المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : [ سقيّـــا ] :


عبدالعزيز محمد المالكي
02-16-2011, 02:16 PM
· الكلمات التي قد تقضيها في الكتابة عن هموم الآخرين ، هي نفسها الكلمات التي لا تساعدك لكي تقول " أشيائك الحزينة " .

فتتكون لديك العُزلة الجبرية ، وتبقى كلماتك مثل الأماكن القديمة يزورها الناس في وقت فراغهم من الألم . ليلتقطوا معها الرسائل التذكارية حتى يهدونها إلى من يحبون ، في الوقت الذي لا يعودون فيه يذيلونها باسمك . !

[ يبثون كل أحزانهم إليك ، ولا يتفقدون انسانيتك البحتة بكلمة عزاء واحدة ] .

إلا تشعـر أنك هـامشٌ حـيّ علـى هشاشة الشعـراء فـي كُل هذا الـورق المركـون علـى رفوف المكتبات المهجورة بين أوراق آخرين يشبهونك بإختلاف توجهاتهم ، لـِ: تستمر بذلك في النحيب عن الناس ، وتخشى أن تزعجهم حتى بالموت بينهم لتبقى وحيداًً في منفى أنت من أقصى إليه ذاتـه في يومٍ من الأيام ؟!

إلـى متى ستبقـى تعيش فـي مربعـات مربع الكلمــات المتقـاطعة ، وأنت لا تستطيع أكمـال " كلمة واحدة " تعنيك شخصياً ؟!

هي قِلة العقل مـن دعتني لأكتب عنك ، وبنفس الكلمات التـي لا تساعدني لكـي أقول عني " أشيائي الحزينة " مثلك تماماً .!

عبدالعزيز محمد المالكي
02-16-2011, 02:19 PM
* عندما حاولت التعكز على ظِل صديق .

ظِله فقط .!

لم أكن أعثر إلا على " نفورهم " من حياتي المعتمة ، حتى أنهم لم يعاملوني كـ : عابر مصير . يأخذون بيده إلى أن يطفو من فوق " هاوية الأزمات " حتى يصل إلى الضفة الأخرى من حيـاة صلبة .

كانوا يرتدون وجوهاً مستعارة ، ويتحدثون بأصواتٍ رمادية ، وكل ما كانوا يعنونه لي أتضح أنني لم أكن أعنيه لهم بتاتاً .!

عبدالعزيز محمد المالكي
02-18-2011, 10:23 AM
· لو أن لك ( روح ) أحد الذين ينتظرون أن ينظـر الناس لهم بعين صدقة جارية في قلب المدينة ، لأكتشفت لِمَ لا يجف عرقي من الركض خلف " لقمة العيش " .!

عبدالعزيز محمد المالكي
02-18-2011, 10:26 AM
· الآحلام التي تبقى أوقاتاً طويلة في آمالنا ولا تتحقق تكون أحلام وهمية . تنتعل أحذية مطاطية من ( المُحال ) . عندما نشعر أننا فقدنها في مكان ما ، يبدأ الوهم من جديد بترميمها لنا لنعيد وضعها على قيد الإنتظار . نحن مجرد براويز مهشمة تحلم بحائط قائم ، ومسمار مقاوم للصدأ في هذا العالم المضطرب على نفسه .

ها أنا مثلاً :
مثال حيّ على عبقرية ( الوهم ) بعد أن جعلني أقضي أعواماً طويلة في مطاردة ما أسميته " حلم حياتي " ، ولم أفق منه إلا وقد خسرت الكثير من وزن عمري بِلا فائـدة ، وبِلا ذاكرة قوية وقادرة على التكيف مع حلم جديد .!

عبدالعزيز محمد المالكي
02-19-2011, 12:18 PM
· نحن مجرد ( قهر ) أنجبته الأمهات لـِ: أنفسهن !
وليس هناك أكثر قهراً من أن ترى ( الأم ) أطفالها يبذلون العطاء لها في يوم واحد من العام ، وبقية العام يعودون أدراج أنفسهم .
.
.
أي مكيدة نحيكها ضد أمهاتنا مع " يوم الأم " هذا ؟!

عبدالعزيز محمد المالكي
02-24-2011, 07:56 AM
· لن أخبركِ كما يفعل الآخرون بأن قمة الألم ، أو قمة الضياع ، أو قمة الحزن ، أو قمة العالم هي ......... ألخ . أنا فقط أُريدكِ أن تعرفي بأنني محروم من أن يكون لي صندوق بريد ترسلين إليه رسائلك العادية إلى قلبي .

عبدالعزيز محمد المالكي
02-24-2011, 08:00 AM
· القصص التي كانت ترويها لي أمـي عندما كنت صغيراً حتى أنام عن " سندريلا والذئب " و " الشاطر حسن " لم تتغير .

أنا تغيرت وصارت لي قصصي الخاصة عن الحياة بعضها منقط بالدموع ، وبعضها الآخر منقط بأثر التعثر أمام نفسي !

عبدالعزيز محمد المالكي
03-12-2011, 01:44 PM
· ولأنه طوال طريق حياتي لم يسألني أحد من أين أتيت ؟
وإلى أين " ماضي " ؟
كنتُ في مرات عديدة آتي مثل " العاصفة التي تسبق الهدؤ " لتعود وحيدة في الفضاء ..
وفي مرات أخرى كنت أفقد ذاكرة قديمة ، كما يفقد الشجر أوراقة من كل عام.!

عبدالعزيز محمد المالكي
03-23-2011, 11:44 AM
· قالت ( له ) :
ألم تُهمل امرأة قبلـي ؟
قال ( لها ) :
أو لم تلاحظي عليّ أثر امرأة أُخرى ، أهملتني لكِ ؟!
إذ يجب عليكِ أن تفهمي يا حبيبتي أن هناك رجالاً يعيشون بـ:" جناح واحد " ، متأثرين بجراح من نساء يعشقن التنقل الدائم بين مُدن الرجال ك: " طرد تائه " بين صناديق البريد ، وأنه ليس النساء فقط من يشعرن بأنهن محطات لقطار عابر ينزل فيها الرجال متى ما أرادوا ذلك .!

عبدالعزيز محمد المالكي
03-27-2011, 02:22 PM
· الحُزن :
يرانا دائماً أطفالاً مُجهزين للتبني ، قبل كُل قصيدة نكتبها . فيأخذنا إلى مأوى الأيتام ، والسرير ، والقصيدة أيضاً . وعندما ندخل إليه يغلق الأبواب من خلفنا ، ويلغم كُل مفاتيح السعادة بـ: الأفكار الساخنة حتى تحرق أصابعنا حين نُريد الخروج منه ..!

الحُزن :
باب ، من خلفه قصيدة . وما بعد القصيدة ، نهرول في بحث دائم عن " باب " و " قصيدة أخرى " .!

عبدالعزيز محمد المالكي
03-29-2011, 08:54 AM
· بعد صمتٍ طويل تحول " لساني " أخيراً إلى قطعة فحمٍ سوداء .. تحرق كل الكلمات الرقيقة قبل أن تُقال ..!
فكتبت به على صخور المدى حتى تفتت صوتي ./ وتناثرت القصيدة .!

عبدالعزيز محمد المالكي
03-30-2011, 01:02 PM
· متى سيأتي لقائنا بريئاً من ضجيج المطارات ، ومواعيد الرحلات التي لا تأتي في مواعيدها ؟!
وليتك تدرين :
" إن كُل نبضة تتسلل من قلبي احياءاً لـ: إنتظارك ، هي سكرة موت " .!

عبدالعزيز محمد المالكي
04-06-2011, 11:26 AM
· لا تحزني إذا ما تفقدتي شعري لتكتشفي بعد كُل خيبة أُمومة تمارسيها معي ، شعرة بيضاء ، وحقول من عرق الشيب تقطر من رأسي على صدركِ الدافئ ويذبلان نهديك . لأنني وفي كل مرة تمارسي فيها تِلك العادة معي ..
أكُبر ..!
وأشفق على نفسي في الليل ، لأنني أترعرع على البكاء في أحضانك ..
وأنتِ قد ترحلين ..!

عبدالعزيز محمد المالكي
04-09-2011, 08:14 AM
· أدخل على النوم مثخن بأحلام صغيرة ، أجر خلفي أغطية ممزقة . وأخرج إلى الصبح بخاراً يلهث في طريق النهار ، أبحث عن :
( صدفة خير من ألف ميعاد ) ، تمسك بيدي في هذه الحياة التائة .!

عبدالعزيز محمد المالكي
04-11-2011, 01:17 PM
* كل تِلك المحاولات للتملص من البُكاء . هي التهيؤ التام له بدموع أكثر غزارة .!

عبدالعزيز محمد المالكي
04-13-2011, 01:07 PM
· الشيء الموحش في هذه الشوارع بعد منتصف الليل .
هو [ أنا ] :
أنا ذاك الشيء الذي ينفث الدخان ، ويرمي أعقاب السجائر ، والسعال ، والخطوات العرجاء على الأرصفة الأكبر عمراً منه ، ويُغني بين صلاتين . أنا الشيء الذي يقيس طول ظِله بأصبع ، ويحمل ندبة ملح تحت خمول عينية من لا شيء .
.
وليس الهدوء الذي يعم الظلام !!!
فلا ذنب للشوارع بعد منتصف الليل في وحشة الهدوء ، لنلفق لها تهمة الوحشة عندما نهجرها وننام .

عبدالعزيز محمد المالكي
04-16-2011, 09:28 AM
· لو كان مقدراً لنا أن نختار أحزاننا بأنفسنا ، لأخترنا نفس ما يؤلمنا الآن .!

عبدالعزيز محمد المالكي
04-17-2011, 01:32 PM
· لو أن الأطفال المتربصون بـ: السيارات عند إشارات المرور ولدوا شعراء مسرح ، لم وجدنا فقراء .!

عبدالعزيز محمد المالكي
04-18-2011, 01:50 PM
· أحياناً كثيرة لا يأتي الفرح . وإن جاء ، يأتي في حالة حرجة من " الرمق الأخير " .!
حين نكون قد هممنا بغسل أيدينا من تقرحات انتظاره ، وباركنا للعتمة أنفسنا ..

عبدالعزيز محمد المالكي
04-19-2011, 11:49 AM
· لإن أغلب الرصاص الساخن يُقيد ضد مجهول ، فإننا نضطر إلى التعايش مع ثقوب خبيثة طوال حياتنا .!

عبدالعزيز محمد المالكي
04-24-2011, 08:49 AM
تحَجّري ..
أَضْرِمِي حلماتِك السمراءَ في الليلِ بالعُنوسةِ ./ والنواح .!
وفي الصباح ..
عمديهِما يا حبيبتي بماءِ الملح ..
وانشريهِما على حبالِ الريح ، مع الغسيل ..
على الجبين ..
لتجففَ الشمسُ الجراح ..
وتحبلُ العصافير ..
والنساءَ ، مثلك بشوارعَ شهيدة ..

لا تحزني في خريفِ الشجر ..
ولا تكوني سعيدة ..
كلما طُُعنتِ بخنجرِ المطر ..
لأن خصركِ يا حبيبتي صارَ مباحاً ./ للهزيمة ..!
فمنذ متى ؟!
كان يأتيك المطرُ حاملاً الرمادَ.. والسلاح ؟!
لـِ: يقتل القصيدة ...!

اشتقت إليك ..
للرملِ الأسمرِ في نهديك ..
وإلى الغروبِ ، والصلاة على يديك ..
والخشوع كما المساجد ..
لذا متُ عنك ..

أردتُ لك :
أن تكبُري في الحياةِ كما العقيدة ..
وتصبَ نهداكِ الحليب إلى السماء ..
ولؤلؤِ الأمواج ..
ويكون عندكِ ، بعد موتي حديقة ..
تلعبي ..
وتتمرجحي ما بين أغصانِ الهواء ..
من الهوى ..
وحولَكِ الأطفالُ كلهم يتجمعون ..
كالسنابل ..
قادمون من الخيالِ في الشمسِ البعيدة ..

ابْكِي عليّ ..
ولا تجهضيني إلى الحياة ..
إذا ركلتُ بطنكِ ، ظناً بأني الآن حَيّا ..!

فلكِ الحبُ يا حبيبتي بعد موتي ..
إلى أن أُُكْتَبَ :
" عند اللهِ حَيّا " .!
وتعودي ..
لتلبسي الفساتينَ الجديدة ..

عبدالعزيز محمد المالكي
04-24-2011, 09:27 AM
· أفضل كتابة القصيدة الحافية مرة كل عام ، لآن رائحة عرقها تتحول عطراً يدوم . على أن أكتب كالشعراء الذين يتغطرسون على القصيدة كل يوم فتأتي بلا رائحة . ويتحولون هم إلى أعمال فنية لا معنى لها ..