مذكرات خالد..............................(قصة قصيرة) - منتديات أبعاد أدبية
 
معرفات التواصل
آخر المشاركات
[ فَضْفَضَة ] (الكاتـب : قايـد الحربي - آخر مشاركة : زايد الشليمي - مشاركات : 75156 - )           »          خذتي من وصوف القمر (الكاتـب : أحمد عبدالله المعمري - مشاركات : 0 - )           »          غياب القناديل (الكاتـب : أحمد عبدالله المعمري - مشاركات : 12 - )           »          أُغنيات على ضفاف الليل (الكاتـب : علي الامين - مشاركات : 1209 - )           »          ستقول لي: _ تعالي بما تبقى منك إليْ.. (الكاتـب : جنوبية - آخر مشاركة : زايد الشليمي - مشاركات : 10 - )           »          مُتنفس .. شِعري ! (الكاتـب : سعيد الموسى - آخر مشاركة : زايد الشليمي - مشاركات : 785 - )           »          نفثات مقدسة من أنحاء اخرى .. (الكاتـب : محمد الجهني - مشاركات : 0 - )           »          فَــوَاق ! (الكاتـب : ماجد العيد - مشاركات : 14 - )           »          وصب ! (الكاتـب : تركي المعيني - مشاركات : 155 - )           »          هــايــكــو (الكاتـب : حسن زكريا اليوسف - آخر مشاركة : تركي المعيني - مشاركات : 299 - )


العودة   منتديات أبعاد أدبية > المنتديات الأدبية > أبعاد الهدوء

أبعاد الهدوء اجْعَلْ مِنَ الْهُدُوْءِ إبْدَاعَاً

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 01-22-2007, 12:48 AM   #1
سعيد الدوسري
( كاتب )

افتراضي مذكرات خالد..............................(قصة قصيرة)







أنا يا عصفورة الشجن مثل عينيك بلا وطن
بي كما بالطفل تسرقه أول الليل يد الوسن
و اغتراب بي و بي فرح كارتحال البحر بالسفن
أنا لا أرض و لا سكن أنا عيناك هما سكني
راجع من صوب أغنية يا زمانا ضاع في الزمن
صوتها يبكي فأحمله بين زهر الصمت و الوهن
من حدود الأمس يا حلما زارني طيرا على غصن
أي وهم أنت عشت به كنت في البال و لم تكن


تنصت بطرب إلى فتيات الفرقة وهن يؤدين أغنية عصفورة الشجن لفيروز..ويتمايلن في خشوع..على أنغام الموسيقى العربية..
تشرب البيرة..وتدخن المعسل في مقهى صحارى العربي في ملبورن بأستراليا..

الدراسة طوال أيام الأسبوع،والاشتراك في الخدمات التطوعية داخل وخارج الجامعة يجعلانك تنسى الهموم التي تتجاذب أطرافك..فقط أيام الويك إند هي المشكلة..
لماذا لا ننسى حين نريد أن ننسى..ولا نتذكر حين نريد أن نتذكر..لماذا نهرب من أنفسنا بالانهماك في الحياة..أو الشراب..أو التدخين..آآآآآآآآآآآآه كم صرت أخاف الوحدة..وحديث النفس..أين أنت الآن..يا من كنت حياتي..وسلوة أحزاني..؟
أين أنت يا هدى..يا من كنت تنتزعين فؤادي من دوامة الهموم..وسفينة الإحباط..وأمواج اليأس ..وبراثن القلق؟
ياترى هل أنت الآن لا زلت تفكرين في كما لا أزال أفكر فيك؟
تتخيلين صورتي كما لا أزال أتخيل صورتك؟
تحلمين بي كما لا أزال أحلم بك؟

****


المرأة وطن الرجل ..وعذابه ..تعذبه بالحب..وتعذبه بالهجر..وتعذبه بالقرب..وتعذبه بالبعد..وتعذبه بالشك..وتعذبه بالرضى..وتعذبه بالغضب..
تطلب علبة بيرة أخرى..تفتحها..وتشرب..تدخن النارجيلة..تقرقر..وتقرقر..تزفر...وتزفر..بألم..تغيب عن الوجود..وعن مقهى صحارى..الذي يغص بالفتيات العربيات..والسواح العرب..وطلاب البعثات..من دول الخليج..وبعض رجال الأعمال العرب..
الجميع جاء يبحث عن تراثه..ولغته..وموسيقاه..وأغاني المراهقة..والشباب..يريدون التذكر..وأنا وحدي أتيت إلى هنا..أريد النسيان..كنت أطاردك يا هدى..والآن يا لغرابة القدر..أقطع المحيطات..لأفر منك..ومن ذكراك..

تشرب..وتدخن..تتأمل الداخلين والخارجين..غرباء..كل منهم يحمل في جعبته قصة وطن..وحكاية امرأة..أيهما أهم عندك المرأة أم الوطن؟
يضحكون..يثرثرون..يشربون..يدخنون..يلعبون البلياردو..يغازلون الفتيات..بكلمات عربية..وغمزات عربية..وإشارات عربية..ويدفعون بعملات أجنبية..
لم أجد فتاة تشبهك يا هدى حتى الآن..هدى..صارت هي الترمومتر الذي أقيس به دفء الفتيات..والموديل الذي أقيس عليه ملامحهن..أين أنت الآن يا هدى؟
تتذكر بعد وفاة والدك بسكتة قلبية أنك عزمت على خطبة هدى رغم ممانعة والدتك..احتراما لذكرى والدك..تغضب..وتقنع والدتك..بأن الأموات لا يحق لهم التدخل في شؤون الأحياء..

لماذا نحترم الأموات..ونقدس وصاياهم أكثر حتى من الأحياء؟
ترى هل لأنهم لا يغيرون آراءهم- أو بالأحرى.. لا يستطيعون أن يغيروها؟
أم خوفا من أن ينتقموا منا ويزورونا في أحلامنا ويقضون مضاجعنا؟
ألا يجوز أنهم لو ردوا إلى الحياة من جديد سيتسامحون مع غيرهم؟
ألا يجوز أن يغيروا آراءهم؟
ألسنا نردد دائما: الحي أبقى من الميت؟
ترى هل لو عدت إلى الحياة مرة أخرى يا أبي ستصر على رفضك أم ستتغير بفعل الزمن والتجربة؟

*****

تتذكر أنك ذهبت لطلب يد هدى..فنزل رد والدها عليك كالصاعقة..
- هدى يا خالد مخطوبة للشيخ عبدالله.
الشيخ الثري عبدالله إمام الجامع..وعضو الهيئة..وصاحب بيت العلاج بالقرآن..الذي تزوجها ليستعيد شبابه،تزوجها ضرة على أم أولاده..وأسكنها في شقة بجوار الجامع..وهجر زوجته الأولى إرضاء لعيني هدى..

حتى حبيبتي خطفها مني هذا الكهل المتصابي عبدالله ...يا ترى هل يستطيع إسعادها كما كنت سأفعل؟
هل يحبها حقيقة مثلي أم هي مجرد نزوة عابرة ثم تنتهي ويعود لزوجته الأولى؟

الآن..هدى تحمل طفلها الأول على ذراعها....هذا ما أخبرتك به ليلى ابنة خالتها..التي صارت تتصل بك بين كل فترة وأخرى..والتي تعيش عذاب العنوسة والوحشة والوحدة مع والديها المسنين..

المرأة تحب الرجل من أجل غرض واحد..أن تنجب منه ابنا..ثم بعد ذلك يتجه حبها إلى هذا الابن..إلى هذا الرجل الصغير الذي صنعته من دمها..وعظمها..ولحمها وحليبها..وتنسى والده..تنسى زوجها..

لماذا لا تتزوج ليلى..وتنتقم لكرامتك التي أهدرت هدى دمها حين وافقت على الزواج بهذا الشيخ الثري؟
وكيف سأنسى هدى..وأنا سأكون أقرب إليها لو تزوجت ليلى..ابنة خالتها..وصديقة طفولتها..وأمينة أسرارها..
هدى..ألا زلت تخبئين سرك الدفين عن زوجك الغني..الغبي..المخدوع؟

أم هل تراه عرف بالسر..وسكت حبا فيك..وتصديقا لقصتك التي رويتها –ربما-له كما رويتها لي وصدقك كما صدقتك؟
لماذا يحب الرجل العربي كل شيء مغلق..يحب الانغلاق..ويكره الانفتاح والأشياء المفتوحة..
الرجل مهما كبر فهو بالنسبة للمرأة لا يزال طفلا تستطيع إقناعه وإرضاءه.. بكلمة أو دمعة..أو ابتسامة..أو ضحكة..أو لمسة حانية..أو ليلة حمراء تلتهب فيها الغرائز..وتلتصق فيها الأجساد..وتئن فيها الأسرّة..

*****

تطلب علبة بيرة أخرى..تشعل لفافة..تمتصها بقوة..تملأ بها رئتيك..تزفر فيخرج الدخان من أنفك..وفمك..تعاود الكرة..وتشرب..
تشعر بأنك عدت إلى الواقع مرة أخرى..تتأمل ضيوف المقهى..وكأنك تشاهدهم لأول مرة..تشعر بأنك دخلت المقهى للتو..
هذه الفتاة..تشبه هدى..تبدو عربية..لولا قصة شعرها..المختلفة قليلا..لكانت نسخة أخرى من هدى..

يدخل شاب..يبدو سعوديا..من ملامحه..رغم ارتداء الزي الغربي..تتأمله قليلا..تشعر أنك تعرفه جيدا..تتقابل أعينكما..يتجه نحوك..يسلم عليك بلهجة سعودية صرفة..تقوم للسلام عليه..تحاول أن تتذكر اسمه فتكتشف أن ممحاة النسيان قد أزالته من ذاكرتك..النسيان أحيانا يكون نعمة ..وأحيانا نقمة..
يذكرك باسمه....تشد على يديه،وترحب به وتجلسه أمامك..وتطلب له شرابا..وتسأله إذا كان يدخن أم لا؟ يجيب بالنفي..
تتحدثان..قليلا..
تسأله عن أخبار الحارة..والجيران..والأصدقاء..والأهل..يجيبك..ويسألك عن أخبارك،وعن أخبار ملبورن..ثم يردف:
- ما الذي جاء بك إلى هنا ؟
- جئت للسياحة..لمدة شهر واحد فقط.
- أما أنا فجئت للدراسة..النقود التي تركها لي والدي سأدفع منها رسوم الدراسة ، وسيكون باستطاعتي بعد سنوات قليلة الحصول على شهادة عليا وقد أعود للوطن..وربما لا أعود خصوصا بعد أن ضاعت حبيبتي من يدي،وسرقها الشيخ عبدالله..سأبقى هنا أو أهاجر إلى وطن آخر أستطيع أن أحب فيه وأتزوج وأعيش..

****

تتحدثان..وتشربان..تدخلان في تفاصيل الحياة اليومية..يروي خالد لك القصة..قصة حبه مع هدى..تشعر بأنه كان في حاجة ماسة إلى شخص مثلك ليروي له القصة..تشعر بالسعادة تشع من وجهه..بعد أن روى لك القصة..تودعه..وترحل....
تعود إلى الوطن..تشعر برغبة في الكتابة..عن هذه القصة التي أخذت تشغل تفكيرك..تكتبها..تقرر أن تنشرها في صحيفة الوطن...

 

سعيد الدوسري غير متصل   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
!! المقهورة ]] رواية [[ !! الوجه الأليم أبعاد القصة والرواية 31 10-03-2009 10:44 PM
مذكرات عزت الكسول عزت الطيري أبعاد النثر الأدبي 10 08-04-2007 02:38 AM
مذكرات عزت الكسول عزت الطيري أبعاد الشعر الفصيح 5 07-31-2007 11:31 PM
خالد عبدالرحمن ولقاء صوت الخليج حنان محمد أبعاد الإعلام 5 04-14-2007 05:23 PM


الساعة الآن 09:32 PM

الآراء المنشورة في هذا المنتدى لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الإدارة

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.