شـ / ـــغــ / ف ..

[عفراء السويدي]

عدتَ ولم تعد ..
تغرق في صمتك .. لأنتحر أنا على منصة الكلمات ..
تتعلق عيناي بشفتيك .. وأنتزعني منك .. لأعود لك ..
أسألك بشقاوة الطفلة التي في داخلي .. أتحبني ؟!
وأبقى واقفة بين سؤال وإجابة .. أنتظر أن تنفرج شفتيك عن كلمة ..
تتمتم : أحاول تخيل ان أحبك ..!
وأسقط في عمق لغتك .. وأدور في حلقة ظنوني ..
منذ سيرة الحب الأولى لم تقلها ..
ويحاصرني السؤال .. لماذا عدتَ ؟!

 

[عفراء السويدي]

إفترقنا لأنكَ أردت ذلك ..
لم يشفع لي أي شيء .. كنتَ رجلاً إتخذ قراره ..
ليصدمني به .. لم أتوسلك .. غادرتُ بصمتي ..
ابتعدتُ عن طرق قد تجمعني بك .. ومضيتَ بعيداً عني ..
أمر على كلماتكَ لأقرأك بكل الحب والعتب ..
وأنكر عليكَ جحودك ..
هل كان معكَ حق ؟!
وأمنحكَ عذراً وأجد لي أعذاراً ..
وأمضي في حياتي ..
آمنت بأنك تستحق الأجمل ..
وإني خسرتك في لحظة غياب وعيي ..
لم اقدّر حجم مصيبتي إلا بعد أن فقدتك ..
ومضيتُ في حياتي بدونك .. بنصف قلب / دون روح ..
عدت لتاخذ النصف الثاني من قلبي .. !
أهمس لك : اشتاقك ..
فتسافر عينيك إلى البعيد : ماشكل هذا الشوق لكي أقتله ..
ويحاصرني السؤال : لماذا عدت ؟!

 

[عفراء السويدي]

أقف على شباك الحلم ..
أشعر بأناملك تمس أطراف روحي ..
حلمنا الذي كان ..!
تنهرني : لم تدعيه يكبر .. !
مازال في قلبكَ عليّه الكثير ..
تفر مني عينيك ..
تنزع نافذة الحلم .. وترميها بعيداً ..
وأحيا تحت وطأة الواقع ..
تضيق أنفاسي .. وألتجأ إلى صدرك .. نار في داخلك ..
تحترق أنت .. وأذبل أنا ..
ترفق بي / بك ..
وتغرق في صمتك ..
ويحاصرني السؤال : لماذا عدت ؟!

 

[عفراء السويدي]

أعبر حزني إليك ..
فأجدك في آسى الأمسيات ..
وأخافك كالليل والآتي ..
تفر كل كلمات اللغة من ذاكرتي .. أجري خلفها ..
تتقطع أنفاسي .. وأرتدي معطف الصمت مثلك .. وأنظر عينيك ..
لاتشح بوجهكَ عني ..
وتتداعى الذكريات .. وأصمت في حضرتها ..
قلتَ لي حين عدت : كل ماكان بيني وبينك ألغيته من حياتي ..
ووافقتك .. لأني لم اشأ معارضتك ..
ولم أشأ أن تمضي مرة أخرى ..
حياتي بدونك كانت جفاف ..
بلل ظمأ روحي ياروحي ..
أقرأ في ملامحك .. شغف ..
وترتدي ثوب كبريائك ..
وتمضي .. لتتركني حائرة بيني وبيني ..
ويحاصرني السؤال .. لماذا عدت ؟!

 

[عفراء السويدي]

تفعل المرأة كل شيء للإبقاء على من تحب ..
أحاول أن أستبقيكَ حتى بالكلمات ..
ولكنكَ تمضي إلى داخلك ..
قاسياً كنتَ علي وأقسى كنتَ عليك حين نحرتَ الأماني في نفس مكان الحب ..
غضب منكَ البحر .. والمواعيد .. والطرقات ..
لم يغفروا لك جريرتك بي ..
لم يحدّثك البحر من يومها ..
وأُغتيل المكان بأمر الموعد ..
واستوحشت الطرقات ..
وجفت روحي من العذابات ..
تمردتَ على كل شيء ..
وغادرتك السعادة معي ..
واثقة أجل ياحبي ..!
فقط ..
يحاصرني السؤال : لماذا عدت ؟!

 

[عفراء السويدي]

تقف عند حدود الغروب في زمن الصمت تتجرع غصاتك ..
وتصدّر لي آساك ..
فأتساقط في مدى حزنك ..
وأسأل الوقت عن لحظة فرح .. آت ..
هل غادرتنا البهجة مع سيرة الحب الأولى ..
مات قلبك حينها .. أجزم بذلك !
تحتاج إلى عملية إنعاش لإحياء النبض الذي كان ..
بيني وبينك مساحات من الصمت ..
يتقدم شوقي لتحبطه تقطيبتك ..
فينكفأ عائداً يشعل مجامر دواخلي ..
فتضطرب مساماتي وتلجمني حيرتي ..
ويحاصرني السؤال : لماذا عدت ؟!

 

[عفراء السويدي]

أحمل وردتي وأقف على بابك .. هذا حالي .. كل صباح ..
حاجز بيني وبينك .. أمد يدي .. ولاتصلك ..
تنظرك عيناي .. ويرتد بصري حائراً ..
كيف أتخطاها .. وأحيّاك كذاك الزمن الجميل ..
أين يقيني بأن من مضى لايعود .. وإن عاد .. لايرجع إحساسه الماضي .. معه ..
ماإن طرقت بابي .. حتى وجدتني أغفر لك رحيلك المضني ..
وأتناسى عذابات غيابك ..
وأحبكَ .. أكثر ..
إلى الآن لاأدري كنهه مشاعرك ..
وأسألك : لم تعد تحبني كالسابق ؟!
وترد : ربما !
وأجدني في وسط الإجابة .. بين النعم واللا .. مدن من الحزن والآسى ..
لماذا لم تعد تراني ؟!
تهمس لي : عينيكِ في كل أفقي .. لذا سأغمض عيني !
أنا في دواخلك .. أين تفرّ مني ؟!
تلوّح لي وتمضي ..
ويحاصرني السؤال .. لماذا عدت ؟!

 

[عفراء السويدي]

في دروب الحيرة .. كنتُ أتحسس ضوءك ..
تربكني وروحي ..
ويضّج صمتك .. / أنفاسك ..
منهكة روحك ..
متعبة .. أنا ..
أقف بين زمنين .. أنتظر زمنك ..
تشرق لتغيب بينك وبينك ..
مضني هو حضورك ..
مضني هو إنتظارك ..
أهمس لك : ترفق بي ..
فتتدثر عذاباتك وتمضي ..
ويحاصرني السؤال : لماذا عدت ؟!