ما خبأتهُ تحت وسادتي - منتديات أبعاد أدبية
 
معرفات التواصل
آخر المشاركات
ستقول لي: _ تعالي بما تبقى منك إليْ.. (الكاتـب : جنوبية - آخر مشاركة : زايد الشليمي - مشاركات : 10 - )           »          [ فَضْفَضَة ] (الكاتـب : قايـد الحربي - آخر مشاركة : زايد الشليمي - مشاركات : 75153 - )           »          مُتنفس .. شِعري ! (الكاتـب : سعيد الموسى - آخر مشاركة : زايد الشليمي - مشاركات : 785 - )           »          نفثات مقدسة من أنحاء اخرى .. (الكاتـب : محمد الجهني - مشاركات : 0 - )           »          فَــوَاق ! (الكاتـب : ماجد العيد - مشاركات : 14 - )           »          وصب ! (الكاتـب : تركي المعيني - مشاركات : 155 - )           »          هــايــكــو (الكاتـب : حسن زكريا اليوسف - آخر مشاركة : تركي المعيني - مشاركات : 299 - )           »          لاَ مِسَاس ... ! (الكاتـب : جليله ماجد - مشاركات : 509 - )           »          ارتداد (الكاتـب : ماجد العيد - مشاركات : 325 - )           »          جُمُوحُ العَاطِفة (الكاتـب : محمّد الوايلي - مشاركات : 1682 - )


العودة   منتديات أبعاد أدبية > المنتديات الأدبية > أبعاد الهدوء

أبعاد الهدوء اجْعَلْ مِنَ الْهُدُوْءِ إبْدَاعَاً

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 02-18-2010, 12:21 AM   #1
صبا الكادي
( كاتبة )

الصورة الرمزية صبا الكادي

 






 

 مواضيع العضو

معدل تقييم المستوى: 15

صبا الكادي غير متواجد حاليا

افتراضي ما خبأتهُ تحت وسادتي


نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة
بسم الذي شق قلبي نصفين نصف لـ الآخرين ونصف تحت وسادتي أدسهُ عن عيون الآخرين
سـ تروى هنا حكايات هي على ذمة السامع وليس الراوي من منطلق إذا كان المتحدث مجنون فالمستمع عاقل..
وستكون هنا رسائل هي على ذمة ساعي البريد من منطلق أن لا وجود للمرسل والمرسل إليه فعلى ساعي البريد ان يتحمل عبء الرسائل وفحواها.
وسـ يكون هنا لـ الكلمة وقفة مابين سماء المشاعر و أرض الأحلام
وللمتلقي حرية قراءتها أو تجاهلها من منطلق الديمقراطية التي أخافها وأن بأعلى الشاشة زر"×"
يغلق لك متصفح عنوانه "ما خبأتهُ تحت وسادتي"ولكن الحذر أن تغلقه على أطراف قلبي.
هي آلام وأحزان ولـ الفرح والسعد نصيب هي تجارب ليست بحكم السن بل بحكم الأيام التي عاشرتها وعاشرتني..
والقصور أحبتي وارد فـ أعتذر منكم مسبقاً فـ ليس الكمال ملك يدي حتى أمنحه لـ حروفي..
****

 

التوقيع

فراغٌ مُزدحم..

صبا الكادي غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 02-18-2010, 12:38 AM   #2
صبا الكادي
( كاتبة )

الصورة الرمزية صبا الكادي

 






 

 مواضيع العضو

معدل تقييم المستوى: 15

صبا الكادي غير متواجد حاليا

افتراضي


سلسال
نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة

قلبان محبان وبينهما قدر محتوم فـ لا يجتمعان

ومع هذا..ارتديت السلسال وكأني أوثق العهد بأن لا لقاء لنا فـ قيدت العنق بـ قلبينا ووشمت على الصدر ذكرانا

كنت يوماً في وسط قلبك..وانتزعني منه الفراق..

ومازلت ..معلقة بك..كـ طيف..كـ تعويذة.. بلــ .كـ لعنة تلبست روحك..

سـ أبقى..أمرح في ساحات فكرك..وتختنق في ساحات فكري سـ أنام بين أضلاعك..وأضج مضجعي بك..

سـ تشتاق لي حتى....تكره اليوم الذي عرفتني فيه..وأحن لهدوء يوما كنت أجهلك فيه..

سـ أكون بين أهدابك دمعة فرح تمسحها أنامل صمتك..و سـ تكون رمش هدب سقط في محجر عيني فـ بكيتك ألماً

أعلم بأنك مزدحم بي...وأعلم بأني فارغة من كل شيء إلا من.......سلسال فيه قلبي الصغير مصمت مغلق دون سواك

وفيه قلبك الكبير مفتوح لكل امرأة سواي...

أسعدك الله...وسلمت وسلم قلبك من كل سوء أصاب قلبي....وحمااااك

نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة

شاكرة للغالية أمل هذه الألتقاطات الأكثر من رائعة...ودومابـ عدستك تترجمين إحساسي وشاكرة لك حسن رعايتك للسلسال حتى عاد لـ عنق الوفاء في حبي
.

 

التوقيع

فراغٌ مُزدحم..

صبا الكادي غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 02-19-2010, 12:01 AM   #3
صبا الكادي
( كاتبة )

الصورة الرمزية صبا الكادي

 






 

 مواضيع العضو

معدل تقييم المستوى: 15

صبا الكادي غير متواجد حاليا

افتراضي


رومانيات:



تحتضن حديقة أمي في الجنوب أشجار عدة ومختلفة.



وفيها شجرتان للرمان وما أثار فضولي لهما أن أحداهما مليئة بالرمان الناضج والذي يمتاز باحمراره الداخلي رغم شحوب لونه الخارجي.وطعمه اللذيذ"مجرد دعاية"



أما الرمانة الثانية فقد كانت مليئة أيضا حتى أني كنت ارحم حالها وكيف أغصانها تقوى أن تحمل هذا الثقل وكأني أرى الحمل الثقيل على إعتاق تلك العجوز التي تسكن بالجوار .



ولكن ما يختلف في الشجرة الثانية أن جميع ثمار الشجرة من الرمان كان متشقق وتالف



سبحان الله على نفس الأرض وذات التربة ونفس الهواء وطعم الماء



لا تزيد المسافة بينهما عن 30 متر ولكن نتاجهما يختلف



وحينما سالت عن سبب سوء حال ثمارها أجابتني خالتي" تلك القروية الي يشهد الجميع لها بقوتها



وصبرها على قسوة الأرض والزوج والحلال الممتد حتى أراضي ببشة وليس لها منهم نصيب



- الأرض والزوج والحلال-فقط الأسم يثبت كل شيء وكل شيء محرم عليها.



عذراً..أجابتني: بأن سوء حال ثمارها بسبب الظمأى!!!!!



قلت: الأخرى لا أراها كذلك الم تعاني هي من الظمأى؟ أليس لهما الماء ذاته ؟



قالت:هي أقوى تحملت مشقة الظمأى لتثمر لنا.والأخرى قد يكون صادف جذرها صخر فلم ترتوي مثل الأولى.ولم تجاهد الصخر لتصل للعمق فـ ترتوي وتثمر الثمر الصحيح.




هنا سكت ورددت سبحان الله حتى نحن البشر لا نختلف عن تلك الرومانيات



كل شخص منا يتعرض لظروف صعبة ومواقف تهز الجبال ومنا من يتحمل ويكون أقوى وكل



ما قسا عليه الزمن أعطى أكثر وأكثر ويبقى له نور يضيء دروب الآخرين رغم وجود عتمة



في جانب من روحه.ومع هذا نجده مبتسم متفائل ينسى شح السنين معه ليكون كريم مع



أيام الآخرين..لله دره مثل هذا الشخص وكأني أتذوق من حسن خلقه حلاوة كحلاوة الرمان.



ومنا من ينهار عند أول موقف صعب ليعتزل العالم ويعلن حالة كآبة وإن أعطى كان عطائه مر



وعلقم بسبب عدم اقتناعه بجمال الحياة فمرارة نفسيته تنعكس على تعامله مع الآخرين



تتجمد ملامح الحزن على وجه ليجبرك أن تنظر له بشفقة وأنت تردد(إلا يعرف كيف يبتسم؟)



أن اقتربت منه عليك أن تتحمل شكواه ولا باس بأن تكتئب معه من باب التعاون



ولكن لا تنسى قبل الرحيل عنه انفض غبار اليأس عن صدرك.



إحداهما تعرضت لموقف( ورفضت الخروج للناس التزمت غرفتها تاركه خلفها منزل واسع



فقط تبكي وتتابع قناة (البداية-وشريطها الكئيب)



وعندما سألتها عن سبب اختيارها لهذا الأسلوب. قالت لا استطيع أنا أشاهد ناس سعداء ولكن



هكذا لا أرى سوى الحزن والبؤس من حولي.



ابتسمت لها وقلت:أتريدين أن تشاهدي حزن يشعرك بـ أنك تملكين خير الدنيا وسعادتها أجمع زوري مركز الأورام والسرطان في مستشفى الملك فهد.



وانظري لمن عاش هناك لا يسهر معه سوى دمعه وحقنة تسكن وريده...



وحينها ستقولين الحمد لله على كل حال واني بحال أفضل منهم.


***



جميل أن نتأمل الحياة من حولنا ونأخذ الدروس من كل حي وجامد حتى نرتقي



بفكرنا وأخلاقنا..ولكن فقط نحتاج للحظة سكون وتأمل بصمت.ولكن لا تنسى



ابتسم وأنت تتأمل لترى النور في فكرك ومن ثم ثق سيكون ذالك النور في أخلاقك ومن ثم وجهك.



رمانة أخيرة: استمرت أمي تعنتي بتلك الشجرة التي لا تطرح سوى رمان مريض على أمل أن يتحسن حالها طوال فترة الصيف



وهي مسافرة كانت توصي القريب عليها وكأنها أبنتها حتى خلت بأنها أختي....

 

التوقيع

فراغٌ مُزدحم..

صبا الكادي غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 02-22-2010, 09:51 PM   #4
صبا الكادي
( كاتبة )

الصورة الرمزية صبا الكادي

 






 

 مواضيع العضو

معدل تقييم المستوى: 15

صبا الكادي غير متواجد حاليا

افتراضي


نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة

"كوب قهوة ودمعة "

الفصل الأول:


بالكاد فتحت عينيها وهي تمسح قطرات من العرق عن جبينها وعنقها،رمت بـ الغطاء بعيداً عنها بأقدامها وهي متململة من الفراش.
التفتت حولها وهي تفكر لما أصبحت أجواء الغرفة حارة هكذا،نظرت لنافذتها وإذ هي مغلقة تذكرت كيف كانت الغرفة في أول الليل باردة والرياح قوية بالخارج مما اضطرها لإغلاق النوافذ فجسمها النحيل لن يتحمل برودة زائدة على برودة قلبها الذي ينتفض بين أضلاع صدرها كطير ابتل في ليلة شتاء ولم يجد عش يمنحه الدفء.
نهضت بكسل عن السرير وهي تجر شالها المخملي لتضعه على أكتافها التي تحمل عبء الجراح.
أبعدت الستارة وكأنها تزيح الظلام المنسدل على أحلامها.فتحت جزء من النافذة لتكون نسمات الهواء أول من يفوز برؤية وجه ليلى.تنفست بعمق وأغمضت عينيها وشعرت بأن مازال لديها الرغبة في النوم مرة أخرى.
عادت لسريرها ترمي بحزنها على وسادتها قبل أن تضع رأس مليء بالذكريات الرمادية.
مرت الدقائق طويلة ولم تنم كانت تعرف بان مجرد نهوضها من الفراش كفيل بأن يسرق النوم من أجفانها.تقلبت في فراشها وهي تنشد الفكر حفنة نومٍ تمنحها السلام قبل أن تخرج لعالمها الذي ينتظرها خلف جدران الغرفة.
وفي ختام معركة مع وسائدها وغطائها..أعلنت انهزامها أمام الأرق،فآثرت فنجان من القهوة من آلتها الحبيبة التي تعرف كيف تعدل مزاجها كل صباح.لذلك قررت أن تكون قهوتها أول من يستفتح يومها الباكر.
خرجت من مملكتها دون أن تنظر لوجهها في المرآة ،شعرها منسدل رغم بعض الخصلات المتطايرة دون ترتيب وكأنها تعلن حالة تمرد على النظام اليومي كانت خطواتها ثقيلة لم تهتم إن كانت ستصادف أحد في طريقها.وبقايا كحل في عينها رغم أنها حرصت على إزالة ما في وجهها من زينة قبل النوم ولكن تداركت بأن دموعها في الليل أخرجت الكحل من زوايا عينيها الباكيتان.
لبرهة فكرت:ماذا ولو كان شكلي غير مهندم اللباس أو مسرحة الشعر..فقد مللت القوانين والمحافظة على الشكليات ، تشعر بنشوة صباحية تود فيها لو تحتضن السماء بطهرها ونقاء قلبها.واثقة بأن اليوم سـ يكون يوم سلام لمشاعرها وإحساسها.ولم تعلم بأن اليوم سـ تشن أقوى حروب الذكريات عليها.
كانت حافية القدمين رغم برودة الأرضية ورغم ارتجاف ساقيها الدقيقتان..إلا أنها كانت تمشي بسرعة وهي تخفي ابتسامتها بطرف شالها وتتخيل لو قابلت أحداً بالصدفة لربما شكلها كان كفيل بأن يصيب المار بنوبة..رعب صباحية.
المهم أن تصل لآلة القهوة..
رمقتها بنظرة حنان وشوق ووضعت القهوة فيها ولم تكتفي بمقدار واحد بل مقدارين.جلست بالقرب منها تنظر لقطرات القهوة وهي تصفى في الإبريق الزجاجي
وهي تتذكر حديث والدتها-رحمة الله عليها-
( يا ابنتي لا تكثري من القهوة فمازلت صغيرة وهي تأثر عليك كفتاة لم تتزوج بعد قد تسبب لك أمراض أنت في غنى عنها..الحياة أمامك)
ابتسمت ليلى شوقا لوالدتها ولأيام مضت بكل شقاوتها.وابتسمت لحياة عاشتها فقط في أحلامها.
ومع كل قطرة من قهوتها كانت تحسب سنينها وكيف بلغت 35 سنة وهي مازالت تلك الفتاة،الكل تغيرت حياته للأفضل أو الأسوأ المهم هناك تغيير إلا هي وقهوتها التي مازالت مرة وشديدة السواد.
ولم تنتبه إلا على صوت الآلة عندما توقفت لتعلن عن رائحة القهوة الزكية.لتملئ فنجانها المفضل وتتوجه نحو باب المطبخ المطل على الخارج وتجلس على أول درجة في سلمه وتتأمل جمال الصباح وهي تلف شالها على جسمها رغم أن الجو كان دافئ وينبأ بهطول المطر.ف قد كانت الغيوم ملء السماء لكن المطر لم يبدأ بعد.راحت تتأمل كيف الغيوم تتسلق زرقة السماء وتحجب الشمس بين لحظة وأخرى.أغمضت عينها مع مرور نسمة هواء تطاير معها شعرها لتفوح ريح العود منه.
مسكت بأطراف شعرها، كم هو ضعيف ومقصف فقد تركته الفترة الأخيرة دون اهتمام وعناية
جمعته على جانب عنقها ليسدل على كتفها جمعت أطرافه وشمت رائحة العود فيه.لتعود بها تلك الرائحة إلى الليلة الماضية عندما كانت في حفل خطوبة ابنة خالها وأعز صديقاتها تحمل المبخرة لتطييب النساء بالعود كانت كالفراشة بينهم بثوبها السكري المذهبة أطرافه من الأسفل ويلتف حول خصرها الناحل طوق مزركش ذهبي.ولكن لم يغيب عن سمعها تعليقاتهن عليها وعلى عمرها الفاني والمتفاني في خدمة والدها وأهلها.
ولا تخلو بعض التعليقات من اتهامات باطلة وبأنها شخصية متكبرة ومغرورة وبأنها كانت ترفض المتقدمين لأنها لا ترى فيهم من يستحقها.
وتذكرت تلك العجوز التي ارتبكت عندما التفت لها ليلى وهي تتحدث عنها بسوء أمام مجموعة نسوة لم ترمش أهدابهن وهن ينظرن لـها.
وابتسمت لها ليلى وفي خلجات روحها تتمنى لو تستطيع قتل النظرات.
ضحكت ليلى وهي تتذكر عيني العجوز الجاحظتان من الخوف حتى علا صوتها بالضحكة ليقطع حبل أفكارها صوت بوق سيارة خلف بوابة منزلهم.
نهضت ليلى سريعا وهي ترتب هندامها وتضع الشال على رأسها لتدوس على طرف قميصها ويختل توازن قدمها وتترنح ويسقط فنجان قهوتها على سلالم المطبخ ويتكسر أشلاء وتراق القهوة بكل هدوء..
وهي ترقب بنظرها فنجانها وقهوتها..وعادت تضحك وتضحك على شكلها وهي تحاول أن تعيد لنفسها توازنها حتى غاصت قدمها في الطين حول أشجار صغيرة لا تعرف ما تنتج من ثمار ولكن تربتها مشبعة بالماء من الري..ولم تستوعب ما هي عليه حتى لامست قطرات المطر وجهها.ف قد بدأت السماء بالرحمة وهطول المطر.
بالكاد التقطت أنفاسها وسارعت للاختباء تحت سقف الشباك العلوي عن المطر وعن القادم من خلف أسوار منزلهم.
كـ فضول فتاة تحب أن تشاهد كل غريب لا يراها انحنت برأسها للأمام لترى العامل يتجه للبوابة ويفتحها للقادم ولم يدرك بأنه فتح قلبها على مصراعيه..ولم تصدق عيناها من رأت.
رجل تجاوز 40 والشيب يرسم معالمه على لحيته سرت القشعريرة في جسدها وعلى امتداد ظهرها لتنتفض بقوة خوفا وفرحة وحنينا وحزنا..هل يعقل بعد هذه السنين أن تراه.بالأمس الكل يقول بأنه في جدة لارتباطه بـ أعمال هناك.والآن هو أمامها وليس لـ وحده معه طفلة صغيرة تحمل ملامحه الجذابة.متشبثة بطرف ثوبه وترفع رأسها للأعلى وهي فاتحه فمها لقطرات المطربـ سعادة.
وفجأة التفت ذاك الرجل في اتجاه ليلى وأمد النظر لبرهة وكأنه شعر بها.
خافت وتراجعت للخلف والتصقت بالحائط وهي تحاول أن تهدي نفسها ومن شدة ارتجافها
هل يا ترى شاهدني هل عرف من أنا؟أم يتهيأ لي بأنه ينظر لي.أم احلم بأنه مازال يأسرني بنظراته
ربما أشتم رائحتي..أو سمع دقات قلبي....ربما كل شي يحدث ولكن أن أراه، ليت لم أعد لأرض الجنوب..13 عاما كانت كفيلة بان أنسى القرية ومن فيها..ليت بقيت على قراري حينما رفضت العودة وبقيت هناك في الشرق ابعد ما أكون عن ارض تحمل جسده....
كانت تغمض أجفانها بقوة وهي تتحسر في داخلها..أوااه ليت لم أقم من فراشي..ولم أحلم بفنجال قهوة ليت السماء لم تمطر ولم يكن الطقس جميل ليت لم يكن شيء المهم أن لا تقودني تلك الأمور لرؤيته.
هدأت قليلا وهي تسمع صوته لتجلس بهدوء وظهرها مسند على الحائط.. ما أعذب صوته مازال يحمل تلك النغمة الدافئة فيه مازلت فيه نبرة حنان لا يطرب لها سوى مسامعي.آه يا أحمد ليتك لم تأتي...ليتك لم تتحدث..
زمجر بعدها رعد قوي لم يكن أقوى من صرخة سكنت صدرها وهي تضع يدها على فمها تخاف أن يسمع نحيب بكاءها حنينا له.شوقاً لـ أيام انتهت كانت تجمعهما كـ حبيبين كيف لا وقد كان ابن خالتها وخطيبها لـثلاث سنوات بعد قصة حب منذ طفولتهم.وشاءت الأقدار أن يفترقا ظلما وقهرا..
سمعته يتحدث وكان بـ ودها لو يصمت المطر لـ ثواني حتى تشبع مسامع قلبها منه.
أحمد وهو يحمل الطفلة بين ذراعيه بعد زمجرة الرعد:أين الخال حسن؟
العامل: انه نائم..لقد جئت مبكرا
الرجل: أردته لأمر ضروري، ولا أريد أن أصادف أحدا غيره.سأذهب الآن وأعرج عليه بعد ساعة تقريباً. وأتمنى أن التقية.فـ لديه أمانة تخصني وأريد أن أستعيدها.
العامل:بإذن الله.
خرج ولكن بعد أن التفت للزاوية التي تموت فيها ليلى..وكأنه يشعر بها...وضع الطفلة على الأرض وقال: هيا يا ليلى سريعا لـ السيارة قبل أن يشتد المطر.
خرج وهو يحمل معها روحها.وظلت على حالها لـدقائق طويلة مابين ليت ولو..وذكريات تنهش بـ صدرها لـ تسرق نبض قلبها.
نهضت وحملت معها بقايا فنجانها المحطم وكأنها تلتقط أشلائها بعد أن بعثرها حضور أحمد.
لا تشتم سوى رائحة القهوة ممزوجة برائحة المطر والطين وذاك العثرب وشجر العرعر ورائحة احتراق قلبها ودمعة سقطت نقية صافية تعكر سواد قهوتها المراقة على سلالم حلمها.
عادت لـ غرفتها تفكر في أحمد هذه طفلته أسماها ليلى.. هل يعقل مازلت أعيش في حياته.
مازلت متشبثة في ذاكرته..مازلت نبضة في قلبه ودمعه لم تسقط من عينه
أواااه يا أحمد ليتك تعلم ما حدث في عندما شعرت بك فقط وأما رؤيتك وسماع صوتك فقد زلزل كل خلية في..اشتقت لك..وهل تفي بإحساس وأدته منذ سنين
اشتقت لك..وهل تكفي لتكون متنفس مشاعر كتمتها منذ رحيلك
اشتقت لك...حتى كرهت كل شيء يذكرني بك..
اشتقت لك...حتى تمنيت موتك لـ أحزن دون رجاء دون رجاء أن التقي بك يوماً....


..يتبع..

 

التوقيع

فراغٌ مُزدحم..

صبا الكادي غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 02-28-2010, 10:43 PM   #5
صبا الكادي
( كاتبة )

الصورة الرمزية صبا الكادي

 






 

 مواضيع العضو

معدل تقييم المستوى: 15

صبا الكادي غير متواجد حاليا

افتراضي


الفصل الثاني:
****
كان أحمد يعمل في السلك العسكري عندما تقدم لـ ليلى وتم عقد نكاحهم ولـ ظروف دراستها كان زفافهم مؤجل حتى حين تخرجها و استمر عقد النكاح لـ ثلاث سنين كانت المسافة كبيرة وطويلة مكانا وزمانا بينهما حيث يعمل هو في خميس مشيط وكانت ليلى تسكن الدمام فـ كانت فترات اللقاء متباعدة ولكن كانت حميمة لـ درجة نسيان المسافات بينهم.
حتى كان اليوم الشؤم عندما جاء خبر أن أحمد تم فصله من عمله بسبب ارتفاع نسبة المنشطات في دمه وأنتشر خبر تعاطيه للحشيش.
تذكرت وهي لم تنسى قط عندما جاء كـ المجنون أمامها وأمام والدتها واقسم بان الأمر اتهام باطل له وأن الموضوع مكيدة فقط لا غير ولكن ليلى لم تصدقه بل صدقته ولكن لم تستطع الوقوف في وجه والدها وأخوها.ولم تستطع أن تنفي ما سمعته لم يكن القرار بيدها بل بيدهم هم التزمت الصمت بعد أن علت الدهشة والصدمة وجهها.ولكن رسخ في عقلها كلماته
وهو خارج من منزلهم يخاطب والدها:
لك ما تريد..ولكن ثق بـ أني سـ أحصل على ما أريد ولو بعد حين وماكان لي سـ يبقى لي
وكانت تعلم بأنه يقصدها.ولكن لماذا تنازل عنها بـ سهولة هكذا .لما لم يطيب خاطرها هي؟ لما لم يطلب منها فرصة ليتحدثا ويناقشا أمر الخلاف..وأمر فصله من العمل..لما قبل رحيله لم يطلب أن يراها ويجلس معها ليس بالضرورة أن يتحدث يكفي بأن يجعلها على صدره تبكي فراقه..لما بـ كل بساطة خرج دون عودة لما كان قاسي معها ؟؟
خرج وبعدها بأيام وصلت ورقة فسخ عقد النكاح لـ ليلى لـ تكون القاضية عليها..وبعدها بـ 8 أشهر توفت والدتها لتعيش مرارة فقدها فـ كان فراق أحمد ومن ثم أمها..كـ جرعة سم سرت في دمها ولكن موته بطيء تجرعتها طوال السنين ولم يشهد لها بحزنها سوى دمعها وأنينها كل ليلة.حتى قررت ذات ليلة أن تنهي حزنها أن تجمد كل مشاعرها حتى أنعكس هذا على ملامح وجهها الجميل فكانت ذات ملامح حادة تحمل العزة والصلابة لا تسمح للدمع أن يرافق دربها ولا تسمح للمشاعر أن تدغدغ إحساسها الأنثوي.حتى شعرها أقسمت إلا تجعله يتجاوز كتفها لأنها تعلم بـ أن أحمد يعشق شعرها طويلاً بلونه البني الداكن المناسب لبشرتها البيضاء ولون عينيها العسليتان.
وبعد مرور 13 عام عادت للقرية بعد إلحاح شديد من الكثير لتحضر حفل خطوبة وزواج بنت خالها وصديقة طفولتها.وافقت بعد أن تأكدت بأنها لن تراه بأن الظروف كلها في مصلحتها
وبأنه متواجد في جدة لأن فتاته الصغيرة لديها مواعيد طبية في مستشفى العسكري نظراً لـ مرضها بـ ثقب في القلب..وماعلم أحمد بأنه ترك ثقب أكبر في قلب ليلى عندما تركها لـ وحدها تبكيه وتبكي أمها..
و شاءت الأقدار أن تراه ومن قريب وتسمع صوته وتشعر بدفء أنفاسه ممزوجاً بهواء ونسيم الجنوب ورائحة الطين المبتل بالمطر.


دخلت ليلى غرفتها وكانت مظلمة لشدة المطر بالخارج لم تكن تعي ما حولها جلست على طرف سريرها
تجر أذيال مشاعرها قبل أقدامها..تتخبط في أشواقها وكبرياءها تحاول ألا تسقط وتبقى واقفة مثلما تركها أحمد قبل سنوات وسنوات.لا حراك فقط تتلقى صدمة رحيله وتنازله عنها.
تحاول أن تستجمع قلبها الذي تشتت بين أضلاع صدرها تحاول أن تتنفس بعمق ل ربما زفرت ألم لقاءه وارتاحت من وخزهِ في جسدها الناحل.
وتلت عليها الذكريات كـ سياط جلاد لا يرحم..سريعة قوية كصوت ذاك المطر وإن زمجر الرعد صرخ الجرح في قلبها وإن أضاء البرق تسارعت الصور أمام عينها.كانت تمطر حزناً بقدر أشواقها له.
سندت يديها للخلف ورفعت رأسها للأعلى ربما تمنع دمعة أن تسقط
لا تذكر آخر مرة بكت فيها فقد تحجر قلبها منذ تلك السنين ، رأت بأن الحل السليم لمواجهة الحياة هي أن تكون أقسى من الحياة ذاتها.
وبعد أن أخذت نفس عميق جالت الأفكار ممزوجة بالذكريات في رأسها..
كم كان يمقت والدي أحمد وكم كانت سعادته حينما طلقني منه.ولم يرض في البداية إلا بعد ضغوط والدتي ولكن أخطأ أحمد عندما وثق فيمن لا يستحق الثقة. عندما تنازل عني بسهولة عندما كتم عني أسراره لأعرفها من غيره...وكان خطأه سلاح حاد غرس في خاصرة حبنا لـ يموت وهو مازال في حضن قلوبنا.
سامحك الله يا أحمد تركتني في أسوء حال كرهت الرجال من بعدك فـ لم أعشق سواك وبقيت لك العمر كله أفي بـ حبي فلم أرى فيهم سوى سراب إن لمحته عيني لم ترتوي روحي منه
كانت تذهب سني عمري واحدة تلو أخرى ولم أحزن لأن في الحقيقة كنت أهبها لك ولـ حبك الذي سكن في أعماقي..كنت لا أرى نفسي مع أحدا سواك..فـ كنت أسعد وأنا أرى نفسي وحيدة بين جدران طيفك..رغم أنك تزوجت بـامرأة أخرى وكانت لك أسرة وحياة..وكنت سعيدة لك وبأنك استطعت أن تكون بشريا مثلهم ولم تكن مثلي مجرد جماد يقف أمام حبك.حتى بعد أن أسميت أبنتك بـ أسمي عرفت مدى وجودك أنت في حياتي وإلا لم أدعو الله أن تنطق اسمي كثيرا حتى في غيابي.فـ ستجاب الله لي ورزقك بـ طفلة لها ملامحك ولها أسمي ويكفي أن فيها كنا قريبين..
هل تتذكر يا أحمد حياتنا وكيف كانت أيامنا..
ومن يتذكرها أيضاً سواي وسواك ربما تلك الهدايا..وبعض الأوراق الشاهدة بـ كلمات الحب والأشواق..وربما صاحب دكان الذهب عندما اشتريت لي منه عقد ومازحتني وقتها بأن على بعد الزواج أن أبيعه وأسدد به ديونك التي اقترضتها من اجلي..وربما طاولة ذاك المطعم وطبق السمك الذي تعشقه كلما زرت المنطقة الشرقية.ربما ذاك الطريق وتلك الأرصفة..ربما صحن البرتقال عندما كانت امي-رحمه الله- تجلس معنا وتبدأ بتقشير البرتقال وإطعامك منه وأنت تود لو تغيب أمي عنا لو للحظات ومازلت حتى الآن رائحة البرتقال تذكرني بك وبابتسامتك..ربما الكل يذكر يا أحمد..إلا قلبك
قلبك..الذي مازال ملك لي وأنا على يقين بذلك ليس غرور بل لأني واثقة من هي ليلى في حياتك وبأني كنت أسري فيك كـ دمك.قلبك الذي تنازل عني في لحظة..قلبك الذي كان كذبة اسعد بها وأصدقها كلما شاهدت ذكرياتك..حتى خاتم الخطوبة مازلت محتفظة به منقوش عليه اسمي واسمك وتاريخ عقد القرآن..ولكن ما لم تعلمه بأني بدلت التاريخ بتاريخ الانفصال هكذا أفضل لي ولقلبي
ولقلبك الذي اعشقه رغم قسوته علي.
رمت نفسها على السرير فارشه ذراعيها وكأنها تحتضن أفكارها المبعثرة وتتأمل سقف غرفتها
وكم تجده قريبا منها وكأنه سيطبق على أنفاسها.
و غفت عينيها ونامت على ملامح وجه أحمد المرسومة بين أهدابها الباكية.
يتبع..

 

التوقيع

فراغٌ مُزدحم..

صبا الكادي غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 03-11-2010, 12:32 AM   #6
صبا الكادي
( كاتبة )

الصورة الرمزية صبا الكادي

 






 

 مواضيع العضو

معدل تقييم المستوى: 15

صبا الكادي غير متواجد حاليا

افتراضي


الفصل الثالث:
سمعت طرقاً خفيفاً على بابها وصوت شقيقتها ينادي عليها:
" ليلى...ليلى.."
لم تكن تدرك ليلى ما هو الوقت هل هو صباح أم مساء وكم استغرقت وهي نائمة.
لبرهة ظلت دون حراك تحاول أن تسترجع أحداث يومها وهل هي حقيقة أم خيال أم أقرب لحلم يقظة.وابتسمت رغم حزنها كيف أن الأحداث تجري بخلاف ما كانت تتوقعه لهذا اليوم.
وكيف كانت رؤية أحمد واقع مؤلم وكم طاب لها هذا الواقع.
تحسست بيدها على الطاولة حتى أخذت هاتفها المحمول وشاهدت الوقت..
"يا الهي لم أكد أكمل الساعة وأنا نائمة"
والآن وقت الإفطار ولن يرضى أبي أن يجلس على الفطور من دوني. شديد الحنان علي وخاصة بعد وفاة أمي وقد يكون تأنيب الضمير لما فعله بي وبـ أحمد يجبره على هذا الاهتمام الزائد.ولكن لا يعلم باني قد غفرت له قسوته علي وقتها وباني أؤمن بان هذا قضاء الله وقدره وان في فراقي لـ احمد خير كثير ومازلت أنتظر هذا الخير.
تنبهت على الطرق مرة أخرى وأجابت
"حسناً..ها أنا استيقظت"
ترددت ليلى ماذا ترتدي فبحثت عن قميص بلون فاتح وكان السماوي موفق لـ يعكس لو القليل من النور على وجهها المرهق وارتدت معه تنوره جينز طويلة فهي تعلم مسبقا رأي والدها في طريقة لبسها .واعتادت عليه.
رفعت شعرها للأعلى كذيل حصان فكرت أن ترتدي طوق على رأسها ولكن تراجعت فهي تشعر بـ صداع شديد وقد يزيدها هذا الطوق ألما فتركت خصلات شعرها من الأمام على طبيعتها .
توجهت للصالة ووجدت والدها متابع للتلفاز فلم يشعر بدخولها. تقدمت له وقبلت جبينه وكف يده
" كيف أصبحت يا والدي"
"بخير ولله الحمد.كيف حالك أنت؟ لم أعتاد منك أن تنامي إلى هذا الوقت"
"بخير وصباحي سعيد بك ومازال الوقت مبكراً يا أبي!!
"نعم مبكر..ولكن دوماً أنت من يستقبلني صباحاً..أم أنا مخطأ"
ابتسمت له وهي تحتضن يده وتقبلها" بل أنا المخطأة ومنذ متى يخطأ أبا محمد..سأرى الفطور"
دخلت المطبخ وهي تسأل شقيقتها-نورة- عن الإفطار.
"ما هو فطور الوالد"
"لقد طلب قرص خبز مع لبن "
"الم يطلب معه سمن وعسل"
"سألته ولكن يقول لا رغبة له بهما"
"أممممم..هناك شي أساعدك فيه"
"نعم..يا حبذا لو تنقلين الفطور له.فـ لقد استيقظ أبنائي وسـ أذهب لهم قبل أن يقلبوا البيت رأسا على عقب..ويغضب من في البيت:"
"لا رجاء اذهبي لهم قبل أن يغضب والدي فهو الأهم".
دخلت ليلى للصالة ووضعت الفطور لوالدها وسألته.
"أبي..هل خرجت من المنزل اليوم؟"
أجابها دون أن يرفع عينه عن طعامه وهو يقطع القرص الجنوبي"لا.." وأتم عبارته وهو ينظر إليها
"غريب سؤالك..هل هناك شيء"
"لا أبداً..ولكن الحظ أن الجو اليوم رائع" وفي باطنها توبخ نفسها على سؤالها لوالدها.فقد يكشف أمر خروجها هذا الصباح ومصادفة خروجها قدوم أحمد.
قال:"لكن منذ أسبوع ونحن ننعم بهذا الجو الجميل..ما المختلف فيه اليوم"
" لا أعلم..كان مجرد سؤال فقط لا غير"
"إذن افطري هيا قبل أن يبرد الأكل"
أخذت ليلى قطعة وهي لا تشتهي الزاد أبداً ، ولكن لم ترغب أن يلحظ والدها شيء من أمرها.
بما أن أبي لم يخرج فهو لم يقابل العامل فحتما ليس عنده خبر بقدوم أحمد..واحتمال أن يكون العامل هو من جاء لأبي واخبره..إذن لم أراه هكذا هادئ..ربما يحاول أن يبدو هادئ وربما لم يعلم....
"ليلى...ما بالك يكاد يغفو القرص في يدك وأنت في عالم آخر من السرحان" قطع والدها حبل أفكارها مخاطبا لها.
"هاه.." وابتسمت فزعة وكأنه قرأ أفكارها..
" كنت فقط أفكر بابنة خالي وكيف حالها الآن"
" بالطبع سعيدة..وكم أتمنى رؤيتك عروساً أيضا ولكن لا أعلم حتى الآن سبب رفضك لكل من يتقدم لك.
" ناقشنا هذا الأمر مرارا وتكرارا..ولا جدوى من فتحه الآن.أم قد مللت وجودي معك"
"سامحك الله قد أمل من قلبي بين أضلعي ولا أمل منك"
"ما شاء الله..ما هذا الحديث الصباحي الرائع"..ودخلت نورة وصوتها يعلو بعبارتها هذه.
ضحكت ليلى..وهي تتمتم في داخلها.
" الحمد لله قد يكون وجود نورة نجاة لي من والدي وفتح موضوع الزواج"
مر ذاك الأسبوع ثقيلا وطويلا على قلب ليلى..والدها لم يخبرها بشيء ولم تلحظ عليه أي تغيير
ولم ترغب هي في الخروج أو مقابلة أحد.فـ كانت تحترق كـ ورقة مزعت سلفا ومن ثم كان لنار الحزن نصيب منها.
يا لغباء هذا العامل أيعقل أن يكون نسى أن يخبر والدي..ولماذا لم يعد أحمد.ليت استطيع أن أسأل أحد عنه أو عن مكان تواجده هل هو هنا أم عاد لـ جدة؟
يا رب مالي لا أكف عن التفكير به..ومن أين خرج لي أحمد هذا وكأن لم ينقصني سوى عودته ليزيدني ألما فوق ألمي..
مازال صوته يرن في أذني وهو ينادي بأسمى..أعلم لم يكن يقصدني ولكن أشعر أنه لم ينطق اسمي يوما سوى مناداة لي أنا..أنا فقط
وكان هناك وقتها صوتا ينادي..
"ليلى...."
"ليلى.."
"الا تسمعين ام أصابك صمم" نطق والدها عبارته وهو غاضب.
انتفضت بقوة..وانقبض قلبها بشدة.وكأنها تنتظر ماكانت تتوقعه.
واجابته:
"نعم..يا أبي" وعسى أمره خير صوته لا يبشر بخيرأبداً..اللهم يسر كل عسر..
يتبع...

 

التوقيع

فراغٌ مُزدحم..

صبا الكادي غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 03-26-2010, 09:12 PM   #7
صبا الكادي
( كاتبة )

افتراضي


الفصل الرابع:

"نعم...نعم يا أبي خير إن شاء الله"
"ومن أين يأتي الخير..وقد جاء هذا العفريت..ودمر كل شيء"
كان والدي في قمة غضبه لم أراه هكذا منذ فترة طويلة
فـ أدركت بأنه قابل أحمد..وإن أحمد ارتكب حماقة لا تغفر له.
ونظر لي والدي نظرة...وكان فيها من الحسرة ما فيها.
فـ شعرت بانقباض مفاجئ في حنجرتي.وبصوت ضعيف يختنق داخلي وبالكاد خرجت حروفي.
"من هو؟؟ وماذا قال؟"
وبصوته المرتفع "من.؟!.وتسألين وكأنك لا تعلمين".
فقط أدركت حينها أن قيامتي الصغرى قد قامت..وخارت قواي وخانتني ركبتاي وكدت اسقط مغشيا علي..
هل علم والدي بأني رأيت أحمد..كيف؟..
لا أدري ولكن هذا هو الخوف الذي سيطر علي الآن.ولكن لم أتعمد هذا اللقاء والله شاهد على قولي.
وللحظة كان الصمت يحتضن خوفي وأنا أقف عند مدخل البيت ووالدي أمامي يقف عند أشجار الرمان.
لـ يخترق مسامعي صوت أبي قائلاً:
"آخر ما كنت أتوقعه أن يصل به الإهمال واللامبالاة لهذه النتيجة."
وتنبهت أن يديه كانت تشير للأرض المبتلة بل الغارقة في الماء رغم أن الجو صحو ولا أمطار منذ يومين.
وشعرت لوهلة بان الهواء يدخل لرئتي..وتنفست الصعداء بهدوء وتابعت النظر له وفي عيني سؤال له
أدرك هو مغزاه وأجابني:
"سعد أبن شقيقتك انظري ماذا فعل.هدر الماء وكأنه لعبة لا قيمة له. أغرق الأشجار وذهب هدراً،
وأنتم تدركون قيمة هذا الماء.ولكن لا تراقبون تصرفاتهم"
ابتسمت بسعادة وبراحة تامة..
"ماذا أصابك وتبتسمين..لا ينقصني غير أن تقومي بالتصفيق له على فعلته" وجه كلماته لي بتوبيخ شديد.
وتداركت الموقف سريعاً وأقبلت عليه اقبل رأسه واهدي من نفسيته.
"فداك يا أبي..المهم صحتك لا تغضب هكذا ، هو طفل ولا يدرك ما يفعل"
"أعلم ولكن أين العامل المهمل هذا..والله سـ يندم على فعلته"
" وكيف تقولين فداك..هذا ماء أم نموت عطشاً أفضل"
ضحكت وقلت له:"لا تبالغ يا أبي الماء ولله الحمد من البئر يصل لنا.وليس كـ غيرنا يتكلفون مشقة تعبئة الماء"
"وهنا المشكلة بأننا لا نقدر قيمة النعمة التي نحن فيها، وأنت تعلمين أن منسوب الماء هذا العام اقل من الأعوام الماضية"
" معك حق.ولكن صحتك أهم، أعود وأكرر كلامي..هيا للداخل..وسعد سـ أقوم أنا بتوبيخه"
دخلنا للمجلس المخصص للرجال.وكانت له جدران بـ لون البيج الهادي وجلسة مرتفعة باللون ألكحلي والذهبي.
وطاولة رخامية في الوسط وقطع من التحف الفخمة على سطح الطاولة وفي زوايا مختلفة من المجلس
وله ستائر ملكية ممتدة من أعلى السقف وتلامس أرضية المجلس بـ كل انسياب.
كان والدي وكذلك شقيقي محمد حريصين أن يبدو المجلس بهذا البهاء أمام الجماعة.
وكم كنت اكره تفكير والدي وأخي هذا. الاهتمام باختيار قطع الأثاث شيء جميل.
ولكن إن كانت النوايا من خلفه استنقاص الغير ممن لا يستطيع أن يوفر ما هو غالي
لإثبات بأنهم يملكون الكثير من المال، وربما كان هذا إحدى اسباب رفضهم لـ أحمد،
فـ هنا لا أرى في مجلسنا جمال.
جلست أمامه وأنا أتأمل وجه المسن وكيف تتغير ملامحه عندما يكون غاضب.
"هل ترغب بالقهوة" سألته وأنا أعلم بأنه الوقت المفضل له لتناول قهوته.
فـ أجابني:" لا..ليس الآن انتظر ضيف إذا جاء أرسلي القهوة لنا.واحرصي أن لا أرى لك طرف أو اسمع لك صوت"
استغربت كلام أبي فهو يعلم بأني حريصة إذا كان عنده ضيوف أن لا أكون قريبة من مجلس الرجال
فـ كيف يلمح لي طرف..أو يسمع صوتي.
"حيا الله من يأتي..ضيوفك لهم الكرم..وابشر بما يرضيك"
ورد بعصبية" إلا ضيفي هذا..استغفر الله سـ أذهب لـ أستعد وقومي أنت للداخل وجهزي الضيافة"
وقام قبل أن يمنحني فرصة أن استفسر عن هذا الضيف.ولكن أدركت كل شيء وكنت على يقين بأفكاري وقتها
وأنها ليست ظنون مثلما كانت تراودني خلال الأسبوع الماضي.
والدي غاضب من زيارة هذا الضيف..وليس من تصرف ابن شقيقتي.
وحتما هذا الضيف هو "أحمد" اعتقد هو الوحيد الغير مرحب به عند والدي بل عائلتي كلها.
لذلك أكد أبي أن لا يكون لي أي تواجد هنا حتى لو خيال.وهذا مالمسته من أوامره لي.
" يا بنية..ماذا دهاك أم تنوين استقبال الضيف..هيا قومي"
وشعرت بتشنج شديد في معدتي من الخوف والرهبة ومن القادم الغير مرحب به..
ومن حدة تعامل أبي معي.وقمت مسرعة للداخل وأنا أكاد أن اصطدم بوالدي وأنا أتمتم" حاضر..يا أبي"
توجهت لـ المطبخ.وأخرجت صينية التقديم والتي كانت تعكس صورتي فيها..
وتأملت وجهي فيها.. بل شريط حياتي القادم..فـ السابق منها أحفظه عن ظهر غيب.
"يا ترى ماذا تخبئ لي هذه الحياة بعد..الم تكتفي من عذابي. حتى تعود لي بـ أحمد وبـ ذكرياته
لم يكن ينقصني مزاج أبي هذا..والحمد لله أن محمد غير موجود لكان الوضع أكثر صعوبة،
وشعرت للمرة الثانية بألم شديد في معدتي فـ وضعت يدي على قلبي وكأنه هو السبب في الم معدتي.
فـ شعرت بـ نبضه المتسرع والذي ازداد مع سماعي لـ صوت الخادمة وهي تخاطبني فـ اجفلتني
" الوالد ينادي عليك..وأنت لا تسمعين"
" هه..أبي"
توجهت لـ خارج المطبخ وأنا أجهل أين هو.
وترددت إلى أين أذهب لو ذهبت لـ المجلس لربما وبخني أكثر وخاصة بعد تحذيره لي.
أذهب لـ غرفته ربما تكون فرصته ليفتح موضوع أحمد معي .فتسمرت في مكاني وتحسست لـ صوته
ومن أين سيكون مصدره.
وكان من خلفي يحدثني وهو واضع يده على كتفي.
"أشعره بإعياء يا ليلى"قالها بـ صوت هادي أقرب للمتعب.
ألتفت إليه ورأيت شحوب وجه وكيف كان مصفر وارتجاف يده في يدي وأنا امسك بها محاولة إسناده لأقرب كرسي.
وأنا في دوامة الخوف تكاد تعصف بي..ولا مجال عندي أن أكون ضعيفة أمام ضعفه هو.
وتفكيري منحصر في حالة أبي الصحية وما حل به فجأة هكذا..
" أبي..بـ ماذا تشعر؟..دعنا نذهب للمستشفى"
وأغمض عينه بـ هدوء ورمى برأسه للخلف.....................ليسقط حينها قلبي عند أقدامي.
وأجثو على ركبتي عنده وأخاطبه بـ صوت مرتجف..
"أبي....يا حبيبي رد علي..هل تسمعني"
يتبع..

 

التوقيع

فراغٌ مُزدحم..


التعديل الأخير تم بواسطة صبا الكادي ; 03-26-2010 الساعة 09:17 PM.

صبا الكادي غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 04-09-2010, 11:12 PM   #8
صبا الكادي
( كاتبة )

الصورة الرمزية صبا الكادي

 






 

 مواضيع العضو

معدل تقييم المستوى: 15

صبا الكادي غير متواجد حاليا

افتراضي


الفصل الخامس:
"أبي....يا حبيبي رد علي..هل تسمعني"

ثواني قليلة كادت تفتك بـ قلبي..وأنا أنتظر منه إجابة أو حركة تطمئنني.

رفع رأسه بـ ثقل وفتح عينيه وتنهد بـ صعوبة وتمتم بـ كلمات بالكاد فهمتها

"أنا بخير..فقط اشعر بـ دوار وثقل شديد في رأسي"

" ربما لديك هبوط أو ارتفاع في السكر..سـ أجلب لك جهاز الفحص"

حاولت النهوض فـ أمسك بطرف يدي وقال:

" لا أظن ذلك،تعبي إرهاق..أشعر بأني أفضل بـ مجرد أن جلست"

ابتسمت له دون تعليق وسحبت يدي من بين أنامله وأحضرت له جهاز الفحص. وعند اقترابي منه وجدته يضع رأسه بين يديه

وكأنه يحمل هم الدنيا كلها,

"أبي...بـ ربك أحكي لي ماذا بك" سألته وأنا أفحص له نسبة السكر في دمه لـ تكون النتيجة غير مقلقة هناك ارتفاع في

النسبة ولكن لا تصل إلى درجة الخوف والقلق.

" لا شيء يا ابنتي لا تقلقي سـ يكون كل شيء على ما يرام"

" من هو ضيفك يا أبي..أنت غير مرتاح لـ زيارته" سألته وأنا على يقين من هو ضيفه ولكن كنت أتمنى لو يجاوبني بما

يخالف ظنوني حتى أرتاح .

" لا تعرفينه..ثم..............." أراد أن يقول شيئا، لكنه أطبق شفتيه ونظر بعيداً.

قلت:" ثم ماذا؟"

" ثم وإن علمتِ من هو..فـ لن يغير بـ الأمر شيء"

" أي أمر..حديثك أللغاز"

تنهد وقال:

"لست أحمل هم الضيف..بل هم الأمر الذي دعاه لزيارتنا"

سكت وأنا منصتة جيدة له أريد أن ينطق باسم الضيف كان من كان أريد أن أعرف ما وراء هذا الضيف

الذي ضايق والدي بهذه الطريقة.وعيناي تناشده الإسراع في الحديث.

ولم يقطع صمت والدي وحرقة انتظاري سوى جرس الباب.

"الضيف جاء..ساعديني انهض.ولا تنسي القهوة "

مد يده لي وهو لا يريد أن ينظر لعيني.

توجه لـ مجلس الرجال..وغاب عن نظري وأنا أقف كـ البلهاء أستشف من خطواته بقية حديث كنت ارتجيه منه.

جهزت له القهوة وطلبت من الخادمة أن تقوم بـ توصيلها..وراودتني فكرة مجنونة لو أخرج لفناء المنزل واقترب من نافذة

المجلس من الخارج ربما سمعت صوت الضيف ولن يغفل عني صوت أحمد أبداً.

ولكن تداركت الأمر بعقلٍ وخفت أن أجني الويلات من تهوري.وآثرت الذهاب لـ غرفتي

وأنا أؤمن النفس بالصبر فما خفي عني اليوم سأدركه بالغد.

أخذت كتاباً من درجي وأخذت أتصفحه دون أن أدرك حروفه أو حتى عنوانه..أغلقت ووضعته بـ جانبي.

وضعت القليل من الكريم في يدي وأنا أنظر من نافذتي لـ الخارج وكيف الشفق يشق الغيوم بـ خجل وكان اللون البرتقالي

الدارج في السماء يمنح روحي السلام، دهنت يدي ومن ثم مسحته على وجهي فـ لم تعتاد بشرتي على الجو الجاف.ولا أعلم

ربما جفاف الظروف من حولي جعلني متعطشة لـ الراحة والهدوء.وهذا ما أفتقده منذ أن شاهدت أحمد آخر مرة.

تسحرني ملامحه كلما التقي به وكأني انظر إليه لأول مرة:

بشرته السمراء واستدارة شفتيه التي ترسم أجمل ابتسامة،أما عيناه الصغيرتان والتي فيهما حدة نظر فلهما نصيب الأسد من

السحر الذي يخترق قلبي.فأتوقف عن التنفس وينقطع حبل أفكاري.

أجزم بأن أحمد أختلف كثيراً ليس في ملامحه فقط بل حتى في شخصه وتفكيره.هل يا ترى أنا السبب في هذا الاختلاف.يبدو

أكبر من سنه بـ كثير،ورث الملابس وكأنه لا يهتم بهندامه مثل ما كنت اعرفه سابقاً.

كيف كان تأنقه وحرصه أن يبدو أمامي في أفضل هندام.وكيف كانت الغيرة تفتك بمشاعري

كلما رأيت امرأة تنظر له وكيف كان هذا الأمر يربكه بقدر ما يرضي غروره فيّ.

فإن أدرك مدى غضبي أمطرني بوابل من الاهتمام وبـ الحديث المنمق حتى أثق بأني أملك الدنيا كلها بيدي بما فيها أحمد.

وإن تداركت مغزى نظراته لي واغتراره بنفسه أظهرت خلاف مشاعري وكأن الأمر لا يعنيني وفي داخلي أود لو أخفيه عن

عيون كل الناس. فإن تجاهلته أثار حفيظتي أكثر وأكثر.لـ ينتهي لقاءنا أو مشوارنا ذاك بخلاف بيننا يزيد من الشوق والحب

في قلبينا.

ويعود يعدني بأنه سـ يكون مخلص لي مدى الحياة..وأعده بأني سـ أكون متفهمه أكثر في المرات القادمة.

"آه.." خرجت من تجاويف صدري بـ حرقة كادت تصير أضلعي رماداً.

هل يعقل أني أعيش حياتي من دونك! هل يعقل بأن أضع كامل زينتي دون أن تطرب آذاني

بنغمات ثناءك..هل أصبح الحب خالي الإحساس من حولي..لم عد أرى في حياتي أحباب

وكأن الحب ممل..لا معنى لا لون لا ذوق له..وكأن الحب انتهى بنهاية علاقتنا,

كيف لي أسرح شعري دون أن يكون لك رأي فيه..كيف أنتقي ألوان ثيابي دون أن تحدد مايعجبك.

كيف لي أتخير عطوري دون أن تستنشق عبيرها من على رسغي لأنتظر جوابك:

" أنت الورد كله والعطر يتعطر بك..."

لا أعلم يـا أحمد..ماذا تغير في حياتي....أعلم بأني عشت السنين الماضية من دونك..ولكن عندما شاهدتك المرة الأخيرة

وكأني لم أعش يوما قط في غيابك؟

هل كنت في سبات عميق وصحوت أم كنت ميتة وحييت...

هل يا ترى تتذكرني مثلما أذكرك... وانتهى تفكيري العميق به وأنا ابتسم وكأنه أمامي.

نظرت لوجهي قي المرآة...ورأيت ملامحه فيّ..فـ احتضنت وجهي بين راحتي وهمست:

" كم اشتاق لك..كم أكره وجودك في حياتي مرة أخرى..وكم يضنيني هذا التضاد من المشاعر فيّ"

كيف تنازلت عني وعن حبنا بـ سهولة..كم أفتقدك..وكم أنت غبي..أكرهك أكرهك كلما تذكرت موقفك معي وكيف بـ سهولة

تذهب ولا أرى منك سوى ظهرك لي وكأن ما كان بيننا مجرد سراب وتلاشى

بل قوس قزح رغم جماله إلا أنه اختفى..انظر له وأنا أتخيل نفسي أمشي عليه لـ أصل إلى الغمام فـ أحتضنه بذراعي وأنا

أبتسم..سامحك الله سرقت مني كل حلم جميل..

لم أصحو من غفلتي إلا على صوت آذان المغرب.رددت الآذان وحرصت على ذكر دعائه ومن ثم أخذت أدعوا الله أن يجلي

همي ويشرح صدري وأن يكتب لي الخيرة في أمري.وأن يساعدني كي أنساك يا أحمد.

سمعت صوت سيارة بالخارج.و أدركت بأن ضيف والدي غادر المنزل.خرجت مسرعة من غرفتي

وشاهدت صغير شقيقتي في طريقي وسألته:

" أين جدك؟"

"لقد خرج للصلاة مع الرجال"

" رجال!!! وكم عددهم"

"اثنان"

"حينما يعود اخبرني"

"ربما يعودون معه"

" لا تنادي علي إلى إذا كان لـ وحده..لا تنسى"

"إن شاء الله"

مررت بـ آلتي الحبيبة وأعددت لي كوب من القهوة وتوجهت ل غرفتي..وكنت أخاف الخلوة مع نفسي فـ أنا على يقين بان

أحمد سـ يشاركني فيها.وحاولت ان أشغل نفسي بتنظيم دولابي وأدراج غرفتي والتي كانت منظمة جداً.ولكن قمت بتبديل

أماكن الأغراض من درج لـ آخر وتصرفي هذا يثبت تشتت تفكيري رغم نظامي في الترتيب.

وفي لحظة انشغالي سمعت قرع على بابي.فتحت الباب وإذا والدي مبتسم لي.

" مشغولة؟" سألني وهو يستأذنني بالدخول.

" أبداً يا أبي حياك الله"

"لا أعلم كيف تشربين هذه القهوة..رائحتها قوية في غرفتك" وهو يحك أنفه باشمئزاز من تلك الرائحة.

" أنت تجلس بالقرب منها" حملتها بعيدا عنه وأنا أضحك بـ صوت خافت.

" اجلسي بالقرب مني أود الحديث معك" وهو يشير إلى مكان قريب منه على طرف السرير.

جلست وأن أشد على يدي حتى كادت تغرس أظفاري في راحة يدي والخوف يسري فيّ مع كل قطرة من دمي..وقلبي يردد

اسم أحمد.

وضع يده على ذراعي وكأنه يهدي من نبضي المتسرع..ونظر في عيني وبعد تنهيدة من صدره جارتها تنهيدتي قال:

"زارني اليوم أبن خالك أحمد ومعه زميل له " انتفضت حينما نطق باسمه وكأنه شعر بارتجافي فـ شد من ضغطه على ذراعي.

" وماذا يعنيني أحمد وزميله ..." وشعرت بالكلمات تحترق على لساني،حاولت أن أبدو غير مبالية.

وأكمل حديثه لي...

" لا أعلم كيف أبدأ بكلامي..الأمر يتعلق بشقيقك ناصر"

"ناصر!!!" قلتها باستغراب شديد من علاقة ناصر بالأمر. فـ هو ليس موجود من فترة وهو في رحلة مع أصحابه لأرض

تهامة. وكان الأمر بـ خلاف ما أتوقعه.

" ناصر في تهامة يا أبي"

" وهنا تكمن المشكلة...لقد تورط اصلحه الله في قضية أمنية"

" ماذا...؟" ودون شعور نطقت كلمتي تلك وأنا أقف على قدماي وانظر لـ أبي بخوف شديد.

لأرى في عينيه المسنتين الدموع وكل انكسار العالم والخذلان.

"لا أعلم ما لذي حدث هناك بالتفصيل..؟ومازال ناصر صغير أنا متأكد أن هناك من لعب عليه"

" وما هي قضيته؟؟"

" قضية تهريب سلاح..ويقولون بأنه اشترى أسلحة"

" تهريب سلاح..الأمر ليس بالهين يا أبي..وتعلم مع مشاكل الإرهاب في الآونة الأخيرة كيف التشديد بهذه القضايا,,وناصر

يستعد يا أبي لـ الإبتعاث، بعد شهرين عليه أن يكون في استراليا لاستكمال الماجستير هناك..لا يعقل ما تقول لي"واستطردت

حديثي بـ سؤالي:

" وما علاقة أحمد بـ الأمر؟" سألت والدي وأنا فعلا أجهل علاقة أحمد بـ قضية ناصر.

" زميل أحمد ضابط وهو من يتابع القضية..وجاءوا حتى يطمئنونني عليه ويبحثون معي أمره وما هي وسائل مساعدته"

جلست مرة أخرى وأنا أضرب بيدي على فخذي وقلت بـ حسرة" يا رب سترك..الأمر أصعب من أن نتحمله"

" أحتاج لـ مساعدتك يا ليلى وأنا على ثقة بأنك لن تخذليني"

نظرت إليه بـ نظرة تشهد بأن كل ما في فداه فقط أنتظر أن يطلبني.

تردد قليلاً ومن ثم نطقها وهو خجل" أحمد طلبك للزواج..وهذا شرطه في مساعدة أخيك..عرفت بـ الموضوع منذ فترة وكنت

أخفيه عنك ولكن الأمر الآن بيدك مستقبل أخيك بل مستقبلنا جمعيا "

وكأن بي في لجة أمواج تهوي بي لـ قاع لا نهاية له..يتحشرج في صدري الهواء وابتلع ضيم أحمد وويلات مصيبة ناصر

وحزن والدي.

وكنت أغرق في أفكاري وكيف أحمد يساومني بـ هذه الطريقة..وشعرت أن هناك أمر يخفيه عني بل عن الجميع.ولا أعلم كم

مضى من الوقت وأنا أنظر للأرض وكأني ارجوها أن تنشق وتبتلعني

المهم أن لا أكون في حياتهم..وكم تمنيت لو الدمع يحكي عن ضيق سكن في صدري عنوة بـ سبب أحمد وعائلتي

الكريمة..ولكن هيهات الكل خذلني حينها حتى دمعي وصوتي..ولم أصرخ بالآه...

يتبع....

 

التوقيع

فراغٌ مُزدحم..

صبا الكادي غير متصل   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 07:00 AM

الآراء المنشورة في هذا المنتدى لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الإدارة

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.