المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : جمال الشقصي.. يكتب سفر الخروج !


مشعل الذايدي
03-30-2009, 12:25 PM
جمال الشقصي قرأت له الكثير من النصوص الفارعه والباسقه في سماء الانسانيه شاعر يحمل الهم بمفهومه الجغرافي يتعدى حدود الذات الانسانيه المجرده ليهيم بالذات الاخرى والتي تعنيه كاداة يخط بها ما يحمله من وجع وليس اى وجع انه الالم الوجداني المتاصل في نفس الشاعر والذي تعدى بيئته المحليه لينتقل الى البيئه القوميه محاولاً تلمس الانكسار والضعف في الجدار الانساني لوطن يحمل بين طياته الكثير من الحزن انه الوطن الكبير والذي يراه الشاعر بدون فوارق او حدود ... حتى نصوص الشاعر والتي تظهر للوهله الاولى على انها كتبت للغزل لابد وان نجد بين ثناياها اسقاطات انسانيه تحاكي الهم الاكبر كما ذكرت والذي يعبر الجغرافيا بكل احجارها وتضاريسها البائسه ولكي يتجلى الموقف الانساني والذاتي للشاعر جمال الشقصي آثرت هنا ان اتعرض بشئ من التفصيل لبعض نزفه الوجداني لنحدد معاً فكر الشاعر وهمومه واستراتيجيته في كتابة النص خاصةً عندما يتعلق الالهام بالوطن والاغتراب الوجداني . والذي يحدد طريقة الشاعر في الخروج من الداخل ليخط سفره الموعود على جدران الخروج .


في احد نصوص جمال الشقصي اقتطعت هذا النزف
.
هيه يا أرضي.. يَـا ذاكِـرْة الهـراوه والمـلاذ
ما عرفتيني؟.. ملاجي الخـوف والـذل الخبـي

اراد جمال الشقصي هنا ان ينبه الارض الوطن الانسان والجغرافيا بكل اطيافها ليطلق اداة التنبيه الموجعه والتي جاءت تحت ظل مفردة ( هيه ) وما تحمله من عتاب انكساري تولد في اعماق/ اعماق الشاعر ليطلق بعدها ابعاد التجربه الماضيه وما تحمله من اثار سابقه رسمت على طريق الخوف والتعزير لتعلق في ذاكرة الشاعر مشكلةً تضاد نفسي رهيب تمثل في اتجاهين متباينين الاول منهما انبثق من مفردة ( الهراوه ) والتي تعني العصا لتتحول اذا ما وقعت بين يدي جبار الى (هراوه ) ولك ان تتخيل عزيزي القارئ ما يفعل بتلك العصا ... انها للتنكيل وللترهيب الفكري والانساني في ذات الوقت انها الاسفين الذي يدق في نعش الحريه في نظر الشاعر اتجاه اولي ملئ بالخوف والعزله ليأتي بعده الاتجاه الاخر والمضاد له بكل اشكاله انه الاتجاه الملاذي لذات لبقعه رمز اليها الشاعر ب ( الملاذ ) والذي يبدو لي ان الملاذ هنا لم يقصد به الشاعر حضن الوطن بقدر ماكان يعني به الالتجاء منه اليه يالله كم هي موجعه تلك اللوحه والتي رسمها جمال الشقصي لنا ... انها الهروب من الالم الى احضان الالم وكأن الشاعر يقول بصوت مدوي انه لامفر من الوطن الا اليه .

نزف اخر للشاعر :

بلدة ظماي اللي ارتكـت لـي بشبـاك
مبلولـةٍ بوجـوه الاحبـاب والاهــل

الغربه هنا لها صوتها الصدّاح والذي لايعلو عليه صوت ، ولكنها اتت بنكهه اخرى مغايره لكل معاني الاغتراب ، لم تكن العزله هنا ماديه بقدر ماكانت روحانيه بحته وقد منحها الشاعر طبيعه مكانيه ربما تكون ضيقه نوعا ما الا انها تحمل من الوجع النفسي والعطش الوجداني الشئ الكثير جسدها جمال الشقصي بمفردة ( بلدة ) المترادفه
مع الحاله الانسانيه ( ظماي ) .. تلك البلده والتي تمثل في نظر الشاعر الظمأ المتواصل في كينونته لم يعد يملك منها الا موضع يتيم يراها من خلاله انه ( الشباك ) والذي يرمز عادة الى طول الانتظار ولحطات الالتقاء بالاخر
لم يكن الشاعر هنا الا حاله من الوجد المغلف بالحنين يريد ان يروي ظمأه القديم ليبلل عروق جسده المنهك من الغربه ، لم تكن تلك البلده في هذا المشهد والذي رسمه الشاعر الا قطعه من العطش ولكنها بللت بشخوص يراهم الشاعر بروحه كالماء الذي بلل جدران تلك البلده .انهم ( الاحباب ، والاهل ) .
وينثر جمال الشقصي هنا وجع اخر يحاكي به الكثير من الاشياء
في نصه المعنون ب ( كبسولة هويه ) :

وكلما يحزم حقيبته بوطن
ويْتهندم كاهله..
مرت الجرعة الأخيره من هله ..
اسم ووجوه.. وصبيّه ..
مرّت احياء وْأسِرّه واصدقاء

هنا اختصار مؤلم وتقويض مكاني في عيون الشاعر لبقعه فضفاضه من الوطن يجمعها بحقيبه لنأخذ انطباعين متوازيين من الحاله الانهزاميه الاولى تنطوي تحت مظلة ( يحزم حقيبته ) وتاتي دلاله لعقد النيه على السفر وتاكيد للمغادره فالذي يتلو حزم الحقائب لابد ان يكون هو بذاته التحرك المادي للتوجه للاخر اياً كان سواءاً ارض اخرى او منفى اخر ولكن هل المغادره هنا كانت هي المحاوله الاولى للشاعر؟ لا اعتقد لان مفردة (كلما ) اتت لتوحي لنا بعدة محاولات وكانها كلها باءت بالفشل من اجل التصالح مع الوطن ليعود الشاعر من جديد ليحزم حقائبه هناك في الوطن الاعتباري ولكن هذه المره الارتحال كان للوطن الام والذي غادره الشاعر سابقاً انها حاله من التكرار بين العوده واللاعوده تارجح بينهما الشاعر حتى ان كاهله والذي يحمل الهم والذكريات والتي اسقط مفهومها بـ ( حقيبته ) يحتاج الى هندمه ( ويتهندم كاهله ) ذلك المكان الذي يرمز الى التعب والانهاك انه الكاهل والذي يعول عليه الشاعر كل مايحمل من اوجاع .
يمرر الشاعر في الضفه الاخرى جسر وجداني يتمثل بـ ( الجرعه الاخيره ) والتي يريدها ان تكون الضوء الخير الذي يستعين به ليعبر الظلام، تلك الجرعه الاخيره توحي بعدم العوده مجدداً لذات المكان اوحى لنا الشاعر بها كهروب اخير من خلال مفردته المليئه بالاسى ( الاخيره ) انها جرعه معبأه بادواء تمثلت برموزحيّه نلتقطها هنا بمفردات دلاليه منها ( هله ..وجوه.. صبيّة..احياء .. ْأسِرّه.. اصدقاء) لوحه اراد الشاعر ان يحملها معه هناك في الضفه الاخرى كما ذكرنا لتكون الرافد الملاذي له حينما يعز اللقاء .
ينادي الشاعر هنا عند نزف اخر (يمثل اعلى وادق صور العاطفه ) والديه حينما يقول :

والديني: كم حمد هالطفل غربـة شارعـه
يذكر إنه لا تجذّر في زحـام الكلّ..طـاااح!

الخطاب الحميمي هنا موجه بشكل فردي واحادي بين اطرافه ( الوالدين ، والشاعر نفسه ) ليكون المنادي هو ذاته المتحدث دون ان ينتظر التعقيب او حتى الاجابه من الرموز المعنيه بالنداء ، مخاطباً الرمز الوجودي والذي تمثل بالاب والام هنا ، معلناً قناعاته الهشه و التي تتمثل( بحمده الاجباري ) للمكان الذي تورط به مشيراً اليه بـ مفردة ( الشارع ) والذي لم يؤمن به الا من حيث كونه ممر للذكريات ، والحمد هنا لم يكن نابعاً من قناعه متولده من الذات بقدر ماكان توجه قسري لقبول المكان ، قناعات الشاعر ارتكبها ارضاءًا لقناعات اخرى تمثل المنطق العقلاني من وجهة نظر ( والديه ) لا اكثر ولا اقل
التنقل الاخر يجعلنا نتجه الى ذاكره مليئه بالسقوط اختزلها الشاعر بمفردة ( طاح ) والتي جاءت كنتيجه حتميه لتعثر الشاعر في زحام الاخرين والذي كان يحتويه منذ نعومة اظافره
متغلغلاً في ارضيته والتي رمز اليها بـ ( تجذر ) انه الزحام الفكري والذي لم يتقبله الشاعر بالرغم من انتمائه الجذري له وكأن جمال الشقصي هنا يرسل صوتاً لكل من جعله يتقبل الشارع
بكل تشوهانه وعثراته معلناً باسى ان المكان لم يكن عادلاً ولا حتى مواتياً لفكره الحر والذي لا يقبل المساومه على ادنى متطلباته .

يعود جمال الشقصي في نص اخذ عنوان ( حزين أكثر من اللازم ) ليستلهم صوت او بالاحرى وصيه اخرى من الاخر ومن يكون ذلك الاخر انها الام سواءاً كانت بصفتها المجرده او برمزيتها الفضفاضه والتي قد تنطوي تحتها اشياء ومسميات كثيره منها على سبيل المثال لا الحصر ( الارض ) ماهي تلك الوصيه انها باختصار :

تقول أمـي: ضنـاي استـر كلامـك واسكـت و داري
واقول الصمـت يـا امايـه تخنجرتـه سمـا وتـراب

ياااه لهذه الوصيه الموجعه انها نابعه من الخوف على المخاطب ( الابن ) الخوف من اطلاق الصوت لمدى بعيد قد يجر الوبال على مطلقه ... المطالبه هنا بالصمت وعدم الافصاح ومداراة مايدور ويختلج بالصدر انها قوقعة الام والتي تضم ابنائها خوفاً عليهم من الخارج الموحش بكل تفاصيله ..ردة الفعل هنا تاتي موجعه اكثر من الوصيه اعلاه انها الاعلان عن حاله من الانكسار المتولد من الصمت بكل اطيافه الفكريه او حتى اللفظيه بشكلها المادي المتداول انها حاله من الحصار المؤلم والذي غرز خناجره في ذات الشاعر سواءاً الثقافي منه والذي رمز له بالمفرده ( سما) او الانتمائي والمشار اليه بـ ( تراب ) حصار غير عادي لم يترك للشاعر أي فرصه للتحرر من قيود البيئه وايدولوجياتها الصلفه . انها الوصيه المؤلمه هنا والحاله الانكساريه هناك .

التقاطه اخيره يزفها الينا جمال الشقصي بحزن ممزوج بوحشة المنافي :


إيه أظنك تذكريـن اللـي رمـى صوتـك.. ولاذ
يااااه من يهرب من المنفى.. إلى المنفى.. غبي!!


يعول الشاعر هنا على ذاكرة الاخر والذي كان في زمن الفقد ليعترف بخطأه الناشئ من( سفرٍ الهروب ) من واقع مر الى واقع امر انه العوده الى لحظه ارتحاليه رمى فيها الشاعر كل ما يملك من ارهاصات نفسيه جعلته يمحي كل الاصوات التي تشده للاخر الذي هرب منه ولكن دون جدوى ليفاجأ بان الضفه الاخرى ماهي الا منفى اخر ويقر اخيراً بان الغباء ان تغامر باشيائك
من اجل الحصول على المجهول والذي اربك الشاعر عندما اكتشف بانه ليس سوى منفى اخر
الخلاصه الاخيره : جمال يكتب في كل ماسبق ببساطه رحله علني استطيع ان اختصرها بعنوان موجع نوعاً ما انه ( سفر الخروج )!!!



انتهى ،،،

عبدالله العويمر
03-30-2009, 12:29 PM
جَمال

أنيْق الشّخص واللفْظ

حِيْنَما يَكتُبُ يُروي

مشْعل

كُل الشكْر لِنُورك

إبراهيم الشتوي
03-30-2009, 05:09 PM
وما بين الإبداع والإمتاع ينسكب هذا الوعي ليروي الذائقة بنور الرؤية العميقة والرؤيا التي تسنطق الذات وتحرك المشاعر ..

فشكرا مشعل على هذا الجهد الذي استمتعت بتفاصيله ومحاصيله ..

دمت مشرق مغدقا ..

ننتظر الهطول القادم ..

مودتي .

أحمد الحسون
04-01-2009, 04:39 PM
أخي مشعل
حقيقة أستمتع بقراءتك التحليلية.
دمت بخير

مشعل الذايدي
04-03-2009, 02:15 PM
استاذي الكريم / عبدالله العويمري

قدومك يعني الصباح بابهى حلله

اسعد دائماً عندما يطالعني اسمك
اينما ... كااااااااان
اتعلم لماذا ؟
لانني اعلم ان خلفه النقاء

قايـد الحربي
04-04-2009, 11:07 PM
مشعل الذايدي
ــــــــــ
* * *


وَ مُنذُ قراءَتيْ لهَذهِ الرؤيَةِ الثّاقبَة ،
وَ أنَا أُعيدُ صِياغَة البَلاغَة لتَبلُغَ - وَ لوْ قَدْراً بسيْطاً - لهّذِه القَامَة الشعريّة المُبهِرة ..
وَ أذهبُ لمَا ذهَبتَ وَ كَتبتَ ، وَ أبدَعتَ وَ ابْتَكرتَ .

أنطَلقُ مِن رؤيَتكَ وَ أستَنطقُ مِن هذا المُتصفّح للرّائع [ جَمال الشقصي ] :

[ خَدِيْجَة ] (http://www.ab33ad.com/vb/showthread.php?t=13617)

وَ أختَارُ مِن العَهدِ القَديمِ : أسْفارَ [ الحِكمة الشعريّة ] ،
وَ بِالأخصّ [ سِفْرَ نَشيْد الإنشَاد ] بِإصحَاحَاتهِ الثّمانيَة
مَا يَقتَربُ مِن أرِيْجِهِ وَ خَديْجة .

:

مشعل : وَ أنتَ للفكْر مُشعل ،
شُكراً تُضيئهَا بحضُورك .

خالد الداودي
04-07-2009, 07:38 AM
المشعل الذايدي

جمال رجلا يحبنا ونحبّه
اخلص للمفردة واخلصت له في زمن ندر فيه الاخلاص والوفاء
شاعرا يسيّل كيمياءه في كل قصائدة

مرثية اشواك .. نقطة .. الخ
افلاكا من الجمال السرمدي


له كل الاحترام والتقدير
هذا المفرط في جمال ما يكتب ... لا استبعد يوما ما ان يكون عضوا في لجنة تحكيم شاعر المليون
لكنها هي عادة جمال عدم الركض بإتجاه الضوء

خ

مشعل الذايدي
05-09-2009, 01:14 AM
ابراهيم الشتوي الاستاذ القدير
اهلا بك من القلب

جمال الشقصي
05-11-2009, 03:37 PM
:

و
و
و

غابةٌ من: حب وسلام وتحايا لك أيها الذايدي الأبيض

:

إنني لا أعرفك وليقرأون، وهذا هو الأهم الأجلَ يا مشعل، يوم أن يكتب عنك من لم تلتقيه على سفرة مقهى أو طعس رملٍ فوق أديم الجزيرة.

فحين يكتب عنك الآخر غير المدون في شريحة جوالك، ولا هو من بين الداخل لعرين حياتك بين قوائم لأسماء ووجوه وملامحح.. فأنت بذلك تنتصر لذائقتك التي عشت ستشرف لوجودها مكاناً في واحدة صغيرة من وحدات زوايا الوجود!

:

مشعل الذايدي.. وربي لا أعرفك، ولكنني مؤمن بأنك أحد أنبياء الحكمة فوق ورقة التعبير والتفكير، وأنا رجل نحيل لا يعرف وجهة النبوءة والتمائم، ولا يستدل جهات الضوء، فمن يحدثك الآن هو الجسد القابع أبد الدهر في عتمته المبهرة، هناك حيث تنزلق كرات الكون السوداء فوق رخام معابره، فيسقط لا محالة إلى هاوية العزلة، حيث لا حفاةً يتزن لهم جسد فوق أرض الرخام أو الشوك، وهذا أنا أول الحفاة يا واهب قدمي حذاء الأمان.

:

شكراً أستاذي مشعل الذايدي، شكراً للضوء الذي أنار عتمتي بقبس فانوسه، وهو يتسلل لينقذني من ليل الذئاب.
شكراً لجميع إخوتي وأساتذتي من ذكورٍ وإناث، إذ قالوا كلمتهم القصيرة في حقي، فوجدتها أقصر معارجي إلى أمان السماء، وأشعر بها الأوفى عن أطول معلقات الصدور التي تنبثق عن أقرب أقربائي الذين لم يعد لهم جدوى في الصدق. إنكم أطهر من يكتب لوثتي التعبيرية، فيحولها إلى غمامة تهطل بالمعمدان والمسيح والقداس.

:

ممنون لكم جميعاً..
تقبلوني: عابر على هامش طين القصيدة.

.

أصيله المعمري
05-11-2009, 03:50 PM
مشعل


لقد وفقت في اختيار هذا السفر

جمال الشقصي
شاعر واعي
بقدر كل التفاصيل المكثفة في صورة الشعرية
يبهرك جيداً

هو تاريخ لا تحتمله الجغرافيا



شكراً لك

فالح مشهور
05-11-2009, 11:44 PM
من قله معلقه عليهم الامال
جمال الشقصي :
متجذر من وفي عمق الثقافات ممتد الينا مثل الماء
متزن الروح
هو يبصم احيان في القلوب يكتب الناس
بحجم الوعي والادراك ارفع القبعه له

علي الأنصاري
05-12-2009, 01:54 AM
يااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااا اااااااااااااااه !!



ما عرفتيني؟ .. ملاجي الخـوف والـذل الخبـي

خالد صالح الحربي
05-12-2009, 04:52 AM
*
جَمَال الشّقصي .
حالَة خاصّة أتكأَ على خُصُوصيّة الحَالَة فَتَفَرّد وَ غَرَّد خارِج السّرْب وَ السَّرَاب .
شَكّلَتهُ الغُربَة وَ جَغرَفَتهُ المَنَافي عبرَ طريقٍ طَوِييييل كانت زُوّادتهُ فيه قراءاتهُ العميقة وَ مَوهِبَتُهُ الشعريّة الخَاصّة .
كُلّ قصيدة من قصائده هِيَ ثورةٌ مَا وَ أُنثَى مَا وَ هَمٌّ مَا وَ رؤيةٌ مَا وَ فَوضىً مَا .
طَاقَةُ خَلاّقَة لا تنضب إن قَرأ وَ إن كَتَب / إليه وَ مِنهُ ينتهي الـْ عُشِب والمَاء .
ما قرأتهُ عالياً هو سَفَر الدّخُول إلى بعض مملكَة هذا العُمَاني الجميل .
فَشُكراً لكَ يا مشعل إلى أن ينضَب الشُّكر .

خالد الداودي
05-12-2009, 08:48 AM
*
جَمَال الشّقصي .
حالَة خاصّة أتكأَ على خُصُوصيّة الحَالَة فَتَفَرّد وَ غَرَّد خارِج السّرْب وَ السَّرَاب .
شَكّلَتهُ الغُربَة وَ جَغرَفَتهُ المَنَافي عبرَ طريقٍ طَوِييييل كانت زُوّادتهُ فيه قراءاتهُ العميقة وَ مَوهِبَتُهُ الشعريّة الخَاصّة .
كُلّ قصيدة من قصائده هِيَ ثورةٌ مَا وَ أُنثَى مَا وَ هَمٌّ مَا وَ رؤيةٌ مَا وَ فَوضىً مَا .
طَاقَةُ خَلاّقَة لا تنضب إن قَرأ وَ إن كَتَب / إليه وَ مِنهُ ينتهي الـْ عُشِب والمَاء .
ما قرأتهُ عالياً هو سَفَر الدّخُول إلى بعض مملكَة هذا العُمَاني الجميل .
فَشُكراً لكَ يا مشعل إلى أن ينضَب الشُّكر .

جمال
عمله نادر
او بإختصار

تيار شعري متبلور في خصائصه الفنيه وملامحه الخاصه ، ففي وقت تقاربت فيه المستويات وتشابه فيه الطرح نجد جمال حالة متفرّده تستقي من مخزون ثقافي تكّدس عبر قراءت وجراح. لطالما عرفناه شاعرا يهب القصيدة نفسه الخاصه وملامحه بما فيها الشخصيه ..

شاعر قال للكل هذا مداري الخاص بي .. في وقت ترنحت فيه التجارب التي واكبت تألقه .. اذكر هذا الجميل منذ كتابات (مهيار الدمشقي) حتى سوالف ليل ثم ابعاد .. لم تفصلني الضروف عن متابعته

شاعر سخّر الحداثة لخدمة الموروث فخلق نسقا خاصا بينهما في وقت احال الكثير من الشعراء الحداثة الى مختبر شكلاني تأملي خالقا بذلك فجوة بينه وبين المتلقي ولعل قصيدة

وارقى وصبح الغصن مرثية اشواك
بها من الدلالات التي تشير الى عمق التجربه وقدرة شاعر على تحويل الساكن الى متحرك محسوس وبث روح العبث في كل شيء مستحيل .. دون المساس بتيار الواقعيه الادبيه كان جمال يأخذ المتلقي الى طور اعماره فلم يقطع حبله في منتصف الطريق

جمال شاعر تتملكه رؤية تستهدف حرية الانسان لذا تبدو الاقواس وهميه لديه، يعيش الانسان رغم فروق تضاريسه
تجده يكتب الحجاره .. الطين .. الصحراء .. كل شيء وهكذا يجب ان يكون الشاعر مغموسا في كل شيء يحيلة الى كتابة مبجلّه.

ما ابهرني في جمال مؤخراً هو انه :- يتخيّل المكان التاريخي للانسان في ثنايا خطابه وهذه سمة نادره
وقد يتضح ذلك جليا في نصوص
ناتاشيا وخديجه.
له رؤية تتمثل في معايشة الشاعر حيوية عالمه الجمالي الذي لا يقف عند حد،
إنه يتغير دائما. تلك الرؤية تتحدد وفقا لموقفه الراهن من العالم ووفقا لمذهبه الأدبي فقد اعتاد تأثيث لغة مذهبه بالثراء اللغوي المعتمد على مساحات الفكر الشاسعه الضاربة بجذورها في طين الذاكرة والواقع. كتابته اشبه بحالة إبداعية خاصة تتعدد فيها أشكال الوعي التصويري، ومن خلال تنوع نصوصه تجزم انه ذو رسالة ادبية. ما يبرهني ايضا هو وعيه القراءي للنصوص .. لذا سأطون سعيدا لو وضّف جمال حكما في شاعر المليون ذلك ان مخزونه الثقافي كفيلا ان يؤهله.


شكرا لكاتب الموضوع
هذا الانيق يستحق ان يحتفى به

وسلاما لـ جمال ...

مشعل الذايدي
06-10-2009, 12:33 PM
الاستاذ احمد انيس اهلا بك يا صديق القلم
اهلا تاتيك بقدر جمالك الروحي وثقافتك العالية

مشعل الذايدي
10-04-2009, 04:07 AM
الاستاذ القدير قايد الحربي اهلا بك
قلمك ونبضك يضيء المكان ويعقد من خيوط التميز عقداً تتزين به الاشياء اينما حللت