"سلطان العميمي" يحلق بين الغياب وطعونه !!! - منتديات أبعاد أدبية
 
معرفات التواصل
آخر المشاركات
ستقول لي: _ تعالي بما تبقى منك إليْ.. (الكاتـب : جنوبية - آخر مشاركة : زايد الشليمي - مشاركات : 10 - )           »          [ فَضْفَضَة ] (الكاتـب : قايـد الحربي - آخر مشاركة : زايد الشليمي - مشاركات : 75153 - )           »          مُتنفس .. شِعري ! (الكاتـب : سعيد الموسى - آخر مشاركة : زايد الشليمي - مشاركات : 785 - )           »          نفثات مقدسة من أنحاء اخرى .. (الكاتـب : محمد الجهني - مشاركات : 0 - )           »          فَــوَاق ! (الكاتـب : ماجد العيد - مشاركات : 14 - )           »          وصب ! (الكاتـب : تركي المعيني - مشاركات : 155 - )           »          هــايــكــو (الكاتـب : حسن زكريا اليوسف - آخر مشاركة : تركي المعيني - مشاركات : 299 - )           »          لاَ مِسَاس ... ! (الكاتـب : جليله ماجد - مشاركات : 509 - )           »          ارتداد (الكاتـب : ماجد العيد - مشاركات : 325 - )           »          جُمُوحُ العَاطِفة (الكاتـب : محمّد الوايلي - مشاركات : 1682 - )


العودة   منتديات أبعاد أدبية > المنتديات الأدبية > أبعاد النقد

أبعاد النقد لاقْتِفَاءِ لُغَتِهِمْ حَذْوَ الْحَرْفِ بِالْحَرْفْ .

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 03-27-2009, 02:26 AM   #1
مشعل الذايدي
( شاعر وكاتب )

افتراضي "سلطان العميمي" يحلق بين الغياب وطعونه !!!


بداية وقبل ان ادخل في قراءتي النقديه والانطباعيه لهذا النص اريد ان اوضح سبب اختياري له والذي اخذ عدة اتجاهات جعلتني ابذل ما بذلت من جهد اولها كان الاتجاه الوجداني له والذي عطر النص برائحة الفقد والبحث عن الاخر في كل شئ هذه الوجدانيه دائماً ما تغريني في ان امسك قلمي واجعله يعانق اناملي لاغوص في جو الشاعر الوجداني محاولاً ايجاد دلالات لفظيه استعين بها لدراسة حاله معينه كانت متغلغله في ذات الشاعر نفسه لم يصرح بها بقدر ما المح اليها تاركاً مهمه صعبه على من يود فك رموز الالفاظ وثاني هذه الاتجاهات هو السلاسه اللفظيه والتي وضعت في مواضعها الايحائيه الحقه والحس الثقافي واللغوي التي كانت تحمله اما الاتجاه الاخير فقد كان هو الاهم بالنسبة لي وهو الاتجاه النفسي للشاعر والذي كان متمثلاً في الصراع من اجل اقرار الحب والوصول الى حدود اللذه الجماليه ووجدت بالنص صوراً ادبيه وشعريه لها دلالات على اللا شعور وعلى الرغبات المكبوته والفرديه في منطقة اللا وعي ، ولا اخفيكم سراً انني لمست بعضاً من الكبت العاطفي والذي كان يتجول بين ثنايا النص مما اوقع الشاعر فيما يشبه الحصار اللا ارادي مما دفع الذات لدى الشاعر ان تدافع عن نفسها للخروج من هذا الحصار مما حدى بها ان تبذل جهداً من شانه ان يضعف الذات ويوهن قواها كما يقول (فرويد ).
لا اريد ان اطيل عليكم ولكن رايت ان تكون هذه المقدمه هي المفتاح للخروج الى النص وليس للدخول له .

[poem=font="simplified arabic,5,red,bold,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4,gray" type=1 line=0 align=center use=ex num="0,black"]
طلبتك بالذي خلّى عيونـك لـي مسـار ودار=أمانة لو خذاك الدرب يوم فْـسكّـة احبابـك

توقّف واشّر بإيدك.. يجـوز تسولـف الأمطـار=عن حضورك وتتجمّع غيوم الشـوق باسبابـك

هنا مرت حكاية حب ونامـت زهـرة النـوّار=على كف اللقا ياللي عجزت اطرق بهـا بابـك

وش تظنّ الليالي اللي مضت إلا تعـب واسفـار=مادام ان الطريق اللي خذاك فْـيوم ما جابـك

تعال انفض عن ايامي تعب مَ ادري بقايا غْبـار=تعال وكحّل عيـون السنيـن بلفتـة اهدابـك

تعال اتهجّى في حضورك كلام مَ انكتب فَـاشعار=تعال امحيني واكتبني قصايد حـب فـي كتابـك

تعال مسامح طعون الغياب ومـا أريـد اعـذار=تخيّل كل ما فيني سكنتـه وصـار يحيـى بـك[/poem]


طلبتك بالذي خلّى عيونـك لـي مسـار ودار
أمانة لو خذاك الدرب يوم فْـسكّـة احبابـك


( طلبتك ) هذه المفرده والتي عادة ما تقال لشخص عزيز من اجل تحقيق طلب هو اقرب الى الرجاء .. لم يكتفي الشاعر هنا بتحديد الطلب مباشرة بعد تلك الفرده انما اصراره وخوفه من ان يقابل طلبه بالجفاء او حتى الرفض وتوجسه من عدم ايجابية الرد انسحب كل ذلك على نفسية الشاعر مما استدعى ان يدعم ذلك الطلب بالحلف والذي جاء جلياً واضحاً : (بالذي خلّى عيونـك لـي مسـار ودار )
اسقاطه ذكيه اعتبرها تلك التي اوردها سلطان العميمي في حلفه على الطرف الاخر لم يكن الحلفان وحده هو ماكان يصبو اليه الشاعر انما اراد ان يمرر موقع الشعور والمكانه للمخاطب حتى لاتاتي مفردة (طلبتك) باهته دون ان يكون لها طعم العاطفه اراد الشاعر بحرفنه هنا ان يخلط بين مكونين نفسيين لهما الاثر البالغ في استاجبة الطرف المقابل وهما ( الرجاء والذي اتى مبينيا على لفظ طلبتك ) و( قيمة المقصود بهذا الرجاء ( الطرف الاخر ) وموقعه من نفس الشاعر وكوامنه النفسيه والذي جاء بالتركيب اللفظي .. خلى عيونك لي مسار ودار ) توليفه لا يجيدها الا من شعر بصدق وطلب بحراره وارتيب من الرد ان لايكون في صالحه الجمع بين الطلب وتبيان العاطفه يحتاج احياناً الى تركيبه متقنه بحيث يكون التساوي بين جانب الرجاء وعاطفة مابعد الرجاء متوازنه لا يطغى احدهما على الاخر والا تشوهت الصوره ولم يحصل المقصود . اعجبني جدا استرسال الشاعر بمفرده اتت في مطلع الشطر الاخر من البيت ( العجز ) وهي ( امانه ) فعلى الرغم من بساطة الظاهر اللفظي لتلك المفرده الا انها تنم عن حميميه مطلقه بين طرفي الخطاب وكانه أي الشاعر هنا يحاول ان يضفي نوع من الرجاء ولكن بشكل اخر اتجه فيه الى المراعاة وكانه يستحضر بها ماقاله احدهم عن الامانه :
واذا اؤتمنت على الأمانة فارعها * ان الكريم على الأمانة راعِ ... ولكن لما رمى الشاعر بهذه الكلمه بالذات لما لم يقل بربك مثلاً او حتى بمفردة (وتكفى ) الجواب هنا لايملكه الا قلب الشاعر بذاته لم تكن الحاله التي طغت على نفس الشاعر الا حاله وجدانيه اكثر منها الزاميه لم يكن الامر يستحق ان يشطح الكاتب وياتي بالفاظ قوية ضمنياً ولكنها قد لا تتماشى وحالته الرجائيه اراد ان تكون مفردة الامانه هنا مفتاح لارهاصات نفسيه قد تاتي بعد هذا اللفظ والذي يفتح افاقاً فضفاضه لكل انواع الرجاء فاللفظ (بربك ) يشعرك او يجعلك بالاحرى تشتم رائحة الالزام وهو مالم يرده الشاعر وحتى اللفظ ( وتكفى ) لم يكن له أي مسوغ للدخول لانه يرمي الى الخضوع نوعا ما فالشاعر لم يرد الالزام وكذلك لم يحبذ الخضوع يواصل الشاعر متناغماً مع الحاله السابقه ولكن دون ان يبدى ماهية الطلب حتى يوضح الحاله المكانيه والتي يريد الشاعر ان تكون هي المقر لانطلاقة التحقيق وهو ما اشار اليه سلطان العميمي بهذا الجزء من الشطر والذي اتى بعد المفردة (امانه )
(لو خذاك الدرب يوم فْـسكّـة احبابـك) اعجبني جداً الدخول للحاله المكانيه لاسيما وان الشاعر هنا استهلها ب (لو ) هذه الكلمه والتي تحمل بين طياتها الكثير الكثير من البعد الانساني لدى الشاعر وكأنه قد وصل الى بعد عاطفي تولد من ذات البعد الانساني ليمرر وبكل صراحه خوفه من اشكالية اللقاء والمواجهه والتي قد تكون بلا ملامح وبالتالي لانرى او يرى الشاعر ان هناك صوره واضحه للطريق المؤدي اليها، مفردة لو تدل على عدم التاكد من تحقيق الشيء ولكن التعويل على المصادفه هو ما يعج في طيات تلك المفرده، ربما كانت الحاله النفسيه للشاعر في هذه اللحظه بالذات تنم عن عدم ثقه باللقاء مرة اخرى الا عن طريق وسيط يتسلل الى الطرف المقابل والمعني بالرجاء وهو ( الدرب ) والذي جعله سلطان العميمي هو الحامل لتلك الخطوات وان عصت على صاحبها، لم يقل الشاعر لو خذيت الدرب ولكن اعلنها ب ( لو حذاك الدرب ) وكانه يعول على اثار الخطى السابقه والتي رسمت في الماضي درباً قد يكون هو الوسيط يوما ما وهذا ما جعل الشاعر يشير الى مفردة (فسكة ) فالسكه كلفظ متداول في اغلب البيئات المحليه يدل على قرب المسافه من المقصود وتطلق على الممرات والطرق التي بين البيوت أي ان السكه هنا عنى بها الشاعر الدرب القريب منه والذي اتى ضمنياً عكس الدرب في اللفظ الاول والذي جاء قبله، وكان التسلسل في طي المسافات بدءأ بالدرب وانتهاءأ بالسكه هو ما كان يرنو اليه الشاعر ليكون التواجد في سكة الاحباب ،وهذا هو جوهر الحاله المكانيه للشاعر ليتم بعده التصريح عن هوية الطلب وهو :


توقّف واشّر بإيدك.. يجـوز تسولـف الأمطـار
عن حضورك وتتجمّع غيوم الشـوق باسبابـك



توقف هنا اتت في صيغة الامر ولكن المطعم بالحنينيه وما اوردها الشاعر هنا الا لشد الانتباه لحاله وصفيه يريد من المخاطب ان يعيها بكل تفاصيلها من ايماءات اشار اليها بمفردة ( واشر ) والتي تعني رفع اليد وتحريكها لتعطي انطباعاً نفسياقد يقع في حالة الفراق وهو مالم يضمنه الشاعر هنا، او في حالة تجديديه للقاء اتى بعد فراق، وهو ما عناه هنا،و الايماءه التي اشار اليها الشاعر لم تكن لفرد او لغيوم او امطار بل هي لحاله من الشوق تحوي بيئه كامله من المحسوس واللا محسوس ومن الوعي واللا وعي انها باختصار ايماءه للكل ، المكان بكل تفاصيله والزمان بكل حالاته، فالحضور هنا من قبل الاخر هو حضور تجميعي لجزئيات اتت لتكون كيان وحدوي عبر عنه الشاعر ب ( وتتجمع ) وكأن الالتئام لم يكن له تواجد الا بالاخر الغائب الحاضر والذي يملك بيديه كل اسباب الالتحام العاطفي والفكري معاً .اعتقد ان الشاعر هنا يريد ان يصل الى مفهوم او حاله من التسامي بالاخر خاصة وانه وضع تلك الحاله في اطار من السمو تجلى بتجمع الغيوم وحكايا الامطار وهنا يستحضرني بول الوار عندما وضع حبه في صوره تسامى فيها بحبيبته ووحد بينها وبين الحقيقه المجرده يقول ( حين كنت فتى فتحت ذراعي لاستقبل الصفاء ولم يكن هذا الصفاء سوى رفرفة اجنحه في سماء خلودي لم يكن سوا خفقان قلب حبيب يخفق في صدر تملكه الحب . وحينذاك بقيت في الاعلى لا استطيع الوقوع ) ولكن هذا التطابق بين الحب والتسامي المطلق له اثر مضاد من الناحية الخلقيه وهو عزلة الشاعر وهذه العزله نفسها لاسبيل بعده من التسامي الانساني الرائع الذي ينشده وفي هذا لايكون هذا التسامي سوى هجسه اوحت بها لحظه عابره من لحظات الوجود كأنها الحلم .


هنا مرت حكاية حب ونامـت زهـرة النـوّار
على كف اللقا ياللي عجزت اطرق بهـا بابـك



(هنا ) اتت هذه المفرده لتحديد المكان الضمني والذي عاش في قلب الشاعر في زمن مضى دلت عليه مفردة (مرت ) وكذلك ( نامت ) المكان هنا موجع بالرغم من احداثه السعيده الماضيه لماذا ؟! لانه وبكل بساطه لم تعد متحققه تلك الحميميه في ذات اللحظه والتي يعيشها الشاعر هنا بل ان الحكايه ولدت (هنا ) وماتت (هنا) ايضا، اذن نجد ان المكان كان يشكل للشاعر اشكاليه من ناحية السيكيولجية الوجدانيه فذات المكان المليء بالحكايا المخمليه والزهور التي تبعث في النفس التفاؤل والذي رمز اليها الشاعر ب(زهرة النوار ) هو ذاته ايضاً المكان والذي اصبح يشكل الهم بكل اطلاله وتفاصيله .. اعجبني جداً( وارجو ان اكون برئ هنا من الذاتيه في النقد) اختيار الشاعر لزهرة بعينها ولم يعمم المعنى الرامز الى الزهور فقط، الاختيار وقع على فصيله محدده بالذات من بين الازهار كلها وهي زهرة النوار والتي تتميز باوراقها الرقيقه ولونها الاصفر والذي اعتقد ان الشاعر عول عليه لانه هو مصدر التفاؤل مما جعل تلك الزهره تأتي كتوظيف لجو المكان انذاك ولتضفي البهجه على فتره مضت من الزمن الجميل في حينها .. ينتقل الشاعر بسهوله وانسيابيه ليضع في الصوره السابقه للمكان مكاناً اخر ولكنه جزئي ورمز اليه بالكف والذي كان يعج بالامل والتفاؤل ايضا مما حدى به ان يضعه مكان لتنام به زهرة النوار موعودةً بلقاء كان من المفترض ان يتولد من آليه ذكرها الشاعر بكل وضوح وهي الطرق والذي رسمه اللفظ (أطرق ) ولكن لان الصوره لم تكتمل لعدم القدره على طرق باب الاخر من عجز متولد اما عن بعد عاطفي وليس مادي مجرد او عن ارهاصه نفسيه لم تكن تساند التوجه الدخولي في جو اللقاء المتامل لخوفه من عدم الاستجابه لذلك الطرق فآثر الشاعر هنا عدم لمس الباب حتى يبقى بصيص من الامل وكأنه يذكرني هنا سلطان العميمي مناجياً كفه وفي الطرف الاخر الباب بنص لشاعر صلاح الدين عبدالصبور :
هو فرحتي لا تلمسيه ...
اسكنته صدري فنام
وسدته قلبي الكسير

وجعلت حائطه الضلوع _ وأثرت من هدبي الشموع .


وش تظنّ الليالي اللي مضت إلا تعـب واسفـار
مادام ان الطريق اللي خذاك فْـيوم ما جابـك



يواجه هنا الشاعر تداعيات مابعد الفراق في جو تملئه الغرابه محمل بسؤال موجع يلقي به في وجه الفراق قبل الاخر .. يعطي الاجابه على سؤاله هو قبل ان يذكر الاسباب المؤديه الى هذا التعب انه باختصار يقول حقيقه ثابته ليس لنتائجها أي سبيل للنسبيه او التشكيك حتى ، انه الالم عندما يتولد ليورث التعب والذي بدوره يهاجر بمن حمله ليكون السفر هنا مجازي وليس مادياً فربما كان السفر بالروح من منطقه الى اخرى دون الانتقال المادي ليكون هذا الرحيل هو الفكر المتأزم من الفراق وهو المغادره عن ماحوله ليبقى غريباً بين اوطانه حزيناً لايملك الا ان يلوم ذلك الطريق والذي ذكره بشكل واضح هنا من الناحيه الايديوليجيه الصرفه (مادام ان الطريق اللي خذاك ) الجاني هنا هو الطريق والضحيه هو الشاعر أي لعنه وضعها الطريق في درب الشاعر ليكون كل هذا الحزن واي عذر لطريق لايقبل الا بالاتجاه الواحد فقط انه الذهاب دون الاياب (فْـيوم ما جابـك) كل ماسبق ذكره من الم وانعزاليه وبؤس للمكان سواءاً الكي منه او الجزئي ليس له من انفراجه الا بقدوم الطرف الاخر لذلك نجد ان الابيات الثلاث الاخيره من النص تبدأ وتستهل بمفرده تحوي الكثير من الرجاء المغلف بالحزن الابيض يبدأها الشاعر هنا ب :

تعال انفض عن ايامي تعب مَ ادري بقايا غْبـار
تعال وكحّل عيـون السنيـن بلفتـة اهدابـك



دعوه صريجه للطرف المقابل لياتي وينفض السواد من الايام التي عاناها الشاعر ، صوت النداء هنا يعج بالحزن وكأنه استصراخ لذات المنادى ان يهب لنجدة ماتبقى من اطلال الزمن الخالي من التعب انها دعوه للعوده الى الوجود من حيز اللاوجود انها دعوه لجلي كل تراكمات الاسى والذي تمثل بقول ( تعب مدري بقايا غبار ) انها الحيره الناشئه في نفس الشاعر والتي جعلته لايتعرف على ملامح ذلك الالم وتركته متأرجحاً بين خطين كلاهما يؤدي الى ذات الحمل الذي انهك الشاعر انها اشكالية الهم وهي من ضيقت او بالاحرى شوهت حتى الملامح لذلك الضيق مما حدى بالمصاب ان يعجز عن تمييزه يستمر سلطان العميمي ليطالب تلك العيون ان تعكس نور اهدابها لتكحل به سنين الاغتراب العاطفي بلفته بسيطه ولكنها تعني الشئ الكثير في حيز السواد الاعظم يواصل الشاعر النداء

تعال اتهجّى في حضورك كلام مَ انكتب فَـاشعار
تعال امحيني واكتبني قصايد حـب فـي كتابـك



مفردة ( اتهجى ) اتت هنا بشكل جميل جداً وكأن الشاعر يريد ان يمحي كل ماتعلمه من قبل بجماله وقبحه ليبدأ من جديد يريد ان يكون طالباً للدرر وما فوقها يريد ان يبدأ من الالف لينتهي بباء البهاء ليدرس شئ غير عادي شئ لم يكتب من قبل له بريقه البكر ورونقه الفريد يتعدى بالهامه الهام الشعر ، لم يكن الشاعر هنا الا في حاله من الطيران في فضاءات واسعه يحلق فوق الغيم ليجعل الهم على بساط الثرى اراد هنا ان يمحى ليكتب بماء الشعر ولكن بيد من جعله يعاني وهو أي الشاعر حدد مكان الكتابه فهو لايريد كتابه على دفتر الزمن او على جريد النخل بقدر مايريد ان يكتب في طيات كتاب الحب فقط والذي يملكه الاخر الغائب .


تعال مسامح طعون الغياب ومـا أريـد اعـذار
تخيّل كل ما فيني سكنتـه وصـار يحيـى بـك



هذا البيت الاخير جاء بموضعه الصحيح ولو كان الشاعر قد وضعه بين ثنايا القصيده لقلت انه قتل بيديه ولكن الترتيب النفسي للشاعر كان صائبا في جعله ختاماً لنص اغرورق بالشجن حد الثماله هذا البيت نداء أخير يحمل به الشاعر كل اطياف التسامح فالضحيه هنا يمد يده بعكس المنطق ليجسد لنا لوحه من التسامح النادر التسامح الذي يكون بلا أي اعذار حتى ، أي تسامح طاهر اراد ان يمنحه الشاعر لمن اعطاه وتعاطاه بكل الم، بل أي بياض يسكن خلجات المصاب ليجعله بهذه المثاليه النادره ، كان هم الشاعر هنا هو العوده حتى ولو كان الثمن التغاضي عن كل ما اصيب به من هم وضيق والم كان الهم الحقيقي هنا هو ان يسكن الطرف الاخر في كيانه ليحيي به كل ما جف وهزل واصبح هشيما هشاً انها الدعوه الاخيره للاندماج مع الاخر في بوتقة اللقاء وهذا ما كان يرنو اليه الشاعر وجعله ديدن هذا النص العبق بكل جميل .




انتهى،،،

 

مشعل الذايدي غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 03-27-2009, 03:43 AM   #2
عبدالله العويمر

شاعر و كاتب

مؤسس

الصورة الرمزية عبدالله العويمر

 






 

 مواضيع العضو

معدل تقييم المستوى: 1114

عبدالله العويمر لديها سمعة وراء السمعةعبدالله العويمر لديها سمعة وراء السمعةعبدالله العويمر لديها سمعة وراء السمعةعبدالله العويمر لديها سمعة وراء السمعةعبدالله العويمر لديها سمعة وراء السمعةعبدالله العويمر لديها سمعة وراء السمعةعبدالله العويمر لديها سمعة وراء السمعةعبدالله العويمر لديها سمعة وراء السمعةعبدالله العويمر لديها سمعة وراء السمعةعبدالله العويمر لديها سمعة وراء السمعةعبدالله العويمر لديها سمعة وراء السمعة

افتراضي


سلْطان العميمي رؤيته النقديه جيده ، ولاغرابة في ظهور نص يحمل الجوده منه


اخي
مشعل


كل الشكر لهذا الثراء

 

التوقيع

عبدالله العويمر لاينتمي لأي مجموعه!

عبدالله العويمر غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 03-27-2009, 01:40 PM   #3
إبراهيم الشتوي
( أديب )

افتراضي


الضوء ...مشعل الذايدي

يسكب مسارب ذائقته على نص مكتنزبالرضاب ..

في رؤية محملة بالثمار الناضجة الذيذة ..

فشكرا لحضورك وحبورك الذي تركته لنا هنا ..

تقديري يالغالي .

 

التوقيع

نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة
الآن كتاب " مسارب ضوء البدر" في مكتبة : جرير-العبيكان-الشقري - الوطنية .
twitter:@ibrahim_alshtwi

http://www.facebook.com/MsarbAlbdr

إبراهيم الشتوي غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 03-27-2009, 08:08 PM   #4
أحمد الحسون
( شاعر وناقد )

الصورة الرمزية أحمد الحسون

 






 

 مواضيع العضو
 

معدل تقييم المستوى: 16

أحمد الحسون غير متواجد حاليا

افتراضي


بارك الله بيك
انطباعك جيد
وجهدك واضح.
دمت

 

أحمد الحسون غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 04-08-2009, 12:15 PM   #5
مشعل الذايدي
( شاعر وكاتب )

افتراضي


اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عبدالله العويمر مشاهدة المشاركة
سلْطان العميمي رؤيته النقديه جيده ، ولاغرابة في ظهور نص يحمل الجوده منه


اخي
مشعل


كل الشكر لهذا الثراء


استاذي الكريم / عبدالله العويمر

الشكر موصول لك
واشكرك من كل قلبي على تشريفك للمكان هنا
تقبل امتناني ... لمرورك العذب

 

مشعل الذايدي غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 05-09-2009, 01:09 AM   #6
مشعل الذايدي
( شاعر وكاتب )

الصورة الرمزية مشعل الذايدي

 






 

 مواضيع العضو

معدل تقييم المستوى: 16

مشعل الذايدي غير متواجد حاليا

افتراضي


استاذ ابراهيم الشتوي
ماذا اقول لك ...



شكراً

 

التوقيع

[POEM="font="Simplified Arabic,4,red,normal,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4,gray" type=2 line=0 align=center use=ex num="0,black""]عندي صاحب قال لي سر وقلت ابهالجليب= وعندي صاحب قلت له سر وسولف لمرته [/POEM]



mbcmbc@hotmail.com

مشعل الذايدي غير متصل   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 09:22 AM

الآراء المنشورة في هذا المنتدى لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الإدارة

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.