-
أنا ونفسي وطفلةٌ في الهوى ::: كلمات لــ عمرو الساهري
*
لا تحسبي أنِّي رسولٌ هادىٌ ،
سأديرُ خدِّي كُلما أوجعْتِني ،
وأقولُ تبقي طفلةً ربَّيتُها ،
وأقولُ كانت ذات يومٍ موطني .
لا تحسبي أنِّي سأبقي واقفاً ،
وكأنَّني طفلٌ على بابِ الهوى ،
أرجو قَبُولاً طامعاً في عطفِ مَنْ ،
أَخَذَتْ مفاتيحَ الغرام بكفِّها .
لا تحسبي أنِّي لديكِ سأنحني ،
في لُجِّ بحرِكِ غارقاً مُستنجداً ،
ليكون لي يوماً بقلبِكِ منزِلا...
إن شئتِ عودي للغرامِ كما مضي ،
أو فاهجري ليكون عشقاً وانقضي ،
يا ربَّةَ الوجهِ الصغير ، كتبتُها
فلتقرئيها في هدوءٍ ، كلْمتي ،
قلبي تعوَّدَ أن يكون الأوَّلا ...
إن سِرْتُ يوْماً في هواْكِ بلاْ هُدى ،
أو بُحْتُ يوْماً عنْ حنيْني للْمدى ،
وكشفْتُ أوْراقي إليكِ وجوهري ،
وفرشْتُ أعْماقي إليكِ لتنظُري ،
فلتسْتفيْقي من غُروْرِكِ لحْظةً ،
ولْتعْلمي أنَّ الْمُحبَّ إذا هوي ،
تهوي سماء العشقِ من هولِ الجوي ،
ويصيرُ في الدنيا يتيماً سائلا .
أرجوكِ كفِّي عن هُرائكِ إنَّني ،
لا زلتُ صلباً في غرامي باقيا .
لا زال عندي بعضُ أخلاق الهوى ،
لا زلتُ من يومي بحُبِّي عاليا .
ما كنتُ يوماً هِرَّ شارعِ ضائعٍ ،
إن تقذفيهِ بالسبائبِ هرْولا.
لا تحسبي أنِّي سأفرُشُ قامتي ،
كي تمتطيها ، تستحلِّي حُرمتي ،
أو أنَّني سأصيرُ خاتمَ إصبعٍ ،
لبَّي النداءُ بلمسةٍ يا حُلوتي ،
إن شئتِ توبي من ضلالكِ مرَّةً ،
أو شئتِ عودي نحو دارِكِ دون أن ،
تتردَّدي في جعلِ بابِكِ مائلا .
فلسوف آتي دونما أن تشعُري ،
ولسوف أُلقيكِ بقيظِ مشاعري ،
ولسوف تأتيني لتمحي ما مضي ،
ولسوف تبكي عاجلاً أو آجلا .
فأنا الذي توَّجتُكِ سُلطانةً ،
تتحكمين بخطِّ سيرِ عواطفي .
وأنا الذي بتمرُّدي أمَّمتُكِ ،
ولسوف آمُرُكِ بأن تتوقفي ،
في أيِّ وقتٍ كيفما شئتُ أنا ،
وغداً سأتلْو عليْكِ شِعِْري مُفصَّلا .
إن تنظُري نحْوي فسوف ترينني ،
بدَّلتُ أثوابي بأوجاعِ النوى ،
وشربتُ كأس الصبرِ مُرَّاً علقما ،
فأذاقني وذاق منِّي وارتوي ،
فبداخلي ملَكٌ تربَّع واعتلي ،
يُطلُّ من أحداقِ عيني دائما ،
ويهزُّهُ شيطانُ شِعْري وقتها ،
يشبُّ في رأسي صُداعٌ حالكٌ ،
فأضاع عقلي من سنين وما انتهي .
فبلحظةٍ ستريني طفلاً عابثاً ،
وبلحظةٍ سأكسِّرُ الأقلام أقلام الهوى ،
وأصيرُ مجنوناً وخارق َللقوي .
لا تحسبيني طائشاً أو جاهلا ،
في أن أحيك مشاعري أو ناسيا .
لكنما ذاك الزمان ُ أذلَّني ،
والحُبُّ يبقى في القلوبِ أنانيا.
هذى كتاباتي إليكِ بعثتها ،
فلتحفظي ماء الوجوه لأهلهِ ،
واستغفري لله ممَّا قد مضي ،
فلسوف يبقى الحبُّ دوماً أولا ،
ولسوف يبقي الله دوماً عادلا ...
*
د / عمرو الساهرى
من ديوان ::: حُب من نوع خاص