.. يُــغَــادرُون ..!

[موزه عوض]

يُــغادرون ..





كلما حدّثَ الوجع مرآيا الأوطان
تناوبت التساؤلات
وظل اللامفهوم يخترق الإنسانية
تعاقبت سنوات الظلم قهرا
تبدلت أحوال البشر ضجة ..
وارتعشت أطراف الليالي الراحلة لمنتصف الفكر وتناسها نيسان ..

الحزنُ يشدُ رداء الخيبة وينظر لوقت ولوج الفجر وبضوء الأمل
يتوه بين ارتفاع الموج وقلقلة الروح وبضفائرها رجاءه ....
لهيب الغياب ترك للتفاصيلِ جرحا لم يُبرى بعد ..
فما بين العتب والليل ..بات الأمر مؤصدا أبوابه
وتوابيت البشر عالقة وسط القبور ..
كتلك القهوة وفناجينها المنسية ..






فكانوا يتسائلون ..
يتسائلون ..
ويتسائلون ..

أبين الفجر والعُتمة علاقة ؟
أكل البشر نيام ؟
أأنتم موتى ؟


رهبة جنون بعثرت الحلم البارد
دكت حصون المدن الكبيرة في وقت ضنك ..
تلامس الصدى تفاصيله خاصرة الموت
ويُعاد السؤال حتى المغيب من الخوف ..

ما زال كل شي يتوجع
مرارة البشر بمياة الدم تُنقع
فيفلق الصخر مرتان
عند التقاء الليل والنهار
وأعينهم خلف الجدران تُفقع ..

و الموت بذاكرة الوجع
يعود بعد غياب من سجن النبض .
و يترك شظايا البوح متناثرة على أرصفة التأمل ..

يتسائلون ..
يغادرون ..
من حيث اللاشي
والكل شي .

يا أنتَ أتلملم الجراح الباقية وترحل بدوني؟
أم ذاك الإمتلاء أخذك بعيداً ؟





سألتكَ مرارا أن تقف وحدكَ وتتصور حالك من بعدي ..
صريعا يعاني الحيرة والشرود
قبيحا ..تناظر عابري السبيل
متسولا ..تتنصل من التساؤلات
وتهرب حيث مداراتك المعتوهه ..

أيها المتربصون عند حافة الصمود
لا تتركوا الخوف يعميكم
ابعثوا مرسولكم وآخر الأنباء المملوءة بفتيلة الغضب
وارموهم بقذائف الخوف...
وأعيدوا كرامة الصمت من جديد ..

تيقنوا أن ..لأناملكم المتأرجحة خلف ضباب الغدر موشومة بالذل والإنصياع
وبرهبة جنون الغدر ولهفة أيادي الأوطان ابقوا هناك ..
قد ..
تبعثون الحياة للأرض ..
وتتركون ثوب يستر أجسادهم ..

مهما نزف الجسد غضبكم
وترامت الأشلاء بالشوارع ..

لا تتسائلوا ؟

اعلموا أن الموت قادم لامحالة
والحرف يبعث للمدى شهامة أوطانه ..


فالى متى ستبقيني تحت ركامك ؟
وعند زاوية ..أحلامك ؟

أدنو مني حيث سأُعلمكَ بأنني ثورة أنثى وعروق الزهر
على أغصان الزيتون .. ..

هل من تساؤلات ؟

فالمطر شح والرهبة تتسعني وأوردة السماء تقطر دما
وبات الحلم ..صغيرا بي ..
يختنق مع شرايين الأنفاس المتألمة
وذاكرة الموت الأخير .






لن استسلم
ولن أعود ..
غريبة..
ولي من التفاصيل ما يذكُرها تاريخي
وأول ميلاد للذبول ..

لن أعود
فقد مات قلبي
وذاكرتي
وحديثي عند التقاء الأنهار ..
مات نبضٌ بخطوط كفيه
ورواية تفاصيلها غريبة ما بين منكبيه ..
فما زال كل شي صامت
لا حراك له .
الموت / الجزع / والشهقة الأخيرة
أغلبها ..اشتعلت عند لهيب الإنتظار
والشروط التي دونتها بسجلات تاريخ الألم ..







لا تتسائل أكثر من هذا
وحدهم تركوا الماضي يخترقه الموت
فركنوا بين الحاضر وخذلان الضمير
ينتظرون الزيف من القادم والخطوات ..



مات قلبي اليوم
وعلى نعش الحرية
ضجت المدن بارتشاف الغياب
والفقد الأول لتاريخ لغتي العربية
وحنان الأرض ..

لا تبكي .
لا تبكي كثيرا
لأني ...
سأبتلع جمر الغياب
وأشهدُ أن لا إله إلا هو رب العباد .







بتوقيت القلوب الموجوعة ..

 

[د.فيصل عمران]

يغادرون ..

انها ونة ألم من العيار الثقيل .



لم تكن اللهفة حاضرة ، بقدر ماكانت الحكمة تغرف من أوجاع الغياب
لترسم أوجاع الحضور ..


مدينة من الأهوال الممتعة ، وان غادرها ابطالها ..!

بحق .. كنت رائعة .

 

[صالح الحريري]

أنثى الوجع ..
قلمٌ له نكهة الألم وأنينه ..!
حين تكتب عن الحزن تثور بداخلها حمم تصويرية مدهشة ...
تجعل الوطن طينة خصبة لتزرع فيها صنوف البذور لهذا الحرف المغموس بماء الجراح ...!


يــ ونة ..!
قرأتكِ وما زلت أؤمن بحرفكِ ..
كشاطئ تحلّق فوقه نوارس الإبداع والحكمة ...
تسافر إليه قوارب الذهول لتتزود بقوت رحلة لا تنتهي ...!



هكذا أنتِ ..
أنثى للوجع وأكثر ...!

 

[موزه عوض]

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة د.فيصل عمران

يغادرون ..

انها ونة ألم من العيار الثقيل .



لم تكن اللهفة حاضرة ، بقدر ماكانت الحكمة تغرف من أوجاع الغياب
لترسم أوجاع الحضور ..


مدينة من الأهوال الممتعة ، وان غادرها ابطالها ..!

بحق .. كنت رائعة .

لا زلنا نرسم ملامح الفرح بين أنياب الغدر وعتمة المدن
لا زال ...الموت يغادر معهم ...


:

د. فيصل عمران


شكرا لك ولروحكَ النقية هنا ..
إحترامي

 

[موزه عوض]

استاذي صالح الحريري

:

يبلغ الوجع أقصاه
وينبت حيث ثنايا اللحظات القادمة من زفيرهم وارتخاء تفاصيل الوجع ..

هناك ...تبلع الأرض اشلاء بللها مطر الموت وتركها قاسية المدى ..


:


وريث الحرف

اشكر لك حضوركَ الطيب
ولمسة لها شفافية النبض

أهلا ..وريث

 

[سعد المغري]

..

ونة ألم..
لـ.نصكِ النصيب الأكبر من اسمكِ.
وسقتِ هنا وجع تدلى
من شق كنة روحكِ.
طبتِ ياونة ودمتِ بغيرها..

 

[مي العتيبي]

:
:





ياخساره !
لم الحق سوى نصر الإنتفاضه ....
و" ليتَنِي كسبت شرَفَ الجِهَاد " !!!!!



كنتي : مـُدمـِيـَه ...
لا ...
بل أكثر ....

 

[محمود هرموش]

أطلقي عصافير الحزن
كي نرشرش على أجنحتها قطرات من حروفٍ شاخت على بياض الدفاتر
فما بين القصيدة وأعشاشها على المآذن
أجراس تدق معتقة الصبر والانتظار
وما بين النبيذ وأوراق الدوالي حزنٌ
يغمس مخالبه في تراب الأرض
ويندب سَبْيَ من كانوا يعصِرون يوما باشتهاء ونشوة
أيُّ مسافة تباعد ما بين ظمأ المحابر .. وهطول الكلام ..؟
ورحيل الناتئات من الشوق في فداحة الحرمان مسوّرٌ بفيض من سغب الحقول
هل ستغير صهباء النبيذ مجراها ..؟؟
وصهيلٌ الغياب حرونٌ يعزف صمته بمرارة خريفية السقوط مغيّبة الأفول
وشعاع أعمدة الضياء يسد نوافذه المباحة في وجه صوت الناي
يحصي أنغام تفاصيل المقام الملول
مرهق الكبرياء
يخبئ رغبة الكتمان حينا
وتفضحه إذا ما أرقه العتم
يدفن رأسه بالقصائد
فيعلو حفيف الحروف:
أذعني يانكهة الأمطار لرغبات القصيدة
وكوني بردا وسلاما
كوني خصبا دافقا من صلب السيول
فهذا الزمان عقيم
وآخر اليباس يتباهى على سحب النحو ِ بصموده
والابتهال أيقن أن حقائبه مليئة بالفلول
وسارية الوقت التي فقدت سمت جهاتها ترسل الآن زوارقها
تبعدها عن شاطئ جف على أبواب رماله سؤال
عن زائر
يأتي و لا يأتي
يأتي نثيثاً .. ويغادرُ حثيثاً
يبلل فتات أحلامه برذاذ شهي من بكاء نوارس ٍ
نسيت رنين غنائها معلق على زيتونة
أصلها محبرةٌ...
وفرعها ...
في سويداء القصيدة


تحيتي
واعجابي