فضول مزمن !!

[بدور الشمراني]

فضول مزمن ... !!

كثرة الحوادث الأخيرة التي شهدتها بلادنا مؤخراً كشفت القناع عن مواهب مدفونة في أوساط الشعب السعودي صغيره قبل كبيره
وأظهرت وبجدارة انه شعب يبرع في موهبة التصوير أكثر من معرفته لأبسط طرق الإسعاف الأولي وأنه قادر على التجمهر أكثر من قدرته على الإنقاذ بطريقة بدائية كأضعف الإيمان !!

كنا نتساءل سابقاً عن أسباب تأخر وصول سيارات الإسعاف لموقع الحادث
وأصبحنا الآن نتفاجأ برغم وصولها متأخرة إلا أنها وغالباً ما تتعثر في طريقها لشق حشود المتجمهرين لتصل بعد معاناة للمصاب الذي بدأ يلفظ أنفاسه الأخيرة !!

وفي خبر سمعته من أحد أقاربي الذين شاهدوا حادث مروري أدى إلى تصادم شاحنة بسيارة محملة بالنساء ويبدو أنهن معلمات قادمات من إحدى القرى المجاورة
قال بعد أن كان الشارع خالياً من البشر إلا من بعض السيارات المتجهة للطريق العام أصبح وبعد عدة دقائق مكتظاً بالمتفرجين الذي أسرع البعض منهم لإخراج هاتفه لالتقاط الصور ليكون له السبق بتصوير الكارثة!!!
( والكارثة في نظري أن يتم تصوير النساء في وضع كهذا ) بدون مراعاة للذوق العام في انتهاك أعراض الناس بهذه الطريقة الفضولية البشعة !!

وبعيداً عن حوادث المرور سنعيد استرجاع بعض الصور المؤسفة حقاً لما حدث في فيضان جده في العام المنصرم
جميعنا شاهدنا كيف ساهم الجميع في عرض الكارثة عن طريق التصوير ومن ثم النشر عبر مواقع الإنترنت المتعددة
التي نشرت عشرات المقاطع المأساوية لمنازل تتحطم بفعل الفيضانات واُسر تغرق وسط مجاري السيول
والكثير ممن كان هناك كان يكتفي بالمشاهدة والتصوير دون أن يحرك ساكناً !!!
حتى طائرات الهيلوكبتر التي انتشرت في سماء جدة حينها اكتفت هي الأخرى بالتصوير لمعرفة حجم الكارثة !!
بينما كانت هناك الكثير من الأرواح تزهق وتحتضر أمام مرأى من الجميع دون تدخل .. بحجة أن الموقف جديد علينا كشعب غير متمكن من السباحة والغوص في مياه لا تتجاوز المترين عن سطح الأرض والعذر هنا أقبح من ذنب !!

ما لفت نظري تلك الأيام هو ذلك البطل (باكستاني الجنسية) الذي عرض نفسه للخطر من أجل إنقاذ أرواح الكثير ....
كنت أتساءل أين شبابنا منه ؟؟ أين هي النخوة العربية ؟؟ وأين هم أصحاب الضمائر الحية ؟؟
هل أصبحت مآسي الناس في السعودية لقطات صالحة للتصوير والنشر فقط ؟؟
أم أن هناك حرية يمتلكها أولائك الفضوليين تجيز لهم التحكم بصلاحيات نشر المواقف المحزنة للآخرين بدون مراعاة لمشاعر ذويهم !!!

هل يرضى هؤلاء الرجال أن تُعرض صورهم أو صور أهاليهم و منازلهم أو سياراتهم في حالة يرثى لها ؟
من أعطاهم الحق بالتدخل في شؤون الآخرين إن كانوا أصلاً لا يمتلكون الجرأة للمساعدة فمن الأحرى الابتعاد نهائياً عن موقع الحدث حتى لا يعيق غيره من تقديم المساعدة لأصحاب الضرر ..

في حديث نبوي قال رسولنا الكريم عليه الصلاة والسلام (( من حسن إسلام المرء تركه ما لا يعنيه))
وهذه الحوادث المتنوعة وبرغم بشاعتها إلا إنها ساعدت مشكورة بكشف القناع عن مواهب الشعب السعودي المصاب بأعراض الفضول المزمن ذلك الشعب الذي لا يمتلك أدنى صفات الشعور بالألم والمواساة فبدلاً من التجمهر لتلقين المصاب الشهادة وتقديم الإسعافات الاولية له تجد البعض منهم مشغولاً بتحليل الحادث والتكهن بأسبابه والبعض الأخر يصور بعدسه هاتفه ليقوم فيما بعد بنشر المقطع عبر تقنية البلوتوث بطريقه احترافية لا يجدها أحد سوى شعبنا للأسف..!!

رسالة أخيرة وخاصة ..لشعوب (الفرجة) و أصحاب (المواهب المدفونة)
اتقوا الله في أنفسكم فقد قال صلى الله عليه وسلم
لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه

انتهى
بدور الشمراني

 

[عبدالله العويمر]

طرح جميل في مضمونه وأهدافه يابدور

ودعيني أرى زاوية أخرى لشيء رأيتيه من زاويه غير زاويتي الّتي سأراه منها

من صوّر لنا مآسي جده ساعد بشكل ٍ أو بآخر لأن نعرف نحن الساكنين في الرياض وفي المدن الأخرى حجم المأساة في جده ، كما أن ّ من صوّر ساعد في توثيق حجم المصيبه ونادى بشكل ٍ أو بآخر بالتحقيق مع من اختلسوا الملايين على حساب أرواح الناس

الشجاعة والعطاء تختلف من شخص ٍ لآخر صدقيني ، ولايعني أن من وقف ولم يُساعد والسيل يمشي ويلتهم الناس أنه جبان ولكن السيل على أية حال ٍ تقديره بنظر الماثل أمامه لا من يُنادي بنخوة الماثل ، فهو أكثر إنسان يُجيد تقدير حجم الخطورة والنجاة إن تقدّم وأراد مساعدة الغرقى!

أعلم أن رؤيتك جميله ، ولكنني رايتها من زاوية أخرى
لك ِ باقات الشكر

 

[سليمان العنزي]

مؤلم هو الواقع

أذكر في مدينتي السابقه مدينة الضجيج الرياض
كان السير يقف لساعات طويله
اقسم اتفاجأ ان الحادث بالمسار الأخر

هو طبع بني البشر
ولكن ربما لدينا مزمن هذا المرض
ولانلغي أن هناك من يكون يقف للمساعده
لكن الغالب يريد ذلك والتجمهر يخنق كل شيئ
وكثير من الحوادث التي تقع
ربما يكون المساعد الأول بعد الله هم الجمهور
ولكن لايمكن ان نلغي أن هناك فضوليين

طاب يومك

 

[حمد الرحيمي]

بدور الشمراني ...



أهلاً بكِ في أبعادكِ الأدبية ...




ربما يكون فيما ذكر بعض من الصحة إن لم يكن أغلبها ... من تجمهر و فوضوية و فضول و احتشاد للفرجة في حال الحوادث ...



لكن المثال المذكور عن الشهيد [ الباكستاني ] - رحمه الله - و كأنه أنموذج ينبغي على الشاب السعودي أن يحتذي به فيه نوعٌ من الظلم لنماذج سعودية مشرفة أمثال [ الشاب ] الذي أنقذ غرق طالبات جامعة الإمام في الرياض و أخرجهن من السيل و الشاب [ اليامي ] من الدفاع المدني و بطولاته في غرق جده و الفتاة الصغيرة طالبة المرحلة المتوسطة [ ملاك ] و بطولاتها في إنقاذ عائلات كثيرة بسيارة والدها في غرق جدة و [ شباب حائل ] الثلاثة و قصتهم الشهيرة و [ شاب جيزان ] و بطولته و غيره من الأمثلة المشرقة / المشرفة ... التي كنت أتمنى أن تكون أمثلةً يُقاس عليها.... لا أن نصور على أننا[ لا شيء ] أمام عظمة الآخرين ...



و أختم بأنه لا يعني وجود فوضى و فضوليين انعدام عيناتٍ فيهم من الشهامة و النخوة العربية الأصيلة الشيء الكثير ...






بدور ...
قلمٌ يضج بالرؤية الناقدة / الساخرة الجميلة .... شكراً لك عليه ...

 

[سميراميس]

طبت و صباحك الفاضلة بدور الشمراني
حقيقة تأسرني كثيراً الكتابات الإجتماعية و التي تهتم باللب الفلسفي الإجتماعي الحاليّ ..
أحببت أن انفث اللوتس لروحك و سأعود لمجاراة المحتوى الذي أثار أفكاري و شاكسني ليجبرني على الرد
بعد عودتي من السفر بإذن الله سأعقّب يا كريمة
كوني بفيض الجمال و أشهى

 

[شمس]

[ شباب حائل ] الثلاثة و قصتهم الشهيرة

لقد تم تكريهم يا حمد عبر وسائل الإعلام
وحصل احدهم على ترقيه والآخر مبلغ مالي
وغيرها من القصص


إذن يا بدور الحمدالله الدنيا بخير
وشبابنا والله لن يبخل احدهم بالمساعده
لكن ربما قلة الحيله فقط لا أكثر
لكن في داخلهم الحسرة والقهر
وهم يسارعون في التصوير حتى ينقل هذه الأحداث المخجله أمام العالم
لولاهم بعد فضل الله لما رأينا القصص والعِبر التي شاهدناها جراء ما حدث

أشكرك غاليتي بدور على هذا النور أنرتِ قسم المقال وربي

 

[بدور الشمراني]

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عبدالله العويمر

طرح جميل في مضمونه وأهدافه يابدور

ودعيني أرى زاوية أخرى لشيء رأيتيه من زاويه غير زاويتي الّتي سأراه منها

من صوّر لنا مآسي جده ساعد بشكل ٍ أو بآخر لأن نعرف نحن الساكنين في الرياض وفي المدن الأخرى حجم المأساة في جده ، كما أن ّ من صوّر ساعد في توثيق حجم المصيبه ونادى بشكل ٍ أو بآخر بالتحقيق مع من اختلسوا الملايين على حساب أرواح الناس

الشجاعة والعطاء تختلف من شخص ٍ لآخر صدقيني ، ولايعني أن من وقف ولم يُساعد والسيل يمشي ويلتهم الناس أنه جبان ولكن السيل على أية حال ٍ تقديره بنظر الماثل أمامه لا من يُنادي بنخوة الماثل ، فهو أكثر إنسان يُجيد تقدير حجم الخطورة والنجاة إن تقدّم وأراد مساعدة الغرقى!

أعلم أن رؤيتك جميله ، ولكنني رايتها من زاوية أخرى
لك ِ باقات الشكر

المشكلة ليست في التصوير وإن كان ذلك مهماً في بعض الأحيان
فإن الإنشغال به (عن الأمر الأهم الا وهو محاولة الأنقاذ أو تقديم الإسعاف_ مشكلة !!
هناك أناس تستلذ بمصائب غيرها لدرجة التصوير والفرجة
وهذا ماكنت أعنيه
العويمر شكراً لتواجدك