إدارة مستقلة للعناية بالرياضة فنياً وتنظيمياً في وزارة الداخلية عام 1372هـ تعاقد مع أبرز خبراء الكرة المصرية بعد نهائيات كأس العالم 1934 أمثال مصطفى كامل محمود، اعتمد أول ميزانية للرياضة، وكان قدرها 50 ألف ريال، قام بتنظيم الأندية والمسابقات وإعداد الحكام ومراقبيهم وابتعاثهم، وإعداد الملاعب القانونية واستقدام المدربين وتمثيل السعودية في المؤتمرات والدورات العالمية قام بتقسيم الأندية إلى ثلاث فئات (أولى، ثانية، وناشئين)، وحدد عدد اللاعبين الأجانب لكل فريق حرصاً على اللاعبين الوطنيين.




عام 1374هـ شكل الأمير عبد الله الفيصل، الاتحاد العربي السعودي لكرة القدم للإشراف على تنظيم المباريات الرسمية تحت مسمى اللجنة العليا لاتحاد كرة القدم، تبنى إقامة مباريات كدعم لبعض القضايا العربية والإسلامية والإنسانية مثل تلك التي أقيمت لصالح فلسطين وشهداء بورسعيد، ترأس الاتحاد العربي السعودي لكرة القدم تحت مسمى (اللجنة العليا) عام 1378هـ 1959م في المجلس الأول .. ورئيس الاتحاد العربي السعودي لكرة القدم عام 1389هـ 1969م في المجلس الثالث.

أطلق اسم الأمير عبد الله الفيصل على ملعب رعاية الشباب في جدة، كما اعترف الاتحاد الدولي لكرة القدم "فيفا"، "الآسيوي"، و"العربي"، بدورة الصداقة الدولية لكرة القدم التي تحمل اسمه.

 

التوقيع

حنان محمد غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 05-10-2007, 01:48 PM   #10
حنان محمد

كاتبة وإعلامية

مؤسس

افتراضي


ويجهل الكثيرون أن الأمير الشاعر قد كتب الشعر الشعبي، فهو الذي ولد وعاش في بلاد الجزيرة، في محيط كبير أكثر شعرائه ينظمون الشعر الشعبي الدارج، وقد كان رائعاً ومتميزاً في هذا الجانب، ومن قصائده قصيدة (سقيم الحال) التي يقول فيها:



سقيم الحال ليم اللي يلومك يلومك واحد يجهل همومك



يعذرك لو يعاني ما تعاني وما تلقاه في ليلك ويومك



ويقول في قصيدة (غريب الدار):





غريب الدار ما يدري بحاله يغبْطه من جهل شي جراله

يزل الليل كله والمعنّى وحيدٍ ساهرٍ طرفَه لحاله



إلى منّه بغى السلوان ساعه يوّن اليا تذكر ما مضى له





ورائعة شعبية أخرى يتغنى فيها بالصبا والشوق والحنين، فيقول



قل لمحبوبي ترى قلبي صبا مثل ما يعهد على وقت الصبا



أيقظت في القلب حبٍ قد خبا وشوشة جاني بها ريح الصّبا





وحينما سئل الأمير الشاعر عبدالله الفيصل عن شقيقه الأمير الشاعر خالد الفيصل، قال: "كنت أستاذاً لخالد وهو الآن أستاذي"، وقد تأثر الأمير الشاعر خالد الفيصل بهذه المقولة فكتب قصيدة رائعة يرد فيها بالشكر على جميل الوصف ويدين بالحب والأستاذية لشقيقه الأكبر، وقد حملها مشاعر تفيض بالود والعرفان والاعتراف بأستاذية الأمير عبدالله الفيصل، ومما يقول فيها:



يا سيّدي يا خوي يا استاذ عمري علمتني وزن الحكي قبل الأشعار



إن جاز لك يا سيّد الشعر شعري تراه من فضلة معانيك تذكار





كما كتب أميرنا الشاعر عبدالله الفيصل مرثية في والده فقيد الأمة الملك فيصل بن عبدالعزيز يرحمه الله بعنوان "كيف أنساك يا أبي؟" يقول فيها:



أيّ ذكرى تعودُ لي بعد عامٍ لم تزل فيه نازفاتٍ جراحي



أيّ شهرٍ، ربيعُ عمري ولّى فيه، وارتاح في ضلوعي التياحي



أيّ خطبٍ مروّعٍ كنت أخشاه فأبلى عزمي وفلّ سلاحي



أيّ يتمٍ أذلّ كبرَ أنيني وأراني دجى المسا في صباحي



أيّ يومٍ ودَعتُ فيه حبيبي ثم أسلمتُ مهجتي للنّواح



إنه يوم ميتتي قبل موتي واختلاجُ الضياء في مصباحي



إنه يومُ من تمنيتُ لو ظلّ قريباً من هينمات صُداحي

إنه يومُ فيصلٍ خرّ فيه الـ ـطّودُ لله ساجداً، غير صاح

يوم من كان للوجود وجوداً عامراً بالتّقى وكلّ الصلاح

ليتني كنتُ فديةً للذي مات، فماتت من بعده أفراحي

" فيصلي" يامهنداً ما أحبّ الـ ــغمدَ، يوماً، ولا ارتوى من طماح

يا حساماً في قبضة الحقّ والإيــ ـمان سَلّت شباهُ أعظمُ راح



راحُ "عبدالعزيز" ملحمةُ العز وأسطورة العُلى والكفاح



كيف أرثيك يا أبي بالقوافي وقوافيّ قاصراتُ الجناح



كيف أبكيك والخلودُ التقى فيـ ــك شهيداً مجسّماً للفلاح



كيف تعلو ابتسامةُ الصفو ثغري كيف تحلو الحياةُ للمُلتاح



كيف لا أحسبُ الوجود جحيماً يحتويني في جيئتي ورواحي



كيف أقوى على احتباس دموعي وأنا لا أخاف فيك اللاّحي



كيف أنساك يا أبي.. كيف يمحو من خيالي خيالك الحُلْوَ ماح؟!



ليس لي والذهول أمسى نديمي والأسى رغم وأده فضاحي



غيرُ ربّي أرجوه مدّيَ بالصبـ ــر، ولقياكَ في الجنان الفساح





وكما كان شاعرنا مميزاً في الشعر الشعبي، فقد كان نجماً بارزاً وعلماً من أعلام الشعر الغنائي الفصيح،

فكتب قصيدة "يا مالكاً قلبي" التي يقول فيها:



يا مالكاً قلبي يا آسراً حبي قل لي إلى أين المسير



طالت لياليه بنا يا فاتناً عمري



أخاف أن أمشي آهٍ من الأيام لم تعط من يهوى مناه



النهر ظمآن لثغرك العذب في ظلمة الدرب العسير



والعمر لو تدري قصير هل انتهى أمري



في غربتي وحدي في ظلمة الأسر مالي أحس أنني روح غريب في الحياة





وقصيدته الجمــــيلة "مــــن أجــــل عينيــــك" التــــي يقــــول فيهـــــا:



من أجل عينيك عشقتُ الهوى وأصبحتْ عيناي بعد الكرى



وكنتُ لا ألوي على فتنةٍ حتى إذا طارحتني نظرةً



أحسستُ وقد النار في أضلعي وجمّل الدنيا على ما بها



يا فاتناً لولاه ما هزّني يا من على أقدامه بعثرت



إذا رنا فالزهرُ من حوله وإن شدا أصغتْ إليه الدنُّا



وإن مشى كان السّها ركبه هذا فؤادي فامتلك أمرَهُ



بخلتُ قبل اليوم عن بذله لأنني أخشى انعدام الوفا



وأكره التسيار في روضةٍ لكنني بعدك يا فاتني



وبات قلبي بعد تيِه الهوى كل الذي يرجوه من عمرهِ



لو شُغِلَ الناسُ بما في الدّنا بعد زمانٍ كنتُ فيه الخَلِي



تقول للتسهيِد لا ترحل يحملها غضّ الصّبا المقبل



حالمةً من طرفك الأكحل كأنها قامت على مِرجل



دفقُ سنا من حسنك الأمثل وجدٌ.. ولا طعم الهوى طاب لي



غلائلٌ من ظله المخملي موجُ طيوبٍ سال كالجدول



إصغاءة الإصباحِ للبلبل عبر نجومٍ شعشعت من عل



واظْلمهُ إن أحببت أو فاعدِل وفي سوى قلبي لم أبخل



لدى حبيبٍ فيّ لم يشغل إن لم يكن خطوي في الأوّل



أصبحتُ عن كبريَ في معزل أسيرَ حبّ في هواك ابتُلي



رجعُ صدىً من شدوكَ المرسل لم يُعْنَ إلا بكَ، أو يُشغَل





ونختم بقصيدته الرائعة "ثورة الشك" التي يقول فيها:



أكاد أشك في نفسي لأني يقول الناس إنك خنت عهدي



وأنت مناي أجمعها مشت بي وقد كان الشباب لغير عود



وها أنا فاتني القدر الموالي كأن صباي قد ردت رواه



يكذب فيك كل الناس قلبي وكم طافت عليّ ظلال شك



كأني طاف بي ركب الليالي على أني أغالط فيك سمعي



وما أنا بالمصدق فيك قولاً وبي مما يساورني كثير



تعذب في لهيب الشك روحي أجبني إذ سألتك هل صحيح



أكاد أشك فيك وأنت مني ولم تحفظ هواي ولم تصني



إليك خطى الشباب المطمئن يولي عن فتى في غير أمن



بأحلام الشباب ولم يفتني على جفني المسهد أو كأني



وتسمع فيك كل الناس أذني أقضت مضجعي واستعبدتني



يحدث عنك في الدنيا وعني وتبصر فيك غير الشك عيني



ولكني شقيت بحسن ظني من الشجن المؤرق لا تدعني



وتشقي بالظنون وبالتمني حديث الناس، خنت، ألم تخني؟

 

التوقيع

حنان محمد غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 05-10-2007, 01:51 PM   #11
حنان محمد

كاتبة وإعلامية

مؤسس

الصورة الرمزية حنان محمد

 






 

 مواضيع العضو

معدل تقييم المستوى: 22

حنان محمد غير متواجد حاليا

افتراضي


محروم وحي الحرمان" ديوان شعري للشاعر عبد الله الفيصل, والديوان شعر وجداني, وهو تعبير مباشر عن مشاعر الإنسان من حب وكره وحنين وعذاب وسعادة, يمتاز بالانفعال العاطفي وتوهج الذات, وقد يكون موضوعاً داخلياً صرفاً أو خارجياً, غير أن الشاعر يعبِّر عنه من خلال إحساسه به, فتصوير الطبيعة ليس تصويراً مجرّداً موضوعياً يعني الشاعر فيه بأبعاد موضوعه المعقولة المحسوسة مادّياً بل يرسمه بعد انفعال به, ومن الأفق الذي يتبدّى له إثارة وحساسية.

الشاعر الأمير عبد الله الفيصل يذكّرنا بالشعراء المهجريين حيث الشعر الوجداني الغنائي, وهو تعبير صادق صافٍ عن خلجات النفس, وعن العواطف والانفعالات الذاتية الخاصة. وفي تراثنا العربي نغمات "وجدانية ثرَّة", وكثيراً ما يسبغ الشاعر الوجداني على موضوعه شيئاً من ذاته, وهو يعمد إلى التشخيص فيجعل الطبيعة تشاركه أتراحه وأفراحه حتى يندمج بها أو تندمج به في كلٍّ موحّد, يقول الأستاذ صلاح لبكي من خلال مقدمته لديوان الشاعر عبد الله الفيصل: "ويا ما أفجع هذا الحرمان الذي يحول المرء وحقيقة ما يكنّه له كإنسان إيّاما أوجعه !! يأبى أن يظلّ صاحبه رهين غربتك, غربة نفسه في الأرض, أو غربة مؤاخاة لمن لا يعرف مدى الصدق في مؤاخاتهم له!! لكم يجب أن يكون هذا المحروم محروماً".

وفي غزل الشاعر الأمير عبد الله الفيصل سموّ روحي يرقى بالحبّ إلى آفاق سامية, ويترفّع عن كلِّ مادّي محسوس. وفي قصيدته "هل تذكرين" تشاركه الطبيعة حبّه وهيامه, والشاعر يرى في الطبيعة ذاتها مرآة لأحاسيسه ومشاعره, ويؤكّد بقاء هذا الحب, وأسمى ما فيه وهو العفاف:

هل تذكرين وداعينا مصافحةً أودعت فيها كريم الأصل يُمناك
وحين غنَّت الأغصان شاديةً أنشودة الحب في ترديدها الباكي
أنت الحياة لقلب جدّ مكتئبٍ وليس يسعده بالوصل إلاّك
فإن نسيت وداداً كان يجمعنا على العفاف فقلبي ليس ينساك
ويأبى الشاعر أن يكون الحبّ عبوديةً, وفي هذه النظرة عمق إنساني ينساب في شغاف قلبه رغم ما وجده من صدود وإن كان يفصح عن هواه بيد أنها لا تبادله الشعور بشعور, ورغم هذا الصد كانت قريحته تتوقد فتتحوّل العاطفة إلى حمم من البراكين في قصيدته "أراك":

أراك فلما لعينك لا تراني وأنت وصوتي فرسا رهان
وها أنا في هواك أضعت عمري مقاربةً علي أمل التداني
دعوت الشعر فيك فما عصاني ولان قياده بعد الحران

ويرسم الشاعر لوحةً شعرية, لكن الألوان في هذه اللوحة تبعث في النفس الشجن واللوعة والحزن والقلق, إنه الإعراض وما يخلفُهُ من هواجس وعواطف متصارعة داخل النفس, غير أن الشاعر كان مستسلماً لخياله الرومانسي فلم يفلح بالسيطرة على قلب الحبيبة فتظهر مثاليته وتزيد عما هو مألوف في الواقعية وذلك في قصيدته "حيرة":

إن تكن بالوهم تحيا بعدما جدّ منه البين فالوهم ذليلُ


ما ترانا سُفحَت أدمعنا وكذاك الدمع للوجد رسولُ


نحن صرعى لفتاتٍ ورؤى وأمانٍ ما إليهن .... سبيلُ

ومما لا شك فيه أن المرأة تبقى دائماً ملهمة للشعراء, ومفجِّرةً للخيال, وموقدةً للمشاعر.
في قصيدته "ثورة خيال" تتأجج المشاعر فتنساب أبياته العذبة كالينابيع الثرَّة, وعلى عادة الشعراء العشّاق العرب لم يستطع أن يصرّح تصريحاً مباشراً عما يكنُّه داخل أعماقه وفي ذلك امتداد لطقوس عربية منذ القدم.
فالسرُّ يكاد يمزّق أوصال الشاعر, ولكنه في حيرةٍ من أمره وكان لا بدَّ له من الصبر شاء أم أبى, خاطب سلطان القلوب:
هل أداري الألم العاصف في قلبي بصبري?
أم أبوح اليوم بالسرِّ وهل يجهل سرِّي?
لست أدري هل أبوح الآن ويحي لست أدري?

وفي قصيدته "نجوى" استرجاع للذكريات التي مرّت بحياته حين كان في زيارة "لمصر" وكان لا بد أن يتواجد "النيل" في شعره وبذلك تتداعى الأحلام الجميلة, وقد أراد الشاعر أن يملأ الكون بهجةً وسروراً وفرحاً, فلم يبق من الحب سوى شريط الذكريات وهذا الشريط الذي يرسمه الذهن يبقى عزاءً لشاعرنا فلم يعد هناك شيء سوى الحلم الجميل:

وعلى النيل مواعيد الوصال لم يدم لي غير ذكرى في خيالي
يا حبيبي هذه الدنيا لنا فاملأ الكون بهاءً وسنا
إنّما سلواي ذكرى حبنا أين يا ليلاي مني عُشّنا?

ويحلّق الشاعر في فضاء الإبداع ويفصح عن تجاربه الحياتية في "عواطف حائرة" فالحيرة توجع رأس صاحبها, وقد انسابت المعاني انسياباً جميلاً رائعاً وفق شاعرية غنائية ترقَّ فيها الألفاظ وتتوقد فيها الأحاسيس:
أكاد أشكُّ في نفسي لأنّي أكاد أشكّ فيك وأنت مني

فالشاعر يريد أن يمزّق حبال الشك, وما أقسى الشك حين لا تحسم المعاناة ولا تظهر الكوامن كما يجب, فهو قلق وأسيرلهذه الظلال القاتمة :
يكذّب فيك كل الناس قلبي وتسمع فيك كل الناس أذني
وكم طافت عليّ ظلال شك أقضَّت مضجعي واستعبدتني

وجرياً على عادة الفرسان الذين لم يهابوا سطوة الموت ولم يكترثوا مما تؤول إليه الأمور, حيث الحميّة والشكيمة والاعتداد بالنفس غير أنهم عندما يقتحمون رحاب المرأة يرفعون الراية البيضاء حيث تصرعهم العيون النجلاء والجمال الساحر, وجرياً على هذه العادة كان الشاعر عبد الله الفيصل في هذه المعمعة الغزلية في قصيدته سمراء,
سمراء يا حلم الطفولة يا منية النفس العليلة
كيف الوصول إلى حماك وليس لي في الأمر حيلة
إن كان في ذلّي رضاك فهذه روحي .... ذليلة

رغم أن الشاعر لم يكن موفّقاً من قبل المحبوبة التي لم تصن العهد فكانت ناكرة خادعة, ورغم ما وهبها من شبابه وحيويته ووجده إلاّ أنه كشف قناع الغدر عن وجهها وأمام هذه الحالة التي لا تسرُّ أراد الشاعر أن يتظاهر بالإزدراء منها رُبّما ليخفّف من وقع المصاب عليه, وربّما يكون الكبرياء بعينه كما هو وارد في قصيدته "أمل يخيب"
لا حبّ والغدر الخؤون يحوطه ولّى الغرام مع الحبيب الغادر
هي وردةً ظمأى وقد روّيتها إذ قلّ عنها الغيث ماء نواطري
كم ذا بذلت صداقةً ومحبّة وجنيتُ ما يجني فقيد بصائر
هرباً بنفسك أن تكون معذّبا وانظر إلى الماضي بعين الساخر

ما أنبلك أيها الشاعر الأمير وأنت لا تطلب من الحبيبة سوى الوفاء , فالشاعر يرفض أن تذرف الحبيبة الدموع, ويرفض صراخها ونحيبها. وفي موقفه هذا يتجلّى الكبرياء والشمم والسمو, يقول في قصيدته "أطيلي الوقوف":

هو الداء يبعث في أضلعي وإذا ما نعيت فلا تفزعي
ولا تبعثي صرخةً في الفضاء ولا ترسلي مدمع الموجع
ولك عليك بحفظ الوداد وصوني عهود الفتى الألمعي

لم ينصرف الشاعر إلى الهوى ويدع الوطن, فقد كان الوطن وما زال أثمن وأغلى وأسمى شيء في حياته, فهو يفتخر بوطنه, ويشيد بشباب المملكة الذي تسلح بالعلم وبكرامة تراث الوطن كما يهب روحه فداء للسواعد الفتية وذلك في قصيدته "إلى شباب بلادي".
مرحى فقد وضح الصواب وهفا إلى المجد الشباب
قد راح يستهدي العلا ويصارع الموج العباب
ذاكم لعمري عدة الو طن الكريم المستطاب
كرَّمتموني .... دائماً فلكم حياتي يا شباب

وهكذا تفيأنا في روضة الشعر العربي السعودي, روضة الشاعر الأمير عبد الله الفيصل, وهو أحد عمالقة الشعر العربي, وقد بلغت قصائد الديوان تسعاً وثلاثين قصيدة, وضمَّ ما بين دفتييه مائة وتسعة وأربعين صفحة, لمؤسسة الملك فيصل الخيرية.

بقلم
جاك صبري شماس

 

التوقيع

حنان محمد غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 05-15-2007, 01:21 AM   #12
سلطان ربيع

كاتب

مؤسس

الصورة الرمزية سلطان ربيع

 






 

 مواضيع العضو

معدل تقييم المستوى: 24

سلطان ربيع غير متواجد حاليا

افتراضي


سلطان ربيع غير متصل   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
الرسول صلى الله عليه وسلم وتعدد زوجاته !! هدب أبعاد العام 2 05-09-2008 03:21 PM
الطبيعة وتشكيل الإحساس الرومانسي في شعر الأمير عبدالله الفيصل !! رحمه الله هدب أبعاد العام 6 02-28-2008 01:47 AM
عبد الله عطية الحارثي بين السفر والإستغراق في الذاتية محمد مهاوش الظفيري أبعاد النقد 6 07-10-2007 06:46 PM
قلـب الشمـالي خالد العنزي أبعاد الشعر الشعبي 63 03-14-2007 10:29 AM
ضوابط الاقتباس من القرآن من القرآن الكريم فى الأعمال الأدبية حسين البليهي أبعاد النقد 25 06-23-2006 12:08 AM


الساعة الآن 10:36 AM

الآراء المنشورة في هذا المنتدى لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الإدارة

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.