هل حدثتها عني

[منتهى القريش]

هل حدثتها عني
وهل لثمت
بقايا عطري المحموم في (الغتره)
وهل أخبرتها أني
كأسا كنت تشربه
فيروي روحك العطشى
ويثمل كل جلاسك
إن كان حديثكم عني

هل أخبرتها يوما
بأنك كنت تهواني
وأنك بعض من رجل
بقايا حفنة مني

بربك قُل لها أني
كنت أذوب فيك هوىً
ولم أعلم
بأنك كنت تخدعني

وإذ لعبت
رياح الغدر في ظهري
فصار الحب في قلبي
بقايا بعض طعناتك
وصار اليأس من فني

حدثها بأن اسمي
لحناً كنت تعزفه
على جدران حارتكم
وإذ آتيك بعد الهجر
كالأطفال تركض لي
تفرح بي..
على كتفيك تحملني

حدثها
كيف اغتلت طفولتي الخجلى
حدثها
إذا ما الليل داهمنا
وأيقنا بأن العشق يسكننا
وكان البوح غايتنا
حملنا غيمة الأسرار نمطرها
فأصرخ فيك.. بركاناً هنا يغلي
ألا رحماك فجرني

ما زالت مخادعنا
تذكر وعدك المنسي
ولا زالت تفاصيلك
على الجدران مسبيه
وأشيائي التي..أسكنتها صمتي
ما زالت .. عنك اليوم تسألني

سئمت الليل والأشواق
سئمت حديث من يهوى.. عن العشاق
سئمت العمر كالقربان مذبوحاً
على أنقاض كذباتك
سئمت العشق أسيافاً
أنازلها..
حربا من الذكرى فتجرحني

عني اليوم حدثها
افتعل بالكذب نسياني
بربك قل لها كذباً
بأنك لم تكن يوماً
وشماً على جسدي
وحبك كان أوهاماُ
لها أشرعت أوردتي
قصورا كنت أبنيها بأحلامي
لتدخلها...
كما شئت تسكنني

قُل لها .. بأي ذريعة غادرت
بربك نادها باسمي.. ولا تخجل
فلن تسأل!
صديقتي أدركت حلمي
أما الآن
بعضا منك أو منها
بات اليوم يرفضني

ما زالت..
بقاياها التي غدرت
تحدق بي وتسألني
أأكرهها؟
هل لا زلت تسكنني؟

أقول لها
وكلي بالأسى ينبض
حديث الروح لم يفتأ يذكرني
إذ كنت عنك أخبرها
وعنها كنت تسألني

لم أعلم.. بأنكما
بنيتم من شراييني
دروبا كنت تعبرها وإياها
ولا زالت ...
قذىً بالروح أرقني

لا والله
ما نامت أحاسيسي
بحضن الجفا كرها.. ولكني
أذوب أسى
إذ كيف تخدعها
وفي ذات الهوى المغدور تخدعني