[ نُوسْتَالْجْيَا ]

[مي التازي]

.
.

للثامن الواشم خدود العَشْره=لاجمل سنين العمر : ضحك صغاره

صفّفت كل الدمع قطره قطره=أهديته لخطو المفارق داره

علّه يغسّل مهجرك من كفره=و يعوّذ أرضي مْن الحنين ل : ساره

يا غايبة تفصلني عنّك شعره=شابت فضلع الطفلة الختياره

الطاعنة في الحزن ، ترجو بكره=يهدي رجوعك ل : الأحد ، و الحاره !


.
.

[مي التازي]

.
.


نص أجمل .. يعني إنه نص أعمق=نص تلمس في بساطتْه اختلافه
لاذ له شاعرْه عن لغوٍ منمّق=رتّبه : ترتيل / خلوة لاعتكافه !

.
.

[مي التازي]

.
.



أحتـاج لـي دمـع ٍ أسكِبْـه لا مـرّ=بالبـال لفـح الغـيـاب و حرقـنـي
يمكن لـو أسقـي ملامْحـك يخضـرّ=غصني .. و يورق فرح غصن حزني !


.
.

[مي التازي]

.
.


جفّف الغيم حاطب كل حلم و عثى=في غصون أمنياتي و استطاب الرحيل

و حطّ بالصدر حزن ٍ .. حدّني للرثى=علّ روحي تطيّر ما بقى من عويل

.
.

[مي التازي]

.
.

اطلق أسراب حزنك للمدى .. للمدى=شرّب افياض دمعك كلّ وادي سحيق

شكّل فتات روحك غيم .. تمطر ندى=و اسق درب ٍ طحنها تحت خطوة رفيق

عادي أجمل سنينك منْك تُسرق سدى=لجل حلم .. الغريب ان كنت لا تستفيق

و عادي لو فُجّ صدرك من طعون العدى=الغريب ان نهشْه الوقت و ناب الصديق

و الغريب ان تجرّع بحر صمتك نِدا=فلا تكون الغريق ال : يستغيث بغريق

خلّك إنسان عادي .. لا أثر .. لا صدى=لصرخة الحلم فيك .. و للفنا كل ضيق !


.
.

[مي التازي]

.
.

خلف ابتذال الضحكة=حزن ٍ يغيب و يرجع

لأرواحنا المرتبكة=الشعر حلّ ٍ أنجع

لبّست وجه السكّة=لون القصيد الموجع !

.
.

[مي التازي]

.
.

ايتزاحم فـي مدى روحـي كلام=و اختنق كتمان و هدوء و سكوت

لا طمس ليلي ملامح ها الزحام=و اكتست ضجّة أمانينا : خفوت

و ان نويت اهدهد احساسي و انام=تنطلق أسراب حرفـي دون صوت

و الشعر لا طاب لـه بْصدري مقام=ازفره بشويش .. خوفي اني اموت

آتنفس ضجة .. و احلام .. و حمام=و آتهاوى ريش واحباط وسكوت !


.
.

[مي التازي]

.
.

في لعبة الشطرندلس .. اِقتصّ من حصني=جلاّدي الأعمى و نزْفت شمسي : سْياطه
الشاه ؟ عذرا ، لن يَموت ! لْذلك أرخصني=ساوم نزيف أحلام شعب بحمرة بْساطه
ولا به من يْعزّي سوى بْ : "غنّي" و "رقّصني" =فاسترسل المكلوم يهذي بنشوة احباطه
و الذكريات المرهقة تسجع على غصني=تنشد زمان الوصل / لحن أخرس / لغرناطه


.
.

[مي التازي]

.
.
هنا .. يتلحّف الصبح ابتهـال و حمدلة و رْكوع=وْ يِعرّي "طهر" أمّتنا جموح الثامنة عشرا :

يغصّ الليل فـ افواه اليتامى / دمعتين و جوع=و كم من لِحية يغْمسها فـ طعم السهرة الحمرا !

.
.

[مي التازي]

.
.

دخيل اللي نفث لعنة هواك ف ميّ=تعال اقسم معي تعويذة النسيان
تعال اسقيني من علقم جفاك شوي=و أقدمّلك فتات أحلامنا قربان
عبث أمطر حياة و لا بقى بي حي=تعال احطب عمر من عمري العطشان !

.
.

[مي التازي]

.
.

ذات عمرٍ قيل أن اللي سرق / تقطع يده=و الغياب اللي سرق ها العمر نبتت له كفوف !

.
.


الأصل في الحلم : نقتاته عشان نعيش=و اليوم موته على أرواحنا يقتات !



.
.


الخفوق استلّ من عزلتْه : راحة=لا عتب .. لا حزن .. لا خيبة هقاوي !



.
.


لا صارت خطاوي الراحلين تجافي الرجعة=خذ وجهي رصيف لدرب نسيانك و .. اعبرني !



.
.


بعثرت وجهك في زحام الأرصفة=و أثر الدروب الموحشة ترتّبْك فيّ !



.
.


فكّ أزرار الحزن .. و ازفر تناهيدك=طيّر أسراب المدامع من محاجرها !



.
.


اسقيني عبير بلادي من كفّيك يا ( سيلار )=و اعطي / غصّة الأعياد / في حلقي طعم حالي !



.
.


اواه من أمسٍ غرز خنجر صداه فباكره=اواه من دم الجفا لا خضّب يدين الحنين !



.
.

[مي التازي]

.
.

اغفروا ذنب الحكي للحنجرة=اتركوني أقترف صمتي بخشوع
كنت أظن إن القصايد ممطرة=و اتّضح إن الورق غارق / دموع !


.
.

[مي التازي]

.
.

حلّلولي ف شرع الانحناء : الكفر=و اعذروني لأني .. لا أجيد السجود

كلّ ما بي تلخّص في تمرّد سفر=أطوي الارض شعرا و استفزّ الحدود

من جنون أحرفي ما لاتّزاني مفر=راضية بْجرح يدّي لاجل أكسّر قيود

و ان شهقت " استحالة " كبريائي زفر :=اشش ! ما للمحال إلا ف خوفك وجود

.
.

[مي التازي]

.
.
مبدئي كلّ صمت ٍ : ذنب لا يغتفر=و الحكاوي غثاها ما يرقـّي سنود

لا اعتنقت الكلام و لا سكوتي حفر=للمبادي اللي فكري يعتنقها لحود

و اجتمع ألف ضدّ بداخلي و لا ظفر=باحتوائي سوى طيش ٍ تلبّس برود

زاهدة .. و التكلّف منه صدري نفر=راحلة عن دروب الغيّ .. خطوي يقود

لارتكاب الأماني ، و الشّعر ، و السفر=ذنب يرقى بروحي لْما وراء الخلود !

.
.

[مي التازي]

.
.

سادتي /

عذركم في اِعتناق السّاديَة=أنّنا رهبان في دير المَزوش
فالطعن يَحرُم فظهر العاديَة=بس حكمه فرض في ظهر الجحوش !


.
.

[مي التازي]

.
.
أجمل سنينك تجرّ الخطو لـ : الآخر=مجمل أحلامك تسوقك لـ : أوّلك مكره
صمتك ، أشواقك ، حنين يمرّ بك / ساخر=أو عبور أوفى .. لصاحب انت مبتكْره
دمعتك ، لفح الغياب الكافر .. الفاخر=عزلتك ، هدم التفاؤل باضلعك وكره
كل ما شكّل ملامح عالمك ناخر=عودك المرهق قبل ما يحصده بكره !

.
.

[مي التازي]

.
.
لا نفضت غْبار ماضيه استعاذ=قلبي المؤمن بأنْ هذا قدرْه
ليت لي عن موجع الذكرى ملاذ=ليت جفني يعتق السهد و صورْه !

.
.

[مي التازي]

.
.

تحسّ الشعر متكلّف و مستهلك=تحسّ شعورك أسخف من شعاراتك
تشوف الغربة تستعمر وجيه أهلك=تّغصّ بداخلك أرضك و .. تقتاتك
و ترشف كوب حرمانك على مهلك=رويدا .. تسقي الاحباط من ذاتك
تمرّ بْك الأماني / وقعها مُهلِك=و يعصرْك الحنين السادي الفاتك
و لكن فالألم به من تنبّه لك=قبل يستدرج اليأس ابتهالاتك
فهذا موطنك يهدي انكساره لك=بما إنّ الشعور بالانتما .. فاتَك !

.
.

[مي التازي]

.
.
مُغري الأمل في غزْله=و شْباك يأسي أنجع
دع ما مضى يختزْله=لحن الحنين الموجع
كان الغناوي زلّه=باترك سكوتي يسجع
و انفخ فروحي عزله=تطفئ لهب " فَلْترجع" !

.
.

[مي التازي]

.
.
نقشتك في عيون العابرين بصمت ف ارض الله=دفنتك في صدور العابدين لربّ نسياني
أسرتك بين قوسين الحضور الشاحبة ذكراه=بذرتك للغياب اللي نمى / عصفور بأغصاني
لأني مؤمنة بأن الحبيب أجمل .. بعد فرقاه=و أنْ ترنيمة وْداعك صداها عذب و إنساني !

.
.

[مي التازي]

.
.
عادي أعيش فرقعتي بيدق=عادي أموت و لا مشيّع لي
يكفي أكون الأبسط الأصدق=لاشعر بأن الغيم يركع لي !
.
.

[مي التازي]

.
.
لو يرتق العذر ثوب الحنين إن سمل=لو ينفخ الروح فأرواحنا المجدبه
ما غصّ فم الشعور بسخيف الجمل=و استعذب الشعر لحظة لقاك أكذبه !

.
.

[مي التازي]

.
.
صدرك فضا راحب و أنا المنطلقه=آعيث به صمتي ، ابتهالي ، شوقي
تتشرّب أضلاعي بماحل ودقه=و تميّل أسراب الحنين عذوقي
موجع رحيلك بس الأوجع رفقه=تسكب تفاصيلك ظما فعروقي !

.
.

[مي التازي]

.
.
السّما تمطر حنين بنيّة إغراقي=لكن النسيان فجّ الأرض و امتصّه !

.
.

[مي التازي]

.
.

قصيدي .. مرغمة آتيك لا طوعًا=أنثّرني و ينبت بك وجه منفاي
وأقاوم غصّتي وأمضي بصمت ألعن=سكوتي و انكسار الحرف في ممشاي
و أنا في غربتي مالي مناص ٍ عن=صباح تلوّن أنفاسه سواد أشياي
دخيلك يالصباح الثاير الأرعن=تشعّ جنون و تصـب السّنا فاحشاي

.
.

[مي التازي]

.
.
و إذا استوحشت روحك يا مبارحها=و إذا صارت ضلوعك الأيبس الأمحل
فجرّدها من الكتمان و امنحها=لأصدق ما لديك من البكا ، و ارحل !

.
.

[مي التازي]

.
.
عبث : تستجدي مزون اللقا صيّب=ولا تمطر سوى عزلة و وجيه أغراب

.
.

[مي التازي]

.
.
يا عمّي .. وْ لعبك على التضليل=بين " النَّعم " و " التّم " مرجحني
زجّيت فضلوعي بألف قابيل=و وسوست للغربان تفضحني
تبقى انت متسامي و أبقى جيل=خايف عيون الحلم تلمحني
امْرتّل سكوتي فجوف الليل=و الصبح يستجدي -عبث- لحني
و ان صاح بي : يا صاحبي تمثيل=عالَمْك ! رحت آصفّق و أحني
للطبطبة الموشومة بالتنكيل=و لصفعةٍ من كفّ صافحني
إذ شرعي مازوشي وْ صلاتي ويل=ما اقدّس إلا نار تلفحني
فيا عمّ دون الحاجة للتضليل=قدّمتني لك هدي .. اذبحني !

.
.

[مي التازي]

.
.

تعب .. أرواحنا خانت=و لا كان التراب أوفى !

.
.

[مي التازي]

.
.

إجهاض الأحلام : أعظم إثم في شرعي=ان مالت أكسر ضلوعي .. لجل تسندها !




.
.

[مي التازي]

الانشغال / الإرهاق /

.
.

أفتقد " مي " ..
و الشعر ..

[مي التازي]

.
.
موطنك له وجه جلاّدك=ما تنالك منه لو لمحه
ما همى غيثه و لا جادك=و "سام" له زيتونه و قمحه
العزا يوحي بميلادك=التشاؤم خارقك رمحه
يا صديقي جرّد فوادك=من الشعور، و ما كتبت امحه
سلّم الأفراح لبلادك=ذا : ثمن أحلامك السمحه


.
.

[مي التازي]

.
.
كلّ ما حولي تفاصيله : فتور=الأماني ، الصبح ، الريح ، الحمام
المسا شاحب و هاك الارض بـور=و القصيد أخرس و انا .. حالي تمام
الحنين أحيان يغويني و اثور=و ارجع اتعوّذ من الذكرى و انام
و كلّما سجّلت فاحلامي حضور=تقرئ أهدابي ملامحك الملام

.
.

[مي التازي]

.
.
يا نفوسا للسلام مْعادِيَة=ما خلص وهم المذابح و النعوش ؟
ما الرصاصة غير نسمة هادِيَة=تقرئ الأرض السلام من الجيوش
و ما بْوجيه أهلي جروح ٍ بادِيَة=ذي مرايانا .. بها بعض الخدوش

.
.

[مي التازي]

.
.
هي الغيوم أشلا مرايا مكسّرة ؟ =أو بوجه الأرض تستوطن صدوع ؟
المزامير بهدوء .. مْغادرة=فاللحن ما عاد يطرب له يسوع
أبلغ من الشعر: صمت الشاعرة=و أصعب من الهجر: ترتيب الرجوع
دام ليلي ما استساغ الثرثرة=باحرق الدفتر لجل أَشعل شموع
اغفرو ذنب الحكي للحنجرة=اتركوني اقترف صمتي بخشوع
كنت أظن إن القصايد ممطرة=و اتضح إن الورق غارق دموع !

.
.

[مي التازي]

.
.
انسلّ من ظلّك=سافر بدون قيود
ارمِ الحزن..غِلّك=احيِي فرح موؤود
لو حلمك احتلّك=لْواقعْك الاصدق عود
وْ لو موطنك / ذُلّك=منفاك عطر ورود
كلّ الشعوب أهلك=الغيّ : رسم حْدود


.
.

[مي التازي]

.
.
شعار أمّتْكْ: يبقى الكلب هو سِيدك=و لو ما كان عنده لك و لا حاجه
طموح الحاكم من الدين تعبيدك=مساحة خصبة لتشييد أبراجه
و انت الوالي ، الأمّة، و كذا قيدك=سجين أقرب من السجّان لإفراجه


.
.

[مي التازي]

.
.

أخرِسوا هذي الزغاريد / النفاق ..
اتركوا ها الجرح يغفى ..
و اتركو بعض البَكِي ..
كان سكب الدمع أوفى
يا دمشق الياسمين !
الحَكِي .. ؟
دين و يحتّم الاعتناق !
و انتوا أول من كفر به
للأسف ....
ما تقبل اللحظة الأخيرة أي توْبة ..
وين كنتوا يوم صدر الشام ضاق ؟

.
.

[مي التازي]

.
.
أسكب من الدمع ما يسقي الشوارع=كلّما جيتي فبالي يا الرباط
أشعر إنّي سُقْط و انتي غصن فارع=لملميني و اهمسي : بسّك عياط !

.
.

[مي التازي]

.
.
و انتفض غصني و لا طار الـ .. كلام
يمكن إن الشعر فارَق ؟
مثل أصحاب الوجيه / الأقنعة ..
بالسلامة .. ما بقى أصلا شعور و لا بقى به شي
فارِق ..
ما بقى بالصدر غالي ..
كانت أعذاره هي الأوهى ، و لكن
مقنعة !
أو "وداعا" موجعة ...
غيبوا أكثر
ودّي لو روحي هي الأخرى تغادرني
و أنـــــام ..
.
.

[مي التازي]

.
.
إسلامك: السجدة لولاة الأمر=كفري: انحنائي لخالقي لا غير
فلتسقي أربابك نفاق و خمر=و لنترك أحلامي عشا للطير.
.
.

[مي التازي]

.
.

يلا ننام يلا ننام .. و أذبحلك جوز الحمام ..

و انذبح كل الحمام ،
و أطفال غزة انتهوا من قصة العهد القديم
و ما وعد بلفور ..
أسدلوا كل الستاير ،
ما بقى في غزّة نور
و اغرسوا في كل شبر من البلاد أرواحهم ..
أمنوها ما بقى منهم ..
و ناموا في سلام ..
و أنبتت غزّة /
حمام !

.
.

[مي التازي]

.
.

ينفلت من قبضة العمر أجمله=ما يزورك غير ماضيك الثقيل
تصبح الأحلام جدّا مخجلة=يصبح الترتيل أشبه بالعويل
و إن سقاها الدمع، روحك قاحلة=و السحُب في الأفْق تغري للرحيل
ما بقى شخصٍ غيابك يخذله=فرّ من جلدك و عش عابر سبيل

.
.

[مي التازي]

.
.

امنح البائسين شوي من ذاتك=حسّ بانّ المدن متوسدة كتفك
دس على خوفك اللي شلّ خطواتك=اكسر الصمت، القيود المثقلة حرفك
و اختر من الكلام الموجع / الفاتك= فاجمل الشعر : ما يقتادك لحتفك !

.
.

[مي التازي]

.
.
مرغمة أمشيك .. ما للهجر سكة=فوِجهتي وِ جْهاتي و خطوي وشمتك
لو تطيّر من غصوني كل ضحكة=جذعي الخاوي تغلغل فيه صمتك

.
.

[مي التازي]

حفنة رسايل .. للوطن
.

لو أرتجي من بعد حبّك توبة
باقضي اللي باقي من حياتي : سجدة
/
و لو تنفخه فأحلامي المصلوبة
تُبعَث و لكن .. ساخطة مرتدّة

.
.

ها المطر و ان جاد ما يروي
أرضك و لا يغسل جروحي
/
و ان طمس ما ضلّ من خطوي
ما كشط تربتك عن روحي

.
.

موطني ، أرفض أقبّل أرضك
مادام وقع أقدامهم دنّسها

[مي التازي]

.
.

و ما ضلوعي غصون أشجار
و لكن تنكسر و تطيح
/
و لا في الحنجرة مزمار
و لكن لو تهبّ الريح
/
تسلّل منها لحن، و طار
حمامٍ سجعه التسبيح

.
.

[مي التازي]

.
.

لا تهيم .. الأودية جفّت
و ما بقى غاوي و لا آبه
/
السكوت حضورك الملفت
دام كلّ الحكي متشابه

.
.

[مي التازي]

تعال ..
تعال و لا يقيّد خطوتك
أوهى الخيوط
الناسجة عذرك ..
تعال اجتثّ أجمل ما بقى من ميّ
ثم ارحل ..
أنا ما احتاجني كثرك !

[مي التازي]

.
.

ملّيت أشكلّ نبرتي لحن للآه
لا اتوغّلت في جوف مزماري الريح
/
ملّيت أبهرج حزن للناس تقراه
و اذرّ طعم الولولة في التسابيح
/
و اللي بيغيب يغيب، ودّعته الله
باكر وجيه تطيح مع دمعة تطيح
/
فلا الاحتياج يجرّ لدروبه خطاه
و ما من قفا نبك على كتف تلويح

.
.

[مي التازي]

.
.

محتاجة لحزن يسرقني من دموعي
و دروب تعزف مثل خطوي عن رجوعي
/
محتاجة أنسلّ منّي قدّ ما أقدر
محتاجة أنسى ابتساماتي قبل روعي

.
.

[مي التازي]

.
.

كل القصايد بالية .. مهترئة
و أنا تعبت من اختناقي و صمتي
/
شدّوا يدي .. أحتاج بعض الجرأة
في خاطري حكي بيجيب آخرتي !

.
.

[مي التازي]

اعذروني ..
لو تغافلت القيود ..
لو كسرت الصمت ، و أضحت ها الأغاني
حرّة لكن .. دامية
اعذروني لو أصير ..
حنظلة ثاني ..
و أدير
ظهري للعالم نكاية .. في النظام
و في معاهدة السلام
و الخرايط .. و الحدود
اعذروني ..
ما تعوّدت السجود !

[مي التازي]

.
.

و اذكر أمّي كلّما رفرف حمام
من ثغرها .. تسجد الروح بقنوت
/
صدري الموجوع تنفث به كلام
كنّها ترقيه من شرّ السكوت

.
.

[مي التازي]

.
.

يا ليتك دين .. و أكفر بك
يا ليتك ذنب .. عنه آتوب
/
و لكن وجهك المربك
تفاصيله : وطن و هروب

.
.

كلّ الطرق مهرب
لكن طيفك قيد !

.
.

[مي التازي]

.
.

كيف أغنّي .. دون صوت ؟
كيف أشوف النور و عيوني
عمـــى ؟
كم حلمت الجوف يعتق له
قصيدة .. إنّما
في كل مرّة
جزء من روحي يزاحمها ..
و أموت .

.
.

[مي التازي]

" بونسوار " و اعترت قلبي المغيّب رعشة ..
كان قربك أعمق من الموت وقع
و أكثر ..
من السحر دهشة ..

.
.

اشتقت للشعر ..
و لنفسي

[مي التازي]

انا تلحّفت بالنسيان
و لكن الحنين المستبدّ الغول
عرّا ضلوعي بخفّة
بليل من البرد مفتول
و لما اشتدّت الرجفة
هدهدني ..
و كان الحزن لي هندول .

[مي التازي]

ربّي ..و انت أدرى بحزني
و انت من بثّه ..
دخيلك ربّي اجتثّه .

[مي التازي]

الذين يرون أنهم الأكثر قربا من الله .. و الأكثر دفاعا عنه ..
هم في الحقيقة الأبعد .
صديقي، أنت حرّ في عبوديتك لغول رسمه خوفك
و أنا حرّة في عبادتي لربّ أحبنّي و جبلني على حبّه.
إن كنت تعتبر كل ركعة بحسنة أو عشر أو قصر
فأنا تكفيني الركعة.


( لأن الكتابة أجمل من الكلام )

[مي التازي]

قبل ست سنوات،
حدث أنني وصلت لمرحلة الاكتفاء
حالة غريبة من الرضا و الطمأنينة
و الرغبة في الضغط على زر ما فيتوقف الزمن
و العالم ، و أبقى هناك للأبد.
لم أكن أعيش شيئا استثنائيا حينها
و لم أكن أود ذلك.

و إلى اليوم ما زلت أود العودة
لست سنوات مضت.

[مي التازي]

و اكتشفت إن القصيدة ..
مو كلام ..
القصيدة حزن متجبّر،
يلطّخ خطوته بالحبر .. يعبر
و الأثر جملة عنيدة.
يمدّ للأحزان الاخرى ألف إيد
و كل حزن يشد إيده
يتبعه ،
يترك هو الآخر أثر،
جملة تشابه أختها
في التجبّر و العناد.
و يستمرّ عبورهم
حزن يتبع حزن
لين تتكون قصيدة.

.
.
.
و لأنني جدا سعيدة
ما راح اكتب شعر ثاني
و السلام.
:icon20:

[مي التازي]

لا أشتاق للأشخاص بقدر اشتياقي للأماكن.
الأماكن لا تموت، و حتى و إن تغيّرت لا تخذل.
الأماكن كلها تحتوي، كلها تفرش أرضا و تهبك لونا أزرقا مباشرة فوق رأسك.
كلها تحيطك ببنايات تحمل حكايا لا حصر لها،
تتمعّن فيها فتكاد ترى وجوه العابرين و تسمع وقع خطاهم،
و إن عبروها قبل ألف عام.
أحب الأماكن أكثر من الأشخاص،
و حبي للأشخاص يرتبط كثيرا بحبي للأماكن التي جمعتنا.
و أحب السفر.
أحب التسكع في الطرقات،
أحب سماع لغات لا أفهمها
و النظر في وجوه ربما لن أراها مرة أخرى.
اليوم روحي لم تعد معي تماماـ
تركت بعضا منها في مونكلوا بمدريد،
في مساء لم يكن لي فيه من مؤنس سوى مونكلوا نفسها.
تركت بعضا منها في سانتا كاتارينا ببورتو،
وقع مني و أنا غارقة وسط الزحام.
تركت بعضا منها في سيلار،
في بيت عتيق به مدفأة و خبز فرنسي و نوافذ تطل على العاصفة و تحمي منها.
تركت بعضا منها في فايا برافا،
في الخيمة أو ربما فوق طاولة الطعام في ليلة سمر و نجوم.
تركت بعضا منها في فيرونا،
و أنا أترك شرفة جولييت خلفي لأكتشف قصصا أكثر واقعية.
تركت بعضا منها في ساليتشي،
أمام بيانو و أريكة بسيطة و ابتسامة صاحب فندق عائلي صغير .
تركت بعضا منها في باريس،
و أنا واقفة فوق جهاز التدفئة أراقب فتاة وحيدة في المبنى المقابل.
تركت بعضا منها في ليالي ميلان،
و في فجر بواتيي،
و في صباحات بيمبوشتا الحارة،
و في أزقة فيرموزيلي الخالية،
و في بلد الوليد التي استقبلتني ثم لفظتني بغرابة مضحكة،
و في فينيسيا التي تعنيلي الجنون أكثر من الرومانسية،
و في تطوان التي يحملني الحنين إليها كل يوم،
و في الرباط التي أحب،
و في كل رقعة أرض لم أطأها بعد.
روحي ليست ملكي، ليست معي تماما،
روحي في الأرض، تتجذر.

[مي التازي]

تخيّل نلتقي بعدين ؟!

[مي التازي]

العمر لا يعني شيئا
نحن متى ما جرّبنا الخذلان كبرنا.

[مي التازي]

محتـــاجة لحـزن يســرقنــــي مـن دمـوعي
و دروب تعرض قبل خطوي عن رجوعي

محــتــاجــة أنـــســلّ منّـي قـــدّ مـا أقــــدر
محتــاجة أنسى ابتسامـــاتي قبــل روعي

!

[مي التازي]

ملّيتني ؟
حتى أنا ملّيتني ..
خطوتي ما عاد تتحمّل دروبي
لكن إذا جرّ الحنين خْطاك صوبي
دخلك املاني صخب،
ضجّة،
حياة
مثل ما بالسكوت و بالغياب مليتني

[مي التازي]

الكلام يجرّ بعضه
و بعضه يجرّ الحنين
و الحنين يجرّ حزن
ينفخ الريح فأسامي الغايبين
و يصفّها فعيوني مزن
و يهطل الدمع الذي ..
له مثل ما للشعر
من معنى و وزن

[مي التازي]

أبلغ من الشعر : صمت الشاعرة
و أصعب من الهجر : ترتيب الرجوع
اغفروا ذنب الحكي للحنجرة
و اتركوني أقترف صمتي بخشوع

[مي التازي]

Sometimes a kind of strange connection happens
and you just can't avoid it

It's sweetly poisonous
..

[مي التازي]

رمضان ،
و كل الذكريات
و الحنين :34:

[مي التازي]

https://www.youtube.com/watch?v=rEp4-IRPVCQ


الليل وقتو وقف
القليّب دق و خاف
العقيّل حالو تلف
ولاّ يولّي لصغرو ..


يا سلام.

[مي التازي]

ملّيتني ؟
حتى أنا ملّيتني ..
خطوتي ما عاد تتحمّل دروبي
لكن إذا جرّ الحنين خْطاك صوبي
دخلك املاني صخب،
ضجّة،
حياة
مثل ما بالسكوت و بالغياب مليتني

دخلك املاني صخب،
ضجّة،
حياة..

[مي التازي]

كتبت في سيلار، فرنسا
منذ 7 سنوات ..
سيلار ... تلك القرية الصغيرة جدا
الماطرة جدا.


ترتمـي "سيـلار" تالي الليـل فاحداقي
سحبـهـا ترسل رذاذ يـذوّب الغصّه

و السما تمطـر حنيـن بنيـّّة اغراقي
لكن النسيـان فج الصدر و امتصّه

هي كـذا كـلّ الليـال تحيك باشواقي
شِعـر يملاني سكوت و يُحتضر نَصّه

ما هقيـت انـّه فلحظة ينـوي فراقي
لكـن الهقوات خابـت فآخـر القِصّه

سيلار يا خوّة دروب الحزن وش باقي
مـن تراتيلي علـى مسمعـك آقصّه

قلبي المنهـك تغافـل لحظة اشراقي
بعثر انواري بليل ٍ تـو مضـى نصّه

و اشعل اليـاس بهدوء فحزمة اوراقي
كنّ مـا في الشِعر بيت ٍ واحد يخصّه

ماتت الاحلام يـا سيـلار فأعمـاقي
وذي مقابـرها فوسط الصدر مرتصّه

كلّمـا اتمنّى حضـور ٍ يحيـي خفّاقي
يمتلي صدري غياب و اختنق غصّه !

[مي التازي]

أتمنى الابتعاد عن الشاشات و الأسلاك و الكهرباء مرة أخرى
أتمنى الرجوع إلى تلك الليالي شديدة السواد و البرودة و النجوم
إلى الطاولة الخشبية و الخيام المتفرقة و الأرواح المتشابكة
أتمنى رمي الـ 24 سنة كلها و الاحتفاظ بـ 10 أيام فقط،
عشت فيها بدائيتي، و امتزج جسدي بالطين و روحي بالأمان ..
كل هذه الحضارة ليست لي، ربما ولدت في زمن خاطئ ..

[مي التازي]

Tel un mirage
un rêve

[مي التازي]

ليه حزنك طويل
و في ملامحك موت
ضحكتك من عويل
و ضجّتك من خفوت

[مي التازي]

وهبتني الحياة كل شيء ، حرفيا.
و في المقابل جعلت لي قلبا يقف كل مرّة على الهاوية،
يهوي،
يلملم ما تبقى منه و يعيد الصعود،
ليهوي مرة أخرى.
ينزلق الذين أحبهم من بين يديّ كالهواء،
إمّا يباعدنا سفر،
أو نكون قد التقينا في الوقت الخطأ.

[مي التازي]

كنتُ أجمل من أن أكون أنا.
و كنتَ أجمل من أن تظلّ هنا.

[مي التازي]

اللقاءات التي تحدث في الوقت الخطأ،
القصص التي نبترها غصبا عنا قبل بدئها،
هي الأجمل و الأصدق.
:34:

[مي التازي]

عيناه كفر استحلّه راهب
عيناه دين واحد، و مذاهب
و طريقة قد حار فيها تصوّفي
و غواية، و هما اشتهاء لاهب
طفل خجول، حين مرّ كأنّه
طيف عجول للزمان يناهب

:34:

[مي التازي]

"Celui qui passe à côté de la plus belle histoire de sa vie n'aura que l'âge de ses regrets et tous les soupirs du monde ne sauraient bercer son âme."

ربما أن أقصى ما نخشاه،
هو ما يحدث.

[مي التازي]

If things fall down,
fly high.

[مي التازي]

سافر كثيرا،
تعلم لغات أخرى، و اقرأ.
اقرأ كثيرا.
تعلّم أن تعيش عابرا،
أن تنسلخ من جلدك مرارا
و تتسلّل إلى الآخرين.
تعلّم ألا تظلّ طويلا،
كي لا تتعلّق، و لا تحبّ.
افعل كل شيء،
لكن لا تحبّ.

[مي التازي]

نا جَيْت فازع، فازع
قاصد حرمِك، حرمِك
مانيش راجع
زورة لتونس
تبرا المواجع
و يصير قلبي، قلبي
بالفرح طاير
نا جيت زاير ..


https://www.youtube.com/watch?v=fYSCnF6B-Fg

:34:

[مي التازي]

We had many things, but little time

[مي التازي]

مزهرة روحك و عودك يافع
لكن أيّــامك أيـادي عابــث
كـلّمـا تْرجّـيـت صيّـب نافـع
انهمر قحط فضلوعك لابث

[مي التازي]

- ما الذي يشفي من الخيبات العميقة و يمكننا من تجاوز كل شيء ؟

- السفر.

[مي التازي]

اللهجة التونسية العزيزة على قلبي،
صخر الشواطئ ،
زرقة الماء و السماء و الأفق،
الأسواق، الأسوار، المرسى العتيق،
كلها ملأتني، زاحمت كل شيء آخر،
و احتلّتني.

:34:

[مي التازي]

لم أكن أفهم من يسافرون وحدهم.
أمّا الآن أصبحت أنسلّ بخفّة من والديّ،
صديقاتي، و من كل شيء.
و أمضي.
و أعود أخفّ.

[مي التازي]

العمر لا يعني شيئا،
نحن متى ما أتقنّا التناسي .. كبرنا.

[مي التازي]

أحبّ هذه المهارة الجديدة التي اكتشفتها فيّ،
أو ربّما ولدت للتوّ،
أن أراك و لا أراك.

[مي التازي]

قلبي أصبح مثل ملامحي،
لا ينتمي لأي مكان،
و ينتمي للأرض كلها.

:34:

[مي التازي]

السعادة :
ليل و طريق و مشروع ليلى.

[مي التازي]

خلّ أحلامك غريبة ، جامحة
و لو حلم خانك .. سامحه
و واقعك لو هو رمادي،
لوّنه.
كلّ الأشيا ممكنة.
لا تضيّع حاضرك بين الحنين ..
و لملمة صور و أسامي الغايبين ..
و كلّ خيبة .. و كلّ لحظة جارحة.
خلّ حزن البارحة،
للبارحة.

:icon20:

[مي التازي]

"كلّو بيجي متيّس إنّو دينو أحلى لون"
.
.
.

[مي التازي]

أجمل ذنب / حب اقترفته منذ ولادتي هو الشعر.
و الأجمل كتابته بلهجة ليست لهجتي، و اسم ليس اسمي.
لأعود بعد أيام أو أشهر أو سنوات و أقرأني.
و أتذكّر ما كنته، أشعر بي مرة أخرى،
و أشعر أنّي أحيا مرّتين.


بصدق، لم أكتب يوما ليقرأني الآخرون،
لا أعرف إن كان المارّون بين كلماتي يتوقّفون عند كل رمز و كل صورة،
أم يعبرونها بخفّة و شيء من اللامبالاة.
كلّ ما أعرفه هو أنني عندما أعود و أقرأ ما كتبته قبل سنوات،
أبتسم، و أشعر بقليل من الارتباك،
كأنني أنظر إلى المرآة فأفاجأ بملامح الطفلة بدل المرأة التي أصبحتُها ..

و إن كان هناك من يقرأني بعمق، و يرتبك قليلا أو يبتسم قليلا أمام كلماتي،
أقول له :
ميّ و المرأة التي تختبئ خلفها ممتنّتان لك.
أنا و ميّ ممتنّتان لك.

:34:

[مي التازي]

كم غرست احساس ما أثمر
كم يبس بي ما سقى دمعي
كم نضب شعري قبل ماشعر
و اختنق صوتي قبل مادعي
في غيابك ما نمى و أزهــر
غير بعض الريح في جذعي

.
.

[مي التازي]

لدّي ذاكرة عطرية بامتياز.
يكفي أن أمرّ بجانب شجرة ميموزا لأصبح طفلة في السادسة.
لذلك أحرص على اختيار عطر أو سائل استحمام جديد كلما سافرت لمكان ما.
أو حتى منظف وجه، رائحة بسيطة تكفي
لتقطع بي آلاف الأميال و تعيدني لنفس المكان و اللحظة.
لم أفعل هذا عندما سافرت على عجل لتونس.
حزنت لأنني لن أجد رائحة تعيدني إليها.
لأكتشف أن تونس بحد ذاتها عطر قبل أن تكون مكانا.
تونس هي الياسمين، ليل تونس هو عطر الياسمين، حقيقة لا مجازا..


" توحّشت الليل ..
و الكرمة كيف تميل ..
توحّشت الليل ..
و ريحة الياسمين."

[مي التازي]

السعادة ؟
السابعة مساء.
عندما كنت أصرّ على الرجوع من الثانوية مشيا تحت المطر.
لحظة نزع ثيابي المبللة، كوب القهوة، و مسلسل.
كانت الحياة بسيطة جدا، رتيبة جدا، و جميلة جدا.

[مي التازي]

انت وهم،
كم سعيت و كم ذكرت و كم ركعت،
لجل وهم.
كان صدري كلّما ضاق استعذت
ثم سجدت.
و انت في الآخر
رحلت.
و انا ضعت.
وجهك تلاشى كالسديم.
و صدري ضاق،
و انت مو انت القديم،
و البكا مو عادتي،
آه يا ليتك بقيت،
ولا ليتك قبل ما ترحل تركت
لخاطري شوية دعا،
يهدّيه ..
و شوية صلا لسجّادتي ..

[مي التازي]

when it's your first day at work
?and you're just like : do I really need this ? do I even need to live among people
.MEH

[مي التازي]

و من لم يستحمل حياة واحدة،
كيف يعيش اثنتين ؟

[مي التازي]

تشوف الغربة تستوطن وجيه أهلك
تغصّ بداخلك أرضك .. و تقتاتك.

[مي التازي]

كلما سمعت الأغنيات الأندلسية القديمة،
أشعر أنني مجرد غلطة.
ألقيَ بي في الزمان الخطأ.
..
أعشق التجول في المدن العتيقة،
تلتهمها خطواتي بنهم،
كما لو كنت أروي عطشا ما.
أمشي و أنظر بشغف و ببعض الحنين،
أكاد أجزم أنني يوما ما سأدخل حارة و أقول هذه حارتي،
و أقف أمام بيت و أقسم أنه بيتي،
و أصفه بدقة حتى يصدقوني ..
أنا طيف من الزمن القديم.

[مي التازي]

عندما ينطلق صوت شجي بـ :
"حين تصفار العشيّة نتوحّش الديار"
أرتبك جدا.
و أحنّ.

[مي التازي]

اكتب الحزن،
الفرح ينعاش ما يُحكى.
احضن المزن،
و اترك الأوراق للمبكى.

[مي التازي]

الحياة : حفنة دروب مشابكة
لو سقت خطوك للهرب
ساقك للقيا مربكة !

[مي التازي]

" ريلكه " أصبح معوّذتي .
كلما شعرت بالغضب أو الخذلان تذكرت رسائله.
" Letters to a young poet "
اكتفِ بعدم الفهم. قل أنا لا أفهم الناس و امضِ ..

[مي التازي]

ليه أفرّ لـ يباسك
و أنا طيني ربيع

؟

[مي التازي]

ألف عاصي و ناسِك،
فيني، و فيني جميع
الـسِّـيَـر و الـمـنـاسـك
تعـتـنـقــنـي، تضيـع ..

[مي التازي]

خطواتنا المرتبكة
نظراتنا المكسورة
صعب ابتذال الضحكة
بشفاهنا المقهورة
للحزن صدرك مكّة
و بصدري تمّم نوره

[مي التازي]

" رغم ده كلّو برضك حاسس
إن الحب الفرض السادس "

[مي التازي]

تَ ع َ ب .

[مي التازي]

السفر وحدي هو أكثر شيء حرّر روحي،
و هو أكثر شيء ترك فيها خدوشا و فراغا لا يملأه الوطن و لا الأهل.
أصل إلى البلاد زائرة غريبة و أتركها و أنا بنت الدار و جزء منها،
أرجع لوطني، لحضن أهلي و أنا اقتلعت من حضن أهل آخرين،
كانوا غرباء و صاروا أهلا . استوطنوني كما استوطنت أرضهم فترة.
لا أحب الفنادق و لا أحب التسوق و لا الأمكان السياحية.
أتطوّع في قرية أو مدينة صغيرة و أختلط بأهلها و أشاركهم تفاصيلهم،
تصبح تفاصيلي، و يصبح في وجهي بعض من ملامحهم.
و حين أغادر، أستودعهم جزءا من روحي.
و أعود بثقب جديد.
يوما ما ستصبح روحي غربالا، و ستسطع الشمس من خلالها :)

[مي التازي]

يالله ماطول بالك
على الطُّرُق و الوحشه
و احساسك المتهالك
و الأمنيات الهشه
حلّك مثل ترحالك
يترك بروحك خدشه
إن رحت قلبك هالك
لكنّ دارك نعشه !

[مي التازي]

الفجر Poitiers ،
و الليل Algodres،
و كل ما عدا ذلك وهم.

[مي التازي]

الطرق صعبة .. و لكن
الاصعب أسمع " لا تروحي"
لانـها مــا تـقــود لأمـاكن
هي تسافر بي لـروحي

[مي التازي]

اشتقت لي ،
أنا و نفسي و الطريق.

[مي التازي]

مسا الياسمين يا "بنزرت"
مسا المرسى العتيق و شايه
مسا الضحكة فعيون أهله
و طفلة تلعب الغماية
مسا المالوف و الماية
مسا اللي كنتِ لافراحه
نبوءة و آية.
مساء الليلة الأولى
من السبع الليالي الغارقة فأعراسك
مسا دروبك، زغاريدك، غناوي ناسك
مسا اللي كنتٍ له معبد،
و هو الناسك !


بنزرت/ تونس ، الحبّ
حيث الأعراس تدوم سبع ليال،
و العرسان يُحملون على الأكتاف
و الأهازيج تختلط بالياسمين في كل درب.

[مي التازي]

الحياة : شوق و تطلّع
خطوتك الاولى تبي تسابق غَدَك
خطوتك الاخرى تبي للامس ترجع.

[مي التازي]

" One whole life recorded
in disappearing ink"

[مي التازي]

" يفنى الفتى في حبيب إن دنا و نأى
فكيـــف بمـــــن ينـــأى قــــبــــل أن يَفِــــدَا "

فكيـــف بمـــــن ينـــأى قــــبــــل أن يَفِــــدَا
فكيـــف بمـــــن ينـــأى قــــبــــل أن يَفِــــدَا"
فكيـــف بمـــــن ينـــأى قــــبــــل أن يَفِــــدَا"

أنتِ التي اختصرت كل شيء و اختارت أن تموت بدل أن تولد
أحبّ وجهك الذي لا أعرف
كوني في الجنة إن وجدت.

[مي التازي]

و أذكر أنني
في الرابعة و العشرين أحببت تونس.

[مي التازي]

كـ أنّنا ملّيـنا ؟
من بعضنا و قرّرنا
إن الغياب المينا
و مواجعه أبحُرنا
للبُعد، لو رسّينا
و للبُعد، لو أبحَرنا.

[مي التازي]

أنا مثل الصَّبا لا هبّ،
مثل الصِّبا عابر،
و كلما يصير أبعد،
يحلى و يصير أعذب.
و الصّيب إليا مرّ،
ما بين أصابعك الطرية،
قبل لا تشرب.

[مي التازي]

عندما كنت أكتب،
كنت ما إن أنهي قصيدة حتى أتساءل:
كيف ستكون التالية؟
كأنهن بناتي، أخمّن ملامحهن.
كنت أفرح فرحا طفوليا حين أنهي واحدة،
فأعيد قراءتها كاملة و كأنني أقرأ كل كلمة للمرة الأولى.
و كأنني لم أكتبها.
لم أكن أعلم أن "بيت" الشعر سيصبح بعد أعوام "بيت" حجر.
و أن فرحة بنت السابعة عشر بكلماتها،
ستنمو، و تصبح فرحة بنت في منتصف العشرينات،
بـ بناياتها ..

[مي التازي]

كـلّ شـي يـمــرّ بـي، يــستــلّـنـي
مـنّـي .. و يتسلّل بخفـة للختـام
حتى الحنين اللـي مـلاني، ملّني
و كلّ ما ميّل من عْذوقي استقام

[مي التازي]

كان لي بقلبك معزّة .. خلّني
راحتي في البعد، و العزلة سلام

غصنك الوارف صحيح يظلّني
لكن التحليق أجمل .. للحمام
..

و أنا روحي حمام.

[مي التازي]

تعلّم أن تسامح نفسك،
أن تعطف على نفسك و لا تكون متطلبا كثيرا تجاهها،
سيحدث أن تمرّ بأوقات صعبة جدا، أن تكون تحت ضغوط أكبر منك،
قد تتصرّف خلالها بحمق، قد تخطئ، لا بأس.
تعلّمي.

[مي التازي]

فعزّ قوّتْك و مراسك
ظلّ ضعفك جاثي فوقك
حتى لو جذعك تماسك
نسمة تكسّر عذوقك
و انتي وسط اهلك و ناسك
تجري الوحدة بعروقك
لا دمع يروي يباسك
لا فرح يعبر شقوقك
حافظة كل المناسك
و يتزاحم في خفوقك
الف عابد و الف ناسك
بس ما من ربّ فوقك.

[مي التازي]

"يبعث الله من يحتضنك في قلبه كوطن صغير، بعيداً عن تفاهة هذا العالم والسوء الذي يسكنه في كل زاوية"
رضوى عاشور


:icon20:

[مي التازي]

نكبر،
عندما ندرك أن الغصّة شيء حقيقي،
لا مجرّد تعبير مبالغ فيه عن حزن تافه.

نكبر أكثر،
عندما تكون الغصة ممن ظنناهم ملاذا آمنا.

[مي التازي]

Detox /
مرّ الشهر الثالث من فترة الراحة،
كنت أظن أنني سأقرأ كثيرا، و أجدد علاقتي بالشعر،
و أستمتع لأقصى حد بـ " اللاشيء"، بالتحديق في السقف كلما رغبت بذلك ..
دون التفكير في أي شي.
لكن ذلك لم يحدث.
ما حدث هو أنني استغرقت ثلاثة أشهر كاملة، فقط لأقنع نفسي أنني خالية من أي التزام،
ثلاثة أشهر لأعود نفسي على تناول إفطاري بهدوء و بطء،
ثلاثة أشهر لأستطيع إقناع نفسي بأنه يمكنني أخذ قيلولة، و تمديدها كما يحلو لي.

[مي التازي]

أحتاجلي دمع يعثي بي و يطهّرني
و تنهيـدة تعيـد بعثرتـي و ترتيبي
و الليلة اللي بملامحهم تحاصرني
ودّي لها بفجر للنسيان يسري بي

[مي التازي]

مثل أكفّ العاشقين إثر الغياب
في عناق دروبها الملأى حكايا
بينهمر تسنيم من قلب السحاب
لو تصفف في سما "فاس" المرايا

[مي التازي]

الحنين رفيقي الطيّب
و السفر هو الدايم الباقي
كل من حبّيته يغيّب
ما بقى واحد من رفاقي

[مي التازي]

اِنْس السكوت الساكنك بالفطرة
اِنْس الغياب ال: ما تركلك صاحب

حتّى القصيد اللي تلعثم شطره
و شعورك الواقف ببابه شاحب

و أسكب من الدمع المعتّق قطرة
تغسل ملامح كلّ وجه ٍ كاذب

[مي التازي]

" ما أعرفه أن وجودك، و لو في البعد، هو سند هائل لي "
رضوى عاشور
:34:

[مي التازي]

و أقولها مرة أخرى :

الحياة حفنة دروب مشابكة
لو سُقت خطوك للهرب
ساقك للقيا .. مربكة !

[مي التازي]

أود أن أحضن "مي" التي كانت قبل سنة،
و أخبرها أن هذا الحزن العميق الذي هي فيه،
ليس إلا استعدادا لفرح عميق ..
عميق جدا ..
أعمق من أي شيء جادت به خمس و عشرينها ..
.
.
ربما تُرسَل الأحزان تباعا لتجعل الفرح أكبر ..

:34:

[مي التازي]

أجهز حقيبتي الآن، لألتقيها مرة أخرى، لأرتمي بين ذراعيها.
هي تونس،
تونس الحب، الدفء، الحياة.
عطر الياسمين، اتساع البحر، les crêpes au chocolat.
تناديني فجأة، دون تخطيط و دون سابق إنذار،
فأحمل بعضا من أشيائي و كثيرا من نفسي و أذهب.
:34:

[مي التازي]

" سأكون معك "
.
.
أفكر الآن في تجهيز حقيبتي، و لا أستطيع.
لأول مرة يكون السفر مخيفا بعض الشيء ، موجعا بعض الشيء.
أردد في نفسي : أحتاج علامة ، جوابا لسؤال عالق في حلقي ، أحتاج أي شيء يهدئ من روعي
" سأكون معك " ،
يأتي الجواب من حيث لا أدري .
و يزيدني خوفا و وجعا.
.
.
"سأكون معك"
.
.
تفصلنا ثلاثة أيام فقط ، أو لنقل أربعة
و أردد في نفسي : كيف ستكونين يا برلين ؟ هل تعلمين أنّك أول مدينة أخافها بقدر شوقي لها؟
هل تعلمين ؟
.
.
"سأكون معك"

[مي التازي]

برلين في ذاكرتي : نظرة حزينة.

[مي التازي]

"تونس" الخمر المعتّق و اللهو و الغواية
"تونس" الوِرد المطوّل و الصلاة بالف آية

[مي التازي]

كلّنا نخاف يا عزيزي ،
عليك فقط أن تتعلم شيئا واحدا :
أن لا يخيفك الخوف .

[مي التازي]

و أذكر أنني
في الرابعة و العشرين أحببت تونس.

و أذكر أنني
في السادسة و العشرين أحببت تونس.

و سأحب تونس كل عام.

[مي التازي]

"مي" و المرأة التي تختبئ خلفها أصبحتا في الثلاثين.
الفرح العميق الذي تحدثت عنه وقتها كان نقمة، في طيها نعمة.
أنزلني مرة أخرى إلى ما تحت القاع، تحولت رمادا ثم بعثت من جديد.
"مي" و المرأة التي تختبئ خلفها أصبحتا سعيدتين جدا،
لدرجة أن "مي" تلاشت مع آخر قصيدة كتبت منذ سنوات.
لم أعد بحاجة لأكتب الشعر، صرت أعيشه في كل تفاصيل الحياة، حتى الأكثر بساطة و رتابة منها.
أشتاق للقصيدة، لكني بكل بساطة لم أعد أجد حزنا أكتبه.
أصبحت أتجاوز الأحزان و أستصغرها بسرعة.
كبرنا يا "مي"..

أود أن أحضن "مي" التي كانت قبل سنة،
و أخبرها أن هذا الحزن العميق الذي هي فيه،
ليس إلا استعدادا لفرح عميق ..
عميق جدا ..
أعمق من أي شيء جادت به خمس و عشرينها ..
.
.
ربما تُرسَل الأحزان تباعا لتجعل الفرح أكبر ..

:34: