مع الصوت المهتريء..,
بين ثنايا إصبعه المنحني على مدخل تنهيدة..,
في تلكَ المسافة المبتورة من جسد الأمس..,
القريبة جداً من الأفق البعيد ,
الساكنة أحداق الشمس ,النائمة بين وسائد الغيم والموثَّقة في صدر الباب السابع بـ آخر سماء ..!
في جيب الفراغ الهائل في حقيبة ضيقة ..المجاور لـ تجمّع الصمت ,
الهارب من دياجير الحياة, اللاجيء لـ المنفى , المحتضن فُتات الوهم والعابث مع تقاسيم الموت..!
لـ المهد الأبيّض ورائحة الألوان تحت جفنٍ لم يُفتحَ قط وتفاصيل عالم يتضائل تحت خطى العثرات .!
وبعد ؛
مع ضحكة الغيم في الفجر الباكي ؛
جاء مكانك ..
فهلمّي قبل أن تُخلق المسافة ويُحدد الغد حيزك على خارطته.!
تبدو الصورة غامضة والطريق متردداً .!
زمجرة الأنفاس والترقب المكبّل بقيود الفناء يجعل تدفق الماء عسيراً في تلك الشقوق التي يبدو الملح فائضاً منها ..
فـ كثيراً منه بقي في زوبعة يصارع خلالها إغفاءاته القاسية على سرير الدمع المتحجر..!
مُدَّي البصر قليلاً وأخطفي من الزاوية القريبة من لفائفكِ ورقة مطوية..
تحسسي أطرافها العثة..وترهلات الزمن الواضحة في عروقها المدفونة..
الحروف الشاحبة كـ الحزن والسطور المتقلصة في قبر التوجع وزفرة الضجر الحارقة في نهاياتها..!
بين خطوة وخطوة مسافة حزن ..!
بين حزن وحزن مسافة موت.!
بين وطن ووطن مسافة غربة .!
الإغراءات ذابلة ؛
بين مسافة ومسافة اصطدام محتوم بجدار حلم ,
سيأخذك بإعجوبة مؤلمة نحو البعيد ..ويضعكِ في كينونة شقاء تُقلبين فيها أمنياتكِ العقيمة على صفيح بارد..!
رقصات الريح الصغيرة ؛
لا تفعل شيئاً سوى إنها توقظ التراب الساكن لتذكّره بأن القبر الآتي مع ركب النهاية يحتاج أن تكتملُ كثبانه..
كـ سلسلة جاهزة للإلتفاف حول عُنقه وبإيماءة مفاجئة تنهال بسرعة على جسدك..!
العيون المجاورة ؛
أحشائها جوع , تُحدقُ في الفراغات لتستجمعُ منها امتلاء.!
تضع في جيوبها الرثة ضحكات مختبئة ..تمضي لتترك خلفها شظايا الإحتراق وأكوام الرماد.!
الشوارع العارية والتي لجأت للغبار لتكسو ذاتها..
هي الملاذ المتبقي لآخر الخطوات..!
في وريقات متوارية..
ستتخذُ عهداً مضمخاً بروائح الخيبة.!
توقظ أول الليل لـ تسير بمحاذاته..
وعلى أرصفته تلقي قتلى عابرون..
تكفنهم بصفائح صدئة .. وتبقيهم بِلا قبور....!
هل تنمو رغبتك في محض حياة ..
أم تتواري في رحم مضيء يأخذكِ لـ قبل البداية بسلام.؟