فرح في قمعستان - منتديات أبعاد أدبية
 
معرفات التواصل
آخر المشاركات
[ فَضْفَضَة ] (الكاتـب : قايـد الحربي - آخر مشاركة : زايد الشليمي - مشاركات : 75152 - )           »          نفثات مقدسة من أنحاء اخرى .. (الكاتـب : محمد الجهني - مشاركات : 0 - )           »          فَــوَاق ! (الكاتـب : ماجد العيد - مشاركات : 14 - )           »          وصب ! (الكاتـب : تركي المعيني - مشاركات : 155 - )           »          هــايــكــو (الكاتـب : حسن زكريا اليوسف - آخر مشاركة : تركي المعيني - مشاركات : 299 - )           »          لاَ مِسَاس ... ! (الكاتـب : جليله ماجد - مشاركات : 509 - )           »          ارتداد (الكاتـب : ماجد العيد - مشاركات : 325 - )           »          جُمُوحُ العَاطِفة (الكاتـب : محمّد الوايلي - مشاركات : 1682 - )           »          [ #مَعْرِضٌ وَ تَعْلِيْقٌ ] (الكاتـب : قايـد الحربي - آخر مشاركة : ماجد العيد - مشاركات : 8214 - )           »          تبّت يدين البُعد (الكاتـب : عبدالله العتيبي - مشاركات : 14 - )


العودة   منتديات أبعاد أدبية > المنتديات الأدبية > أبعاد النثر الأدبي > أبعاد القصة والرواية

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 04-10-2012, 12:10 AM   #1
سُلاف
( كاتبة )

الصورة الرمزية سُلاف

 






 

 مواضيع العضو

معدل تقييم المستوى: 0

سُلاف غير متواجد حاليا

افتراضي فرح في قمعستان


بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
اسمي فرح،
و ليس لي من اسمي نصيب، وُلدت في بلد يدعى بقمعستان و كلُ بلادنا قمعستان، ككل القصص التعيسة بدأت حياتي بيتم و فقر و زوجة أب، فقط ليتها استمرت هكذا،

الفصل الأول: فرح

” و ها نحن كما كُنا يا عزيزتي، قلوبٌ لا تتوقف عن النزف، و أرواحٌ أُستبيحت..”

وُلدت لأسرة ريفية ، أبٌ قاسيٍ و جاهل يعتبر المرأةَ أمةً و تابعةً للرجل و لا يمل تذكيري و أمي بأفضاله علينا أن وضع الخبز بأفواهنا الجاحدة الناكرة للجميل، و لأم أمية لا تختلف كثيرًا عن بقية النساء القرويات من حيث انقيادها و ضعف شخصيتها و إيمانها اليقيني أن المرأة نصف دابة و نصف إنسان و أن المرأة ليس لها إلا رجلها ليستر عليها، كما لو أننا معاشر النساء لا نُستر إلا برجل أو بظل رجل، و لي أخ يصغرني بنحو 4 سنوات يدعى سعيد، كان أبي يأخذ اللقمة من فمي و يضعها بفمه، كونه الوريث الوحيد لإرث عائلتنا التعيس الذي لا يهتم به و لا يذكره أحد، حتى نحن.

لا أذكر أني سمعت أمي يومًا تقول لأبي لا أو تناقشه بأي شيء، حتى عندما كانت تُصفع أو تُهان و حتى عندما كان يعاقبها على أخطائه كانت تبُدي له السمع و الطاعة و تخفض رأسها كما العبد أمام السيد، رأسها لم يكن مرفوعًا يومًا، لم تكن تملك من أمرها شيئًا، كانت دومًا مُهانة مِطواعة منقادة، منزوعة الإرادة و الرأي خاضعةً أبدًا للرجل و لظل الرجل و لبصاق الرجل على وجهها المليئ بالتجاعيد، عندما يعود و قد بدد كل أموالنا، عفوًا أمواله، في لعبة قمار قد خسرها، فيكون الذنب ذنبها و لا تسألني كيف، لكنها عنده و عندها قد استحقت تلك اللطمات و الشتائم التي تبعتها بصقة على أكرم ما وهبها الله، وجهها.

لم تعش أمي طويلاً، ليس بسبب كمية القهر و الظلم التي تشربتها و كمتتها بصدرها، مذ كانت طفلة ببيت سيدها الأول جدي، إلى أن استحالت عبدةً في بيت سيدها الثاني أبي، فأمثال أمي من النساء، يعشن و يتعايشن مع القهر و الذُل، كأنما هما و المغزل و جدر الطهي رفقة دربها و خلانها، يرثنه من أمهاتهن و يورثنه لبنتاهن، و لأن أمي ماتت و أنا صغيرة فلم أرث منها تركة الذُل و القهر، و لتعاسة أبي فقد وُلدت ببيته فتاة مرفوعة الرأس، عصية!

لكن أمي لم تمت ميتةً هادئة على سريرها، و لم تمرض بمرض عضال أنهكها و أزهق روحها، لم يأتِ لها الموت مُختارًا بل قيد إليها، سحبه أبي من قرنيه و رماه أمامها، قصة موت أمي، تحكي و تنبئ برخص حياة المرأة عند أمثال أبي، أن كيسًا من الطحين أو رغيفين من الخبز يعدلانها قيمةً و يزيدان، أن المرأه ماهي إلا سريرٌ و متاع إن عطب أُستبدل بغيره، كأنما دماؤنا دماء الأرانب و أرواحنا أرواح البغال!

في عاميّ الثامن، أصيب أخي سعيد بداء الكوليرا الذي انتشر بتلك السنة في قريتنا و القُرى المجاورة و قتل الكثيرين، و لأن أهل ناحيتنا كانوا فلاحين فقراء لم تهتم الحكومة ببناء مستشفى أو مستوصف واحد لنا، و أقرب منشأة طبية كانت مستوصفًا بيطريًا يبعد عنا 180 كيلو مترًا، فالبغال و الأبقار و الخراف كانت صحتها أهم من حياتنا عند حكومة مصاصي الدماء التي كانت تحكمنا، و نحن أحياءً او أمواتًا ستؤخذ من ظهورنا الضرائب و من أفواهنا فتات الخبز، لتجمع و ترمى تحت أقدام راقصةِ في عرس ابن مسؤول حكومي لم يعرف الجوع مثلنا.

أخذ أبي سعيدًا إلى كوخ بعيدِ في أقصى مزرعتنا ريثما تصل المساعدات الطبية، التي لم تصل يومًا، و طلبَ من أمي أن تبقى معه لتطببه و تقوم على شؤونه، بينما ظللت أنا مع أبي في المنزل كي أقوم على خدمته و تنظيف ملابسه و ايصال الزاد لأمي و سعيد، تلك الأيام لن أنساها ما حييت! رغم أني لم أكن أفهم سبب عزل أمي و سعيد بعيدًا عنا، و سبب حرق جثث أهل قريتنا، و سبب لعن أبي لحكومة الكلاب و اللصوص الذين تركونا نموت و انشغلوا بمهرجانات رياضية، يزورها وفود من خارج بلادنا ليروا بأعينهم مدى التطور عندنا، رغم كل هذا إلا أنني كنت أشتم رائحة الموت قرب الكوخ القَصيّ، أكاد ألمح طيف الموت يدور حوله و يحتار مع نفسه، أيدخل الآن أم غدًا؟ هل الأم أولاً أم الصبي؟ أموت مرير؟ أم موت سريع؟ و يبدو أن الموت لم يحتر طويلاً، فقد أخذ روح سعيدٍ الذي لم يحتمل جسده النحيل الصغير هذا الوباء القاسي، لكن سعيدًا لم يمت إلا و قد ترك لأمي ما سيلحقها به قريبًا، فظلت أمي بذاك الكوخ إلى أن ماتت.

يتبع، إن أذن المولى

 

التوقيع

مدونتي،
الحمد لله

سُلاف غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 04-10-2012, 01:24 AM   #2
إبراهيم بن نزّال
( أدميرال )

الصورة الرمزية إبراهيم بن نزّال

 







 

 مواضيع العضو

معدل تقييم المستوى: 74415

إبراهيم بن نزّال لديها سمعة وراء السمعةإبراهيم بن نزّال لديها سمعة وراء السمعةإبراهيم بن نزّال لديها سمعة وراء السمعةإبراهيم بن نزّال لديها سمعة وراء السمعةإبراهيم بن نزّال لديها سمعة وراء السمعةإبراهيم بن نزّال لديها سمعة وراء السمعةإبراهيم بن نزّال لديها سمعة وراء السمعةإبراهيم بن نزّال لديها سمعة وراء السمعةإبراهيم بن نزّال لديها سمعة وراء السمعةإبراهيم بن نزّال لديها سمعة وراء السمعةإبراهيم بن نزّال لديها سمعة وراء السمعة


مـجـمـوع الأوسـمـة: 1

فعالية النثر الوسام الفضي



افتراضي



لمثل هذه النصوص نحن بأمس الحاجة لنرتوي من حقيقة القصة.
هنا الواقع وإن خالطه الألم بغزارة، بيد أن أسلوب السرد القصصي هنا كان فاخرا جدا،
وبحق أقولها للمرة الأولى أنعم بهكذا أسلوب قصصي يغرف من بطن الألم حروفا - في صفحة النت-.
سُلاف، لن أكتفي بهذا المرور سآتي كثيرا لأقرأ بقية القصة، فاستهلاليتها تبعث على الحضور اللازم للارتواء.
تستحق التقييم الفاخر. فشكرا لكِ، تحياتي

 

التوقيع

وقلم، قارب.

إبراهيم بن نزّال غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 04-10-2012, 02:36 AM   #3
إيمان محمد ديب طهماز
( شاعرة )

الصورة الرمزية إيمان محمد ديب طهماز

 







 

 مواضيع العضو

معدل تقييم المستوى: 41193

إيمان محمد ديب طهماز لديها سمعة وراء السمعةإيمان محمد ديب طهماز لديها سمعة وراء السمعةإيمان محمد ديب طهماز لديها سمعة وراء السمعةإيمان محمد ديب طهماز لديها سمعة وراء السمعةإيمان محمد ديب طهماز لديها سمعة وراء السمعةإيمان محمد ديب طهماز لديها سمعة وراء السمعةإيمان محمد ديب طهماز لديها سمعة وراء السمعةإيمان محمد ديب طهماز لديها سمعة وراء السمعةإيمان محمد ديب طهماز لديها سمعة وراء السمعةإيمان محمد ديب طهماز لديها سمعة وراء السمعةإيمان محمد ديب طهماز لديها سمعة وراء السمعة

افتراضي


سلاف : قصة موجعة وسرد جميل

حلقت بها بعيدا جدا

فرأيت العالم من زاوية الوجع العقيم

ورجعت مع تنهدات لا تُحصى

بالتوفيق يا سلاف

 

التوقيع


نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة
(هتفت باسمكِ في الآصال والسحر
كأنه دندنات العود في الوتر
)


هتفت باسمي في الآصال تنشره
كالعطر يهمي بنفح الروح في الزهر
فكنت رجع الصدى ياخير من هتفوا
باسمي كرعد بكاء الروح في الأثر
وقلت أورقت بي ياخير عازفة
في مسرح الوجد بين الصفو والكدر


(إيمان محمد ديب) ألحان الفلك

إيمان محمد ديب طهماز غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 04-10-2012, 08:38 AM   #4
ابنة الظلال
( كاتبة )

افتراضي


صباحك سكينة..

يا لكم هذا الوجع القاتل....!

سردك للأحداث بسلاسة وبساطة يوحي للقارئ أنه ليس مجرد سرد..

بل كأنه تأريخ لحياة معاشة....

بدءا من العنوان اللافت وانتهاء بالجملة " يتبع إن أذن المولى"

فكلها فيها جذب وتشويق....

سأنتظر الأجزاء اللاحقة حتما...

نص مكتوب بحرفية عالية

احترامي

 

التوقيع

لا تـــــثريب على الفرسان أن يترجلوا !

ابنة الظلال غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 04-10-2012, 07:16 PM   #5
عبدالإله المالك
إشراف عام

الصورة الرمزية عبدالإله المالك

 







 

 مواضيع العضو

معدل تقييم المستوى: 16866

عبدالإله المالك لديها سمعة وراء السمعةعبدالإله المالك لديها سمعة وراء السمعةعبدالإله المالك لديها سمعة وراء السمعةعبدالإله المالك لديها سمعة وراء السمعةعبدالإله المالك لديها سمعة وراء السمعةعبدالإله المالك لديها سمعة وراء السمعةعبدالإله المالك لديها سمعة وراء السمعةعبدالإله المالك لديها سمعة وراء السمعةعبدالإله المالك لديها سمعة وراء السمعةعبدالإله المالك لديها سمعة وراء السمعةعبدالإله المالك لديها سمعة وراء السمعة

افتراضي


سُلاف ..

نحن أمام قامة باسقة مثلك ..
كاتبة مبدعة بلاشك تواجدها وقلمها علامة فارقة ..
بدءًا من العنوان إلى سرد القصة .. حقًا أبداع

حييتِ أخيّة

 

التوقيع

دعوةٌ لزيارةِ بُحُورِ الشِّعرِ الفصيحِ وتبيانِ عروضِهَا في أبعادِ عَرُوْضِيَّة.. للدخول عبر هذا الرابط:

http://www.ab33ad.com/vb/forumdispla...aysprune=&f=29


غَـنَّـيْـتُ بِالسِّـفْـرِ المُـخَـبَّأ مَرَّةً

فكَأنَّنِيْ تَحْتَ القرَارِ مَـحَـارَةٌ..

وَأنَا المُـضَـمَّـخُ بِالْوُعُوْدِ وَعِطرِهَا ..

مُــتَـنَاثِـرٌ مِـثلَ الحُــطَامِ ببَحْرِهَا..

وَمُــسَافِرٌ فِيْ فُـلْـكِـهَا المَـشْـحُـوْنِ
@abdulilahmalik

عبدالإله المالك غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 04-11-2012, 06:40 AM   #6
سُلاف
( كاتبة )

الصورة الرمزية سُلاف

 






 

 مواضيع العضو

معدل تقييم المستوى: 0

سُلاف غير متواجد حاليا

افتراضي


سيدي: ابراهيم العنزي،

ما الكاتب الا مرآة لمجتمعه، مرآة مكسورةٌ، نعم، تفرض ما تريد، نعم، تتغاضى عما تريد، فهي تختار، نعم.. لكنه بالنهاية صنيعةُ ما يرى و ما يسمع فليس الكاتب يصنع واقعه لكن الواقع يفرض نفسه على الورق، بشكل او بأخر.
شكرًا للطفك

سيدتي: إيمان محمد ديب،

لستُ أرى بهذا العالم الا التوجع و الألم، و ان تواريا خلف برقةِ المظاهر أحيانًا، و لا اكتب ما اعيش، بل ما أرى.
أسعدني مرورك

سيدتي إبنة الظلال،

ان ابتليّ المرء بما يجب، يمكنه ان يسرد الف حكايةٍ عن الف حياةٍ لم يعشها، او الف حكايةِ عن واقع وحيد عاشه و لم يعش غيره، صباحك سكينة و أهلاً بك.

سيدي عبد الإله المالك
ما أنا الا كما العيال على الأدب و المتطفلين على موائد السلطان، لكني اشكر مجاملتك.
_

 

التوقيع

مدونتي،
الحمد لله

سُلاف غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 05-08-2012, 11:01 PM   #7
إيمان والي
( كاتبة )

الصورة الرمزية إيمان والي

 







 

 مواضيع العضو

معدل تقييم المستوى: 12

إيمان والي غير متواجد حاليا

افتراضي


رائع اكملي
متشوقه لمعرفه المزيد سلاف
اسلوبك متميز
^^

 

إيمان والي غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 05-12-2012, 09:57 AM   #8
علياء البوعليان
عضو أبعاد أدبية

الصورة الرمزية علياء البوعليان

 






 

 مواضيع العضو
 

معدل تقييم المستوى: 0

علياء البوعليان غير متواجد حاليا

افتراضي


وعليكم السلام و رحمة الله و بركاته
أعتقد احدى أهم عناصر الرواية هو الجو العام كونه يساعد بشدة في التأثير على القارئ من نواحي عديدة، سواء الشعور بأثر الأحداث او التعاطف / النفور من الشخصيات. وهذا -الجو العام- اراه متجلي بالأسطر القليلة التي عرضتيها علينا، هذا ليس بالشيء البسيط سلاف
فالجو العام بالعادة يحتاج لعدد من الصفحات او الفصول حتى كي يغلف الأحداث ويقدمها بطعم أخر

متشوقة بشدة لهذا العمل الذي أعلم أنه سيكون تحفة أدبية
لا تنسي فرح وإن طال الوقت وغمرتك المشاغل، تلك حكاية يجب ان تُحكى

 

علياء البوعليان غير متصل   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 12:20 AM

الآراء المنشورة في هذا المنتدى لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الإدارة

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.