ترك ذاته فيها ورحل.! - منتديات أبعاد أدبية
 
معرفات التواصل
آخر المشاركات
[ فَضْفَضَة ] (الكاتـب : قايـد الحربي - آخر مشاركة : زايد الشليمي - مشاركات : 75156 - )           »          خذتي من وصوف القمر (الكاتـب : أحمد عبدالله المعمري - مشاركات : 0 - )           »          غياب القناديل (الكاتـب : أحمد عبدالله المعمري - مشاركات : 12 - )           »          أُغنيات على ضفاف الليل (الكاتـب : علي الامين - مشاركات : 1209 - )           »          ستقول لي: _ تعالي بما تبقى منك إليْ.. (الكاتـب : جنوبية - آخر مشاركة : زايد الشليمي - مشاركات : 10 - )           »          مُتنفس .. شِعري ! (الكاتـب : سعيد الموسى - آخر مشاركة : زايد الشليمي - مشاركات : 785 - )           »          نفثات مقدسة من أنحاء اخرى .. (الكاتـب : محمد الجهني - مشاركات : 0 - )           »          فَــوَاق ! (الكاتـب : ماجد العيد - مشاركات : 14 - )           »          وصب ! (الكاتـب : تركي المعيني - مشاركات : 155 - )           »          هــايــكــو (الكاتـب : حسن زكريا اليوسف - آخر مشاركة : تركي المعيني - مشاركات : 299 - )


العودة   منتديات أبعاد أدبية > المنتديات الأدبية > أبعاد الهدوء

أبعاد الهدوء اجْعَلْ مِنَ الْهُدُوْءِ إبْدَاعَاً

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 08-11-2013, 12:07 AM   #1
رداد السلامي
( كاتب )

الصورة الرمزية رداد السلامي

 






 

 مواضيع العضو

معدل تقييم المستوى: 0

رداد السلامي غير متواجد حاليا

افتراضي ترك ذاته فيها ورحل.!


تتمنى أن يعود لكنه لن يعود هو من النوعية التي لا تستسلم للعواطف،حين يقرر ان يعيش بعقله دون قلبه لا شيء يمنعه من ذلك لا الدمع يمكن ان تستحلب ولو قطرة من من أحاسيسه ولا رعشة هدب ، قال لها ذات يوم أسماء السماء التي تظلنا الان تشهد أني أحبك لكن لا معنى للحب دون وفاء ، ولكن للوفاء معنى دون حب ، ولن يحدث العكس أبدا ، هي أحببته حد الشغف لأنه رجل يفجر ينابيع الاحاسيس من قلب الصخر الاصم قالت له يوم أنت لديك موهبة إدراك الروح في الحجر الاصم وبإمكانك أن تحدثها كنبي لديه معجزة فما بالك بي أنا انا التي ملكت قلبها وعقلها وهمينت على أحاسيسها وعطلت لديها قدرة التجاوز والصمت وجعلتني أقول لك بكل شغف ووله أحبك ، أنت الرجل الذي قلت ذلك له بإيمان عميق أنك تستحق قلبي لأنك فيه، نحات أنت نحات حب وأحاسيس تعرف كيف تتموضع في الاماكن الحساسة التي تفقد الاخرين قدرة القيادة الذاتية لذواتهم لترسم وجودك في فيها ، هو يدرك أنه استنزف أحاسيسها وأروى عواطفه الجياشة الى كلمة أنثى تقول له بصدق :أحبك ، ولقد استكشف خارطة القلب كما استكشف خارطة الجسد وغاص في التفاصيل وأصل وجوده في كل مكان منها تاركا بصمته المادية والروحية ورحل رجل الكرامة كنورس بري يعشق الحرية ويدلف الى آفاقها الرحبة التي لا تنتهي .
ذات يوم جلس معها على سطح بيتهم الذي يقع بجانب الطريق ثم رأى نورسا في السماء يطير محلقا بكل حرية وزهو قال لها اسماء النوارس لا تعشق الا السماء لا تمكث في الارض كثيرا إنها تدرك بفطرتها أن الارض قيد وأن الاصل دائما هي السماء ونحن من قبل كنا في السماء يا أسماء وفيها علم الله آدم الاسماء كلها ثم بفعل المعصية أنزله الله الى هذه الارض التي حين يذكرها في كتابه الكريم ينعتها بنعوت ذميمة فهي متاع الغرور وهي لعب ولهو وهي الفانية الزائلة ، هي هكذا مثلك تبدو بهية جميلة ثم يصيبها الوهن ويهيمن عليها الخراب وتغزو ملامحها الشيخوخة والزوال ، كان يحرك وجدانها لأن البيئة التي تسكن فيها ذات وجدان منحرف مصاب بصدأ الحياة وسعار الماديات ، استطاع أن يقنعها أن الانسان يمكن أن يصل الى مرحلة لا يستطيع معها أن يهتدي وأن يسلك مسار الاتقياء لأنه لم يرد أن يحرك عقله بطريقة تجعله يدرك حقيقة الحياة ، ولذلك قندل روحها وأوقد في ظلماتها المخيفة شموع الأمل حتى استطاع ان يخرجها من أكداس الافكار التي أضلتها كما أظل عجل السامري بنو اسرائيل ، كانت تصلي لكنها صلاة لا ترقى بها الى مستوى التقوى ولاتنتج فيها رغبة للطهارة والحرية والخلاص من وهم أن الانسان يمكن أن يرتكب الموبقات ثم يصلي على النحو الجاف البارد الذي لا ينهاه عن معاودة ارتكابها مرة أخرى ، قال لها الصلاة صلة وحين يوثق الانسان صلته بالله ينتج ذلك خوفا في القلب يبقى ضميره مشتعلا بالخشية حيا بالمراقبة ، إما صلاة البعض يا اسماء فهي مجرد حركات مؤقتة وغبية يريد أن يثبت البعض للاخرين من خلالها بأنه صالح كي يخفي حقيقة ما يمارسه من آثام ومعاص جعلت قلبه عصي على التوبة والأوبة والعزم الذي لا يلين أمام اغراءات الحياة ومفاتنها .
قال لها قد يخدع الانسان قلبه لكنه لا يستطيع أن يخدع ربه ، قد يتمادى في غيه لكن الله يمده في الغي كي يلقى حتفة مرة واحدة ، بحيث لا يمكن أن يمنح الحياة مرة أخرى ليتوب ولكن ليحاسب .
لايأس أبدا..ما هي الحيا هذه؟..هي صراط ممتد بين حياتين..هي محنة شاقة ..وهي ابتسامة ..مشرقة وسراب زائل ... يأس وأمل ..كرٌ وفر..وميض نور يشع فوق آكام من الأقذار ..نبعٌ صافٍ ينساب بين القبور والخرائب..ظمائر حية تتعلق بأسرار المجهول ثم لاتلبث أن تتساقط في حومة سحيقة مملؤة بالجياع والأنانيين والطغاة والجلادين..
هي هكذا مثلك..تبدو جميلة أنيقة ..وبريئة سرعان ما تتلوث بالضعف والمرض والهزال..
هي ساحة معركة سلاحها الصبر والإيمان ..
ومهما بلي الإنسان بها بحب أو فقر أوخيانة أو غدر لايهم(عسى أن تكرهوا شيئا وخيرٌلكم وعسى أن تحبوا شيئا وهوشرٌ لكم والله يعلم وأنتم لاتعلمون) ثم ألا يصح أن تكون البلوى سببا في يقظة روحية ؟ ألا يصح أن تكون مادة تنشيط وتجل للمواهب والإستعدادات النفسية ..أو حتى مجرد تجربة نافعة في الحياة العملية..ثم أين الإنسان الذي لم تصدعه الخيانة ولم تذله الحاجة ولم يغلبه الظلم ولم يمر بعلة ولم يظايقه الملل..
أين الإنسان الذي لم يظنه الفشل..ولم يساوره الخوف.. ولم يشقه الضعف ولم تقلقه الحسرة
المهم الحياة هكذا..أجل..وعمل..وأمل..
أجل الأمس وعمل اليوم وأمل الغد
لا لذة لها مع القلق..ولاقيمة لها مع الفشل ..ولامعنى لها مع الحسرة والقنوط
هي صراع دائم بين قوى الخير والشر لاينجح فيها إلا المجاهد الصابر هي قوة معنوية ..ودفعة روحية تعلو على المادة بأسلحة ثلاثة..
إرادة نافذة وثقة بالنفس عقل مدبر وكفائة منظمةسريرة صافية وإلهام صادق..هذة هديتي أهديتها من صميم قلبي ولن تريني بعدها مرة أخرى.
كانت تدرك أن قدرها مع رجل مختلف جدا لن يستمر وأنه يلزمها كي تقطع المسافة الفاصلة بينها وبينه كي تدانية في مراتب السمو أن تردم ماضيها وأن تتجاوز بيئتها التي نشأت فيها لكنهم أضعف من أن تصنع ذلك وتحتاج الى دفعة صاروخية حتى تخرج من جاذبية هذه العوامل المنحرفة في حياتها وهو ما لم تستطع أن تفعله .
لكنه رحل وترك لها شيئا من الذاكرة الحية وعلامات الطريق وحين تمتلك الثقة اللازمة بربها أولا ونفسها ثانيا ستفعل وإن لم تكن معه فمع غيره ربما ولن تجد من يشبهه حتى اللحظة لأنه رجل لا يتكرر ..!!

 

رداد السلامي غير متصل   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
ضاقت به الدنيا و فيها فسحةٌ مجاهد السهلي أبعاد الشعر الفصيح 5 05-09-2013 08:43 AM
خلاص .. ما عاد فيها كبار عبدالعزيز المجلاد أبعاد المقال 7 04-22-2013 09:54 AM
[ إلى من تَرك نصفه في الطريق ، ورحل : ... ] عائشه المعمري أبعاد النثر الأدبي 36 12-19-2012 11:06 AM
نظرة عيونك فيها شي ميــرال أبعاد الشعر الشعبي 27 08-15-2012 02:31 AM


الساعة الآن 04:03 AM

الآراء المنشورة في هذا المنتدى لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الإدارة

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.