حُـفـاة - منتديات أبعاد أدبية
 
معرفات التواصل
آخر المشاركات
جُمُوحُ العَاطِفة (الكاتـب : محمّد الوايلي - مشاركات : 1682 - )           »          [ #مَعْرِضٌ وَ تَعْلِيْقٌ ] (الكاتـب : قايـد الحربي - آخر مشاركة : ماجد العيد - مشاركات : 8214 - )           »          تبّت يدين البُعد (الكاتـب : عبدالله العتيبي - مشاركات : 14 - )           »          [ رَسَائِل أُخَوِيّة ] : (الكاتـب : خالد صالح الحربي - مشاركات : 41 - )           »          ارتداد (الكاتـب : ماجد العيد - مشاركات : 324 - )           »          العيد والغياب!!! (الكاتـب : محمد علي الثوعي - مشاركات : 6 - )           »          غُربة .. (الكاتـب : نوف مطير - مشاركات : 13 - )           »          الهبوب الصلف (الكاتـب : عادل الدوسري - مشاركات : 0 - )           »          فلسفة قلم .. بأقلامكم (الكاتـب : سيرين - مشاركات : 3847 - )           »          صالون النثر الأدبي 3 (الربيع ) (الكاتـب : نادرة عبدالحي - آخر مشاركة : سيرين - مشاركات : 66 - )


العودة   منتديات أبعاد أدبية > المنتديات الأدبية > أبعاد النثر الأدبي

أبعاد النثر الأدبي بِالْلُغَةِ ، لا يُتَرْجِمُ أرْوَاحُنَا سِوَانَا .

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 03-27-2012, 07:28 PM   #1
سهير السميري
( كاتبة )

الصورة الرمزية سهير السميري

 







 

 مواضيع العضو

معدل تقييم المستوى: 13

سهير السميري غير متواجد حاليا

افتراضي حُـفـاة


نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة


حُـفـاة




فِي هَذا الهُراءِ المُسمّى حياةً ! كُنّا ثمانيةَ أفواهٍ , ثمانيةَ ثقوبٍ نَتحرّكُ في دائرةٍ نصفُ قطرِهَا فقرٌ
والنّصفُ الآخرُ حِرمانٌ .

هل أرْهقَنَا أبِي، أمْ أرهَقْنَاهُ ! لا أدري أيُّنا أشْقَى !

أبِي ، أحدُ الحُفاةِ ، تأرْصفَ كَثيراً وهُو يبيعُ الجرائدَ علَى بَسْطةِ الحَياةِ , طوى حصيرة عُمرِه
على رصيف إعتاد قدميه , كان كل ليلة يجُرُّ الطّمَأنينةَ مِن قَرنَيْها ,
يشُدّها لِتتعرّفَ عَليْنا , ولَكنّها كانتْ تَنأى بنفسْها عنْ بيتٍ تسكنُهُ الرُّطوبَةُ ,
أبوابه مُخلّعة ونوافذه مُغطاة بأكياس النايلون .

لاَ مفرَّ يا أبِي لا مَفرَّ, الحياةُ تنصِبُ لنَا الفِخاخَ وتُغلِق في وَجْهِنا الأبوابَ،
فَلا غَرابةَ أن نَكونَ على أُهبةِ الغرقِ دائماً كمنْ يركبُ لوح ركمجةً مَكسورةً في أمواجٍ عاتيةٍ !

وُجودُنا جميعاً في غرفةٍ واحدةٍ يفاقمُ كثرتنَا .

أكانَ لِزاماً أنْ نكونَ ؟! أكانَ صَواباً هَذا الاحْتكاكُ بينَ هيكلَينِ عَظمِيَّينِ ؟

النَّحسُ رَافَقنا كَثؤلولٍ كبيرٍ لازمَ أنفَ أبي حتى وفاتِه , كانَ فقرُنا بِلا ذِمّةٍ،
كأنّنا مُجردُ أثوابٍ رَثّةٍ تنبِضُ في الفراغِ، وتعبَثُ بنا الظروفُ عبثَ الريحِ بالرمالِ !

أمّي التِي يَستيقظُ لِسانُها عَلى كلِّ الأدعيةِ وآياتِ الصبرِ..
كانتْ تقرأُ عليْنا بِهدوءٍ مُستعارٍ : " إنَّ معَ العُسرِ يُسراً "
ولَكِنّنا لمْ نرَ معَ عُسرنَا إلاّ عُسراً , ولم يُوَلِّدْ فقرُنا إلا فقراً.. علَى الأرجحِ كَبِرنَا على غفْلةٍ منَ الموتِ !

طالمَا اسْتدعَتنِي لأُدخِلَ لهَا الخيطَ فِي ثُقبِ الإبْرةِ، تُرى كمْ خَيْطاً لزمَنَا لنَرْفُو ثوبَ العِوَزِ،
ونُقطّبَ جُرحَ الفاقةِ ؟ كمْ إبرةً ؟

صوتُ " اليَرغولِ " ترفٌ متاحٌ ليرافقَ قِلة حيلَتِها, ويَقهرُنِي منظرُ عَينَيْها عندَما تَقلقُ أو تدمَعُ ,
أضُمّهَا وأخبرُهَا : لاَ يَهُمّكِ يَمّة , عِندمَا أكبرُ سأزرَعُ لكِ مِلحاً وكازاً وسُكَّراً .

وقبل أن تدب الحياة صباحاً , بل قبل أرغفة المدرسة وقبل أصوات الباعة وأبواق السيارات
كنتُ أهْرع إلَى الشّوارعِ حاملةً عُمُرَ الحاديةَ عشرَ وساقين مقوسين ,
يَصحَبنِي أخِي الذِي يَصغُرني بِشمْعتينِ , نُوقظُ الأزقة ونُفزعُ القططَ النائِمَةَ في الحَاوياتِ ,

فتُدهشُنا تلك النّفَايات التي أصحابها لهُمْ وجوهٌ مكتنزةٌ وظِلالٌ مُنتفِخةٌ ,
حتماً فِي هذا الكونِ بشرٌ يتناولُونَ أكثرَ منْ وجبةٍ في اليومِ !

كثيراً مَا كانتْ يدِي الصغيرةُ تَعْبثُ ببقايَا جيفَةً دونَ أن يَعلَقَ فِي صنّارَةِ أصابعِي شيءٌ ,
لم أتأفّفْ يَوماً مِن الرّائحَةِ ، كانتْ تُشبهُ روائحَ اعْتدنَاها في بَيتنا أو صَفِيحِنا المُعلّبِ .

كنتُ علَى يقينٍ أن اللهَ سيغفرُ لي , فَعلَى الرغمِ منْ كلِّ مَا كنتُ أسرقُهُ مِن الحاوياتِ لَمْ أحْظَ يوماً باسْتدارَةِ رغيفٍ ولا بمُحيّا وجبةٍ !

لطالمَا أقسمتُ أنّني لنْ أعودَ لزيارةِ مَكبِّ النّفاياتِ , لكني كنتُ أنكثُ قسمِي كلّ يومٍ
وأجهّزُ نفْسِي لإطعامِ عشرةِ مساكينَ , نحنُ و والدَانا ! .

في هذه الحياة المستعملة تنازلتُ مُبكّراً عن الأحلامِ , رسمتُ لهَا أجنحةً فطارتْ بعيداً ولم تعُدْ ,
الأحلامُ مِثلنَا تحتاجُ إلى الخُبزِ والخبزُ شحيحٌ !

لمْ تفكرِ الدّنيَا مرّةً واحدةً بأنْ تمْسحَ بِيدِها علَى رُؤوسِنا , كانتْ هُناكَ مآذنُ شاهقةٌ ,
وسماءٌ واسعةٌ وليالٍ صافيةٌ ونحنُ بكلّ عكَرِنا وعِوزنا !
كمْ أنتِ متناقِضَةٌ أيّتُها الحياةُ !

أراوِغُ رُوتينَ الخُبز والشّايِ, وأفكّرُ برسمِ غَمّازَةٍ أوِ اثنَتيْنِ علَى وُجوهِ إخْوتِي وأتعمّدُ مُفاجأتهُمْ
بنفْحَةٍ منَ الرّفاهِيّةِ.. أُريقُ ماء وجهي و أقصدُ الجزارَ , أتَسَمّرُ طَويلاً علَى بابِهِ ,
أتصبّبُ ذُلاً , ثُم أطلبُ منهُ عِظاماً للكلابِ "عِظاماً تَكْفي لثمانِيةِ كلابٍ" لمْ يستشرْ أبي أحداً في عَددِهِمْ .

يَا اللهُ , عَظّمْ أجْرَنا فِينا , فقدْ مِتنَا بمَا يَكفِي لنعِيشَ .
أيتُهَا الحَياةُ , لَسنَا سَيّئينَ كمَا تَظُنّينَ , تَعالَيْ , اِقترِبِي بِمقدارِ فَرسخٍ , أو نصفِ شبرٍ ,
تعالَيْ اجْمعِي مَا انْكسرَ فِينا , واعْتذرِي لأمّي كيْ أحبَّكِ .


____________________________


نـُشر هذا النص في جريدة الرأي الاردنية وايضاً في جريدة الدستور

 

سهير السميري غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 03-27-2012, 07:48 PM   #2
سهير السميري
( كاتبة )

الصورة الرمزية سهير السميري

 







 

 مواضيع العضو

معدل تقييم المستوى: 13

سهير السميري غير متواجد حاليا

افتراضي




طوق ياسمين دمشقي لكل من سيمر من هنا , ولو بصمت .
لماذا أبعاد الادبية !! بصدق .. لأني بحثت عن جديد الاديب عبدالرحيم فرغلي فوجدته في ابعاد

قلت : سأكون بُعداً لعل هذا السامق يقرأ لي .


__________________

من لا يعرف الغفران ,, لا يعرف الله .

 

سهير السميري غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 03-27-2012, 08:39 PM   #3
حسين هلال البوحسن
( شاعر وكاتب )

الصورة الرمزية حسين هلال البوحسن

 







 

 مواضيع العضو

معدل تقييم المستوى: 498

حسين هلال البوحسن لديها سمعة وراء السمعةحسين هلال البوحسن لديها سمعة وراء السمعةحسين هلال البوحسن لديها سمعة وراء السمعةحسين هلال البوحسن لديها سمعة وراء السمعةحسين هلال البوحسن لديها سمعة وراء السمعةحسين هلال البوحسن لديها سمعة وراء السمعةحسين هلال البوحسن لديها سمعة وراء السمعةحسين هلال البوحسن لديها سمعة وراء السمعةحسين هلال البوحسن لديها سمعة وراء السمعةحسين هلال البوحسن لديها سمعة وراء السمعةحسين هلال البوحسن لديها سمعة وراء السمعة

افتراضي


استقطع هذا النص زمناً من عمري يا سهير

كنتُ أتصفح ذاكرتي كم حرفاً من حروفك صافح
لم أكمل النص لإنه أراقني عند منتصفه
فلم يبقَ ما يعينني على الإستمرار


اقتباس:
فِي هَذا الهُراءِ المُسمّى حياةً

ليست كذلك
فلربما عنيتِ الدنيا
وإن كانت الدنيا لزاد الآخرة

قال تعالى (وما هذه الحياة الدنيا إلا لهو ولعب وإن الدار الآخرة لهيالحيوان لو كانوا يعلمون )

صدق الله العلي العظيم ، العنكبوت آية 64

وإن كنت أظنكِ عنيتِ تلك الحياة التي كانت بذات الألم والفاقة
وهي ليست كذلك أيضا فقد ورد أن الفقر زينة المؤمن
وإن الصبر على الفقر لجهاد في سبيل الله


اقتباس:
أمّي التِي يَستيقظُ لِسانُها عَلى كلِّ الأدعيةِ وآياتِ الصبرِ..
كانتْ تقرأُ عليْنا بِهدوءٍ مُستعارٍ : " إنَّ معَ العُسرِ يُسراً "
ولَكِنّنا لمْ نرَ معَ عُسرنَا إلاّ عُسراً , ولم يُوَلِّدْ فقرُنا إلا فقراً.. علَى الأرجحِ كَبِرنَا على غفْلةٍ منَ الموتِ !
كانت مؤمنة بهذا الهدوء لا أظنه مستعاراً

ما عساي أكتب أمام هذا النص
سوى أنه يلامس كل أوجاعنا بصدق
أما أنتِ فيلزم من حروفنا انحناءة في مقامك هذا

لك أصدق الدعوات
حُسَيْن

 

التوقيع


المسافات أجنحة
لا تجيد الوصول إلى مرفئ
غير هذا الرحيل
والغياب الذي كان بالأمس طيراً يسافر
ثم يعود ..
تحول مثل الدخان الذي حين يرحل
تصبح عودته مثل
ضرب من المستحيل


ريثما ينحني النجم
مازلتُ فوق الثرى أنتظر ..

حسين هلال البوحسن غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 03-27-2012, 10:46 PM   #4
فاتن حسين
( كاتبة )

افتراضي




لن تغيب الشمس يوماً إلا لتشرق من جديد يـ سهير..
رسمتِ لنا تفاصيل جافة عارية من كل لذة ..
وأوجاع تساقطت من عمق السحاب..
ولكنها انسابت بحروف رقراقة بين أناملك..


سهير.. كل الإمتنان للقدير عبدالرحيم فرغلي بأن ساقكِ إلينا..!

 

التوقيع



كم أتوق للتنفس..
نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة

فاتن حسين غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 03-27-2012, 10:46 PM   #5
سهير السميري
( كاتبة )

الصورة الرمزية سهير السميري

 







 

 مواضيع العضو

معدل تقييم المستوى: 13

سهير السميري غير متواجد حاليا

افتراضي



الاخ حسين هلال البو حسن


يُقلقني التعليق الأول , أجده ثيرموميتر لقياس حرارة نبض النص .

شكرا لحضورك الوارف .


______________

من لا يعرف الغفران ,, لا يعرف الله .

 

سهير السميري غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 03-27-2012, 11:02 PM   #6
سهير السميري
( كاتبة )

الصورة الرمزية سهير السميري

 







 

 مواضيع العضو

معدل تقييم المستوى: 13

سهير السميري غير متواجد حاليا

افتراضي




فاتن حسين
..

اهلاً كثيراً , حضور كـ رنة الذهب .

شكراً

وهذه نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة لروحك .


____________________

من لا يعرف الغفران ,, لا يعرف الله .

 

سهير السميري غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 03-27-2012, 11:47 PM   #7
عروب باكير
( كاتبة )

الصورة الرمزية عروب باكير

 






 

 مواضيع العضو
 
0 نسيتك
0 فضفضات عاشقة
0 مشاعر مخنوقة
0 كيد الرجال

معدل تقييم المستوى: 13

عروب باكير غير متواجد حاليا

افتراضي


اقتباس:
لاَ مفرَّ يا أبِي لا مَفرَّ, الحياةُ تنصِبُ لنَا الفِخاخَ وتُغلِق في وَجْهِنا الأبوابَ،
فَلا غَرابةَ أن نَكونَ على أُهبةِ الغرقِ دائماً كمنْ يركبُ لوح ركمجةً مَكسورةً في أمواجٍ عاتيةٍ
أعجبتني هذه العبارة جدا
تحياتي لك ولقلمك المبدع

 

عروب باكير غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 03-27-2012, 11:49 PM   #8
سهير السميري
( كاتبة )

الصورة الرمزية سهير السميري

 







 

 مواضيع العضو

معدل تقييم المستوى: 13

سهير السميري غير متواجد حاليا

افتراضي




عروب باكير ..

ممتنة لتواجدك , شكراً كثيراً


________________

من لا يعرف الغفران ,, لا يعرف الله .

 

سهير السميري غير متصل   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 03:45 PM

الآراء المنشورة في هذا المنتدى لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الإدارة

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.