تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : أوبة!.


مبارك الهاجري
12-20-2008, 01:55 PM
أعلمُ، أعلمُ أنَّكِ وإياي دنيا ما عادتْ تكشِفُ لمفتونٍ بها سِناً، وما جادت على ليلها بثمينٍ من السكون الذي أغرى الأدباء أن يتكلموا، وأعلمُ بأننا ما زلنا نَرِثُ رِكازَ السالفين مِنَ البشر، والذين شاركتْ ظواهرهم بواطنهم في تأججها بنار التوصل إلى الحقائق، وغليانها في أن تبلغ الحدَّ الأدنى من الوقوف على كيفية تفاعل ذلكم الخليط الروحي في حيز المعاملات الإنسانية، وإنْ ظننا قبلاً بأننا أتينا على ما لم يأتِ به أحد، أو أنَّنا بزعمنا طرقنا ما هَجَرَهُ الأولون، وإن كانتِ الأخرى أقربُ إلى الاستئناس؛ وذلك لأنَّ الحياة ما انقبضت غرابةً عنَّا، ولا تَبَسَّطت حَميميَّةً لنا، وإنَّما هي تألفنا كوننا ما استجدَّينا على من كان قبلنا، لا في مادةٍ، ولا في معنويٍّ من الأفعال؛ عدا ذلك فلا ندري أهي تهشُّ لِمَن تصنَّع لها فَهْماً من الفئتين، أم تكافئه بأن تجعل قفاها له وجهاً!.
لا شكَ أني على علمٍ بهجري لكِ وشقاقي، وإن رمتُ في ذلك هوى هويتِه لي، فهوى بي وبكِ إلى موضعٍ ما عُدتُ أراكِ فيه إلا عالماً زاهداً زهدتُ في علمهِ وقتي ذاك، وأرجأتُ اغترافي من بحره إلى أن يَتَقَيَّأ الذَّنْبَ طُهري!.
وأنا إن أقحمتُكِ فيما كان لي عبثاً، فإنَّما هو إقحام الكُلِّ بالبعض، ولتعلمي يا غالية بأنَّكِ انقسمتِ في أمري هذا إلى ثلاث: مؤبنة، ومتغافلة، وراضية!.
فأمَّا الأولى فهي بلاغةٌ عهدتُها فيكِ، ورحيقٌ خَلصْتُ به إلى سُلافٍ منكِ أغواني في أن أفاخر بكِ الأكابر، وأكابرَ فيكِ المفاخر، بل ما كانت هذه القالة إلا لهذه الأولى التي أتقرَّبُ فيها إلى عقلي!.
وأمَّا الثانية، فهي بين بين، فتارةً أراها طرفَ حكيمٍ يغضه، وكبير همِّه على ما سأخرجُ به من هذه التجربة، وأخرى أراها اطِّراداً للرضا، وميلاً إلى اللهو؛ ولكن بأسلوبٍ لا يبينُ إلا لصاحبه، فهو مسلكُ الأضداد، حينما تقفُ فيه ردة الفعل في موقعٍ متشابهٍ من نفسك، فإن أنتَ عزوتَه إلى الصواب، فبدافع القيمة المُناطة به، وإن كان لصبغةِ السخرية فيه موقعاً أثبتَ للصحة في نظرك، وإن أنتَ أخذتَ منه مأخذ التغافل، والتعامي؛ فلأنَّ الصمت في فِقَرٍ مِنْ حواشيه رضا سَبَق معياره المُذَهَّب!. على أنَّ هاتِه الوسط، كانت وسطاً من عدمِ اهتمامي وانشغالي بها، فما آثرتها على غيرها إلا في الوسط من الأوقات التي كانت تَلِجُ فيه إليَّ!.
أمَّا الثالثة، فهي أكثركم لي صحبة في ذلك العهد، وأوصلكم بي رحماً، وأفتنكم لفتنةٍ لي، وإنَّها لأقدمُ من أن أقدم عليها أحداً منكم في تَيهي ذاك، فهي ربيبُ الطفولة، وريعانُ الشيب، وغُرة النِّعم، وأوَّل المشاعر، عدا أنَّها صاحبٌ أعمى البصيرة، واسع الحيلة، يهنأ بما تسابق من لذةٍ، وما تدارك من لهو، وما تعزز من سعادة، فَصَحِبْتُها ناذراً على عودةٍ أرى فيها مَن ثَكلني وقد أوثقَ الطيشَ بنعيهِ، وأحزم النَّزَقَ بشديد تقريعه ولومه، وإن تلَبَّستُ في مرادي لمعنى ذلك اللوم علي، بأن يكونَ في غاية من الرِّقة، وأبدٍ من اللُّطف، ونهايةٍ من العطف، حتى لا أعود منها بمسمعٍ، ولا صلة، وما آن لي أواني ذاك بأن أترجَّل من ذلك المركب حتىَّ تركتِني لمبضع الزمن، وكانت له معي جراحٌ استطببتُ بها، فعدتُ منها إليكِ سالماً، وأتمنى أن أكون من الغانمين!.
ولتعلمي بأنَّني إن أحجمتُ عن أن أبرُزَ إليكِ فيما مضى، فهو إحجام من حمل لكِ جلالةً في قلبه، وقدراً وكُلفة في نفسه، وليس الهروبُ إلا لجوءاً إلى شقٍّ منكِ يأمرُ بالسوء تملَّصتُ منه أخيراً إلى وخزٍ يَحْسُنُ في نفسي!.
ثم إنِّي لا أذكرُ آخراً إلا قول عبد الله بن رواحة قبل أن تذهب نفسه، وبعد بيعٍ رابحٍ: " يا نفسُ إلا تُقتلي تموتي!."
ولا تنسي بأنَّه ما خيَّرها ساعة أن أقدم، إذ قال:
أقسمتُ يا نفسُ لتركبنَّه & طائعةً أو لتُكرهنّه
وهو أقد أركبها خيراً؛ بلا شك!.

سمية عبد الله
12-20-2008, 02:04 PM
يا مبارك .. مذ قرأتك [ من الآخر] وأنا أحاول الصعود لأواجهك من الأول

وهنا فعلتُ هذا..


سـ أعود لـ ألقن نفسي بعض اللغة والسكينة ومن ثم سأنطق بالحق











ود وياسمين

عائشه المعمري
12-20-2008, 04:03 PM
مبارك الهاجري ..


لن أُبالغ ان قُلت لك بأنك موسوعة لُغة
ومُحترف حَرف ..
:
أوبة
على أي وتر عُزفت !!!
ومن أي زمن أتت .. !!!
"
أما إنقساماتها في أمرك إلى ثلاث ..
أحدثت مجرى ذو وزن في النص ..
ولا يكاد يخلو هذا الجمال من جمال أروع منه ..

،

أسلوبك مُختلف عن المألوف الذي أقرأه ,
وربما هذا ما اثار دهشتي ..

،

قُدرتك على صب الإحساس في قالب لُغوي متين كـ هذا
يُرغمني على مُتابعة حرفك منذ بدايته هُنا
أتمنى أن أقرأ المزيد ..



لك الود والمُتابعة

د.فيصل عمران
12-20-2008, 10:08 PM
مبارك الهاجري


لابد وأن هذا الشتاء على موعد مع الكثير من الخيرات والجمال


أبعاد تتشرف باحتضان قلم راق كقلمك

لابد من الاقامة مطولا بين ظهراني هذا النص لكي نعود على هيئة الغانمين .


مرحبا بك سيدي

ريماس العلي
12-21-2008, 12:32 AM
طرق للفظي واسلوب ممتشق قوة الوضوح بالفصاحة

هجـــره.! الغير متمكنين من أبعاد البلاغة ..

وتميزت به.عودة تبشر بحضور البيان الراقي

تحيتي احترامي

مبارك الهاجري

سعد المغري
12-21-2008, 02:17 AM
...

مبارك الهاجري..
نص محبوك بحنكة واقتدار
وفكر نافذ وجدته متيسر لك وأنت فقط.!
غدا الحرف لون والكلمة نغم
فـ.أملت الحس والفكر يارائع ..
اهلاً وسهلا بك وبـ.منجمك الأدبي
في ابعاد..
وتحية لـ.غيمتك الأولى..

مبارك الهاجري
12-23-2008, 04:19 PM
يا مبارك .. مذ قرأتك [ من الآخر] وأنا أحاول الصعود لأواجهك من الأول

وهنا فعلتُ هذا..


سـ أعود لـ ألقن نفسي بعض اللغة والسكينة ومن ثم سأنطق بالحق











ود وياسمين
ولن تكون كمواعيد عرقوب!.
أنتظر!.

مبارك الهاجري
12-23-2008, 04:21 PM
مبارك الهاجري ..


لن أُبالغ ان قُلت لك بأنك موسوعة لُغة
ومُحترف حَرف ..
:
أوبة
على أي وتر عُزفت !!!
ومن أي زمن أتت .. !!!
"
أما إنقساماتها في أمرك إلى ثلاث ..
أحدثت مجرى ذو وزن في النص ..
ولا يكاد يخلو هذا الجمال من جمال أروع منه ..

،

أسلوبك مُختلف عن المألوف الذي أقرأه ,
وربما هذا ما اثار دهشتي ..

،

قُدرتك على صب الإحساس في قالب لُغوي متين كـ هذا
يُرغمني على مُتابعة حرفك منذ بدايته هُنا
أتمنى أن أقرأ المزيد ..



لك الود والمُتابعة

ولي شرف مشاركتم يا عائشة!.
حفظكِ الله!.

مبارك الهاجري
12-24-2008, 03:49 PM
مبارك الهاجري


لابد وأن هذا الشتاء على موعد مع الكثير من الخيرات والجمال


أبعاد تتشرف باحتضان قلم راق كقلمك

لابد من الاقامة مطولا بين ظهراني هذا النص لكي نعود على هيئة الغانمين .


مرحبا بك سيدي

وعسى أن يكون ـ النص ـ أهلاً لأن يُغنم!.
شكراً د. فيصل!.

مبارك الهاجري
12-24-2008, 03:51 PM
طرق للفظي واسلوب ممتشق قوة الوضوح بالفصاحة

هجـــره.! الغير متمكنين من أبعاد البلاغة ..

وتميزت به.عودة تبشر بحضور البيان الراقي

تحيتي احترامي

مبارك الهاجري

ومودتي ريماس!.

مبارك الهاجري
12-24-2008, 03:52 PM
مبارك الهاجري..
نص محبوك بحنكة واقتدار
وفكر نافذ وجدته متيسر لك وأنت فقط.!
غدا الحرف لون والكلمة نغم
فـ.أملت الحس والفكر يارائع ..
اهلاً وسهلا بك وبـ.منجمك الأدبي
في ابعاد..
وتحية لـ.غيمتك الأولى..
وامتناني لك يا سعد!.
دمتَ بخير!.