la tigre e la neve

عبدالرحمن الغبين · 09-11-2007, 10:19 AM

[SIZE="5"][B][FONT="traditional arabic"]

المشهد : بروفيسور بين تلاميذة في قاعة المحاضرات.

"لا تبدأو بكتابة قصائد الحب،
هي أصعب القصائد، إنتظروا على الأقل حتى الثمانين.
اكتبوا عن أشياء أخرى، البحر ، الريح ، النور ، قطار أتى متأخراً.
لا يوجد شخص يشعر بالأشياء أكثر من الآخر،
الشعر ليس بدون مضمون، الشعر يجب أن يكون بمضمون.
لا تسأل أهو شاعري، أو حقيقي.
إنظر في المرآه، الشعر هو أنت!
إلبس قصائدك، إختار كلماتك بعناية.
كن إنتقائي، هناك أشياء تحتاج معها ثمانية أشهر لكي تنتقي كلمة واحدة.
الجمال يبدأ عندما يبدأ البشر بالإنتقاء،
منذ آدم وحواء،
هل تعلمون، كم لزم حواء من الوقت لكي تختار ورقة التين المناسبة؟
مارأيكم بهذا؟ لقد مرت عارية على جميع أوراق التين في الجنة لكي تنتقي الورقة المناسبة!
عليكم أن تقعوا في الحب،
إذا لم تحبوا، فكل شيء حولكم ميّت،
أحبوا، عندها ستدب الحياه في كل شيء.
أبذر البهجة، شارك الأخرين البهجة.
لا تكن صامتاً وحزيناً،
أقذف بسعادتك على وجوه الآخرين،
وهكذا..،
دعوني أنظر لمدونتي، لقد نسيت. [ ينظر إلى المدونة على المنضدة]
هذا ما يجب أن تفعلوه،
لم أستطع قراءة المدونة.
لحمل السعادة لا بد أن تكون سعيداً.
لتحمّل الألم يجب أن تكون سعيداً،
كن سعيداً، لا بد أن تعاني، لا تخشى المعاناه.
العالم بأكملة يعاني.
إذا لم يكن لديك المعنى، فلا تقلق.
هناك شيء واحد فقط ضروري لكتابة القصيدة،
شيء واحد فقط، هو "كل شيء"
لا تحاول أن تكون عصرياً، إن هذا هو أقدم شيء ممكن أن تفعلة.
إذا لم يأتك الإلهام وأنت في مكانك هذا،
فألق بنفسك على الأرض هكذا،
إضطجع على الأرض وأنظر إلى السماء. [ يضطجع بين التلاميذ على الأرض ]
لماذا لم أفعل هذا من قبل!
إلى ما تنظرون؟، الشعراء لا ينظرون، الشعراء يرون!
إجعل الكلمات تطيعك.
إذا كانت الكلمة كـ "جدار" مثلاً، لم تأتي بما يلفت إنتباهك،
لا تستعملها مرة أخرى لثمان سنين."

تنتهي محاضرة "أتيلليو" ، "أتيلليو دي جيوفاني" البروفيسور والشاعر الإيطالي ذو الروح الرومانسية، الذي تحبه إحداهن، ولكنه يحب أخرى " فيتوريا"، وهذا الحب -حبه لفيتوريا- حب من طرفٍ واحد. في كل ليلة يحلم أتيلليو بأنه يتزوج فيتورياً التي تقف أمامه في الحلم بثياب الزفاف ويقف أمامها بملابسه الداخلية البيضاء.
فيتوريا تسافر للعراق في مهمة تقتضي الإنتهاء من كتابة السيرة الذاتية للشاعر العراقي "فؤاد" الذي عاد للعراق بعد ثمان عشرة سنة من الإغتراب.
وفي العراق الغير مستقر أمنياً يحدث إنفجار يؤدي إلى إصابة فيتوريا إصابة خطيرة، أتيلليو يقرر الذهاب والبقاء بجانب من يحب، وفي خضم الحرب الغاضبة لا بد أن يأتي لها بالمساعدة الطبية التي تحتاجها.
الفيلم رومانسي كوميدي أخرجه وقام بدور الرئيسي فيه "Roberto Benigni" كما شارك في تأليفه مع "Vincenzo Cerami " . قام بأداء دور الشاعر العراقي الممثل الفرنسي "Jean Reno".

هنالك الكثير في هذا الفيلم ، شغفني أداء العبقري روبيرتو بينيني ، عفواً هو لا يؤدي دوراً بل يعيش في هذا الفيلم، بتلقائية عظيمة. كما أشيد بالنص العبقري الذي يتجاوز المألوف والخيال المكرر ، فالنص هنا يتحدث عن رجل خمسيني مطلق وله إبنتان ، وكأنه يحاول أن يجعلنا نعيش في عالمه الواقعي تماماً ويرمي فكرة أن يكون البطل دائماً شاباً وسيماً.
في هذا الفيلم دعوة للحياة ، للتفاؤل ، وللأمل.
هناك مشهد يقول فيه الطبيب لأتيلليو بأن حبيبته أصابتها خطيرة وليس هناك أمل . يرد أتيلليو : قال إنه ليس هناك أمل ولكنه لم يقل بأنها ماتت. وعندما يخبرة الطبيب بأنها ربما ستعيش لمدة أربع ساعات فقط إن لم يستطيعوا إيجاد العلاج المناسب. يرد أتيلليو : هذا أكثر من اللازم ، لقد أعطانا وقتاً كي نحصل على قهوة أيضاً، دعنا نذهب سنحصل على الدواء وينحني إلى فيتوريا هامساً : الطبيب قال بأنه يمكنك أن تأتين معنا لكني أعتقد أن هذا السرير مريح لك حتى تستعيدين قوتك.

تجربة هذا الفيلم أقرب للمعايشة من المشاهدة.
إنه بالفعل هدية عظيمة لمن نحب.
أهدي هذا الفيلم لجميع من يقرأ هذه الكلمات.
شكراً لكم