لي في جريدة الرياض "الطلاق و غلاء المعيشة "

[عبد الله العُتَيِّق]

تحية طيبة .
و صباح مُفْعَم بكل سعادة .
أتمنى قراءته على هذا الرابط : (] الطلاق و غلاء المعيشة [)

[] الطلاق و غلاء المعيشة []

في الفترة الأخيرة، ومع انتشار الغلاء، بدأت الناس والصحف تنقل أخباراً عن أولئك الناس الذين تركوا أسرَهم وأطفالهم هروباً من واقع المعيشة الذي لم يرحمهم، لعلهم هربوا لكسب شيء لهم، ولعلهم عجزوا عن الوقوف بصمود أمام تيار الغلاء الجارف، ولعل قليلاً منهم من هجر أسرته بطلاق لا رجوع بعده .
باتت ظاهرة الغلاء موضة في السلع، فكل سلعة ارتفع سعرها بقدر النصف وربما ارتفعت ضِعفاً كاملاً، وليس في يد الشخص أية حيلة تجاه هذا الشيء إلا أن يرضى بذلك ويقبله، ويصبر عليه يوماً ويوماً، ولكنَّ الأمر من سيئ إلى أسوأ، فكلُّ أمور المعيشة الضرورية صارت في غلاء فاحش لا يُعقل، ودعاوي تنزيل الارتفاع أوهام يُغرَّرُ بها المستهلكون، طبيعيٌ ألا يُدركَ مَن رجله في الظل حرارة الشمس .

مواجهة الواقع ليست سهلة ولا هينة، ولا كلُّ أحد يُطيق صبراً عليها، لجبروت الواقع وسطوته ولقلَّة الواقف عوناً على المواجهة، لهذا كان من السهل عند أولئك أن يهربوا من واقعهم المؤلم إلى العزلة والعيش بالوحدة تاركين وراءهم نفراً من الناس، لعجزهم عن القيام بما هو ضروريٌ في الحياة، والهروب عن المواجهة للضعف والعجز نوع من القوة وصورة من الشجاعة .

ظاهرة الغلاء مكسب فيهِ أنانيةٌ وبعيد جداً عن الإنسانية، ولو كان غلاءً لطيفاً لما ضجر الناس ولما تذمروا، ولكنه غلاء من الصعوبة أن نسميه غلاء لأنه جاوز مُسمَّى الغلاء، حقيقة لا بُدَّ أن نعترف بها .

من مقتضيات الحضارات تقليل المشاكل لا تكثيرها، والغلاء أصبح باباً واسعاً لمشاكل كثيرة في المجتمعات، سواءً حدثت أم لم تحدث، وما يعيشه الناس اليوم علامة على حدوث هذا الشيء، وليت الغلاء حين كان وظهر ظهرت معه مُعينات للناس على مواجهته، فإنَّه ظهر على فقر المجتمعات ولم يكن معه إلا تعميق ونقش الحفر في المجتمع .

بقدر ما نرى الآن من ظاهرة ترك البيوت التي حدثت بعد قريبٍ من غلاء المعيشة فإنَّ الطلاق بسبب المعيشة ليس بعيداً، أخشى أن يكون، وعساه لا يكون .

ليس بعيداً أن يكون أحد يقوم بالطلاق في ظل قهر الغلاء الفاحش، لأنه إذا كانت الناس الذين أحوالهم فوق المتوسطة وقريباً من الحالة العُليا باتوا يتّمرون من هذا الغلاء، فكيف بمن دونهم بقليل ؟

إن بدأت ظاهرة الطلاق بسبب الغلاء فإن المجتمعات ستواجه مصيبة كبيرة لا يُمكن حلها إلا بصعوبة، وبعد زمن يطول، فما كان مبنياً في سنوات يُهدم في لحظة، ومن الصعب ردم الجُرح، كثير من الأُسر ستتفكك وتضيع، وهذه ظاهرة ليست من الحميد وجودها في ظلِّ الحضارة العصرية .

وفي حدوث وانتشار الطلاق بسبب الغلاء فإننا لن نلوم مَن قام بهذه الظاهرة، لأنه لم يستطع القيام بواجب الحياة لمن يعولهم وينفق عليهم، وليس هناك من مدَّ له يد العون والمساعدة، وسواءً طلبَ أم لم يطلب الواقع يدلُّنا على كثيرين ممن لا يستطيعون سدَّ قوت يومهم، ولا يكون لومنا لأولئك صحيحاً ولا محموداً، لأنهم أخذوا ما فرضه الواقع عليهم إما أن ترضى بالمعيشة وإما ألا ترضى، فهو إن رضيَ فلا يجد عوناً وإن لم يرضَ لم يجد من يسمع له، فليس له إلا أن يفرَّ عن الارتباط والنجاة بنفسه ويترك الخلق للخالق، هذا شعار حاله .

وبعيداً عن هالة المثالية فلو عشنا حالة واحد من هؤلاء لوجدناه معذوراً ونحن نلومه .

لذا فلا نستغرب أن تحدث ظاهرة الطلاق في المجتمعات بسبب الغلاء، فربما أُطلِّقُ أنا، وربما يُطلق صديقي، لأنه نتيجة غير صحية لظاهرة غير صحية .

نحن في حاجة لمعالجة ظاهرة الغلاء قبل أن تستفحل في جسد المجتمع بسببها صور تعيدنا لمآسي ومشاكل نحن في غنى عنها، وبعد أن تجاوزنا كثيراً من النصف في حلها .

عبد الله العُتَيِّق

 

[قايـد الحربي]

عبدالله العتيق
ـــــــــــ
* * *



هنا :
لم تضع إصبعك على الجرح - فقط - ، بل وضعته على ما بعد الجرح
من جراحٍ مؤلمة تسبّب بها ذلك الجرح ..
و لعلّ أشدّ تلك الجراح : [ الطلاق ] و الهروب من الغلاء لـ البلاء و الداء .

:

كم هو مُبهجٌ أنْ يصل هذا الحرف للكثير من القراء
عن طريق جريدة الرياض التي تُشكر لنشرها له .

و نشكرك أيّها الأنيق
شكراً بك يليق .

 

[ديم بنت فيصل]

صباحك خير أخي عبدالله


.


الغلاء اللامتناهي والغير المعقول بدأ بإرتفاع مؤشره كهبوط مؤشر الأسهم السريع!


أغلب الطبقات تشتكي منه تذمراً وتأسفاً


إما إستنكاراً لـ وقاحة الاستغلال وإما عجزاً عن توفير أساسيات الحياة الطبيعية


وفي كلا الحالتين سيولد عواقباً وخيمة


ومنها الطلاق والسرقة وغيره من المشاكل التي لن يوجداً لها حلاً بعد ذلك


لـ إن سببها سيتفاقم مع الوقت ولاسبيل للحد من إرتفاع مؤشره



والحل هو الوقوف الصارم في وجه تياره وموجهيه


.


أخي عبدالله

شكراً بلا إنتهاء لموضوعك الذي لامس هم منشرخ ونازف من هموم مجتمعنا


كن بخير

 

[حمد الرحيمي]

عبد الله العتيق ...



أهلاً بك أخي الكريم ... و صباحك خير ...


أخشى أن تتحول جملة [ غلاء المعيشة ] لشماعة لكل راغب في [ الطلاق ] أصلاً و باحث عن أي مخرجٍ للخلاص من أحمال الزواج و أعبائه ...

يمكن أن نُحمِّل الغلاء [ بعضاً ] من اللوم لكننا قطعاً لن نحمله [ كله ] ....



عبد الله العتيق ...

قهوة المقال أنت ...

مودتي ..

 

[نورا إسماعيل]

هل تصدقني أخي الكريم أن الألم الذي يولده
الفقر قد يلم الشتات لأن الرجل /المرأة يكون مشغولا
بالبحث عن لقمة العيش التي تنهكه/ا
في حين أن الغنى وكثرة المال قد يسبب الفراغ والذي بدوره
يجعلنا نبحث عن ملئه ولانجد إلا

هو / هي لنتفنن في البحث والتنقيب السلبي للأسف
فهل لو تكلمنا بعد دراسة دقيقة سنجد الرد الشافي ؟؟



أطيب ودي

 

[فيصل الحلبوص]

اخي عبدالله العتيق



لقد سلطت الأضواء على قضية مهمه تؤرق المجتمعات


بشكل عام فالغلاء أنا أجزم أنه مفتعل


وهي لأستنزاف المواطنين وجعلهم في حالة مزريه


كأنهم لا يريدون أن ينعم المواطن بحياة كريمه


ورخاء أو بقليل من البحبوحه


ما أن يتنفس الصعداء حتى يبدأوا بخنقه


برفع الأسعار


هي سياسة (( أعطيك باليمين وآخذ منك باليسار ))


فوق ما تعانيه المجتمعات من العنوسه


يريدون أن يزيدوا حالات الطلاق


نجد آباء يتهربون من مقابلة أبناءهم ولا يأتون

إلا بوقت متأخر من الليل عسى أن يكون أبناءهم

قد ناموا حتى لا يطلبوا منهم ما لا يستطيعون

فعله

هكذا أرادوا الشعوب أن تكون الأغلبيه


من ( الطبقة المسحوقه )


وكأنهم يريدون أستعباد البشر لكن بطريقة أخرى


ويتمتع أصحاب الطبقة البرجوازية ببحبوحة من الرخاء والعيش الرغيد


يجب أولا


(إنهاء الإحتكار للمواد الغذائيةوالسلع الأخرى)


( فتح الأستيراد للمواطنين جميعاً )


بكثرة السلع وكثرة مستورديها تهبط الأسعار


وضع تسعيره لكل بضاعه تأتي من الخارج



لبيعها على المواطن


رفع معدلات الدخل للفرد


تفعيل جمعيات حماية المستهلك ووضع قوانين صارمه


تعاقب التجار (( طبعاً صعب لأنهم من الطبقه البرجوازيه ))


أخي عبدالله العتيق


أشكرك على حسك الأنساني وما الكاتب

والإعلامي إلا همزة وصل بين المجتمع والمسؤولين بالدوله



لك تقديري

 

[عبد الله العُتَيِّق]

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة قايـد الحربي

عبدالله العتيق
ـــــــــــ
* * *



هنا :
لم تضع إصبعك على الجرح - فقط - ، بل وضعته على ما بعد الجرح
من جراحٍ مؤلمة تسبّب بها ذلك الجرح ..
و لعلّ أشدّ تلك الجراح : [ الطلاق ] و الهروب من الغلاء لـ البلاء و الداء .

:

كم هو مُبهجٌ أنْ يصل هذا الحرف للكثير من القراء
عن طريق جريدة الرياض التي تُشكر لنشرها له .

و نشكرك أيّها الأنيق
شكراً بك يليق .

الراقي / قايد الحربي .
حالةٌ ألزمتْ أن يُكتبَ عنها ، خشيةَ الاستفحال و الانتشار
منقبةُ لي أن مررتَ هنا ، و الشكرُ موصولٌ لروحك
و لجريدة الرياض شكرٌ يخصها
__
عبد الله

 

[عاطف هادي]

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
استاذي عبدالله العتيق كل الشكر لك على هذا الطرح القوي وأضافه الى كلامك اقول اننا سنواجه مشاكل لايعلمها الا الله والسبب يعود الى وزارة التخطيط التي تقف موقف المتفرج واضافه الى هذا الكلام ان المخدرات وانتشارها سببها الفقر لعل المشاكل التي ستواجهنا في المستقبل القريب اكبر من مشكلة الغلاء
وللحديث بقيه
ولك تحياتي يا استاذي الفاضل