أوبة!. - منتديات أبعاد أدبية
 
معرفات التواصل
آخر المشاركات
#نهايات_لم_تحن (الكاتـب : أفراح الجامع - مشاركات : 123 - )           »          في متاهات الزمن (الكاتـب : فهد ضيف الله البيضاني - آخر مشاركة : عبدالإله المالك - مشاركات : 5 - )           »          نصـــ.وصي (الكاتـب : نواف العطا - مشاركات : 7 - )           »          اوراق مبعثرة!!! (الكاتـب : محمد علي الثوعي - مشاركات : 581 - )           »          1000 بيت 📝🏠 (الكاتـب : تفاصيل منسيه - آخر مشاركة : رشا عرابي - مشاركات : 4 - )           »          قراءة في ديوان لشاعر مغربي (الكاتـب : مصطفى معروفي - آخر مشاركة : عبدالإله المالك - مشاركات : 1 - )           »          ؛؛ رسائِل للغائِبين ؛؛ (الكاتـب : رشا عرابي - مشاركات : 402 - )           »          محاولات بائسة في مقهى .. (الكاتـب : نوف الناصر - مشاركات : 2 - )           »          [ فَضْفَضَة ] (الكاتـب : قايـد الحربي - آخر مشاركة : رشا عرابي - مشاركات : 75385 - )           »          ...نبض... (الكاتـب : رشا عرابي - مشاركات : 4693 - )


العودة   منتديات أبعاد أدبية > المنتديات الأدبية > أبعاد النثر الأدبي

أبعاد النثر الأدبي بِالْلُغَةِ ، لا يُتَرْجِمُ أرْوَاحُنَا سِوَانَا .

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 12-20-2008, 01:55 PM   #1
مبارك الهاجري
( شاعر وكاتب )

الصورة الرمزية مبارك الهاجري

 






 

 مواضيع العضو

معدل تقييم المستوى: 17

مبارك الهاجري سوف تصبح مشهورا في وقت قريب بما فيه الكفاية

افتراضي أوبة!.


أعلمُ، أعلمُ أنَّكِ وإياي دنيا ما عادتْ تكشِفُ لمفتونٍ بها سِناً، وما جادت على ليلها بثمينٍ من السكون الذي أغرى الأدباء أن يتكلموا، وأعلمُ بأننا ما زلنا نَرِثُ رِكازَ السالفين مِنَ البشر، والذين شاركتْ ظواهرهم بواطنهم في تأججها بنار التوصل إلى الحقائق، وغليانها في أن تبلغ الحدَّ الأدنى من الوقوف على كيفية تفاعل ذلكم الخليط الروحي في حيز المعاملات الإنسانية، وإنْ ظننا قبلاً بأننا أتينا على ما لم يأتِ به أحد، أو أنَّنا بزعمنا طرقنا ما هَجَرَهُ الأولون، وإن كانتِ الأخرى أقربُ إلى الاستئناس؛ وذلك لأنَّ الحياة ما انقبضت غرابةً عنَّا، ولا تَبَسَّطت حَميميَّةً لنا، وإنَّما هي تألفنا كوننا ما استجدَّينا على من كان قبلنا، لا في مادةٍ، ولا في معنويٍّ من الأفعال؛ عدا ذلك فلا ندري أهي تهشُّ لِمَن تصنَّع لها فَهْماً من الفئتين، أم تكافئه بأن تجعل قفاها له وجهاً!.
لا شكَ أني على علمٍ بهجري لكِ وشقاقي، وإن رمتُ في ذلك هوى هويتِه لي، فهوى بي وبكِ إلى موضعٍ ما عُدتُ أراكِ فيه إلا عالماً زاهداً زهدتُ في علمهِ وقتي ذاك، وأرجأتُ اغترافي من بحره إلى أن يَتَقَيَّأ الذَّنْبَ طُهري!.
وأنا إن أقحمتُكِ فيما كان لي عبثاً، فإنَّما هو إقحام الكُلِّ بالبعض، ولتعلمي يا غالية بأنَّكِ انقسمتِ في أمري هذا إلى ثلاث: مؤبنة، ومتغافلة، وراضية!.
فأمَّا الأولى فهي بلاغةٌ عهدتُها فيكِ، ورحيقٌ خَلصْتُ به إلى سُلافٍ منكِ أغواني في أن أفاخر بكِ الأكابر، وأكابرَ فيكِ المفاخر، بل ما كانت هذه القالة إلا لهذه الأولى التي أتقرَّبُ فيها إلى عقلي!.
وأمَّا الثانية، فهي بين بين، فتارةً أراها طرفَ حكيمٍ يغضه، وكبير همِّه على ما سأخرجُ به من هذه التجربة، وأخرى أراها اطِّراداً للرضا، وميلاً إلى اللهو؛ ولكن بأسلوبٍ لا يبينُ إلا لصاحبه، فهو مسلكُ الأضداد، حينما تقفُ فيه ردة الفعل في موقعٍ متشابهٍ من نفسك، فإن أنتَ عزوتَه إلى الصواب، فبدافع القيمة المُناطة به، وإن كان لصبغةِ السخرية فيه موقعاً أثبتَ للصحة في نظرك، وإن أنتَ أخذتَ منه مأخذ التغافل، والتعامي؛ فلأنَّ الصمت في فِقَرٍ مِنْ حواشيه رضا سَبَق معياره المُذَهَّب!. على أنَّ هاتِه الوسط، كانت وسطاً من عدمِ اهتمامي وانشغالي بها، فما آثرتها على غيرها إلا في الوسط من الأوقات التي كانت تَلِجُ فيه إليَّ!.
أمَّا الثالثة، فهي أكثركم لي صحبة في ذلك العهد، وأوصلكم بي رحماً، وأفتنكم لفتنةٍ لي، وإنَّها لأقدمُ من أن أقدم عليها أحداً منكم في تَيهي ذاك، فهي ربيبُ الطفولة، وريعانُ الشيب، وغُرة النِّعم، وأوَّل المشاعر، عدا أنَّها صاحبٌ أعمى البصيرة، واسع الحيلة، يهنأ بما تسابق من لذةٍ، وما تدارك من لهو، وما تعزز من سعادة، فَصَحِبْتُها ناذراً على عودةٍ أرى فيها مَن ثَكلني وقد أوثقَ الطيشَ بنعيهِ، وأحزم النَّزَقَ بشديد تقريعه ولومه، وإن تلَبَّستُ في مرادي لمعنى ذلك اللوم علي، بأن يكونَ في غاية من الرِّقة، وأبدٍ من اللُّطف، ونهايةٍ من العطف، حتى لا أعود منها بمسمعٍ، ولا صلة، وما آن لي أواني ذاك بأن أترجَّل من ذلك المركب حتىَّ تركتِني لمبضع الزمن، وكانت له معي جراحٌ استطببتُ بها، فعدتُ منها إليكِ سالماً، وأتمنى أن أكون من الغانمين!.
ولتعلمي بأنَّني إن أحجمتُ عن أن أبرُزَ إليكِ فيما مضى، فهو إحجام من حمل لكِ جلالةً في قلبه، وقدراً وكُلفة في نفسه، وليس الهروبُ إلا لجوءاً إلى شقٍّ منكِ يأمرُ بالسوء تملَّصتُ منه أخيراً إلى وخزٍ يَحْسُنُ في نفسي!.
ثم إنِّي لا أذكرُ آخراً إلا قول عبد الله بن رواحة قبل أن تذهب نفسه، وبعد بيعٍ رابحٍ: " يا نفسُ إلا تُقتلي تموتي!."
ولا تنسي بأنَّه ما خيَّرها ساعة أن أقدم، إذ قال:
أقسمتُ يا نفسُ لتركبنَّه & طائعةً أو لتُكرهنّه
وهو أقد أركبها خيراً؛ بلا شك!.

 

مبارك الهاجري غير متصل   رد مع اقتباس
 

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 06:52 PM

الآراء المنشورة في هذا المنتدى لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الإدارة

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.