*
20/3
Look who's talking
لم أكن أعرف من أنا وأين؟ بعد أربعة أشهر توصّلت إلى حقيقة أنني في جسد مضيف! في بادئ الأمر اعتقدت أنني جرثومة، أسوةً بمن حولي، ولكن تغيّرت الفكرة واقتنعت أنني " أكبر " من ذلك - آملاً أنْ لا تفنى قناعتي. بعد أربعة أشهر أخرى تأقلمت في الرحم. ألفتُ صوت أمي، صلاتها, وقلبها الموسيقي. يبدو أنها أيضاً أحسّت بالألفة وصارت تحكي لي عن الطقس والأقارب وكل الأشياء الكريهة الأخرى.
على ذكر الأشياء الكريهة, كنتُ أشعر بأياديهم على بطن أمّي. أسمع سخريتهم من ركلاتي الهزيلة. أصرخ، ولم يكن الله قد خلق لي صوتاً، وألقي عليهم لعنة حيٍ لا عمرَ له. عرفتهم ولم ألقاهم- منذ ولادتي وهم يتذرعون بالموت
Look who's talking now
وكان مسقط رأسي في يد الممرضة السوريّة الحسناء. قصّت شريط الافتتاح، وأخجلتني بابتسامتها اللطيفة وهي تبشّر الوالدة بفحولتي. بكيت، امتناناً للرب على هذه البداية. وكان يبكي كل من وُلِدَ مثلي بين ملاكٍ ونبيّة. حضر الوالد، وكانت رؤية الممرضة تقاسمني بهجته العارمة. اقترب من أذني الصغيرة وأذّنَ بخشوع متأملاً قدرة الله في تصوير عباده الشَّوام. انتهى من الأذان ولكن الأعين لا تنتهي. اقترب من أذني مرّة أخرى: اللهم رب هذه الدعوة التامة والصلاة القائمة...الخ
Conspiracy Theory
كل شيء يذكرني بها. الأغطية البيضاء، تجشئي، بهجة الوالد. منذ وصولي إلى البيت، في يومي الأوّل، وأنا أفكر بالهرب. لا أدري كيف عرفت الوالدة فكرة هروبي إلى " مسقط رأسي " وقيّدتني بهذا الشكل! ثم صار الأهل مهووسون أكثر بسجني. وبالصدفة، رغم الظلام ولُعابي، اكتشفت وجود أجهزة تصنّت. لكنني قررت أن أقلب السحر على الساحر وصرت أبكي فقط حين تخلد القيادة إلى النوم ويكون كل شيء هادئ - في تل أبيب
That thing you do
في مجلس جارتنا، حديثة الإنجاب كأمّي، كنت ممهداً بالقرب من طفلة البيت. أذكر انجذابي لها أنَّ بعد تبادلنا أطراف البكاء. هذه الطفلة أنستني فتنة الممرضة الشامية وتركتني مأخوذاً بتخمين ملامحها المستقبلية ولون شعرها وعينيها وطول قامتها وحجم نهديها.., وكانت تعبّر عن غضبها حين أتمادى بتخميني، وتتغيّر سحنتها البريئة، وكنت اعتذر واعتذر وأدمع اعتذاراً علّها توقف تسرّب الرائحة، ولا تفعل - فأشاركها
H E A T
أرى الإزار على لبنى فاحسده
................. إنّ الإزار على ما ضمَّ محسود
I D E N T I T Y
لم أعد أعرف من أنا وأين؟ قبل أربعة أشهر توصّلت إلى حقيقة أنني في بلد مضيف! في بادئ الأمر اعتقدت أنني جرثومة، أسوةً بمن حولي، ولكن تغيّرت الفكرة واقتنعت أنني أجمل من ذلك - آملاً أنْ لا تفنى قناعتي. بعد أربعة أشهر أخرى تأقلمت في السجن. تخيّلت صوت أمي، صلاتها, وقلبها الموسيقي. يبدو أنها أيضاً تجلّت بالخيال وصارت تحكي لي عن الطقس والأقارب وكل الأشياء الكريهة الأخرى.
على ذكر الأشياء الكريهة, كنتُ أشعر بأياديهم على كتف أمّي. أسمع سخريتهم من ركلاتي الهزيلة. أصرخ، ولم تكن الحكومة قد سمحت لنا بالصوت، وألقي عليهم لعنة حيٍ لا عمرَ له. عرفتهم ولم ألقاهم- منذ سجني وهم يتذرعون بالموت
،