المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : مُذَكِرَاْتٌ نَزْوَاْنِيَّةٌ جِدَاً !


مريم السيابية
07-10-2010, 04:37 PM
مَسَاْءٌ / تَغِييبٍ أرْجوَاْنِي ..

الأُنْــ/ــثَى مُفْتَعِلَةُ تَعَاْوييذِ / اْلفَقْدِ / اْلقُيودِ
(نَزْوّى)


’.


اْلمَسَاْءُ (1) :

تستقطبني اليومَ الكثيرُ من رائحةِ الـ(حواير) وأزقةِ نزوى !
أسفاً يا نزوى ما عادَ اسمُكِ يثمرُ في روحي سِوى الغُربةَ والرغبةَ في الإنضمامِ
إلى جمعِ المنفيينَ إلى العاصمةِ !
ذريني وما بي من شهوةِ الرحيلِ , واعتبريني ابناً عاقاً أنجبته ولمْ يُحسنْ
ردَّ الجميلِ !!
يا نزوى , يا ربّة الوجهينِ والمرايا المعقوفةِ بالثرثرةِ , كنتُ لا أزالُ
أربطُ شالَ السنينِ إلى مِعطفي خوفاً من بردِ النزوحِ إلى مكانٍ لا يُشبهُكِ مُطلقاً
وَلكِن سلي قلبي عنكِ الآن !!
غارقٌ في لعنةِ الغُربةِ , وأنتِ تحضُنينهُ في التو واللحظةِ
أخبريني يا قناعَ الموتِ البطيءِ كم مرّةٍ دسستُ في تُرابكِ أحلاميّ
الجميلةِ , ولمْ تُزهِر سِوى صَمتٍ وانتظارٍ , وَعمرٍ يمْضي آيلاً للاندثارِ
كنتُ قد درّبتُ نفسي للُمضي دونكِ , تاركاً رائحتكِ التي تشبعت بها
جسدي وزوايا غُرفتي , وخطواتيّ في الحي الذي أمشيْ إليهِ
يوماً بعدَ يومٍ وفي كلّ مرّة اسألهُ عنكِ يا أمّهُ !!
وينغمسُ في ترتيبِ فوضاكِ , وتسطيرِ أمجادكِ , وأنا أصغي وقد هربتْ مني
مسبحةُ الصبرِ , فتوضأتُ بالصمتِ وتسوكتُ بتغييبِ اسمكِ عن ذاكرتي وتيممتُ
بحفنةِ تُرابٍ من أرضِ جاري الذي علمتُ أنّهُ يستوردُ تُراباً من الخارجِ حتّى
يزرعَ فيها وروداً لا تذبُلْ!!
حتّى جاري يا نزوى علمَ بأنكِ لا تصلُحينَ للزراعةِ فكيفَ بي أدسُّ أحلامي
في تُرابكِ ؟
كنتُ قدْ نشرتُ غسيلَ صمتي إلى رفيقٍ , وأنا أرسمَ دوائِرَ فارغةٍ عن
منظومةِ نزوى , وعن قناعاتها اللائي تهوى تبديلهُن كثيراً , فقال لي بإبتسامةٍ بيضاءَ :
يا رفيقي لا تأتي إلى نزوى ومن شابهها إلا في الأسبوعين مرّةً , حتّى تتقي شرَّ ثرثرتها !!
فأجبتهُ وقد امتقعَ لون ابتسامتي للأصفرِ :
دعها تفلُّ قيدي قبلاً ؛ حتّى لا ترى وجهي هذا إلا في الشهرينِ مرّةً !!
أعلمُ يا نزوى أنّكِ لا تنامينَ بلْ تُقيمينَ في كُلِّ ليلةٍ مأدبةً على شرفِ عابرٍ
أتى ليتوسّد احدى شوارعكِ الناضجةِ بالانتظار وعلى يمنيكِ كثيرٌ ممنْ يُحتضرون
ولمْ تُثمرْ أحلامُهمْ !!
وها أنا الآن أفيقُ على صوتِ عُصفورٍ عند شباكِ غُرفتي , وقد سجنتُ
عينيّ بظلامِ المكانِ لا رغبةَ لي إلّا بأنْ أرى شروقَ الشمسِ من ظلامِ
غُرفتي لأتيّقنْ أنني كبرتُ بكِ 30 عاماً
ولمْ أعثُر على حُلميّ المدسوسِ فيكِ !!


.’

يُتَبّعُ /
الغيّابُ الذي يصنعُ دهشةَ الحُضورِ المُؤقتِ !!

عبدالعزيز رشيد
07-10-2010, 04:43 PM
جميلٌ شعورك اتّجاه "نزوى" الموطن الذي اتّسع لكلّ تلك الأحلام والرغبات لكنّ مع الأسف وكعادة الأوطان الصغيرة لاتستطيع تلبيتها! . هل نعتب عليها؟ هل نلومها على قلّة حيلتها؟؟ ؛ لنهدّدها بالرحيل عنها وإن كانت رائحة ترابها تفوح بنا! . في الكثير من كلامك كلامٌ وافق قولي ووافق شعوري اتّجاه وطني الصغير والذي أتمنّى أن أعود إليه ساكانا في يومٍ ما .

تحيّتي لك.

مريم السيابية
07-11-2010, 12:37 AM
اْلمَسَاْءُ (2) :

مذُ خمَس أعوامٍ وأنا أقفُ على نفسِ اْلمُنحدرِ المُطلُّ على
اْلوَادي الأبْيضِ وهُو الدعّامةُ التَي تسنِدُ نزوى ظَهرهاْ بِهِ !
كَانتَ علَاقتِي بِها أشبهُ بِموَاعيدِ زيارَتي لطبيبِ الأسنانِ
كُلّماْ آلمتنيْ سِنّةٌ , أخَذَتْ نَزوى البِنْجَ , وخَدرَتني
حَتّى لا أعودُ أشعرُ بأعضائيَّ مُطلقاً !
اْلكثيرُ من واديْها جفَّ معْ مُرورِ السنينِ وما زِلْتُ أنا مُبللاً
بكُلِّ (حكاويها) الكاذِبةِ , وهِي تتعمّدُ إغوائيَّ كُلّما
أسبَل العَصرُ إزارهُ !
كنتُ أملك ساعةً بيولوجية لها وفقطْ , وهي كانَتْ تغارُ
إذَاْ مَا وجِدّت أخرى لغيرِها !
وأجبرَتني قصراً أن أصومَ عن سَاْعاتِ اليدِ , الحائِطِ
وَكلُّ ما لهُ علاقةُ بالزمنِ !!
هَكذاْ مَضَت خَمسُ سِنينَ مِن فُرجَةِ عينيها شاهدَتُ العالمَ
وماْ أصغرهُ وأقصرهُ من عالمٍ !
حَتّى اليومَ , وأنَا أحاولُ الانسلاخَ من تَكورِها في أشيائيَّ
وَحُضورِها إلى مراسيمِ صمتيَّ , ولكِنَها تحشرُ نفْسها
دُونَ إذنٍ , لربَما وجدَتْ بابَ قَلبي موارباً , وأيقَنتْ
أن ما من أنثى قادرةٌ على قَلْعِ جُذورِها المُمتدةِ إليَّ
إلَّاهاْ , ومَا أصعَبها من أنثى !!
آهٍ نسيتُ حَانَ مَوعِدُ الذَهابِ إلى المُنحدرِ
حسبَ التوقيتُ المحلي لجنَابِ ساعتي البيولوجيةٌ
فَـ نَزوى بانتظاريَّ !
ولا أظن أن أحداً منكُم يُطيقُ زعل (نزوى)!

’.
يُتَبّعْ

خالد صالح الحربي
07-11-2010, 12:47 AM
:
واصلي ألَم المدينَة و إدانَة الألم !

سعد المغري
07-11-2010, 07:36 AM
..

أورسولا .
بل لانطيق أن يتوقف هذا الـ نهر الـ منهمر من فم الـ غيم ..!
امطري لـ نثمل .

فرحَة النجدي
07-11-2010, 11:43 AM
لعنة الوطن التي تلاحقنا سيان إن قربنا أو بعدنا ،
و لا ذنب لنا سوى أن بذرتنا علقت على أرضه و كُفنت بتربته و سقانا ماءه فنبتنا
و أينعنا و سامنا صنوف اليأس و الخيبات حتى ذبلنا و لا زالت اللعنة تلاحقنا و لن تنصرف !
بعض اللعنات مؤبدة ، لا تدفعها شفاعة !




يــ تبع ، تعب و عتب !
أهلا بك بيننا يا جميلة :icon20:

مريم السيابية
07-11-2010, 05:01 PM
اْلمَسَاْءُ (3) :

نَزوى صغيرُكِ اليومَ تتآكلهُ رغبةُ الموتِ !
وأنتِ تلعبينَ بنردِ حظّهِ العاثرِ , وترمينَ حيثُ
يُعلقهُ القدرُ بينَ سماءٍ بلا أعمدةٍ , وأرضٍ بلا سُلّمٍ
فـ كيْفَ بهِ سيمْضي ؟
سُحقاً !
متّى افاقو من مرقدهِم ذاكَ ومَضو؟
خلفُوني وحيداً / أتجرّعُ غبنَ الفقدِ
وأحثُّ على وجهكِ تُرابَ الحسرةِ
وقد عَضضتُ على سِني , ولمْ يُخففْ ذلكَ
من وطأةِ رحيلهِم !
كنتُ أقولُ لهُم :
اذْهبو دونَ أن تدوسو على حبلِ يقظتي !!
ولكنهُم عمدو قهراً لأن يطأوه فأفيقُ على صُراخِ
أسمائِهمْ , وأنا أستحِثُ خُطوتي , دونَ أن ألحقَ بهمْ !!
كانُو لصوصاً يا نزوى , وأنتِ من أدخلهُم إليَّ
رغبةً منكِ في أن أعقد صداقةً مع غيركِ
لتختَبري صبري بفقدهِم , فـ كنتِ (الحامي والحرامي)!
ليلةَ أمسٍ مرّت ذِكراهُم فِي شُؤمِ نُعاسيْ
وَهم في هالةِ ملائِكةٍ مُلثمونَ إلا من أعينهِم
فأفقدني شهوةَ النومِ !
وسهرتُ حتّى بزوغِ الخيطِ الأبيضِ حارساً
ليأتو ويأخذونني معهم و وما كانَ زاديّ سِوى دروسكِ
وتاريخَ هوائيَّ يومَ ذقتهُ منكِ !
هو ذا المساءُ يا نزوى يبسطُ غطاؤهُ عليّ الآنْ
وأنا أستعدُ لأطلقَ جناحيّ وأطيرَ لوكري حاملاً معي
أنتِ , وعشاءَ الفقدِ !



تُمسين على حُضورهمْ يا نزوى !

.’

يُتَبّعْ

مريم السيابية
07-12-2010, 10:51 AM
اْلمَسَاْءُ (4) :

اللغةُ المُستخدمةُ في التفاهُمِ معكِ يا نزوى صعبةٌ اليومْ
فآثرتُ الصمتَ , وآثرتِ أنتِ رفعَ كُلفةِ الصمتِ !!
ولمْ تُطيقي ذلكَ , فبلغَ الغضب اشدّهُ لديكِ
وحملّتِ الطيرَ والريحَ والسماءَ والجبالَ حديثكِ إليَّ
وأنا الجاهلُ الذي لا يُتقنُ سوى لُغةَ الحُزنِ والغُربةِ
فكيفَ لي أن أعقدَ حلقةِ تفاهُمٍ مع كائناتكِ تلكَ؟
مجبولٌ أنا يا نزوى بكِ وبكل جنونكِ الذي
تُحيكينَهُ في كُلّ مساءٍ باللهِ عليكِ فِلّي قُيوديّ !!
دعيني أتبخرُ قليلاً في فضاءِكِ أنتشرُ في الحيّز الواسعِ
بلا هذا الجمادِ / جُثةٍ تسكُنني , وتشلُ حركتي هكذا!
المادةٌ وَحدهاْ تُفقدنا طعمَ الخواءِ تتكوّمُ في المكانِ
شاغلةً بذلكَ كل فراْغاتِ الوجودِ , وأنا أرغبُ كثيراً
في مساحةٍ تبقى محصورةً بي ولي فقطْ / ذلكَ
أنني كائنٌ غازيُّ يهوى التطايرَ دونَ قيودٍ
حدَّ التلاشيّ / ولكنكِ تُرغمينني , وكأنكِ الوليّ عليّ
أن ابقى محصوراً في قطعةٍ جسدٍ خاويةٌ منْ أسبابِ الحياةِ
جرِبيني مرّةً يا نزوى وأنشريني في هواءِكِ / دعيني أكونُ أكسجينكِ
الذي يملوءُ رئةَ رعاياكِ !
فقطْ فلّي قيوديّ رجاءً

.’

يُتَبّعْ

فاطمه الغامدي
07-12-2010, 12:50 PM
نزوى .فاتنة غفا التاريخ عنها ..
ولكنها منذ مارست الرقص
فوق أنامل أورسولا
والتاريخ يقاوم نعاسه ..

علي السعد
07-12-2010, 11:54 PM
تشرأب الاماني حين تصافحها لعنة الفقد
منكسرة ً كيد حزينة لم تعتد قطاف الفراغ
لتحوله الى حيز تقتات عليه رغبتنا في ان نولد
لكننا نجد بخار الرغبة يحاول ان يستنشق شيئا من ذاكرة الغيمة
فقد اعتاد على العيش بلا مشيمة

عائشه المعمري
07-13-2010, 05:38 PM
أرسولا ..

أهلا بكِ في أبعاد أدبية ..

كم راق لي هذا التواجد المبهر ،
وراقت لي نزوى بصوتكِ أكثر مما قبل ..
أحبها ولكنني لم ازرها إلا مرة واحدة فقط ..
بالرغم من أن أصلي يعود إليها ..


كم أجدني بين سطوركِ
تسردين واقع الكثيرين من حولي ، بأخيلات جميلة ،
تفلسفين المكان ،
وتمنحين الزمان بريقاً ، رغم ذبوله ..
فنزوى ليست منفى ولا مدينة ،
نزوى " سر " ..
سر كبير



جميلة يا أرسولا لغةً وأسلوباً
.. تابعي ..

مريم السيابية
07-14-2010, 11:15 AM
اْلمَسَاْء (5) /

وَحينَ يَنبثِقُ الخَيطُ الأبيضُ من الخيطِ الأسودِ
لِيُحملّ نَزوى نُبوءةُ الصُبحِ الجميلِ / ابقى فاغرَ الثُغرِ
أترقبُ شُروقي أيضاً !
لَا شيءَ الآن إلا أنا وَنزوى نُعيدُ تَرتيبَ
المَدينةِ , وَ(حلّة /...........) إلى مَا كَانَتْ
عليهِ قبلَ أنْ تَطأَ قُلوبُ العابرينَ صَدْرهاْ العَاري!
أخبرتُها ذاتَ مساءٍ / يَنبغي عليْكِ السِترُ
يَا نَزوى فأنتِ فِتنةُ اللهِ فِي الأرضِ / لَكنها الأنثى
التَي تتبَاْهى / بِفضْحِ جَمالهِا وهتكِ سِرّ عُشَاْقِها
دُونَ أن تُبالي !
مَا زَالتْ نُتواءَتُ اْلشُروقِ فِي طَريقِها إلى الظُهورِ
وأنَا ألوّحُ لليلِ / الذي سَترَ فَضيحةُ اْلتَلاشيْ
مِن جَسدي /الذي أهديتهُ ذاتَ عَصرٍ لِهواءِ نَزوى!
حتّى هَواءُكِ آيلٌ لأنْ يَبني صَفقةً مَع رِئتَايَّ
حتّى لا أستهلِكَ أكسجينكِ كثيراً فأهلِكَ رعايَاكِ/حرثكِ/!
مُذ عَشرِ سَاعاتٍ وأنا أُلصقُ عينَاي على نَافذةِ غُرفتي
بَحثاً عَنكِ / وَهَا أنتِ ظَهرتي كَـ البَدر فِي ليلةِ التَمامِ
الآن , وأنَا أُرددُ في وَتيني آيةَ الكُرسي !!

.’

يُتَبّعْ

عبدالعزيز العميري
07-14-2010, 11:25 AM
تابعي

تابعي

لنزوى الحب والمطر والغمام

شكرا لقلمك

مريم السيابية
07-14-2010, 05:29 PM
اْلمَسَاْء (6) /

مَضى يَوم لمْ اكتُب عن مساءَاتكِ يا نزوى
ولا شيءَ يدعُوني لأنْ أطوّعَ حرفي لكِ سِوى لعنةِ القُيودِ !
بالأمسِ ذَهبتُ إلى (حديقة فرق) / لأتنشقَ بعضاً من اُكسجينكِ النقي
أو لأعيدَ حساباتِ مَا تَبقّى من شَرَاْكتي معكِ , فِي المُؤسسةِ
التي بدأتُهاْ معكِ مُذ كانَ عُمري 5 أعوامٍ !
كَعادتي تفرضينَ حُضوركِ الآهلِ بالاستبداد , وأنَا عَاجِزٌ
أراقبكِ تتراقصينَ أمامي كـ غانيةٍ يرمونَ على جسدهاْ النُقودُ
فتَزيدُ مِن نَشوةِ الحاضرينَ أكثرَ فأكثر!!
الكُلُّ يا حبيبتي يتَصارعونَ ليحضون بِقطعةٍ منكِ
حتّى المَوتى لَهمْ هَذاْ الشَرفُ !
وَأنَا أقفُ مَاْ بينَ سَمَاْءِك وأرضُكِ أنتشِلُ مَا تَبقَى
مِن خُطوَاتي الثقيلةِ فَتُمعنينَ فِي سَحبِي إليْكِ
وأقعُ عَلَى صَدرِكِ اْلذي تَكشّفَ عليهِ الكَثيرونَ
وَلَم يُقاومو إغراءكِ الشَفافِ إلَّاي !
أيُّ حِلّةٍ تَأتينَ بِها لِتَسكُني سَحيقَ مَواجِعي
وَتُقيمينَ فِيهْ سَجنكِ , وَفرضِ سُلطَتكِ عَليَّ
وَأنَا المَيمونُ بالغبنِ , واللعنِ أراكِ تتصدرينَ
كُلَّ تَأبينَايَّ اْلمَوشومةِ بالفقدِ والخساراتِ اللامتناهيةِ !!
كُلُّ مَاْ عليكِ يا نَزوى يُلاحقني / السَماءُ / الأرضُ / الطيرُ / الشارعُ اللعينُ
الذَي يَضجُّ برائِحتكِ , وأزِقةَ المُشردينَ , وبقَاياْ أجسادٍ
مُعلّقةٍ مَاْ بينَ الحَياةِ وَالموتِ !
حتّى أُمي يا نَزوى تُلاحِقني فِي حَكَاويها عَنكِ !!

’.

يُتَبّعْ

مريم السيابية
08-01-2010, 02:20 PM
اْلمَسَاْء (7) /



قَالَ لِي أحدهُم اليومَ :
وَجهُكِ نَزوى !!
قُلتُ :
نَزوى وجْهي سِواهُمْ !!
مَضيتُ , وأنَا أشعرُ بِدوخةٍ أكلتْ نِصْفَ عَقلي
مَا اْلرَاْبِط بَينَ وَجهي وَنزوى؟
أخْبروني أنَّني أحمِلُ تَقَاطيعَ مِنْ حَي العين/فَرق/سعال/غافُ الشيخ
كُلُّ المدينةِ وجهي !
مَنْ مِنا سَرقَ الآخرَ مَلامِحهُ يَا نَزوى؟
حَتّى هَويتي مَفقودةٌ !
سُحقاً !!
مُذ مَتّى أصبحتِ لِصةً / تَسْرقينَ
اِثبَاتَاتي ؟


’.

يُتَبّعْ

عائشة العريمي
08-01-2010, 02:35 PM
تابعي ياأبنة عمان ،وأبنة نزوى ،

اسعدني كثيرا لتواجدي معك في هذا المتصفح .

مريم السيابية
03-07-2011, 02:53 PM
شَيءٌ زَلزلَ حِدّة نَزوى وَعدتُ :

اْلمَسَاْء (8) /


هَاْئِمٌ عَلَى وَجْهي يَاْ نَزوى اْليَومْ
اِفْتَقَدْتُ ذَاْكَ اْلعَاْبِرَ اْلذي شَاْطَرَني شَوَاْرِعَكِ وَمَضى !
وَحدَنَاْ كُنّاْ نُمَاْرِسُ غُميْضَةِ اْلحُبِّ بَعيداً عَنْكِ / قَريباً إليْكِ
اْلحُبَّ اْلذي يَبْدَأُ تَحْتَ أنْقَاْضِ اْلحَنينِ لَاْ يَنْتَهي !!
زَلْزَلَني هُو / وَأنْتِ تَمْنَحينهُ تَأشيرَةَ اْلعُبورِ إليَّ
دُونَ ضَرَاْئبَ حَتّى !
وَحْدي مَنْ دَفعْتُ ثَمنَ لُعْبَةٍ لَمْ أتقِنْهَاْ !!
نَزوى مُشعِلَة حَرَاْئِقي / الليلُ لَاْ يَنْكَفئُ
عَنْ إشْتِعَاْلِهِ , وَأنَاْ نَاْرٌ أحَاْلَتْهُ اْلدموعُ رَمَاْداً
نَزوى مُفْتَعِلَةُ خَرَاْئِبي / اْلشَغَبُ اْلذي تُحيكينهُ فِي
نَسيجِ ذَاْتي / وَتيني يُقَرِب اِحْتِضَاْري !!
يَاْ هُو /
أجْمَلُ تَعَاْسَتي
أرْوَعُ مَوَاْجِعي
أشْهى جُنوْنِي
بَلغيْهِ / شَوْقي , قُبْلَةٌ وَضَمَّةُ اْلمَوْتِ !



يُتَبّعْ

مريم السيابية
03-07-2011, 02:54 PM
اْلمَسَاْء (9) /

انْتَعَلَت نَزوى صَمْتَ القُبورِ !
وَبَدأ صُراخُ الأمْكنَةِ فِيْها يَضِجُ بِي !!
بَشروني أنَّ اِبْنةُ عَمي_رحمةُ اللهِ عليهِ_ أنْجَبَتْ مَولودَةً !!
اِبْتَسمتُ / ثُغرٌ مُصْفرٌّ كَـ عَاْدَتي
قُلتُ /
عَاْبرٌ آخرَ زَاحم مَاْ تَبقّى مِن أرْضِكِ يَاْ نَزوى !!
أعْلمُ لَاْ يَهمُكِ كَثيراً , فَـ هو مُجرّد طِفْلٍ
أتى كَـ بَاْقي الأطْفالِ / مَكتوبٌ عليهِ أنْ يَرْضعَ
هَوَاْءَكِ !!
إنَّهُ يُشَكِل رَقْماً فِي تِعْدَاْدِ سُكَاْنِكِ فَقطْ , وَمَن يَأبَهُ بِـ الأرْقَاْمِ
الآنَّ !!
وَحْدي مَسْكونٌ بِلَعْنَةِ الأرْقَاْمِ وَاْلحِسَاْبِ
تَدقُ ذَاْكِرَتي كُلَّ دَقيقةٍ تَمْضي فِي وَرَقَةِ اْلأيَّاْمِ !!
بِـ اللهِ كَمْ تَبَقى لِـ تَفِلي قُيوديَّ ؟
نَزوى / ذَاْكِرَتي جَاْئِعَةٌ بِـ غَيْرِكِ
لَمْ تَعودي تِلْكَ اْلتي تَسُدينَ رَمَقَ
اْلحَنينِ , وعَطَشَ اْلثُغرَاْتِ !!
يَاْ نَزوى انْظُري / سَمَاْءَكِ تَتَرَمّلُ !
حَتّى اْلشَاْرِعَ يَلْبَسُ اْلسَوَاْدَ
وَالليلُ يَاْ نَزوى مُضَاْءٌ بِـ كَفي شَيْخٍ
تَوَضَأَ اِسْمَكَ , وَبِـ خِلْخَاْلِ اْلمَطَرِ
اْلذَي دَرَبْتِهِ عَلَى عِصْيَّاْني / فَـ أفْقَدَني لَذَّةَ اْلسَيْطَرَةِ
إنَّهُمْ يَضْحكونَ / خِنْجَرهُمْ تُلقي حِدَتهاْ عَلى ظَهْري بِأريْحيَّةٍ
وَأنَاْ مُسْجىً أتْلو تَعْويْذَةَ اْلصَبْرِ وَرُقي اْلمُبَلَلَةِ بِعِطْرِهِ !!


يُتَبّعْ

مريم السيابية
03-07-2011, 02:56 PM
اْلفصلُ الأخيرُ / انتهيتُ يَا نَزوى :


اليوم كل شيءٍ تسمّر , بقي متشبثاً
بمساحتهِ , وكأنهُ قد أقسم سلفاً ألا
يبرحَ مكانهُ !
وما أحوجني أنا لتغييرِ هذاْ الرتمِ العتيقِ !!
ماذا لو أنّ نزوى لوحةً قابلةً لتغييرِ على يدي ؟
لو أن لي عصى سحريةً أخربشُ على وجهها
المليءِ بالتناقضاتِ ملامحَ تُشبِهُني تماماً !!
تُشبهُ وجعي الذي ألصقتهُ بِي , في شهادةَ
ميلادي وحليبِ أُمي , وهوائي , ولجوازاتي كُلّها !!
مطرُ اليومَ ضاجعكِ بشهيةٍ مفتوحةٍ
كنتُ أراكِ تتأوهينَ كقطةٍ أسقطوا فوق شعرها الناعمِ
ماءً خشناً !!
تخشبتْ أعضائي , وأنا أتحسسُ ما بيْ من صمتٍ
نذرتُ بالكثيرِ من صومِ السماءِ
وقُلتُ لا بُد أن تصلَ الحربُ أوجها بينكِ وبينَ
هذا المطرِ العدواني وأناْ !
توقفتُ قليلاً لأصلِ حبلَ التشابهِ
بيننا وبين العدوان الثلاثي الذي أُكيلَ
على أرضِ مِصرَ سنة 1956 !
لا شيءَ مُطلقاً غيرَ الاغتسال
وجهَ الحقيقةَ بيننا !
أتوقفُ ها هُنا يا نزوى , صلبني
هذا الكائنُ داخلي الآسن بالغضبِ
وحرائقِ القُيودِ , وأنتِ ما زلتِ جلّادةَ
قومكِ تتعمدينِ كيلَ السلاسلِ لهُمْ
فصرتُ أحد ورثتكِ الذينِ سيحملونَ
الكثيرَ من عُفن القيودِ وحُروبها !

:

تمّت / خُروج !