مشاهدة النسخة كاملة : قصيدة أحببتها
سيرين
04-07-2020, 12:59 PM
صوت صفير البلبل
(الأصمعي)
صـوت صفير الـبلبـلِ هيج قلبي الثملِ
الماء والزهر معاً مــــع زهرِ لحظِ المٌقَلِ
وأنت يا سيد لي وسيدي ومولى لي
فكم فكم تيمني غُزَيلٌ عُقيقلي
قطَّفتَه من وجنةٍ من لثم ورد الخجلِ
فقال لا لا لا لا لا وقد غدا مهرولِ
والخوذ مالت طرباً من فعل هذا الرجلِ
فولولت وولولت ولي ولي يا ويل لي
فقلت لا تولولي وبيني اللؤلؤ لي
قالت له حين كذا انهض وجد بالنقلِ
وفتية سقونني قهوة كالعسل لي
شممتها بأنفيَ أزكى من القرنفلِ
في وسـط بستان حلي بالزهر والسرور لي
والعود دندن دنا لي والطبل طبطب طب لـي
طب طبطب طب طبطب طب طبطب طبطب لي
والسقف سق سق سق لي والرقص قد طاب إلي
شـوى شـوى وشاهش على ورق سفرجلِ
وغرد القمري يصيح ملل في مللِ
ولو تراني راكباً علــــى حمار أهزلِ
يمشي على ثلاثة كمشية العرنجلِ
والناس ترجم جملي في السوق بالقلقللِ
والكل كعكع كعِكَع خلفي ومـــن حويللي
لكن مشيت هارباً من خشية العقنقلِ
إلى لقاء ملكٍ معظمٍ مبجلِ
يأمر لي بخلعةٍ حمراء كالدم دملي
أجر فيها ماشياً مبغدداً للذيلِ
أنا الأديب الألمعي من حي أرض الموصلِ
نظمت قطعاً زخرفت يعجز عنها الأدبُ لي
أقول في مطلعها صوت صفير البلبلِ
\..:icon20:
نادرة عبدالحي
04-08-2020, 12:46 AM
سافر فإن الفتى من بات مفتتحا
سـافـر فـإن الفـتـى مـن بات مفتتحاً
قـفـل النـجـاح بـمـفـتـاح مـن السـفر
إن شـئت خـضرتها يا بن الرجاء فكن
فـي طـي غـمـر الفـيـافي ثائي الحضر
ولا يــذودنــك مــن وجــه تــصــعــيــه
قـد يـنـبـع الكوثر السلسال من حجر
تــنــمــر الدهــر لي حـتـى سـرقـت له
مـن قـسـورى الديـاجـي فـروة النـمـر
ولا بـد أن يـقـع المـطلوب في شركي
ولو بــنــى وكــره فــي دارة القـمـر
قـاضـي الجماعة في دار الأمارة لي
قاض على الدهر إن لم يقض لي وطري
لولا ضــلوع تــواري نــار فــطــنـتـه
لأحــرقــت وجــنــات الشـمـس بـالشـرر
فــلســت أنــشــد والقـاضـي بـقـرطـبـة
يـسـيـر بـالعدل في الأحكام والسير
جــار الزمــان عــليـنـا فـي تـصـرفـه
وأي دهــر عــلى الأحــرار لم يــجــر
ولا أقـــول وعـــنـــدي مـــن تــهــمــه
مـا يـطـرد الهـم عن نفسي وعن فكري
عـنـدي مـن الدهـر مـا لو أن أيـسره
يــلقـى عـلى الفـلك الدوار لم يـدر
أصـغـرت مـن زمـنـي مـا كـنـت أكـبـره
لمــا نــظــرت إلى آيــاتــه الكــبــر
وهـاك بـكـراً تـريـك الحـسـن فـي خفر
إذا تـجـلت وحـسـن البـكـر في الخفر
لهـــا بـــذكـــرك أنـــفــاس مــعــطــرة
كـمـا تـنـفـسـت الأزهـار فـي السـحـر
طــالع بــغــرتـك المـيـمـون طـائرهـا
نــواظــراً بــك فــي أمـن مـن الطـيـر
ولا تــدعــنــي فـي كـف الزمـان سـدى
كـالقـوس عـطـلهـا الرامـي من الوتر
وقـد تـليـن الليـالي بـعـد قـسـوتها
ويـسـمـح الورد بـعـد الشـوك بالزهر
لم ألق فـي الورد إلا مـا أنست به
وأنــت لي وزيــر مــن وحــشـة الصـدر
ابن سارة الاندلسي ،
نادرة عبدالحي
04-12-2020, 05:31 PM
وأنا الذي أخفيت جهد خصاصتي
وأنـا الذي أخـفيت جهد خصاصتي
مـن بـعد ما ارتشفت بلالة روح
حـتـى بـدا مـاء الندى مترقرقاً
فـي صـفـحـتـي طـلق اليدين صفوح
وأجــلت مـنـه نـواظـري فـي غـرة
تـسـتـنـطـق الأفـواه بـالتـسبيح
قاضي القضاة المجتبى من معشر
كـسـبـي المـديـح بـهم حلى مديح
أنـا يـا بن حمدين وتلك مقالة
بـرئت شـهـادتـهـا مـن التـجـريح
مــمــن تــرف له عــليــك جـوانـح
فــيــهــا صــحــيـح مـودة وجـنـوح
كـم قـلت إذ قـالوا زمـان قابض
مـنـه الكـريـم عـلى عـنان جموح
إن طـــاف مـــن حـــدثـــانــه بــي
فـمـكـارم القـاضـي سـفـيـنة نوح
ابن سارة الأندلسي
نادرة عبدالحي
04-22-2020, 02:31 PM
يقول الشاعر ابن حمديس الصقلي:
قُلْتُ وَالنَّاسُ يَرْقُبُونَ هِلالاً يُشْبِهُ الصَّبَّ مِنْ نَحَافَةِ جِسْمِهْ
مَنْ يَكُنْ صَائِمًا فَذَا رَمَضَانٌ خَطَّ بِالنُّورِ لِلوَرَى أَوَّلَ اسْمِهْ
هَذَا هِلالُ الصَّوْمِ مِنْ رَمَضَانِ بِالأُفْقِ بَانَ فَلا تَكُنْ بِالوَانِي
وَافَاكَ ضَيْفًا فَالتَزِمْ تَعْظِيمَهُ وَاجْعَلْ قِرَاهُ قِرَاءَةَ القُرْآنِ
صُمْهُ وَصُنْهُ وَاغْتَنِمْ أَيَّامَهُ وَاجْبُرْ ذِمَا الضُّعَفَاءِ بِالإِحْسَانِ
الشاعر ابن الصباغ الجذامي،
سيرين
05-05-2020, 04:23 PM
تحت المطر الرمادي ! سعاد الصباح
1 -
على هذه الكُرَةِ الأرضية المُهتزّهْ
أنت نُقْطَةُ ارْتِكازي
وتحت هذا المَطَر الكبريتيِّ الأسودْ
وفي هذه المُدُنِ التي لا تقرأُ... ولا تكتبْ
أنت ثقافتي...
- 2 -
الوطنُ يَتفتَّتُ تحت أقدامي
كزجاجٍ مكسُورْ
والتاريخُ عَرَبةٌ مات سائقُها
وذاكرتي ملأى بعشرات الثُقُوبْ...
فلا الشوارعُ لها ذاتُ الأسماءْ
ولا صناديقُ البريد احتفظتْ بلونها الأحمرْ
ولا الحمائمُ تَستوطن ذات العناوينْ...
- 3 -
لم أعُدْ قادرةً على الحُبِّ... ولا على الكراهيَهْ
ولا على الصَمْتِ, ولا على الصُرَاخْ
ولا على النِسْيان, ولا على التَذَكُّرْ
لم أعُدْ قادرةً على مُمَارسة أُنوثتي...
فأشواقي ذهبتْ في إجازةٍ طويلَهْ
وقلبي... عُلْبَةُ سردينٍ
انتهت مُدَّةُ استعمالها...
- 4 -
أحاول أن أرسُمَ بحراً... قزحيَّ الألوانْ
فأفْشَلْ...
وأحاولُ أن أكتشفَ جزيرةً
لا تُشْنَقُ أشجارُها بتُهْمةِ العَمالهْ
ولا تُعتقلُ فراشَاتُها بتُهمَة كتابة الشِعْر...
فأفْشَلْ...
وأحاول أن أرسُمَ خيولاً
تركضُ في براري الحريّهْ...
فأفْشَلْ...
وأحاولُ أن أرسمَ مَرْكَباً
يأخُذُني معك إلى آخر الدنيا...
فأفْشَلْ...
وأحاول أن أخترعَ وطناً
لا يجلدُني خمسين جَلْدةً... لأنني أحبُّك
فأفْشَلْ...
- 5 -
أحاولُ, يا صديقي
أن أكونَ امرأةً...
بكل المقاييس, والمواصفات
فلا أجدُ محكمةً تصغي إلى أقوالي...
ولا قاضِياً يقبَلُ شَهَادتي...
- 6 -
ماذا أفعلُ في مقاهي العالم وحدي?
أمْضَغُ جريدتي?
أمْضَغُ فجيعتي?
أمْضَعُ خيطانَ ذاكرتي?
ماذا أفعل بالفناجينِ التي تأتي... وتَروُحْ?
وبالحُزْنِ الذي يأتي... ولا يروُحْ?
وبالضَجَرِ الذي يطلعُ كلّ رُبْعِ ساعهْ
حيناً من ميناءِ ساعتي
وحيناً من دفترِ عناويني
وحيناً من حقيبةِ يدي...?
- 7 -
ماذا أفعلُ بتُراثِكَ العاطفيّ
المَزْرُوعِ في دمي كأشجارِ الياسمين?
ماذا أفعلُ بصوتِكَ الذي ينقُرُ كالديكِ...
وجهَ شراشفي?
ماذا أفعلُ برائحتِك
التي تسبح كأسماك القِرْشِ في مياه ذاكرتي
ماذا أفعلُ بَبَصماتِ ذوقِكَ... على أثاث غرفتي
وألوان ثيابي...
وتفاصيلِ حياتي?...
ماذا أفعلُ بفصيلةِ دمي?...
يا أيُّها المسافرُ ليلاً ونهاراً
في كُريَّاتِ دمي...
- 8 -
كيفَ أسْتحضركَ
يا صديق الأزمنة الوَرْديّهْ?
ووجهي مُغَطَّى بالفَحْم
وشعوري مُغَطَّى بالفحْم
ليست فلسطين وحدَها هي التي تحترقْ
ولكنَّ الشوفينيَّهْ
والساديّهْ
والغوغائيّة السياسيَّهْ
وعشرات الأقنعةِ, والملابس التنكريَّهْ..
تحترق أيضاً
وليست الطيورُ, والأسماكُ وحدَها
هي التي تختنقْ
ولكنَّ الإنسانَ العربيَّ هو الذي يختنقْ
داخل (الهولوكوستِ) الكبيرْ...
- 9 -
يا أيها الصديق الذي أحتاجُ الى ذراعَيْهِ في وقت ضَعْفي
وإلى ثباته في وقت انهياري
كل ما حولي عروضُ مسرحيَّهْ
والأبطالُ الذين طالما صفَّقتُ لهم
لم يكونوا أكثر من ظاهرةٍ صَوْتيَّهْ...
ونُمُورٍ من وَرَقْ...
- 10 -
يا سيِّدي يا الذي دوماً يعيدُ ترتيبَ أيَّامي
وتشكيلَ أنوثتي...
أريد أن أتكئ على حنان كَلِماتِكْ
حتى لا أبقى في العَرَاءْ
وأريدُ أن أدخلَ في شرايينِ يَدَيكْ
حتى لا أظلَّ في المنفى...
\..:34:
نادرة عبدالحي
05-08-2020, 02:15 AM
فديـتـك زائـــرًا فـــي كـــل عـــام
تُـحَـيّــا بـالـسـلامــة والــسـلام
وتُقْـبِـل كالغـمام يـفـيـض حِـيـنًـا
ويـبـقــى بــعــده أثــــر الـغـمــام
وكم في الناس من كَلِف مَشُوقٍ
إلـيـك وكــم شـجــيٍّ مسـتـهـام
رمـــزت لـه بـألـحــاظ الـلـيـالـي
وقــد عــيّ الـزمـان عــن الـكـلام
فـظــل يـعــدّ يــومًــا بــعــد يــومٍ
كـمــا اعـتــادوا لأيـــام الـسـقــام
ومــــدّ لــــه رواق الـلـيــل ظِــــلاًّ
تـــرف عـلـيـه أجـنـحــة الــظلام
فــبــات ومـلء عـيـنـيـه مــنــام
لتنـفـض عنهـمـا كـسـل المـنـام
ولـم أر قـبـل حـبـك مــن حبـيـب
كـفى العـشـاق لـوعـات الـغـرام
فـلـو تــدري العـوالـم مـــا دريـنــا
لـحــنّــت لــلـصــلاة ولـلـصــيــام
بَنِـي الإسـلام هـذا خيـر ضـيـف
إذا غـشــي الـكـريـم ذرا الـكــرام
يلُمُّـكـم عـلــى خـيــر السـجـايـا
ويجمعكـم علـى الهمـم العـظـام
فـشــدوا فـيــه أيـديـكــم بــعـزم
كما شدَّ الكمـيّ علـى الحسـام
وقـومـوا في ليـالـيه الـغـوالي
فـمـا عـاجــت علـيـكـم للـمـقـام
وكـــم نــفــر تـغـرهــم الـلـيـالـي
ومـــا خـلـقـوا ولا هـــي لـلـدوام
وخـلّوا عــادة السـفـهـاء عـنـكـم
فـتـلـك عــوائـد الــقــوم الـلـئــام
يــحـــلـــون الــــحــرام إذا أرادوا
وقــد بــان الـحـلال مــن الـحــرام
ومـــا كـــل الأنـــام ذوي عــقــول
إذا عَــدُّوا البـهـائـمَ فـــي الأنــام
ومــن روّتــه مرضـعـة المـعاصـي
فــقــد جــاءتــه أيــــام الـفــطــام
مصطفى صادق الرافعي
نادرة عبدالحي
05-14-2020, 09:46 PM
ويستقبل الشاعر "محمد حسن فقي"
رَمَضَانُ فِي قَلْبِي هَمَاهِمُ نَشْوَةٍ ****** مِنْ قَبْلِ رُؤْيَةِ وَجْهِكَ الوَضَّاءِ
وَعَلَى فَمِي طَعْمٌ أُحِسُّ بِأَنَّهُ ***** مِنْ طَعْمِ تِلْكَ الجَنَّةِ الخَضْرَاءِ
مَا ذُقْتُ قَطُّ وَلا شَعُرْتُ بِمِثْلِهِ ******* أَفَلا أَكُونُ بِهِ مِنَ السُّعَداءِ؟!
وَتَطَلَّعَتْ نَحْوَ السَّمَاءِ نَوَاظِرٌ ****** لِهِلالِ شَهْرِ نَضَارَةٍ وَرُوَاءِ
قَالُوا بِأَنَّكَ قَادِمٌ فَتَهَلَّلَتْ ******* بِالبِشْرِ أَوْجُهُنَا وَبِالخُيَلاءِ
رَمَضَانُ مَا أَدْرِي وَنُورُكَ غَامِرٌ ****** قَلْبِي فَصُبْحِي مشْرِقٌ وَمَسَاءِ
نادرة عبدالحي
05-15-2020, 09:24 PM
لو كنتَ تعلم ما أقول عذرتَني=أو كنتُ أجهل ما تقول عذلتُكا
لكن جهلتَ مقالتي فعذلتَني=وعلمتُ أنك جاهل فعذرتُكا
لخليل بن أحمد الفراهيدي
سيرين
06-03-2020, 09:09 PM
اوهام ~ غادة السمان
كنت اظن القمر يقطن في أعالي السماء. حتى اكتشفت ليلة
نزهتنا في "كورنيش المنارة" أنه يقطن في عينيك.
ليلتها حلّقتُ على ارتفاع ثلاثين ألف قدم.. تحت جلدك!
\..:icon20:
نادرة عبدالحي
07-16-2020, 11:28 AM
إنَّ المشِيبَ رِداءُ الحِلمِ والأَدبِ
كما الشبابُ رداءُ اللَّهوِ واللعبِ تَعجَّبَتْ أَنْ رَأَتْ
شَيْبي فقُلتُ لها:لا تعجبي، مَنْ يطُلْ
عمر بهِ يَشِبِ شَيبُ الرِّجالِ لَهمْ زَينٌ وَمَكْرُمَةٌ*
وشيبكنَّ لكنَّ العارُ فاكتئبي فينا لكنَّ -وإن شيبٌ
بَدا- أربٌ*وَلَيسَ فيكُنَّ-بَعد الشَّيبِ- مِن أَرَبِ
الشاعر دعبل الخزاعي
نادرة عبدالحي
07-21-2020, 09:15 PM
يا نَبِيَّ الهُدى إِلَيكَ لَجا حَي
يُ قُرَيشٍ وَلاتَ حينَ لَجاءِ
حينَ ضاقَت عَلَيهِمُ سِعَةُ الأَر
ضِ وَعاداهُمُ إِلَهُ السَماءِ
وَاِلتَقَت حَلقَتا البِطانِ عَلى القَو
مِ وَنودوا بِالصَيلَمِ الصَلعاءِ
إِنَّ سَعداً يُريدُ قاصِمَةَ الظَه
رِ بِأَهلِ الحُجونِ وَالبَطحاءِ
خَزرَجِيٌّ لَو يَستَطيعُ مِنَ الغَي
ظِ رَمانا بِالنَسرِ وَالعَوّاءِ
وَغِرُ الصَدرِ لا يَهِمُّ بِشَيءٍ
غَيرِ سَفكِ الدِما وَسَبيِ النِساءِ
قَد تَلَظّى عَلى البِطاحِ وَجاءَت
عَنهُ هِندٌ بِالسَوءَةِ السَوآءِ
إِذ تَنادى بِذُلِّ حَيِّ قُرَيشٍ
وَاِبنِ حَربٍ بَذاً مِنَ الشُهداءِ
فَلَئِن أَقحَمَ اللِواءَ وَنادى
يا حُماةَ الِلواءِ أَهلَ اللِواءِ
ثُمَّ ثابَت إِلَيهِ مَن بِهِمُ الخَز
رَجُ وَالأَوسُ أَنجُمَ الهَيجاءِ
لِتَكونَنَّ بِالبِطاحِ قُرَيشٌ
فَقعَةَ القاعِ في أَكُفِّ الإِماءِ
فَاِنهَيَنهُ فَإِنَّهُ أَسَدُ الأُس
دِ لَدى الغابِ والِغٌ في الدِماءِ
إِنَّهُ مُطرِقٌ يُريدُ لَنا الأَم
رَ سُكوتاً كَالحَيَّةِ الصَمّاءِ
الشاعر ضِرارِ الفِهرِيّ
نادرة عبدالحي
07-22-2020, 12:26 AM
إذا رضيت نفسي بميسور بلغةٍ
يحصلها بالكد كفي وساعد
أمنت تصاريف الحوادث كلها
فكن يا زماني موعدي أو مساعدي
أليس قضا الأفلاك في دورها بأن
تعيد إلى نحسٍ جميع المساعد
فيا نفس صبراً في مقيلك إنما
تحر ذراه بانقضاض القواعد
وهبني اتخذت الشعريين منازلي
وفوق مناط الفرقدين مصاعدي
متى ما دنت دنياك كانت مصيبةً
فوا عجباً من ذا القريب المباعد
إذا كان محصول الحياة منيةً
فشتان حالاً كل ساعٍ وقاعد
الشاعر عمر الخيام
نادرة عبدالحي
07-24-2020, 02:12 AM
بأيِّ لسانٍ في المَحافِل أخطُب
وأيِّ يَراعٍ في مدِيحكَ أكتُب
وأيُّ نَواحِي الفضل أطرُ بادِئا
وكيفَ يُعدُّ الفضلُ منك ويُحسَبُ
وإن كنتَ مني للفُؤادِ مُحبّباً
فأنتَ على كلِّ القلُوب محَبَّبُ
ألَم تدِر يا مولايَ أنَّ يرَاعِتي
تَدينُ لكم في كلِّ ما عنهُ تُعرِبُ
لذاكَ تراهَا إن ترومُ مدِيحَكم
تَتيهُ وتَزهُو من دَلالٍ وتَطرَبُ
ولكنَّها سُرعانَ ما تَنثَنِي وقد
علاَ وجنتَيها باحمِرارٍ تَخَضُّبُ
فابسِمُ منها حينَ أعلَمُ عجزَها
فَتُنحِي عليَّ باالملام وتَعتِبُ
تقولُ تُريني النجمَ مِن فَلك العُلا
يشِعُّ شُعاعا دائِما ليسَ يَغرُبُ
وتُلزِمُني قولاً لِوَصفِه شاملا
أليسَ شُعاعُ الشَّمسِ للشُّهب يَحجُبُ
نعم بينَنا بُعدٌ وبينَهُ شاسِع
وإن كانَ مِني بالتواضُع يَقرُبُ
ولكن نَصُدُّ الطَّرفَ عنه مهَابةً
لدى القُربِ حتى إن به حقَّ مَركَبُ
هُمَامٌ صِفاتُ المجدِ مِلكُ يَمينِه
وَللِغيرِ أسماءٌ لها وتلَقَّبُ
بِدارِ بَني المزوَارِ حيثُ نزيلُهم
نَزيلٌ وروضُ الفضلِ منهم معشَّب
أمولاي كم من نعمةٍ لك حُرَّةٍ
علىَّ بها ما زالَ عَيشِىَ يَخصَبُ
إذا الشُّعَرا أثنَوا عليكَ فإنَّما
ثَنَاء لَهُم ذاك الثَّناءُ المُطيِّبُ
وهل في الورَى فردٌ فريدٌ مُهَذبٌ
به يمدحُ الشِّعر الفريدُ المهذَّبُ
سِواك الذي أحنَى له الدهرُ رأسَه
لَكُم متنُه والحمدُ للهِ مَركَبُ
وليسَ سِوى الرحمانِ جلَّ جلالُه
سيَجزيكَ عنِّي بالذي أنتَ تَطلُبُ
لَه رافعا كفَّ الدُّعاءِ فإنَّه
سَميعُ دعاءٍ وهُو لِلعبدِ أقرَبُ
شاعر الحمراء
نادرة عبدالحي
07-25-2020, 02:34 AM
هُمُ المعذَّبون في ال
أرضِ وهذه الفِئَه
رَأيتَني مِنهُم لذَا
بُعدىَ عنهُم سَيّئَه
وَلي صديقٌ واحدٌ
قَد قالَ قولاً بَرَّاه
لِسِفرِهِم لا تَقتَنِي
والرَّأيُ أن لا تَقرَأه
وإذا أنا مِنهُمُ فَاق
تِنَاؤهُ لي أرجأه
رَغما عن الواحِد بل
رغماً عن الخَمسِمائه
شاعر الحمراء
سالم حيد الجبري
07-26-2020, 09:59 AM
قصيدة حب بلا حدود /
يا سيِّدتي:
كنتِ أهم امرأةٍ في تاريخي
قبل رحيل العامْ.
أنتِ الآنَ.. أهمُّ امرأةٍ
بعد ولادة هذا العامْ..
أنتِ امرأةٌ لا أحسبها بالساعاتِ وبالأيَّامْ.
أنتِ امرأةٌ..
صُنعَت من فاكهة الشِّعرِ..
ومن ذهب الأحلامْ..
أنتِ امرأةٌ.. كانت تسكن جسدي
قبل ملايين الأعوامْ..
-2-
يا سيِّدتي:
يالمغزولة من قطنٍ وغمامْ
يا أمطاراً من ياقوتٍ..
يا أنهاراً من نهوندٍ..
يا غاباتِ رخام..
يا من تسبح كالأسماكِ بماءِ القلبِ..
وتسكنُ في العينينِ كسربِ حمامْ.
لن يتغيرَ شيءٌ في عاطفتي..
في إحساسي..
في وجداني.. في إيماني..
فأنا سوف أَظَلُّ على دين الإسلامْ..
-3-
يا سيِّدتي:
لا تَهتّمي في إيقاع الوقتِ وأسماء السنواتْ
أنتِ امرأةٌ تبقى امرأةً.. في كلَِ الأوقاتْ.
سوف أحِبُّكِ..
عند دخول القرن الواحد والعشرينَ..
وعند دخول القرن الخامس والعشرينَ..
وعند دخول القرن التاسع والعشرينَ..
وسوفَ أحبُّكِ..
حين تجفُّ مياهُ البَحْرِ..
وتحترقُ الغاباتْ..
-4-
يا سيِّدتي:
أنتِ خلاصةُ كلِّ الشعرِ..
ووردةُ كلِّ الحرياتْ.
يكفي أن أتهجى إسمَكِ..
حتى أصبحَ مَلكَ الشعرِ..
وفرعون الكلماتْ..
يكفي أن تعشقني امرأةٌ مثلكِ..
حتى أدخُلَ في كتب التاريخِ..
وتُرفعَ من أجلي الرّاياتْ..
-5-
يا سيِّدتي
لا تَضطربي مثلَ الطائرِ في زَمَن الأعيادْ.
لَن يتغيرَ شيءٌ منّي.
لن يتوقّفَ نهرُ الحبِّ عن الجريانْ.
لن يتوقف نَبضُ القلبِ عن الخفقانْ.
لن يتوقف حَجَلُ الشعرِ عن الطيرانْ.
حين يكون الحبُ كبيراً..
والمحبوبة قمراً..
لن يتحول هذا الحُبُّ
لحزمَة قَشٍّ تأكلها النيرانْ...
-6-
يا سيِّدتي:
ليس هنالكَ شيءٌ يملأ عَيني
لا الأضواءُ..
ولا الزيناتُ..
ولا أجراس العيد..
ولا شَجَرُ الميلادْ.
لا يعني لي الشارعُ شيئاً.
لا تعني لي الحانةُ شيئاً.
لا يعنيني أي كلامٍ
يكتبُ فوق بطاقاتِ الأعيادْ.
-7-
يا سيِّدتي:
لا أتذكَّرُ إلا صوتُكِ
حين تدقُّ نواقيس الآحادْ.
لا أتذكرُ إلا عطرُكِ
حين أنام على ورق الأعشابْ.
لا أتذكر إلا وجهُكِ..
حين يهرهر فوق ثيابي الثلجُ..
وأسمعُ طَقْطَقَةَ الأحطابْ..
-8-
ما يُفرِحُني يا سيِّدتي
أن أتكوَّمَ كالعصفور الخائفِ
بين بساتينِ الأهدابْ...
-9-
ما يَبهرني يا سيِّدتي
أن تهديني قلماً من أقلام الحبرِ..
أعانقُهُ..
وأنام سعيداً كالأولادْ...
-10-
يا سيِّدتي:
ما أسعدني في منفاي
أقطِّرُ ماء الشعرِ..
وأشرب من خمر الرهبانْ
ما أقواني..
حين أكونُ صديقاً
للحريةِ.. والإنسانْ...
-11-
يا سيِّدتي:
كم أتمنى لو أحببتُكِ في عصر التَنْويرِ..
وفي عصر التصويرِ..
وفي عصرِ الرُوَّادْ
كم أتمنى لو قابلتُكِ يوماً
في فلورنسَا.
أو قرطبةٍ.
أو في الكوفَةِ
أو في حَلَبٍ.
أو في بيتٍ من حاراتِ الشامْ...
-12-
يا سيِّدتي:
كم أتمنى لو سافرنا
نحو بلادٍ يحكمها الغيتارْ
حيث الحبُّ بلا أسوارْ
والكلمات بلا أسوارْ
والأحلامُ بلا أسوارْ
-13-
يا سيِّدتي:
لا تَنشَغِلي بالمستقبلِ، يا سيدتي
سوف يظلُّ حنيني أقوى مما كانَ..
وأعنفَ مما كانْ..
أنتِ امرأةٌ لا تتكرَّرُ.. في تاريخ الوَردِ..
وفي تاريخِ الشعْرِ..
وفي ذاكرةَ الزنبق والريحانْ...
-14-
يا سيِّدةَ العالَمِ
لا يُشغِلُني إلا حُبُّكِ في آتي الأيامْ
أنتِ امرأتي الأولى.
أمي الأولى
رحمي الأولُ
شَغَفي الأولُ
شَبَقي الأوَّلُ
طوق نجاتي في زَمَن الطوفانْ...
-15-
يا سيِّدتي:
يا سيِّدة الشِعْرِ الأُولى
هاتي يَدَكِ اليُمْنَى كي أتخبَّأ فيها..
هاتي يَدَكِ اليُسْرَى..
كي أستوطنَ فيها..
قولي أيَّ عبارة حُبٍّ
حتى تبتدئَ الأعيادْ.
نزار قبَّاني.
سالم حيد الجبري
08-13-2020, 08:38 PM
منشورات فدائية على جدران إسرائيل
لن تجعلوا من شعبنا
شعبَ هنودٍ حُمرْ
فنحنُ باقونَ هنا
في هذه الأرضِ التي تلبسُ في معصمها
إسوارةً من زهرْ
فهذهِ بلادُنا
فيها وُجدنا منذُ فجرِ العُمر
فيها لعبنا،
وعشقنا،
وكتبنا الشعر
مشرِّشونَ نحنُ في خُلجانها
مثلَ حشيشِ البحرْ
مشرِّشونَ نحنُ في تاريخها
في خُبزها المرقوقِ
في زيتونِها
في قمحِها المُصفرّْ
مشرِّشونَ نحنُ في وجدانِها
باقونَ في آذارها
باقونَ في نيسانِها
باقونَ كالحفرِ على صُلبانِها
باقونَ في نبيّها الكريمِ،
في قُرآنها
وفي الوصايا العشر
يا آلَ إسرائيلَ لا يأخذْكم الغرور
عقاربُ الساعاتِ إن توقّفتْ،
لا بدَّ أن تدور
إنَّ اغتصابَ الأرضِ لا يُخيفنا
فالريشُ قد يسقطُ عن أجنحةِ النسور
والعطشُ الطويلُ لا يخيفنا
فالماءُ يبقى دائماً في باطنِ الصخور
هزمتمُ الجيوشَ
إلا أنكم لم تهزموا الشعور
قطعتم الأشجارَ من رؤوسها
وظلّتِ الجذور !
نزار قبّاني.
سالم حيد الجبري
08-31-2020, 10:14 AM
لا تصالحْ!
ولو منحوك الذهبْ
أترى حين أفقأ عينيكَ
ثم أثبت جوهرتين مكانهما..
هل ترى..؟
هي أشياء لا تشترى..:
ذكريات الطفولة بين أخيك وبينك،
حسُّكما - فجأةً - بالرجولةِ،
هذا الحياء الذي يكبت الشوق.. حين تعانقُهُ،
الصمتُ - مبتسمين - لتأنيب أمكما..
وكأنكما
ما تزالان طفلين!
تلك الطمأنينة الأبدية بينكما:
أنَّ سيفانِ سيفَكَ..
صوتانِ صوتَكَ
أنك إن متَّ:
للبيت ربٌّ
وللطفل أبْ
هل يصير دمي -بين عينيك- ماءً؟
أتنسى ردائي الملطَّخَ بالدماء..
تلبس -فوق دمائي- ثيابًا مطرَّزَةً بالقصب؟
إنها الحربُ!
قد تثقل القلبَ..
لكن خلفك عار العرب
لا تصالحْ..
ولا تتوخَّ الهرب!
(2)
لا تصالح على الدم.. حتى بدم!
لا تصالح! ولو قيل رأس برأسٍ
أكلُّ الرؤوس سواءٌ؟
أقلب الغريب كقلب أخيك؟!
أعيناه عينا أخيك؟!
وهل تتساوى يدٌ.. سيفها كان لك
بيدٍ سيفها أثْكَلك؟
سيقولون:
جئناك كي تحقن الدم..
جئناك. كن -يا أمير- الحكم
سيقولون:
ها نحن أبناء عم.
قل لهم: إنهم لم يراعوا العمومة فيمن هلك
واغرس السيفَ في جبهة الصحراء
إلى أن يجيب العدم
إنني كنت لك
فارسًا،
وأخًا،
وأبًا،
ومَلِك!
(3)
لا تصالح ..
ولو حرمتك الرقاد
صرخاتُ الندامة
وتذكَّر..
(إذا لان قلبك للنسوة اللابسات السواد ولأطفالهن الذين تخاصمهم الابتسامة)
أن بنتَ أخيك "اليمامة"
زهرةٌ تتسربل -في سنوات الصبا-
بثياب الحداد
كنتُ، إن عدتُ:
تعدو على دَرَجِ القصر،
تمسك ساقيَّ عند نزولي..
فأرفعها -وهي ضاحكةٌ-
فوق ظهر الجواد
ها هي الآن.. صامتةٌ
حرمتها يدُ الغدر:
من كلمات أبيها،
ارتداءِ الثياب الجديدةِ
من أن يكون لها -ذات يوم- أخٌ!
من أبٍ يتبسَّم في عرسها..
وتعود إليه إذا الزوجُ أغضبها..
وإذا زارها.. يتسابق أحفادُه نحو أحضانه،
لينالوا الهدايا..
ويلهوا بلحيته (وهو مستسلمٌ)
ويشدُّوا العمامة..
لا تصالح!
فما ذنب تلك اليمامة
لترى العشَّ محترقًا.. فجأةً،
وهي تجلس فوق الرماد؟!
(4)
لا تصالح
ولو توَّجوك بتاج الإمارة
كيف تخطو على جثة ابن أبيكَ..؟
وكيف تصير المليكَ..
على أوجهِ البهجة المستعارة؟
كيف تنظر في يد من صافحوك..
فلا تبصر الدم..
في كل كف؟
إن سهمًا أتاني من الخلف..
سوف يجيئك من ألف خلف
فالدم -الآن- صار وسامًا وشارة
لا تصالح،
ولو توَّجوك بتاج الإمارة
إن عرشَك: سيفٌ
وسيفك: زيفٌ
إذا لم تزنْ -بذؤابته- لحظاتِ الشرف
واستطبت- الترف
(5)
لا تصالح
ولو قال من مال عند الصدامْ
".. ما بنا طاقة لامتشاق الحسام.."
عندما يملأ الحق قلبك:
تندلع النار إن تتنفَّسْ
ولسانُ الخيانة يخرس
لا تصالح
ولو قيل ما قيل من كلمات السلام
كيف تستنشق الرئتان النسيم المدنَّس؟
كيف تنظر في عيني امرأة..
أنت تعرف أنك لا تستطيع حمايتها؟
كيف تصبح فارسها في الغرام؟
كيف ترجو غدًا.. لوليد ينام
-كيف تحلم أو تتغنى بمست??بلٍ لغلام
وهو يكبر -بين يديك- بقلب مُنكَّس؟
لا تصالح
ولا تقتسم مع من قتلوك الطعام
وارْوِ قلبك بالدم..
واروِ التراب المقدَّس..
واروِ أسلافَكَ الراقدين..
إلى أن تردَّ عليك العظام!
(6)
لا تصالح
ولو ناشدتك القبيلة
باسم حزن "الجليلة"
أن تسوق الدهاءَ
وتُبدي -لمن قصدوك- القبول
سيقولون:
ها أنت تطلب ثأرًا يطول
فخذ -الآن- ما تستطيع:
قليلاً من الحق..
في هذه السنوات القليلة
إنه ليس ثأرك وحدك،
لكنه ثأر جيلٍ فجيل
وغدًا..
سوف يولد من يلبس الدرع كاملةً،
يوقد النار شاملةً،
يطلب الثأرَ،
يستولد الحقَّ،
من أَضْلُع المستحيل
لا تصالح
ولو قيل إن التصالح حيلة
إنه الثأرُ
تبهتُ شعلته في الضلوع..
إذا ما توالت عليها الفصول..
ثم تبقى يد العار مرسومة (بأصابعها الخمس)
فوق الجباهِ الذليلة!
(7)
لا تصالحْ، ولو حذَّرتْك النجوم
ورمى لك كهَّانُها بالنبأ..
كنت أغفر لو أنني متُّ..
ما بين خيط الصواب وخيط الخطأ.
لم أكن غازيًا،
لم أكن أتسلل قرب مضاربهم
أو أحوم وراء التخوم
لم أمد يدًا لثمار الكروم
أرض بستانِهم لم أطأ
لم يصح قاتلي بي: "انتبه"!
كان يمشي معي..
ثم صافحني..
ثم سار قليلاً
ولكنه في الغصون اختبأ!
فجأةً:
ثقبتني قشعريرة بين ضعلين..
واهتزَّ قلبي -كفقاعة- وانفثأ!
وتحاملتُ، حتى احتملت على ساعديَّ
فرأيتُ: ابن عمي الزنيم
واقفًا يتشفَّى بوجه لئيم
لم يكن في يدي حربةٌ
أو سلاح قديم،
لم يكن غير غيظي الذي يتشكَّى الظمأ
(8)
لا تصالحُ..
إلى أن يعود الوجود لدورته الدائرة:
النجوم.. لميقاتها
والطيور.. لأصواتها
والرمال.. لذراتها
والقتيل لطفلته الناظرة
كل شيء تحطم في لحظة عابرة:
الصبا - بهجةُ الأهل - صوتُ الحصان - التعرفُ بالضيف - همهمةُ القلب حين يرى برعماً في الحديقة يذوي - الصلاةُ لكي ينزل المطر الموسميُّ - مراوغة القلب حين يرى طائر الموتِ
وهو يرفرف فوق المبارزة الكاسرة
كلُّ شيءٍ تحطَّم في نزوةٍ فاجرة
والذي اغتالني: ليس ربًا..
ليقتلني بمشيئته
ليس أنبل مني.. ليقتلني بسكينته
ليس أمهر مني.. ليقتلني باستدارتِهِ الماكرة
لا تصالحْ
فما الصلح إلا معاهدةٌ بين ندَّينْ..
(في شرف القلب)
لا تُنتقَصْ
والذي اغتالني مَحضُ لصْ
سرق الأرض من بين عينيَّ
والصمت يطلقُ ضحكته الساخرة!
(9)
لا تصالحْ
ولو وقفت ضد سيفك كل الشيوخْ
والرجال التي ملأتها الشروخْ
هؤلاء الذين يحبون طعم الثريدْ
وامتطاء العبيدْ
هؤلاء الذين تدلت عمائمهم فوق أعينهم
وسيوفهم العربية قد نسيت سنوات الشموخْ
لا تصالحْ
فليس سوى أن تريدْ
أنت فارسُ هذا الزمان الوحيدْ
وسواك.. المسوخْ!
(10)
لا تصالحْ
لا تصالحْ
أمل دنقل.
؛
أمشي إلى الخلف أعواما لألقاك
حتى أرى النشأة الأولى لمعناك
وما مشيت خسرت العمر مرتجعا
صباي في الدهشة الأولى لمرآك
ولن أسامح عيني حينما فُتحت
-ولم أكن أول الرائين- عيناك
ولن أسامح كفي حينما اشتبهت
خمسا وعشرين في التلويح كفاك
لن نلتقي كلما أوغلت في زمن
تغادرين كأن الوقت أشراكي
...
محمد عبد الوهاب .
سالم حيد الجبري
10-04-2020, 04:34 PM
قارئة الفنجان
جلسَت والخوف بعينيها
تتأمل فنجاني المقلوب
قالت يا ولدي لا تحزن
فالحب عليك هو المكتوب
يا ولدي قد مات شهيداً
من مات فداءاً للمحبوب
بصّرت ونجّمت كثيراً
لكني لم أقرأ أبداً
فنجاناً يشبه فنجانك
بصّرت ونجّمت كثيراً
لكني لم أعرف أبداً
أحزاناً تشبه أحزانك
مقدورك أن تمضي أبداً
في بحر الحب بغير قلوع
وتكون حياتك طول العمر كتاب دموع
مقدورك أن تبقى مسجوناً
بين الماء وبين النار
فبرغم جميع حرائقه،
وبرغم جميع سوابقه
وبرغم الحزن الساكن
فينا ليل نهار
وبرغم الريح وبرغم الجو الماطر
والإعصار
الحب سيبقى يا ولدي أحلى الأقدار
بحياتك يا ولدي امرأةٌ
عيناها سبحان المعبود
فمها مرسوم كالعنقود
ضحكتها أنغام وورود
والشعر الغجري المجنون
يسافر في كل الدنيا
قد تغدو امرأة يا ولدي
يهواها القلب هي الدنيا
لكن سماءك ممطرة
وطريقك مسدودٌ مسدود
فحبيبة قلبك يا ولدي
نائمة في قصرٍ مرصود
من يدخل حجرتها
من يطلب يدها
من يدنو من سور حديقتها
من حاول فكّ ضفائرها
يا ولدي مفقودٌ مفقود
ستفتِّش عنها يا ولدي في كل مكان
وستَسأل عنها موج البحر
وتسأل فيروز الشطآن
وتجوب بحاراً وبحاراً،
وتفيض دموعك أنهاراً
وسيكبر حزنك حتى
يصبح أشجاراً أشجارا
وسترجع يوماً يا ولدي
مهزوماً مكسور الوجدان
وستعرف بعد رحيل العمر
بأنك كنت تطارد خيط دخان
فحبيبةُ قلبك ليس لها أرض
أو وطن أو عنوان
ما أصعب أن تهوى امرأةً
يا ولدي ليس لها عنوان
نزار قبَّاني.
حمد الدوسري
10-20-2020, 09:52 PM
هبني جلالك مقلة سجد الجما
ل بها كحلمي واستجار بها الرحيل
هبني نزيف المزن في شطآن قلـ
ــب مدنف البلور مكسورٌ عليل
هبني يديك كأضلع للوقت في
جسد السماء مراحل الوهم الجليل
يا من سرى بين الغمام على أكـــ
ـــف ظلال فجر الأمس مسراه البديل
عـد لي كحلم ضاع مشرق شمسه
في جعبة الكلمات والصمت الطويل
قف حيث بعــدك عـــن لـظى قلـم تمـز
ــزق نبضه وبكى كشمس في الأصيل
من مبلغ عني بكاء لظى الحنين
أومَن له حق الترجُّل بالحوار بلا دليل
إني أناجي القلب من شرفات غيــ
ـــبٍ مشرقٍ ويهزُّ أوتاري الهديل
روحي تقطَّر شهدها وعلى الضيا
ء تمددت ورقاء من مزن تسيل
يا صامت اللهب العطير مدامة الـ
ـــكلمات عند الجرح ينزفها القليل
عرِّج على حوض الدعاء لجاجة
واكتب بحبر الدمع من قال وقيل
اني تركت على صدى الوتر المطيـ
ـر زجاجة الأحلام فانكسر العويل
كن في رحيق ملامحي الحسناء طفــ
ـــل عواطف هامت وما هدأ الخليل
أو كن على جسد الرؤى الدعجاء في
مزن المرايا من كؤوس الطَل نيل
آلاف حور في ضباب النور تغـــ
سل جيد ها والفجر شاطئها العليل
وضيا البكاء ملامحي من مزن تبـ
ــر جمالها والعرش في الحلم الأسيل
خذني سماءً شالُها في الأرض ممـ
ــتدٌ على حزن الصبا جيلاً فجيل
خذني اليك فإنَّ قلبي لاهث الـ
أحزان خلفك لا رجاء ولا معيل
إني أحبّ الموت فيك إليك يأ
خُذني الخيال به ويلهمني السبيل
لا صبر لي يا صبر أيامي التي
رحَلَتْ وما انفكّ البكا حتى الصهيل
إيمان طهماز
سيرين
10-24-2020, 02:27 PM
حافظ ابراهيم
قصيدة أنكر النيل موقف الخزان
أَنكَرَ النيلُ مَوقِفَ الخَزّانِفَاِنثَنى قافِلاً إِلى السودانِ
راعَهُ أَن يَرى عَلى جانِبَيهِ رَصَداً مِن مَكايِدِ الإِنسانِ
\..:34:
سيرين
10-30-2020, 04:42 PM
قصيدة اعتـذار
أحمد مطر
يــا رســول الله عـــذرا........ قالـت الدانـمـارك كـفـرا
قـد أســاؤوا حـيـن زادوا...............في رصيد الكفـر فجـرا
حاكـهـا الأوبــاش لـيــلا.............. و استحلوا السب جهرا
حـاولـوا النـيـل و لـكـن ........ قـد جنـوا ذلا و خـسـرا
كـيـف للنـمـلـة تـرجــو........أن تطـالَ النـجـم قــدرا
هل يعيب الطهْـُر قـذف ................ممـن استرضـع خـمـرا
دولــة نصـفـهـا شـاذ............ولـقـيـط جــاء عـهـرا
آه لـو عـرفوك حـقـا..................لاستهامـوا فيـك دهــرا
سـيـرة المـخـتـار نــور...........كيف لـو يـدرون سطـرا
لـو دروا مـن أنـت يـومـا............لاستـزادوا منـك عطـرا
قـطـرة مـنـك فـيــوض................تستحق العمر شكرا
يـا رســول الله نـحـري.............دون نحرك أنـت أحـرى
أنت في الأضـلاع حـيٌّ.................لم تمـت و النـاس تتـرا
حبـك الـوردي يـسـري.................في حنايا النفـس نهـرا
أنت لـم تحتـج دفاعـي.................أنت فـوق النـاس ذكـرا
ســيـــد للـمـرسـلـيـن .........رحمة جـاءت و بشـرى
قــــدوة لـلعـالمـين............. لو خبت لـم نجـْنِ خيـرا
يــا رســول الله عـــذرا......... قومنـا للصمـت أسـرى
نــدد الـمـغـوار مـنـهـم ....... يـا سـواد القـوم سُكـرى
أي شـئ قــد دهـاهـم............مـا لهـم يثنـون صـدرا ؟
لـم يعـد للصمـت معنـى ...........قـد رأيـت الصمـت وزرا
ملـت الأسـيـاف غـمدا................ترتجـي الآسـاد ثــأرا
إن حـيـيـنـا بــهـوان.............كان جوف الأرض خيـرا
يـألـم الأحــرار ســب............لــرسـول الله ظـهـرا
و يـزيـد الجـرح أنـا.............. نسـكـب الآلام شـعــرا
فـمـتـى نـقـذف نـارا............ تـدحـر الأوغـاد دحـرا
يـا جمـوع الكفـر مـهـلا ........إن بعـد العـسـر يـسـرا
إن بعد العسر يسرا
\..:34:
إيمان محمد ديب طهماز
11-02-2020, 03:06 PM
توارى الـظـلام وأنـت الـصــبـاح
وفي مـقـلـتـيك الـضـيـاء اسـتـراح ْ
:
أيا غـــــادة الـســـحـر يا قُــــبــلـة ً
على وجنـتـيك النـســيمُ اســتــبـاحْ
:
ودونــك بـحــر الـغــرام انـحــنـى
لينهض إن قـلت ِ : ( قُـم ) بسـماحْ
:
على الشط خطت خطاك قـصـيدة
شـعـرٍ وفـيـهـا الـقــوافـي مِــــلاحْ
:
وحـولك ســرب الفـراشـات يزهـو
ويـرقـــص مـنــتــشــياً بانـشـراحْ
:
إلى شدو روحك تصـغي الـسـمـاء
وتــطــرب أنـجـــمـهـا والــريــاحْ
:
على يـدك الشـمس تحــنـو سـواراً
وتـغــفـو إذا مـا لمـسـتِ الـجــراحْ
:
فــــلا تــســـألـيــني لــمــاذا عـلـى
لظى العشق قلبي كما الشمع سـاحْ
:
ولا تـســألـيــني لمــاذ ا جـنــنــت ُ
فـــإنَّ جـــنـــون الــغــرام فـــلاحْ
..........
..........
..........
الشاعر / حسن زكريا اليوسف
نادرة عبدالحي
11-03-2020, 11:20 AM
السِّفْرُ الْمُخَبَّأُ
غَـنَّـيْـتُ بِالسِّـفْـرِ المُـخَـبَّأ مَرَّةً
فكَأنَّني تحْتَ القرَارِ مَـحَـارَةٌ..
وأنا المُـضَـمَّـخُ بالوُعُوْدِ وعِطرِهَا ..
مُــتَـنَاثِـرٌ مِـثلَ الحُــطَامِ ببَحْرِهَا..
وَمُــسَافِرٌ فِيْ فُـلْـكِـهَا المَـشْـحُـوْنِ
أرْجُو مِنَ الدُّنْيَا سَلامًا دَائِمًا..
وَمَحَبَّةً..
وَالمَوْجُ يَقْـذِفُ كُلَّ يومٍ بَعْضَ مَا فِي جَوْفِهِ
مِنْ عِشْقِهِ .. مِنْ غَدْرهِ .. مِنْ ظُـلْمِـهِ ..
مِنْ بَعْضِ ما في عَـقْـلِهِ مِنْ رَحْمَةٍ .. وَتَسَلُّـطٍ .. وَجُنـُوْنِ
لا تَـعْـذُلِـيْـهِ فَـرُبَّـمَـا في عَذلِهِ ..
إثْـمٌ يُــضَاهِيْ في الْوَرَى..
تـَطْـفِـيْــفَ ذا المَاعَوْنِ
آمَـنْـتُ بِالأشْوَاقِ فِي عَيْـنَيْـكِ حَتَّى أَزْهَرَتْ
وَنَثَرْتُ فِي أجْوائِهَا مَا فِي يَدِيْ
مِنْ تَمْرِهَا مِـنْ قَــمْــحِــهَـا وَالـتِّــيْـنِ
وَوَقَـفْتُ في أَرْجَائِهَا مُتَوَشِّـحًـا ..
بِالطَّـلـْـحِ وَالصَّـفْـصَافِ وَالزَّيْـتُوْنِ
وَشدَوْتُ فيْ أجْـوَائِـهَـا مُـتَـرَنِّـمًـا ..
بِـالشِّـعْـرِ وَالأنْــغَامِ وَالـتَّــلْــحِــيْـنِ
****
الشاعر المبدع عبدالإله المالك
إيمان محمد ديب طهماز
11-09-2020, 07:04 PM
قصيدة (عندما تمطر فيروزا) لنزار قباني: رائعة
لا تسأليني هل أحبهما
عينيك اني منهما لهما
ألدي مرآتان من ذهبٍ
ويُقال لي لا أعتني بهما؟
أستغفر الفيروز كيف أنا
أنسى الذي بيني وبينهما
أبلحظة تنسين سيدتي
تاريخي المرسوم فوقهما؟
وجميع أخباري مصورة ٌ
يوما فيوماً في اخضرارهما
نهران من تبغ ٍ ومن عسل ٍ
ما فكرت ْ شمسٌ بمثلهما
و ستارتان إذا تحركتا
أبصرتُ وجه ( ... ) خلفهما
عام ٌ وبعض العام سيدتي
وأنا أضيئ الشمع حولهما
كم جئت أمسح فيهما تعبي
كم نمت كم صليت عندهما
كوخان عند البحر .. هل سنة
إلا قضيت الصيف تحتهما
أحشو جيوبي كلها صدفا
وأذيب حزني في مياههما
عاد الشتاء بكل قسوته
يمتص أيامي فأين هما؟
الشمس منذ رحلتِ مطفأة
والارض غير الارض بعدهما
الآن أدرك حيث لا قمرٌ
ماذا انا ماذا بدونهما
نادرة عبدالحي
11-12-2020, 01:10 PM
قال الرياشي :
إذا ذَهَب التكرُّم والوَفاءُ* *** وباد رِجالُه وبَقِي الغُثَاءُ
وأَسْلَمني الزَّمانُ إلى رِجال* ** كأمْثالِ الذِّئابِ لها عُواءُ
صَديقٌ كلَّما استَغْنيت عنهم* ** وأَعْداءٌ إذا جَهَدَ البَلاءُ
إذا ما جئتهم يَتدافَعوني* ** كأنِّي أجربٌ آذاه داءُ
أقولُ ولا أُلاَم على مَقالٍ* ** على الإخوانِ كُلِّهم العَفاءُ
إيمان محمد ديب طهماز
11-18-2020, 01:21 PM
ما أوْجَعَكْ
منذُ البدايةِ قلتُ لا
وشدَدتني كي أتبعَكْ
فرأيتُني وأنا بكلِّ إرادتي
أشتاقُ لكْ
لمْ أعْطِ نفسي فُرْصَةً
بلْ رُبَّما
ما كانَ مِنْ حقِّي أنا أنْ أسألكْ
يا قلبُ لا
يا أيُّها الخَبَرُ الذي سمَّمْتني
ما أكذبَكْ
يا قلبُ لا
وهربَتَ مِنْ كلِّ الشكوكِ مكذِّبًا
لكنَّ شكًا أدْرَككْ
ما أصْعبّ الشكَّ الذي
يأتي إليكَ ليقتلكْ
منذُ البدايةِ قلتُ لا
لكنَّني باقٍ مَعَكْ
لمْ أستطعْ أنْ أكرَهكْ
ما أوْجَعَكْ
ما أوْجَعَكْ
ما أوْجَعَكْ
جمال المصري
إيمان محمد ديب طهماز
11-19-2020, 08:07 PM
قصيدة الشاعر الكبير فاروق جويدة
الجديدة :
هذا عتاب الحب للأحباب»
هَذَا عِتابُ الحُبِّ.. لِلأحْبابِ
لا تغْضبى مِنْ ثَورتِى.. وَعِتَابِى
مَازالَ حُبــُّـك مِحْنَتِى وَعَذابِى
مَازالَ فِى العَيْن الحَزينَةِ قُبْلَةٌ
للعَاشِقِينَ بسحْرِكِ الخَلابِ
أحْببتُ فِيْكِ العُمْرَ طِفْلاً باسِـماً
جَاءَ الحَياةَ بأطْهَرِ الأثْوَابِ
أحْببتُ فِيكِ اللَيلَ حِينَ يضُمُّنَا
دِفْءَ القُلوبِ.. ورفقَةُ الأصْحابِ
أحْببتُ فيكِ الأمَّ تسكنُ طِفلَهَا
مَهْمَا نَأىَ.. تَلقاهُ بِالتِرْحَابِ
أَحْببتُ فِيْكِ الشَمْسَ تَغْسِلُ شَعْرَهَا
عِندَ الغُروبِ بدمعِهَا المُنسَابِ
أَحْببتُ فِيكِ النِيْلَ يَجْرِى صَاخِباً
فَيَهِيْمُ روضٌ فِى عِناقٍ روَابِ
أحببتُ فيك شُموخَ نهرٍ جامحٍ
كَمْ كانَ يسْكرنى بغيرِ شرابِ
أحببتُ فيك النيلَ يسجدُ خاشِعاً
للهِ رَباً دُونَ أىّ حسابِ
أحببتُ فيك صلاةَ شعبٍ مؤمنٍ
رسَم الوجُودَ عَلى هُدى مِحرابِ
أحببتُ فيك زمان مجدٍ غابرٍ
ضيعته سفهاً على الأذناب
أحْببت فى الشرفاء عهداً باقياً
وكَرهت كلَّ مقامرٍ كذّابٍ
إنّى أحبكِ رغم أنى عاشقٌ
سَئِم الطوَافَ.. وضاقَ بالأعتابِ
كَم طافَ قلْبى فِى رِحابِكِ خَاشِعاً
لم تعرف الأنقى.. من النصاب
أسرفتُ من حبى.. وأنت بخيلةٌ
ضيعت عمرى.. واستبحتِ شبابى
شاخت على عينيك أحلام الصبا
وتناثرت دمعاً على الأهدابِ
من كان أولى بالوفاء؟..عصابة!
نهبتك بالتدليس.. والإرهابِ؟
أم قلب طفلٍ ذاب فيكِ صبابةً
ورميتهِ لحماً على الأبواب؟!
عمرٌ من الأحزان يمرح بيننا
شبح يطوف بوجهه المرتاب
لا النيلُ نيلكِ.. لا الضفافُ ضفافهُ
حتى نخيلك تاهَ فى الأعشاب!
باعوكِ فى صخبِ المزاد.. ولم أجدْ
في صدرك المهجورِ غيرَ عذابِ
قد روّضوا النهر المكابر فانحنى
للغاصبين.. ولاذ بالأغرابِ
كم جئتُ يحملنى حنينٌ جارفٌ
فأراك.. والجلادَ خلف البابِ
تتراقصين على الموائد فرحةً
ودمى المراق يسيل فى الأنخاب
وأراكِ فى صخب المزاد وليمةً
يلهو بها الأفاق.. والمتصابى
قد كنت أولى بالحنان.. ولم أجدْ
فى ليل صدرك غير ضوءٍ خابِ
فى قمة الهرم الحزينِ عصابةٌ
ما بين سيفٍ عاجزٍ.. ومُرابِ
يتعبدون لكل نجمٍ ساطعٍ
فإذا هوى صَاحوا: نذير خرابِ
هرمٌ بلون الموت.. نيلٌ ساكنٌ
أُسدٌ محنطةٌُ بلا أنيابِ
سافرتُ عنكِ وفى الجَوامِح وحشةٌ
فالحزن كأسى.. والحَنينُ شَرابى
صَوتُ البلابلِ غابَ عنْ أوكارِه
لم تعْبئِى بتشرّدى.. وغِيابى
كُلّ الرِفاقِ رأيتهُم فى غُربتى
أطلالُ حلمٍ.. فِى تِلال تُرابِ
قد هَاجروا حُزناً.. ومَاتوا لوعةً
بينَ الحَنين.. ورفقةِ الأصحابِ
بينى وَبينك ألفُ ميلٍ.. بَينمَا
أحْضَانك الخضْراءُ للأغرابِ!
تبنينَ للسُفهاءِ عُشاً هادئاً
وأنا أمُوت على صَقيعِ شَبابى!
فى عتمَةِ الليلِ الطَويلِ يشدُّنى
قلبى إليكِ.. أحِنُّ رَغْم عَذابِى
أَهفُو إِليكِ.. وفى عُيونكِ أحْتمِى
مِنْ سجْنِ طَاغيةٍ وقصْفٍ رِقابِ
هل كان عدلٌ أنّ حبك قاتلى
كيف استبحتِ القتل للأحبابِ؟!
ما بين جلادٍ.. وذئبٍ حاقدٍ
وعصابةٍ نهبت بغير حسابِ
وقوافلٍ للبؤس ترتع حولنا
وأنين طفلٍ غاص فى أعصابى
وحكايةٍ عن قلب شيخٍ عاجزٍ
قد مات مصلوبًا على المحرابِ
قد كان يصرخ: «لى إلهٌ واحدٌ
هو خالق الدنيا.. وأعلم مابي»
يا ربـّ سطرت الخلائق كلها
وبكل سطرٍ أمةٌ بكتابِ
الجالسون على العروشِ توحشوا
ولكل طاغيةٍ قطيع ذئابِ
قد قلت: إن الله ربٌ واحدٌ
صاحوا: «ونحن» كفرتَ بالأربابِ؟
قد مزقوا جسدى.. وداسوا أعظُمى
ورأيت أشلائى على الأبوابِ
. . . ما عدتُ أعرف أين تهدأ رحلتى
وبأى أرضٍ تستريح ركابى
غابت وجوهٌ.. كيف أخفتْ سرّها؟
هرب السؤالُ.. وعزّ فيه جوابى
لو أن طيفاً عاد بعد غيابه
لأرى حقيقة رحلتى ومآبى
لكنه طيفٌ بعيدٌ.. غامضٌ
يأتى إلينا من وراء حجابِ
رحل الربيعُ.. وسافرت أطيارهُ
ما عاد يجدى فى الخريف عتابى
فى داخل المشوار تبدو صورتى
وسط الذئاب بمحنتى وعذابى
ويُطل وجهكِ خلف أمواج الأسى
شمسًا تلوّح فى وداع سحابِ
هذا زمانٌ خاننى فى غفلةٍ
منى.. وأدمى بالجحود شبابى
شيعتُ أوهامى.. وقلت لعلنى
يومًا أعود لحكمتى وصوابى
كيف ارتضيتُ ضلال عهدٍ فاجرٍ
وفساد طاغيةٍ.. وغدر كلابِ؟!
ما بين أحلامٍ توارى سحرُها
وبريق عمرٍ صار طيف سرابِ
شاختْ ليالى العمر منى فجأةً
فى زيف حلمٍ خاضعٍ كذابِ
لم يبق غير الفقر يستر عورتى
والفقرُ ملعونٌ بكل كتابِ
سربُ النخيل على الشواطئ ينحنى
وتسيلُ فى فزعٍ دماء رقابِ
ما كانَ ظنّى أنْ تكون نهايتى
فى آخر المشوار دمع عتابِ
ويضيع عمرى فى دروب مدينتى
ما بين نار القهرِ.. والإرهابِ
ويكون آخر ما يطل على المدى
شعبٌ يهرول فى سواد نقابِ
وطنٌ بعرض الكون يبدو لعبةً
للوارثين العرش بالأنسابِ
قتلاكِ يا أم البلاد تفرقوا
وتشردوا شيعاً على الأبوابِ
رسموك حلماً ثم ماتوا وحشةً
ما بين ظلم الأهل والأصحابِ
لا تخجلى إن جئتُ بابك عارياً
ورأيتنى شبحاً بغير ثيابِ
يخبو ضياء الشمسِ.. يصغر بيننا
ويصير فى عينى.. كعود ثقابِ
والريح تزأر.. والنجوم شحيحةٌ
وأنا وراء الأفق ضوء شهابِ
غضبٌ بلون العشق.. سخطٌ يائسٌ
ونزيف عمرٍ.. فى سطور كتابِ
رغم انطفاء الحلم بين عيوننا
فيعود فجرك بعد طول غيابِ
فلترحمى ضعفى.. وقلة حيلتى
هذا عتابُ الحبِ.. للأحبابِ
سيرين
11-21-2020, 01:36 PM
ارتجال وطن محمد الماغوط
حلمي القديم:
وطن محتل أحرره
أو ضائع أعثر عليه
حدوده تقصر وتطول حسب مساحته وعدد سكانه وأنهاره ونشاط عصافيره
والمغتربين من أبنائه
والعابرين في طرقاته
والمزوّدين بالوقود في أجوائه
وطني حيث يشرب المارة
ويشفى المرضى
وتزهر الأشجار العارية
حتى قبل وصول الربيع إليها
* * *
يا أمهات الكتب
أخبروني:
ماذا حلّ بمؤلفاتي المتواضعة؟
لقد عانيت طويلاً في كتابتها
وأريد أن أعرف ما آلت إليه
على أي رفّ ترقد؟
الربيع
كلما كتبت كلمة جديدة...
تنفتح أمامي نافذة جديدة
حتى أنتهي في العراء
والمشكلة أن يدي دائماً على قلبي
متى توقفت ماتت
ومات كل شيء
ولذلك قبل أن أشرب أكتب
وقبل أن آكل أكتب
وقبل أن أسافر أكتب
وقبل أن أصل أكتب
وقبل أن أبكي أكتب
وقبل أن أصلّي أكتب
وليس عندي كلمة غير صالحة للاستعمال
الكل مطلوب الى الخدمة
كما في حالات النفير العام
فأنا مهدد دائماً
بانتمائي وعروبتي وطفولتي وشبابي
وقلمي ولساني ولغتي
ودائماً عندي كلمات جديدة
في الحب والوطن والحرية وكل شيء
ولكنني لا أستطيع استعمالها
لأن شبح بلادي الصحراوي
لا يسمح لي بكتابة أي شيء
سوى الرقى والتعاويذ والتمائم
على بيضة مسلوقة
لعلاج نكاف الأطفال أو سعالهم
مثل أي شيخ أميّ في أقاصي الريف البعيد.
\..:icon20:
vBulletin® v3.8.7, Copyright ©2000-2025,