ثورة العصافير

[عبدالملك الهندي]

العصفور له بدلة من الريش يلبسها ولا يمل منها ..تبقى نظارتها

ولا تبلى والريش التي يفقدها أحيانا مع خصومه يؤرشفاها في عشه كتذكار لمعركة ..

في مملكة العصافير يم خالد تحتفي بأغانيها وأهازيجها

تدعو فيه كل الجوارح وذات المناقير المعقوفة ..حتى الغراب

بشرط ألأيطلق ((غقغقاته..طبعا ))حتى لا يفسد جو الابتهاج..

النسر الذي قدم لته من قمته ...برشاقته المعهودة..وشموخه الجذاب

شد انتباه ...جميع الحاضرين واستقبلوه بالهتافات والمزقزقات ..ولم يتمالك الغراب

نفسه ...أطلق غقغقتين ((فقط))

ولما كان صوته نشازا ..لفت انظارهم إليه..وخشي أن يطرد من الحفل .

عاد الجمع ليستكمل مراسيم استقبال النسر ..
عاد الغراب إلى نفسه ..أي ظلم هذا ..أن يحضر الجميع ويمارس حريته

يهتف ...يصيح ..يزغرد..يصفق واحضر انا بشرط((ولا غقغققة))

صحيح أن اللون الأسود لا يتناسب مع جو الاحتفال لكن مادخل اللون بالصوت

لكل الطيور خصوصياتها ..وأصواتها (ليش غاق غاق)تزعجهم

..ربما لأن الغربان لم تروج ...وتروج حتى يصبح هذا الصوت مألوفا

ومقبولا ..يجب على الغربان اذا الانتباه الى هذا الطريقة وممارستها

بفاعلية ..وانها لفرصة للترويج ..

تقدمت عصفورة ورحبت بكل الحاضرين وعلى رأسهم الصقر والنسر كزعماء لهم حق الفيتو..

ثم رحبت بجميع الحاضرين ..وقلت نبدأ الآن مع أغنية الترحيب ..
يشترك فيها جميع الحضور ...ما عدا الغربان..

بدأت الأغنية ونقض الشرط ..الغربان الشرط

ندد الجميع ..بخرق العهود والمواثيق ..اوقفوا الاغنية

تنحنح النسر شيخ الحاضرين ..وقال يجب أن يشترك الجميع

وسانده الصقر في الرأي


همست العصافير إلي بعضها هذا ..ظلم أن يؤدي معنا الأغنية أن يتعايش مع ألحاننا ..


بدأت الأغنية ..وأفسدها أصوات الغربان التي بقت في الأخير تنعق وحدها...