تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : قصيدة أحببتها


الصفحات : 1 [2] 3

هشام عفيفي
10-18-2018, 12:30 PM
هل سمعتم بالقصيدة اليتيمة ؟
قصيدة ذكرها المفضل الضبي - كما يحضرني - في ( المفضليات ) وسميت باليتيمة لجودتها وجمالها فكأنها واحدة بين أقرانها وأيضا لأن صاحبها لم يُذكر له قصيدة غيرها حتى أنهم اختلفوا في نسبتها ، والمشهور أنها لدوقلة المنبجي ، وذكروا في سبب نظمها أن فتاة من بنات*أمير*من أمراء*نجد بارعة الجمال اسمها دعد ، كانت شاعرة بليغة ، وفيها أنفة ، فخطبها إلى أبيها جماعة كبيرة من كبار الأمراء وهي تأبى الزواج إلا برجل أشعر منها ، فاستحث الشعراء قرائحهم ونظموا القصائد فلم یعجبها شيء مما نظموه ، وشاع خبرها في أنحاء جزيرة العرب وتحدثوا بها ، وکان في تهامة شاعر بلیغ حدثته نفسه أن ينظم*قصيدة*في سبيل تلك الشاعرة ، فنظم تلك القصيدة ، وركب ناقته وشخص إلى نجد ، فالتقى في طريقه بشاعر شاخص إليها لنفس السبب وقد نظم قصيدة في دعد ، فلما اجتمعا باح التهامي لصاحبه بغرضه ، وقرأ له قصيدته ، فرأى أن قصيدة التهامي أعلى طبقة من قصيدته ، وأنه إذا جاء بها إلى دعد أجابته إلى خطبتها ، فوسوس له الشيطان أن يقتل صاحبه وينتحل قصيدته فقتله ، وحمل القصيدة حتى أتى نجد ، ونزل على ذلك الأمير ، وأخبره بما حمله على المجيء ، فدعا الأمير ابنته فجلست بحيث تسمع وترى ، وأخذ*الشاعر*ينشد القصيدة بصوت عال على جاري عادتهم ، فأدركت دعد من لهجته أنه ليس تهامياً ، ولكنها سمعت في أثناء إنشاده أبياتاً تدل على أن ناظمها من تهامة ، فعلمت بنباهتها وفراستها أن الرجل قتل صاحب القصيدة وانتحل قصيدته ، فصاحت بأبيها : اقتلوا هذا ، إنه قاتل بعلي ، فقبضوا عليه ، واستنطقوه فاعترف ، ويروى أن التهامي في أثناء عرض قصيدته على قاتله أحس بغدره فزاد في القصيدة ما يدل على أنه سيقتل واعتمد على ذكاء الأميرة التي فهمت مراده ، وإليكم القصيدة :
هَل بِالطُلولِ لِسائِل رَدُّ
أَم هَل لَها بِتَكَلُّم عَهدُ
أبلى الجَديدُ جَديدَ مَعهَدِها
فَكَأَنَّما هو رَيطَةٌ جُردُ
مِن طولِ ما تَبكي الغيومُ عَلى
عَرَصاتِها وَيُقَهقِهُ الرَعدُ
وَتُلِثُّ سارِيَةٌ وَغادِيَةٌ
وَيَكُرُّ نَحسٌ خَلفَهُ سَعدُ
تَلقى شَآمِيَةٌ يَمانِيَةً
لَهُما بِمَورِ تُرابِها سَردُ
فَكَسَت بَواطِنُها ظَواهِرَها
نَورًا كَأَنَّ زُهاءَهُ بُردُ
يَغدو فَيَسدي نَسجَهُ حَدِبٌ
واهي العُرى وينيرُهُ عهدُ
فَوَقَفتُ أسألها وَلَيسَ بِها
إِلّا المَها وَنَقانِقٌ رُبدُ
وَمُكَدَّمٌ في عانَةٍ جزأت
حَتّى يُهَيِّجَ شَأوَها الوِردُ
فتناثرت دِرَرُ الشُؤونِ عَلى
خَدّي كَما يَتَناثَرُ العِقدُ
أَو نَضحُ عَزلاءِ الشَعيبِ وَقَد
راحَ العَسيف بِملئِها يَعدو
لَهَفي عَلى دَعدٍ وَما حفَلت
إِلّا بِحرِّ تلَهُّفي دَعدُ
بَيضاءُ قَد لَبِسَ الأَديمُ أديم ..
الحُسنِ فهو لِجِلدِها جِلدُ
وَيَزينُ فَودَيها إِذا حَسَرَت
ضافي الغَدائِرِ فاحِمٌ جَعدُ
فَالوَجهُ مثل الصُبحِ مبيضٌ
والشَّعر مِثلَ اللَيلِ مُسوَدُّ
ضِدّانِ لِما اسْتُجْمِعا حَسُنا
وَالضِدُّ يُظهِرُ حُسنَهُ الضِدُّ
وَجَبينُها صَلتٌ وَحاجِبها
شَختُ المَخَطِّ أَزَجُّ مُمتَدُّ
وَكَأَنَّها وَسنى إِذا نَظَرَت
أَو مُدنَفٌ لَمّا يُفِق بَعدُ
بِفتورِ عَينٍ ما بِها رَمَدٌ
وَبِها تُداوى الأَعيُنُ الرُّمدُ
وَتُريكَ عِرنيناً به شَمَمٌ
وتُريك خَدّاً لَونُهُ الوَردُ
وَتُجيلُ مِسواكَ الأَراكِ عَلى
رَتلٍ كَأَنَّ رُضابَهُ الشَهدُ
والجِيدُ منها جيدُ جازئةٍ
تعطو إذا ما طالها المَردُ
وَكَأَنَّما سُقِيَت تَرائِبُها
وَالنَحرُ ماءَ الحُسنِ إِذ تَبدو
وَاِمتَدَّ مِن أَعضادِها قَصَبٌ
فَعمٌ زهتهُ مَرافِقٌ دُردُ
وَلَها بَنانٌ لَو أَرَدتَ لَهُ
عَقداً بِكَفِّكَ أَمكَنَ العَقدُ
وَالمِعصمان فَما يُرى لَهُما
مِن نَعمَةٍ وَبَضاضَةٍ زَندُ
وَالبَطنُ مَطوِيٌّ كَما طُوِيَت
بيضُ الرِياطِ يَصونُها المَلدُ
وَبِخَصرِها هَيَفٌ يُزَيِّنُهُ
فَإِذا تَنوءُ يَكادُ يَنقَدُّ
وَالتَفَّ فَخذاها وَفَوقَهُما
كَفَلٌ كدِعصِ الرمل مُشتَدُّ
فَنهوضُها مَثنىً إِذا نَهَضت
مِن ثِقلَهِ وَقُعودها فَردُ
وَالساقِ خَرعَبَةٌ مُنَعَّمَةٌ
عَبِلَت فَطَوقُ الحَجلِ مُنسَدُّ
وَالكَعبُ أَدرَمُ لا يَبينُ لَهُ
حَجمٌ وَلَيسَ لِرَأسِهِ حَدُّ
وَمَشَت عَلى قَدمَينِ خُصِّرتا
واُلينَتا فَتَكامَلَ القَدُّ
إِن لَم يَكُن وَصلٌ لَدَيكِ لَنا
يَشفي الصَبابَةَ فَليَكُن وَعدُ
قَد كانَ أَورَقَ وَصلَكُم زَمَنًا
فَذَوَى الوِصال وَأَورَقَ الصَدُّ
لِلَّهِ أشواقي إِذا نَزَحَت
دارٌ بِنا ونوىً بِكُم تَعدو
إِن تُتهِمي فَتَهامَةٌ وَطني
أَو تُنجِدي يكنِ الهَوى نَجدُ
وَزَعَمتِ أَنَّكِ تضمُرينَ لَنا
وُدًّا فَهَلّا يَنفَعُ الوُدُّ
وَإِذا المُحِبُّ شَكا الصُدودَ فلَم
يُعطَف عَلَيهِ فَقَتلُهُ عَمدُ
تَختَصُّها بِالحُبِّ وُهيَ على
ما لا نُحِبُّ فَهكَذا الوَجدُ
أوَ ما تَرى طِمرَيَّ بَينَهُما
رَجُلٌ أَلَحَّ بِهَزلِهِ الجِدُّ
فَالسَيفُ يَقطَعُ وَهْوَ ذو صَدَإٍ
وَالنَصلُ يَفري الهامَ لا الغِمدُ
هَل تَنفَعَنَّ السَيفَ حِليَتُهُ
يَومَ الجِلادِ إِذا نَبا الحَدُّ
وَلَقَد عَلِمتِ بِأَنَّني رَجُلٌ
في الصالِحاتِ أَروحُ أَو أَغدو
بَردٌ عَلى الأَدنى وَمَرحَمَةٌ
وَعَلى الحَوادِثِ مارِنٌ جَلدُ
مَنَعَ المَطامِعَ أن تُثَلِّمَني
أَنّي لِمَعوَلِها صَفاً صَلدُ
فَأَظلُّ حُرّاً مِن مَذّلَّتِها
وَالحُرُّ حينَ يُطيعُها عَبدُ
آلَيتُ أَمدَحُ مقرفاً أبَداً
يَبقى المَديحُ وَيَذهَبُ الرفدُ
هَيهاتَ يأبى ذاكَ لي سَلَفٌ
خَمَدوا وَلَم يَخمُد لَهُم مَجدُ
وَالجَدُّ حارثُ وَالبَنون هُمُ
فَزَكا البَنون وَأَنجَبَ الجَدُّ
ولَئِن قَفَوتُ حَميدَ فَعلِهِمُ
بِذَميم فِعلي إِنَّني وَغدُ
أَجمِل إِذا طالبتَ في طَلَبٍ
فَالجِدُّ يُغني عَنكَ لا الجَدُّ
وإذا صَبَرتَ لجهد نازلةٍ
فكأنّه ما مَسَّكَ الجَهدُ
وَطَريدِ لَيلٍ قادهُ سَغَبٌ
وَهنًا إِلَيَّ وَساقَهُ بَردُ
أَوسَعتُ جُهدَ بَشاشَةٍ وَقِرىً
وَعَلى الكَريمِ لِضَيفِهِ الجُهدُ
فَتَصَرَّمَ المَشتي وَمَنزِلُهُ
رَحبٌ لَدَيَّ وَعَيشُهُ رَغدُ
ثُمَّ انثنى وَرِداؤُهُ نِعَمٌ
أَسدَيتُها وَرِدائِيَ الحَمدُ
لِيَكُن لَدَيكَ لِسائِلٍ فَرَجٌ
إِن لِم يَكُن فَليَحسُن الرَدُّ
يا لَيتَ شِعري بَعدَ ذَلِكُمُ
ومحارُ كُلِّ مُؤَمِّلٍ لَحدُ
أَصَريعُ كَلمٍ أَم صَريعُ ردى
أَودى فَلَيسَ مِنَ الرَدى بُدُّ

إيمان محمد ديب طهماز
10-18-2018, 12:42 PM
هل سمعتم بالقصيدة اليتيمة ؟
قصيدة ذكرها المفضل الضبي - كما يحضرني - في ( المفضليات ) وسميت باليتيمة لجودتها وجمالها فكأنها واحدة بين أقرانها وأيضا لأن صاحبها لم يُذكر له قصيدة غيرها حتى أنهم اختلفوا في نسبتها ، والمشهور أنها لدوقلة المنبجي ، وذكروا في سبب نظمها أن فتاة من بنات*أمير*من أمراء*نجد بارعة الجمال اسمها دعد ، كانت شاعرة بليغة ، وفيها أنفة ، فخطبها إلى أبيها جماعة كبيرة من كبار الأمراء وهي تأبى الزواج إلا برجل أشعر منها ، فاستحث الشعراء قرائحهم ونظموا القصائد فلم يعجبها شيء مما نظموه ، وشاع خبرها في أنحاء جزيرة العرب وتحدثوا بها ، وکان في تهامة شاعر بليغ حدثته نفسه أن ينظم*قصيدة*في سبيل تلك الشاعرة ، فنظم تلك القصيدة ، وركب ناقته وشخص إلى نجد ، فالتقى في طريقه بشاعر شاخص إليها لنفس السبب وقد نظم قصيدة في دعد ، فلما اجتمعا باح التهامي لصاحبه بغرضه ، وقرأ له قصيدته ، فرأى أن قصيدة التهامي أعلى طبقة من قصيدته ، وأنه إذا جاء بها إلى دعد أجابته إلى خطبتها ، فوسوس له الشيطان أن يقتل صاحبه وينتحل قصيدته فقتله ، وحمل القصيدة حتى أتى نجد ، ونزل على ذلك الأمير ، وأخبره بما حمله على المجيء ، فدعا الأمير ابنته فجلست بحيث تسمع وترى ، وأخذ*الشاعر*ينشد القصيدة بصوت عال على جاري عادتهم ، فأدركت دعد من لهجته أنه ليس تهامياً ، ولكنها سمعت في أثناء إنشاده أبياتاً تدل على أن ناظمها من تهامة ، فعلمت بنباهتها وفراستها أن الرجل قتل صاحب القصيدة وانتحل قصيدته ، فصاحت بأبيها : اقتلوا هذا ، إنه قاتل بعلي ، فقبضوا عليه ، واستنطقوه فاعترف ، ويروى أن التهامي في أثناء عرض قصيدته على قاتله أحس بغدره فزاد في القصيدة ما يدل على أنه سيقتل واعتمد على ذكاء الأميرة التي فهمت مراده ، وإليكم القصيدة :
هَل بِالطُلولِ لِسائِل رَدُّ
أَم هَل لَها بِتَكَلُّم عَهدُ
أبلى الجَديدُ جَديدَ مَعهَدِها
فَكَأَنَّما هو رَيطَةٌ جُردُ
مِن طولِ ما تَبكي الغيومُ عَلى
عَرَصاتِها وَيُقَهقِهُ الرَعدُ
وَتُلِثُّ سارِيَةٌ وَغادِيَةٌ
وَيَكُرُّ نَحسٌ خَلفَهُ سَعدُ
تَلقى شَآمِيَةٌ يَمانِيَةً
لَهُما بِمَورِ تُرابِها سَردُ
فَكَسَت بَواطِنُها ظَواهِرَها
نَورًا كَأَنَّ زُهاءَهُ بُردُ
يَغدو فَيَسدي نَسجَهُ حَدِبٌ
واهي العُرى وينيرُهُ عهدُ
فَوَقَفتُ أسألها وَلَيسَ بِها
إِلّا المَها وَنَقانِقٌ رُبدُ
وَمُكَدَّمٌ في عانَةٍ جزأت
حَتّى يُهَيِّجَ شَأوَها الوِردُ
فتناثرت دِرَرُ الشُؤونِ عَلى
خَدّي كَما يَتَناثَرُ العِقدُ
أَو نَضحُ عَزلاءِ الشَعيبِ وَقَد
راحَ العَسيف بِملئِها يَعدو
لَهَفي عَلى دَعدٍ وَما حفَلت
إِلّا بِحرِّ تلَهُّفي دَعدُ
بَيضاءُ قَد لَبِسَ الأَديمُ أديم ..
الحُسنِ فهو لِجِلدِها جِلدُ
وَيَزينُ فَودَيها إِذا حَسَرَت
ضافي الغَدائِرِ فاحِمٌ جَعدُ
فَالوَجهُ مثل الصُبحِ مبيضٌ
والشَّعر مِثلَ اللَيلِ مُسوَدُّ
ضِدّانِ لِما اسْتُجْمِعا حَسُنا
وَالضِدُّ يُظهِرُ حُسنَهُ الضِدُّ
وَجَبينُها صَلتٌ وَحاجِبها
شَختُ المَخَطِّ أَزَجُّ مُمتَدُّ
وَكَأَنَّها وَسنى إِذا نَظَرَت
أَو مُدنَفٌ لَمّا يُفِق بَعدُ
بِفتورِ عَينٍ ما بِها رَمَدٌ
وَبِها تُداوى الأَعيُنُ الرُّمدُ
وَتُريكَ عِرنيناً به شَمَمٌ
وتُريك خَدّاً لَونُهُ الوَردُ
وَتُجيلُ مِسواكَ الأَراكِ عَلى
رَتلٍ كَأَنَّ رُضابَهُ الشَهدُ
والجِيدُ منها جيدُ جازئةٍ
تعطو إذا ما طالها المَردُ
وَكَأَنَّما سُقِيَت تَرائِبُها
وَالنَحرُ ماءَ الحُسنِ إِذ تَبدو
وَاِمتَدَّ مِن أَعضادِها قَصَبٌ
فَعمٌ زهتهُ مَرافِقٌ دُردُ
وَلَها بَنانٌ لَو أَرَدتَ لَهُ
عَقداً بِكَفِّكَ أَمكَنَ العَقدُ
وَالمِعصمان فَما يُرى لَهُما
مِن نَعمَةٍ وَبَضاضَةٍ زَندُ
وَالبَطنُ مَطوِيٌّ كَما طُوِيَت
بيضُ الرِياطِ يَصونُها المَلدُ
وَبِخَصرِها هَيَفٌ يُزَيِّنُهُ
فَإِذا تَنوءُ يَكادُ يَنقَدُّ
وَالتَفَّ فَخذاها وَفَوقَهُما
كَفَلٌ كدِعصِ الرمل مُشتَدُّ
فَنهوضُها مَثنىً إِذا نَهَضت
مِن ثِقلَهِ وَقُعودها فَردُ
وَالساقِ خَرعَبَةٌ مُنَعَّمَةٌ
عَبِلَت فَطَوقُ الحَجلِ مُنسَدُّ
وَالكَعبُ أَدرَمُ لا يَبينُ لَهُ
حَجمٌ وَلَيسَ لِرَأسِهِ حَدُّ
وَمَشَت عَلى قَدمَينِ خُصِّرتا
واُلينَتا فَتَكامَلَ القَدُّ
إِن لَم يَكُن وَصلٌ لَدَيكِ لَنا
يَشفي الصَبابَةَ فَليَكُن وَعدُ
قَد كانَ أَورَقَ وَصلَكُم زَمَنًا
فَذَوَى الوِصال وَأَورَقَ الصَدُّ
لِلَّهِ أشواقي إِذا نَزَحَت
دارٌ بِنا ونوىً بِكُم تَعدو
إِن تُتهِمي فَتَهامَةٌ وَطني
أَو تُنجِدي يكنِ الهَوى نَجدُ
وَزَعَمتِ أَنَّكِ تضمُرينَ لَنا
وُدًّا فَهَلّا يَنفَعُ الوُدُّ
وَإِذا المُحِبُّ شَكا الصُدودَ فلَم
يُعطَف عَلَيهِ فَقَتلُهُ عَمدُ
تَختَصُّها بِالحُبِّ وُهيَ على
ما لا نُحِبُّ فَهكَذا الوَجدُ
أوَ ما تَرى طِمرَيَّ بَينَهُما
رَجُلٌ أَلَحَّ بِهَزلِهِ الجِدُّ
فَالسَيفُ يَقطَعُ وَهْوَ ذو صَدَإٍ
وَالنَصلُ يَفري الهامَ لا الغِمدُ
هَل تَنفَعَنَّ السَيفَ حِليَتُهُ
يَومَ الجِلادِ إِذا نَبا الحَدُّ
وَلَقَد عَلِمتِ بِأَنَّني رَجُلٌ
في الصالِحاتِ أَروحُ أَو أَغدو
بَردٌ عَلى الأَدنى وَمَرحَمَةٌ
وَعَلى الحَوادِثِ مارِنٌ جَلدُ
مَنَعَ المَطامِعَ أن تُثَلِّمَني
أَنّي لِمَعوَلِها صَفاً صَلدُ
فَأَظلُّ حُرّاً مِن مَذّلَّتِها
وَالحُرُّ حينَ يُطيعُها عَبدُ
آلَيتُ أَمدَحُ مقرفاً أبَداً
يَبقى المَديحُ وَيَذهَبُ الرفدُ
هَيهاتَ يأبى ذاكَ لي سَلَفٌ
خَمَدوا وَلَم يَخمُد لَهُم مَجدُ
وَالجَدُّ حارثُ وَالبَنون هُمُ
فَزَكا البَنون وَأَنجَبَ الجَدُّ
ولَئِن قَفَوتُ حَميدَ فَعلِهِمُ
بِذَميم فِعلي إِنَّني وَغدُ
أَجمِل إِذا طالبتَ في طَلَبٍ
فَالجِدُّ يُغني عَنكَ لا الجَدُّ
وإذا صَبَرتَ لجهد نازلةٍ
فكأنّه ما مَسَّكَ الجَهدُ
وَطَريدِ لَيلٍ قادهُ سَغَبٌ
وَهنًا إِلَيَّ وَساقَهُ بَردُ
أَوسَعتُ جُهدَ بَشاشَةٍ وَقِرىً
وَعَلى الكَريمِ لِضَيفِهِ الجُهدُ
فَتَصَرَّمَ المَشتي وَمَنزِلُهُ
رَحبٌ لَدَيَّ وَعَيشُهُ رَغدُ
ثُمَّ انثنى وَرِداؤُهُ نِعَمٌ
أَسدَيتُها وَرِدائِيَ الحَمدُ
لِيَكُن لَدَيكَ لِسائِلٍ فَرَجٌ
إِن لِم يَكُن فَليَحسُن الرَدُّ
يا لَيتَ شِعري بَعدَ ذَلِكُمُ
ومحارُ كُلِّ مُؤَمِّلٍ لَحدُ
أَصَريعُ كَلمٍ أَم صَريعُ ردى
أَودى فَلَيسَ مِنَ الرَدى بُدُّ

بالفعل هذه القصيدة من الدرر و الروائع
و بها من الوصف ما يأخذ بالألباب

سررت جداً بإضافتها إلى هذه الجواهر التي نجمعها في هذا المتصفح
حيث أنه أصبح مرجعا لأروع القصائد بالفعل

شكرا لكل من أضاف بصمة رائعة في هذا المتصفح

أحمد الهاملي
10-19-2018, 10:55 AM
اراك طروبا

أراك طروباً والهاً كالمتيم
تطوف بأكناف السجاف المخيم
أصابك سهم أم بليت بنظرة
وما هذه إلا ســجـيــّة مـغــرُّم
على شاطئ الوادي نظرت حمامة
أطالت عليّ حسرتي وتندمي
فإن كنت مشتاقاً إلى أيمن الحمى
وتهوى بسكان الخيام فأنعم

أُشير إليها بالبنان كأنما
أُشير إلى البيت العتيق المعظم
خذوا بدمي منها فإني قتيلها
وما مقصدي إلا تجود وتنعم
ولا تقتلوها إن ظفرتم بقتلها
ولكن سلوها كيف حل لها دمي
وقولوا لها يا منية النفس إنني
قتيل الهوى والعشق لو كنت تعلمي
ولا تحسبوا إني قتلت بصارم
ولكن رمتني من رباها بأسهم

مهذبة الألفاظ مكية الحشا
حجازية العينين طائية الفم
لها حكم لقمان وصورة يوسف
ونغمة داوود وعفة مريم
أغار عليها من أبيها وأمها
ومن خطوة المسواك إن دار في الفم
أغار على أعطافها من ثيابها
إذا ألبستها فوق جسم منعم
وأحسد أقداحاً تقبل ثغرها
إذا أوضعتها موضع اللثم في الفم
والله لولا الله والخوف والرجا
لعانقتها بين الحطيم وزمزم

وقبلتها تسعاً وتسعين قبلة
مفرقة بالخد والكف والفم
ولما تلاقينا وجدت بنانها
مخضبةً تحكي عصارة عن دمي
فوسدتها زندي وقبلت ثغرها
وكانت حلالً لي لو كنت محرم
وعيشكما هذا خضاب عرفته
ولا تك بالزور والبهتان متهم
ولكنني لما وجدتك راحلاً
وقد كنت لي كفي وزندي ومعصمي

بكيت دماً يوم النوى فمسحته
بكفي فاحمرّت بناني من دمي
ولو قبل مبكاها بكيت صبابةً
لكنت شفيت النفس قبل التندم
ولكن بكت قبلي فهيجني البكاء
بكاها فقلت الفضل للمتقدم
بكيت على من زين الحسن وجهها
وليس لها مثل بعرب وأعجم
أشارت برمش العين خيفة أهلها
إشارة محزون ولم تتكلم
فأيقنت أن الطرف قد قال مرحبا
وأهلاً وسهلاً بالحبيب المتيم
ألا فاسقني كاسات خمر وغن لي
بذكر سليمى والرباب وزمزم
وآخر قولي مثل ما قلت أولاً
أراك طروباً والهاً كالمتيم


الخليفة الأموي يزيد بن معاوية بن أبي سفيان.

أحمد الهاملي
10-25-2018, 01:57 AM
امرأة تمشي داخلي

1
لا أحد قرأ فنجاني..
إلا وعرف أنك حبيبتي
لا أحد درس خطوط يدي
إلا واكتشف حروف اسمك الأربعه..
كل شيء يمكن تكذيبه
إلا رائحة امرأةٍ نحبها..
كل شيءٍ يمكن إخفاؤه
إلا خطوات امرأةٍ تتحرك في داخلنا..
كل شيءٍ يمكن الجدل فيه..
إلا أنوثتك..
2
أين أخفيك يا حبيبتي؟
نحن غابتان تشتعلان
وكل كاميرات التلفزيون مسلطةٌ علينا..
أين أخبئك يا حبيبتي؟
وكل الصحافيين يريدون أن يجعلوا منك
نجمة الغلاف..
ويجعلوا مني بطلاً إغريقياً
وفضيحةً مكتوبه..
3
أين أذهب بك؟
أين تذهبين بي؟
وكل المقاهي تحفظ وجوهنا عن ظهر قلب
وكل الفنادق تحفظ أسماءنا عن ظهر قلب
وكل الأرصفة تحفظ موسيقى أقدامنا
عن ظهر قلب..
نحن مكشوفان للعالم كشرفةٍ بحريه
ومرئيان كسمكتين ذهبيتين..
في إناءٍ من الكريستال..
4
لا أحد قرأ قصائدي عنك..
إلا وعرف مصادر لغتي..
لا أحد سافر في كتبي
إلا وصل بالسلامة إلى مرفأ عينيك
لا أحد أعطيته عنوان بيتي
إلا توجه صوب شفتيك..
لا أحد فتح جواريري
إلا ووجدك نائمةً هناك كفراشه..
ولا أحد نبش أوراقي..
إلا وعرف تاريخ حياتك..
5
علميني طريقةً
أحبسك بها في التاء المربوطه
وأمنعك من الخروج..
علميني أن أرسم حول نهديك
دائرةً بالقلم البنفسجي
وأمنعهما من الطيران
علميني طريقةً أعتقلك بها كالنقطة في آخر السطر..
علميني طريقةً أمشي بها تحت أمطار عينيك .. ولا أتبلل
وأشم بها جسدك المضمخ بالبهارات الهندية.. ولا أدوخ..
وأتدحرج من مرتفعات نهديك الشاهقين..
ولا أتفتت....
6
إرفعي يديك عن عاداتي الصغيره
وأشيائي الصغيره..
عن القلم الذي أكتب به..
والأوراق التي أخربش عليها..
وعلاقة المفاتيح التي أحملها..
والقهوة التي أحتسيها..
وربطات العنق التي أقتنيها
إرفعي يديك عن كتابتي..
فليس من المعقول أن أكتب بأصابعك
وأتنفس برئتيك..
ليس من المعقول أن أضحك بشفتيك
وأن تبكي أنت بعيوني!!.
7
إجلسي معي قليلاً..
لنعيد النظر في خريطة الحب التي رسمتها
بقسوة فاتحٍ مغولي..
وأنانية امرأةٍ تريد أن تقول للرجل:
" كن .. فيكون .."
كلميني بديمقراطيه ،
فذكور القبيلة في بلادي..
أتقنوا لعبة القمع السياسي
ولا أريدك أن تًمارسي معي
لعبة القمع العاطفي..
8
إجلسي حتى نرى..
أين حدود عينيك؟.
وأين حدود أحزاني؟.
أين تبتديء مياهك الإقليميه؟
وأين ينتهي دمي؟.
إجلسي حتى نتفاهم..
على أي جزءٍ من أجزاء جسدي
ستتوقف فتوحاتك..
وفي أي ساعةٍ من ساعات الليل
ستبدأ غزواتك؟
9
إجلسي معي قليلاً..
حتى نتفق على طريقة حبٍ
لا تكونين فيها جاريتي..
ولا أكون فيها مستعمرةً صغيرةً
في قائمة مستعمراتك..
التي لا تزال منذ القرن السابع عشر
تطالب نهديك بالتحرر
ولا يسمعان..
ولا يسمعان..


نزار قباني.

سيرين
10-26-2018, 01:35 PM
أَتَهْزَأُ بِالدُّعَاءِ وَتَزْدَرِيهِ

أَتَهْزَأُ بِالدُّعَاءِ وَتَزْدَرِيهِ وَمَا تَدْرِي بِما صَنَعَ الدُّعَاءُ
سِهَامُ اللَّيلِ لا تُخْطِي وَلَكِنْ لها أمدٌ وللأمدِ انقضاءُ

الإمام الشافعي

\..:34:

إيمان محمد ديب طهماز
10-29-2018, 07:50 PM
ظبيةٌ، عصفورةٌ، أمْ سَمكةْ

هذهِ المرأةُ، أم نورٌ على نارٍ

على أشرعةٍ مرتبكةْ

ام رفيفٌ، أم هسيسٌ،

أمْ نديفٌ أم رؤًى مُنسبكةْ

يا لها منْ زُخرفٍ بضٍّ

و يا لي منْ حواسٍّ مُنهكةْ

هذهِ المرأةُ لو تدخلُ

في المرآةِ لانْثالتْ

أهازيجَ من الياقوتِ و الرمانِ

لو تفتحُ بابَ الوردِ لابتلَّتْ

يَدي بالنُعمياتِ المُهلكةْ

هذهِ المرأةُ ....

يا الله .....

كم فيها منَ الغبطةِ والأنسِ

و كم فيها منَ الأسماءِ و الأهواءِ

كم سنبلةٍ فيها، وكم أغنيةٍ منهمكةْ

هذهِ المرأةُ، لو كانتْ، ولو كنتُ

لكنَّا آيةً، أو زبدًا

أو ليسَ لي أنْ أدركهْ

******

من روائع الشاعر الدكتور سعد الدين كليب

أحمد الهاملي
10-30-2018, 02:37 AM
لهوى النفوس سريرة لا تعلم

لهَوَى النّفُوسِ سَرِيرَةٌ لا تُعْلَمُ
عَرَضاً نَظَرْتُ وَخِلْتُ أني أسْلَمُ
يا أُختَ مُعْتَنِقِ الفَوَارِسِ في الوَغى لأخوكِ ثَمّ أرَقُّ منكِ وَأرْحَمُ
رَاعَتْكِ رَائِعَةُ البَياضِ بمَفْرِقي
وَلَوَ انّهَا الأولى لَرَاعَ الأسْحَمُ
لَوْ كانَ يُمكِنُني سفَرْتُ عن الصّبى
فالشّيبُ مِنْ قَبلِ الأوَانِ تَلَثُّمُ
وَلَقَدْ رَأيتُ الحادِثاتِ فَلا أرَى يَقَقاً
يُمِيتُ وَلا سَوَاداً يَعصِمُ
وَالهَمُّ يَخْتَرِمُ الجَسيمَ نَحَافَةً
وَيُشيبُ نَاصِيَةَ الصّبيّ وَيُهرِمُ
ذو العَقلِ يَشقَى في النّعيمِ بعَقْلِهِ
وَأخو الجَهالَةِ في الشّقاوَةِ يَنعَمُ
وَالنّاسُ قَد نَبَذوا الحِفاظَ فمُطلَقٌ
يَنسَى الذي يُولى وَعَافٍ يَنْدَمُ
لا يَخْدَعَنّكَ مِنْ عَدُوٍّ دَمْعُهُ
وَارْحَمْ شَبابَكَ من عَدُوٍّ تَرْحَمُ
لا يَسلَمُ الشّرَفُ الرّفيعُ منَ الأذى
حتى يُرَاقَ عَلى جَوَانِبِهِ الدّمُ
يُؤذي القَليلُ مِنَ اللّئَامِ بطَبْعِهِ
مَنْ لا يَقِلّ كَمَا يَقِلّ وَيَلْؤمُ
وَالظّلمُ من شِيَمِ النّفوسِ فإن تجدْ
ذا عِفّةٍ فَلِعِلّةٍ لا يَظْلِمُ
وَمن البَليّةِ عَذْلُ مَن لا يَرْعَوي
عَن جَهِلِهِ وَخِطابُ مَن لا يَفهَمُ
وَجُفُونُهُ مَا تَسْتَقِرّ كَأنّهَا
مَطْرُوفَةٌ أوْ فُتّ فيها حِصرِمُ
وَإذا أشَارَ مُحَدّثاً فَكَأنّهُ
قِرْدٌ يُقَهْقِهُ أوْ عَجوزٌ تَلْطِمُ
يَقْلَى مُفَارَقَةَ الأكُفّ قَذالُهُ
حتى يَكَادَ عَلى يَدٍ يَتَعَمّمُ
وَتَراهُ أصغَرَ مَا تَرَاهُ نَاطِقاً،
وَيكونُ أكذَبَ ما يكونُ وَيُقْسِمُ
وَالذّلّ يُظْهِرُ في الذّليلِ مَوَدّةً
وَأوَدُّ مِنْهُ لِمَنْ يَوَدّ الأرْقَمُ
وَمِنَ العَداوَةِ ما يَنَالُكَ نَفْعُهُ
وَمِنَ الصّداقَةِ ما يَضُرّ وَيُؤلِمُ
أرْسَلْتَ تَسألُني المَديحَ سَفَاهَةً
صَفْرَاءُ أضْيَقُ منكَ ماذا أزْعَمُ
فلَشَدّ ما جاوَزْتَ قَدرَكَ صَاعِداً
وَلَشَدّ ما قَرُبَتْ عَلَيكَ الأنجُمُ
وَأرَغْتَ ما لأبي العَشَائِرِ خالِصاً
إنّ الثّنَاءَ لِمَنْ يُزَارُ فيُنْعِمُ
وَلمَنْ أقَمْتَ على الهَوَانِ بِبَابِهِ تَدْنُو فيُوجأُ أخْدَعاكَ وَتُنْهَمُ
وَلمَنْ يُهِينُ المَالَ وَهْوَ مُكَرَّمٌ
وَلمَنْ يَجُرّ الجَيشَ وَهْوَ عَرَمْرَمُ
وَلمَنْ إذا التَقَتِ الكُماةُ بمَأزِقٍ
فَنَصِيبُهُ مِنْهَا الكَميُّ المُعْلِمُ
وَلَرُبّمَا أطَرَ القَنَاةَ بفَارِسٍ،
وَثَنى فَقَوّمَهَا بِآخَرَ مِنْهُمُ
وَالوَجْهُ أزْهَرُ وَالفُؤادُ مُشَيَّعٌ
وَالرّمْحُ أسمَرُ وَالحُسامُ مُصَمِّمُ
أفْعَالُ مَن تَلِدُ الكِرامُ كَريمَةٌ
وَفَعَالُ مَنْ تَلِدُ الأعَاجِمُ أعجمُ

المتنبي.

سيرين
11-12-2018, 11:56 AM
عجبت منك ومني

عجبتُ منك و منـّـي يا مُنـْيـَةَ المُتـَمَنّـِي
أدنيتـَني منك حتـّـى ظننتُ أنـّك أنـّــي
وغبتُ في الوجد حتـّى أفنيتنـَي بك عنـّــي
يا نعمتي في حياتــي و راحتي بعد دفنـــي
ما لي بغيرك أُنــسٌ من حيث خوفي وأمنـي
يا من رياض معانيـهْ قد حّويْـت كل فنـّـي
وإن تمنيْت شيْــــاً فأنت كل التمنـّـــي

الحلاج

\..:icon20:

عمرو بن أحمد
11-13-2018, 10:26 PM
زجـــاج العمـــر

شهدَ الخليِّ وغسلين المحبــــينــــا
مسـّـاكِ بالخير ، ما ذا لو تمسيـنا ؟

جـــئنا لبابك خطـّــــــارين فالتفتي
يفديك أكــرم مــا أبقيته فيــــــــنا

جئنا نبــوح بما فينــــــــا فأولنـــا
عذر ، وآخرنا عـتبــى فذوقــــــينا

جيزان ، نحن على الأبواب لا وصلت
بك المــواصيل أن نهفو فتجفينـــــا

****

نعم خـفافٌ وكل الريـــــــح تأخذنـا
وكل من غمـــــــزتْ بالغيّ تغوينـا

تشـيـّـخَ الحب فينــــــا من طفولتنـا
شيخا عصــــــيا وأتباعا عصيــيـنا

قولــي سفـــــاهة أطفـال فغايـتهم
يكسرون زجـــ ــاج العمر لاهينـــــا

قولي كما شئتِ واحتـالي لعــزتنــا
تخيري اللغةَ العليــــــــــا ولومينـــا

لا نحسن الحبَّ ؟ ! ندري .إنما قسما
لم نقض أعمارنا إلا محبينــــــــــــــا

****

يارب ( عاضيةٍ ) أرخت عصائبــــــها
على النهار ، وهبّتْ في لياليـــــنــا

كنــا إذا طلعتْ نصـــــــــطف أفئـدة
علــى التراب مجانينا مجانينــــــــــا

كــدنا نصــلي على آثار خطوتهـــــا
لكـن تخلت . فأكـرمنا نواصينـــــــــا

إنــّـا ، لكِ الله ، لــم نخذل شمـــائلنا
ويعـلـــم الله لا نحيا مســــــــــاكينـا

ولا نؤرجــح فـي الذكــرى تنهدَنــــا
هــو الفــراق ومزقنا العنــــــــاوينـا

مـــا ذا ( نحـِـنّ ) ؟ ولا كف تودعــــنا
مــا ذا ( نعود ) ؟ ولا صدر يدفـّـيــــنا

****

نستغفر الله عما تفعليـــــــــن بنــــا
أي العذابات ما جربتـــــــــها فينا ؟

نعم نسافر . لا نأوي على قلــــــــق
نحن الكبار وإن كنا مـَطاعيـــــــــنـا

رضيت ِ ؟ . أهلاً ، ولن نغدو ملائكــة
غضبتِ ؟ . أهلاً ، ولن نغدو شياطينا


أحمد السيد عطيف

إيمان محمد ديب طهماز
11-13-2018, 11:28 PM
نَالَتْ عَلَى يَدِهَا مَا لَمْ تَنَلْهُ يَدِي ... نَقْشاً عَلَى مِعْصَمٍ أَوْهَتْ بِهِ جَلَدِي

كَأنهُ طَرْقُ نَمْلٍ فِي أنَامِلِهَا ... أَوْ رَوْضَةٌ رَصَّعَتْهَا السُّحْبُ بالبَرَدِ

كأَنَّهَا خَشِيَتْ مِنْ نَبْلِ مُقْلَتِهَا ... فَأَلْبَسَتْ زَنْدَها دِرْعاً مِنَ الزَّرَدِ

مَدَّتْ مَواشِطَهَا فِي كَفِّهَا شَرَكاً ... تَصِيدُ قَلْبِي بِهِ مِنْ دَاخِلِ الجَسَدِ

وَقَوْسُ حَاجِبِهَا مِنْ كُلِّ نَاحِيَةٍ ... وَنَبْلُ مُقْلَتِهَا تَرْمِي بِهِ كَبِدِي

وَخَصْرُهَا نَاحِلٌ مِثْلِي عَلَى كَفَلٍ ... مُرَجْرَجٍ قَدْ حَكَى الأَحْزَانَ فِي الخَلَدِ

أُنْسِيَّةٌ لَوْ رَأتْهَا الشَّمْسُ مَا طَلَعَتْ ... مِنْ بَعْدِ رُؤيَتِهَا يَوْماً عَلَى أَحَدِ

سَأَلتُهَا الوَصْلَ قَالَتْ لاتُغَرَّ بِنَا ... مَنْ رَامَ منَّا وِصَالاً مَاتَ بالكَمَدِ

فَكَمْ قَتِيلٍ لَنَا بالحُبِّ مَاتَ جَوًى ... من الغَرَامِ وَلَمْ يُبْدِي وَلَمْ يَعِدِ

فَقُلْتُ : أَسْتَغْفِرَ الرَّحْمنَ مِنْ زَلَلٍ ... إِنَ المُحِبَّ قَلِيلُ الصَّبْرِوَالجَلَدِ

قَالَتْ وَقَدْ فَتَكَتْ فِينَا لَوَاحِظُهَا ... مَا إِنْ أَرَى لِقَتِيل الحُبِّ مِنْ قَوَدِ

قَدْ خَلَّفَتْنِي طَرِيحاً وَهي قَائِلَه ... تَأَمَّلُوا كَيْفَ فِعْلَ الظَبْيِ بالأَسَدِ

قَالَتْ لِطَيْفِ خَيَالٍ زَارَنِي وَمَضَى ... بِاللهِ صِفْهُ وَلاَ تَنْقُصْ وَلاَ تَزِدِ

فَقَالَ : خَلَّفْتُهُ لَوْ مَاتَ مِنْ ظَمَأٍ ... وَقُلْتِ : قِفْ عَنْ وَرُودِ المَاءِ لَمْ يَرِدِ

قالت: صدقت الوفى في الحب شيمته ... يابرد ذاك الذي قالت على كبدي

وَاسْتَرْجَعَتْ سَألَتْ عَنِّي فَقِيْلَ لَهَا ... مَا فِيهِ مِنْ رَمَقٍ ، دَقَّتْ يَدّاً بِيَدِ

وَأَمْطَرَتْ لُؤلُؤاً منْ نَرْجِسٍ وَسَقَتْ ... وَرْداً وَعَضَّتْ عَلَى العُنَّابِ بِالبَرَدِ

وَأَنْشَدَتْ بِلِسَانِ الحَالِ قَائِلَةً ... مِنْ غَيْرِ كَرْهٍ وَلاَ مَطْلٍ وَلاَ مَدَدِ

وَاللّهِ مَا حَزِنَتْ أُخْتٌ لِفَقْدِ أَخٍ ... حُزْنِي عَلَيْهِ وَلاَ أُمٍّ عَلَى وَلَدِ

فَأْسْرَعَتْ وَأَتَتْ تَجرِي عَلَى عَجَلٍ ... فَعِنْدَ رُؤْيَتِهَا لَمْ أَسْتَطِعْ جَلَدِي

وَجَرَّعَتْنِي بِرِيقٍ مِنْ مَرَاشِفِهَا ... فَعَادَتْ الرُّوحُ بَعْدَ المَوْتِ فِي جَسَدِي

هُمْ يَحْسِدُونِي عَلَى مَوْتِي فَوَا أَسَفِي ... حَتَّى عَلَى المَوتِ لاَ أَخْلُو مِنَ الحَسَدِ

أكرم التلاوي
11-13-2018, 11:28 PM
سالوا و لا ماءَ
لا مرآة وانعكسوا
وباسمهم في الأعالي صلصلَ الجرسُ
مؤذنونَ قدامى
كلما التبست صلاتُهم
أجلّوا التكبيرَ والتبسوا
وكلما فُتنت بالريحِ أنفسُهم
تقمّصوا فكرةَ الأشجارِ وانغرسوا
الداخلون إلى المعنى علانيةً
ودونهم تسقطُ الأبوابُ
والحرسُ
مطابقونَ لغاباتِ الخيالِ
فمذ سميتُهم بينابيعِ الهوى
انبجسوا
من أين أُمسكهم ؟!
من فرطِ ما اتسعت أسماؤهم
حفظوا الأسماءَ ثم نسوا
مجلّلون بما للهِ من مطرٍ
تقول صحراؤهم:
حاولتُ...ما يبسوا
و ساخنونَ
لأن القلبَ أوقفهم على نوافذهِ الحمراءِ
فاحتبسوا
تكلموا قبل تاريخِ الشفاهِ معي
وكان يسجنني في نفسيَ الخرَسُ
يمشون للوترِ المشدودِ فيّ
كما
تمشي لمكةَ في الموّالِ أندلسُ
مروا خفافاً
على ما شفّ من لغتي
ثمّ اطمئنوا إلى الأعماقِ
فانغمسوا
فكرتُ في لوحةٍ أولى تُلوّنُهم :
مقهىً شرودي
وهم في بابهِ جلسوا
خذني أيا هوسَ الأشياءِ
منكَ إلى فردوسِ غُربتِهم
أرجوكَ يا هوسُ
خذني إلى جبلِ العصيانِ
أنصرُهم
في يومِ يشتبكُ الطوفانُ و اليبسُ
قد آن
أن تخرجَ الراياتُ من دمِنا
ولا تعودَ إلى خيّالها الفرسُ
سنُسقطُ الوقتَ
إن الوقتَ أتعبنا جدا
وما تعبَ الكُهانُ والعسسُ
نأتيهِ من جهةِ الزلزالِ
عاصفةً
وعن أذى زهرةٍ في الروحِ
نحترسُ
خذني لتكبرَ في الجدرانِ
صرختُنا
حدَ الرئاتِ التي يمتصُها النَفَسُ
خذني
فمن حين ما جُنّ البكاءُ بنا
ونحنُ في المأتمِ الكونيّ نُلتمسُ
لأننا
كالحواريين أفئدةً
يندى لألفِ يسوعٍ حزنُنا السلِسُ
مثقّبون بما يكفي
ليسطعَ من هذي الثقوبِ على أيامِنا
القبسُ
لا نعرفُ المنتهى
من يومِ فجّرنا
شعراً وحريةً
هذا الهوى الشرسُ


محمد عبدالباري

رحيل
11-14-2018, 12:21 AM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

..
‏إني أحاول أن أكون مودعا
‏لكنَّ قلبي لا يطيق تودُّعك

‏صوت الأسى في داخلي قد بُح هل !؟
‏أبقيت وسط المحجرين مدامعك !

‏تعبت عيوني فيك ترتقب اللقاء
‏والقلب ما انفكّ يحدد موقعك ..

‏رغم الجراح النازفات أظنني..
‏فارقت كل الناس كي أبقى معك .!؟
...
‏-السدّاني

رحيل
11-14-2018, 12:24 AM
؛
‏هَلْ أستطيعُ -الآنَ-
‏أنْ أسْألَكْ:
‏مَن غيرُ قلبي،
‏في الهوىٰ، دَلّلَكْ؟!
‏-
‏فطَأْطَأَتْ!
‏واسْتَجْمَعتْ أمْرَها
‏قالت: مَعاذَ اللهِ!
‏لنْ أَخْذُلَكْ
‏-
‏وجَرّنا اللّيلُ..
‏إلىٰ نُقْطةٍ حسّاسةٍ جِدًّا،
‏وراءَ الفَلَكْ
‏-
‏ثُمّ اخْتَلَفْنا: أيُّنا مَن نَجا
‏وما اخْتَلَفْنا: أنّنِي مَن هَلَكْ!.
...
عبد المجيد الفيفي .

رحيل
11-14-2018, 01:15 AM
‏كُنّا كَأَنجُمِ لَيلٍ وَسطَها قَمَرُ
‏يَجلو الدُجى ؛
‏ " فَهَوى مِن بَينِنا القَمَرُ "
‏يا حَبيبٌ :
‏ما كُنتُ في قَومٍ أُسَرُّ بِهِم
‏إِلّا وَإِنَّكَ بَينَ القَومِ مُشتَهِرُ
‏فَاِذهَب حَميداً
‏عَلى ما كانَ مِن حَدَثٍ
‏فَقَد سَلَكتَ سَبيلاً فيهِ مُعتَبَرُ .
...
‏-الخنساء

رحيل
11-14-2018, 06:39 PM
‏من بَعْد
‏ما كُنتِ: أمْني
‏أصبحتِ: خَوفًا مُرِيعا
‏-
‏ما بينَ
‏بَوحِي وصمتي
‏أرجو وأخشىٰ الرُّجُوعا
‏-
‏ما زلتُ
‏قَيد ارْتباكِي
‏فكيـف بـي أنْ أُطِـيـعـا
‏-
‏هَيّجْتِ
‏سِرْبَ شجوني
‏فطاش: لـحـنًـا، دُمـوعـا
‏-
‏من لي
‏بقلبٍ جديدٍ
‏قـد صـار هٰـذا: جَـزُوعـا
‏-
‏اللهُ بيني
‏وبين التي دَهَتْـهُ صَريـعا.
..
عبد المجيد الفيفي .

حمد الدوسري
11-14-2018, 07:03 PM
صلى الله عليه وسلم
إختيار موفق وجميل
أرفع لك القبعة إيمان تحياتي
وسبع جوريات 🌹

حمد الدوسري
11-14-2018, 07:35 PM
على قلبي من الصمتِ قَبائل،،
سأحمِلُهُا على قلبي،
وَشَعرُ اللّيلِ مَنثورٌ على حِجري
أُضفِّرُهُ جدائلْ،،
لعلَّ اللّيلَ يأنَسُ بي
بوَحدَتِهِ
وكانَ اللّيلُ مَشغولاً بِتَدوينِ الرَّسائلْ
...

زَنابِقُ ملءَ دربِ العُمرِ
راحِلَةٌ إلى المَنفى..
وَوَحدَكَ أنتَ يا قَلبِي
تُرابِطُ في ثُغورِ الوَعدِ
وَحدَكَ والوَفاءُ هُنا تُقاتِلْ
...

غَداةَ غَدَوْ وراءَ البحرْ
هًناكَ غَدَوتَ تَأخُذُني،،
وصارَ البحرُ يحجِزُني وراءَ البحرْ،،
على لَيلِي أُساهرُ نَجمِيَ الآفِلْ
...

مُصَادفةً
بَل الأَقدارُ تَجمَعُنا
تُقَرِّبُنا، تُعَربِشُنا على حَرفَينِ لا أكثَرْ
فإن شاءتْ: تُبَعثِرُنا مُصَادَفةً
بل الأقدارُ،،
والأقدارُ حاصِلْ!
...

هُناكَ أتَيتُني حُلماً
هُناكَ وُلِدتُ كابوساً يُؤَرِّقُني،
وكنتُ هناكَ أقضِمُ أظفَرَ النَّدمِ،
وكانَ الخوفُ يقتُلُنِي
وكانَ دمِي بلا شِريانَ
يَجرِي فوقَ أرصِفَتِي،
وقدْ ترَكَ السِّلاحَ لِمَن يُقاتِلْ
...

هُنا وهُناكَ يجتَمِعانِ في قَتلي
هُنا قد عُدتُ لكنْ لَم أَعُدْ وَحدِي،
هُنا والموتُ يَصحَبُنِي
وأَرجُلُ خَيبَةٍ قامَت تُرَافِقُنِي،،
وَضاعَ الحُلمُ في ظُلَمِ المَجاهِلْ
...

صَدَقتَ أبي..
وكُنْتُ الطِّفلَةَ الـ ضاعَتْ أمانِيها!
بَكيَتُ وأنتَ تَحكِيها:
"يَضيعُ العُمرُ منكِ سُدىً"
أراني بَعدَ هذا العُمرِ ذاتَ الطِّفلةِ الـ ضاعَتْ أمانِيها،،
وضاعَ العُمرُ يا أبَتِ،
وماتَ الفرحُ ، في غَورِ الجَداوِلْ
...

لقَد طَالَت سُطورُ اللّيلِ يَكتُبُها
لِمَن يمتَدُّ طولَ اللّيلِ خاطِرُهُ؛
يُقَلِّبُ في مَواجِعِهِ،
يُشاطرُ نَجمَةً تنهيدَ صَبوَتِهِ
وقبلَ الفجرِ أرسَلَها على جُنحِ الزَّواجِلْ
...

يَخُطُّ اللّيلُ أسطُرَهُ على قلبي
ويُسهِبُ في الجوى فيها
ويكتُبُ أسطُراً للشّوقْ
وأُخرَى مِن دُموعِ الفَقدِ يَروِيهَا،،
طويلٌ جرحُ قلبِ اللّيلِ
أطوَلُ مِن ضَفائِرِه الّتي جَعلَتْ غَدِي راحِلْ
...

بَقيتُ أُلَملِمُ الشَّعرَ الـ تَهُبُّ الرّيحُ تَنثُرُهُ
أُضفِّرُهُ جَدائِلْ
وظلَّ اللّيلُ – كُلَّ اللّيلِ-
مَشغولا بِتَدوينِ الرَّسائلْ!

صادف دخولي لصفحتك وأنا أقرأ
هذي القصيدة لصديقتنا الغالية وضحة غوانمة
الله يذكرها بالخير !!

رحيل
11-14-2018, 11:29 PM
قصيدتي أنت منذ البدء لّحنها **
أجدادي الشُّمُ فانثالت إلى أذني

ترنيمة عذبة الألحان فامتزجت **
ألحانها في دمي بالدفء تفعمني

غنيتما للرمال السمر في شغف **
وللصواري وللأمواج والسفن
لنخلة حينما أسمعتها اندهشت **
تمايلت وانثنت نحوي توشوشني

ما أروع اللحن قالت هزني طرباً **
فغن لي عن إنّ اللحن أطربني

ضممتها إنها رمز العطاء وفي **
جذورها عروة وثقى توصلني

يا موطني أنني أهواك في وله **
يـا نـكهة حلوة تنساب في بدني

أقسمت بالله لن أنساك يا حلمي **
فـإن سـلوتك هيئ لي إذن كفني *

إيمان محمد ديب طهماز
11-20-2018, 10:05 PM
يا سيد الكون

قوافلُ النور ِ صوبَ البيت ِ تنعطفُ
وراية ُ الشرْك ِ في الآفاق ِ ترتجفُ
*
كسرى وقيصر مِن أنواره انتفضا
واهتزت الأرضُ والإيوانُ والغرفُ
*
إنْ زلزل الحقُّ أرضا ً تحت طاغيةٍ
فالظلمُ يسقط ُ والطاغوتُ ينجرفُ
*
الشركُ جاءك في كفيه جوهرة
وتاجُ مُلْك ٍ وعيشٌ كله ترَفُ
*
صبوا عليكَ بذيءَ القول عن سَفه ٍ
وفوق ظهركَ مِن أقذارهم قذفوا
*
همُ اليهودُ شِباكَ الغدر ِ قد نصبوا
وأتقنوا الدَّسَّ بين الناس ِ واحترفوا
*
عيْنُ السلامة ِ في الإسلام ِ لو فطنوا
وفي الرسول ِ صلاحُ الأمر ِ لو عرفوا
*
يا سيد! الكون ِ أدركْ أمة ً وسطا
أمسى التطرفُ فيها دينَ مَنْ ضعفوا
*
القدسُ تحت سياط النار ِ نازفة ٌ
والشامُ تُذبَحُ والأنبارُ والنجفُ
*
قد أطلقَوا النارَ صوْبَ الشمس ِ فانطفأتْ
وأسكنوا الرُّعْبَ في أكباد ِ مَنْ رجفوا
*
الدينُ أكبرُ مِنْ سيف ٍ على عنق ٍ
الدينُ مَرْحَمَة ٌ أوصى بها السّلف ُ
*
زيفُ الحضارة ِ أنْ نمْتصَّ قِشرَتها
ونهجرَ التّبرَ إنْ يلمعْ لنا الخزفُ
*
يا سيدَ الكون ِ أنتَ اليوم مدرسة ٌ
منهاجُها النبلُ والأخلاقُ والشرفُ
*
كل الشعوب ِ أضاءتْ منكَ شعلتها
ومِنْ مَعينك بات الغربُ يغترفُ
*
يا ربّ ضاقتْ بنا أرضٌ بما رحبِتْ
فالناسُ تُذبَحُ والأعراضُ تختطفُ
*
يا ربّ هيّىءْ لنا مِنْ أمرنا رشدا
أنتَ الوليُّ وأنتَ الحصنُ والكنفُ

صبحي ياسين‎

ضياء شمس الأصيل
11-26-2018, 09:08 AM
...

يجب أن أقول لك يا أمي
أن ثمة مكانا في العالم يسميه الجميع نيويورك
مكان مرتفع وبعيد وحتى أعلى
أعلى من الكنيسة على تلة مونسيرات وحمامها المسرنم
أعلى وابعد من البركان الذي أهلك جنسنا
ورماده الأزرق يحرق وجوهنا الخلاسية
أبعد مني أنا نفسي لما ذهبت إلى باريس لزيارة باييخو
أعلى من باييخو الذي يمشي الآن على خطى باييخو من مستوى الأرض
عالية وبعيدة مثلي...منظورا إليها من الأسفل
لما أقفز عاريا للسباحة في الهدسون
وألتقي بمهاجرين يحاولون وصول الساحل
أجسادهم بلا حياة تنادي الأعماق
وأنا أحدثهم عنك يا أم
الفراشة التي غادرت بطنك
من اليوم الذي حملت فيه أنني كنت قزما
أماه... هذا المكان الذي في العالم يسميه الجميع نيويورك
ليس باريس... لكن فيه سيدة فرنسية تبتسم لأوروبا
على الجانب الآخر من الهاتف...والدتي التي تتمنى لي فصولا من الربيع
وهنا تزهر الأقاحي البلاستيكية وتبتسم الفتيات بأثداء من مطاط
أماه...لا تضبطي رقبتي لكي يبدأ الثلج في التساقط... ولكن لكي يتوقف عن
التساقط
إسمحي لي بأن أتسكع في هذه الجزيرة الرائعة ما بين الأضواء في معرض
الأعمال
بأن أسكر وحيدا مع غيابك وتبدئي العيش متعبة مني
غائبة عني، فارغة مني، صماء عني، عمياء مني، خرساء عني، مسهدة مني
تحت هذا الجدار من الظلال
يضطجع تيتانيك من الصوان وطفل يبكي في قطارات الأنفاق
أمّ رجل آخر توقضه وتنام في سريره
نحن أماه... من زمن آخر
جلدنا جلد طبل ولن نفقد أبدا نبرتنا


...

إيمان محمد ديب طهماز
11-27-2018, 10:32 PM
1

على دفترْ .. سأجمعُ كلّ تاريخي على دفترْ ..
سأرضعُ كلّ فاصلةٍ حليبَ الكلمةِ الأشقرْ..
سأكتبُ لا يهمُّ لمن سأكتبُ هذه الأسطرْ..
فحسبي أن أبوحَ هنا لوجهِ البوحِ لا أكثرْ ..
حـروفٌ لا مبـاليةٌ أبعثرها على دفتـرْ..
بلا أمـلٍ بأن تبقى بلا أمـلٍ بأن تُنشـرْ..
لعـلّ الريح تحملهـا فتزرع في تنقلهـا ..
هنا حرجاً من الزعتر هنا كرماً هنا بيدرْ ..
هنا شمسـاً و صيفـاً رائعـاً أخضـرْ ..
حروف سوف أفرطها كقلب الخوخة الأحمرْ
لكلّ سـجينةٍ تحيا معي في سجني الأكبرْ ..
حروفٌ سوف أغرزها بلحمِ حياتنا خنجرْ ..
لتكسرَ في تمرّدهـا جليداً كان لا يُكسرْ ..
لتخلعَ قفل تابوتٍ أُعِـدَّ لنـا لكي نُقبرْ ..
كتـاباتٍ أقـدّمها لأيّ مهجةٍ تَشـعرْ ..
سيسعدني إذا بقيتْ غداً مجهولةَ المصدرْ ..

- 2 -

أنـا أنثـى .. أنـا أنثـى ..
نـهار أتيت للدنيـا وجدتُ قرار إعدامي ..
ولم أرَ بابَ محكمتي و لم أرَ وجهَ حكّامي ..

- 3 -

عقاربُ هذه الساعة كحوتٍ أسودَ الشفتين يبلعني ..
عقاربها كثعبانٍ على الحائط كمقصلةٍ كمشنقةٍ كسكّينٍ تمزّقني

كلصٍّ مسرع الخطوات يتبعني و يتبعني ..
لماذا لا أحطّمها ؟ وكلّ دقيقةٍ فيها تحطّمني
أنا امرأةٌ بداخلها توقّفَ نابضُ الزّمنِ ..
فلا نوّارَ أعرفهُ .. ولا نيسانَ يعرفني

..

- 4 -

أنا بمحارتي السوداء .. ضوءُ الشمسِ يوجعني
وسـاعةُ بيتنا البلهاء .. تعلكنـي و تبصقنـي
مجــلاتي مبعثـرةٌ ..وموسـيقاي تضجرني
مع الموتى أعيش أنا .. مع الأطلال و الدّمـنِ
جميـعُ أقاربي موتى .. بلا قبـرٍ و لا كفنِ
أبوح لمن ؟ ولا أحداً ..مِنَ الأمواتِ يفهمني ؟
أثور أنا على قدري .. على صدئي على عفني
و بيتٍ كلُّ مَنْ فيـه .. يعادينـي و يكرهني

نوافذه ستائره تراب الأرض يكرهني
أدقُّ بقبضتي الأبواب ..و الأبوابُ ترفضنـي
بظفري أحفر الجدران .. أجلدها و تجلـدني
أنا في منزل الموتى فمن من قبضة الموتى يحررني ؟!

- 5 -

لمـــن صــدري أنـا يكبــرْ .. ؟!
لمـن كرزاته دارت ؟.. لمـن تفاحه أزهرْ ؟!
لمن ؟ صحنانِ صينيّان ..من صدفٍ ومن جوهرْ ؟
لمن ؟ قدحان من ذهبٍ .. و ليس هناك من يسكرْ
لمـن شـفةٌ مناديـةٌ ..تجمّدَ فوقها السّكـرْ ؟
أللشـيطان للديـدان .. للجـدران لا تُقهرْ ؟
أربّيها وضوءُ الشمسِ أسقيها سنابلَ شعري الأشقرْ

- 6 -

خلوتُ اليوم ساعاتٍ إلى جسدي .. أفكر في قضاياهُ
أليسَ له هو الثاني قضاياهُ ؟ .. وجنّتهُ .. و حُمَّاهُ ..؟
لقـد أهملتـهُ زمنــاً .. و لـم أعبـأ بشـكواهُ
نظرتُ إليهِ في شغفٍ .. نظرتُ إليهِ من أحلى زواياهُ
لمسـتُ قبابـهُ البيضـاء و غابتـهُ ومرعـــاهُ
أنـا لـوني حليبـيٌّ كأنّ الفجرَ قطّـرهُ و صفـاهُ
أسـفتُ لأنّه جسدي .. أسفتُ على ملاستهِ
و ثرتُ على مصمّمهِ .. و عاجنـهِ و ناحتـهِ
رثيتُ له لهـذا الوحش .. يأكلُ من وسـادتهِ
لهــذا الطّفــلِ ليسَ تنــام عينـــاهُ
نزعتُ غلالتي عنّي رأيتُ الظلّ يخرجُ من مراياهُ
رأيتُ النّهـدَ كالعصفورِ لم يتعـبْ جناحـاهُ
تحـرّرَ مـن قطيفتـهِ و مـزّقَ عنـه تفتـاهُ
حزنتُ أنا لمرآهُ .. لماذا الله كوّرهُ و دوّرهُ و سوّاهُ ؟!
لمــاذا الله أشــقاني بفتنتــه و أشــقاهُ ؟
و علّقـهُ بأعلى الصّـدرِ جرحاً لسـتُ أنسـاهُ

- 7 -

لمـاذا يستبدُّ أبي ؟ .. و يرهقني بسلطتهِ ؟!
و ينظرُ لي كآنيـةٍ ..كسطرٍ في جريدتـهِ
و يحـرصُ أن أظلَّ لهُ ..كأني بعض ثروتهِ
و أن أبقـى بجانبـهِ .. ككرسـيٍّ بحجرتهِ
أيكفـي أنني ابنتهُ .. وأني من سـلالتهِ ؟
أيطعمنـي أبي خبزاً .. أيغمـرني بنعمتهِ ؟
كفرتُ أنا بمال أبي.. بلؤلؤهِ .. بفضّتــهِ
أبي لم ينتبـه يومـاً .. إلى جسدي و ثورتهِ
أبي رجـل أنانـيٌّ .. مريضٌ في محبّتــهِ
مريضٌ في تعصّبـهِ .. مريضٌ في تعنّتــهِ
يثورُ إذا رأى صـدري تمـادى في استدارتهِ
يثورُ إذا رأى رجـلاً .. يقرب من حديقتهِ
أبي لـن يمنعَ التّفاح .. عن إكمالِ دورتـهِ
سيأتي ألفَ عصفورٍ .. ليسرقَ من حديقتهِ

- 8 -

على كرّاستي الزرقـاء أستلقي بحريّـه
وأبسط فوقها ساقي في فرحٍ و عفويّـه
أمشّطُ فوقها شعري .. و أرمي كل أثوابي الحريريّه
أنـامُ أفيـقُ عاريـةً .. أسـيرُ أسـيرُ حافيـةً
علــى صفحــات أوراقــي السـماويّه
على كرّاسـتي الزرقاء .. أسـترخي على كيفي
و أهربُ من أفاعي الجنس و الإرهابِ و الخوفِ
و أصرخُ ملءَ حنجرتي .. أنا امرأةٌ .. أنا امرأةٌ
أنا إنسانةٌ حيَّـه .. أيا مدنَ التّوابيتِ الرخاميّه
على كراستي الزرقاء تسقطُ عنّي أقنعتي الحضاريّه
ولا يبقى سوى نهدي تكوّمَ فوقَ أغطيتي كشمسٍ استوائيّه
ولا يبقى سوى جسدي يعبّرُ عن مشاعرهِ بلهجتهِ البدائيّه
و لا يبقى .. و لا يبقى .. سـوى الأنثـى الحقيقيّـه

- 9 -

أحبُّ طيورَ تشرينِ .. تسـافرُ حيثما شـاءت
و تأخذُ في حقائبها بقايا الحقلِ من لوزٍ ومن تينِ
أنا أيضاً أحبُّ أكونَ .. مثـل طيورِ تشـرينِ
أحــبُّ أضيــعَ .. مثـل طيورِ تشـرينِ
فحلوٌ أن يضيعَ المـرءُ .. بيـنَ الحينِ و الحيـنِ
أريدُ البحثَ عن وطن .. جديـدٍ غيرَ مسكونِ
وربٍّ لا يطــاردني .. و أرضٍ لا تعـاديني
أريدُ أفرُّ من جلـدي .. ومن صوتي ومن لغتي
وأشــردُ مثــل رائحــة البســاتينِ
أريدُ أفـرُّ من ظلّـي .. و أهرب من عناويني
أريدُ أفـرُّ من شـرقِ الخرافـة و الثعـابينِ
مـن الخلفاء و الأمراء .. مـن كل السلاطينِ
أريــدُ أحــبُّ ..مثـل طيور تشـرينِ
أيــا شــرقَ المشــانقِ و السـكاكينِ

- 10 -

صـباحَ اليومِ فاجأني .. دليـلُ أنوثتي الأّوّلْ
كتمتُ تمزّقي ورحتُ .. أرقبُ روعةَ الجّدولْ
وأتبـعُ موجـهُ الذهبيّ .. أتبعـهُ ولا أسألْ
هنـا أحجارُ ياقوتٍ .. وكنزُ لآلـئٍٍ مُهملْ
هنـا نافورة جذلـى .. هنا جسرٌ من المخملْ
هنا سفنٌ من التوليب .. ترجو الأجملَ الأجملْ
هنـا حبرٌ بغير يـدٍ .. هنا جـرحٌ ولا مقتلْ
أأخجلُ منه هل بحـرٌ .. بعـزّةِ موجهِ يخجلْ ؟
أنا للخصبِ مصدرهُ .. أنا يـدهُ .. أنا المغزلْ

نزار قباني

إيمان محمد ديب طهماز
11-29-2018, 08:47 PM
أراكَ هجرتني هجراً طويلاً
وما عوّدتني من قبلُ ذاكا

عهدتك لاتطيق الصبر عني
وتعصي في ودادي من نهاكا

فكيف تغيرت تلك السجايا
ومن هذا الذي عني ثناكـا

فلاوالله ماحاولت عــذرا
فكل الناس تعذر ماخلاكـا

ومـافـارقتني طوعــا ولكن
دهاك من المنية مادهـاكـــا

لقد حكمت بفرقتـنا الليــالي
ولم يكن عن رضاي ولا رضاكـا

فليتك لو بقيت لضعف حالي
وكان الناس كلهم فداكــا

يعز علي حين أديــر عيني
أفتش في مكانك لا أراكــا

ولم أرى في سواك ولا أراه
شمائلك المليحة أو حلاكــا

ختمت على ودادك في ضميري
وليس يزال مختوما هناكـــا

لقد عجلت عليك يد المنايـــا
وما استوفيت حقك من صباكا

فو أسفي لجسمك كيف يبلى
ويذهب بعد بهجته سناكـــا

ومــالي أدعي أني وفــي
ولست مشاركا لك في بلاكا

تموت وما أموت عليك حزنـا
وحق هواك خنتك في هواكا

وياخجلي إذا قالوا محب
ولم أنفعك في خطب أتاكــا

أرى الباكين من حولي كثيرا
وليس بباكياً من قد تباكـى

فيا من قد نوى سفراً بعيداً
متى قلي رجوعك من نواكــا

جزاك الله عني كل خير
وأعلم أنه عني جزاكــا

فياقبر الحبيب وددت أنني
حملت ولو على عيني ثراكا

سقاك الغيث هتانـــاً وإلا
فحسبك من دموعي ماسقاكا

ولا زال السلام عليك مني
يرف مع النسيم على ذراكــا


بهاء الدين زهير

روجينا محمد
11-29-2018, 08:51 PM
ــــ

بوركت ياا صديقة ..

,,,

روجينا محمد
11-29-2018, 09:04 PM
ـــ

:)

ــ

إيمان محمد ديب طهماز
11-29-2018, 09:39 PM
ــــ

بوركت ياا صديقة ..

,,,


أنرتِ يا غالية

😘

أحمد الهاملي
11-29-2018, 11:08 PM
يا ناعس الطرف

يا ناعس الطرف نومي كيف تمنعه

جفني تمنى الكرى بالطيف يجمعه

بينى وبينك سر لست مؤتمنا

عليه غير خيال منك أُطعمه

له حِفاظ ورأى في مواصلتي

وأنت بالهجر يا غدّار تولعه

ما ضر لو زار أجفاني ولي رمق

عساى بالرمق الباقي أشيعه

إن أنت لم تتعطف قلت لي رشا

يغار من طيفه السارى فيمنعه

يشكو إليك ويشكو منك منتحب

جرى دما من مغاني السعد مدمعه

إن جنَّه الليل أدمت خدّه يده

وأنهدّ من سورة الأشجان مضجعه

أبكي الصِباء رخيًّا من أعنته

جرى بنا لمدى اللذات يقطعه

صحا الفؤاد على آثار كبوته

إلا أمانيّ لا تنفك تخدعه

إذا تمثلته في اللب طار له

ورفرف القلب حتى خِفت يتبعه

أقول للنفس عنه لا أغالطها

مضى به زمن هيهات يرجعه

إذا صِبا المرء ولى غير مرتجع

فما له بالتصابي لا يودعه

أجَد للهو أثوابا وأخلقها

وموضع المجد من بُردَىَّ موضعه

طلبته يافعا حتى ظفِرت به

والمجد يجمل في الفتيان موقعه

في الغرب مغتربا والشرق ملتفت

مشنَّف بحفيظ الدر مسمعه

كن كيف شئت وخذ للعلم حفلته

فما وجدت كعلم المرء ينفعه

والشعر بالعلم والعرفان مقترنا

كالتبر زدت له ماسا ترصعه

فإن جمعت إلى حظيهما خلقا

فذلك الحظ إن فكرت أجمعه


أحمد شوقي

أحمد الهاملي
12-01-2018, 10:58 PM
لا تحبيني !

هذا الهوى..
ما عاد يغريني!
فلتستريحي.. ولتريحيني..
إن كان حبك.. في تقلبه
ما قد رأيت..
فلا تحبيني..
حبي..
هو الدنيا بأجمعها
أما هواك. فليس يعنيني..
أحزاني الصغرى.. تعانقني.
وتزورني..
إن لم تزوريني.
ما همني..
ما تشعرين به..
إن إفتكاري فيك يكفيني..
فالحب.
وهمٌ في خواطرنا
كالعطر، في بال البساتين..
عيناك.
من حزني خلقتهما
ما أنت؟
ما عيناك؟ من دوني
فمك الصغير..
أدرته بيدي..
وزرعته أزهار ليمون..
حتى جمالك.
ليس يذهلني
إن غاب من حينٍ إلى حين..
فالشوق يفتح ألف نافذةٍ
خضراء..
عن عينيك تغنيني
لا فرق عندي. يا معذبتي
أحببتني.
أم لم تحبيني..
أنت استريحي.. من هواي أنا..
لكن سألتك..
لا تريحيني..

نزار قباني.

رحيل
12-04-2018, 04:22 PM
‏في ذاكرتي تغفو طفلة
‏كنتُ أناديها يا مَيْ
‏وتناديني يا جٌبراني
‏أسرجني في ليلكَ ضَيْ
‏مَيُّ الحلوة صارت تكبر
‏تكبر تكبر
‏صارت أكبر مني مَيْ
‏صارت بستاناً مِن عطرٍ
‏يعشقها فتيانُ الحيْ
‏يا مَيُّ يا قمري الغافي
‏بين الغيمات
‏جبرانُكِ بستانٌ عَطِشٌ
‏يحتاج الرَّيْ
‏عودي يا أجمل أيامي
‏عودي يا مَيْ
...
قلم رصاص .

سليمان عباس
12-08-2018, 07:50 PM
*هزيمة بمذاق الوفاء:*

‏ألومُ إذا غزاني الشوقُ قلبي:
‏أتنسى منه أيامَ الجفاءِ ؟!
‏•
‏أنا ما بين عاطفتي وعقلي
‏وما بين الحنين وكبريائي
‏•
‏أأمضي في هواه وراء قلبي
‏وأترك لائميّ به ورائي !؟
‏•
‏لقد قرّرْتُ أن أقسو صباحا
‏فعاد بيَ الحنينُ مع المساءِ
‏•
‏هُزِمْتُ أمام أشواقي ولكن
‏رجعْتُ من الهزيمة بالوفاءِ !

محمد المقرن.

صلاح سيد أحمد الغول
12-08-2018, 09:16 PM
غَــيْرَه

أعلى الجمالِ تغارُ مِنّا
ماذا عليكَ إذا نظرنا

هي نظرةٌ تُنسي الوقارَوتُسعِدُ القلبَ المُعـنّّى

دُنيايَ أنتَ وفرحتي
ومُنى الفؤادِ إذا تمنّى

أنتَ السَّماءُ بدتْ لنا
واستعصَمَتْ بالبُعدِ عنّا

هلا رحمتَ مُتيّماً
عَصَفَتْ به الأشواقُ وَهْنّا

وهَفَتْ به الذكري وطافَ مع الدُجى مَغناً فمَغنا

هَـزّتُهُ مِنكَ محاسنٌ
غنّّى بها لمّا تغنّى

آنََسْتُ فيكَ قَداسةً
ولمِستُ اشراقاً وفنّا

ونظرتُ في عينيك آفاقاً وأسراراً ومعنى

وسمعت سحرياً يذوبُ صداهُ في الأسماعِ لحنا

نلتُ السّعادةَ في الهَوى
ورشفتُها دنّاً فدنّا
................
الشّاعر السّوداني الرّاحِل / إدريس محمّد جَمّاع

رحيل
12-09-2018, 01:40 AM
أأصحو من النومِ الجميلِ

مُباغتاً

صحابيَ بالنجوى؟،

وما كنتُ ساهيا ..

أسيرُ بخطْوٍ

مزَّقتْهُ حرابُهمْ ..

على شاطئ الأعرافِ أُبدي صوابِيا!

وما كنتُ مجنوناً بغيْركِ

في الضحى،

وحيرةُ أحلامي..

رمتني .. دواهيا!

صنعتُ من

الأهوالِ دفترَ أخضري

يُرافقني

وهْمٌ رعتْهُ سمائيا

فلا تعبثي بالحلمِ

مرَّ بخافقي

وفي طرق الأرزاءِ

عشتُ حياتيا!

تطير فراشاتٌ بحقلك ..

تحتفي

بأخضرك المنسابِ

تزجي اشتياقيا

فلا تبعدي

عن ناظريَّ

حبيبتي

فدربُكِ صخْرٌ

لا يحس بكائيا ..

***

لكِ الأمرُ ..

أفقٌ آخرٌ

مرَّ مُسرعاً

فهدَّمَ صرْحي ..

واستباحَ اللياليا

وأنتِ .. أيا عبلُ الطريقُ

فغادري ..

جنوحَكِِ ..

هياَّ طببي لي جراحيا!

تعاليْ إلى الدرب

القديمِ

غمامةً

وكوني بأفقي

لمحةً من سؤاليا!

أتيتُك بالجرحِ القديمِ

مرزّأً

فكوني شفائي

لا يطولَ انتظاريا!

.
حسين علي محمد

إيمان محمد ديب طهماز
12-10-2018, 12:18 AM
للشاعر الجزائري سليمان جوادي
___________________

الجزائري...

نحن من عمّر هذي الأرضَ
أوّل من فيها نشأْ
يبدأ التاريخ من حيث بدأْ
من ظفار أو سبأْ
من بابل
من تدمر
من أسوان
أو من وسط الصحراء
من قلب الظمأْ
من خيوط الشمس
من حيث تهجّى الرجل الأزرق
لون الرمل
شكل الصخر
من حيث قرأْ
يولد الإنسان
إما عاشقا أو شاعرا
أو حالما
يستخلص الأفراح
من جوف الخطأْ
هو ذا
ينفض عن أسماله الشوك
يجْلي عن أياديه الصدأْ
يَطْعَمُ النخل هنيئا
يشرب النهر مريئا
ثم يمضي باحثا عن متكأْ
كانت الأنثى
وكان الرعد والبرق
وكان المبتدأْ
هو منْ
أفرزه الدهرُ
زعيما للبدايات
ولكن لم يشأْ
هو منْ
صيّره الناس إماما
فانكفأْ
هو حين انكشفت
أسراره الكبرى انطفأْ
ملأ الدنيا ضياءً واختبأْ
شاءنا العالمُ بدءً
غير أنّا لم نشأْ
غير أنّا لم نشأْ

عمرو بن أحمد
12-14-2018, 09:50 PM
مُذْ شَقَّ ضِلْعُ الجُوعِ خَاصِرَةَ الرَّحى=والغَيمُ يُسْحَقُ في العُيونِ مُسَبِّحا

نَتَقَاسَمُ العَدَمَ المَريرَ بقَصْعَةٍ=مَبْثوثَةٍ بَيْنَ العَشِيَّةِ والضُّحى

والمَشْهَدُ المَدْفَونُ في رَحِمِ الكَرَى=مازالَ يَحْفِرُ للنِّهايةِ مَسْرَحا!

مِنْ أيْنَ يأتي المَوتُ؟ مَنْ حَيٌّ هُنا؟=إلا البُّكاءُ على فَمِ الصَّمْتِ انْدَحا

يا هذه الدًّنيا العَجوزُ تَرَفَّقي=بأجِنَّةِ الصُّحِفِ التي لَنْ تُفْتَحا!

لا تُزْعِجي المَوؤدَةَ الأولى فَقَد=غَنَّى لها النَّفَسُ الأخِيرُ مُلَوِّحا

هل تَنْسِفُ القَدَرَ الرُّكَامَ أنَامِلٌ=غَزَلَتْ تَهاويمَ الرَّحيلِ على اللحى؟

أمْ أنَّ حَبْلَ اللهِ عُلْويُّ العُرَى=والدَّهْرَ هَاوِيَةٌ تُلَمْلِمُ مَا انْسَحى

مازالَ رَبُّ السِّجنِ مِنْتَبِذًا دَمي=تِلْقَاءَ سَكْرَتِهِ يَجُرُّ المَذْبَحا؟!

حَتَّى إذا انْسَلَخَ الضِّياءُ عَنِ الدُّجى=سَقَطَ الزَّمانُ على الثَّرى مُتَرَنِّحا

والهَاربونَ إلى المَقَابِرِ أمَّةٌ=حُبْلى بِمَهْدِيِّ القِيَامَةِ مِنْ جُحا!

حسين العقدي

إيمان محمد ديب طهماز
12-17-2018, 06:24 PM
اُلآن, في المنفى.... نَعَمْ في البيِت،
في السِّتينَ من عُمْرٍ سريعٍ
يُوقدون الشَّمْعَ لَكْ

فافرَحْ, بأقصى ما استطعتَ من الهدوء,
لأنَّ موتاً طائشاً ضَلَّ الطريقَ إليك
من فرط الزحام.... وأَجَّلكْ

قَمَرٌ فضوليُّ على الأطلال,
يضحك كالغبيّ
فلا تصدِّقْ أنه يدنو لكي يستقبلَكْ
هُوَ, في وظيفته القديمِة، مثل آذارَ
الجديِد .... أَعادَ للأشجار أَسماءَ الحنينِ
وأَهمَلكْ

فلتحتفلْ مع أَصدقائكَ بانكسار الكأس.
في الستين لن تَجِدَ الغَدَ الباقي
لتحملَهُ على كَتِفِ النشيد..... ويحملَكْ

قُلْ للحياةِ, كما يليقُ بشاعرٍ متمِّرسٍ:
سِيري ببطء كالإناث الواثقات بسحرهنَّ
وكيدهنَّ. لكلِّ واحدةٍ نداءٌ ما خفيٌّ:
هَيْتَ لَكْ/ ما أَجملَكْ!

سيري ببطءٍ, يا حياةُ, لكي أَراك
بِكامل النُقْصَان حولي. كم نسيتُكِ في
خضمِّكِ باحثاً عنِّي وعنكِ. وكُلَّما أدركتُ
سرّاً منك قُلْتِ بقسوةٍ: ما أَجهلَكْ!

قُلْ للغياب: نَقَصْتَني
وأَنا حضرتُ... لأُكْملَكْ!


محمود درويش

ضياء شمس الأصيل
12-22-2018, 10:20 AM
...

J'AI FAIM
(Keziban YIGIT)

Mon estomac ne contient plus les aliments
de la souffrance, il ne digère plus
les regards assaisonnés de pitié.
Il a faim de guerres sourdes
et non de fades discours.
Il a soif de liqueur d'amour et
non de vinasse empoisonnée.
Je revendique le droit de manger des plats
qui me donne l'appétit de vivre.
Je revendique le droit de gôuter un jour
a une poignée de sourire trempée
dans du caramel pur.

...

إيمان محمد ديب طهماز
01-01-2019, 10:59 PM
و رأيته يبكي و يمسح أدمعه..
يخفي الحزَن ..
و يصد عن عينٍ تراه ..
ماذا دهاه ..
و دنوت أسأله من الذي قد أوجعك ..
قل لي بربك ما جرى حتى بكيت !

حتى خلوتَ و مدمعك !
فيم البكاء و ما الذي قد أحزنك ..
فيم التألم و الأسى ..
فيم الدموع و حرقةٌ كتّمتها ؟!
ما أدمعك ؟

فازداد يبكي قلبُه !
و العين أوجعها السكوت !
فحضنتهُ .. ما أسكتك ؟
ما لي أراك مع انكسارك جاثيًا ..
من آلمك !!

فلوى بضعف وجهه
وأناخ يطرق رأسه
والقهر ملء عيونهِ
كظم الدموع فلم يرم
فبكى على كتفي الندم
و رمى عليّ تأوّها و تنهّدًا
وَيْ !
يا أنا من جرّحك!

و جعلتُ أحضنُ وجهه ..
و أقول كف عن العناء ..
و الله لا يخزيك ربك فاتئد ..
إني محبك ها هنا ..
آويته و جعلت أهمس رحمةً
لا تبتئس !

يا واصلاً كل الرحم
يا من صدقت بما حكيت ..
يا من تجود فما بخلت !
و إذا أتيت كما الندى ..
حرموك ثم منحتهم ..
يا من عفوت ..
يا طيّبًا سامحتهم

يا حاملًا كل الكسور و راحمًا..
لا تنكسر !
لا تنس أنك ما ظلمت ..
و إذا دهتك مصائبٌ لله رحت ..
كانوا لأنفسهم و أنت بوحدةٍ .. لله كنت !

كانت تلذ قلوبهم بالآه منك
وإذا رأيت كسورهم رُحما بكيت
وإذا سجدت ذكرتهم
يا حانيا رغم الوجع
يا مقبلا رغم الصدود
يا باسما رغم الجحود
لله أنت !

يا من تسرُّ الجرح إنك محسنٌ
وتسير في الدنيا لغيرك..ليس لك
وحرمت نفسك مانحًا راحاتها
للناس لنت..
ما انفض من حول الحنان سوى الخؤونُ
و قد وفيت

لا تبك من رحلوا و تتعب .. أنت أنت..
راحوا و ردوا .. أنت أنت ..
سكتوا و قالوا .. أنت أنت ..
يا أيها المملوء حبًا دمت في كنف الرحيم و لا عليك!

الطيبون لبعضهم
و المرء مثل خليلهِ
و تشابهت فينا القلوب
و أنا أحبك لا تهن ..
و أنا أريدك في الحياة
و أنا أغيب و أنت بي ..
و تغيب عني أنت لي

لا عشتُ إن ذقتَ المواجع فارتضيت لك الوجع !
أنا قرب قلبك كي تحس براحةٍ ..
آتي لآخذ ما اشتكيت من الهموم
و لترمه حبًا عليّ !
و أجيء لك ..

أنت العزيز على حبيبك في الورى !
وأسير في الدنيا بحبك جاهرًا
لا تقربوه ولا تروموا ضرهُ
لا تجرحوه ولا تكونوا ضدهُ
أنت الذي أحببته
في الناس أنت

كادوا تولّ و لا تخف ..
و اذكر إلهك و اطمئن ..
حفروا فأبشر . لا تهن
فلسوف أسقط هانئًا في البئر عنك
إني هنا .. كي تستريح من العنا ..
و أنا الأحق بصاحبي
قلبي عليك ..

و إذا أكون .. إذا أفارق صاحبي
فالله لك
ما كنت إلا حارسًا منه عليك
أوصيك نفسك لا تذب ..
أوصيك فيها كن بخير ..
و إذا أغيب أنا هنا
و هناك أنت

وجلست عند كفوفه
وجعلت أطلب سعدهُ ..
أخذت أضحكه فأسرف في الضحك ..
فتبسمت روحي و قلت كما القمر
فازداد حسنًا ثم أشرق وجهه
و الشمس أدركت القمر !

لا دام أمر أتعبك
دام احتضانك للحياة
إذ لا يليق بك القنوط
دام ارتياحك للأمل
و رأيته- والكون يبسم -يبتسم
ربي و ربك أسعدك
لله أنت 💞..

أمل الشيخ

رحيل
01-02-2019, 03:24 AM
https://youtu.be/WzoYJXiSCII

محمود الجندي
01-02-2019, 06:33 AM
https://upload.wikimedia.org/wikipedia/commons/thumb/2/2a/MahmoudDarwish.jpg/267px-MahmoudDarwish.jpg

صباح الحروف النادرة يا قيثارة العطاء
تنحني زهور الحرف إجلالا و تعظيماً لِما نثر هُنا
من دُرر ولآلئ ستظل خالدة في صفحات
كِتاب الأدب النفيس و ذاكرة الأدباء العتيقة !

https://i.pinimg.com/236x/fb/03/b0/fb03b00f48b3881c1ebf1c619fa39e4b--jasmine.jpg
محبرة الذوق الرفيع
الأديبة الشاعرة القديرة إيمان محمد
لي عودة بمشيئة الرحمن
صباحُكِ معطر بشذى الياسمين الدمشقي الفاخر

محمود الجندي
01-02-2019, 06:40 AM
https://upload.wikimedia.org/wikipedia/commons/thumb/2/2a/MahmoudDarwish.jpg/267px-MahmoudDarwish.jpg

نصبوا الصليب على الجدار

فكّوا السلاسل عن يدي.

و السوط مروحة.و دقات النعال

لحن يصفر: سيدي!

و يقول للموتى: حذار !

_يا أنت !

قال نباح وحش:

أعطيك دربك لو سجدت

أمام عرشي سجدتين !

و لثمت كفي، في حياء، مرتين

أو ..

تعتلي خشب الصليب

شهيدأغنية.. و شمس!

ما كنت أول حامل إكليل شوك

لأقول للسمراء: إبكي!

يا من أحبك، مثل إيماني ،

ولاسمك في فمي المغموس

بالعطش المعفر بالغبار

طعم النبيذ إذا تعتق في الجرار!

ما كنت أول حامل إكليل شوك

لأقول: إبكي!

فعسى صليبي صهوة،

و الشوك فوق جبيني المنقوش

بالدم و الندى

إكليل غار!

و عساي آخر من يقول:

أنا تشهيت الردى !

شهيد الأغنية
الأسطورة الخالدة محمود درويش

سيرين
01-02-2019, 12:56 PM
لماذا استبدلت رشاشك بآلة حاسبة في مكتب مقاولاتك؟
لماذا حين تقبّلني، تفوح منك رائحة أدوية التحنيط الجثثية؟
لماذا لأنفاسك لسعة صقيع مزرق؟
لقد كنتُ دائماً مخلوقة فضولية، تتجسّس على حبها. ترصد
سعاله ونبضه وإيقاع قلبه وتحلّل دمه "الايديولوجي". فلماذا لم
أعد أسمع من حناجرك غير عواء ذئاب نهمة في عراء التاريخ؟
ولماذا يطير البعوض من عينيك الآسنتين؟
لماذا تريد أن أقدّسك سواء أحببتك أم لا ؟
لماذا تحقد على جناحيّ وتحاول إقناعي بقصّهما إكراماً
لمقولات الكبت الصفراء؟
لماذا تحقد على لقمان الحكيم؟
لماذا حبك أسوأ من الكراهية؟
لماذا تعشق النار وتكره الضوء؟
لماذا شاءت لي أقداري أن أولد تحت خيمتك؟
ولماذا تكره كلمة لماذا؟

غادة السمان

\..:34:

أحمد الهاملي
01-02-2019, 01:12 PM
أحبكِ أحبكِ والبقية تأتي


حديثك سجادةٌ فارسيه..
وعيناك عصفوتان دمشقيتان..
تطيران بين الجدار وبين الجدار..
وقلبي يسافر مثل الحمامة فوق مياه يديك،
ويأخذ قيلولةً تحت ظل السوار..
وإني أحبك..
لكن أخاف التورط فيك،
أخاف التوحد فيك،
أخاف التقمص فيك،
فقد علمتني التجارب أن أتجنب عشق النساء،
وموج البحار..
أنا لا أناقش حبك.. فهو نهاري
ولست أناقش شمس النهار
أنا لا أناقش حبك..
فهو يقرر في أي يوم سيأتي.. وفي أي يومٍ سيذهب..
وهو يحدد وقت الحوار، وشكل الحوار..
***
دعيني أصب لك الشاي،
أنت خرافية الحسن هذا الصباح،
وصوتك نقشٌ جميلٌ على ثوب مراكشيه
وعقدك يلعب كالطفل تحت المرايا..
ويرتشف الماء من شفة المزهريه
دعيني أصب لك الشاي، هل قلت إني أحبك؟
هل قلت إني سعيدٌ لأنك جئت..
وأن حضورك يسعد مثل حضور القصيده
ومثل حضور المراكب، والذكريات البعيده..
***
دعيني أترجم بعض كلام المقاعد وهي ترحب فيك..
دعيني، أعبر عما يدور ببال الفناجين،
وهي تفكر في شفتيك..
وبال الملاعق، والسكريه..
دعيني أضيفك حرفاً جديداً..
على أحرف الأبجديه..
دعيني أناقض نفسي قليلاً
وأجمع في الحب بين الحضارة والبربريه..
***
- أأعجبك الشاي؟
- هل ترغبين ببعض الحليب؟
- وهل تكتفين –كما كنت دوماً- بقطعة سكر؟
- وأما أنا فأفضل وجهك من غير سكر..
.................................................. .............
.................................................. .............
.................................................. .............
أكرر للمرة الألف أني أحبك..
كيف تريدينني أن أفسر ما لا يفسر؟
وكيف تريدينني أن أقيس مساحة حزني؟
وحزني كالطفل.. يزداد في كل يوم جمالاً ويكبر..
دعيني أقول بكل اللغات التي تعرفين والتي لا تعرفين..
أحبك أنت..
دعيني أفتش عن مفرداتٍ..
تكون بحجم حنيني إليك..
وعن كلماتٍ.. تغطي مساحة نهديك..
بالماء، والعشب، والياسمين
دعيني أفكر عنك..
وأشتاق عنك..
وأبكي، وأضحك عنك..
وألغي المسافة بين الخيال وبين اليقين..
***
دعيني أنادي عليك، بكل حروف النداء..
لعلي إذا ما تغرغرت باسمك، من شفتي تولدين
دعيني أؤسس دولة عشقٍ..
تكونين أنت المليكة فيها..
وأصبح فيها أنا أعظم العاشقين..
دعيني أقود انقلاباً..
يوطد سلطة عينيك بين الشعوب،
دعيني.. أغير بالحب وجه الحضارة..
أنت الحضارة.. أنت التراث الذي يتشكل في باطن الأرض
منذ ألوف السنين..
***
أحبك..
كيف تريديني أن أبرهن أن حضورك في الكون،
مثل حضور المياه،
ومثل حضور الشجر
وأنك زهرة دوار شمسٍ..
وبستان نخلٍ..
وأغنيةٌ أبحرت من وتر..
دعيني أقولك بالصمت..
حين تضيق العبارة عما أعاني..
وحين يصير الكلام مؤامرةً أتورط فيها.
وتغدو القصيدة آنيةً من حجر..
***
دعيني..
أقولك ما بين نفسي وبيني..
وما بين أهداب عيني، وعيني..
دعيني..
أقولك بالرمز، إن كنت لا تثقين بضوء القمر..
دعيني أقولك بالبرق،
أو برذاذ المطر..
دعيني أقدم للبحر عنوان عينيك..
إن تقبلي دعوتي للسفر..
لماذا أحبك؟
إن السفينة في البحر، لا تتذكر كيف أحاط بها الماء..
لا تتذكر كيف اعتراها الدوار..
لماذا أحبك؟
إن الرصاصة في اللحم لا تتساءل من أين جاءت..
وليست تقدم أي اعتذار..
***
لماذا أحبك.. لا تسأليني..
فليس لدي الخيار.. وليس لديك الخيار..


نزار قباني.

إيمان محمد ديب طهماز
01-02-2019, 08:25 PM
أتاني بعدَ فرقتنا سلامٌ
فكيفَ وعذَّلي حولي أتاني
تقولُ أأنت لا تنفكُّ حياً
تعاني من هوانا ما تعاني
كفى هجراً فقد أصبحتُ نضوا
تمرُّ بي العيونُ ولا تراني
ولو هبَّ النسيمُ عليَّ يوماً
لزحزحني وربكِ عن مكاني
وها أنا حينَ أنظمُ فيكِ شعراً
أكادُ أكونُ فيهِ من المعاني
لو أنَّ الحورَ حولي قد تجلَّتْ
لجدَ الناسُ في طلبِ الجنانِ

الرافعي

محمود الجندي
01-04-2019, 09:06 AM
http://samanews.ps/ar/thumb.php?src=uploads/images/b4919099d9d9bda64a951ad4b014cc38.jpg&w=420&h=296&zc=1

أيتها العرافة المقدَّسةْ ..

جئتُ إليك .. مثخناً بالطعنات والدماءْ

أزحف في معاطف القتلى، وفوق الجثث المكدّسة

منكسر السيف، مغبَّر الجبين والأعضاءْ.

أسأل يا زرقاءْ ..

عن فمكِ الياقوتِ عن، نبوءة العذراء

عن ساعدي المقطوع.. وهو ما يزال ممسكاً بالراية المنكَّسة

عن صور الأطفال في الخوذات.. ملقاةً على الصحراء

عن جاريَ الذي يَهُمُّ بارتشاف الماء..

فيثقب الرصاصُ رأسَه .. في لحظة الملامسة !

عن الفم المحشوِّ بالرمال والدماء !!

أسأل يا زرقاء ..

عن وقفتي العزلاء بين السيف .. والجدارْ !

عن صرخة المرأة بين السَّبي. والفرارْ ؟

كيف حملتُ العار..

ثم مشيتُ ؟ دون أن أقتل نفسي ؟ ! دون أن أنهار ؟ !

ودون أن يسقط لحمي .. من غبار التربة المدنسة ؟ !

تكلَّمي أيتها النبية المقدسة

تكلمي .. باللهِ .. باللعنةِ .. بالشيطانْ

لا تغمضي عينيكِ، فالجرذان ..

تلعق من دمي حساءَها .. ولا أردُّها !

تكلمي ... لشدَّ ما أنا مُهان

لا اللَّيل يُخفي عورتي .. كلا ولا الجدران !

ولا اختبائي في الصحيفة التي أشدُّها ..

ولا احتمائي في سحائب الدخان !

.. تقفز حولي طفلةٌ واسعةُ العينين .. عذبةُ المشاكسة

( - كان يَقُصُّ عنك يا صغيرتي .. ونحن في الخنادْق

فنفتح الأزرار في ستراتنا .. ونسند البنادقْ

وحين مات عَطَشاً في الصحَراء المشمسة ..

رطَّب باسمك الشفاه اليابسة ..

وارتخت العينان !)

فأين أخفي وجهيَ المتَّهمَ المدان ؟

والضحكةَ الطروب : ضحكتهُ..

والوجهُ .. والغمازتانْ ! ؟

* * *

أيتها النبية المقدسة ..

لا تسكتي .. فقد سَكَتُّ سَنَةً فَسَنَةً ..

لكي أنال فضلة الأمانْ

قيل ليَ "اخرسْ .."

فخرستُ .. وعميت .. وائتممتُ بالخصيان !

ظللتُ في عبيد ( عبسِ ) أحرس القطعان

أجتزُّ صوفَها ..

أردُّ نوقها ..

أنام في حظائر النسيان

طعاميَ : الكسرةُ .. والماءُ .. وبعض الثمرات اليابسة .

وها أنا في ساعة الطعانْ

ساعةَ أن تخاذل الكماةُ .. والرماةُ .. والفرسانْ

دُعيت للميدان !

أنا الذي ما ذقتُ لحمَ الضأن ..

أنا الذي لا حولَ لي أو شأن ..

أنا الذي أقصيت عن مجالس الفتيان ،

أدعى إلى الموت .. ولم أدع الى المجالسة !!

تكلمي أيتها النبية المقدسة

تكلمي .. تكلمي ..

فها أنا على التراب سائلٌ دمي

وهو ظمئُ .. يطلب المزيدا .

أسائل الصمتَ الذي يخنقني :

" ما للجمال مشيُها وئيدا .. ؟! "

أجندلاً يحملن أم حديدا .. ؟!"

فمن تُرى يصدُقْني ؟

أسائل الركَّع والسجودا

أسائل القيودا :

" ما للجمال مشيُها وئيدا .. ؟! "

" ما للجمال مشيُها وئيدا .. ؟! "

أيتها العَّرافة المقدسة ..

ماذا تفيد الكلمات البائسة ؟

قلتِ لهم ما قلتِ عن قوافل الغبارْ ..

فاتهموا عينيكِ، يا زرقاء، بالبوار !

قلتِ لهم ما قلتِ عن مسيرة الأشجار ..

فاستضحكوا من وهمكِ الثرثار !

وحين فُوجئوا بحدِّ السيف : قايضوا بنا ..

والتمسوا النجاةَ والفرار !

ونحن جرحى القلبِ ،

جرحى الروحِ والفم .

لم يبق إلا الموتُ ..

والحطامُ ..

والدمارْ ..

وصبيةٌ مشرّدون يعبرون آخرَ الأنهارْ

ونسوةٌ يسقن في سلاسل الأسرِ،

وفي ثياب العارْ

مطأطئات الرأس.. لا يملكن إلا الصرخات الناعسة !

ها أنت يا زرقاءْ

وحيدةٌ ... عمياءْ !

وما تزال أغنياتُ الحبِّ .. والأضواءْ

والعرباتُ الفارهاتُ .. والأزياءْ !

فأين أخفي وجهيَ المُشَوَّها

كي لا أعكِّر الصفاء .. الأبله.. المموَّها.

في أعين الرجال والنساءْ !؟

وأنت يا زرقاء ..

وحيدة .. عمياء !

وحيدة .. عمياء !

https://lh3.googleusercontent.com/-_dhuJX_5JFM/Ws6ApXYxsCI/AAAAAAAAvqs/1XiGnCMi1SYNg8exaWC5C5Jamp-jCS5OgCJoC/w530-h619-n-rw/aviary_1523480550912.jpg
الشاعر المصري الكبير أمل دنقل
و البكاء بين يدي زرقاء اليمامة

أحمد الهاملي
01-04-2019, 06:35 PM
لا تصالح


(1 )

لا تصالحْ!
..ولو منحوك الذهب
أترى حين أفقأ عينيك
ثم أثبت جوهرتين مكانهما..
هل ترى..؟
هي أشياء لا تشترى..:
ذكريات الطفولة بين أخيك وبينك،
حسُّكما - فجأةً - بالرجولةِ،
هذا الحياء الذي يكبت الشوق.. حين تعانقُهُ،
الصمتُ - مبتسمين - لتأنيب أمكما..
وكأنكما
ما تزالان طفلين!
تلك الطمأنينة الأبدية بينكما:
أنَّ سيفانِ سيفَكَ..
صوتانِ صوتَكَ
أنك إن متَّ:
للبيت ربٌّ
وللطفل أبْ
هل يصير دمي -بين عينيك- ماءً؟
أتنسى ردائي الملطَّخَ ..
تلبس -فوق دمائي- ثيابًا مطرَّزَةً بالقصب؟
إنها الحربُ!
قد تثقل القلبَ..
لكن خلفك عار العرب
لا تصالحْ..
ولا تتوخَّ الهرب!
(2)
لا تصالح على الدم.. حتى بدم!
لا تصالح! ولو قيل رأس برأسٍ
أكلُّ الرؤوس سواءٌ؟
أقلب الغريب كقلب أخيك؟!
أعيناه عينا أخيك؟!
وهل تتساوى يدٌ.. سيفها كان لك
بيدٍ سيفها أثْكَلك؟
سيقولون:
جئناك كي تحقن الدم..
جئناك. كن -يا أمير- الحكم
سيقولون:
ها نحن أبناء عم.
قل لهم: إنهم لم يراعوا العمومة فيمن هلك
واغرس السيفَ في جبهة الصحراء
إلى أن يجيب العدم
إنني كنت لك
فارسًا،
وأخًا،
وأبًا،
ومَلِك!
(3)
لا تصالح ..
ولو حرمتك الرقاد
صرخاتُ الندامة
وتذكَّر..
(إذا لان قلبك للنسوة اللابسات السواد ولأطفالهن الذين تخاصمهم الابتسامة)
أن بنتَ أخيك "اليمامة"
زهرةٌ تتسربل -في سنوات الصبا-
بثياب الحداد
كنتُ، إن عدتُ:
تعدو على دَرَجِ القصر،
تمسك ساقيَّ عند نزولي..
فأرفعها -وهي ضاحكةٌ-
فوق ظهر الجواد
ها هي الآن.. صامتةٌ
حرمتها يدُ الغدر:
من كلمات أبيها،
ارتداءِ الثياب الجديدةِ
من أن يكون لها -ذات يوم- أخٌ!
من أبٍ يتبسَّم في عرسها..
وتعود إليه إذا الزوجُ أغضبها..
وإذا زارها.. يتسابق أحفادُه نحو أحضانه،
لينالوا الهدايا..
ويلهوا بلحيته (وهو مستسلمٌ)
ويشدُّوا العمامة..
لا تصالح!
فما ذنب تلك اليمامة
لترى العشَّ محترقًا.. فجأةً،
وهي تجلس فوق الرماد؟!
(4)
لا تصالح
ولو توَّجوك بتاج الإمارة
كيف تخطو على جثة ابن أبيكَ..؟
وكيف تصير المليكَ..
على أوجهِ البهجة المستعارة؟
كيف تنظر في يد من صافحوك..
فلا تبصر الدم..
في كل كف؟
إن سهمًا أتاني من الخلف..
سوف يجيئك من ألف خلف
فالدم -الآن- صار وسامًا وشارة
لا تصالح،
ولو توَّجوك بتاج الإمارة
إن عرشَك: سيفٌ
وسيفك: زيفٌ
إذا لم تزنْ -بذؤابته- لحظاتِ الشرف
واستطبت- الترف
(5)
لا تصالح
ولو قال من مال عند الصدامْ
".. ما بنا طاقة لامتشاق الحسام.."
عندما يملأ الحق قلبك:
تندلع النار إن تتنفَّسْ
ولسانُ الخيانة يخرس
لا تصالح
ولو قيل ما قيل من كلمات السلام
كيف تستنشق الرئتان النسيم المدنَّس؟
كيف تنظر في عيني امرأة..
أنت تعرف أنك لا تستطيع حمايتها؟
كيف تصبح فارسها في الغرام؟
كيف ترجو غدًا.. لوليد ينام
-كيف تحلم أو تتغنى بمستقبلٍ لغلا
وهو يكبر -بين يديك- بقلب مُنكَّس؟
لا تصالح
ولا تقتسم مع من قتلوك الطعام
وارْوِ قلبك بالدم..
واروِ التراب المقدَّس..
واروِ أسلافَكَ الراقدين..
إلى أن تردَّ عليك العظام!
(6)
لا تصالح
ولو ناشدتك القبيلة
باسم حزن "الجليلة"
أن تسوق الدهاءَ
وتُبدي -لمن قصدوك- القبول
سيقولون:
ها أنت تطلب ثأرًا يطول
فخذ -الآن- ما تستطيع:
قليلاً من الحق..
في هذه السنوات القليلة
إنه ليس ثأرك وحدك،
لكنه ثأر جيلٍ فجيل
وغدًا..
سوف يولد من يلبس الدرع كاملةً
يوقد النار شاملةً،
يطلب الثأرَ،
يستولد الحقَّ،
من أَضْلُع المستحيل
لا تصالح
ولو قيل إن التصالح حيلة
إنه الثأرُ
تبهتُ شعلته في الضلوع..
إذا ما توالت عليها الفصول..
ثم تبقى يد العار مرسومة (بأصابعها الخمس)
فوق الجباهِ الذليلة!
(7)
لا تصالحْ، ولو حذَّرتْك النجوم
ورمى لك كهَّانُها بالنبأ..
كنت أغفر لو أنني متُّ..
ما بين خيط الصواب وخيط الخطأ.
لم أكن غازيًا،
لم أكن أتسلل قرب مضاربهم
أو أحوم وراء التخوم
لم أمد يدًا لثمار الكروم
أرض بستانِهم لم أطأ
لم يصح قاتلي بي: "انتبه"
كان يمشي معي..
ثم صافحني..
ثم سار قليلاً
ولكنه في الغصون اختبأ!
فجأةً:
ثقبتني قشعريرة بين ضلعين..
واهتزَّ قلبي -كفقاعة- وانفثأ!
وتحاملتُ، حتى احتملت على ساعديَّ
فرأيتُ: ابن عمي الزنيم
واقفًا يتشفَّى بوجه لئيم
لم يكن في يدي حربةٌ
أو سلاح قديم،
لم يكن غير غيظي الذي يتشكَّى الظمأ
(8)
لا تصالحُ..
إلى أن يعود الوجود لدورته الدائرة:
النجوم.. لميقاتها
والطيور.. لأصواتها
والرمال.. لذراتها
والقتيل لطفلته الناظرة
كل شيء تحطم في لحظة عابرة:
الصبا - بهجةُ الأهل - صوتُ الحصان - التعرفُ بالضيف - همهمةُ القلب حين يرى برعماً في الحديقة يذوي - الصلاةُ لكي ينزل المطر الموسميُّ - مراوغة القلب حين يرى طائر الموتِ
وهو يرفرف فوق المبارزة الكاسرة
كلُّ شيءٍ تحطَّم في نزوةٍ فاجرة
والذي اغتالني: ليس ربًا..
ليقتلني بمشيئته
ليس أنبل مني.. ليقتلني بسكينته
ليس أمهر مني.. ليقتلني باستدارتِهِ الماكرة
لا تصالحْ
فما الصلح إلا معاهدةٌ بين ندَّينْ..
(في شرف القلب)
لا تُنتقَصْ
والذي اغتالني مَحضُ لصْ
سرق الأرض من بين عينيَّ
والصمت يطلقُ ضحكته الساخرة!
(9)
لا تصالح
ولو وقفت ضد سيفك كل الشيوخ
والرجال التي ملأتها الشروخ
هؤلاء الذين يحبون طعم الثريد وامتطاء العبيد
هؤلاء الذين تدلت عمائمهم فوق أعينهم
وسيوفهم العربية قد نسيت سنوات الشموخ
لا تصالح
فليس سوى أن تريد
أنت فارسُ هذا الزمان الوحيد
وسواك.. المسوخ!
(10)
لا تصالح
لا تصالحْ

أمل دنقل.

محمود الجندي
01-05-2019, 06:30 AM
http://static.tumblr.com/bwbcso8/DCHm5s8gu/__1.png

لنفترق قليلا..

لخيرِ هذا الحُبِّ يا حبيبي

وخيرنا..

لنفترق قليلا

لأنني أريدُ أن تزيدَ في محبتي

أريدُ أن تكرهني قليلا

بحقِّ ما لدينا..

من ذِكَرٍ غاليةٍ كانت على كِلَينا..

بحقِّ حُبٍّ رائعٍ..

ما زالَ منقوشاً على فمينا

ما زالَ محفوراً على يدينا..

بحقِّ ما كتبتَهُ.. إليَّ من رسائلِ..

ووجهُكَ المزروعُ مثلَ وردةٍ في داخلي..

وحبكَ الباقي على شَعري على أناملي

بحقِّ ذكرياتنا

وحزننا الجميلِ وابتسامنا

وحبنا الذي غدا أكبرَ من كلامنا

أكبرَ من شفاهنا..

بحقِّ أحلى قصةِ للحبِّ في حياتنا

أسألكَ الرحيلا

لنفترق أحبابا..

فالطيرُ في كلِّ موسمٍ..

تفارقُ الهضابا..

والشمسُ يا حبيبي..

تكونُ أحلى عندما تحاولُ الغيابا

كُن في حياتي الشكَّ والعذابا

كُن مرَّةً أسطورةً..

كُن مرةً سرابا..

وكُن سؤالاً في فمي

لا يعرفُ الجوابا

من أجلِ حبٍّ رائعٍ

يسكنُ منّا القلبَ والأهدابا

وكي أكونَ دائماً جميلةً

وكي تكونَ أكثر اقترابا

أسألكَ الذهابا..

لنفترق.. ونحنُ عاشقان..

لنفترق برغمِ كلِّ الحبِّ والحنان

فمن خلالِ الدمعِ يا حبيبي

أريدُ أن تراني

ومن خلالِ النارِ والدُخانِ

أريدُ أن تراني..

لنحترق.. لنبكِ يا حبيبي

فقد نسينا

نعمةَ البكاءِ من زمانِ

لنفترق..

كي لا يصيرَ حبُّنا اعتيادا

وشوقنا رمادا..

وتذبلَ الأزهارُ في الأواني..

كُن مطمئنَّ النفسِ يا صغيري

فلم يزَل حُبُّكَ ملء العينِ والضمير

ولم أزل مأخوذةً بحبكَ الكبير

ولم أزل أحلمُ أن تكونَ لي..

يا فارسي أنتَ ويا أميري

لكنني.. لكنني..

أخافُ من عاطفتي

أخافُ من شعوري

أخافُ أن نسأمَ من أشواقنا

أخاف من وِصالنا..

أخافُ من عناقنا..

فباسْمِ حبٍّ رائعٍ

أزهرَ كالربيعِ في أعماقنا..

أضاءَ مثلَ الشمسِ في أحداقنا

وباسم أحلى قصةٍ للحبِّ في زماننا

أسألك الرحيلا..

حتى يظلَّ حبنا جميلا..

حتى يكون عمرُهُ طويلا..

أسألكَ الرحيلا.

http://1.bp.blogspot.com/-C55p2lQ9MO8/VfkepzVtS4I/AAAAAAAAAD0/ZFNH-a21VFk/s1600/nizar.png

سيرين
01-05-2019, 11:44 AM
ماذا أقول له لو جاء يسألني.. إن كنت أكرهه أو كنت أهواه؟
ماذا أقول ، إذا راحت أصابعه تلملم الليل عن شعري وترعاه؟
وكيف أسمح أن يدنو بمقعده؟ وأن تنام على خصري ذراعاه؟
غدا إذا جاء .. أعطيه رسائله ونطعم النار أحلى ما كتبناه
حبيبتي! هل أنا حقا حبيبته؟ وهل أصدق بعد الهجر دعواه؟
أما انتهت من سنين قصتي معه؟ ألم تمت كخيوط الشمس ذكراه؟
أما كسرنا كؤوس الحب من زمن فكيف نبكي على كأس كسرناه؟
رباه.. أشياؤه الصغرى تعذبني فكيف أنجو من الأشياء رباه؟
هنا جريدته في الركن مهملة هنا كتاب معا .. كنا قرأناه
على المقاعد بعض من سجائره وفي الزوايا .. بقايا من بقاياه..
ما لي أحدق في المرآة .. أسألها بأي ثوب من الأثواب ألقاه
أأدعي أنني أصبحت أكرهه؟ وكيف أكره من في الجفن سكناه؟
وكيف أهرب منه؟ إنه قدري هل يملك النهر تغييرا لمجراه؟
أحبه .. لست أدري ما أحب به حتى خطاياه ما عادت خطاياه
الحب في الأرض . بعض من تخيلنا لو لم نجده عليها .. لاخترعناه
ماذا أقول له لو جاء يسألني إن كنت أهواه. إني ألف أهواه..
نزار القباني .. وما اروعها بصوت نجاة تحفة

\..:34:

أحمد الهاملي
01-05-2019, 09:00 PM
عندما يهطل المطر من بين بنانها،
وعندما يسيل الشُّهدُ من شفتيها
كان لا بد من أن تكون بنانها أنامل سكر،
وكان لا بد لنزار قباني أن يتغزل في أناملها، كما أموت أنا بين ذاك الثَّغر،
وتلك البنان /


أنامل

لمحتها .. إذ نسلت
قفازها المعطرا
وقالت : هل ترى ؟
أرشق من أصابعي
أنظر يدي .. وانفلت
الحرير فوقي أنهرا
معي يدٌ جميلةٌ
تغزل شمعاً أصفرا
من النجوم قطرا
ترشق دربي جوهرا
أناملٌ .. كأضلع البيان
مرصوفةٌ ، ترجو بنان
عازفٍ لتجهرا
في النور خاتم الهوى
غفا شراعاً أشقرا
مغنياً مستبشرا
أرجوك .. ردي مخلباً
أخاف إن جن الهوى
أن تشهريه خنجرا
***
في النور خاتم الهوى
غفا شراعاً أشقرا
حط على إصبعها
مغنياً مستبشرا
أرجوك .. ردي مخلباً
عني ، غميساً أحمرا ..
أخاف إن جن الهوى
أن تشهريه خنجرا

نزار قباني.

رشا عرابي
01-08-2019, 01:56 AM
‏ماذا دَهاكِ؟!
كأنّ قَلبَكِ صَخْرةٌ صَمّاءُ،
كيفَ! وكُنتِ قلبَ الماءِ
-
أجّلْتُ عن عَيْنيكِ
كلّ سَحابةٍ حُبْلَىٰ
وجِئتُكِ والظَّمَاءُ رِدائي
-
مِن كلّ سَمٍّ،
ناضِحٌ بقَصِيدِهِ حَصْرًا عَليكِ،
وذاكَ بعضُ وفائي
-
اللهَ مِن قلبٍ! تَشظّىٰ واصِلًا
قلبًا يَلَذُّ علىٰ السِّنِينِ جَفائي!.

محمود الجندي
01-08-2019, 06:12 AM
http://1.bp.blogspot.com/-13CAya7XO1I/T99n2VQiakI/AAAAAAAAAGI/kMmPKQB1FFI/s1600/lf50qafq.jpg
وقفت تحدق في الطريق

وخلف عينيها جراح اليأس

تعصف بالبريق..

وعبيرها يتوسد النسمات

محمولا كأشلاء الغريق

والشمس تترك للضياع ثيابها

ويغوص منها السحر في بحر سحيق

وعلى جدائل شعرها

جلس العذاب وراح في نوم عميق

ماتت على فمها ابتسامة عاشق

فغدت بقايا من رحيق

* * *

ودنوت منها في أسى وسـألتها:

لم يا حبيبة كل أيامي وقفت على الطريق؟

ضحكت وقالت: كنت يوما..!!

هل تراك الآن تسخر

بعدما انتحر البريق؟

الآن صرت إلى الطريق

أقضي الصباح صديقة

يأتي المساء.. مع الرفيق

ما أتعس الدنيا إذا صرنا مع الأيام

شيئا في طريق

http://3.bp.blogspot.com/-34Kvljj2bLs/UhH92hFMwYI/AAAAAAAAGMw/Jsn95ROGYSw/s1600/%D9%81%D8%A7%D8%B1%D9%88%D9%82+%D8%AC%D9%88%D9%8A% D8%AF%D9%87+2.jpg

محمود الجندي
01-09-2019, 09:59 AM
https://pbs.twimg.com/media/Cbo5woRWwAAbnW9.jpg

هذي دمشقُ وهذي الكأسُ والرّاحُ
إنّي أحبُّ وبعـضُ الحـبِّ ذبّاحُ
أنا الدمشقيُّ لو شرّحتمُ جسدي
لسـالَ منهُ عناقيـدٌ وتفـّاحُ
و لو فتحـتُم شراييني بمديتكـم
سمعتمُ في دمي أصواتَ من راحوا
زراعةُ القلبِ تشفي بعضَ من عشقوا
وما لقلـبي –إذا أحببـتُ- جـرّاحُ
الا تزال بخير دار فاطمة
فالنهد مستنفر و الكحل صبّاح
ان النبيذ هنا نار معطرة فهل
عيون نساء الشام أقداح
مآذنُ الشّـامِ تبكـي إذ تعانقـني
و للمـآذنِ كالأشجارِ أرواحُ
للياسمـينِ حقـولٌ في منازلنـا
وقطّةُ البيتِ تغفو حيثُ ترتـاحُ
طاحونةُ البنِّ جزءٌ من طفولتنـا
فكيفَ أنسى؟ وعطرُ الهيلِ فوّاحُ
هذا مكانُ "أبي المعتزِّ" منتظرٌ
ووجهُ "فائزةٍ" حلوٌ و لمـاحُ
هنا جذوري هنا قلبي هنا لغـتي
فكيفَ أوضحُ؟ هل في العشقِ إيضاحُ؟
كم من دمشقيةٍ باعـت أسـاورَها
حتّى أغازلها والشعـرُ مفتـاحُ
أتيتُ يا شجرَ الصفصافِ معتذراً
فهل تسامحُ هيفاءٌ ووضّـاحُ؟
خمسونَ عاماً وأجزائي مبعثرةٌ
فوقَ المحيطِ وما في الأفقِ مصباحُ
تقاذفتني بحـارٌ لا ضفـافَ لها
وطاردتني شيـاطينٌ وأشبـاحُ
أقاتلُ القبحَ في شعري وفي أدبي
حتى يفتّـحَ نوّارٌ وقـدّاحُ
ما للعروبـةِ تبدو مثلَ أرملةٍ؟
أليسَ في كتبِ التاريخِ أفراحُ؟
والشعرُ ماذا سيبقى من أصالتهِ؟
إذا تولاهُ نصَّـابٌ ومـدّاحُ؟
وكيفَ نكتبُ والأقفالُ في فمنا؟
وكلُّ ثانيـةٍ يأتيـك سـفّاحُ؟
حملت شعري على ظهري فأتعبني
ماذا من الشعرِ يبقى حينَ يرتاحُ؟

http://1.bp.blogspot.com/-C55p2lQ9MO8/VfkepzVtS4I/AAAAAAAAAD0/ZFNH-a21VFk/s1600/nizar.png

و القصيدة الدمشقية

أحمد الهاملي
01-11-2019, 10:12 AM
أحلى خبر

كتبت (أحبك) فوق جدار القمر
(أحبك جداً)
كما لا أحبك يوماً بشر
ألم تقرأيها؟
بخط يدي
فوق سور القمر
وفوق كراسي الحديقة..
فوق جذوع الشجر
وفوق السنابل
فوق الجداول
فوق الثمر..
وفوق الكواكب تمسح عنها
غبار السفر..
*
حفرت (أحبك) فوق عقيق السحر
حفرت حدود السماء
حفرت القدر..
ألم تبصريها؟
على ورقات الزهر
على الجسر، والنهر، والمنحدر
على صدفات البحار
على قطرات المطر
ألم تلمحيها؟
على كل غصنٍ
وكل حصاةٍ، وكل حجر
*
كتبت على دفتر الشمس
أحلى خبر..
(أحبك جداً)
فليتك كنت قرأت الخبر

نزار فباني.

أحمد الهاملي
01-13-2019, 11:32 AM
أحبك أحبك وهذا توقيعي

1
هل عندك شكٌ أنك أحلى امرأةٍ في الدنيا؟.
وأهم امرأةٍ في الدنيا ؟.
هل عندك شك أني حين عثرت عليك . .
ملكت مفاتيح الدنيا ؟.
هل عندك شك أني حين لمست يديك
تغير تكوين الدنيا ؟
هل عندك شك أن دخولك في قلبي
هو أعظم يومٍ في التاريخ . .
وأجمل خبرٍ في الدنيا ؟
2
هل عندك شكٌ في من أنت ؟
يا من تحتل بعينيها أجزاء الوقت
يا امرأةً تكسر ، حين تمر ، جدار الصوت
لا أدري ماذا يحدث لي ؟
فكأنك أنثاي الأولى
وكأني قبلك ما أحببت
وكأني ما مارست الحب . . ولا قبلت ولا قبلت
ميلادي أنت .. وقبلك لا أتذكر أني كنت
وغطائي أنت .. وقبل حنانك لا أتذكر أني عشت . .
وكأني أيتها الملكه . .
من بطنك كالعصفور خرجت . .
3
هل عندك شكٌ أنك جزءٌ من ذاتي
وبأني من عينيك سرقت النار. .
وقمت بأخطر ثوراتي
أيتها الوردة .. والياقوتة .. والريحانة ..
والسلطانة ..
والشعبية ..
والشرعية بين جميع الملكات . .
يا سمكاً يسبح في ماء حياتي
يا قمراً يطلع كل مساءٍ من نافذة الكلمات . .
يا أعظم فتحٍ بين جميع فتوحاتي
يا آخر وطنٍ أولد فيه . .
وأدفن فيه ..
وأنشر فيه كتاباتي . .
4
يا امرأة الدهشة .. يا امرأتي
لا أدري كيف رماني الموج على قدميك
لا ادري كيف مشيت إلي . .
وكيف مشيت إليك . .
يا من تتزاحم كل طيور البحر . .
لكي تستوطن في نهديك . .
كم كان كبيراً حظي حين عثرت عليك . .
يا امرأةً تدخل في تركيب الشعر . .
دافئةٌ أنت كرمل البحر . .
رائعةٌ أنت كليلة قدر . .
من يوم طرقت الباب علي .. ابتدأ العمر . .
كم صار جميلاً شعري . .
حين تثقف بين يديك ..
كم صرت غنياً .. وقوياً . .
لما أهداك الله إلي . .
هل عندك شك أنك قبسٌ من عيني
ويداك هما استمرارٌ ضوئيٌ ليدي . .
هل عندك شكٌ . .
أن كلامك يخرج من شفتي ؟
هل عندك شكٌ . .
أني فيك . . وأنك في ؟؟
6
يا ناراً تجتاح كياني
يا ثمراً يملأ أغصاني
يا جسداً يقطع مثل السيف ،
ويضرب مثل البركان
يا نهداً .. يعبق مثل حقول التبغ
ويركض نحوي كحصان . .
قولي لي :
كيف سأنقذ نفسي من أمواج الطوفان ..
قولي لي :
ماذا أفعل فيك ؟ أنا في حالة إدمان . .
قولي لي ما الحل ؟ فأشواقي
وصلت لحدود الهذيان .. .
7
يا ذات الأنف الإغريقي ..
وذات الشعر الإسباني
يا امرأةً لا تتكرر في آلاف الأزمان ..
يا امرأةً ترقص حافية القدمين بمدخل شرياني
من أين أتيت ؟ وكيف أتيت ؟
وكيف عصفت بوجداني ؟
يا إحدى نعم الله علي ..
وغيمة حبٍ وحنانٍ . .
يا أغلى لؤلؤةٍ بيدي . .
آهٍ .. كم ربي أعطاني . .

نزار قباني.

سيرين
01-14-2019, 08:06 PM
أنا إليك
أنا اليك مبتداي ,حاضري ونهايتي
اشعلت أيامي فصارت نارها حقيقتي
فإن سألت عن هواي هذه حكايتي
ندية كوجهك الملئ بالطفولة
رخيمة كصوتك المنساب في سريرتي
عميقة كعطرك الزكي في حديقتي
حسبي على طول الزمان ,أنت حبيبتي
*****
لو نجمة تنير لي لو كان يهمس القمر
بأن موعدا لنا ,نسرقه من القدر
فالتنطلق أنفاسنا ....وشوقنا الذي أستعر
وليحمل النسيم الشجي بوحنا إن عبر
ولتسترح عيوننا....في واحة مدى البصر
ياكم تشاكينا ,
ظمئنا ,
ثم أقبل المطر
*****
سيشرق الصباح حبيبتي ,سيشرق الصباح
فليسكت الأسى الذي اظلنا,ولتسكت الجراح
اليوم لا مكان للدموع في عيوننا,ولا نواح
إنا معا على المدى ,يظلنا معا جناح
مادمت ملء خافقي ,فألف اهلا يارياح .
فاروق شوشة ~

\..:icon20:

أحمد الهاملي
01-14-2019, 09:33 PM
خذني إلى الفوضى


خُذْني الى أنوثتي..
خُذْني الى حقيقتي
خذني لما وراء الوقت والأيَّامْ
خذني لما وراء البوح والكلامْ
فانني أريدُ أن أنامْ..
ما أجمل السُّكنى معكْ
على حدود الضوءِ والسَحَابْ
أو تحتَ جَفْنَيْ كلْمةٍ
أو دّفَّتَيْ كتَابْ
ما أجملَ الهُروُبَ في الفجر معكْ
من غير تفكير.. ولا خوفٍ.. ولا نَدَامَهْ
ياليتني أُقيمُ في صدرِك.. كالحَمَاَمَهْ
وبَعْدَها فَلتقُمْ القيامَهْ!
ولْيبدأ الطُوفانْ..!
يا أيُّها المسافرُ الليليُّ في الشفاهِ والأحداقْ
يا أيُّها الآكلُ من فواكه البحرِ..
ومن حشائش الأعماقْ
خُذْني الى المرافئ المجهولَهْ
خُذْني الى الفوضى.. الى الطُفُولَهْ..
وخُذْ تراثي كلَّهُ.. وحِكمةَ القبيلهْ
يا أيُّها الزارِعُني شمساً على الآفاقْ
خُذْني الى أيِّ مكانٍ شئتْ
خُذني الى خلف حدودِ الوقتْ
فليس لي عقلٌ معك
وليس عنديِ موقفٌ آخُذهُ.. الا معكْ
خُذني بلا ترددٍ
للهندِ.. أو للسنْدْ
فما أنا شاعرةٌ بالحرّْ
ولا أنا شاعرةٌ بالبردْ
ولا معي حقائبٌ.. ولا معي أوراقْ
وليس عندي وطنٌ أسكنُهُ الا مَعَكْ

سعاد الصَّباح.

إيمان محمد ديب طهماز
01-15-2019, 05:35 PM
ملح العتاب المر ثانية على جرحى وأعطيت الإشارة بالغناء

يا جوقة الصبر التى غنت مع البحارة الضاعوا

مع المشردين مع جراحات النساء

أنا ها هنا

أعراف هذا الحب تدفع بى الى الجهة اليسار

وأنا قبلت توسط الاقدار فى الدنيا وما عاتبتها إلاك يا قدرى أريدك جنة بنمارق مبثوثة ما فى الصدور

إلا الصدور

تقابلا روحى على سرر وتجرى تحتنا الأنهار

ولقد عرفتك إذ عرفتك

واحدا

ما فى الجميع شبيه وجهك

صادقا

مافى القلوب شبيه صدقك

شامخا سمحا وغفارا إذا زل الكلام

أغنيتنى شرح المتون وصحت بى هيا تبعتك

كنت أعرف أن خطوك أجمل الأقدار فى الدنيا وأنك مانحى سور السلام وركضت خلفك

والجراح تنوشنى والناس والدنيا تخور قواى تهتف بى تجددنى

فأركض أسبق الأيام أحب جراحك الغارت بذاكرتى نديات جميلات

وصدقك سيد الأسين

حين تطير من عينيك أسراب الحمام البيض

تأخذني

فأهتف باسمك المنسوج من عصبى وذاكرتى وأحلامى وهل إلاك يا عمرى هى الأحلام؟؟

أحب ظلال هذا الوجه تسبح فى كرياتى تحاصرنى

تسد منافذ الرؤيا وتفتح للمدى روحى

فأرقى قدر ما سمحت به عيناك

نحو مدارج عزت على الراقين بالاعوام

نعم أهواك مد الافق

عدّ الرمل

حد اللانهائيات

يا من يشترى ضجرى ويهدينى الحياة وسام

بحق كلومنا نزفت

بطول طريقنا عطرا وأنساما

بحق جراحنا فى القلب ما زالت

تغنى كلما عام مضى مستخلفا عاما

بحق تشبث الصور التى عبرت ذواكرنا

بحق تهلل الطرق التى سهرت تسامرنا

بحق الشعر والكلمات والنجوى

غيوما فى دفاترنا

بحق اثيرنا السرى ضحاكا

يفتح صدره أفقا

ليطوينا وينشرنا

بحق جميل ماضينا

بحق ربيع حاضرنا

ترفق إذ تعاتبنى

كمالى إننى اقترفت يداى خطيئة النسيان

وإنى جئت ثانية

أدق عليك باب الحب والغفران

فهل تغفر؟؟

على كل

انا أهواك حد الموت

صادقة

وواثقة

وما فى جبتى إلا الهوى والصدق والإيمان ..

روضة الحاج

سيرين
01-21-2019, 02:07 PM
لو أننا يوما نسجنا عشنا
عبر الأثير على ربى الأزهار
لو أننا يوما جعلنا عمرنا
بين الظلال كروضة الأشعار
لو أننا عدنا إلى أحلامنا
سكرى نناجيها مع الأطيار
لو أننا صرنا خمائل أسدلت
أهدابها فوق الغدير الجاري
لو أننا طفلان في أحزاننا
ننسى الحياة على صدى مزمار
لو أن حبك عاش يسكر من دمي
ويصول كيف يشاء في أفكاري
لو أن قلبك ظل مرفأ عمرنا
نلقي عليه متاعب الأسفار
لو أننا عند المساء سحابة
ترنو إلى همس الهلال الساري
لو أننا لحن على أنغامه
نام الزمان وتاه في الأسرار
لو أننا.. لو أننا.. لو أننا..
ما أسهل الشكوى من الأقدار.

لو اننا فاروق جويدة

\..:icon20:

محمود الجندي
01-22-2019, 09:48 AM
https://encrypted-tbn0.gstatic.com/images?q=tbn:ANd9GcQYo7Tv4YlEkLV6x-WYMzO1axcLXP7kixwVISdpIOoAC0zfSd0q

على جناح طائر

مسافر..

مسافر..

تأتيك خمس أغنيات حب

تأتيك كالمشاعر الضريرة

من غربة المصب

إليك: يا حبيبتي الاميره

الأغنية الأولى

مازلت أنت.....أنت

تأتلقين يا وسام الليل في ابتهال صمت

لكن أنا ،

أنا هنـــــــا:

بلا (( أنا ))

سألت أمس طفلة عن اسم شارع

فأجفلت..........ولم ترد

بلا هدى أسير في شوارع تمتد

وينتهي الطريق إذا بآخـر يطل

تقاطعُ ،

تقاطع

مدينتي طريقها بلا مصير

فأين أنت يا حبيبتي

لكي نسير

معا......،

فلا نعود،

لانصل.

الأغنية الثانية

تشاجرت امرأتان عند باب بيتنا

قولهما علي الجدران صفرة انفعال

لكن لفظا واحدا حيرني مدلوله

قالته إحداهن للأخرى

قالته فارتعشت كابتسامة الأسرى

تري حبيبتي تخونني

أنا الذي ارش الدموع ..نجم شوقنا

ولتغفري حبيبتي

فأنت تعرفين أن زمرة النساء حولنا

قد انهدلت في مزلق اللهيب المزمنة

وانت يا حبيبتي بشر

في قرننا العشرين تعشقين أمسياته الملونة

قد دار حبيبتي بخاطري هذا الكدر

لكني بلا بصر:

أبصرت في حقيبتي تذكارك العريق

يضمنا هناك في بحيرة القمر

عيناك فيهما يصل ألف رب

وجبهة ماسية تفنى في بشرتها سماحة المحب

أحسست أني فوق فوق أن اشك

وأنت فوق كل شك

وإني أثمت حينما قرأت اسم ذلك الطريق

لذا كتبت لك

لتغفري

الأغنية الثالثة

ماذا لديك يا هوى

اكثر مما سقيتني

اقمت بها بلا ارتحال

حبيبتي: قد جاءني هذا الهوى

بكلمة من فمك لذا تركته يقيم

وظل ياحبيبتي يشب

حتى يفع

حتى غدا في عنفوان رب

ولم يعد في غرفتي مكان

ما عادت الجدران تتسع

حطمت يا حبيبتي الجدران

حملته ، يحملني ،

الى مدائن هناك خلف الزمن

اسكرته ، اسكرني

من خمرة أكوابها قليلة التوازن

لم افلت

من قبضة تطير بي الى مدى الحقيقة

بأنني أصبت،....اشتاق يا حبيبتي

https://askdryahya.files.wordpress.com/2012/05/amaldunqul.jpg

الشاعر الكبير أمل دنقل
و خمس أغنيات إلى حبيبتي

إيمان محمد ديب طهماز
01-23-2019, 03:21 AM
غيري على السلوان قادرْ
وسِوايَ في العُشّاق غادِرْ
لي في الغرام سريرةٌ
واللهُ أعلمُ بالسرايرْ
ومُشبّهٌ بالغُصن قلـ
بي لايزالُ عليه طائرْ
حُلوُ الحديثِ وإنها
لحلاوةٌ شقّتْ مرائرْ
أشكو وأشكُرُ فِعلهُ
فاعجَبْ لشاكٍ منهُ شاكِرْ
لا تُنكروا خفَقانَ قلـ
بي والحبيبُ لديّ حاضِرْ
ما القلبُ إلا دارَهُ
ضُربَتْ لهُ فيها البشائِرْ
يا تاركي في حبّه
مَثلا من الأمثال سائِرْ
أبدًا حديثي ليس بالـ
ـمَنْسُوخ إلا في الدفاتِرْ
يا ليلُ ما لك آخرٌ
يُرجى ولا للشوق آخرْ
يا ليلُ طَلْ يا شوقُ دُم
إنّي على الحالين صابر
لي فيكَ أجرُ مُجَاهدٍ
إن صحّ أن الليل كافِرْ
طرْفي وَطرفُ النجم فيـ
كَ كِلاهُما ساهٍ وساهِرْ
يَهنيكَ بَدرُكَ حاضِرٌ
يا ليتَ بَدري كان حاضِرْ
حتى يَبينَ لناظري
مَنْ منهما زاهٍ وزاهِرْ
بَدري ارّقَّ مُحاسِنًا
والفرْقُ مثلُ الصبح ظاهرْ

بهاء الدين زهير

سيرين
01-23-2019, 12:18 PM
كانَ يحلمُ
و كانت، هي أيضًا، تحلمُ
و في معادلةٍ عجيبةٍ
(تعجزُ عن تفسيرِها كلُّ علومِ العالم
و يشرحُها، بكُلِّ بساطةٍ، بائعُ وردٍ متجوِّل)
التقيا
كما لو في حلمٍ
و حينَ تعانقت أصابعُهُما
لأوَّلِ مرَّةٍ
ابتسما
ابتسامةً كبيرة
مثلَ قمرٍ
اكتمل
بنجمتيْنِ:
يدُهُ
و يدُها
المشبوكتانِ
بوردةٍ حمراء.

سوزان عليوان

\..:icon20:

رحيل
01-30-2019, 07:33 PM
‏هذي القصائد في غرامك فاسمعي
‏كالمسك أو نفح العبير الأروعِ

‏فلتنسجي منها لقلبك معطفاً
‏ينجيه من برد المشاعر... أو دعي

‏لن تعدمي مني قصائدَ عاشقٍ
‏كالدرّ في الجيد الفريد الأتلعِ

‏باهي بها ؛ قولي: حبيبي شاعر ٌ
‏إنّي لديه لَفي المقام الأرفعِ

‏يا جنةَ الدنيا غرامُك لم يزل
‏منذ انقداح الحب أكرمَ مفزعِ

‏هاتي يديك حبيبتي فلنا غدٌ
‏يختال في أفق المدى فامضي معي

‏أحمد مطر الزهراني

محمود الجندي
01-31-2019, 11:56 PM
https://www.sayidaty.net/sites/default/files/styles/800x510/public/2015/02/10/0.jpg
- أما زلتِ تحبينني؟

- لو كان حبي حنجرة لعمّ القارات نشيد الفرح لشيللر كما لحّنه

بيتهوفن، ولتنهدت رئة الليل خلسةً على أرصفة الفوضى الباهرة.

- ولكن حبكِ صار سوراً، واغتلتِ الحوار!

- كيف أحاورك والأصوات موصدة؟

أنا بحاجة للانفراد بذاكرتي، لغاية في نفس "يعقوبة". أتأمل

ذكريات السنة القادمة، والعالم المبني للمجهول، وحين تمطر

داخل محبرتي، أكتب زمننا الآتي بالأثير فوق الريح.

- هل أحببتِني ذات يوم، ذات أبدية دامت لحظة حب؟

- لا لوسامتك أحببتكَ،

لا لنهرَيْ العسل واللبن في شفتيك،

لا للجمر اللاهب في مواطئ قدميك،

لا لموسيقى "التام تام" التي تقرع طبولها داخل دورتي

الدموية حتى تمسك بيدي فأغرق في ذلك العناق الملتيس

الملّقب بالمصافحة.

أحببتكَ لأني حين أخطو إلى عينيك أمشي في غابات السر.

- ما الذي شدّكِ إليَّ؟

- أحببتُ ازدواج شخصيتك. لم تكن لتتستر على حقيقية

بدهية هي أننا جميعاً "الدكتور جيكل" و "المستر هايد" في آن

وبدرجات متفاوتة؛ ثم إنين لست أفضل منك، وفي أعماقي قبيلة

نساء يتعايشن بصعوبة!

لعلّي أحببتكَ لأنك الغموض،

لأنني لا أعرف من أنت،

أعرف من ليس أنت!

أحببتكَ لأنك الركض المستمر خلف شارات الاستفهام

المشعة،

لأنك الزلزال لا التثاؤب،

لأنك الرجل لا يُحصى،

لأن الثلج لا يستطيع أن ينسى آثار خطاك حتى بعد ذوبانه،

لأنك حقول تستعصي على الحصاد.

لقد حلّق بي حبك ذات يوم وأصبت بدوار المرتفعات.

مأساتي أنني لا أبوح بحبي إلا بعد أن ينقضي.

- هل تحقدين عليّ؟

- ها هي أيامنا تنمو وتزدهر بعد الفراق، وتتبدى مفاتنها عبر

ثياب الذكريات.

حبي لك لؤلؤة تقرّ بأنها كانت حبة رمل، قبل أن تغزل حولها

ضياءك القمري.

قبل حبك / الطعنة، كان حرفي مبة رمل في صدفة منسية

قرب قاع البحر.

النسيان خيانة عظمى!

- ألا تكرهينني؟

- ارتكبت الحياة والحرف ولم أعاقر الكراهية، لكنني أتقنت

فن اللامبالاة.

ثمة لحظات أركل فيها الكرة الأرضية بقدمي ككرة قدم ولا

أبالي. أراقبها تتدحرج على السلالم المظلمة لتدخل في مرمى

الفتور.

أقوم بدور حارس المرمى وأنا أتثاءب!

- أكرر: ألا تكرهينني أحياناً؟

- أكرهك دائماً لأنني أحبك. ففي كل حب كبير مقدار هائل

من الكراهية.

- لماذا؟

- ربما كي يقدر المرء على أن يتعايش مع نفسه ونرجسيته،

وربما من أجل بقائه، فلا حياة بلا حد أدنى من الحرص على

الذات... والحب تشجيع على نهب الحبيب لنا.

- لماذا هجرتني؟

- لأنني أحببتكَ كما أنت بكل نجومك وثقوبك، وأحببتَ

أنتَ ما سأكون عليه بعد أن تُدخِل تعديلاتك على تضاريسي

الروحية، وتُدخلني في قوالب مزاجك. لقد أحببتَ فيَّ امرأة

أخرى تريد أن تصنعها من "مواديّ الأولية" وعناصري.

لقد زرعت مخبريك في شبكتي العصبية، ووضعت عدّداً

على دقّات قلبي،

وصرت تحصي عليّ أصواتي وأمواتي ومصابيح روحي

وتذكاراتي.

- وماذا في ذلك؟ ألم تكوني حبيبتي؟

- كنتَ مثل أحمق يحاول تعليم السنونو استعمال البوصلة،

أو يحلم بلعب دور مهندس الصوت داخل صدفة بحرية،

أو دور قائد الأوركسترا لسمفونية الموج الجامح.

الحب عندك مرادف للقفص لا الأجنحة!

- وهل يدهشك ذلك؟ أنا رجل شرقي حتى رؤوس شاربيّ

وخنجري.

- لم يعد ثمة ما يدهشني، حتى إذا جاءت فراشة ولسعتني

كعقرب. كل شيء صار يبدو لي مألوفاً!

- ولكنكِ أحببتِ أبجديتكِ أكثر من حبك لي.. لماذا لا

تعترفين بذلك؟

- الكتابة طوق نجاة، وحبك بحر الأخطبوط وسمك القرش.

الكتابة مظلة، وحبك عواصف مفاجئة.

الكتابة آخر قوس قزح في جعبتي، وحبك سماء معبّدة

بالإسفلت.

- ولكنك تقترفين أحياناً كتابة ما وراء الخطوط الحمر

والأسلاك الشائكة المحرّم تجاوزها.

- ثمة فارق بين الكتابة بماء الذهب والكتابة بماء الروح!

- ألا تخافين؟

- حين سقطتُ سهواً على هذا الكوكب، اكتشفتُ أن حقوقي

لا تتعدى حق الأكل والشرب والإنجاب والموت، فقررت أن

أضيف إليها حقّي في الطيران! أكتبُ.. أكتبُ، وآخر الليل

تتحوّل الورقة البيضاء فجأة إلى حقل شاسع من الثلج وأنا أنزف

وحيدة في وسطها...

ريثما أفرك القلم السحري ويأتي جنيُّ الكتابة من القمم

ليسامرني.

- ألا تخافين الوحدة؟

- أخاف الرضوخ للخوف منها. لست مهجورة، لكنني هاجرة

لكل من حولي ريثما أجد أبحدية تقنعي.

- ألا تخافين الموت وحشةٌ؟

- لقد جرّبت الموت ولم يضايقني كثيراً. ألا ترى أنني سجينة

داخل جثتي؟

وحده الموت يطلق سراحي، صلتي بموتي شبه ودية لا تخلو

من الفضول من طرفي.

أكرر: حين أموت، أوصيك أن تكتب على قبري: "هنا ترقد

امرأة ماتت غرقاً في محبرة!".

غادة السمان و حوار مع رجل لا يُحصى

https://www.hekams.com/image/%D8%BA%D8%A7%D8%AF%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%B3%D9%85%D8%A7%D9%86_11389.jpg

رحيل
02-01-2019, 01:11 AM
‏الحُبُّ
‏تَقبيلُ الحَمامِ لبعضهِ
‏فوق المآذن
‏ليسَ يسألُ بعضهُ
‏من أيِ طائفةٍ أتيتَ
‏وأي مدينةٍ قَبلَ العناق..

‏أن يَسقطَ الناقوسُ
‏مغشياً عليهِ من الغرامِ
‏بساق مئذنة المدينة.!
..
زكي الياسري .

رحيل
02-03-2019, 07:35 PM
؛‏ماذا فعلتِ وأنتِ لستِ بشاعره
‏في شاعرٍ حتى استبحتِ مشاعره

‏وجمعتِ في كفيه كل وديعة
‏كانت على كتف السماء مسافرة

‏وضممتِ أشلاء الحنين كأنها
‏من قبل قلبكِ لم تكنْ متناثرة

‏فأتاكِ يحمل في هواكِ فؤاده
‏يروي عليك مع الشجون مآثره

‏فلأنتِ إنْ قال القصيدة لحنها
‏ولأنتِ إنْ قال الجمال الفاخرة *
‏.
عبد الرحمن السالمي .

سليمان عباس
02-06-2019, 09:27 PM
قولٌ تبدَّى في الفؤادِ سهاما
فصبا بِهِ القلبُ الجريحُ وهاما

وتفتقٓ الجرحُ القديمُ بِمُهجتي
وتحولت أوهامُهُ ... آلاما

وغدت بهِِ نارُ الجوى تجتاحني
يا ربُ برداً قُل لها .. وسلاما

فالروحُ عَطْشَى والديارُ طريحةٌ
والفِكرُ ذاوٍ .. والحُلولُ يتامى

والرأيُ مصلوبٌ على أعتابنا
والقولُ فحلٌ والفِعالُ أيامى!

🖊 عبدالواحد الكامل

سيرين
02-08-2019, 02:08 PM
أتنهدك
في المسافة بين سنغافورة وباريس، سقطت بي طائرتي فوق
طاولة كتابتك على شاطئ الروشة البيروتي واستقبلني كفك
باللوز والسكر.. وكانت تمطر.
قلت لنفسي: زيارة "ترانزيت"، لكن قلبي أعلن العصيان
وأطال البقاء، تركك تلملم بشفتيك غبار السفر عن أصافع
تشرده، مستمتعاً بالمؤقت الدائم.
تُمسك بي من جناحيّ وتغطس جسدي في ماء البحر كمن
يغطس قلماً في محبرة، فأحيا. أتنهدك. أتنفسك. بك أبداً موتاً
جديداً . بحراً جديداً. مطراً جديداً. زوبعة جديدة.
لستَ نقطة النهاية على السطر الأخير في صفحة سابقة. أنت
كلمة نادرة على سطر جديد في صفحة جديدة بيضاء.
إلبسني،
ولن تجد نفسك كملك الأسطورة عارياًَ...
غادة السمان

\..:icon20:

أحمد الهاملي
02-17-2019, 12:06 AM
القرار

إنّي عشِقْتُكِ..
واتَّخذْتُ قَرَاري
فلِمَنْ أُقدِّمُ - يا تُرى - أَعْذَاري
لا سلطةً في الحُبِّ..
تعلو سُلْطتي فالرأيُ رأيي..
والخيارُ خِياري
هذه أحاسيسي..
فلا تتدخَّلي أرجوكِ،
بين البَحْرِ والبَحَّارِ..
ظلِّي على أرض الحياد..
فإنَّني سأزيدُ إصراراً على إصرارِ
ماذا أَخافُ؟
أنا الشّرائعُ كلُّها وأنا المحيطُ..
وأنتِ من أنهاري
وأنا النّساءُ،
جَعَلْتُهُنَّ خواتماً بأصابعي..
وكواكباً بِمَدَاري
خَلِّيكِ صامتةً..
ولا تتكلَّمي فأنا أُديرُ مع النّساء حواري
وأنا الذي أُعطي مراسيمَ الهوى
للواقفاتِ أمامَ باب مَزاري
وأنا أُرتِّبُ دولتي..
وخرائطي
وأنا الذي أختارُ لونَ بحاري
وأنا أُقرِّرُ مَنْ سيدخُلُ جنَّتي
وأنا أُقرِّرُ منْ سيدخُلُ ناري
أنا في الهوى مُتَحكِّمٌ..
متسلِّطٌ في كلِّ عِشْقِ نَكْهةُ اسْتِعمارِ
فاسْتَسْلِمي لإرادتي ومشيئتي
واسْتقبِلي بطفولةٍ أمطاري..
إنْ كانَ عندي ما أقولُ..
فإنَّني سأقولُهُ للواحدِ القهَّارِ...
عَيْنَاكِ وَحْدَهُما هُمَا شَرْعيَّتي
مراكبي،
وصديقَتَا أسْفَاري
إنْ كانَ لي وَطَنٌ..
فوجهُكِ موطني
أو كانَ لي دارٌ..
فحبُّكِ داري
مَنْ ذا يُحاسبني عليكِ..
وأنتِ لي هِبَةُ السماء..
ونِعْمةُ الأقدارِ؟
مَنْ ذا يُحاسبني على ما في دمي مِنْ لُؤلُؤٍ..
وزُمُرُّدٍ.. ومَحَارِ؟
أَيُناقِشُونَ الدّيكَ في ألوانِهِ ؟
وشقائقَ النُعْمانِ في نَوَّارِ؟
يا أنتِ..
يا سُلْطَانتي،
ومليكتي
يا كوكبي البحريَّ..
يا عَشْتَاري إنّي أُحبُّكِ..
دونَ أيِّ تحفُّظٍ وأعيشُ فيكِ ولادتي..
ودماري إنّي اقْتَرَفْتُكِ..
عامداً مُتَعمِّداً إنْ كنتِ عاراً..
يا لروعةِ عاري
ماذا أخافُ؟
ومَنْ أخافُ؟
أنا الذي نامَ الزّمانُ على صدى أوتاري
وأنا مفاتيحُ القصيدةِ في يدي من قبل بَشَّارٍ..
ومن مِهْيَارِ وأنا جعلتُ الشِعْرَ خُبزاً ساخناً
وجعلتُهُ ثَمَراً على الأشجارِ
سافرتُ في بَحْرِ النساءِ..
ولم أزَلْ - من يومِهَا - مقطوعةً أخباري..
يا غابةً تمشي على أقدامها
وتَرُشُّني يقُرُنْفُلٍ وبَهَارِ
شَفَتاكِ تشتعلانِ مثلَ فضيحةٍ
والنّاهدانِ بحالة استِنْفَارِ
وعَلاقتي بهما تَظَلُّ حميمةً كَعَلاقةِ الثُوَّارِ بالثُوَّارِ..
فَتشَرَّفي بهوايَ كلَّ دقيقةٍ وتباركي بجداولي وبِذَاري
أنا جيّدٌ جدّاً..
إذا أحْبَبْتِني فتعلَّمي أن تفهمي أطواري..
مَنْ ذا يُقَاضيني؟
وأنتِ قضيَّتي ورفيقُ أحلامي، وضوءُ نَهَاري
مَنْ ذا يهدِّدُني؟ وأنتِ حَضَارتي وثَقَافتي، وكِتابتي، ومَنَاري..
إنِّي اسْتَقَلْتُ من القبائل كُلِّها وتركتُ خلفي خَيْمَتي وغُبَاري
هُمْ يرفُضُونَ طُفُولتي.. ونُبُوءَتي وأنا رفضتُ مدائنَ الفُخَّارِ..
كلُّ القبائل لا تريدُ نساءَها أن يكتشفْنَ الحبَّ في أشعاري..
كلُّ السّلاطين الذين عرفتُهُمْ.. قَطَعوا يديَّ، وصَادَرُوا أشعاري
لكنَّني قاتَلْتُهُمْ.. وقَتَلْتُهُمْ ومررتُ بالتاريخ كالإعصارِ..
أَسْقَطْتُ بالكلمَاتِ ألفَ خليفة.. وحفرت بالكلمات ألف جدار
أَصَغيرتي..
إنَّ السفينةَ أَبْحَرتْ فَتَكَوَّمي كَحَمَامةٍ بجواري
ما عادَ يَنْفعُكِ البُكَاءُ ولا الأسى فلقدْ عشِقْتُكِ..
واتَّخَذْتُ قراري..


نزار قباني.

إيمان محمد ديب طهماز
02-18-2019, 08:44 PM
محاولات لقتل امرأة لا تقتل

1
وعدتك أن لا أحبك..
ثم أمام القرار الكبير، جبنت
وعدتك أن لا أعود...
وعدت...
وأن لا أموت اشتياقاً
ومت
وعدت مراراً
وقررت أن أستقيل مراراً
ولا أتذكر أني استقلت...
2
وعدت بأشياء أكبر مني..
فماذا غداً ستقول الجرائد عني؟
أكيدٌ.. ستكتب أني جننت..
أكيدٌ.. ستكتب أني انتحرت
وعدتك..
أن لا أكون ضعيفاً... وكنت..
وأن لا أقول بعينيك شعراً..
وقلت...
وعدت بأن لا ...
وأن لا..
وأن لا ...
وحين اكتشفت غبائي.. ضحكت...
3
وعدتك..
أن لا أبالي بشعرك حين يمر أمامي
وحين تدفق كالليل فوق الرصيف..
صرخت..
وعدتك..
أن أتجاهل عينيك ، مهما دعاني الحنين
وحين رأيتهما تمطران نجوماً...
شهقت...
وعدتك..
أن لا أوجه أي رسالة حبٍ إليك..
ولكنني – رغم أنفي – كتبت
وعدتك..
أن لا أكون بأي مكانٍ تكونين فيه..
وحين عرفت بأنك مدعوةٌ للعشاء..
ذهبت..
وعدتك أن لا أحبك..
كيف؟
وأين؟
وفي أي يومٍ تراني وعدت؟
لقد كنت أكذب من شدة الصدق،
والحمد لله أني كذبت....
4
وعدت..
بكل برودٍ.. وكل غباء
بإحراق كل الجسور ورائي
وقررت بالسر، قتل جميع النساء
وأعلنت حربي عليك.
وحين رفعت السلاح على ناهديك
انهزمت..
وحين رأيت يديك المسالمتين..
اختلجت..
وعدت بأن لا .. وأن لا .. وأن لا ..
وكانت جميع وعودي
دخاناً ، وبعثرته في الهواء.
5
وغدتك..
أن لا أتلفن ليلاً إليك
وأن لا أفكر فيك، إذا تمرضين
وأن لا أخاف عليك
وأن لا أقدم ورداً...
وأن لا أبوس يديك..
وتلفنت ليلاً.. على الرغم مني..
وأرسلت ورداً.. على الرغم مني..
وبستك من بين عينيك، حتى شبعت
وعدت بأن لا.. وأن لا .. وأن لا..
وحين اكتشفت غبائي ضحكت...
6
وعدت...
بذبحك خمسين مره..
وحين رأيت الدماء تغطي ثيابي
تأكدت أني الذي قد ذبحت..
فلا تأخذيني على محمل الجد..
مهما غضبت.. ومهما انفعلت..
ومهما اشتعلت.. ومهما انطفأت..
لقد كنت أكذب من شدة الصدق
والحمد لله أني كذبت...
7
وعدتك.. أن أحسم الأمر فوراً..
وحين رأيت الدموع تهرهر من مقلتيك..
ارتبكت..
وحين رأيت الحقائب في الأرض،
أدركت أنك لا تقتلين بهذي السهوله
فأنت البلاد .. وأنت القبيله..
وأنت القصيدة قبل التكون،
أنت الدفاتر.. أنت المشاوير.. أنت الطفوله..
وأنت نشيد الأناشيد..
أنت المزامير..
أنت المضيئة..
أنت الرسوله...
8
وعدت..
بإلغاء عينيك من دفتر الذكريات
ولم أك أعلم أني سألغي حياتي
ولم أك أعلم أنك..
- رغم الخلاف الصغير – أنا..
وأني أنت..
وعدتك أن لا أحبك...
- يا للحماقة -
ماذا بنفسي فعلت؟
لقد كنت أكذب من شدة الصدق،
والحمد لله أني كذبت...
9
وعدتك..
أن لا أكون هنا بعد خمس دقائق..
ولكن.. إلى أين أذهب؟
إن الشوارع مغسولةٌ بالمطر..
إلى أين أدخل؟
إن مقاهي المدينة مسكونةٌ بالضجر..
إلى أين أبحر وحدي؟
وأنت البحار..
وأنت القلوع..
وأنت السفر..
فهل ممكنٌ..
أن أظل لعشر دقائق أخرى
لحين انقطاع المطر؟
أكيدٌ بأني سأرحل بعد رحيل الغيوم
وبعد هدوء الرياح..
وإلا..
سأنزل ضيفاً عليك
إلى أن يجيء الصباح....
*
10
وعدتك..
أن لا أحبك، مثل المجانين، في المرة الثانيه
وأن لا أهاجم مثل العصافير..
أشجار تفاحك العاليه..
وأن لا أمشط شعرك – حين تنامين –
يا قطتي الغاليه..
وعدتك، أن لا أضيع بقية عقلي
إذا ما سقطت على جسدي نجمةً حافيه
وعدت بكبح جماح جنوني
ويسعدني أنني لا أزال
شديد التطرف حين أحب...
تماماً، كما كنت في المرة الماضيه..
11
وعدتك..
أن لا أطارحك الحب، طيلة عام
وأن لا أخبئ وجهي..
بغابات شعرك طيلة عام..
وأن لا أصيد المحار بشطآن عينيك طيلة عام..
فكيف أقول كلاماً سخيفاً كهذا الكلام؟
وعيناك داري.. ودار السلام.
وكيف سمحت لنفسي بجرح شعور الرخام؟
وبيني وبينك..
خبزٌ.. وملحٌ..
وسكب نبيذٍ.. وشدو حمام..
وأنت البداية في كل شيءٍ..
ومسك الختام..
12
وعدتك..
أن لا أعود .. وعدت..
وأن لا أموت اشتياقاً..
ومت..
وعدت بأشياء أكبر مني
فماذا بنفسي فعلت؟
لقد كنت أكذب من شدة الصدق،
والحمد لله أني كذبت....

إيمان محمد ديب طهماز
02-20-2019, 02:40 PM
مِحْرَابُ قافِيَتِي

هَذَا أَنا مِحْرَابُ قَافِيَتِيْ مَدًى

مِنْ كُلِّ فَجٍّ ذا العَنا يَأْتِيْنِي

لا صَمْتُ عُمْريْ يَحْتَويْنِيْ فِي الشَّقَا

زِيْدِي مِنَ التَّعَبِ المُمِلِّ سِنِيْني

سُلِّيْ سُيُوْفَكِ فِي مَدَارَاتِ الأَسَى

وَاسْقِيْ مِنَ الكَأْسِ المَرِيْرِ لُـحُوْنِي

العُمْرُ يَمْضِيْ فِي دَيَاجِيْرِ الرُّؤى

وَالْحَرْفُ يَرْفُضُ قَيْدَ مَدِّ شُجُوْنِي

مَنْ قَالَ إِنِّيْ هَائِمٌ لَزِمَ الْحِمَى

هَذِيْ تَبَارِيْحُ الهَوى تَرْويْنِي

هَذِيْ مَعَارِيْجُ الخَيَالِ تَمَايَلتْ

تَنْثَالُ مَا بَيْنَ الزُّهُوْرِ غُصُوْنِي

سَكَبَتْ رَحَيْقَ الشَّوْقِ فِي لَحَظاتِهَا

مُنْدَاحَةً لَمْ تَرْضَ بِالتَّسْكِيْنِ

صُوَرِيْ يُلامِسُ نَبْضُهَا رُوْحَ الْهَوى

أُفُقٌ تَرَاءَى فَوْقَ سَقْفِ جُنُوْنِي

هَمْسِيْ بُزُوْغُ النُّوْرِ فِيْ غَسَقِ الدُّجَى

قَمَرٌ تَسَامَى خَالِدَ التَّكْوِيْنِ

لِيْ فِي مَرَايَا العَرْشِ سِرٌّ فَاضِحٌ

فَتَلَذَّذِيْ فِيْ نَزْفِ بَوْحِ مُتُوْنِي

مُتَفَرِّدٌ كَالمَاءِ فِيْ خلْجَانِهِ

مُتَوَقِّدٌ فِي شَامِخَاتِ فُنُوْنِي

هَدْهَدْتُ كُلَّ وَلِيْدَةٍ عَنْ أُمِّهَا

شَاغَلْتُهَا فِي الحُسْنِ فِي التَّحْضِيْنِ

ارْمِيْ خُرَافَاتِ الذُّنُوْبِ طهَارةً

وَاسْتَرْسِلِي في نَبْعِ مَاءِ مَعِيْنِي

قُدِّيْ قَمِيْصِيْ لا عَلَيْكِ مِنَ الْوَرى

فَالشِّعْرُ يَرْفُلُ فِي المَدَى المَشْحُوْنِ

سُدِّيْ عُيُوْنَ الشَّمْسِ لا عَيْنٌ سِوَى

لُغَةٍ تُجَنِّحُ فِي رُؤَى المَفْتُوْنِ

تِيْهِيْ عَلى كَفِّ السَّحَابِ تَفنَّنِيْ

وتَأَلَّقِيْ فِي مَهْجَتِيْ وَعُيُوْنِي

لَمْ تُوْرقِ الأَغْصَانُ إلاَّ فِي نَدَى

مَاءٍ يُذِيْبُ المَاءَ وَسْطَ جُفُوْنِي


من روائع ماكتب : الشاعر عبد الإله المالك

ربى خالد
02-26-2019, 07:20 AM
هنا،

http://www.ab33ad.com/vb/showthread.php?t=40513

سيرين
02-28-2019, 11:13 AM
أحبك اكثر ~ محمود درويش
تكبّر.. تكبرّ!
فمهما يكن من جفاك
ستبقى، بعيني و لحمي، ملاك
و تبقى، كما شاء لي حبنا أن أراك
نسيمك عنبر
و أرضك سكر
و إني أحبك.. أكثر
يداك خمائل
و لكنني لا أغني
ككل البلابل
فإن السلاسل
تعلمني أن أقاتل
أقاتل.. أقاتل
لأني أحبك أكثر!
غنائي خناجر ورد
و صمتي طفولة رعد
و زنيقة من دماء
فؤادي،
و أنت الثرى و السماء
و قلبك أخضر..!
و جزر الهوى، فيك، مدّ
فكيف، إذن، لا أحبك أكثر
و أنت، كما شاء لي حبنا أن أراك:
نسيمك عنبر
و أرضك سكر
و قلبك أخضر..!
وإنّي طفل هواك
على حضنك الحلو
أنمو و أكبر !

\..:34:

سيرين
03-03-2019, 04:49 PM
أعرف بين رجال العالم رجلاً
يشطر تاريخي نصفين..
أعرف رجلا يستعمرني ..
ويحررني..
ويلملمني ..
ويبعثرني..
ويخبئني بين يديه القادرتين..

أعرف بين رجال العالم، رجلاً
يشبه آلهة الاغريق
يلمع في عينيه البرق
وتهطل من فمه الأمطار
أعرف رجلاً .. حين يغني في أعماق الغابة
تتبعه الأشجار ..

أعرف رجلا اسطورياً
يخرج من معطفه القمح..
وتخضرُّ الأعشاب
يقرأ ما بين الأهداب..
ويقرأ ما تحت الأهداب..
ويسمع موسيقى العينين..
أمشي معه، فوق الثلج، وفوق النار
أمشي معه، رغم جنون الريح، وقهقهة الإعصار
أمشي معه، مثل الأرنب..
لا أسأله أبدا.. «أين»؟

أعرف رجلاً
يعرف ما في رحم الوردة.. من أزرار
يعرف آلاف الأسرار
يعرف تاريخ الأنهار
ويعرف أسماء الأزهار
ألقاه بكل محطات(المترو..)
وأراه بساحة كل قطار
أعرف رجلا حيث ذهبت يلاحقني، مثل الأقدار..

أعرف بين رجال العالم رجلاً
مر بعمري كالإسراء
قد علمني لغة العشب
ولغة الحب
ولغة الماء..
كسر الزمن اليابس حولي
غيّر ترتيب الأشياء

أعرف رجلاً
أيقظ في أعماقي الأنثى
حين لجأت اليه..
وشجّر في قلبي الصحراء

شعر : د. سعاد الصباح

\..:icon20:

سليمان عباس
03-04-2019, 09:56 AM
‏وقولي..
‏كان لي كتفاً
‏وخارطةً
‏وموّالا

‏وكان يحبّني مطراً
‏وكنت أحبّه
‏شالا

‏ولم أتركهُ
‏لا والله
‏لم أتركهُ إهمالا

‏ولكن
‏مال عنه القلب
‏ما أشقاه إذ مالا!
‏⁦
محمد ابراهيم يعقوب.

رحيل
03-04-2019, 09:21 PM
‏تبّاً لحرفكَ في الهوى ما أعجَمَه
‏وكأنّ صدرك للغياهبِ أسلَمهْ

‏تبّاً لصوتك كيف يحتدمُ المدى
‏شوقاً ويخفي بعد ذاك تتيّمه

‏تباً لقلبك يالقلبك ما ارعوى
‏عن قمعِ ثورات الضلوع المغرمة

‏يا أظلم العشّاق حسبك .. هل أنا
‏إلا الشعوب وأنت قهر الأنظمة !

‏#عفاف_عطاالله

رحيل
03-04-2019, 10:02 PM
‏الحبُّ
‏أغنيةٌ حناجرُها القلوبْ
‏لكن بـِ تَوقِيتِ المدامعِ ، والنَّحِيب

‏والحبُّ من طَرَفٍ عذابٌ قائمٌ
‏وبه تموتُ
‏ولا تموتُ
‏ولا تتوبْ

‏أسرفتَ في الأشواقِ عشتَ مُسَمَّراً
‏في حائطِ المنفى وما التفتَ الحبيبْ

‏مهما ابتَكَرتَ لـِ شمسِ حلمِكَ وِجهَةً
‏سـَ يظلُّ مصلوباً على جِهَةِ الغروبْ.

-يحي المشعل -

إيمان محمد ديب طهماز
03-06-2019, 06:44 PM
كل بيت في هذه القصيدة يعادل كتاب أقرؤوها جيد .
هي إحدى القصائد الخالدة للشاعر صالح بن عبدالقدوس
أحد شعراء الدوله العباسيه

*صِلِ الكرامَ وإنْ رموكَ بجفوةٍ*
*فالصفحُ عنهمْ بالتَّجاوزِ أصـوَبُ*

*واخترْ قرينَكَ واصطنعهُ تفاخراً*
*إنَّ القريـنَ إلى المُقارنِ يُنسبُ*

*واخفضْ جناحَكَ للأقاربِ كُلِّهـمْ*
*بتذلُّـلٍ واسمـحْ لهـمْ إن أذنبوا*

*ودعِ الكَذوبَ فلا يكُنْ لكَ صاحباً*
*إنَّ الكذوبَ يشيـنُ حُـراً يَصحبُ*

*وزنِ الكلامَ إذا نطقـتَ ولا تكـنْ*
*ثرثـارةً فـي كـلِّ نـادٍ تخطُـبُ*

*واحفظْ لسانَكَ واحترزْ من لفظِهِ*
*فالمرءُ يَسلَـمُ باللسانِ ويُعطَبُ*

*والسِّرُّ فاكتمهُ ولا تنطُـقْ بـهِ*
*إنَّ الزجاجةَ كسرُها لا يُشعَبُ*

*وكذاكَ سرُّ المرءِ إنْ لـمْ يُطوه*
*نشرتْـهُ ألسنـةٌ تزيـدُ وتكـذِبُ*

*لا تحرِصَنْ فالحِرصُ ليسَ بزائدٍ*
*في الرِّزق بل يشقى الحريصُ ويتعبُ*

*ويظلُّ ملهوفـاً يـرومُ تحيّـلاً*
*والـرِّزقُ ليسَ بحيلةٍ يُستجلَبُ*

*كم عاجزٍ في الناسِ يأتي رزقُهُ*
*رغَـداً ويُحـرَمُ كَيِّـسٌ ويُخيَّـبُ*

*وارعَ الأمانةَ والخيانةَ فاجتنبْ*
*واعدِلْ ولاتظلمْ يَطبْ لكَ مكسبُ*

*وإذا أصابكَ نكبةٌ فاصبـرْ لهـا*
*مـن ذا رأيـتَ مسلَّماً لا يُنْكبُ*

*وإذارُميتَ من الزمانِ بريبـة*ٍ
*أو نالكَ الأمـرُ الأشقُّ الأصعبُ*

*فاضرعْ لربّك إنه أدنى لمنْ*
*يدعوهُ من حبلِ الوريدِ وأقربُ*

*كُنْ ما استطعتَ عن الأنامِ بمعزِلٍ*
*إنَّ الكثيرَ من الوَرَى لا يُصحبُ*

*واحذرْ مُصاحبةَ اللئيم فإنّهُ*
*يُعدي كما يُعدي الصحيحَ الأجربُ*

*واحذرْ من المظلومِ سَهماً صائباً*
*واعلـمْ بـأنَّ دعـاءَهُ لا يُحجَـبُ*

*وإذا رأيتَ الرِّزقَ عَزَّ ببلـدةٍ*
*وخشيتَ فيها أن يضيقَ المذهبُ*

*فارحلْ فأرضُ اللهِ واسعةَ الفَضَا*
*طولاً وعَرضاً شرقُهـا والمغرِبُ*

*فلقدْ نصحتُكَ إنْ قبلتَ نصيحتي*
*فالنُّصحُ أغلى ما يُباعُ ويُوهَـبُ*

سيرين
03-11-2019, 12:34 AM
حبيبي وقع لي ديوانه الشعري
ثم وقع البحر وقع الأفق
وقع الأشجار و الأزهار و العصافير...
وقع الشمس و القمر و قطات المطر
وقع الأرصفة و المقاهي و ضحكات الأطفال
وقع قلمي
ثم وقعني و مضى ...
***
حبيبي ترك بصماته على الليل
فولدت النجوم ...
***
أحدق في شجرة تركض
و سمكة تتجول على الرصيف
و سلحفاه تخلع صدفتها مهرولة كأرنب
و قطط تراقص الفئران بود و أمان
***
و ثعلب لطيف يدفىء عنق عجوز باريسية ثملة بذيله
لقد تبدل العالم قليلا
فهل يعني ذلك أنني عاشقة ؟...
....
اشهد علي بصمات شاعر ~ غادة السمان

\..:icon20:

رحيل
03-12-2019, 12:16 AM
‏هبني تفاصيل عينيكَ التي تعبت
‏من الهُمومِ وهبني صدركَ الحاني

‏إنّي أُحبكَ ، عمري دون موعدنا
‏كصوتِ أغنيةٍ ، من غير ألحاني

‏حزينةٌ بعدكَ الدنيا ، بلا فرحٍ
‏فعُد إليَّ لكي تحميكَ شطآني

‏كل الذين بصدر الغيبِ قد رحلوا
‏عادوا إليّ فعُد يا كُلَّ أوطاني

‏حمد الحارثي .

إيمان محمد ديب طهماز
03-17-2019, 06:16 AM
.(أظننت أنك قد قتلت المعتقد)

أظننت أنك قد قتلت المعتقد
ورميت من لله صلى أو سجد

أظننت أنك قد نسفت كتابنا
وطمست سنتنا بقتلك للجسد

وحسبت أن النصر كان حليفكم
لا والذي خلق السماء بلا عمد

أرواحنا نحو السماء قد ارتقت
وتطهرت أجسادنا طول الأمد

وكتابنا القرآن حافظه لنا
ربٌ عليمٌ واحدٌ فردٌ صمد

أما مساعيك الخبيثة قد جنت
عارًا عظيمًا يعتريك إلى الأبد

إن مُتّعت عيناك بالجثث التي
رقدت بمحراب البطولة والجَلَد

فارقص فرقصك قَطُّ ما قد ضرّهم
فالكلب يرقص بعدما يفنى الأسد

لا تحسبن الله عنكم غافلًا
فلقد أعدّ لكم حبالا من مسد

وجهنمٌ مأواكمُ .. نيرانها
إن ألقيت أجسادكم فيها تزد

تشوي جلودكمُ فتُبْدَل غيرها
كي تستغيثوا ثم تنتظروا المدد

كلا فهذا حكمه ووعيده
سبحانه إن قال قولا لا يُرَد

ومن اعتديت عليهمُ في جنةٍ
قد أزلفت للمتقي ومن اجتهد

موتوا بغيظكمُ فذا إسلامنا
دين السلام فلا اعتداءَ ولا حسد

وقوافل الإسلام تمضي نحوكم
رفعت لكم توحيدها في كل يد

فالحق حصحص لا مكان لزيفكم
يعلو وإن حاربتموه بلا عدد .

.رد للمعتدين على الاسلام

محمود بن محمد النبهاني
سلطنة عمان
15 /3 /2019

سيرين
03-18-2019, 09:35 PM
لَم يَبْقَ شَىء ٌ مِن الدُّنْيا بأَيْدِينا

لَم يَبْقَ شَىء ٌ مِن الدُّنْيا بأَيْدِينا إلاّ بَقِيّة ُ دَمْعٍ في مآقِينَا
كنّا قِلادَة َ جِيدِ الدَّهْرِ فانفَرَطَتْ وفي يَمينِ العُلا كنّا رَياحِينا
كانت مَنازِلُنا في العِزِّ شامِخة ً لا تُشْرِقُ الشَّمسُ إلاّ في مَغانينا
وكان أَقْصَى مُنَى نَهْرِالمَجَرَّة لو مِن مائِه مُزِجَتْ أَقْداحُ ساقِينا
والشُهْب لو أنّها كانت مُسَخرَّة ً لِرَجْمِ من كانَ يَبْدُو مِن أَعادِينا
فلَم نَزَلْ وصُرُوفُ الدَّهرِ تَرْمُقُنا شَزْراً وتَخدَعُنا الدّنيا وتُلْهينا
حتى غَدَوْنا ولا جاهٌ ولا نَشَبٌ ولا صديقٌ ولا خِلٌّ يُواسِينا

حافظ ابراهيم

\..:58:

سليمان عباس
03-19-2019, 12:28 PM
تسيرُ الليالي بِنَا نازلةْ
وعهدي بها هكذا مائِلةْ !

ونحملُ أوزار من عذبونا
فنقضي الفرائضَ و النافلة

كتبنا على الرمل آمالنا ..
فصارت رمال الورى قاحلة

وزُرنا السكينةَ في دارها
فقالت لنا أنها راحلة !!

🖊 عبدالواحد الكامل

سليمان عباس
03-19-2019, 12:28 PM
أفنيتُ وقتي بين طياتِ الورقْ
ونسيت بعضي في دياجيرِ القلقْ

وصحوةُ في يومٍ غريبٍ .. فجأةً
فوجدتُني أمشي وحيداً في نفقْ!

🖊 عبدالواحد الكامل
18/3/2019

سليمان عباس
03-19-2019, 12:31 PM
#نيوزيلندا

أظننت أنك قد قتلت المعتقد؟!
ورميت من لله صلى أو سجد

أظننت أنك قد نسفت كتابنا
وطمست سنتنا بقتلك للجسد؟!

وحسبت أن النصر كان حليفكم
لا والذي خلق السماء بلا عمد!

أرواحنا نحو السماء قد ارتقت
وتطهرت أجسادنا طول الأمد

وكتابنا القرآن حافظه لنا
ربٌ عليمٌ واحدٌ فردٌ صمد

أما مساعيك الخبيثة قد جنت
عارًا عظيمًا يعتريك إلى الأبد

إن مُتّعت عيناك بالجثث التي
رقدت بمحراب البطولة والجَلَد

فارقص فرقصك قَطُّ ما قد ضرّهم
فالكلب يرقص بعدما يفنى الأسد!

لا تحسبن الله عنكم غافلًا
فلقد أعدّ لكم حبالا من مسد

وجهنمٌ مأواكمُ .. نيرانها
إن ألقيت أجسادكم فيها تزد

تشوي جلودكمُ فتُبْدَل غيرها
كي تستغيثوا ثم تنتظروا المدد

كلا ؛ فهذا حكمه ووعيده
سبحانه إن قال قولًا لا يُرَد

ومن اعتديت عليهمُ في جنةٍ
قد أزلفت للمتقي ومن اجتهد

موتوا بغيظكمُ فذا إسلامنا
دين السلام فلا اعتداءَ ولا حسد

وقوافل الإسلام تمضي نحوكم
رفعت لكم توحيدها في كل يد

فالحق حصحص لا مكان لزيفكم
يعلو وإن حاربتموه بلا عدد


#محمود_النبهاني

إبراهيم الودعاني
03-22-2019, 02:53 AM
عبثًا أَجُرُّ الدربَ
‏ نحوي، والمدى ينأى
‏ وتخذلني
‏خُطايْ

‏والحظ منتَبِذٌ
‏ ينوءُ بما أُكِنُّ
‏ ويقتفي أثرًا يؤوبُ إلى
‏ سوايْ

‏ وأنا الغريقُ
‏ وخيبةٌ تطفو
‏تلامسُ ما تشبث بيْ
‏ ويغدر بي
‏ رجايْ

‏والسهدُ سَاهٍ
‏ في نوايا الليلِ
‏- يفضحُهُ ارتعاشُ النبضِ - من قلق
‏ يبوحُ بهِ
‏خَطَايْ


حسين أحمد الزيداني

سليمان عباس
03-22-2019, 01:14 PM
جميلُ الشِعر تعشقهُ القيافةْ
وتسعدُ مِن تتبعهُ الحصافةْ

فيسري الحرفُ مفتوناً طروباً
يُدندنُ .. دونما أدنى كلافةْ

يُقسِّمُ حُسنهُ ..الباهي ويروي
عن الأدابِ أنواع الثقافة !ْ

🖊 عبدالواحد الكامل

سليمان عباس
03-22-2019, 01:14 PM
لو كان رزقي عند غيرك سيدي
ما كنتُ يا رباه حيا أُرزقُ

بل كان حتما أن أموت مجوّعا
أو يأخذوا عني الهواء فأخنقُ

فالحمد يا مولاي أنك رازقي
والحمد أصدق ما يقال ويُنطق

لشاعرها

سيرين
03-22-2019, 03:25 PM
وقائع محاكمة قلم شاعر

صرخ السلطان:
– جاءت لبلادي أخبارٌ
عن شعرٍ أنشد بمكانٍ
لا يصلح بين الأشعار
عن قلمٍ يرفض سلطاني
يتكلم باسم الأحرار
و يثور بوجه الإعصار..
– لم يفعل قلمي!! لم يفعلْ!
– قل ماذا كنتَ تقول و تعملْ؟
– كنتُ أغنّي للحرية.. للمستقبل
– آلحرية في عهدي؟
– كلا مولاي!!
الحرية لا تعني
أن تسلب أنفاسي منّي
أن تحكم عقلي و خيالي
باسم الإيمان
الحرية لا تعني
جلاّدًا يرأسُ محكمةً
أو سيفًا يمخُرُ أوصالي
و سجونًا في كل مكان!
الحرية مِلْكُ يميني
لا مَلِكًا منّي ينزعها
أو مُلْكًا عنها يغريني
كلاّ مولاي..
– قل من عَلَّمَكُمْ هذا المعنى؟!!
– كل قواميس الإنسان
فالحرية لفظٌ تعرفُهُ كُلُّ الأديان
– فلْيُحْرَقْ ذاك القاموس
و لْتُمْحى كُلُّ الأديان
من علمكم هذا المعنى؟!
– علمني شعري..
و قيود الظلم تحاصرني
و سجون القمع تطاردني
و سيوف القهر تعاورني في كل مكان!
علمني شعري أن أصرخ
لا أخشى جور السلطان
إن كان لِيَ السجن المأوى
أو كان لِيَ القبر المثوى
أو رمسًا خلف القضبان
– سنمزِّقُ أشعارك و سنمحو
كلَّ الأصداءْ
– إن كان يضايقكم شعري لا ترموه
فسأكتب غيره!!
– و سنسحقُ كُلَّ الشُّعَراءْ!
– قل لي مولاي لمن أكتب؟
هل أكتب عن زهرٍ حُلْوٍ
يسكن شرفات الرؤساءْ؟
أو أكتب في حُسْنِ جَوارٍ
يمْلأنَ قصور الخُلفاءْ؟!
أم أكتب عن وَطَنٍ ضائِعْ
عن أمة حَقٍّ تتردّى
و شعوبٍ خُلِقَتْ خرساءْ؟!!
قل لي مولاي.. لمن أكتب؟!
– اكتب عني.. عن عدلي عن حكمي.. عن حسني
– كلاّ مولاي.. فلا أقدر
– يا مجرم.. يا مجرم!!
– لم أسرقْ.. لم أقتُل.. لم أظلمُ!!
– إن لم تفعل يا هذا
– فسآمُرُ جلاّدي
أن يحشرَ أبناء بلادي
كي أسجن شاعرنا الأعظم
أو أقتل شاعرنا الأعظم
إن لم يكتب للسلطان
– بيتي و سجونك سيّان
لكنَّ الشِّعْرَ هو الأنقى
موتي و حياتي وجهان
لمشيئَةِ ربّي يا هذا
فالكون فناءٌ مكتوبٌ
سيزول الظلم و لن يبقى
و يظل الشعر هو الأبقى..
فاجتمع النّاس ليبكوني
أهلي.. أصحابي ينعوني
و قلوب الناس قد انفطرت
و بنار الظلم قد احترقت
أشعاري شامخةٌ صرخت:
أبقى.. أو يبقى الطغيانْ
فعصور الطاغية اندثرت
إلا عصر السلطان..
جاء السلطان و في يدهِ
سيفٌ بتّارْ
يعكس ضوء الحَقِّ على جسدي
نورًا أو نارْ
قال السلطان:
– ألن تكتب؟
– بل أكتب مولاي:
أبقى أو يبقى الطغيان
– قل من علمكم هذا المعنى
– علمني سيفك و جنودك
و قصورك و ظلام سجونك
أنّي لست بجاريةٍ تسعى
في قصر السلطانْ!
بل لست حصانًا أو أرنبْ
أرقص كي يفرح أو يغضبْ
بحظيرة مولاي السلطان
– فسأحرق سيفي و جنودي
و قصوري و ظلام سجوني
من علمكم هذا المعنى؟
– علمني الرحمن
ألاّ أسجد للطغيان
في التوراة و في الإنجيل و في القرآن..
فارتعد السلطان..
و اندحر الظلم بعينيهِ
و تكلَّمَ شعبي
يحفظ أشعاري عن غَيْبِ:
– نبقى أو يبقى الطغيان!!!

مروة دياب

\..:34:

رحيل
03-26-2019, 03:13 AM
‏جحودَ الحبّ ما أدراك ما هُو
‏وما أدراكَ عن سهمٍ رماهُ ؟!

‏جحُودَ الحب ما أدراك حقاً
‏عن العشق المبرِّحِ منتهاه

‏وما أدراك عن شوقٍ تلظّى
‏ من الأضلاع .. أو سهدٍ تلاه

‏وعن لوم النّديم وعذل واشٍ
‏ إذا افتُضحت بذكر الخلّ آهُ

‏جحودَ الحبّ هذا الحبّ وهجٌ
‏بغير البعد .. تعجزُ أن تراهُ .

- عفاف عطا الله -

إيمان محمد ديب طهماز
03-30-2019, 11:56 PM
إعـتـزلْ ذِكـــرَ الأغـانــي والـغَــزَلْ وقُـلِ الفَـصْـلَ وجـانـبْ مَــنْ هَــزَلْ
ودَعِ الـــذِّكـــرَ لأيــــــامِ الــصِّــبــا فــلأيـــامِ الـصِّــبــا نَــجـــمٌ أفَـــــلْ
إنْ أهــنـــا عــيــشــةٍ قـضـيـتُـهــا ذهــبــتْ لـذَّاتُـهــا والإثْــــمُ حَـــــلّ
واتـــرُكِ الـغــادَةَ لا تـحـفـلْ بــهــا تُـمْـسِ فـــي عِـــزٍّ رفـيــعٍ وتُـجَــلّ
وافتكـرْ فـي منتهـى حُـسـنِ الــذي أنــتَ تـهــواهُ تـجــدْ أمـــراً جَـلَــلْ
واهـجُـرِ الخـمـرةَ إنْ كـنــتَ فـتــىً كيفَ يسعـى فـي جُنـونٍ مَـنْ عَقَـلْ
واتَّـــــقِ اللهَ فــتــقــوى الله مــــــا جـاورتْ قـلـبَ امــريءٍ إلا وَصَــلْ
لـيـسَ مــنْ يـقـطـعُ طُـرقــاً بَـطــلاً إنــمــا مــــنْ يـتَّـقــي الله الـبَـطَــلْ
صــدِّقِ الـشَّـرعَ ولا تـركــنْ إلـــى رجــلٍ يـرصـد فــي الـلـيـل زُحـــلْ
حــارتِ الأفـكـارُ فــي حكـمـةِ مَــنْ قـــد هـدانــا سبْـلـنـا عـــزَّ وجَــــلْ
كُتـبَ الـمـوت عـلـى الخَـلـقِ فـكـمْ فَـلَّ مــن جـيـشٍ وأفـنـى مــن دُوَلْ
أيـــنَ نُــمــرودُ وكـنـعــانُ ومــــنْ مَــلَــكَ الأرضَ وولَّـــــى وعَـــــزَلْ
أيــن عــادٌ أيـــن فـرعــونُ ومـــن رفــعَ الأهــرامَ مــن يسـمـعْ يَـخَـلْ
أيـنَ مـن ســادوا وشــادوا وبَـنَـوا هَـلَــكَ الـكــلُّ ولـــم تُـغــنِ الـقُـلَـلْ
أيـنَ أربـابُ الحِـجَـى أهــلُ النُّـهـى أيــنَ أهـــلُ الـعـلـمِ والـقــومُ الأوَلْ
سـيُــعــيــدُ الله كـــــــلاً مــنـــهـــمُ وسيَـجـزي فـاعـلاً مــا قـــد فَـعَــلْ
إيْ بُنيَّ اسمعْ وصايا جَمعتْ حِكماً خُــصَّــتْ بــهـــا خــيـــرُ الـمِــلــلْ
أطـلــبُ الـعِـلـمَ ولا تـكـسَـلْ فــمــا أبـعـدَ الخـيـرَ عـلـى أهــلِ الـكَـسَـلْ
واحتـفـلْ للـفـقـهِ فـــي الـدِّيــن ولا تشـتـغـلْ عــنــهُ بــمــالٍ وخَــــوَلْ
واهـجــرِ الـنَّــومَ وحـصِّـلـهُ فـمــنْ يعـرفِ المطلـوبَ يحـقـرْ مــا بَــذَلْ
لا تــقــلْ قــــد ذهــبـــتْ أربــابُـــهُ كـلُّ مـن سـارَ علـى الـدَّربِ وصـلْ
فـي ازديــادِ العـلـمِ إرغــامُ الـعِـدى وجـمــالُ الـعـلـمِ إصـــلاحُ الـعـمـلْ
جَـمِّــلِ المَـنـطِـقَ بالـنَّـحـو فــمــنْ يُـحـرَمِ الإعــرابَ بالنُّـطـقِ اختـبـلْ
انــظُــمِ الـشِّـعــرَ ولازمْ مـذهــبــي فـي اطَّـراحِ الـرَّفـد لا تـبـغِ النَّـحَـلْ
فهـوَ عـنـوانٌ عـلـى الفـضـلِ ومــا أحـســنَ الـشـعـرَ إذا لـــم يُـبـتــذلْ
مـاتَ أهـلُ الفضـلِ لـم يبـقَ سـوى مقـرف أو مـن علـى الأصـلِ اتَّكـلْ
أنـــــا لا أخــتـــارُ تـقـبـيــلَ يــــــدٍ قَطْعُـهـا أجـمـلُ مــن تـلــكَ الـقُـبـلْ
إن جَزتني عن مديحي صـرتُ فـي رقِّــهــا أو لا فيكـفـيـنـي الـخَـجَــلْ
أعــذبُ الألـفـاظِ قَـولـي لـــكَ خُـــذْ وأمَــــرُّ الـلـفــظِ نُـطـقــي بِـلَــعَــلّْ
مُلـكُ كسـرى عـنـهُ تُغـنـي كِـسـرةٌ وعــنِ البـحـرِ اجـتــزاءٌ بـالـوَشـلْ
اعـتـبـر (نـحــن قسـمـنـا بيـنـهـم) تـلـقـهُ حــقــاً (وبـالـحــق نــــزلْ)
ليس ما يحـوي الفتـى مـن عزمـه لا ولا مــا فـــاتَ يـومــاً بالـكـسـلْ
اطـــرحِ الـدنـيـا فــمــنْ عـاداتـهــا تخفِـضُ العالـيْ وتُعلـي مَـنْ سَفَـلْ
عيـشـةُ الـرَّاغـبِ فــي تحصيـلِـهـا عـيـشـةُ الـجـاهـلِ فـيـهـا أو أقـــلْ
كَــمْ جَـهـولٍ بـــاتَ فـيـهـا مُـكـثـراً وعلـيـمٍ بـــاتَ مـنـهـا فـــي عِـلَــلْ
كــمْ شـجـاعٍ لــم يـنـلْ فيهاالمُـنـى وجـبــانٍ نــــالَ غــايــاتِ الأمــــلْ
فـاتــركِ الحـيـلـةَ فـيـهــا واتَّــكِــلْ إنـمـا الحيـلـةُ فــي تـــركِ الـحِـيَـلْ
أيُّ كــفٍّ لــمْ تـنـلْ مـنـهـا الـمُـنـى فـرمــاهــا اللهُ مـــنـــهُ بـالـشَّــلَــلْ
لا تقـلْ أصلـي وفَصلـي أبـداً إنـمـا أصـــلُ الـفَـتـى مـــا قـــد حَــصَــلْ
قــدْ يـسـودُ الـمــرءُ مـــن دونِ أبٍ وبِحسـنِ السَّبْـكِ قـدْ يُنقَـى الـدَّغّـلْ
إنـمـا الــوردُ مــنَ الـشَّــوكِ ومـــا يَنـبُـتُ النَّـرجـسُ إلا مـــن بَـصَــلْ
غــيــرَ أنــــي أحــمــدُ اللهَ عــلـــى نـسـبـي إذ بـأبــي بــكــرِ اتَّــصــلْ
قـيـمـةُ الإنــســانِ مــــا يُـحـسـنُـهُ أكـثــرَ الإنــســانُ مــنــهُ أمْ أقَــــلْ
أُكـتــمِ الأمــريــنِ فــقــراً وغــنــى واكسَب الفَلْسَ وحاسب ومن بَطَلْ
وادَّرع جــــداً وكـــــداً واجـتــنــبْ صُحبـةَ الحمـقـى وأربــاب الخَـلَـلْ
بــيــنَ تـبــذيــرٍ وبُــخـــلٍ رُتــبـــةٌ وكِــــــلا هـــذيـــنِ إنْ زادَ قَـــتَـــلْ
لا تخُضْ فـي حـق سـادات مَضَـوا إنــهــم لـيـســوا بــأهــلِ لـلــزَّلَــلْ
وتغـاضـى عــن أمـــورٍ إنـــه لـــم يــفُــزْ بـالـحـمـدِ إلا مــــن غَــفَــلْ
ليـسَ يخلـو المـرءُ مِـنْ ضـدٍّ ولَـو حــاولَ العُـزلـةَ فــي راسِ الجـبَـلْ
مِــلْ عــن النَـمَّـامِ وازجُـــرُهُ فـمــا بــلّــغَ الـمـكــروهَ إلا مــــن نَــقَــلْ
دارِ جـــارَ الـسُّــوءِ بالـصَّـبـرِ وإنْ لـمْ تجـدْ صبـراً فمـا أحـلـى النُّـقَـلْ
جـانِـبِ السُّلـطـانَ واحــذرْ بطـشَـهُ لا تُـعـانِــدْ مَــــنْ إذا قــــالَ فَــعَــلْ
لا تَــلِ الأحـكــامَ إنْ هُـــمْ سـألــوا رغـبـةً فـيـكَ وخـالـفْ مَــنْ عَـــذَلْ
إنَّ نـصـفَ الـنـاسِ أعـــداءٌ لـمــنْ ولـــيَ الأحـكــامَ هــــذا إن عَــــدَلْ
فـهــو كالمـحـبـوسِ عـــن لـذَّاتــهِ وكِــلا كفّـيـه فـــي الـحـشـر تُـغَــلْ
إنَّ للنقـصِ والاستثقـالِ فـي لفظـةِ الـقــاضــي لَــوَعــظــا أو مَـــثَـــلْ
لا تُــــوازى لــــذةُ الـحُـكــمِ بــمــا ذاقَهُ الشخصُ إذا الشخـصُ انعـزلْ
فـالـولايــاتُ وإن طــابــتْ لــمـــنْ ذاقَـهـا فـالـسُّـمُّ فـــي ذاكَ الـعَـسَـلْ
نَـصَـبُ المنـصِـبِ أوهـــى جَـلَــدي وعـنـائـي مـــن مُـــداراةِ الـسَّـفــلْ
قَـصِّـرِ الآمــالَ فـــي الـدنـيـا تـفُــزْ فـدلـيـلُ الـعـقـلِ تـقـصـيـرُ الأمــــلْ
إن مـــنْ يطـلـبـهُ الـمــوتُ عــلــى غِــــرَّةٍ مــنــه جــديــرٌ بـالــوَجَــلْ
غِــبْ وزُرْ غِـبَّـاَ تــزِدْ حُـبَّـاً فـمــنْ أكـثــرَ الــتَّــردادَ أقــصــاهُ الـمَـلَــلْ
لا يـضــرُّ الـفـضـلَ إقــــلالٌ كــمــا لا يضـرُّ الشـمـسَ إطـبـاقُ الطَّـفَـلْ
خُـذْ بنصـلِ السَّيـفِ واتـركْ غِـمـدهُ واعتبـرْ فضـلَ الفتـى دونَ الحُـلُـلْ
حُـبّــكَ الأوطـــانَ عـجــزٌ ظــاهــرٌ فاغـتـربْ تـلـقَ عــن الأهــلِ بَــدَلْ
فـبـمُـكـثِ الــمــاءِ يـبـقــى آســنــاً وسَـرى الـبـدرِ بــهِ الـبـدرُ اكتـمـلْ
أيُّــهــا الـعـائــبُ قــولــي عـبــثــاً إن طـيــبَ الـــوردِ مـــؤذٍ للـجُـعـلْ
عَــدِّ عــن أسـهُـمِ قـولـي واستـتِـرْ لا يُصيـبـنَّـكَ سـهــمٌ مــــن ثُــعَــلْ
لا يـغـرَّنَّــكَ لــيـــنٌ مـــــن فــتـــىً إنَّ لـلـحــيَّــاتِ لــيــنــاً يُــعــتـــزلْ
أنــا مـثــلُ الـمــاءِ سـهــلٌ سـائــغٌ ومــتـــى أُســـخِـــنَ آذى وقَـــتَـــلْ
أنـــا كالـخـيـزور صـعــبٌ كـسُّــرهُ وهـو لـدنٌ كيـفَ مـا شئـتَ انفـتَـلْ
غيـرَ أنّــي فــي زمــانٍ مَــنْ يـكـنْ فيـه ذا مــالٍ هــو المـولَـى الأجــلّ
واجـــبٌ عـنــد الـــورى إكــرامُــهُ وقـلـيـلُ الــمــالِ فـيـهــمْ يُـسـتـقـلْ
كــلُّ أهـــلِ الـعـصـرِ غـمــرٌ وأنـــا منـهـمُ، فـاتـرك تفاصـيـلَ الـجُـمَـل
وصــــــلاةُ اللهِ ربـــــــي كُــلّــمـــا طَـلَــعَ الـشـمــسُ نــهــاراً وأفــــلْ
لـلـذي حــازَ العُـلـى مـــن هـاشــمٍ أحـمـدَ المخـتـارِ مــن ســـادَ الأوَلْ
وعــلـــى آلٍ وصــحـــبٍ ســــــادةٍ لـيــسَ فـيـهـمْ عــاجــزٌ إلا بَــطَــلْ


إبن الوردي

سليمان عباس
04-05-2019, 11:47 PM
‏قرأتْ
‏ عليّ بصوتها المبحوحِ
‏أبيات شعر من خلاصة روحي

‏فاحترت
‏ هل كان الجمال بصوتها
‏أم كان في شعري ورقة بوحي!؟

‏⁧‫محمد الشيعاني‬⁩.

رحيل
04-06-2019, 02:11 AM
"أيها الركـب المُيمِّم أرضي
أقرِ من بعضي السلامَ لبعضي

إن جسمي كما علمتَ بأرضٍ
وفــؤادي ومالكيهِ بأرضِ

قـدّر البينُ بيننا فافترقنا
وطوى البينُ عن جفونيَ غمضي

قد قضى الله بالفراق علينا
فعسى باجتماعنا سوف يقضي"
....
عبدالرحمن الداخل .

رحيل
04-08-2019, 03:55 AM
؛
‏واختار كلٌ حكايتهُ ..
‏فمن منّا تجنّى ؟
‏جبُنّا أن نعود
‏أعزُّ شيءٍ على النسيان
‏أنّا قد جبُنّا
‏خيار الكبرياء
‏قضى علينا
‏ولم نملك خياراً مطمئنّا
‏( كأنّا )لم نكن إلا وجوداً مجازياً
‏وكم تقسو ..
‏( كأنّا ) !
‏أضعنا حظّنا من كل شيءٍ
‏فماذا بعد
‏سوف يضيع منّا
...
‏محمد إبراهيم يعقوب.

سيرين
04-08-2019, 05:45 PM
نزار قباني: هل تسمحون لي
عندما كتب رائعته هذه
فقه شاعرنا أصول الدين والعقيدة أكثر من كثيرين...!
هل تسمحون لي
ان اربي اطفالي كما اريد،
وألا تملوا علي اهواءكم واوامركم؟
هل تسمحون لي
ان اعلم اطفالي ان الدين لله اولا،
وليس للمشايخ والفقهاء والناس؟
هل تسمحون لي
ان اعلم صغيرتي ان الدين هو اخلاق وأدب وتهذيب وامانة وصدق،
قبل ان اعلمها بأي قدم تدخل الحمام وبأي يد تأكل؟
هل تسمحون لي
ان اعلم ابنتي ان الله محبة،
وانها تستطيع ان تحاوره وتسأله ما تشاء،
بعيدا عن تعاليم أي أحد؟
هل تسمحون لي
الا اذكر عذاب القبر لاولادي،
الذين لم يعرفوا ما هو الموت بعد؟
هل تسمحون لي
ان اعلم ابنتي اصول الدين وادبه واخلاقه،
قبل ان افرض عليها الحجاب؟
هل تسمحون لي
ان اقول لابني الشاب ان ايذاء الناس وتحقيرهم
لجنسيتهم ولونهم ودينهم، هو ذنب كبير عند الله؟
هل تسمحون لي
ان اقول لابنتي ان مراجعة دروسها والاهتمام بتعليمها،
انفع واهم عند الله من حفظ آيات القرآن عن ظهر قلب، دون تدبر معانيها؟
هل تسمحون لي
ان اعلم ابني ان الاقتداء بالرسول الكريم يبدأ :
بنزاهته وامانته وصدقه، قبل لحيته وقصر ثوبه؟
هل تسمحون لي
ان اقول لابنتي ان صديقتها المسيحية ليست كافرة،
والا تبكي خوفا عليها من دخول النار؟
هل تسمحون لي
ان اجاهر، ان الله لم يوكل احدا في الارض بعد الرسول لان يتحدث باسمه
ولم يخول احدا بمنح 'صكوك الغفران' للناس؟
هل تسمحون لي
ان اقول، ان الله حرم قتل النفس البشرية،
وان من قتل نفسا بغير حق كأنما قتل الناس جميعا،
وانه لا يحق لمسلم ان يروع مسلما؟
هل تسمحون لي
ان اعلم اولادي ان الله اكبر واعدل وارحم
من كل فقهاء الارض مجتمعين؟
وان مقاييسه تختلف عن مقاييس المتاجرين بالدين،
وان حساباته أحن وارحم؟
هل تسمحون لي؟؟؟؟

\..:34:

ضوء خافت
04-09-2019, 05:08 PM
تلومني الدنيا إذا أحببته
كأني أنا خلقت الحب واخترعته
كأنني على خدود الورد قد رسمته
.. كأنني أنا التي
للطير في السماء قد علمته
وفي حقول القمح قد زرعته
.. وفي مياه البحر قد ذوبته
.. كأنني أنا التي
كالقمر الجميل في السماء قد علقته
.. تلومني الدنيا إذا
.. سميت من أحب .. أو ذكرته
.. كأنني أنا الهوى
.. وأمه .. وأخته
من حيث ما انتظرته
.. مختلف عن كل ما عرفته
مختلف عن كل ما قرأته
.. وكل ما سمعته
.. لو كنت أدري
أنه نوع من الإدمان .. ما أدمنته
.. لو كنت أدري أنه
باب كثير الريح ، ما فتحته
.. لو كنت أدري أنه
عود من الكبريت ، ما أشعلته
هذا الهوى . أعنف حب عشته
.. فليتني حين أتاني فاتحا
يديه لي .. رددته
.. وليتني من قبل أن يقتلني
.. قتلته
.. هذا الهوى الذي أراه في الليل
.. أراه .. في ثوبي
.. وفي عطري .. وفي أساوري
.. أراه .. مرسوما على وجه يدي
.. أراه .. منقوشا على مشاعري
.. لو أخبروني أنه
.. طفل كثير اللهو والضوضاء ما أدخلته
.. وأنه سيكسر الزجاج في قلبي
.. لما تركته
.. لو اخبروني أنه
سيضرم النيران في دقائق
ويقلب الأشياء في دقائق
ويصبغ الجدران بالأحمر والأزرق في دقائق
.. لكنت قد طردته
.. يا أيها الغالي الذي
.. أرضيت عني الله .. إذ أحببته
أروع حب عشته
فليتني حين أتاني زائرا
.. بالورد قد طوقته
.. وليتني حين أتاني باكيا
.. فتحت أبوابي له .. وبسته
.. وبسته
.. وبسته
.. فتحت أبوابي له .. وبسته
.. وبسته
.. وبسته



نزار و من غيره !!

سليمان عباس
04-11-2019, 01:58 PM
قرّب خطاكَ ..
الروحُ أنهكها.. الحلك
وابسط مداكَ
اشتقتُ .. أن أشكوكَ لك

قرّب خطاك
ولا تسل .. عمّا مضى
ودع العتاب .. فما أتيت لأسألك

حقاً تعبتُ ..
أما تعبتَ؟ ألم يئن؟
أن تستردّ من الضياع .. مُدللّك

القلب يا ابن القلبِ
بعدك ميّتٌ
فتعال أُحيي في وصالك .. ما هلك.
‏‎
عفاف عطا الله.

سليمان عباس
04-11-2019, 02:09 PM
في ليلةٍ فضيّة الأقمـــــارِ
بين الخمائلِ والغدير الجَاري

لقيَ الجمالُ القبحَ في سهوٍ و قَدْ
جُمِعــــــا على قدَرٍ من الأقدارِ

القبحُ يلبسُ كلَّ عيبٍ فاضحٍ
أمّا الجمالُ فسندسًا و دراري

القبح قال لضدهِ :هيا بِنَا
نُلقي الرداءَ لجولةِ الإبحارِ

النجمُ سارٍ و المساءُ بصمتهِ
خالٍ من الأشبـاحِ والسُّمّارِ

خاضا عُبابَ النهر لكنْ خِلْسةً
القبحُ عادَ ، ودونما إنذارِ

ثُمّ ارتدى ثوبَ الجمالِ و يالهُ
من ماكرٍ و مخادعٍ غدارِ

عاد الجمالُ و لم يجد ثوبًا و لم
يلْقَ الغريم، فصاح أين إزاري ؟!

لَبس الجمالُ ثيابَ قبحٍ خاجلًا
كي لا يُرَى بين البريّةِ عاري

مُذ ذلك التاريخِ حتى آنِنا
و القبحُ يخطئُ ذاتهُ و يماري

فالباطلُ المأفونُ رغمَ بهارجٍ
يمضي شنيعًا تافهَ المقدارِ

والحقُّ حتى إن تغبّر حالُهُ
هو عسجدٌ يعلو على الدولارِ
عارف النزيلي

إيمان محمد ديب طهماز
04-25-2019, 06:01 AM
سافرتُ نحْوكَ كَيْ أَراك وأَسْمعك
مُضناك وَدَّعَ قلبهُ مذْ ودّعكْ
دنياي ما دنياي ؟ أَيُّ حلاوةٍ
لكؤُوْسها.. إِنْ لمْ أكُنْ فيْها معكْ؟
سافرْتُ نحْوك أَستعيدُكَ.. لا تسَلْ
لِلحُبِّ بوْصَلَةٌ... تُحدِّدُ موْقعكْ
في شُرفة الأَشْواق أَجلِسُ.. كُلَّما
جنَّ الظَّلامُ.. أَبِيتُ أَرْقُبُ مَطْلَعَكْ
فَمتى تعُوْدُ ؟ نحُوْلُ جسْمي شَاهِدٌ
بعْض الشهُوْد إِذَا تكلّم روَّعكْ
طال انْتظارُ الصَّبِّ يفْترشُ المُنَى
إِنْ لَمْ تَعُدْ.. فَاسْمَحْ لَهُ أَنْ يتْبعكْ
رتبْتُ فِي عَيْنَيَّ مَهْدَكَ مِثْلَمَا..
أَثثتُ مَا بَيْنَ الجَوَانِحِ مَخْدَعَكْ
وَلَكَمْ شَكَوْتُ إِلَيْكَ مِنْكَ وَأَدْمُعِي
تَجْرِي.. وَلَكِنْ مَا اسْتثارَتْ أَدْمُعَكْ
خَاصَمْتُ كُلَّ النَّاسِ كَيْ تَرْضَى وَكَمْ
بَعْثَرْتُ عُمْرِي فِي هَوَاكَ لأَجْمَعَكْ
وَشَقِيْتُ فِي صَمْتٍ.. لأمْنَحَكَ الهَنَا
مِنْ غَيرِ مَنٍّ وَانْخَفَضْتُ لأَرْفَعَكْ
وَتَرَكْتُ رُوْحِي فِي يَميْنِكَ شُعْلَةً
وَضَّاءَةً عَلِّي أُذِيْب تَمَنُّعَكْ
سَافَرْتُ نَحْوَكَ بَاحِثاً عَنْ مُهْجَتِي
مِنْ أَضْلُعِي طَارَتْ لِتَسْكُنَ أَضْلُعَكْ
أَأَعِيْشُ دُوْنَكَ؟ مَنْ سَيُطْفِئُ لَوْعَتِي؟
لا بَارَك الرَّحْمَنُ فِيْمَنْ ضَيَّعَكْ!
يَا سَيِّدِي جَفَّتْ حَدَائِقُ بَهْجَتِي
فَمَتَى سَتُجْرِي في ثَرَاهَا مَنْبَعَك؟
الحُبُ مِيقٓاتُ القلُوب سَكَنتُه ُ
مُتَبتِلاً.. حَتَى أَرَاكٓ وأَسْمَعُكْ.

عيسى جرابا.

سيرين
05-05-2019, 02:57 AM
عبد الملك بن عواض الخديدي

إلَى السَّماءِ تجلت نَظْرَتِي وَرَنَـتْ *** وهلَّلَـتْ دَمْعَتِـي شَوَقـاً وَإيْمَانَـا
يُسَبِّحُ اللهَ قَلْبِـي خَاشِعـاً جذلاً *** وَيَمْلأُ الكَـونَ تَكْبِيـراً وسُبْحَانَـا
جُزِيتَ بالخَيْرِ منْ بَشَّرتَ مُحتَسِبًـا*** بالشَّهرِ إذْ هلَّـتِ الأفـراحُ ألْوانَـا
عَامٌ تَوَلَّّى فَعَـادَ الشَّهْـرُ يَطْلُبُنَـا *** كَأنَّنَا لَـمْ نَكَـنْ يَومـاً ولاَ كَانَـا
حَفَّتْ بِنَا نَفْحَةُ الإيمَـانِ فارتفعَـتْ *** حرَارَةُ الشَّوْقِ فِي الوِجْدَانِ رِضْوَانَا
يَابَاغَيَ الخَيْرِ هَذَا شَهْـرُ مَكْرُمَـةٍ *** أقْبِلْ بِصِـدْقٍ جَـزَاكَ اللهُ إحْسَانَـا
أقْبِـلْ بجُـودٍ وَلاَ تَبْخَـلْ بِنَافِلـةٍ *** واجْعَلْ جَبِينَكَ بِِالسَّجْـدَاتِ عِنْوَانَـا
أعْطِ الفَرَائضَ قدْراً لا تضُـرَّ بِهَـا *** واصْدَعْ بِخَيْرٍ ورتِّـلْ فِيـهِ قُرْآنَـا
واحْفَظْ لِسَاناً إذَا مَا قُلتَ عَنْ لَغَـطٍ *** لاَ تجْرَحِ الصَّوْمَ بالألْفَـاظِ نِسْيَانَـا
وصَدِّقِ المَالَ وابذُلْ بَعْضَ أعْطِيَـةٍ *** لنْ ينْقُصَ المَالَ لَوْ أنْفقتَ إحْسَانَـا
تُمَيْرَةٌ فِـي سَبِيـلِ اللَّـهِ تُنْفِقُهَـا *** أرْوَتْ فُؤادًا مِنَ الرَّمْضَـاءِ ظَمآنَـا
وَلَيلَةُ القَـدْرِ مَـا أدْرَاكَ مَـا نِعَـمٍ *** فِي لَيْلَـةٍ قَدْرُهـا ألْـفٌ بِدُنْيَانَـا
أُوْصِِيـكَ خَيْـراً بأيََّـامٍ نُسَافِرُهَـا *** فِي رِِحْلةِ الصّومِ يَحْيَا القَلبُ نَشْوانَا
فَأَوَّلُ الشَّهْرِ قَـدْ أفْضَـى بِمَغْفِـرَةٍ *** بِئسَ الخَلاَئقِ إنْ لَمْ تَلْـقَ غُفْرَانَـا
وَنِصْفهُ رَحْمَـةٌ للْخَلْـقِ يَنْشُرُهَـا *** رَبُّ رَحِيْمٌ عَلَى مَنْ صَامَ حُسْبَانَـا
وَآخِرُ الشَّهْرِ عِتْقٌ مِـنْ لَهَائِبِهَـا *** سَوْدَاءُ مَا وَفَّرَتْ إنْسًـا وَشَيْطَانَـا
نَعُوذُ باللهِ مِـنْ أعْتَـابِ مَدْخَلِهَـا *** سُكْنَى لِمَنْ حَاقَ بالإسْلاَمِ عُدْوَانَـا
وَنَسْـألُ اللهَ فِـي أَسْبَـابِ جَنَّتِـهِ *** عَفْواً كَرِيمًا وَأَنْ يَرْضَـى بِلُقْيَْانَـا


\..:icon20:

سيرين
05-18-2019, 05:47 PM
كُنتَ السوادَ لِمُقلتي يَبكي عليك الناظرُ
مَن شاءَ بعدكَ فَليَمُت فَعَليك كنتُ أحاذرُ

فاطمة الزهراء بنت رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم

\..:icon20:

إيمان محمد ديب طهماز
06-03-2019, 04:51 AM
يا عيد عذراً فأهل الحيِّ قد راحوا..
واستوطن اﻷرض أغراب وأشباحُ...

ياعيد ماتت أزاهير الرُّبى كمداً..
وأوُصِدَ الباب ما للباب مفتاحُ...

أين المراجيح في ساحات حارتنا..
وضجَّة العيد والتَّكبير صدَّاحُ...

الله أكبر تعلو كل مئذنة..
وغمرة الحبِّ للعينين تجتاحُ...

أين الطُّقوس التي كنَّا نمارسها..
ياروعة العيد والحنَّاء فوَّاحُ...

وكلنا نصنع الحلوى بلا مللٍ..
وفرن منزلنا في الليل مصباحُ...

وبيت والدنا بالحبِّ يجمعنا..
ووجه والدتي في العيد وضَّاحُ...

أين الذين تراب اﻷرض يعشقهم..
فحيثما حطَّت اﻷقدام أفراحُ...

أين الذين إذا ما الدَّهر آلمنا..
نبكي على صدرهم نغفو ونرتاحُ...

هل تذكرون صلاة العيد تؤنسنا..؟
وبعضهم نائم والبعض لمَّاحُ...

وبعدها يذهب الإخوان وجهتهم..
نحو المقابر زوَّاراً وما ناحُوا...

لكن أفئدة بالحزن مظلمة..
وأدمع العين باﻷسرار قد باحُوا...

كنا نخطِّط للأطفال حلمهم..
ونبذل الجُّهد هم للمجد أرواحُ...

تآمر الغرب واﻷعراب واجتمعوا..
فالكل في مركبي رأس و ملَّاحُ...

وأين أسيافنا والجَّيش عنترة..
وأين حاتمنا هل كلهم راحُوا...

يا عيد عذراً فلن نعطيك فرحتنا..
مادام عمَّت بلاد الشَّام أتراحُ

نزاار قباني ❤

سيرين
06-04-2019, 01:29 PM
يقول الشيخ إبراهيم عزت في يوم العيد:
اليومَ عيد
قد عشتُ فيه ألفَ قصةٍ حبيبةِ السِّمات
أردِّدُ الأذانَ في البُكور
أراقبُ الصغارَ يمرحونَ في الطريقِ كالزُّهور
وهذه تحيةُ الصَّباح
وهذه ابتسامةُ الصديقِ للصديق
الكلُّ عائدٌ بفرحةٍ تطلُّ مشرِقة
من الشفاهِ والعيون
ودارُنا ستنتظر
صغيرتي ستنتظر
والشُّرفةُ التي على الطريقِ
تسمَعُ الصدور
تعزفُ الأشواقَ
تعصِرُ الأسى
هشامُ لن ينام
قد كان نومه على ذراع والده
نهادُ لن تذوقَ زادَها
لأنها تعوّدتْ أن تبدأَ الطعامَ من يدِ الأسير
شريكةُ الأسى بدا جناحُها الكسير
تُخَبِّئُ الدُّموعَ عن صغارِها
وحينما يلفُّها السُّكون
سترتدي الصَّقيع
كي تقدّمَ الحياةَ للرضيع

\..:icon20:

سيرين
06-16-2019, 05:23 PM
لِمَنِ الْحُزْنُ الْيَومْ ..؟

سماءٌ غاضبةٌ تتدلَّى من عينيكَ
ورُسُلٌ راكعةٌ فوقَ لسانِكَ
تستجدي رحمةَ خنزيرٍ
وجهاتُ الكونِ الأربعُ
تغرسُ أسهُمَهَا في قلبِكَ
هل صادفَ وجهُكَ وقتاً أنسبَ من هذا
كي يتقيأَ ظلُّكَ كلأَ القومِ
وعشبَ النومِ
وأنصابَ الأزلامْ ؟!
لا الرعدُ يردُّ إليكَ صفاءَ الروحِ
ولا الصبَّارُ سيبكي
فوقَ ضريحِ جوادِكَ حينَ يموتْ
فاستغفرْ ربَّكَ
استغفرْ ربَّكَ ثُمَّ اتَّخِذِ الآنَ قراراً
بالتَّرْحالِ عنِ الجسدِ المعجونِ بحزن قريشٍ
أوْ ذُبيانْ
استغفرْ ربَّكَ ثُمَّ انْسلخِ الآنَ
عنِ الأحلافِ المهزومةِ والمنكفئةِ
قبل طلوع السيفِ على الأعناقْ
للماءِ حُدودُ الجسمِ
وليس لجسمِكَ حَدُّ الماءِ
فهل تُهديكَ قبائلُ نجدٍ سهماً
حينَ تَطِيشُ سِهامُكَ ؟!
أمْ ستظلُّ قوافلُها ترتادُ بلادَ الرُّومِ
وتركعُ ..
كي تَبْتَاعَ القمحَ ونُظُمَ المعلوماتْ ؟!
لدمائِكَ زَهْـوُ الْماءِ وعبقُ السِّحْرِ
وخُيلاءُ التَّاريخِ
فهل تنسكبُ دماؤكَ فى الأقداحِ
ليشربَ منها رَاعي الضأنِ
وقوّادُ الأعرابِ من الأجلافِ
فيا لَتَميمٍ إذْ تنساكَ
إذا ما سرَّ القومَ صباحُ النِّفطِ
ويا لَلْوجعِ الطاعنِ فى الشيخوخةِ
إذْ يَخْتَصُّكَ دونَ البدو ودون تميمٍ بالأثقالِ
فهلْ تتفسّخُ روحُكَ ؟!
أمْ تتبخَّرُ بينَ سماءٍ غارقةٍ فى الحزنِ
وصَلْصَالِ الأوثانْ ؟!
فاحتملِ اليومَ صباحاً ينْفرُ منْكَ
ويُعطي وجعَ الطميِّ خُطاكَ
ولا يتبرَّأُ مِن إذْلالِكَ
قدْ كافأتَ جُحودَ الطِّينِ
بماءِ النِّيلِ
فهل أعطاكَ الطِّينُ
سِوَى طَلعِ شياطينٍ عابثةٍ
وشرابِ حَمِيمْ ؟!
فاربأْ بجوادكَ "حذرَ الموتِ " على أطلالِ " هُريرةَ "
إنَّ " هُريرةَ " قدْ فرقتِ الخمرَ على العُشَّاقِ
وخَصَّتْ كأسَكَ بالزِّقُومِ
" انظر لشرابكَ .. لم يتسنَّ "
فما لِجَوادِكَ والأشواقِ ؟!
وما لعيونِكَ عالقةً
بسماءٍ تُمْطِرُ مطرَ السَّوءِ عليكَ ؟!
فهلْ سمَّيتَ لها الأيامَ
لتَرْتَعَ في أحضانِ سواكَ ؟!
وهلْ هيَّأتَ لها مُتَّكأً
كي تَضَّجعَ عليه لغيرِكَ .. تُقْري ضيفَ الليلِ ؟!
فأيُّ جَحيمٍ آخى بينَ سؤالِكَ والحرمانِ ؟!
وأيُّ غَباءٍ يعلنُ موتَ الشَّمسِ ؟!
فقلْ يا ربَّ النَّومِ
قلْ يا ربَّ النَّومِ اجعلني حجراً
عَكَّرَ صفوَ الماءِ ونامَ مُحاطاً بحماقتِهِ
كي لا أَسْأَلَ أو لا أُسْأَلَ
لِمَنِ الحزنُ الغارِقُ فى الغيبوبة ؟!
لِمَنِ الحزنُ الغارِقُ فى الغيبوبة ؟!
.. لِيْ ؟!
الشاعر \ أحمد صلاح كامل

\..:icon20:

عبدالإله المالك
06-16-2019, 06:06 PM
مما أعجبني ما قاله :
عمرو بن الأهتم بن سُمَيّ السعدي المنقري:


أَلاَ طَرَقَتْ أَسْماءُ وَهْيَ طَرُوقُ = وبانَتْ على أَنَّ الخَيالَ يَشُوقُ
بِحاجَةِ مَحْزُونٍ كأَنَّ فؤادَهُ = جَناحٌ وَهَى عَظْماهُ فَهْوَ خَفُوقُ
وهانَ على أَسماءَ أَنْ شَطَّتِ النَّوَى = يَحِنُّ اليها وَالِهٌ ويَتُوقُ
ذَرينِي فإِنَّ البُخْلَ يَا أُمَّ هَيثْمٍ = لِصَالِحِ أَخلاقِ الرِّجالِ سَرُوقُ
ذَرينِي وحُطِّي في هَوَاى فإِنَّنِي = علي الحَسَبِ الزَّاكِي الرَّفِيعِ شَفِيقُ
وإِنِّي كريمٌ ذُو عِيالٍ تهِمُّنِي = نَوَائِبُ يَغْشَى رُزْؤُها وحُقُوقُ
ومُسْتنْبِحٍ بعدَ الهُدُوءِ دَعْوَتُهُ = وقد حانَ من نَجْم الشِّتاءِ خُفُوقُ
يُعالِجُ عِرْنينًا منَ اللَّيلِ باردًا = تَلُفُّ رِياحٌ ثَوْبَهُ وبُرُوقُ
تَأَلَّقُ في عَيْنٍ منَ المُزْنِ وادِقٍ = لهُ هَيْدَبٌ دَانِي السَّحَابِ دَفُوقُ
أَضَفْتُ فلم أُفْحِشْ عليهِ ولم أَقُلْ = لأَِحْرِمَهُ: إِنَّ المكانَ مَضِيقُ
فَقلْتُ لهُ: أَهلًا وسهلًا ومَرحبًا = فهذا صَبُوحٌ راهِنٌ وصَدِيقُ
وقُمتُ إِلى البَرْكِ الهَواجِدِ فاتَّقَتْ = مَقاحِيدُ كُومٌ كالمَجَادِلِ رُوقُ
بأَدْماءَ مِرْباعِ النِّتاجِ كأَنَّها = إِذَا عَرَضَتْ دُونَ العِشارِ فَنِيقِ
بِضَرْبةِ ساقٍ أَو بِنَجْلاَءَ ثَرَّةٍ = لهَا مِن أَمامِ المَنْكَبَيْنِ فَتِيقُ
وقامَ إِليها الجَازِرَانِ فأَوْفَدَا = يُطِيرَانِ عَنها الجِلْدَ وَهْيَ تَفْوقُ
فَجُرَّ إِلينا ضَرْعُها وسَنَامُها = وأَزْهَرُ يَحْبُو لِلقيامِ عَتِيقُ
بَقِيرٌ جَلاَ بالسَّيفِ عنهُ غِشَاءَهُ = أَخٌ بإِخاءِ الصَّالِحِينَ رَفيقُ
فَباتَ لَنَا منها وللِضَّيْفِ مَوْهِنا = شِوَاءٌ سَمِينٌ زَاهِقٌ وغَبوقُ
وبَاتَ لهُ دُونَ الصَّبَا وهْيَ قَرَّةٌ = لِحَافٌ ومَصْقُولُ الكِسَاءِ رَقِيقُ
وكلُّ كَرِيم يَتَّقِي الذَّمَّ بالقِرَى = ولِلخَيْرِ بينَ الصّالحينَ طَريقُ
لَعَمْرُكَ ما ضاقَتْ بِلاَدٌ بأَهْلِهَا = ولكنَّ أَخلاقَ الرِّجالِ تَضيقُ
نَمَتْنِي عُرُوقٌ من زُرَارَةَ لِلْعُلَى = ومنْ فَدَكِيٍّ والأَشَدِّ عُرُوقُ
مكارِمُ يَجْعَلْنَ الفَتَى في أَرومَةٍ = يَفَاعٍ، وبعضُ الوالِدِينَ دَقِيقُ

أحمد الهاملي
06-23-2019, 11:25 AM
لماذا نرى الكلب فيه الوفاء
و فيه الثباتُ و فيه الولاء
و أما ابنُ آدمَ أو بنته
فإنهما في الخطايا سواء
وثقتُ بكلبٍ شريدٍ أتاني
ليطلب بعض بقايا الغذاء
ولما استجبتُ وأطعمتُه
ورويتُه بعد هذا بماء
تكلّم ذيلٌ له شاكراً
فقلت نعم إنّنا أصدقاء
وحين تأكّد أنّي كريم
واني سمحتُ له بالبقاء
تقلّد منصبَ حارس بيتي
وهددّ من يعتدي بالجزاء
و رحّبَ بالزائرين جميعاً
وويلٌ لمن يستثيرُ العداء
وظلّ وفياً لآخر يوم
وحين أنادي يجيبُ النداء
ولما مضى سالَ دمعي و ذابت
حشاشةُ قلبي وغابَ الضياء
و لم يأنفَ الشّعرُ من مدحه
فكلبي يستحقّ الرثاء
وأما ابنُ آدمَ لما أطعمتُه
وقلت أخٌ يستحقّ العطاء
فلما تخلّص من جوعه
وآنس في بطنه الامتلاء
تحولَ من جائع بائس
إلى ذئب بر كثير العواء
وعض ذراعي التي أطعمتـه
فلما رأيتُ نزيفَ الدماء
تذكرتُ كلبي الوفيّ و هبّتْ
على نار حزني رياحُ الشقاء
لماذا ؟؟ يظلّ السؤالُ و تبقى
علامته في جبين الصفاء
لماذا عن الناس أبعدَ حب
وخانوا ولم يشعروا بالحياء
كأنّ الخيانةَ صارت لديهم
طريقَ المعالي و دربَ العُلاء
لماذا ؟؟ سألتُ السماءَ وإني
قريباً سأسمعُ ردّ السماء

إبن الرومي.

إيمان محمد ديب طهماز
07-08-2019, 09:38 AM
ثوب السماءِ مطرزٌ بالعسجدِ
وكأنها لبستْ قميص زبرجدِ
والشمسُ عاصبةُ الجبينِ مريضةٌ
تصفرُ في منديلها المتورَّدِ
حسدتْ نظيرتها فأسقمها الأسى
إن السقامَ علامةٌ في الحسَّدِ
ورأت غبارَ الليلِ ينفضِ فوقها
في الأفقِ فانطبقتْ كعينِ الأرمدِ
ومضى النهارُ يشقُّ في أثوابهِ
حزناً وأقبلَ في رداءٍ أسودِ
فتهللتْ غررُ النجومِ كأنما
كانت لضاحيةِ السماءِ بمرصدِ
وكأنها عقدٌ تناثرَ درُّهُ
من جيدِ غانيةٍ ولم تتعمدِ
أو حلي رباتِ الدلالِ أذلنهُ
شتَّى يروحُ على النهودِ ويغتدي
والأفق بينَ مفضضٍ ومذهبٍ
كالجيدِ بينَ معطَّلٍ ومقلَّدِ
وكأن صفحةَ بدرهِ إذ أشرفتْ
مصقولةَ الخدينِ صفحةَ أمردِ
وكأنَّ ضوءَ الفجرِ رونقُ صارمٍ
نضيتْ صفيحتهُ ولما تغمدِ
والأرضُ في حللِ كُستْ أطرافها
إلا معاصمَ نهرها المتجردِ
حفتْ جوانبهُ الرياضُ كأنها
وشيُ الفرندِ على غرارِ مهندِ
وكأنهُ صدرُ المليحةِ عارياً
ما بينَ لبتها وبينَ المعقدِ
وكأنَّ أثواب الرياض من الصبا
عبقتْ بأنفاس الحسانِ الخُرَّدِ
يمشي النسيمُ خلالها مترنحاً
بينَ الغديرِ وبينَ ظلٍّ أبردِ
والطيرُ مائلةٌ على أوكارها
منها مغردةٌ وغيرُ مغرِّدِ
باتتْ تناغي لا تحاذرُ فاجعاً
مما نكابدُ في الزمانِ الأنكدِ
يا طيرُ ما في العيشِ إلا حسرةً
إن خلتها نقصتْ قليلاً تزددِ
لم يمنعِ القصرُ المشيدُ ملوكهُ
منها فكيفَ وفاكها الغصنُ الندي
تأبى على الأحرارِ إلا ذلَّةً
ولو أنهم صعدوا ومدارَ الفرقَدِ
فانعم بوكركَ إنه لكَ جنةٌ
كالخلدِ لولا أنت غيرُ مخلدِ
كم واجدٍ منها تقاذفَ قلبهُ
ذاتُ الدلالِ فإن دنا هو تبعدِ
فتاكةُ الألحاظِ أنى يممتْ
سمعتَ زفيرَ متيَّمٍ متنهدِ
كالبدرِ لولا أنها أنسيةٌ
والشمسِ لولا أنها لم تعبدِ
قالتْ عشقتَ وما قضيتَ كمن قضوا
هذا الطريقُ إلى الردى فتزودِ
دعْ عنكَ أمرَ غدٍ إذا ما خفتهُ
يوماً لعلكَ لا تعيش إلى غدِ
فلقد أراك اليومَ من أثرِ الهوى
كالشمسِ إن لم تحتجبْ فكأنّ قدِ


الرافعي

إيمان محمد ديب طهماز
07-11-2019, 01:45 AM
ألا لا تلمهُ اليومَ أن يتألما
فإن عيونَ الحي قد ذرفتْ دما
رأى من صروفِ الدهرِ في الناسِ ما أرى
وعلمه الدهر الأسى فتعلما
ولم يكُ ممن يملكُ الهمُ قلبَهُ
ولكنْ أتاهُ الهم من جانبِ الحمى
هنالكَ حيٌّ كلما عنَّ ذكرهُمْ
تقسمَ من أحشائهِ ما تقسما
يمثلهم في قلبهِ كلُّ لاعجٍ
وترمي بهِ ذكراهم كل مرتمى
فمن مرسلٍ عينيهِ يبكي وقد جرتْ
مدامعهُ بينَ الغضا لتضرما
ومن واجدٍ طاوٍ على حسراتهِ
ولو انها في شامخٍ لتهدما
ومن ذي غنىً يشكو إلى الله أمرهُ
وقد باتَ محتاجاً إلى الناسِ معدما
ومن ذاتِ خدرٍ لم تجدْ غيرَ كفِها
نقاباً ولم تترك لها النارُ محتمى
جرتْ في مآقيها الدموعُ غفيفةً
وقد كشفتْ للناسِ كفاً ومعصما
وباتتْ وباتَ القومُ عنها بمعزلٍ
مناجيةً رباً أبرَّ وأرحما
وعذراء زفتها المنونُ فلم تجدْ
سوى القبر من صهرٍ أعفَ وأكرما
فحطَّتْ أكفَّ الموتِ عنها لثامها
وهيهاتَ بعدَ الموتِ أن تتلثما
ومن والدٍ برٍّ وأمٍّ رحيمةٍ
تنوحُ على من غالهُ الموتُ منهما
فجيعانِ حتى لا عزاءَ سوى الرِّضا
وكانَ قضاءُ اللهِ من قبلُ مبرما
فإن رأيا طفلاً تجشمتِ البكا
على طفلها بعدَ الرضا وتجشما
وإن هجعا أرضاهما الوهمُ في الكرى
وساءَهما بعد الكرى ما توهما
ووالدةٌ ثكلى وزوجٌ تأيمتْ
ومرضعةٌ حسرى وطفلٌ تيتما
وقومٌ وراءَ الليلِ لا يطرقُ الكرى
عيونهمُ إن باتتِ الناسُ نوّما
فمن مطرقٍ يروي الثرى بدموعهِ
كأنَّ الثرى يشكو إليهِ من الظما
ومن طامحٍ للأفقِ حتى كأنهُ
على العدمِ يستجدي من الأفقِ أنجما
حنانيكَ يا رباهُ كم باتَ سيدٌ
يمدُّ يديهِ يسألُ الناسَ مطعما
وكم من أشمِّ الأنفِ أرغمَ أنفهُ
وما كانَ يوماً يطرقُ الرأسَ مرغما
إذا همَّ بالتسآلِ أمسكَ بعدها
حياءً فلم يفتح بمسألةٍ فما
وكم من فتىً غلتْ يداهُ عن العلا
وقد كانَ مجدولَ الذراعينِ ضيغما
أتتهمم وراءَ النارِ كلُّ فجيعةٍ
تسوقُ لهم في ميت غمرٍ جهنما
إذا عصفتْ شدَّت إلى الناسِ شدّةً
فلم تبقَ بينَ البائسينَ منعما
وإن زفرتْ شابَ الوليدُ لهولها
وكانَ خليقاً أن يشيبَ ويهرما
يحومُ عليها الموتُ من كلِّ جانبٍ
وقد نطرَ الأرواح أقبلتَ حوّما
فلو كانَ يستسقى الغمامُ بمثلها
لأغرقنا من صيّبِ الغيثِ ما هما
سلامٌ على تلكَ الديارِ وقد غدتْ
طلولاً تناجيها الدموعُ وأرسُما
فكم طللٍ قد باتَ يرثي لصحبهِ
ولو أنهُ استطاع الكلامَ تكلما
وكم منزلٍ قد باتَ قبراً لأهلهِ
وباتوا بهِ جلداً رفاةً وأعظما
سلامٌ على الباكينَ مما دهاهم
على حينِ لا تجدي دموعُ ولا دما
سلامٌ عليهم إن في مصرَ عصبةٌ
سراعاً إلى دفعِ الردى أين خيّما
فكم فرجوا عن كلِّ نفسٍ حزينةٍ
فما غبسَ المحزونُ حتى تبسما

الرافعي

سيرين
07-13-2019, 01:37 PM
كأَنَّني شِرَاعْ

ليلاً ، إلى شواطئِ الإِيقاعْ .
يَفْتَحُ لي ، أُفْقَاً من العَقيقْ
ولَحْظَةَ الإِبْداعْ
وجْهُكِ .. وجهٌ مُدْهِشٌ
وَلَوْحَةٌ مَائيَّةٌ
ورِحلَةٌ من أبْدَعِ الرِحْلاتِ
بينَ الآسِ .. والنَعْنَاعْ ..
*
وجْهُكِ ..
هذا الدفترُ المفتوحُ ، ما أَجْمَلَهُ
حينَ أراهُ ساعةَ الصَبَاحْ
يحملُ لي القَهْوةَ في بَسْمَتِهِ
وحُمْرةَ التُفَّاحْ ...
وجْهُكِ .. يَسْتَدْرِجُني
لآخِرِ الشِعْرِ الذي أَعرفُهُ
وآخِرِ الكَلامْ ..
وآخِرِ الوَرْد الدِمَشْقِيِّ الذي أُحبُّهُ
وآخِرِ الحَمَامْ ...
*
وجْهُكِ يا سيِّدتي .
بَحْرٌ من الرُمُوزِ ، والأسئلةِ الجديدَهْ
فهل أعودُ سالماً ؟
والريحُ تَسْتَفِزُّني
والموجُ يَسْتَفِزُّني
والعِشْقُ يَسْتَفِزُّني
ورِحْلتي بعيدَهْ ..
*
وَجْهُكِ يا سيِّدتي .
رسالةٌ رائعة
قَدْ كُتِبَتْ ..
ولم تَصِلْ ، بَعْدُ ، إلى السَمَاءْ ..
نيزار قباني

\..:icon20:

عبدالله عليان
07-21-2019, 01:32 AM
أنا يا أيّها القدرُ
شراعٌ فيكَ منكسرُ

على ساحاتكَ الهيجاء
تلك الروح تحتضرُ

هنا قلبي له جسدٌ
يئن وليس لي أثرُ

وفي كفيكَ لي أنثى
تموتُ و أنتَ تزدهرُ

وفوقَ الموتِ أحلامي
وفي كفيّكَ لي قمرُ

أفتشُ عنّي في بعضي
وبعض الكلّ ينشطر

فأشلائي تمزقني
و لي كلٍّ سينفجرُ

أناديني فيرجِع بي
أنينُ الناي يستترُ

أنا رجعُ الصدى وأنا
لبوحِ أنينه الوترُ

أنا وَهمٌ له كفّان
يكتبُ فيهما السَّفرُ

ورحلةُ أحرفٍ عبَرتْ
على الأجداثِ تستعرُ

تهاوى الأمسُ في يومي
وماتَ السعدُ و الكدرُ

أنا عرجون قافيةٍ
أموتُ ويزهرُ الثمرُ

ألستَ الأمسَ ؟ أنتَ اليومُ
أنتُ الدهرُ ياقدرُ

وأنتَ الآيةُ الكبرى
لمن بالأمسِ يعتبرُ

أنا من بعضِ ذاكَ الظلِّ
ترسمني و تفتخرُ

وتكتبُني وتمحوني
و تأمرني فأأتمرُ

على سجّادك المملوء
من دمعي سأعتذرُ

فإنّي الضَّعفُ إنّي الوهنُ
أفقدُني و أنتظرُ

وإنّي الآيةُ الصمّاء
صلّى عندها السَحَرُ

سرابٌ كنتُ أم صفةً
سواءٌ عنديَ الخبرُ

فهل في اللّوحة الكبرى
لهذا الكون مدّكِرُ

ألسنا في يدِّ الأيامِ
أقلاماً و تنكسرُ

غبارُ اللونِ في وجهِ
الوجودِ و نحنُ نبتكرُ

ومن أزلٍ مصوّرة
بنا الألوانٌ و العِبَرُ

ملأناها دفاترنا
فدوّى فوقها الحَذرُ

فلم ننجو بفعلتِنا
ولم يتغيّر القدرُ

ولم تتمزّق اللّوحات
تكراراً بها الصورُ

غداً إن جاءَ ذاكَ الدهرُ
يحملُنا و من غبروا

لينشرُ صُحْفَه صوراً
ووجهِ الكونِ ينتشرُ

على أزلٍ ومن أزلِ
الوجودِ تراهُ ينحدرُ

فهذا اليوم ظِلُّ الأمسِ
في الآزالِ يدثرُ

إذا ما الدهرُ كرّرنا
كمن في الأمسِ قد عبَروا

ستطوينا دفاترهُ
وتطويهم كما ظهروا

ليوم ِالحشرِ والإسفارِ
يوم الفصلِ ننحدرُ


إيمان محمد ديب
( ألحان الفلك )

أحمد الهاملي
07-29-2019, 11:34 AM
رسالة إلى جمال عبد النَّاصر


1

والدُنا جمالَ عبدَ الناصرْ:
عندي خطابٌ عاجلٌ إليكْ ..
من أرضِ مصرَ الطيبهْ
من ليلها المشغولِ بالفيروزِ والجواهرِ
ومن مقاهي سيّدي الحسين، من حدائقِ القناطرِ
ومن تُرعِ النيلِ التي تركتَها ..
حزينةَ الضفائرِ ..
عندي خطابٌ عاجلٌ إليكْ
من الملايينِ التي قد أدمنتْ هواكْ
من الملايين التي تريدُ أن تراكْ
عندي خطابٌ كلّهُ أشجانْ
لكنّني ..
لكنّني يا سيّدي
لا أعرفُ العنوانْ …

2

والدُنا جمالَ عبدَ الناصرْ
الزرعُ في الغيطان، والأولادُ في البلدْ
ومولدُ النبيِّ، والمآذنُ الزرقاءُ ..
والأجراسُ في يومِ الأحدْ ..
وهذهِ القاهرةُ التي غفَتْ ..
كزهرةٍ بيضاءَ .. في شعرِ الأبَدْ ..
يسلّمونَ كلّهم عليكْ
يقبّلونَ كلّهم يديكْ ..
ويسألونَ عنكَ كلَّ قادمٍ إلى البلدْ
متى تعودُ للبلدْ؟ …

3

حمائمُ الأزهرِ يا حبيبَنا .. تُهدي لكَ السلامْ
مُعدّياتُ النيلِ يا حبيبَنا .. تّهدي لكَ السلامْ ..

والقطنُ في الحقولِ، والنخيلُ، والغمامُ ..
جميعُها .. جميعُها .. تُهدي لكَ السلامْ ..

كرسيُّكَ المهجورُ في منشيّةِ البكريِّ ..
يبكي فارسَ الأحلامْ ..
والصبرُ لا صبرَ لهُ .. والنومُ لا ينامْ ..
وساعةُ الجدارِ .. من ذهولِها ..
ضيّعتِ الأيّامْ ..
يا مَن سكنتَ الوقتَ والتاريخ والأيامْ
عندي خطابٌ عاجلٌ إليكَ ..
لكنّني …
لكنّني يا سيّدي .. لا أجدُ الكلامْ
لا أجدُ الكلامْ ..

4

والدُنا جمالَ عبدَ الناصرْ:
الحزنُ مرسومٌ على الغيومِ، والأشجارِ، والستائرِ
وأنتَ سافرتَ .. ولم تسافرِ ..
فأنتَ في رائحةِ الأرضِ، وفي تفتُّحِ الأزاهرِ ..

في صوتِ كلِّ موجةٍ، وصوتِ كلِّ طائرِ ..
في كتبِ الأطفالِ، في الحروفِ، والدفاترِ
في خضرةِ العيونِ، وارتعاشةِ الأساورِ ..
في صدرِ كلِّ مؤمنٍ، وسيفِ كلِّ ثائرِ ..
عندي خطابٌ عاجلٌ إليكْ ..
لكنّني ..
لكنّني يا سيّدي ..
تسحقُني مشاعري ..

5

يا أيُها المعلّمُ الكبيرْ
كم حزنُنا كبيرْ ..
كم جرحُنا كبيرْ ..
لكنّنا ..
نقسمُ باللهِ العليِّ القديرْ
أن نحبسَ الدموعَ في الأحداقْ ..
ونخنقَ العبرهْ ..
نقسمُ باللهِ العليِّ القديرْ ..
أن نحفظَ الميثاقْ ..
ونحفظَ الثورهْ ..

6

وعندما يسألُنا أولادُنا
من أنتمُ ؟
في أيِّ عصرٍ عشتمُ .. ؟
في عصرِ أيِّ مُلهمِ ؟
في عصرِ أيِّ ساحرِ ؟
نجيبُهم: في عصرِ عبدِ الناصرِ ..
الله .. ما أروعها شهادةً
أن يوجدَ الإنسانُ في عصرِ عبدِ الناصرِ
أن يوجدَ الإنسانُ في زمانِ عبدِ الناصرِ

نزار قباني.

أحمد الهاملي
08-01-2019, 06:40 AM
القدس.

بكيت.. حتى انتهت الدموع
صليت.. حتى ذابت الشموع
ركعت.. حتى ملني الركوع
سألت عن محمد،
فيك وعن يسوع
يا قدس، يا مدينة تفوح أنبياء
يا أقصر الدروب بين الأرض والسماء

* * *

يا قدس، يا منارة الشرائع
يا طفلةً جميلةً محروقة الأصابع
حزينةٌ عيناك، يا مدينة البتول
يا واحةً ظليلةً مر بها الرسول
حزينةٌ حجارة الشوارع
حزينةٌ مآذن الجوامع
يا قدس، يا جميلةً تلتف بالسواد
من يقرع الأجراس في كنيسة القيامة ؟
صبيحة الآحاد..
من يحمل الألعاب للأولاد ؟
في ليلة الميلاد ..

* * *

يا قدس، يا مدينة الأحزان
يا دمعةً كبيرةً تجول في الأجفان
من يوقف العدوان ؟
عليك، يا لؤلؤة الأديان
من يغسل الدماء عن حجارة الجدران ؟
من ينقذ الإنجيل ؟
من ينقذ القرآن ؟
من ينقذ المسيح ممن قتلوا المسيح ؟
من ينقذ الإنسان ؟
يا قدس .. يا مدينتي
يا قدس .. يا حبيبتي
غداً .. غداً .. سيزهر الليمون
وتفرح السنابل الخضراء والزيتون
وتضحك العيون ..
وترجع الحمائم المهاجرة ..
إلى السقوف الطاهرة
ويرجع الأطفال يلعبون
ويلتقي الآباء والبنون
على رباك الزاهرة ..
يا بلدي ..
يا بلد السلام والزيتون ..


نزار قباني.

أحمد الهاملي
08-02-2019, 10:36 AM
متى يعلنون وفاة العرب؟!.


1

أحاول منذ الطفولة رسم بلاد
تسمى – مجازاً – بلاد العرب .
تسامحني إن كسرت زجاج القمر …
وتشكرني إن كتبت قصيدة حب
وتسمح لي أن أمارس فعل الهوى
ككل العصافير فوق الشجر ..
أحاول رسم بلاد
تعلمني أن أكون على مستوى العشق دوماً
فأفرش تحتك صيفاً ، عباءة حبي
وأعصر ثوبك عند هطول المطر …

2

أحاول رسم بلاد لها برلمان من الياسمين .
وشعب رقيق من الياسمين .
تنام حمائمها فوق رأسي
وتبكي مآذنها في عيوني .
أحاول رسم بلاد تكون صديقة شعري
ولا تتدخل بيني وبين ظنوني .
ولا يتجول فيها العساكر فوق جبيني .
أحاول رسم بلاد
تكافئني إن كتبت قصيدة شعر
وتصفح عني ، إذا فاض نهر جنوني …

3

أحاول رسم مدينة حب
تكون محررة من جميع العقد ..
فلا يذبحون الأنوثة فيها ..
ولا يقمعون الجسد !! .

4

رحلتُ جنوباً ..
رحلت شمالاً ..
ولا فائدة .
فقهوة كل المقاهي لها نكهة واحدة ..
وكل النساء لهن – إذا ما تعرفين -
رائحة واحدة …
وكل رجال القبيلة لا يمضغون الطعام
ويلتهمون النساء بثانية واحدة !! .

5

أحاول منذ البدايات
أن لا أكون شبيهاً بأي أحد .
رفضت الكلام المعلب دوماً
رفضت عبادة أي وثن ..
أحاول إحراق كل النصوص التي أرتديها .
فبعض القصائد قبر .
وبعض اللغات كفن .
وواعدت آخر أنثى ..
ولكنني جئت بعد مرور الزمن …

6

أحاول أن أتبرأ من مفرداتي
ومن لعنة المبتدأ والخبر .
وأنفض عني غباري
وأغسل وجهي بماء المطر ..
أحاول من سلطة الرمل أن أستقيل ..
وداعاً قريش .
وداعاً كليب .
وداعاً مضر .

7

أحاول رسم بلاد
تسمى – مجازاً – بلاد العرب .
سريري بها ثابت .
ورأسي بها ثابت .
لكي أعرف الفرق بين البلاد وبين السفن
ولكنهم أخذوا علبة الرسم مني
ولم يسمحوا لي بتصوير وجه الوطن …

8

أحاول منذ الطفولة فتح فضاء من الياسمين
وأسست أول فندق حب .. بتاريخ كل العرب .
ليستقبل العاشقين ..
وألغيت كل الحروب القديمة
بين الرجال .. والنساء ..
وبين الحمام .. ومن يذبحون الحمام ..
وبين الرخام .. ومن يجرحون بياض الرخام ..
ولكنهم أغلقوا فندقي ..
وقالوا بأن الهوى لا يليق بماضي العرب ..
وطهر العرب .. وإرث العرب ..
فيا للعجب !! …

9

أحاول أن أتصور ما هو شكل الوطن ؟
أحاول أن أستعيد مكاني في بطن أمي
وأسبح ضد مياه الزمن .
وأسرق تيناً ، ولوزاً ، وخوخاً
وأركض مثل العصافير خلف السفن .
أحاول أن أتخيل جنة عدن
وكيف سأقضي الإجازة بين نهور العقيق
وبين نهور اللبن ..
وحين أفقت اكتشفت هشاشة حلمي
فلا قمرٌ في سماء أريحا ..
ولا سمكٌ في مياه الفرات ..
ولا قهوة ٌ في عدن …

10

أحاول بالشعر .. أن أمسك المستحيل
وأزرع نخلاً .. ولكنهم في بلادي
يقصون شَعر النخيل ..
أحاول أن أجعل الخيل أعلى صهيلاً
ولكن أهل المدينة ..
يحتقرون الصهيل !! .

11

أحاول – سيدتي – أن أحبك
خارج كل الطقوس ..
وخارج كل النصوص ..
وخارج كل الشرائع والأنظمة ..
أحاول ، سيدتي ، أن أحبك
في أي منفى ذهبتُ إليه ..
لأشعر ، حين أضمك يوماً لصدري ،
بأني أضم تراب الوطن …

12

أحاول ، مذ كنت طفلاً ،
قراءة أي كتاب
تحدث عن أنبياء العرب .
وعن حكماء العرب .
وعن شعراء العرب.
فلم أر إلا قصائد تلحس رجل الخليفة
من أجل حفنة رز ..
وخمسين درهم ..
فيا للعجب …
ولم أر إلا قبائل ..
ليست تفرق ما بين لحم النساء ..
وبين الرطب ..
فيا للعجب !!
ولم أر إلا جرائد تخلع أثوابها الداخلية ..
لأي رئيس من الغيب يأتي ..
وأي عقيد على جثة الشعب يمشي ..
وأي مُرابٍ يكدس في راحتيه الذهب ..
فيا للعجب !! ..

13

أنا منذ خمسين عاماً .. أراقب حال العرب .
وهم يُرعِدون .. ولا يمطرون ..
وهم يدخلون الحروب .. ولا يخرجون
وهم يعلكون جلود البلاغة علكاً .. ولا يهضمون ..
وهم يستلمون البريد الثقافي كل صباح ..
ولكنهم لا يجيدون فك الحروف .. ولا يقرأون .
أراهم أمامي .. وهم يجلسون على بحر نفط ..
فلا يحمدون الذي فجَّر النفط من تحتهم ..
ولا يشكرون ..
وهم يخزنون البلايين في بطنهم ..
ولكنهم ، دائماً يشحذون !! ..

14

أنا منذ خمسين عاماً
أحاول رسم بلاد تسمى – مجازاً – بلاد العرب .
رسمتُ بلون الشرايين حيناً
وحيناً رسمتُ بلون الغضب .
وحين انتهى الرسم ، ساءلت نفسي :
إذا أعلنوا ذات يوم وفاة العرب ..
ففي أي مقبرة يُدفنون ؟
ومَن سوف يبكي عليهم ؟
وليس لديهم بنات .. وليس لديهم بنون ..
وليس هنالك حزن ..
وليس هنالك من يحزنون !! …

15

أحاول منذ بدأت كتابة شعري .
قياس المسافة بيني ،
وبين جدودي العرب .
رأيت جيوشاً .. ولا من جيوش ..
رأيت فتوحاً .. ولا من فتوح ..
وتابعت كل الحروب على شاشة التلفزة …
فقتلى على شاشة التلفزة …
وجرحى على شاشة التلفزة …
ونصرٌ من الله يأتي إلينا ..
على شاشة التلفزة !! .

16

أيا وطني ..
جعلوك مسلسل رعب ..
نتابع أحداثه في المساء .
فكيف نراك إذا قطعوا الكهرباء ؟؟ ..

17

أنا بعد خمسين عاماً
أحاول تسجيل ما قد رأيت .
رأيت شعوباً تظن بأن رجال المباحث ..
أمر من الله ..
مثل الصداع .. ومثل الزكام .. ومثل الجرب ..
رأيت العروبة معروضة
في مزاد الأثاث القديم ..
ولكنني .. ما رأيت العرب !! ..

نزار قباني.

أحمد الهاملي
08-03-2019, 07:17 PM
جمال عبد الناصر

1

قتلناكَ.. يا آخرَ الأنبياءْ
قتلناكَ..
ليسَ جديداً علينا
اغتيالُ الصحابةِ والأولياءْ
فكم من رسولٍ قتلنا ..
وكم من إمامٍ ..
ذبحناهُ وهوَ يصلّي صلاةَ العشاءْ ..
فتاريخُنا كلّهُ محنةٌ ..
وأيامُنا كلُّها كربلاءْ …

2

نزلتَ علينا كتاباً جميلاً
ولكننا لا نجيدُ القراءهْ ..
وسافرتَ فينا لأرضِ البراءهْ ..
ولكننا .. ما قبلنا الرحيلا ..
تركناكَ في شمسِ سيناءَ وحدكْ ..
تكلّمُ ربكَ في الطورِ وحدكْ ..
وتعرى ..
وتشقى ..
وتعطشُ وحدكْ ..
ونحنُ هنا .. نجلسُ القرفصاءْ
نبيعُ الشعاراتِ للأغبياءْ
ونحشو الجماهيرَ تبناً .. وقشاً ..
ونتركهم يعلكونَ الهواءْ

3

قتلناكَ ..
يا جبلَ الكبرياءْ
وآخرَ قنديلِ زيتٍ ..
يضيءُ لنا في ليالي الشتاءْ
وآخرَ سيفٍ من القادسيهْ
قتلناكَ نحنُ بكلتا يدينا ..
وقُلنا : المنيَّهْ
لماذا قبلتَ المجيءَ إلينا ؟
فمثلُكَ كانَ كثيراً علينا ..
سقيناكَ سُمَّ العروبةِ حتى شبعتْ ..
رميناكَ في نارِ عمَّانَ حتى احترقتْ
أريناكَ غدرَ العروبةِ حتى كفرتْ
لماذا ظهرتَ بأرضِ النفاقْ ..
لماذا ظهرتْ ؟
فنحنُ شعوبٌ من الجاهليهْ
ونحنُ التقلّبُ ..
نحنُ التذبذبُ ..
والباطنيّهْ ..
نُبايعُ أربابنا في الصباح ..
ونأكلُهم حينَ تأتي العشيّهْ ..

4

قتلناكَ ..
يا حُبّنا وهوانا
وكنتَ الصديقَ، وكنتَ الصدوقَ،
وكنتَ أبانا ..
وحينَ غسلنا يدينا ..
اكتشفنا
بأنّا قتلنا مُنانا ..
وأنَّ دماءكَ فوقَ الوسادةِ ..
كانتْ دِمانا ..
نفضتَ غبارَ الدراويشِ عنّا ..
أعدتَ إلينا صِبانا
وسافرتَ فينا إلى المستحيل
وعلمتنا الزهوَ والعنفوانا ..
ولكننا ..
حينَ طالَ المسيرُ علينا
وطالتْ أظافرُنا .. ولِحانا ..
قتلنا الحِصانا ..
فتبّتْ يدانا ..
فتبّتْ يدانا ..
أتينا إليكَ بعاهاتنا ..
وأحقادِنا .. وانحرافاتنا ..
إلى أن ذبحنكَ ذبحاً
بسيفِ أسَانا
فليتكَ في أرضِنا ما ظهرتَ ..
وليتكَ كنتَ نبيَّ سِوانا …

5

أبا خالدٍ .. يا قصيدةَ شعرٍ ..
تقالُ.
فيخضرُّ منها المدادْ ..
إلى أينَ ؟
يا فارسَ الحُلمِ تمضي ..
وما الشوطُ ، حينَ يموتُ الجوادْ ؟
إلى أينَ ؟
كلُّ الأساطيرِ ماتتْ ..
بموتكَ .. وانتحرتْ شهرزادْ ..
وراءَ الجنازةِ .. سارتْ قريشٌ
فهذا هشامٌ ..
وهذا زيادْ ..
وهذا يريقُ الدموعَ عليكْ
وخنجرهُ، تحتَ ثوبِ الحدادْ
وهذا يجاهدُ في نومهِ ..
وفي الصحوِ ..
يبكي عليهِ الجهادْ ..
وهذا يحاولُ بعدكَ مُلكاً ..
وبعدكَ ..
كلُّ الملوكِ رمادْ ..
وفودُ الخوارجِ .. جاءتْ جميعاً
لتنظمَ فيكَ ..
ملاحمَ عشقٍ ..
فمَن كفَّروكَ ..
ومَنْ خوَّنوكَ ..
ومَن صلبوكَ ببابِ دمشقْ ..
أُنادي عليكَ .. أبا خالدٍ
وأعرفُ أنّي أنادي بوادْ
وأعرفُ أنكَ لن تستجيبَ
وأنَّ الخوارقَ ليستْ تُعاد …


نزار قباني.

سيرين
08-04-2019, 09:46 PM
أقتلوني ياتقاتي
أُقْتُلُوني يا ثقاتـــي إنّ في قتـْلي حياتــــي
و مماتـي في حياتـي و حياتي في مماتـي
أنّ عنـدي محْو ذاتـي من أجّل المكرمـات
و بقائـي في صفاتـي من قبيح السّيّئــات
سَئِمَتْ نفسـي حياتـي في الرسوم الباليـات
فاقتلونـي واحرقونـي بعظامـي الفانيــات
ثم مـرّوا برفاتـــي في القبور الدارسـات
تجدوا سـرّ حبيبــي في طوايا الباقيــات
إننـي شيـخ كبيــر في علوّ الدارجــات
ثم إنـّي صرتُ طفـلا في حجور المرضعات
ساكنـاً في لحد قبــر في أراضٍ سبَخــات
وَلدَتْ أُمّــي أباهـا أنَّ ذا من عجبـاتـي
فبناتـــي بَعْـدَ أنْ كـ ـن بناتـي أخواتــــي
ليس من فعل زمــان لا و لا فعل الزنــات
فاجمعوا الأجزاء جمعاً من جسـورٍ نيــرات
من هـواء ثم نــار ثم من ماء فـــرات
فازْرعوا الكلّ بأرض ٍ تـُرْبُها تـرب مـوات
وتعاهـدها بســقي من كـؤوس دائـرات
من جـوار ٍساقيـات و سـواق ٍجاريــات
فإذا أتممت سبعـــا أنبتـَتْ خير نبــات
الحلاج

\..:icon20:

أحمد الهاملي
08-05-2019, 08:29 AM
اليوميات السِّرية لبهية المصرية

كان اسمه
كما يقال أنور السادات
كان اسمه المأساة
والعلم عند الله والرواة
وكان يمشي
خلف عبد الناصر العظيم
مثل الشاة
منحنيا.. منكسرا نصفين
وشاحبا.. وصامتا.. وزائغ العينين
وكان أقصى حلمه
في أول الثورة أن يهتم بالحقائب
وأن يقول للرئيس آخر النكات

*

كنا نراه دائما
يجلس في سيدنا الحسين
يستغفر الله
ويتلو سورة الرحمن
كنا نظن أنه يرتل القرآن
لكنه فاجأنا… وأخرج التوراة

*

كنا نظن أنه
سيدخل القدس على حصانه
و يستعيد المسجد الأقصى من الأسر
ويدعو الناس للصلاة
لكنه فاجأنا
وسلم الأرض من النيل إلى الفرات
هل أصبحت راشيل في تاريخنا خديجة؟
و صار موسى… أنور السادات
و يا للعجب

*

كان اسمه
من قبل أن يرتد عن شريعة الاسلام
محمدا.. وصار أبراهام

*

كان اسمه سيدنا الشيخ
وكان دائم الصلاة والصيام
وكان في جبينه علامة
من كثرة الركوع والقيام
وكان كالأطفال يبكى
إن تذكر الرسول
أو جاء ذكر الله.. ذي الجلال والإكرام

*

كان تقيا.. ورعا
يخاف أن يدوس النمل
أو يروع الحمام
وكان أهل مصر يقصدونه
ليطرد الشيطان عن أولادهم
ويحمل الفول إلى صحونهم
ويحمل الطعمية
لكنه فاجأنا
يلبس في نيويورك جبة الحاخام
ويقرأ القرآن بالعبرية
ويرفع الآذان بالعبرية
ويهدم الملك الذي أسسه هشام
ويغرس الخنجر في صدر بني أمية
فكيف يا سيدنا الإمام؟
من أجل عبرانية عشقتها
ذبحت أولادك في الظلام
وأمهم بهية
ويا للعجب

*

كان اسمه عنترة
في سالف الزمان
ويدعي بأنه من تغلب
كان من قحطان
وأنه تعلم الدين على الشيخ أبي حنيفة
والشعر عن حسان
كان يقول أنه يؤمن بالحرية
والحب والإنسان
وأنه يعشق بنتا حلوة مثل القمر
يدعونها بهية
لكنه فاجأنا
من بعدما أعطاه عبد الناصر الأمان
فافترس الحرية
وافترس الإنسان
وطلق البنت التي يدعونها بهية
وحارب الأنصار والصحابة
وأرجع الأوثان
وارتد عن عبادة الله
إلى عبادة الشيطان
فكيف يا عنترة؟
أصبحت في جراحة صغيرة
حاييم.. أو ناتان
و كيف في جراحة صغيرة؟
أصبحت مخصيا من الخصيان
ويا للعجب

*

كان اسمه
في المتحف المصري أخناتون
سحنته سحنة أخناتون
جبهته جبهة أخناتون
لهجته لهجة أخناتون
وكان في أعماقه
أشياء من خوفو وفرعون
لكن عبد الناصر العظيم
ألبسه عباءة المأمون
فباعها
وأحرق العقال والكوفية
وأطلق النار من الخلف على ابن العاص
وأحرق الحنطة.. والغلال
والبيادر الخصيبة
وأحرق العروبة
فكيف زوجوك يا بهية؟
من ذلك المجنون
وكيف خدروك يا بهية؟
بالخمر
والحشيش
والأفيون
وكيف أرغموك يا بهية؟
أن تحملي الخمر إلى مليكهم داوود
وكيف علموك يا بهية؟
أن تقرأي التلمود
وتصبحي راقصة في حارة اليهود
و يا للعجب

*

كان اسمه الفني
في مسارح المدينة
زوربا
وكان يعشق الظهور
وكان من أحلامه أن يصبح المطرب والعازف
والممثل المشهور
و كان يسمى نفسه
العزيز
والعظيم
والقوي
والعلي
والقدير
والمعصوم
والغفور
وصانع العبور
كان اشتراكيا
يعيش عيشة الأباطرة
ويعشق السلطان
وعنده مزرعة كبيرة.. كبيرة
تعرف باسم القاهرة
وعنده.. كل سرايات بني عثمان
كان (ترافولتا) عصره
في روعة الرقص
وفي أناقة الخطوات
وكان شعبيا بأمريكا
وكان كوكب الشاشات
فكيف يا محمد.. يا أنور السادات
من أجل عبرانية عشقتها
تغدر بالأحياء والأموات
وتدعي أن النبي مات
وكيف.. يا.. أنور المأساة
تصبح إسرائيل في طنطا
وفي بنها
وفي إيلات
ويا للعجب

*

يا مصر
يا قصيدة المياه، والجسور
والمآذن الوردية
يا زهرة اللوتس
يا كتابة زرقاء فاطمية
أيتها الصابرة، الصامتة
الطيبة، النقية
أيتها القاهرة‘ المقهورة
الضعيفة، القوية
يا من يداها ذهب
وصوتها حرير
ماذا جرى؟
من بعد عبد الناصر الكبير
من مسح الحنة عن يديك يا بهية؟
من سرق النجوم من ليل العيون السود؟
ماذا جرى لجيمك الملحنة؟
والعسل المسكوب
من لهجتك المصرية
ماذا جرى؟
للكعك.. والأطفال.. والموالد الشعبية
والحزن في الشوارع الخلفية
يا مصر
يا حبيبة ابن العاص
وعشقه الأول والأخير
لن يستطيع الرجل الصغير
أن يطفيء الشمس، وأن يزور القضية
فأنت مهما ضاقت الحياة
أو جاء كافور إلى الحكم، أو السادات
باقية في القلب يا بهية
باقية في القلب يا بهية
باقية فى القلب يا بهية

نزار قباني.

أحمد الهاملي
08-08-2019, 09:25 AM
المهرولون


-1-

سقطت آخر جدرانِ الحياءْ.
وفرِحنا.. ورقَصنا..
وتباركنا بتوقيع سلامِ الجُبنَاءْ
لم يعُد يُرعبنا شئٌ..
ولا يُخْجِلُنا شئٌ..
فقد يَبسَتْ فينا عُرُوق الكبرياءْ…

-2-

سَقَطَتْ..للمرّةِ الخمسينَ عُذريَّتُنَا..
دون أن نهتَّز.. أو نصرخَ..
أو يرعبنا مرأى الدماءْ..
ودخَلنَا في زَمان الهروَلَة..
ووقفنا بالطوابير, كأغنامٍ أمام المقصلة.
وركَضنَا.. ولَهثنا..
وتسابقنا لتقبيلِ حذاء القَتَلَة..

-3-

جَوَّعوا أطفالنا خمسينَ عاماً.
ورَموا في آخرِ الصومِ إلينا..
بَصَلَة…

-4-

سَقَطَتْ غرناطةٌ
- للمرّة الخمسينَ – من أيدي العَرَبْ.
سَقَطَ التاريخُ من أيدي العَرَبْ.
سَقَطتْ أعمدةُ الرُوح, و أفخاذُ القبيلَة.
سَقَطتْ كلُّ مواويلِ البُطُولة.
سَقَطتْ كلُّ مواويلِ البطولة.
سَقَطتْ إشبيلَية.
سَقَطتْ أنطاكيَه..
سَقَطتْ حِطّينُ من غير قتالً..
سَقَطتْ عمُّوريَة..
سَقَطتْ مريمُ في أيدي الميليشياتِ
فما من رجُلٍ ينقذُ الرمز السماويَّ
ولا ثَمَّة رُجُولَة…

-5-

سَقَطتْ آخرُ محظِّياتنا
في يَدِ الرُومِ, فعنْ ماذا نُدافعْ؟
لم يَعُد في قَصرِنا جاريةٌ واحدةٌ
تصنع القهوةَ والجِنسَ..
فعن ماذا ندافِعْ؟؟

-6-

لم يَعُدْ في يدِنَا
أندلسٌ واحدةٌ نملكُها..
سَرَقُوا الابوابَ
والحيطانَ والزوجاتِ, والأولادَ,
والزيتونَ, والزيتَ
وأحجار الشوارعْ.
سَرَقُوا عيسى بنَ مريَمْ
وهو ما زالَ رضيعاً..
سرقُوا ذاكرةَ الليمُون..
والمُشمُشِ.. و النَعناعِ منّا..
وقَناديلَ الجوامِعْ…

-7-

تَرَكُوا عُلْبةَ سردينٍ بأيدينا
تُسمَّى (غَزَّةً)..
عَظمةً يابسةً تُدعى (أَريحا)..
فُندقاً يُدعى فلسطينَ..
بلا سقفٍ لا أعمدَةٍ..
تركوُنا جَسَداً دونَ عظامٍ
ويداً دونَ أصابعْ…

-8-

لم يَعُد ثمّةَ أطلال لكي نبكي عليها.
كيف تبكي أمَّةٌ
أخَذوا منها المدامعْ؟؟

-9-

بعد هذا الغَزَلِ السِريِّ في أوسلُو
خرجنا عاقرينْ..
وهبونا وَطناً أصغر من حبَّةِ قمحٍ..
وطَناً نبلعه من غير ماءٍ
كحبوب الأسبرينْ!!..

-10-

بعدَ خمسينَ سَنَةْ..
نجلس الآنَ, على الأرضِ الخَرَابْ..
ما لنا مأوى
كآلافِ الكلاب!!.

-11-

بعدَ خمسينَ سنةْ
ما وجدْنا وطناً نسكُنُه إلا السرابْ..
ليس صُلحاً,
ذلكَ الصلحُ الذي أُدخِلَ كالخنجر فينا..
إنه فِعلُ إغتصابْ!!..

-12-

ما تُفيدُ الهرولَةْ؟
ما تُفيدُ الهَرولة؟
عندما يبقى ضميرُ الشَعبِ حِيَّاً
كفَتيلِ القنبلة..
لن تساوي كل توقيعاتِ أوسْلُو..
خَردلَة!!..

-13-

كم حَلمنا بسلامٍ أخضرٍ..
وهلالٍ أبيضٍ..
وببحرٍ أزرقٍ.. و قلوع مرسلَة..
ووجدنا فجأة أنفسَنا.. في مزبلَة!!.

-14-

مَنْ تُرى يسألهمْ عن سلام الجبناءْ؟
لا سلام الأقوياء القادرينْ.
من ترى يسألهم
عن سلام البيع بالتقسيطِ..
والتأجير بالتقسيطِ..
والصَفْقاتِ..
والتجارِ والمستثمرينْ؟.
من ترى يسألهُم
عن سلام الميِّتين؟
أسكتوا الشارعَ
واغتالوا جميع الأسئلة..
وجميع السائلينْ…

-15-

… وتزوَّجنا بلا حبٍّ..
مِن الأنثى التي ذاتَ يومٍ أكلت أولادنا..
مضغتْ أكبادنا..
وأخذناها إلى شهرِ العسلْ..
وسكِرْنا.. و رقصنا..
واستعدنا كلَّ ما نحفظ من شِعر الغزَلْ..
ثم أنجبنا, لسوء الحظِّ, أولاد معاقينَ
لهم شكلُ الضفادعْ..
وتشَّردنا على أرصفةِ الحزنِ,
فلا ثمة بَلَدٍ نحضُنُهُ..
أو من وَلَدْ!!

-16-

لم يكن في العرسِ رقصٌ عربي.ٌّ
أو طعامٌ عربي.ٌّ
أو غناءٌ عربي.ٌّ
أو حياء عربي.ٌّ ٌ
فلقد غاب عن الزفَّةِ أولاد البَلَدْ..

-17-

كان نصفُ المَهرِ بالدولارِ..
كان الخاتمُ الماسيُّ بالدولارِ..
كانت أُجرةُ المأذون بالدولارِ..
والكعكةُ كانتْ هبةً من أمريكا..
وغطاءُ العُرسِ, والأزهارُ, والشمعُ,
وموسيقى المارينزْ..
كلُّها قد صُنِعَتْ في أمريكا!!.

-18-

وانتهى العُرسُ..
ولم تحضَرْ فلسطينُ الفَرحْ.
بل رأتْ صورتها مبثوثةً عبر كلِّ الأقنية..
ورأت دمعتها تعبرُ أمواجَ المحيطْ..
نحو شيكاغو.. وجيرسي..وميامي..
وهيَ مثلُ الطائرِ المذبوحِ تصرخْ:
ليسَ هذا الثوبُ ثوبي..
ليس هذا العارُ عاري..
أبداً .. يا أمريكا..
أبداً .. يا أمريكا..
أبداً .. يا أمريكا..

نزار قباني.

سيرين
08-09-2019, 07:26 PM
قصيدة لابن القيم عن الحج

ما والـذي حـج المحبـون بيتـه *** ولبُّوا له عنـد المهـلَّ وأحرمـوا
وقد كشفوا تلك الرؤوس تواضعـاً *** لِعِزَّةِ مـن تعنـو الوجـوه وتُسلـمُ
يُهلُّـون بالبيـداء لبـيـك ربَّـنـا *** لك الملك والحمد الذي أنـت تعلـمُ
دعاهـم فلبَّـوه رضـاً ومحـبـةً *** فلمـا دَعَـوه كـان أقـرب منهـم
تراهم على الأنضاد شُعثاً رؤوسهم *** وغُبراً وهـم فيهـا أسـرُّ وأنعـم
وقد فارقوا الأوطان والأهل رغبـة *** ولـم يُثْنهـم لذَّاتـهـم والتنـعُّـم
يسيرون مـن أقطارهـا وفجاجِهـا *** رجـالاً وركبـانـاً ولله أسلـمـوا
ولما رأتْ أبصارُهـم بيتـه الـذي *** قلوبُ الورى شوقـاً إليـه تضـرَّمُ
كأنهـم لـم يَنْصَبـوا قـطُّ قبـلـه *** لأنّ شقاهـم قـد تَرَحَّـلَ عنـهـمُ
فلله كـم مـن عـبـرةٍ مهـراقـةٍ *** وأخـرى علـى آثارهـا لا تقـدمُ
وقد شَرقَتْ عينُ المحـبَّ بدمعِهـا *** فينظرُ من بيـن الدمـوع ويُسجـمُ
وراحوا إلى التعريف يرجونَ رحمة *** ومغفـرةً ممـن يجـودَ ويـكـرمُ
فلله ذاك الموقـف الأعظـم الـذي *** كموقف يوم العرض بل ذاك أعظمُ
ويدنو بـه الجبـار جـلَّ جلالـه *** يُباهي بهـم أملاكـه فهـو أكـرمُ
يقولُ عبـادي قـد أتونـي محبـةً *** وإنـي بهـم بـرُّ أجـود وأكـرمُ
فأشهدُكـم أنـي غفـرتُ ذنوبهـم *** وأعطيتهـم مـا أمَّـلـوه وأنـعـمُ
فبُشراكُم يا أهل ذا الموقـف الـذي *** بـه يغفـرُ الله الذنـوبَ ويرحـمُ
فكم من عتيـق فيـه كُمَّـل عتقُـه *** وآخـر يستسعـى وربُّـكَ أكـرمُ

\..:34:

إيمان محمد ديب طهماز
09-08-2019, 06:38 AM
الحبُّ ما دام مكتومًا على خطرٍ
وغايةُ الأمْنِ أن تدنو من الحَذَرِ

وأطيَبُ الحُبِّ ما نمَّ الحديثُ بهِ
كالنَّارِ لا تأتِ نفعًا و هي فِي الحَجَـرِ

من بعْدِ ما حضر السَّحاب و اجتمعَ الـ
أعوانُ وامتطَّ أسمى صاحبُ الخَبَرِ

أرجُو لنفسي براءً منْ محبّتكم
إذا تبرّأتُ من سَمعي ومن بصَرِي

الحلاج

إيمان محمد ديب طهماز
09-10-2019, 11:38 PM
. . 💝

" ستؤذيك في طبع الزمان حقائقُهْ
ويَسبقكَ المكتوبُ يا مَنْ تُسابقُهْ

ويؤذيكَ مَنْ تخشى عليهِ من الأذى
ويَغرسُ فيك النصلَ حين تُعانقُهْ

وجدتُ إلتصاقَ الناس بالناس كذبةً
فكُلُّ خليلٍ أنتَ يوماً مفارقُهْ

تخونُكَ عينٌ أنتَ كفكفتَ دمعَها
ويجحدكَ الصوت الذي أنتَ عاشقُهْ

وتشغلك الأعوامُ قبلَ قدومِها
وما العمرُ -يا مخدوع- إلاّ دقائقُهْ

وتشكو من الماضي الأليم كحاجزٍ
وفي داخل الإنسان تحيا عوائقُهْ ! "

(......)

رشا عرابي
09-16-2019, 09:21 PM
متطرفون بعشقهم
لايعرفون البينَ بينْ

إمّاستصلى نارهم
أوتستظل بجنتين

نفضوا غبار رحيلهم
على رصيف الغائبين

ومضوا
كأقمارالسماء
بمنزلين وهجرتين

وحروفنامن بعدهم
عطشى
يؤرّقهاالحنين

أسْرَى
تفلّت بعضها
وبعضها
قالوا:
رهين!

كمن تغرّب مرغَماً
وعاش بالمنفى..
سجينْ

يحيى الزبيدي

عبدالله عليان
09-19-2019, 08:38 PM
نصّ : موسيقى

مادمتَ على الشطِ غريقا
............ جرب أن تغرقَ موسيقا
أن تدخلَ في حجرةِ وترٍ
............ يحويكَ فتنسابُ طليقا
حاول أن تغرزَ سكين الموالِ بخصرٍ لايُـجـرحْ
حطم قاموساً حجريَ الراءتِ
.. وكـوّن قاموساً
أحرفُـهُ الغيم..فواصلهُ :
طفلٌ في صبحِ ربىً يمرحْ
حاول أن تسكنَ في الناياتِ .. وفي أحزانِ القيتاراتِ
وفي الأنهُـرْ
"ألنهرُ مقامٌ رومانيُ الأصلِ .. يصبُ الإغريقا"
حاول أن تصبحَ للوترِ النازفِ مأوى
كن سمعاً لحفيفِ النجوى
كن عيداً يفتحُ بالأطفالِ ، ويغلقُ بسلالِ الحلوى
حاول أن تدخلَ في "الرُمبا"..قديساً يدعكُ إبريقا
ليثـورَ دخانٌ .. صنعاني الجمرِ
جديرٌ بغناءِ
جمرٌ
جمرٌ
للرقصِ
الرقصِ
الإيماءِ
وصلهْ(
هل يقدرُ أحدٌ أن يسقي .. قولاً للقبر ..:
هنا الرمله!؟
.......
.....
.يعتذرُ الكلُ عدى الدوزنةِ
.. أضافت ماءً للجملهْ)

تركي حمدان

سيرين
10-04-2019, 12:04 AM
على ذُرى المكيّفات الغاضبة
تبني الطيورُ أعشاشها
التي تموءُ تحتها القطط
تقفزُ من سلك إلى سلك
مفتونةَ بالولادةِ
وفي المساء تغْمرُ المكان بالصياح
كأنما تتنبّأ بالحشْـر.

قصيدة: ولادة
الشاعر: سيف الرحبي

\..:34:

رحيل
10-07-2019, 09:40 AM
يدٌ فوق كتفي
‏ارتعشتُ
‏فقالت أمانًا
‏فقلت هُيامًا يطولُ

‏وحلّتْ
‏فضاع المساء طيوبا بأنفاسها
‏واستنارت سهول

‏أتعرفني
‏قلت عمري على عتباتك
‏قالت وكيف الوصول

‏أنا من سلالة درويشة
‏وقفت ذات ليل
‏وكانت خيول

‏تحمحم حول حماها
‏وكان الهواء غريبا
‏وكان حلول

‏وقالت سأتركني وأجيؤك
‏خذني فإن المقام ثقيل.

محمد عبد الوهاب .

سيرين
10-16-2019, 12:32 AM
خارجاً من دمائك
تبحثُ عن وطن فيك
مستغرقٍ في الدموع
وَطَن ربَّما ضِعْتَ خوفاً عليه
وأمعنتَ في التِّيه.كى لا يضيع
أهو تلك الطقوسُ؟
!التي ألبستك طحالِبها في عصور الصقيع
أهُوتلك المدائن؟
تعشق زوارها ، ثم تصلِبُهم فى خشوع
أهو تلك الشموس ؟
التي هجعت فيك
حالمة بمجىءِ الربيع
أهُو أَنت؟
وقد أبصرتك العيون
!وَأبصرتها في ضباب الشموع
***
خارجاً من غيابك
لا قمر في الغياب
ولا مطر في الحضور
مثلما أنت في حفلة العُرسِ والموتِ
لا شىْ إلا أنتظار مرير
وانحناء’’ حزين على حافة الشعر
في ليل هذا الشتاء الكبير
ترقب الأفق المتداخل
في أفُقٍ لم يزال عابراً في الأثير
رُبَّما لم تكن
ربما كنت في نحلة الماء
أو يرقات الجذور
ربما كان أجمل
!لو أطبقت راحتاك على باقةٍ من زهور

رؤيا .. محمد الفيتوري

\..:34:

سامي امين
10-16-2019, 10:33 AM
هل عندكِ شك

هل عندكِ شكٌّ أنكِ أحلى امرأةٍ في الدنيا ؟.
وأهمُّ امرأةٍ في الدنيا ؟.
هل عندكِ شكٌّ أني حينَ عثرتُ عليكِ ..
ملكتُ مفاتيحَ الدُنيا ؟.
هل عندكِ شكٌّ أني حينَ لمَسَتُ يديكِ
تغيّر تكوينُ الدنيا؟.
هل عندكِ شكٌّ أن دخولكِ في قلبي
هو أعظمُ يومٍ في التاريخ ..
وأجملَ خبرٍ في الدنيا ؟.
هل عندكِ شكٌّ في من أنتِ؟
يا من تحتلُ بِعينيها أجزاء الوقت
يا امرأةً تكسِرُ حينَ تمُرُّ ، جدار الصّوت
لا أدري ماذا يحدث لي ؟
كأنكِ أنثاي الأولى
وكأني قبلكِ ما أحببت
وكأنّي ما مارستُ الحبَّ ..
ولا قبلتُ ولا قُبلت
ميلادي أنتِ..
وقبلكِ لا أتذكّرُ أنّي كنت
وغِطاءِ أنتِ ..
وقبل حنانِكِ لا أتذكّرُ أني عِشت ..
وكأني أيتها الملكة ..
من بطنكِ كالعصفورِ خرجت ...
هل عندكِ شكٌّ أنكِ جزٌ من ذاتي
وبأني من عينيكِ سرقتُ النَّار ..
وقمتُ بأخطرِ ثوراتي
أيتها الوردةُ ..
والياقُوتةُ ..
والريحانةُ ..
والسلطانةُ ..
والشعبيّةُ ..
والشرعيّةُ بينَ جميعِ الملِكاتِ ..
يا سمكاً يسبحُ في ماءِ حياتي
يا قمراً يطلع كل مساءٍ من نافذةِ الكلماتِ ..
يا أعظمَ فتحٍ بينَ جميعِ فتوحاتي
يا آخرَ وطنٍ أُولدُ فيهِ ..
وأدفنُ فيهِ ..
وأنشرُ فيهِ كتاباتي ..
يا مرأةِ الدهشةِ .. يا امرأتي
لا أدري كيفَ رماني الموجُ على قدميكِ
لا أدري كيفَ مشيتِ إليَّ ..
وكيفَ مشيتُ إليكِ ..
يا من تتزاحمُ كل طيور البحرِ ..
لكي تستوطنَ في نهديكِ ..
كم كانَ كبيراً حظّي حينَ عثرتُ عليكِ ..
يا امرأةً تدخلُ في تركيبِ الشِعر ..
دافِئةٌ أنتِ كرملِ البحر ..
رائِعةٌ أنتِ كليلةِ قدر ..
من يوم طرقتِ البابَ عليَّ .. ابتدأ العُمر ..
كم صارَ جميلاً شعري ..
حينَ تثقّفَ بينَ يديك ..
كم صرتُ غنّياً .. وقويّاً ..
لما أهداكِ اللهُ اليّْ ..
هل عندكِ شكٌ أنكِ قبسٌ من عينيّْ
ويداكِ هما استمرارٌ ضوئيٌّ ليديّْ ..
هل عندكِ شكٌ ..
أنَّ كلامكِ يخرجُ من شفتي ّْ ؟
هل عندكِ شكٌ ..
أنّي فيكِ .. وأنّكِ فيّْ ؟؟
يا ناراً تجتاحُ كياني
يا ثمراً يملأُ أغصاني
يا جسداً يقطعُ مثلَ السّيفِ ،
ويضرِبُ مثلَ البركانِ ..
يا نهداً يعبقُ مثلَ حقولِ التبغِ ِ
ويركضُ نحوي كحصانِ ..
قولي لي :
كيفَ سأنقذُ نفسي من أمواجِ الطّوفانِ..
ماذا أفعلُ فيكِ؟. أنا في حالةِ إدمانِ ..
قولي لي ما الحلُّ ؟ فأشواقي
وصلت لحدود الهذيانِ ...
يا ذاتَ الأنفِ الأغريقيّ ..
وذاتَ الشَّعرِ الأسباني
يا امرأةٍ لا تتكرَّرُ في آلافِ الأزمانِ ..
يا امرأةً ترقصُ حافيةَ القدمينِ بمدخلِ شرياني
من أينَ أتيتِ ؟ وكيفَ أتيتِ؟
يا احدى نِعَمِ الله عليَّ ..
وغِيمةَ حُبٍ وحنانٍ ..
يا أغلى لؤلؤةٍ بيدي ..

نزار قباني.

إيمان محمد ديب طهماز
10-25-2019, 03:20 PM
من رقة الطين أم من قسوة الماءِ
هذا التناقض في إقبالك النائي
تجيء كالحلم يختال المدى شجراً
تغيب كالصحو تنمو فيّ صحرائي
وبين حاليك في عينيك بوصلتي
تاهت عن النجم واستوحشت أسمائي !
والحدس كالشجر الموجوعِ أوله
رؤيا.. وآخره منديل إيماءِ !
وبين بينين كان الوهم يطعمني
حمّى التفاصيل حتى شفّني دائي
فما وجدت على الأعراف منسأةً
وما قبست السنا من طور سيناءِ
مددت للماء كفي كي أبلغه
رسالة العطش القاسي وإعيائي
فما بلغت حدود النبع وانقطعت
دون المواويل ترنيمات أصدائي
تقول والسكر المغرور في فمها
هل غرك البحر أم أغراك مينائي ؟
تبخر الصمت ذابت بيننا لغة
شفافة الضوء فيها همس سيماءِ
ما عاد في العمر ما يكفي لقسوتهم
“تقاذفوا” القلبَ: أحبابي وأعدائي !

عبد الله السفياني

سيرين
11-04-2019, 11:47 PM
موجة .. عبدالوهاب إسماعيل

الزوايا يتهامَسْنَ
هَمَت في هدْأَةٍ الغرفةِ
نثّاتٌ من العطرِ
فأفرغْتُ بقايا الكأسِ في الحمّى
وهاجَ البرتقالْ ..
.................
قَدَحٌ في الأرضِ مكسورٌ
وموسيقى
..............
رَبا الموجُ على الموجِ ، وصالْ ..
................
مادَت الأرضُ
أقرنُ الثورِ أربى صفحتيها ؟..
.................
فالزّوايا يتغامزْنَ
وسقفُ البيتِ مالْ ..

\..:icon20:

سليمان عباس
11-05-2019, 01:20 PM
حـرفـي يــذوبُ اشـتـياقًا لابـنـةَ الـكـرمِ
يــــراودُ الـلـحـنَ عـــن إيـقـاعـهِ كَـلِـمـي

مــا عــادَ يـرقصُ فـي نـبضاتِ أوردتـي،
إلا الأسى .. ، و معاني الحزنِ في ندمي

حـتى الحروفُ التي من قبل قد نُظمت
كـأنـها - قــطُّ - لــم تـجـري عـلـى قـلمي

و كــنـتُ فــي الـحـبِّ أبـيـاتً - مـطـهَّرةً
- مـــن الـجـمـالِ و قـلـبٍ غـيـر مـنـقسمِ

كـم .. أبحرت في ضفافِ العينِ قافيتي
و كـم ... كـتبتُ عـلى الخدينِ من حكمِ

نــامـت ربــابـةُ عـزفـي فــي ظـفـائرها ،
فـاسـتيقظ الـصبحُ يـشدو أجملَ الـنغمِ

و الآنَ ... مـا زلتُ في عمرِ الهيامِ فتىً ،
يـهـددُ الـشـوقَ فــي صـحوٍ و فـي حـلمِ

لـكـنَّـه الـعـشـقُ - يـــا ربــاهُ - يـضـعفني
و الـقلبُ يـكفيهِ ما في الجسمِ من سقمِ

يـقـالُ لـيـلى،، !! و مــا لـيلاكَ يـا رجـلٌ؟
: لـيـلي طـويـلٌ ...، يــواري خـلفهُ ألـمي

عــيـنـي عــلــى بــلـدٍ كــانـت تـضـمـدنا،
و الـيـوم مــن شــدةِ الاوجــاعِ لــم تـنمِ

احــتـاجُ كـــلَّ قـــواىَ كـــي أكــونَ بـهـا
أقــوى مــن الـظـلمِ و الـظـلامِ و الـظـلمِ

إنِّــي أراهـم عـلى مـرمى الـدموعِ مـدىً
يــوزعـونَ غـــلالَ الــمـوتِ فـــي الأكــمِ

و يـــزرعــونَ بـــــذور الــثــأرِ ، يـنـبـتـها
حــقـدُ الـذيـنَ أتــوا مــن سـالـفِ الأمــمِ

أرســوا جـهالتهم فـي مـوطني - كـذبًا -
بــاسـمِ الـنـبـيِّ و بــاسـم الآلِ و الـرحـمِ

لـــو تـنـظـرون...وقد بــثـوا عـسـاكرهم
فــي كــلِّ مـنـعطفٍ هــم يـطلبونَ دمـي

لا لــــن أُلآمُ إذا مـــا الــرعـبُ أسـكـتـني
صـوتُ الـرصاصِ يـصيبُ الفُصحَ بالبكمِ

مــا يـجـمعُ اللهُ مــن قـلـبينِ فـي رجـلٍ،
قــلـبٌ يــخـافُ و قــلـبٌ بـالـغرامِ رُمــي

إبراهيم عبد الرحمن

سليمان عباس
11-05-2019, 01:25 PM
‏لاتخبر الشعب عنهم إن أعيُنهُ
ترى فظائعهم من خلف أستارِ

الآكلون جراح الشعب تخبرنا
ثيابهم أنهم آلاتُ أشرارِ

يشرون بالذل ألقاباً تسترهم
لكنهم يسترون العار بالعارِ

تحسهم في يد المستعمرين كما
تحس مسبحةً في كف سحارِ

ويلٌ وويلٌ لأعداء البلاد إذا
ضج السكون وهبت غضبة الثارِ

‎#البردوني

سليمان عباس
11-05-2019, 01:26 PM
أُصادِقُ نفسَ المرءِ مِن قبلِ جسمِه
وأعــرِفُهـا فــي فِعــلِه والتّكَــلُّمٍ

وأحلُمُ عـــن خِلّـــي وأعلَــم أنّـه
متى أجْزِهِ حِلْمًا على الجهلِ يَندَمِ

وإن بَذَلَ الإنسانُ لـي جُـودَ عابِِسٍ
جَـزَيتُ بجُـودِ التّـارِكِ المتَبَسّـمِ



المتنبي

سليمان عباس
11-05-2019, 01:28 PM
يا نفسُ لا تجدبي
""""""""""""""""""""""""""""
يا نفسُ لا تجدبِي هذا هو القدرُ
واستبشري بسحابٍ حِمْلُهُ المطرُ

ولتغرِسي نبتةً نُحيي بها أملاً
ونستثيرُ بِها ماضٍ ونشتعرُ

أشدو وفي داخلي سبعونَ مُبكيةٌ
يبكي لِأصغرِها الجلمودُ والحجرُ

وأدعي السُعدَ والآهات ُ تقتُلنلي
وأزعمُ البردَ والنيرانُ تستعرُ

ما أتعسَ العيشَ عيشٌ يُستضامُ بهِ
حُرٌّ .. أبيٌّ وفيهِ النذلُ ينتصِرُ

ويدّعي فيهِ أمجاداً .. مؤثلةً
وفي الحقيقةِ منِهُ الخِزيُ يعتذِرُ

تِلك الحقيقةُ نحياها بواقِعِنا
لا يعرِفُ الحقَ ً لا زيدٌ ولا عُمرُ

يا شعبُ يكفيكَ نوماً ولتفِق فلقد
عاثوا فساداً بِأرضِ الله واستطروا

وفرقونا جماعاتٍ .... وألويةً
حتى استطالوا وكادَ الحقُ ينصهرُ

كم مِن دساتيرَ قد صيغتْ وقد ظَلمتْ ؟
هذي الشِعاراتُ مِنها الصِدقُ يفتقرُ ؟

يومٌ بيومٍ .. وعامٌ بعدَ سابِقهِ
ووضعُنا في سياقِ الموتِ يحتضرُ

والظلمُ يزدادُ وطأً فوقَ وطأتِهِ
والحقُ يجأرُ والغاياتُ تنحسرُ

تِلك المبادئُ إنْ ضاعتْ أهِلتها
فهل يُسارُ بليلٍ ما بِهِ قمرُ ؟!

هذا خِطابيَ أُهديهِ لكُم هِبةً
مضمونهُ الأملُ الوقّادُ والعِبرُ

وصغتهُ ببيوتٍ قد مزجتُ بها
روحي ولُبَّ فؤادٍ هَدَّهُ الكدرُ

كتبتُها بدمي المسفوحِ مِن زمنٍ
لِترتقوا جُرحَ مَن مازالَ ينتظرُ

عبدالواحد الكامل
1993

إيمان محمد ديب طهماز
11-05-2019, 08:41 PM
وفيك من الجمالِ دلالُ طفلٍ
وحيـدٌ، بعد عُقمِ الوالدينِ
وفيك من الجلال مشيبُ شيخٍ
توضّأ بالدموعِ لركعتينِ
وفيك من السلاحِ سهامُ هدبٍ
ورمحُ القدّ، قوسا حاجبينِ
وفيك من السلام هدوءُ أمٍّ
لطفل نامَ بين الرضعتين ِ
ختمتُ بك القصيدة فاقرئيني
كـ -بسم اللهِ- بين السورتين.”

( ..... )

سيرين
11-13-2019, 02:55 AM
عناوين للروح خارج هذا المكان

عناوين للروح خارج هذا المكان. أحب السفر
إلى قريةٍ لم تعلّق مسائي الأخير على سروها. وأحب الشجر
على سطح بيتٍ رآنا نعذّب عصفورتين، رآنا نربي الحصى
أما كان في وسعنا أن نربي أيامنا
لتنمو على مهل في اتجاه النبات؟ أحب سقوط المطر
على سيدات المروج البعيدة. ماءٌ يضيء. ورائحة صلبةٌ كالحجرْ
أما كان في وسعنا أن نغافل أعمارنا،
وأن نتطلع أكثر نحو السماء الأخيرة قبل أفول القمر؟
عناوين للروح خارج هذا المكان. أحب الرحيل

محمود درويش

\..:icon20:

سيرين
11-23-2019, 11:26 AM
القصيدة السّودَاء
1
كم غيَّرتني الحربُ..ياصديقي
كم غيَّرتْ طبيعتي
وغيَّرت أنوثتي
وبعثرت في داخلي الأشياءْ
فلا الحوارُ ممكنٌ
ولاالصراخُ مُمكنٌ
ولا الجنونُ ممكنٌ
فنحن محبوسانِ ِ في قارورةِ البكاءْ...
2
قد كسرتني الحربُ ياصديقي
ولخبطتْ خرائط الوجدان
وحطَّمتْ بوصلة القلب،
فلا زَرْعٌ..
ولا ضَرْعٌ..
ولاعُشبٌ..
ولا ماءٌ..
ولا دفءٌ..
ولاحنانْ..
قد شوَّهتني الحرب ُ ياصديقي
والحربُ كم تُشَوِّهُ الإنسانْ..
فها هناك فرصة ٌ أخرى..لكي تُحِبَّتي؟
وليس في عينيَّ إلا مَطَرُ الأحزان...
3
ياسيَّدي:
ماعدتُ بعد الحربِ..أدري منْ أنا؟..
أقِطَّة ٌجريحة ٌ؟
أم نجمة ٌ ضائعة ٌ؟
أم دمعة ٌ خرساءْ؟
أم مركبٌ مِنْ ورق ٍ
تَمْضُغُهُ الأنواءْ؟
أين تُرَى سنلتقي؟
وبيننا مدائن محروقة ٌ
وأمَّة ٌ مسحوقة ٌ..
وبيننا داحِسُ والغَبْراءْ...
فهل هناك فرصة ٌ أخرى
لكيْ تُحبنَّي..
من بعد ما حوَّلني الحزنُ إلى أجزاءْ..
قد سرقنني الحربُ مِنْ طفولتي
واغتالتْ ابتسامتي..
ومزَّقتْ براءتي
واقتلعتُ أشجاريَ الخضراءْ...
فلا أنا بقيتُ من فصيلةِ النساءْ..
فمن ترى يُقنِعُني؟
أنَّ السماءَ ام تَزََِلْ زرقاءْ؟
وأنّنا..
في زمن ِ التلوُّث الروحيِّ..
والفكريّ..
والقوميِّ..
يمكن أن تظلَّ أصدقاءْ؟؟
4
ياسيِّدي:
لستُ أنا جزبرةً السَّلاَمْ
ولاأنا الأنثى التي كان على أجْفانها
يستوطِنُ الحَمَامْ..
ولا أنا..
نافورةْ الماء..
وسيمفونيَّةُ الرُّخامْ...
ياسيِّدي:
قد يَسَ العُشْبُ على شفاهِنَا
وانكسَرَ الكلامْ..
فكيف نسترجعُ أيامَ الهوى؟
ونحنُ مدفونانِ..
تحت الوحل ِ والرُّكُامْ...
5
يلسيِّدي:
أنا التي غيرُ التي تعرفُها
ذاكرتي مثوبةٌ
فلا التَّواريخُ على جدارنها باقية ٌ
ولا العناوينُ...
ولا الوجوهُ..
والأسماءْ..
أين ترى نذهبُ ، ياصديقي؟.
وما هناكَ بوصة ٌ واحدة ٌ نملكُها
في عالم ِ الارض ِ ،
ولا في عالم ِ السّماءْ...
وماالذي نفعلُ في بلادِ؟
يَصْطَفُّ فيها الناسُ بالطابور ِ..
كي يَسْتَنشِقُوا الهواءْ!!
6
ياسيِّدي:
لكم ْ أنا أشعُرُ بالإحباطِ،
والدُّواءِ..
والإعياءْ..
فلا تؤاخذني على كآبتي
إذا قراتَ هذه القصيدةَ السَّوْداءْ...
جميع المحيطات باللون الأحمر..
سعاد الصباح

\..:34:

سيرين
12-31-2019, 10:24 PM
النفس تبكي على الدنيا وقد علمت
لا دار للمرء بعد الموت يسكنها**** الا التي كان قبل الموت بانيها
فان بناها بخير طاب مسكنه **** وان بناها بشر خاب بانيها
أموالنا لذوي الميراث نجمعها **** ودورنا لخراب الدهر نبنيها
أين الملوك التي كانت مسلطنة **** حتى سقاها بكأس الموت ساقيها
فكم مدائن في الآفاق قد بنيت****أمست خرابا وأفنى الموت أهليها
لتركنن الى الدنيا وما فيها ****فالموت لاشك يفنينا ويفنيها
لكل نفس وأن كانت على وجل **** من المنية أمال تقويها
المرء يبسطها والدهر يقبضها **** والنفس تنشرها والموت يطويها
ان المكارم أخلاق مطهرة **** الدين أولها والعقل ثانيها
والعلم ثالثها والحلم رابعها **** والجود خامسها والفصل سادسها
والبر سابعها والشكر ثامنها **** والصبر تاسعها واللين باقيها
واعمل لدار غدا رضوان خازنها**** والجار أحمد والرحمن ناشيها
قصورها ذهب والمسك طينتها **** والزعفران حشيش ثابت فيها
أنهار ها لبن محض ومن عسل **** والخمر يجري رحيقا في مجاريها
والطير تجري على الاغصان عاكفة **** تسبح لله جهرا في مغانيها
من يشتري الدار في الفردوس يعمرها **** بركعة في ظلام الليل يحيها
علي بن ابي طالب رضي الله عنه

\..:34:

سيرين
01-11-2020, 01:38 AM
الثقافة المفخخة
كلُّ شيءٍ في حياتنا
صارَ مُفَخَّخاً..
السيَّاراتُ.. والرسائلُ.. والطرودُ البريديّةْ
حتّى الثقافةُ العربيةْ
صارَتْ مُفَخَّخَةْ...
نزار القباني

\..:icon20:

نادرة عبدالحي
01-15-2020, 11:57 PM
لا تلبَسِ الدنيا، فإنّ لباسَها سَقَمٌ، وعَرِّ الجسمَ من أثوابها
أنا خائفٌ من شرّها، متوقِّعٌ إكآبَها، لا الشّرْبَ من أكوابها
فلتفعلِ النفسُ الجميلَ، لأنهُ خيرٌ وأحسنُ، لا لأجلِ ثوابِها
في بيتِهِ الحَكمُ، الذي هو صادقٌ فأتوا بيوتَ القومِ من أبوابِها
وتخالُفُ الرّؤساءِ يشهدُ، مُقْسِماً: إنّ المعاشِرَ ما اهتدتْ لصوابِها
وإذا لصوصُ الأرض أعيَتْ والياً، ألقى السّؤالَ بها على تُوّابها
جيِبتْ فلاةٌ للغنى، فأصابهُ نفرٌ،وصينَ الغيبُ عن جُوّابها
آوى بها اللَّهُ الأنامَ، فما أوى لِمُحالفي دَدِها ولا أَوّابها




الشاعر ابو علاء المعري

سيرين
01-23-2020, 12:24 AM
فقَدْ شَغَلَ النّاسَ كَثرَةُ الأمَلِ

فقَدْ شَغَلَ النّاسَ كَثرَةُ الأمَلِ وَأنْتَ بالمَكْرُمَاتِ في شُغُلِ
تَمَثّلُوا حَاتِماً وَلَوْ عَقَلُوا لَكُنْتَ في الجُودِ غايَةَ المَثَلِ
أهْلاً وَسَهْلاً بما بَعَثْتَ بهِ إيهاً أبا قاسِمٍ وبالرّسُلِ
هَدِيّةٌ مَا رَأيْتُ مُهْديَها إلاّ رَأيْتُ العِبَادَ في رَجُلِ
أقَلُّ مَا في أقَلّهَا سَمَكٌ يَسْبَحُ في بِرْكَةٍ مِنَ العَسَلِ
كَيفَ أُكَافي عَلى أجَلّ يَدٍ مَنْ لا يَرَى أنّهَا يَدٌ قِبَلي

المتنبي

\..:icon20:

رشا عرابي
01-31-2020, 11:53 AM
صَنَعت صباحي
رغم سوداويّتها،



‏تمامًا
حين قال لها: وداعا
أحسّ بجُرحهِ
زاد اتساعا
-
وأورثَه المقامُ مقال يُتمٍ
وكفّله الدجىٰ طفلًا مُضاعا
-
فآنسَ
من يمين الفجر خيطًا
يراوده اتصالًا وانقطاعا
-
وناداهُ
بوادي الحزن فقدٌ
أنِ اخلع ذكرياتك!
ما استطاعا
-
فعاد يهشّ خيبتَه وحيدًا
وخيبات الهوىٰ تأتي تِباعا.

سيرين
02-03-2020, 12:26 AM
كان ذئبٌ يتغدى
كان ذئبٌ يتغدى فجرتْ في الزّوْر عَظمه
ألزمتهُ الصومَ حتى فَجعَتْ في الروح جسْمَهْ
فأَتى الثعلَبُ يبكي ويُعزِّي فيه أُمَّه
قال : يا أمَّ صديقي بيَ مما بكِ عمَّهْ
فاصبري صبراً جميلاً إنْ صبرَ الأمِّ رحمهْ !
فأجابتْ : يا ابنَ أختي كلُّ ما قد قلتَ حكمهْ
ما بيَ الغالي ، ولكن قولُهُم: ماتَ بِعظْمَه!
ليْته مثلَ أَخيه ماتَ محسوداً بتُخْمَه!

احمد شوقي

\..:icon20:

نادرة عبدالحي
02-03-2020, 04:18 PM
أَلا إِنَّ شَعباً لا تَعِزُّ نِسائَهُ

وَإِن طارَ فَوقَ الفَرقَدَينِ ذَليلُ

وَكُلُّ نَهارٍ لا يَكُنَّ شُموسَهُ

فَذَلِكَ لَيلٌ حالِكٌ وَطَويلُ

وَكُلُّ سُرورٍ غَيرَهُنَّ كَآبَةٌ

وَكُلُّ نَشاطٍ غَيرَهُنَّ خُمولُ

— إيليا أبو ماضي

نادرة عبدالحي
02-03-2020, 04:44 PM
مِمّا أَضَرَّ بِأَهلِ العِشقِ أَنَّهُمُ

هَوُوا وَما عَرَفوا الدُنيا وَما فَطِنوا

تَفنى عُيونُهُمُ دَمعاً وَأَنفُسُهُم

في إِثرِ كُلِّ قَبيحٍ وَجهُهُ حَسَنُ

— المتنبي

سيرين
02-08-2020, 01:04 AM
"العلم والأخلاق":

كَم ذا يُكابِدُ عاشِقٌ وَيُلاقي
في حُبِّ مِصرَ كَثيرَةِ العُشّاقِ
إِنّي لَأَحمِلُ في هَواكِ صَبابَةً
يا مِصرُ قَد خَرَجَت عَنِ الأَطواقِ
لَهفي عَلَيكِ مَتى أَراكِ طَليقَةً
يَحمي كَريمَ حِماكِ شَعبٌ راقي
كَلِفٌ بِمَحمودِ الخِلالِ مُتَيَّمٌ
بِالبَذلِ بَينَ يَدَيكِ وَالإِنفاقِ
إِنّي لَتُطرِبُني الخِلالُ كَريمَةً
طَرَبَ الغَريبِ بِأَوبَةٍ وَتَلاقي
وَتَهُزُّني ذِكرى المُروءَةِ وَالنَدى
بَينَ الشَمائِلِ هِزَّةَ المُشتاقِ
ما البابِلِيَّةُ في صَفاءِ مِزاجِها
وَالشَربُ بَينَ تَنافُسٍ وَسِباقِ
وَالشَمسُ تَبدو في الكُئوسِ وَتَختَفي
وَالبَدرُ يُشرِقُ مِن جَبينِ الساقي
بِأَلَذَّ مِن خُلُقٍ كَريمٍ طاهِرٍ
قَد مازَجَتهُ سَلامَةُ الأَذواقِ
فَإِذا رُزِقتَ خَليقَةً مَحمودَةً
فَقَدِ اِصطَفاكَ مُقَسِّمُ الأَرزاقِ
فَالناسُ هَذا حَظُّهُ مالٌ وَذا
عِلمٌ وَذاكَ مَكارِمُ الأَخلاقِ
وَالمالُ إِن لَم تَدَّخِرهُ مُحَصَّناً
بِالعِلمِ كانَ نِهايَةَ الإِملاقِ
وَالعِلمُ إِن لَم تَكتَنِفهُ شَمائِلٌ
تُعليهِ كانَ مَطِيَّةَ الإِخفاقِ
لا تَحسَبَنَّ العِلمَ يَنفَعُ وَحدَهُ
ما لَم يُتَوَّج رَبُّهُ بِخَلاقِ
كَم عالِمٍ مَدَّ العُلومَ حَبائِلاً
لِوَقيعَةٍ وَقَطيعَةٍ وَفِراقِ
وَفَقيهِ قَومٍ ظَلَّ يَرصُدُ فِقهَهُ
لِمَكيدَةٍ أَو مُستَحَلِّ طَلاقِ
يَمشي وَقَد نُصِبَت عَلَيهِ عِمامَةٌ
كَالبُرجِ لَكِن فَوقَ تَلِّ نِفاقِ
يَدعونَهُ عِندَ الشِقاقِ وَما دَرَوا
أَنَّ الَّذي يَدعونَ خِدنُ شِقاقِ
وَطَبيبِ قَومٍ قَد أَحَلَّ لِطِبِّهِ
ما لا تُحِلُّ شَريعَةُ الخَلّاقِ
قَتَلَ الأَجِنَّةَ في البُطونِ وَتارَةً
جَمَعَ الدَوانِقَ مِن دَمٍ مُهراقِ
أَغلى وَأَثمَنُ مِن تَجارِبِ عِلمِهِ
يَومَ الفَخارِ تَجارِبُ الحَلّاقِ
وَمُهَندِسٍ لِلنيلِ باتَ بِكَفِّهِ
مِفتاحُ رِزقِ العامِلِ المِطراقِ
تَندى وَتَيبَسُ لِلخَلائِقِ كَفُّهُ
بِالماءِ طَوعَ الأَصفَرِ البَرّاقِ
لا شَيءَ يَلوي مِن هَواهُ فَحَدُّهُ
في السَلبِ حَدُّ الخائِنِ السَرّاقِ
وَأَديبِ قَومٍ تَستَحِقُّ يَمينُهُ
قَطعَ الأَنامِلِ أَو لَظى الإِحراقِ
يَلهو وَيَلعَبُ بِالعُقولِ بَيانُهُ
فَكَأَنَّهُ في السِحرِ رُقيَةُ راقي
في كَفِّهِ قَلَمٌ يَمُجُّ لُعابُهُ
سُمّاً وَيَنفِثُهُ عَلى الأَوراقِ
يَرِدُ الحَقائِقَ وَهيَ بيضٌ نُصَّعٌ
قُدسِيَّةٌ عُلوِيَّةُ الإِشراقِ
فَيَرُدُّها سوداً عَلى جَنَباتِها
مِن ظُلمَةَ التَمويهِ أَلفُ نِطاقِ
عَرِيَت عَنِ الحَقِّ المُطَهَّرِ نَفسُهُ
فَحَياتُهُ ثِقلٌ عَلى الأَعناقِ
لَو كانَ ذا خُلُقٍ لَأَسعَدَ قَومَهُ
بِبَيانِهِ وَيَراعِهِ السَبّاقِ
مَن لي بِتَربِيَةِ النِساءِ فَإِنَّها
في الشَرقِ عِلَّةُ ذَلِكَ الإِخفاقِ
الأُمُّ مَدرَسَةٌ إِذا أَعدَدتَها
أَعدَدتَ شَعباً طَيِّبَ الأَعراقِ
الأُمُّ رَوضٌ إِن تَعَهَّدَهُ الحَيا
بِالرِيِّ أَورَقَ أَيَّما إيراقِ
الأُمُّ أُستاذُ الأَساتِذَةِ الأُلى
شَغَلَت مَآثِرُهُم مَدى الآفاقِ
أَنا لا أَقولُ دَعوا النِساءَ سَوافِراً
بَينَ الرِجالِ يَجُلنَ في الأَسواقِ
يَدرُجنَ حَيثُ أَرَدنَ لا مِن وازِعٍ
يَحذَرنَ رِقبَتَهُ وَلا مِن واقي
يَفعَلنَ أَفعالَ الرِجالِ لِواهِياً
عَن واجِباتِ نَواعِسِ الأَحداقِ
في دورِهِنَّ شُؤونُهُنَّ كَثيرَةٌ
كَشُؤونِ رَبِّ السَيفِ وَالمِزراقِ
كَلّا وَلا أَدعوكُمُ أَن تُسرِفوا
في الحَجبِ وَالتَضييقِ وَالإِرهاقِ
لَيسَت نِساؤُكُمُ حُلىً وَجَواهِراً
خَوفَ الضَياعِ تُصانُ في الأَحقاقِ
لَيسَت نِساؤُكُمُ أَثاثاً يُقتَنى
في الدورِ بَينَ مَخادِعٍ وَطِباقِ
تَتَشَكَّلُ الأَزمانُ في أَدوارِها
دُوَلاً وَهُنَّ عَلى الجُمودِ بَواقي
فَتَوَسَّطوا في الحالَتَينِ وَأَنصِفوا
فَالشَرُّ في التَقييدِ وَالإِطلاقِ
رَبّوا البَناتِ عَلى الفَضيلَةِ إِنَّها
في المَوقِفَينِ لَهُنَّ خَيرُ وَثاقِ
وَعَلَيكُمُ أَن تَستَبينَ بَناتُكُم
نورَ الهُدى وَعَلى الحَياءِ الباقي

حافظ إبراهيم،

\..:icon20:

نادرة عبدالحي
02-19-2020, 10:58 AM
أَنَا عَالِمٌ بالحُزْنِ مُنْذُ طُفُولَتي

رفيقي فما أُخْطِيهِ حينَ أُقَابِلُهْ

وإنَّ لَهُ كَفَّاً إذا ما أَرَاحَها

عَلَى جَبَلٍ ما قَامَ بالكَفِّ كَاهِلُهْ

يُقَلِّبُني رأساً على عَقِبٍ بها

كما أَمْسَكَتْ سَاقَ الوَلِيدِ قَوَابِلُهْ

وَيَحْمِلُني كالصَّقْرِ يَحْمِلُ صَيْدَهُ

وَيَعْلُو به فَوْقَ السَّحابِ يُطَاوِلُهْ

فإنْ فَرَّ مِنْ مِخْلابِهِ طاحَ هَالِكاً

وإن ظَلَّ في مِخْلابِهِ فَهْوَ آكِلُهْ

الشاعر تميم برغوثي

نادرة عبدالحي
02-22-2020, 07:25 PM
ليس ذنبي إن كان للنور قبر في بلادي وللمكافح قبر
وتفشّى الظلام كالداء لا يوقف طوفانه المدمّر فجر
إنّني أكتب الحقيقة لكن ثورة الحق في بلادي كفر
قلمي في الحديد في ظلمة السجن طريح مكبّل لا يصرّ
نفسي حائم يفتّش في الظلمة عن منفذ ولا يستقرّ
أبدا أرفع العيون إلى الباب ولا حامل شعاعا يمرّ
وإذا ما سمعت دمدمة الريح تدوّي قلت العواصف كثر
سوف تجتاح حائط السجن يوما فوراء القضبان يلهث حرّ
غير أنّ الأيام تمضي وتمضي وأنا شمعة تذوب وفكر
وأمدّ الأنفاس مدّ فريق أين من موجه الشديد المفرّ
أين شعبي لقد تذكّرت أنّي لي دين في عنقه لي عمر
أين أنفاسه تحطّم قيدي أين ثاراته أما لي ثأر ؟
إنّ شعبي العملاق في القمقم مثلي وفوقه الليل بحر
ويعاني الذي أعاني وهل يفرح نسر وفي السلاسل نسر !



للشاعر معين بسيسو

نادرة عبدالحي
02-29-2020, 10:58 PM
أَيُّ عيدٍ مِنَ الهَوى عادَ قَلبي
بَعدَما جَعجَعَ الدُجى بِالرَكبِ
لَو دَعاني مِن غَيرِ أَرضِكَ داعٍ
لِغَرامٍ لَكُنتُ غَيرَ مُلَبّي
أَينَ ظَبيٌ بِذي النَقا يوقِدُ النا
رَ عِشاءً بِالمَندَلِيِّ الرَطبِ
كُلَّما أُخمِدَت زَهاها بِضَوءِ ال
حُسنِ مِن جيدِهِ وَضَوءِ القَلبِ
سَكَنَ الهَضبَ مِن قَبا فَوَجَدنا
أَثَراً لِلهَوى بِذاكَ الهَضبِ
لَيتَ أَحبابَنا وَقَد أَشرَقونا
سَوَّغونا بَردَ الزَلالِ العَذبِ
يا لَها نَظرَةً عَلى الشَعبِ دَلَّت
ني غُروراً عَلى غَزالِ الشِعبِ
قَسَموا السوءَ بَينَ عَيني وَقَلبي
لِم جَنى ناظِري فَعَذَّبَ قَلبي


محمد بن الحسين بن موسى

سالم حيد الجبري
03-01-2020, 03:05 PM
عابرون في كلام عابر

أيها المارُّون بين الكلمات العابرة
احملوا أسماءكم وانصرفوا واسحبوا ساعاتكم من وقتنا،
وانصرفوا وخذوا ما شئتم من زرقة البحر ورمل الذاكرة
وخذوا ما شئتم من صورٍ كي تعرفوا أنَّكم لن تعرفوا كيف يبني حجرٌ من أرضنا سقف السماءْ...
أيها المارُّون بين الكلمات العابرة منكم السيف - ومنَّـا دمنا
منكم الفولاذ والنار- ومنَّـا لحمنا
منكم دبابة أخرى- ومنا حجرُ منكم قنبلة الغاز- ومنا المطرُ
وعلينا ما عليكم من سماء وهواء فخذوا حصتكم من دمنا وانصرفوا
وادخلوا حفل عشاء راقصٍ..
وانصرفوا وعلينا، نحن، أن نحرس ورد الشهداءْ..
وعلينا، نحن، أن نحيا كما نحن نشاء!
أيها المارُّون بين الكلمات العابرة كالغبار المُرّ
مرّوا أينما شئتم ولكنْ لا تمروا بيننا كالحشرات الطائرة
فلنا في أرضنا ما نعملُ
ولنا قمح نربِّيه و نسقيه ندى أجسادنا
ولنا ما ليس يرضيكم هنا : حجر... أو حَجَلُ
فخذوا الماضي، إذا شئتم، إلى سوق التحفْ
وأعيدوا الهيكل العظمي للهدهد،
ان شئتم، على صحن خزف. فلنا ما ليس يرضيكم:
لنا المستقبلُ ولنا في أرضنا ما نعمل
أيها المارُّون بين الكلمات العابرة
كدسوا أوهامكم في حفرة مهجورة، وانصرفوا وأعيدوا عقرب الوقت إلى شرعية العجل المقدس
أو إلى توقيت موسيقى مسدس فلنا ما ليس يرضيكم هنا ،
فانصرفوا ولنا ما ليس فيكم :
وطن ينزف وشعباً ينزف وطناً يصلح للنسيانأو للذاكرة
أيها المارُّون بين الكلمات العابرة
آن أن تنصرفوا وتقيموا أينما شئتم ولكن لا تقيموا بيننا
آن أن تنصرفوا ولتموتوا أينما شئتم
ولكن لا تموتو بيننا فلنا في أرضِنا ما نعمل ولنا الماضي هنا
ولنا صوت الحياة الأول ولنا الحاضر، والحاضر، والمستقبل ولنا الدنيا هنا... والآخرة فاخرجوا من أرضنا من برنا ..
من بحرنا مِن قمحنا .. مِن ملحنا .. مِن جرحنا من كل شيء،
واخرجوا من مفردات الذاكرة.

محمود درويش.

نادرة عبدالحي
03-04-2020, 12:03 AM
حمام الوادي
للشاعر عبد الكريم الكرمي

ودع ظلالك يا حمام الوادي .. ؟ الوى الزمان بغصنك الميــــاد
من بعد سرحته وعذب نميره؟...؟ نم في الهجير وانت طاو صـــاد
ارسل نواحك يا حمام وقل لنا؟ هل في حمى الوادي حمام ســـاد
وبك النسيم ندية اردانــه ؟؟ ان البكاء يهون عند بعـــــاد
كان الرسول اليك غلب الهوى؟ يختال فوق ربى وفوق وهـــــاد
حتى اذا وافى الديار ترقرقت ؟ عبراته وروى حديث فـــــؤاد
طر في الفضاء وهل يطير مطوق؟ قصت جناحيه يد الصــــياد
ياجيرة الوادي الحزين تحيــة؟ حمراء انطقها دم الأكبـــــاد
تتلمس الماضي فتبصر ظلـله ؟ خلف الدموع على شفار العـادي
كانت تزين بروده سمر القنـا؟ فتعي السنون عجائب الأبـــراد
ماتملكون ؟افي النفوس حمية ؟ ابقيت الأسياف في الاغمـــاد
لو كان في تلك النفوس حمـية؟ عربية شدت الاصفـــــاد
لو كان في تلك الانوف بقيـة؟ لتحطمت حلقات الاستعبـــاد
لو تسمعون صدى القبور وجدتم ؟ جنباتها تبكي على الاجـــداد
كرهتم الدنيا الدنية حينمـــا؟ كرهوا حياة كريهة وجهــــاد
ومشى الزمان عليهم حتـى اذا ؟ مات الأبــاء مشى على الاحفاد

سيرين
03-24-2020, 05:10 PM
الى القاريء ~ محمود درويش

الزنبقات السود في قلبي
و في شفتي ... اللهب
من أي غاب جئتني
يا كل صلبان الغضب ؟
بايعت أحزاني ..
و صافحت التشرد و السغب
غضب يدي ..
غضب فمي ..
و دماء أوردتي عصير من غضب !
يا قارئي !
لا ترج مني الهمس !
لا ترج الطرب
هذا عذابي ..
ضربة في الرمل طائشة
و أخرى في السحب !
حسبي بأني غاضب
و النار أولها غضب !


\..:34:

حنان العصيمي
03-24-2020, 10:43 PM
أسلمْتُ أيامي لهاويةٍ
تعلو وتهبط تحت مركبتي
وحفرتُ في عينيّ مقبرتي,
أنا سيّد الأشباح أمنحُها
جِنْسي وأمسِ منحتُها لغتي
وبكيتُ للتاريخ منهزمًا
مُتعثرًا يكبو على شفتي
وبكيت للرعب الذي احترقتْ
أشجارُه الخضراء في رئتي;
أنا سيّد الأشباح أوقظها
وأسوقها بدمي وحنجرتي
الشّمس قُبّرةٌ رميتُ لها
أُنشوطتي والريح قبّعتي


( أدونيس )

نادرة عبدالحي
03-28-2020, 04:54 PM
نأتي إلى الدنيا ونحن سواسية
طفلُ الملوك هنا .. كطفل الحاشية
ونغادر الدنيا ونحن كما ترى
متشابهون على قبور حافية
أعمالنا تُعلي وتَخفض شأننا
وحسابُنا بالحق يوم الغاشية
حورٌ .. وأنهارٌ .. قصورٌ عالية
وجهنمٌ تُصلى .. ونارٌ حامية
فاختر لنفسك ما تُحب وتبتغي
ما دام يومُك والليالي باقية
وغداً مصيرك لا تراجع بعده
إما جنان الخلد .. وإما الهاوية


الشاعر ابو العتاهية

نادرة عبدالحي
04-03-2020, 01:08 AM
يا أعدل الناس إلا في معــاملتي **** فيك الخصام و أنت الخصم والحكم

أعيذها نظـــرات منك صادقـــة **** أن تحسب الشحم فيمن شحمه ورم

وما انتفاع اخي الدنيا بناظـــره ****إذا استـــوت عنده الأنوار و الظلم

سيعلـم الجمع ممن ضم مجلسنا **** باننــي خير من تسعى به قـــــدم

انا الذي نظر العمى إلى ادبــي **** و أسمعـت كلماتي من به صمــم

انام ملء جفوني عن شواردها **** ويسهر الخلق جراها و يختصم

و جـــاهل مده في جهله ضحكي **** حتى اتتــــه يــد فراســة و فم

إذا رايـــت نيوب الليــث بارزة **** فلا تظنـــن ان الليــث يبتســم


المتنبي