" شعرية الزمان ودلالته في القصيدة " - منتديات أبعاد أدبية
 
معرفات التواصل
آخر المشاركات
(( أبْــيَات لَيْسَ لَهَــا بَيــْت ...!! )) (الكاتـب : زايد الشليمي - مشاركات : 13 - )           »          فلسفة قلم .. بأقلامكم (الكاتـب : سيرين - آخر مشاركة : زايد الشليمي - مشاركات : 3845 - )           »          غياب القناديل (الكاتـب : أحمد عبدالله المعمري - آخر مشاركة : سيرين - مشاركات : 3 - )           »          تخيل ( (الكاتـب : يوسف الذيابي - آخر مشاركة : سيرين - مشاركات : 428 - )           »          [ فَضْفَضَة ] (الكاتـب : قايـد الحربي - آخر مشاركة : زايد الشليمي - مشاركات : 75147 - )           »          ورّاق الشعر [ تفعيلة ] (الكاتـب : نوف الناصر - مشاركات : 5 - )           »          بُعدٌ جديد ! (الكاتـب : زكيّة سلمان - مشاركات : 1 - )           »          عَـيني دَواةُ الحـرفِ (الكاتـب : حسن زكريا اليوسف - آخر مشاركة : سيرين - مشاركات : 4 - )           »          " قلطة " : اقلطوا .. (الكاتـب : خالد صالح الحربي - مشاركات : 94 - )           »          اوراق مبعثرة!!! (الكاتـب : محمد علي الثوعي - مشاركات : 423 - )


العودة   منتديات أبعاد أدبية > المنتديات الأدبية > أبعاد النقد

أبعاد النقد لاقْتِفَاءِ لُغَتِهِمْ حَذْوَ الْحَرْفِ بِالْحَرْفْ .

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 04-12-2014, 03:31 PM   #1
إبراهيم الشتوي
( أديب )

افتراضي " شعرية الزمان ودلالته في القصيدة "


مدخل : يقول الفيلسوف الفرنسي برغسون: (ما من أحد كالشاعر يحس بالزمن).
بعد أن تم إلقاء الضوء على شعرية المكان في الرؤية الماضية ومدى تأثيره وتأثره بتجربة الشعراء والشاعرات، سنحاول في هذا العدد أن نجمع بعضا من الحزم الضوئية المتناثرة شعريا من هنا وهناك عبر مساحات الزمن. من المعروف أننا لا نستطيع فصل المكان عن الزمان والعكس صحيح ولا يمكننا إدراك قيمة الزمن إلا بإدراكنا علاقته بالمكان، حيث تتمظهر القيمة الفنية والدلالية كأدوات مهمة في تشكيل الصورة الشعرية. ويعتبر الحضور الزمني في نصوص الأمير بدر بن عبد المحسن ذا أهمية قصوى، حيث إنه ثيمة رئيسة في أحداث النص وسياقاته، متعدياً الزمن الميقاتي ليكسر من خلاله حدود الزمن النفسي وما يندلق فيه من تيار الوعي واللاوعي معتمدا في بنائه النصي على إشارات زمنية لها اتصال روحي بعالمه الداخلي، محققا بها بنية النص الزمانية الشعرية ومحلقا عن بنيته الزمانية الموضوعية، مثلما في قوله: ما أقول ضاع العمر عندك حسافه انت الدقايق عشتها وانت الأعوام ودي ربيع العمر يسبق جفافه يا مسقي العطشان من كاس الأوهام فنجد أن هذه الإشارات الزمنية (الدقايق / الأعوام / ربيع العمر) استخدمها ليثبت قيمة الزمان من خلال سياق شعري مليء بالدلالات والرؤى، ووعيه التام بحمولته المرجعية الزمانية. أما الأمير خالد الفيصل فإنه يفتح لنا أفقا فكريا وتأمليا للتعامل مع قيمة الزمن نفسيا وحسيا كما في قوله: إلى صفالك زمانك علّ يا ظامي اشرب قبل لا يحوس الطين صافيها الوقت لو زان لك يا صاح ما دامي يا سرع ما تعترض دربك بلاويها ونجد أن انثيالات الزمن عند الشاعر مشعل الفوازي حلمية التركيب رؤية ورؤيا، حيث استطاع توظيف تقنية الزمان لتخدم النص وجدانيا وحسيا، ومتأثرا بالطبيعة من حوله في أثرى الصورة الزمانية: مابين هم الغروب وفرحة إشراقه رهنت حلم العمر ياتي ولا ياتي مادري بقى متسع للحلم وآفاقه والا يخون الزمان الصعب نياتي أما الشاعرة أشجان العبد الله «أغراب» تربط التشكيل الشعري والمكاني والزماني في نسيج واحد، في محاولة للوقوف في وجه الزمن من جهة، وبناء حضورها الشعري من جهة أخرى وكمعادل ذاتي ووجودي، حيث أصبحت تقنية الزمان نافذة لبوحها تطل من خلها على روحها حيث تقول: يا جرح لا تكبر ترى اثيابك أجداد توّك طري ّ العود والعمر بدري يا جرح حتى الموت لفناك ما فاد وانا عزاي ان مت يرتاح صدري أما الشاعر عمر المسفر فيشكل الزمن في نصوصه عنصرا هاما، حيث نجد أن النص التراجيدي له حضور خاص متكئ على الزمان والطبيعة في إيصال الصورة الفنية وتكوينها وكما قال لامارتين: (أن أبدع الأغاني ماتسربل بالأسى) يا ممطره جيبي معاك الغيم في صدري جراد يا هو نفض كل أخضر أفـ صدري وذبلت سوسنه أنتِ بريئة من زمان الوصل لكنّ الوكاد أنك تفاقمتي بـ روحي لين ضاقت أمكنه أما الشاعر فايز الزعل فقد جعل من العين زمنا حسيا والمكان نفسيا، حيث جعل من الزمكانية ثيمة فنية يبني عليها فكرته ويمتح منها دلالاته ويحلق بأجنحة أحلامه عبر فضاء واسع شاسع: الزمان عيونك اللي هدتني منزله والمكان يغور لما أشوفك تزعلين كنت اجهل ويش يعنى غرام ومن هله لين صرت أستاذ عشقٍ لكل الحالمين أما الشاعر عبد الله العويمر فنجده يتكئ على الزمان لاجتراح علاقات جديدة تعكس مدى حضور الزمن الشعري بشكل كبير في تجربته، فنجده في هذا النص الذي جعل من الزمكانية أرضية معشوشبة بالعاطفة ومنتشية بالحلم: حزين الصبح والساحل تنهّد عادته مسرور وش اللي صار للساحل تسابق للحزن خيله ذهولي دهشتي غابت صباحات الأمل والنور إذا هذا الصباح، الله يستر وش هي الليله أما الشاعر مسفر الدوسري يأتي الزمن الشعري عنده كإشارات مضيئة بين الماضي والحاضر وبين الحضور والغياب كمتخيل زمكاني للهروب من وإلى الذات، متكئا على تقينة الفلاش باك في إنتاج الدلالة الفنية وتشكيل عالمه الوجداني الخاص به: قلت للأماني اليابسة.. في سدرة أيامي... تعيش. قبل لا انت تمطرين وزينتها من حلوى عيد الذكريات ولبستها ثوب من شذى أما الشاعر محمد الذرعي فإن بنية الزمن الشعرية في نصوصه تزيد من تماسك النص فنيا وحسيا حيث يأخذ الزمن عنده بؤرة مركزية لأغلب نصوصه، مازجا الزماني بالمكاني والحسي بالمعنوي كما في هذا الحضور: اتفقنا نقتسم فرح وشقا وحلت الفرقا ولا خان التفاق شافني لوحت له يوم اللقا ورد لي تلويحتي يوم الفراق أما الشاعرة عبير بنت أحمد فهي تتعدى مهية الزمن الميتافيزيقية، لتؤثث لها زمنا وجدانيا خاص بها تحلق في فضاءاته شعراً وشعوراً: جلست البارحة والفكْر حالف ما يجيني نوم أبي أكتب قصيده .. بس وين ألقى اللي تشبهلك؟ ومن باب المسا طلّت عيونك .. حفلتين ْا نجوم وشفت مراية ٍ وسْط السما في وسْطها مثلك أما الشاعرة رزان العتيبي تجعل من الذاكرة الزمنية مطرا وجدانيا يعشوشب بالحنين وكما يقول هيدجر (في البدء لم يكن لفظ ذاكرة ليعني القدرة على إحياء الذكرى واسترجاع الماضي إن ذلك اللفظ يحيل إلى النفس بكاملها كاستيعاب باطني دائم لكل ما يخاطب الإحساس بكامله)، فنجدها في هذا النص تستحضر الزمن الشعري الوجداني للاقتراب من عالمها الداخلي: صبح الشتا ما يشبه الا احتضاري بارد ثقيل وكل ما فيه مبكي أتذكرك يمطر سحاب احتضاري وينك نسيت شلون بعدك أنا احكي أما الشاعرة: ذروة شعر فنجد أن تقنية الزمان تكسب النص بعداً وجدانياً وفنياً مؤثراً ومثمراً على مستوى البناء والتركيب لإيصال الحالة الحسية والنفسية عبر بوابة الحضور والغياب والمتمثلة في الزمن كمصدر من مصادر توليد الصورة ونموها: صرت الشوف الشمس من تشرق قصيدة من كثر ما تشبهك باسمك تذيل عاد لو صارت مواعيدك بعيده كل صبح ينتظر طلتك ليل ويمثل الزمن في تجربة الشاعرة مها التركي وعيا شعريا عميقا، بحيث تتحرر من سلطة الزمن الخارجي، لسلطنة الزمن الداخلي، مؤسسة لها رؤيتها الزمنية الخاصة بها: غفى بي بعدما اقبل لقاك وموعد كذاب ونادى في سماء نوحي قهر بعدك وأتعابك تذوب بصوتي المتعب ملامح وجهك الكذاب ويصحى بي الم يذبح حنين الصبر وابدابك وللشاعرة سارة العتيق حضور زمني تراجيدي من خلال وعي في استثمار تقنية الزمن: بث الحنين من أول الضي.. للطير يمكن يجيك من الصباحات.. هاوي ماعاد فينا يا اعظم الصمت تعبير هز الحكي دمع تغشى الرجاوي أما الشاعر ناصر بن حسين فهو متمكن من أدواته الزمانية وقدرته في تنويع وتوزيع إشاراته الدلالية في مساحات فلسفية واعية : عَبَثْ وَاللّيل يَنسِجّ مِن تِباريح السهر تَعبِير وأنا مَاكِنيّ إلاّ سَطرْ فَاضِيّ و إنتَه القِرطاس خذاني طِيفِك البَارِح على حِلمٍ بلاَ تَفسِير بِقَت بعض السوالِف و الِعيون بِحضنَه إجِلاّس مما سبق أن تقنية الزمان تشكل عنصرا هاما في تشكيل الصورة الشعرية وإنتاج الدلالة لدى الشعراء والشاعرات كما أن الزمن الوجداني والنفسي هو البؤرة الفنية التي تنطلق منها وإليها رؤاهم في تكوين النص وتحميل الرمز والإيحاء إلى أبعد حالاته وإيحالاته واحتمالاته. كما أننا لا نستطيع فصل المكان عن الزمان ولا يمكننا إدراك قيمة الزمن إلا بإدراكنا علاقته بالمكان حيث تتمظهر القيمة الفنية والدلالية الإيحائية كأدوات مهمة في بناء النص. كما نجد أن بنية الزمن تزيد من تماسك النص فنيا وحسيا في نصوص الشعراء والشاعرات

 

التوقيع

نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة
الآن كتاب " مسارب ضوء البدر" في مكتبة : جرير-العبيكان-الشقري - الوطنية .
twitter:@ibrahim_alshtwi

http://www.facebook.com/MsarbAlbdr

إبراهيم الشتوي غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 04-13-2014, 01:52 PM   #2
عبدالإله المالك
إشراف عام

الصورة الرمزية عبدالإله المالك

 







 

 مواضيع العضو

معدل تقييم المستوى: 16866

عبدالإله المالك لديها سمعة وراء السمعةعبدالإله المالك لديها سمعة وراء السمعةعبدالإله المالك لديها سمعة وراء السمعةعبدالإله المالك لديها سمعة وراء السمعةعبدالإله المالك لديها سمعة وراء السمعةعبدالإله المالك لديها سمعة وراء السمعةعبدالإله المالك لديها سمعة وراء السمعةعبدالإله المالك لديها سمعة وراء السمعةعبدالإله المالك لديها سمعة وراء السمعةعبدالإله المالك لديها سمعة وراء السمعةعبدالإله المالك لديها سمعة وراء السمعة

افتراضي


كل هذا يثري الساحة النقدية العربية الفقيرة يا إبراهيم
كم نحن في الوطن العربي - على العموم- في السعودية - على التخصيص- بحاجة للرؤى النقدية المتجلية بفكر ووعي فائقين.

قلمك وفكرك يا إبراهيم نبراسًا للمكتبة العربية والقارىء العربي من خليجه إلى محيطه.
دم على خير ولك كل الود والتقدير والتبجيل
نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة

 

التوقيع

دعوةٌ لزيارةِ بُحُورِ الشِّعرِ الفصيحِ وتبيانِ عروضِهَا في أبعادِ عَرُوْضِيَّة.. للدخول عبر هذا الرابط:

http://www.ab33ad.com/vb/forumdispla...aysprune=&f=29


غَـنَّـيْـتُ بِالسِّـفْـرِ المُـخَـبَّأ مَرَّةً

فكَأنَّنِيْ تَحْتَ القرَارِ مَـحَـارَةٌ..

وَأنَا المُـضَـمَّـخُ بِالْوُعُوْدِ وَعِطرِهَا ..

مُــتَـنَاثِـرٌ مِـثلَ الحُــطَامِ ببَحْرِهَا..

وَمُــسَافِرٌ فِيْ فُـلْـكِـهَا المَـشْـحُـوْنِ
@abdulilahmalik

عبدالإله المالك غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 04-13-2014, 02:38 PM   #3
نادية المرزوقي
( شاعرة وكاتبة )

افتراضي هذا أقل ما يقدم في حضرة مقام هكذا ابداع اخي ابراهيم فشكرا لكــ ..


مدخل :

يقول الفيلسوف الفرنسي برغسون: (ما من أحد كالشاعر يحس بالزمن).

بعد أن تم إلقاء الضوء على شعرية المكان في الرؤية الماضية ومدى تأثيره وتأثره بتجربة الشعراء والشاعرات، سنحاول في هذا العدد أن نجمع بعضا من الحزم الضوئية المتناثرة شعريا من هنا وهناك عبر مساحات الزمن.

من المعروف أننا لا نستطيع فصل المكان عن الزمان والعكس صحيح ولا يمكننا إدراك قيمة الزمن إلا بإدراكنا علاقته بالمكان، حيث تتمظهر القيمة الفنية والدلالية كأدوات مهمة في تشكيل الصورة الشعرية. ويعتبر الحضور الزمني في نصوص: الأمير بدر بن عبد المحسن ذا أهمية قصوى، حيث إنه ثيمة رئيسة في أحداث النص وسياقاته، متعدياً الزمن الميقاتي ليكسر من خلاله حدود الزمن النفسي وما يندلق فيه من تيار الوعي واللاوعي معتمدا في بنائه النصي على إشارات زمنية لها اتصال روحي بعالمه الداخلي، محققا بها بنية النص الزمانية الشعرية ومحلقا عن بنيته الزمانية الموضوعية، مثلما في قوله:


ما أقول ضاع العمر عندك حسافه
انت الدقايق عشتها
وانت الأعوام
ودي ربيع العمر يسبق جفافه
يا مسقي العطشان من كاس الأوهام



فنجد أن هذه الإشارات الزمنية: (الدقايق / الأعوام / ربيع العمر) استخدمها ليثبت قيمة الزمان من خلال سياق شعري مليء بالدلالات والرؤى، ووعيه التام بحمولته المرجعية الزمانية.


أما الأمير: خالد الفيصل

فإنه يفتح لنا أفقا فكريا وتأمليا للتعامل مع قيمة الزمن نفسيا وحسيا كما في قوله:


إلى صفالك زمانك
علّ يا ظامي اشرب
قبل لا يحوس الطين صافيها
الوقت لو زان لك يا صاح ما دامي
يا سرع ما تعترض دربك بلاويها

ونجد أن انثيالات الزمن عند الشاعر: مشعل الفوازي

حلمية التركيب رؤية ورؤيا، حيث استطاع توظيف تقنية الزمان لتخدم النص وجدانيا وحسيا، ومتأثرا بالطبيعة من حوله في أثرى الصورة الزمانية:


مابين هم الغروب وفرحة إشراقه
رهنت حلم العمر ياتي ولا ياتي

مادري بقى متسع للحلم وآفاقه
والا يخون الزمان الصعب نياتي




أما الشاعرة :أشجان العبد الله «أغراب»


تربط التشكيل الشعري والمكاني والزماني في نسيج واحد، في محاولة للوقوف في وجه الزمن من جهة، وبناء حضورها الشعري من جهة أخرى وكمعادل ذاتي ووجودي، حيث أصبحت تقنية الزمان نافذة لبوحها تطل من خلها على روحها حيث تقول:

يا جرح لا تكبر ترى اثيابك أجداد
توّك طري ّ العود والعمر بدري

يا جرح حتى الموت لفناك ما فاد
وانا عزاي ان مت يرتاح صدري




أما الشاعر :عمر المسفر فيشكل الزمن في نصوصه عنصرا هاما، حيث نجد أن النص التراجيدي له حضور خاص متكئ على الزمان والطبيعة في إيصال الصورة الفنية وتكوينها وكما قال لامارتين:

(أن أبدع الأغاني ماتسربل بالأسى)

يا ممطره
جيبي معاك الغيم في صدري جراد

يا هو نفض كل أخضر أفـ صدري وذبلت سوسنه

أنتِ بريئة من زمان الوصل لكنّ الوكاد
أنك تفاقمتي بـ روحي لين ضاقت أمكنه




أما الشاعر: فايز الزعل

فقد جعل من العين زمنا حسيا والمكان نفسيا، حيث جعل من الزمكانية ثيمة فنية يبني عليها فكرته ويمتح منها دلالاته ويحلق بأجنحة أحلامه عبر فضاء واسع شاسع:

الزمان

عيونك اللي هدتني منزله

والمكان

يغور لما أشوفك تزعلين

كنت اجهل ويش يعنى غرام ومن هله

لين صرت أستاذ عشقٍ لكل الحالمين



أما الشاعر: عبد الله العويمر

فنجده يتكئ على الزمان لاجتراح علاقات جديدة تعكس مدى حضور الزمن الشعري بشكل كبير في تجربته، فنجده في هذا النص الذي جعل من الزمكانية أرضية معشوشبة بالعاطفة ومنتشية بالحلم:

حزين الصبح والساحل تنهّد عادته مسرور
وش اللي صار للساحل تسابق للحزن خيله
ذهولي دهشتي غابت صباحات الأمل والنور
إذا هذا الصباح، الله يستر وش هي الليله



أما الشاعر: مسفر الدوسري

يأتي الزمن الشعري عنده كإشارات مضيئة بين الماضي والحاضر وبين الحضور والغياب كمتخيل زمكاني للهروب من وإلى الذات، متكئا على تقينة الفلاش باك في إنتاج الدلالة الفنية وتشكيل عالمه الوجداني الخاص به:

قلت للأماني اليابسة.. في سدرة أيامي..
. تعيش. قبل لا انت تمطرين
وزينتها من حلوى عيد الذكريات
ولبستها ثوب من شذى
أما الشاعر



محمد الذرعي


فإن بنية الزمن الشعرية في نصوصه تزيد من تماسك النص فنيا وحسيا حيث يأخذ الزمن عنده بؤرة مركزية لأغلب نصوصه، مازجا الزماني بالمكاني والحسي بالمعنوي كما في هذا الحضور:

اتفقنا نقتسم فرح وشقا
وحلت الفرقا ولا خان التفاق
شافني لوحت له يوم اللقا
ورد لي تلويحتي يوم الفراق



أما الشاعرة: عبير بنت أحمد
فهي تتعدى مهية الزمن الميتافيزيقية، لتؤثث لها زمنا وجدانيا خاص بها تحلق في فضاءاته شعراً وشعوراً:

جلست البارحة والفكْر حالف ما يجيني نوم
أبي أكتب قصيده .. بس وين ألقى اللي تشبهلك؟

ومن باب المسا طلّت عيونك .. حفلتين ْا نجوم
وشفت مراية ٍ وسْط السما في وسْطها مثلك




أما الشاعرة: رزان العتيبي

تجعل من الذاكرة الزمنية مطرا وجدانيا يعشوشب بالحنين وكما يقول هيدجر (في البدء لم يكن لفظ ذاكرة ليعني القدرة على إحياء الذكرى واسترجاع الماضي إن ذلك اللفظ يحيل إلى النفس بكاملها كاستيعاب باطني دائم لكل ما يخاطب الإحساس بكامله)، فنجدها في هذا النص تستحضر الزمن الشعري الوجداني للاقتراب من عالمها الداخلي:

صبح الشتا ما يشبه الا احتضاري
بارد ثقيل وكل ما فيه مبكي

أتذكرك يمطر سحاب احتضاري
وينك نسيت شلون بعدك أنا احكي




أما الشاعرة: ذروة شعر فنجد أن تقنية الزمان تكسب النص بعداً وجدانياً وفنياً مؤثراً ومثمراً على مستوى البناء والتركيب لإيصال الحالة الحسية والنفسية عبر بوابة الحضور والغياب والمتمثلة في الزمن كمصدر من مصادر توليد الصورة ونموها:


صرت اشوف الشمس من تشرق قصيده
من كثر ما تشبهك باسمك تذيل

عاد لو صارت مواعيدك بعيده
كل صبح ٍينتظر طلتك ليل



ويمثل الزمن في تجربة الشاعرة: مها التركي وعيا شعريا عميقا، بحيث تتحرر من سلطة الزمن الخارجي، لسلطنة الزمن الداخلي، مؤسسة لها رؤيتها الزمنية الخاصة بها:


غفى بي بعدما اقبل لقاك وموعد ٍكذاب
ونادى في سما نوحي قهر بعدك وأتعابك

تذوب بصوتي المتعب ملامح وجهك الكذاب
ويصحا بي الم يذبح حنين الصبر وابدابك




وللشاعرة: سارة العتيق

حضور زمني تراجيدي من خلال وعي في استثمار تقنية الزمن:

بث الحنين من أول الضي. للطير
يمكن يجيك من الصباحات.. هاوي


ماعاد فينا يا اعظم الصمت تعبير
هز الحكي دمع تغشى الرجاوي



أما الشاعر:

ناصر بن حسين
فهو متمكن من أدواته الزمانية وقدرته في تنويع وتوزيع إشاراته الدلالية في مساحات فلسفية واعية :


عَبَثْ وَاللّيل يَنسِجّ مِن تِباريح السهر تَعبِير
وأنا مَاكِنيّ إلاّ سَطرْ فَاضِيّ و إنتَه القِرطاس


خذاني طِيفِك البَارِح على حِلمٍ بلاَ تَفسِير
بِقَت بعض السوالِف و الِعيون بِحضنَه إجِلاّس






مما سبق أن تقنية الزمان تشكل عنصرا هاما في تشكيل الصورة الشعرية وإنتاج الدلالة لدى الشعراء والشاعرات كما أن الزمن الوجداني والنفسي هو البؤرة الفنية التي تنطلق منها وإليها رؤاهم في تكوين النص وتحميل الرمز والإيحاء إلى أبعد حالاته وإيحالاته واحتمالاته. كما أننا لا نستطيع فصل المكان عن الزمان ولا يمكننا إدراك قيمة الزمن إلا بإدراكنا علاقته بالمكان حيث تتمظهر القيمة الفنية والدلالية الإيحائية كأدوات مهمة في بناء النص. كما نجد أن بنية الزمن تزيد من تماسك النص فنيا وحسيا في نصوص الشعراء

 

التوقيع

نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة

و أسمى الأمل، الأمل بالله وحده لا شريك له،
و أزكى التفاؤل : الاستغفار
طوبى لمن ملأ صحيفته منه
(وما كان الله معذبهم و هم يستغفرون)


نادية المرزوقي غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 04-20-2014, 07:53 AM   #4
إبراهيم الشتوي
( أديب )

افتراضي


اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عبدالإله المالك مشاهدة المشاركة
كل هذا يثري الساحة النقدية العربية الفقيرة يا إبراهيم
كم نحن في الوطن العربي - على العموم- في السعودية - على التخصيص- بحاجة للرؤى النقدية المتجلية بفكر ووعي فائقين.

قلمك وفكرك يا إبراهيم نبراسًا للمكتبة العربية والقارىء العربي من خليجه إلى محيطه.
دم على خير ولك كل الود والتقدير والتبجيل
نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة
الودق ، صاحب الفكر المتقد : عبدالإله المالك
ولإشراقة حضورك باقة حبور ، تعطر روحك وبوحك أينما كنت ..

سكبت الضوء على متصفح يحتاج لضوء فكرك ومرور وعيك ..

ممتن لهذه الحقول التي تركتها لي هنا ..

دمت بالقلب وبالقرب .

 

التوقيع

نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة
الآن كتاب " مسارب ضوء البدر" في مكتبة : جرير-العبيكان-الشقري - الوطنية .
twitter:@ibrahim_alshtwi

http://www.facebook.com/MsarbAlbdr

إبراهيم الشتوي غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 04-23-2014, 09:01 AM   #5
إبراهيم الشتوي
( أديب )

افتراضي


الأخت القديرة الشاعرة : نادية المرزوقي ..

ولترتيبك الضوء مساحة حبور ومسافة نور ..

شكرا لكِ على هذه الإشراقة وهذا العطاء الأنيق ك أنتِ ..

تقديري وامتناني .

 

التوقيع

نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة
الآن كتاب " مسارب ضوء البدر" في مكتبة : جرير-العبيكان-الشقري - الوطنية .
twitter:@ibrahim_alshtwi

http://www.facebook.com/MsarbAlbdr

إبراهيم الشتوي غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 04-24-2014, 08:03 PM   #6
بلقيس الرشيدي
( " تِملأك بالأسئِلة " )

الصورة الرمزية بلقيس الرشيدي

 







 

 مواضيع العضو

معدل تقييم المستوى: 18760

بلقيس الرشيدي لديها سمعة وراء السمعةبلقيس الرشيدي لديها سمعة وراء السمعةبلقيس الرشيدي لديها سمعة وراء السمعةبلقيس الرشيدي لديها سمعة وراء السمعةبلقيس الرشيدي لديها سمعة وراء السمعةبلقيس الرشيدي لديها سمعة وراء السمعةبلقيس الرشيدي لديها سمعة وراء السمعةبلقيس الرشيدي لديها سمعة وراء السمعةبلقيس الرشيدي لديها سمعة وراء السمعةبلقيس الرشيدي لديها سمعة وراء السمعةبلقيس الرشيدي لديها سمعة وراء السمعة

افتراضي


دَوماً تُسلطْ الضَوء ياإِبراهِيمْ على مسَاحاتٍ رَحبة مِن الفِكر والنَقد والثَروة الأدبِية !
دُمتَ لَنا ولـ أبعادِنا مدرسَة الفِكر والأدبْ ولكَ كُل التقدِير .

نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة

 

التوقيع


..
..

ذَاتُك مرآتُك فأنظُر كَيف تُحب أن تكُونَ " ملامِحُك " !

https://twitter.com/ja_top?lang=ar

.

بلقيس الرشيدي غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 04-26-2014, 08:13 AM   #7
إيمان محمد ديب طهماز
( شاعرة )

الصورة الرمزية إيمان محمد ديب طهماز

 







 

 مواضيع العضو

معدل تقييم المستوى: 41193

إيمان محمد ديب طهماز لديها سمعة وراء السمعةإيمان محمد ديب طهماز لديها سمعة وراء السمعةإيمان محمد ديب طهماز لديها سمعة وراء السمعةإيمان محمد ديب طهماز لديها سمعة وراء السمعةإيمان محمد ديب طهماز لديها سمعة وراء السمعةإيمان محمد ديب طهماز لديها سمعة وراء السمعةإيمان محمد ديب طهماز لديها سمعة وراء السمعةإيمان محمد ديب طهماز لديها سمعة وراء السمعةإيمان محمد ديب طهماز لديها سمعة وراء السمعةإيمان محمد ديب طهماز لديها سمعة وراء السمعةإيمان محمد ديب طهماز لديها سمعة وراء السمعة

افتراضي


القدير إبراهيم الشتوي : شكراً لا تفي حقك في هذه القراءة النقدية المتعمّقة

مجهود رائع هو درس في عالم النقد

وهو شراع في سفن التحيلات النقدية

سلمتَ أيها القدير على هذا المجهود الذي لا تفيه كلمات الشكر حقّه

تقديري

 

التوقيع


نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة
(هتفت باسمكِ في الآصال والسحر
كأنه دندنات العود في الوتر
)


هتفت باسمي في الآصال تنشره
كالعطر يهمي بنفح الروح في الزهر
فكنت رجع الصدى ياخير من هتفوا
باسمي كرعد بكاء الروح في الأثر
وقلت أورقت بي ياخير عازفة
في مسرح الوجد بين الصفو والكدر


(إيمان محمد ديب) ألحان الفلك

إيمان محمد ديب طهماز غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 04-30-2014, 07:10 PM   #8
نوف سعود
( كاتبة )

افتراضي


،
تحليل ثاقب ، وإنتقاء ألق!

شكرًا كبيرة الأخ القدير / إبراهيم الشتوي ،
امتناني وتحية ..

 

التوقيع

،
،
،
"﴿‏سبْحَانَ اللَّه، وَالْحَمْدُ لِلَّهِ، وَلا إِلَهَ إِلا اللَّهُ، وَاللَّه أَكْبَرُ﴾"

نوف سعود غير متصل   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
" شعرية المكان ودلالته في النص " إبراهيم الشتوي أبعاد النقد 19 05-14-2018 03:32 PM
: إذا غبت ولم تروني فهذا خط يدي فتذ كروني عبدالله بن سعد السهلي أبعاد الهدوء 54 11-08-2014 12:42 AM
القصيدة الأنيقة الرؤية .. العميقة الرؤيا ..!؟ إبراهيم الشتوي أبعاد النقد 5 05-25-2012 12:31 AM
شاعر المليون 5 المنبر أبعاد الإعلام 44 04-04-2012 03:56 PM
أمسية شعرية لــ أعضاء أبعاد أدبية المنبر أبعاد الإعلام 6 01-23-2012 10:20 AM


الساعة الآن 05:58 PM

الآراء المنشورة في هذا المنتدى لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الإدارة

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.