المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : فراغ


عائِشة محمد
08-26-2014, 05:30 AM
*







فراغٌ إلا من فراغ.
فراغ جامحٌ يجتاح الفراغ.

يعم هنا، ينبض هنا، و ينضب ها هناك.



..

عائِشة محمد
08-26-2014, 05:32 AM
-



(1)


أكتب و الوحدة تغمرني. أنا لا أكتب حقيقة و إنما أحاول أن أرفع صوتي حين أتحدث مع رأسي و داخل نفسي محاولة إزعاج الآخرين و إيذائهم قدر ما أستطيع. لا تتسرعوا و لا تدعوا تلك التمتمات تتسلل لصدوركم، أنا سيئة و أعلم ذلك جيداً؛ و لأنني سيئة أحاول إيذائكم معي، أحاول الإضرار بكم بقدر ما أستطيع، أحاول جر النار صوب أقدامكم لتلتهبوا معي و لنحترق سوية سويةً. أنا سيئة و لسوءٍ مني و لسوئي كذلك سأجعلكم تبكون علي و أنتم تضحكون.

هذه الوحدة لا تنفك عني، ليست كوحدتكم و لا تشبه أبداً الفراغ الذي تشعرون به. تتساءلون كيف علمت بذلك و كيف لي أن أتفوه بقولي هذا و أنا لا أعرفكم و لا أعلم عنكم شيئاً؛ لا تحاولوا تجاهل الأمر، أنا أعلم ذلك جيداً و أعرف كل واحد منكم و كيف يشعر و كيف يتقاسم ليلهُ و نهاره و نصف إنائِه مع وحدته، عفواً مع الوحدة. تلك الوحدة التي أبداً لا تشبه وحدتي، و أعي تماماً أن لا فخر في ذلك. لست أدعي الألوهية و لست شبيهةً بها، و بالرغم من ذلك يحق لكم أن تتساءلوا كيف أعلم بشأنكم و كيف علمت ذلك عنكم و ليس منكم و أنا لست منكم. لكن و أنتم تتساءلون لا تتوقفوا و لا تتريثوا قط، ابحروا و واصلوا التجديف في تساؤلاتكم هذه و تلك الحوارات التي تتعاظم الآن في رأسكم، حتماً ستجدون أنفسكم في وحدة و عزلة أخرى من جديد! نعم هذه هي، أتشعرون بها؟ أتشعرون باختلافها عن ما كنتم تشعرون به و ما اعتدتم على تصنعه فيما مضى، لا تعارضوا، أنتم اعتدتم على تصنعه، و أنا لا أتكهن بذلك. أعلم جيداً كيف تتصنعون تلك الوحدة التي أصبحت الآن كانت. تلك الوحدة التي أدرك تماماً من أي المواد تصنعونها قبل تصنُعها فيكم و قبل تصنعِكم بها تماماً.

بدأت العزلة تعتريكم أليس كذلك؟ تلك التي تشعرون بها و لأول مرة مذ وقت لا تذكرونه حتى، تلك العزلة التي لا تشبهكم و لا تقدرون على مجاراتها كذلك، و لن تتمكنوا كذلك من الانحلال عنها أيضاً.

ها قد بدأت تتلبسُكم و تعري صدوركم. ها قد غمرتكم و أنتم لا تعلمون كيف تسري و أين تسري. تلك العزلة التي لطالما كرهتموها. ها قد أتتكم تجتثي كل ما تمتلأ به صدوركم العارية. لا تحاولوا التخلص منها، لن تقتدروا على فعل ذلك. أأكد لكم هذا، حتماً ستُتمتمون بأني قد جننت، و لا أنكر أن هذا إحتمال وارد، قد أكون مجنونة، و قد أكون جننت و صرت مجنونة، لا تفرحوا، أنا لم أجن بعد. أنتم من لم تعودوا قادرين عن الشعور بما حولكم، أنتم من فقد الشعور بسبب العزلة التي اكتسحتكم دون أن تشعروا بها. أنتم تشعرون بها في حقيقة الأمر، و لكن في نفس الوقت لا تشعرون بها. لا تسألوا كيف هذا؟ ثم إني لن آذن لكم بالسؤال هذه المرة. أتعلمون لما لن أفعل؟ لأني ليس بجواركم و لست قريبة بما فيه الكفاية لأسمع سؤالكم هذا الذي تسألونني اياه. أنا لست أسمعكم بما فيه الكفاية، كذلك أنتم لستم تتحدثون بما فيه الكفاية، هذا الفراغ يفصلنا. هذا الفراغ يحجز بيننا. هذا الفراغ يأكلكم و يقضي عليكم. هذا الفراغ قد تخلص منكم رويداً رويداً.

عائِشة محمد
08-26-2014, 05:38 AM
-



(2)




http://www.youtube.com/watch?v=fR-IIj4YClI&hd=1



يجاريني صديقي الصدوق في وحشتي. نتسابق سويةً من يستوحش أولاً قبل الآخر. من منا بإمكانه الشعور بالوحشة أعمق من الآخر. هذا الصديق الصدوق في كل مرة يخسر و لا يأبه بخسارته أمامي مطلقاً. الغريب أنه مؤخراً بدأ في كل مرة نتسابق فيها يخبرني بأن علي التوقف عن الفوز عليه في السباق. رغم أنه لا يأبه بخسارته أمامي، إلا أنه بدأ يخبرني بأن علي التوقف عن الفوز عليه. و منذ ذلك الحين و أنا لا أنفك عن سؤاله، لماذا ترغب و تظل تخبرني بذلك يا صديقي الصدوق و أنت لا تأبه إن خسرتَ أو فزتَ أمامي في المقام الأول؟ لماذا تظل تخبرني في كل مرة أن علي التوقف عن الفوز أمامك و أنت في حقيقة الأمر لا تأبه بخسارتك و بفوزي أصلاً؟ لما تظل تفعل ذلك يا صديقي الصدوق؟ لماذا لا تتوقف عن مناقضة نفسك بهذا الشكل المريب؟ ثم في الحقيقة أيٌ من الأمرين يهمك؟ فوزي عليك و قبح خسارتك أمام ضعيفة صغيرة مثلي؟ أم أن ما يهمك مقاسمتي لك الشعور بالوحشة و التسابق بها؟ ما الذي يهمك أكثر؟ أخبرني يا صديقي الصدوق ما الذي يعتلي قائمتك أولاً؟

مع كل هذا يظل صديقي الصدوق لا يجيب علي أبداً، صديقي الصدوق لا يخبرني بالأمر الأهم بالنسبة له، و لا يخبرني لما يناقض نفسه بهذا الشكل المريب الذي بدأ يخيفني بشدة. لا أدري إن كان قد سئم مني و من مقاسمتي له الوحشة، أم أنني لم أعد أشعِرهُ بالمتعة كما كنت أفعل دائماً منذ لقائِنا الأول. حقيقة أنا أشعر بالحزن على نفسي، أكاد لا أفهم سبب طلبه ذلك، لا أفهم لماذا يظل يستمر بطلبي التوقف عن الفوز عليه. أكاد أجن من التفكير في الأمر. ألم نكن أنا و أنت أيها الصديق الصدوق صديقان لا ينفكان رغم الصعاب؟ لماذا بدأت بالتغير علي هكذا؟ لماذا صرتَ تبدو مريباً للغاية؟ نعم يا صديقي الصدوق أنا أشعر بتغيرك و بتناقضك أيضاً. أليس المرء يبدأ بالارتباك في كل فينة و الأخرى حين يتغير في قلبه شيء؟ ترى ما الذي حدث لقلبك أيها الفراغ؟ أكاد أجزم أن أحداً ما يقاسمني الصداقة معك. أحدهم يحاول سلبك مني صديقي الصدوق. من ذاك الذي يجرأ على فعل هذا يا ترى؟ أنا في حيرة شديدة، لم أعد أستطيع التركيز بحدة. ما الذي يحدث بيننا أيها الصديق الصدوق؟ ثم من لي سواك يا ترى؟ كيف لي أن أحتمل هذا التغير الذي حتماً سيجرُ وراءه غياباً و فراغاً لا أقوى على معايشته. أنا لازلت أفضلك على الجميع، عد كما كنت صديقاً رفيقاً، لا تترك يدايّ عاريتان ممدودتان في العراء. لا تبتعد عني بهذه الصورة. كن معي. كن معي قريباً حد الشفافية المطلقة. كن صديقاً صدوقاً ودوداً لا ينضب كما عهدتك. كن من يدوم لي. كن دوماً من يدوم لي.







يتبع..

رشا عرابي
08-26-2014, 05:24 PM
لطالما كان ما تأتي به خِزانه
فلسفة عميقة

بالقرب يا صديقة
وكلّي عيونٌ قارئة

جورية مودة تليق

بلقيس الرشيدي
08-26-2014, 11:41 PM
وأنا بَين هَذَا الفَراغُ وذَاك أُنصتُ لِثرثرةِ الصَمت هُنا !
مُتابِعه يَاخزَانَه وأهلاً بعودةِ ربيعكِ المُخضر

http://www.albrens.com/vb/uploaded/4563_1251393963.gif (http://www.albrens.com/vb/uploaded/4563_1251393963.gif)

عائِشة محمد
08-27-2014, 02:10 AM
-



(3)



من منكم يجيد الحديث؟ ذلك الحديث الطويل المطول دون انقطاع و لا تفكير حتى. لا أقصد الحديث الأبله الأحمق الذي يخترق صدور الآخرين حين أقول بلا تفكير، أنا أعني فحسب الحديث الطويل الذي لا يقطعهُ أيُ تفكير؛ فبطبيعة الحال التفكير يحتاج وقتاً و الحديث الذي أتحدث عنه هو الحديث الذي لا انقطاعات فيه، حديث سلس طويل بلا مرتفعات، من منكم يجيد ذلك؟ من منكم سبق و أن أحصى عدد الكلمات التي يقولها في جملة واحدة مشكلاً بهذا حديثاً طويلاً بجملٍ معدودة؟ أنا فعلت ذلك و لا أحد يصدق أني فعلت ذلك. أتحدث كثيراً بلا إنقطاع و بحديث مسطحٍ بلا ارتفاع، مسطح مخضر، ذو كلمات لا تعد و جمل لا تحصى و من غير أن أكِل أو أمَل الحديث. و بالرغم من ذلك لم يسبق ليّ قط و أن نُعت بالثرثارة!. أنا لست بثرثارة مع كل هذا الحديث الطويل الذي أتحدث به. كذلك لم يفلح أحدٌ على منافستي في الحديث. دائماً أنا في المركز الأول في تلك المنافسات. لا أحد يجرؤ على التفوق علي في هذا، لأنني حقاً لا أجيد شيئاً سوى هذا و لأني لا أجيد شيئاً سوى الحديث المسطح الطويل بلا ارتفاعات، فإني أصب جل جهدي و كامن طاقتي به. أجتهد به و أتفنن في أداءهِ. و لا أخفيكم ذلك، أنا بكماء، نعم أنا بكماء و بالرغم من ذلك لا أتزحزح عن المركز الأول في سباقات الحديث. لا يكمن في الأمر سر مكتوم، كل ما هنالك أنني أتحدث و أتحدث و أتحدث و أتحدثُ بإستمرار و لا أحد يسمعني!. الكل يصاب بالصمم حينما أتحدث، الكل أصمٌ حين أتحدث، باستثناء أعضاء لجنة التحكيم. أيضاً أنا أستغرب مما يحدث، كيف أن هؤلاء فقط دون سواهم يقدرون على سماعي و وحدهم فقط، كذلك هم لا يكذبون في هذا. هم حقاً يسمعون ما أقول و يخبرون الجميع بما أقول و لا أدري كيف يفعلون ذلك. بالرغم من أن صاحبة الصوت الذي يُتحدث به هو أنا و الأبكم من بين الجميع هنا هو أنا في ذات الوقت، و مع هذا لا أستطيع سماعي و لا سماع صوتيّ، حاولت مراراً و تكراراً و لا أستطيع سماع ما أقول و أتحدث به. عاينت نفسيّ، راجعتُ أطباء كثُر و لا علة في سمعي كما يقولون، إلا أني لا أستطيع سماع صوتي. لجنة التحكيم تلك كذلك، عاينوا أنفسهم و لا علة في سمعهم، و يظلُ بإمكانهم سماعي و أظلُ أنا لا أستطيع سماعي. العجيب أن أعضاء لجنة التحكيم يتغيرون في كل سنة مرة، إلا أن كل من في اللجنة يسمعون ما أقول في كل مرة، و في كل مرة الفائز في السباق هي البكماء أنا. إلى هذه اللحظة، حتى الآن أنا لا أفهم أين تكمُن المشكلة، أسال كل من حولي في كل مرة أتحدث فيها، هل بإمكانكم سماع ما أقول؟ هل بإمكانكم سماع صوتي؟ و لا أحد يجيب. كيف سيجيبون وهم لا يسمعون سؤالي في المقام الأول. لا أدري أين تكمن المعجزة المشكلة، لكن أنا موقنة تماماً أن في الأمر شيء عجيب. دعوني أسألكم مجدداً، هل بإمكانكم حقاً الآن سماع صوتي و سماع ما أقول؟

عائِشة محمد
08-30-2014, 02:57 AM
لطالما كان ما تأتي به خِزانه
فلسفة عميقة

بالقرب يا صديقة
وكلّي عيونٌ قارئة

جورية مودة تليق

و لطالما حضوركِ كان فريداً يا رشا :icon20:

عائِشة محمد
08-30-2014, 02:58 AM
وأنا بَين هَذَا الفَراغُ وذَاك أُنصتُ لِثرثرةِ الصَمت هُنا !
مُتابِعه يَاخزَانَه وأهلاً بعودةِ ربيعكِ المُخضر

http://www.albrens.com/vb/uploaded/4563_1251393963.gif (http://www.albrens.com/vb/uploaded/4563_1251393963.gif)


أهلاً بكِ أكثر يا بلقيس :icon20:

عائِشة محمد
08-30-2014, 03:00 AM
-



(4)


أجربتم العيش في أقذر بِقاع الأرض ذات مرة؟ مجرد تجربة لا للعيش الدائم، ها؟ أنا جربت، و حالياً أعيش في أقذر بقاع الأرض قذارة. لا أدري كيف و من أين وصلت إليها، و كيف بدأت بالعيش عليها، لكن كل ما أتذكره، أنني في آخر مرة كنت أتذكر فيها شيئاً كنت ملقاة على سرير ما، ممدودة عليه بكل تفاني و إتقان بعيداً عن تلك البقعة الأقذر في الأرض. لست من أراد التمدد على السرير ذاك، لكن هذا الشيء المؤلم بين فخذيّ إلا قليلاً أجبرني على فعل ذلك. لم يكن ذلك السرير كذلك الذي أنا من تمدد عليه باختيار، قد أجربت على التمدد عليه فحسب. هذا ما أذكره الآن، في آخر مرة كنت ملقاة هنالك، كانت الأصوات ترن من حولي تارة و تزفُر في تارة أخرى. شعرت بخفة و أنا أرتفع عن جسدي و كأنما لستُ سوى بالونٍ منفوخ ممتلئ. كنت أطفو في الهواء كالسحاب ربما، أتصاعد عالياً عالياً. لم يكن بمقدوري فعل شيء محدد، لم أحاول فعل شيء آنذاك، كانت المتعة التي أشعر بها تطغى على تفكيري بمحاولة فعل شيء ما تجاه هذا الطفو في الهواء. كانت الحبيبات في الهواء تدغدغ كامل جسدي، كنت عارية شعورياً و من غير جسد ملموس. شعرتُ بلذة و كأن الفراغ يعم المكان، الفراغ الذي منحني شعوراً كهذا كان علي لزاماً شكره. المحير أنني لا أذكر المكان الأخير الذي التقينا فيه أنا و هذا الفراغ. أذكر أنني كنت ممدودة على فراش لم يكن من اختياري و لا ضمن خياراتي، لكن لا أذكر حينها أن الفراغ كان قريباً معي. الآن و الآن فقط أشعر أنه ليس معي، إنه بداخلي حتماً، هذا الشعور لا يمكن لأحد منحه لي سواه، هو الوحيد الذي يعرف كيف يمنحني شعور كهذا، لكنني لا أجده رغم شعوري به. أتُراه قريب؟ أتُراه كان أبدي القرب؟ سأفترض الحقيقة الأبدية في قربه، كون أن الشعور لازال يعتليني و يعتلي هذا الهواء الذي لا ينفك عن مداعبة جسدي معه كما يظهر لي. هذا الهواء و حبيباته التي لا أعلم ما هي و ماهيتها، يخبرانني أن الفراغ كان كذلك كما افترضتْ، كان أبدي القرب. ما يستفزني هو أني لم أجد فرصة لسؤلهما: كان الفراغ أبدي القرب لمن يا ترى؟

شعرت بارتطامي بجسدي قبل أن أحصل على تلك الفرصة لسألهما، ارتطمت بجسدي و أظن أن العملية التي كانت تقام عليه سرت بشكل جيد كما يبدو ليّ. أنا الآن أشعر بالجسد الذي يحاصرني من الطفو عالياً مرة أخرى. لكن لا بأس، سأحاول التمدد مرة أخرى بذات السرير و لكن هذه المرة عن اختيار كامل، و سأسال الهواء و حبيباته تلك التي لا أعرفها، عن أبدية القرب للفراغ! سأسألهما حتماً و سأعود بإجابةٍ ترضي جموحي هذا عما قريب.

نادرة عبدالحي
08-31-2014, 08:46 PM
الكاتبة عائشة محمد أهلا ب طلة الورد حين يفوح ويجمل كل شئ من حولنا ...
لا أخفي عليكِ قراءة مثل هذا النص العميق عميق يحتاج لنفس هادئة وليس ثائرة
لأن الدخول بمكنونات النص تعطي النص قيمته الحقيقة فالكتابة ليس بالأمر الهين
كما يظن غالبية من لا يملكون مثل هذا الإلهام الثمين الذي تمتلكينهُ ......
في نصكِ يا سيدتي جميلة الروح توجيهن حديثكِ ل مجموعة أو فئة معينة
أنت لستِ منهم ليس شرطا ان يكون من غير قوم ربما لست منهم إي في الطباع
وطريقة العيش والخ
كيف أعلم بشأنكم و كيف علمت ذلك عنكم و ليس منكم و أنا لست منكم.
هنا تقرأينهم يا لكِ من لبيبة وبنفس الوقت تُخاطبينهم بتساؤل بدإت العزلة تعتريكم أليس كذلك ؟؟
بدأت العزلة تعتريكم أليس كذلك؟
وتكمل كاتبتنا العزلة هنا تتلبس اما في السطر السابق العزلة إعترتهم أي أصابتهم
أما أمر التلبس فكان مرتبط بما سبق من الإعتراء لان التلبس هو الاشتباه والإختلاط بالشئ.
ها قد بدأت تتلبسُكم و تعري صدوركم. ها قد غمرتكم و أنتم لا تعلمون كيف
دمت بخير كاتبتنا الفاضلة

عائِشة محمد
09-02-2014, 03:27 AM
-



(5)




كنت مشكلة العديد من الدوائر التي تستهويني بأن أدور أكثر فأكثر من جديد في كل انقضاء دورة، كنت لا أزال أدور و أدور. أدور بشكل عشوائي حول نفسي و على نفسي و مع نفسي و فوق نفسي و في نفسي و خلال نفسي كذلك، متخذة بذلك أوضاع غريبة عجيبة في كل دورة أشكلها. بعضها ما لم يكن معظمها، كانت أشبه باختراع جديد، حتماً لم يسبق لأحد تشكيل تلك الوضعيات العجيبة الغريبة التي كنت أشكلها. ها قد اخترعت شيئاً للتو، يا ليّ من مخترعة، و نقطة جيدة تحتسب لي.

الدوائر المدورة التي كنت أدور فيها و عليها و من فوقها و في داخلها و بها و بجنبيها كانت تشعرني بلذة و انتعاش مطلق لا يمكن تصوره، كنت أمارس طقوساً عجيبة للرائي و العارف، كنت و لازلت أمارس تلك الطقوس بكل لذة، و ما كان من متطفل ما إلا و أصدر صوتاً سيئاً أزعجني و قطع علي التفرد و التلذذ بلذة ما كنت أقوم به، كان بالأحرى أصواتاً متتابعة و لا أدري كيف تلاحقت تلك الأصوات و كأنما هي سلسلة من تلك السلاسل التي يكبل بها السجناء ذوي الجرائم الشنيعة في نظرة من سجنوهم. لا أشك أنها لم تكن المرة الأولى التي يُصدر فيها الصوت، لكن لابد و أنها كانت المرة الأخيرة التي أسمع فيها الصوت عندما توقفت و بدأ ينتابني الغضب شيئاً فشيئاً. توقفت أبحث عن مصدر الصوت الطفيلي المزعج ذلك، التفت يميناً يساراً و لا كائنات تتواجد بالقرب مني، تتبعت الصوت في ذاكرتي، من أين يمكن له أن يصدر صوتٌ كهذا؟ حتى وصلت لأحد طرفي الصوت.

كان بعيداً صاحبهُ جداً كما بدى لي في بادئ الأمر، كان يعلو من فوقي تماماً. رفعت رأسي، و إذا بي أجد حفنة من الكائنات الطفيلية بالقرب من المصباح العجوز المتدلي فوق رأسي. أذكر أن تلك الحفنة لم يكن يتجاوز أفرادها الخمس أو العشر ربما. لا يهم، المهم أنني اشتعلت غضباً من غير دخان، و أنا أبدأ في التفكير بطريقة ما للتخلص من هذه الكائنات القريبة من مصباحي المتدلي العجوز من فوقي.

ما لفت انتباهي و أنا أفكر بطريقة ما للتخلص منهم، أن هذه الكائنات أو كما تسمونها "يراعات"، كانت تبدو و كأنها شريط إعادة لما كنت أقوم به قبل أن يقطع صوتهم الطفيلي ما كنت أقوم به. تأملتهم قليلاً، نظرتُ إليهم عن كثب، حاولت أن أهدأ من الغضب الذي يتصاعدُ بيّ، لماذا يفعلون هذا يا ترى؟ لماذا يقومون بتقليدي؟ ما أذنتُ لهم أنا بأن يقوموا بتسجيل ما كنت أقوم به، فكيف إذ هم يقومون بإعادة الشريط الذي سجلوه مني من غير أن آذن لهم ذلك! و بكل وقاحة يفعلون ذلك أمامي و في غرفتي و بالقرب من مصباحي العجوز هذا!. يا لوقاحتهم!. أعدت النظر في الأمر، و وجدتُ أن بهم شيءٌ من ضوء و نور, بالكاد أن يتفوق ضوء مصباحيّ على ضوئهم. و أنا أتأملهم و أحلل و أفكر، خطرت لي فكرة، قلت لربما يموتون من جراء اطفاء المصباح عنهم! ربما ضوؤهم هذا ليس سوى انعكاسٍ من ضوء مصباحي العجوز الذي لا يضاهونه! و بالفعل، هرعتُ إلى زر الإطفاء الخاص بمصباحي العجوز، و أطفأت المصباح، و لم يحدث شيء. فعلاً لم يحدث شيء، لربما لم ينتبهوا هذه المرة إلى اطفاء المصباح عنهم، قد يكون الضوء الذي يعكسونه متأخراً عن ضوء المصباح قليلاً، ربما! سأنتظر قليلاً و سأرى كيف سيتلاشى ضوئهم المقِيت هذا.

لم يحدث شيء، و لم يتلاشى ضوئهم حتى بعدما أن أطفأتُ المصباح و انتظرت قليلاً، لم يحدث شيءٌ أبداً، غير أن سرعة دورانهم بدأت تقل. صحيح، ربما أن ضوء المصباح كان شيئاً رئيسياً لإعادة الشريط المسجل لديهم عني! لما لا أقوم بتشتيتهم و تخريب تركيزهم، لما لا أشعرهم بالجنون و الدوران الخارج عن السيطرة لعقلهم. بالفعل، هرعتُ بجانب الزر مرة أخرى، و بدأت أطفأ المصباح و أشعله، أطفأهُ و أشعله، و هكذا دواليك. انتابني الحماس، و ازدادت سرعة و خفة أصابعي، و كنت سريعة في اطفاء و اشعال المصباح العجوز، لدرجة أنني نسيت ما كنت أفعل هذا من أجله.

فجأة، اختفى الضوء و لم يظهر ثانية، أدركت حينها أنني قمت بتخريب المصباح العجوز من جديد. و ما كان مني إلا أن بدأتُ أمارس الدوائر التي كنت أفعلها في بادئ الأمر مجدداً، في هذا المكان الشبه مظلم إلا من ضوء القمر الخافت و كأن شيئاً لم يكن.

أوه، صحيح، اليراعات! تذكرت، أين اختفوا بعد المصباح؟ ألم يقدروا على الصمود؟ بدأت أبحث عنهم و أنا مليئة بالضحك الساخر و الضجر من أمرهم في نفس الوقت, و ظهر أمامي بينما كنت أبحث ضوء خافتُ يظهر و يختفي و كأنه يحتضر متنفساً بآخر أنفاسه. كانت إحدى اليراعات تموت جراء ما فعلت بالمصباح، تموت لتتبع أفراد مجموعتها الذين لقو مصرعهم على يدي. قتلت الجميع بلا استثناء، قتلت اليراعات جميعاً، و قتلتُ مصباحي العجوز كذلك.

ساره عبدالمنعم
09-02-2014, 08:09 PM
جميلة جدا يا عائشه
حماك الله من كل شر

عائِشة محمد
09-05-2014, 03:23 PM
-



(6)


كادت أن تسقط، لكنها تفادت السقوط بطريقة ما و هي تنظر إلي نظرة عميقة النظر. تفادت تلك السقطة القاتلة بكل خفة و هي تتعمق في النظر إلي شيئاً فشيئاً، تحدق بي بعينيها المدورتان الصغيران المتلألئتان، ويحها ما أبها و ما أدهش تلك العينان.

يا لروعة تلك النظرة التي تلقيها إلي، تلك التي تمنحني فرصة النظر و الاستمتاع بالنظر من خلالهما. عيناها عالم مفتونٌ مليء بالفتنة. ترى ما الذي تملكه في نظرتها تلك المصوبة نحوي لتتفادى كمثل تلك السقطة المميتة و هي تمارس النظر إليّ. ثم ما الذي جلبها لهنا في المقام الأول؟. مع كل هذا الزخم من الفراغ المعتم، قد أتت، و ملأت المكان شيئاً من اللألأة من عينيها، هي فعلاً تقف هنا، تحدق بي، تتأملي بي، تتشارك وجنتي الباردتين المحمرتين. تحدق بي و تحدق بي و لا زالت تحدق بي و هي تحدق بي. لابد من بد قادها نحوي للتحديق بي.

أنا أشعر بشيء جميل الآن، شيءٍ أشبه بالجمال الذي يتحدث عنه الشبه الجميلات و لا الجميلات. شيء لم يسبق لي و أن شعرت به في وقت مضى. هذا الذي أشعر به لابد و إن كان، كان بسببها، بسبب نظرتها المصوبة نحوي، بسبب تلك العينين اللتان لا تنفك عن التحديق بي، أأكد على ذلك من غير تكهن. ما الذي يجول بيننا. ما هذا الشعور الذي تمنحني إياه تلك النظرة الطفيفة التي بالكاد أن تلفت لك انتباهاً. آه أيتها الفراشة الصفراء كم تملكين من عينين وحيدتين مجاورتين لبعديهما. لما كل هذا؟ أخبرني أي شيء ذاك الذي دعاك للوقوف ها هنا، بهذا الفراغ المعتم تاركة خلفك كل كونيات الجمال. ما الذي تمنحينني اياه بهاتين العينين اللتان لا تزالان تحدقان بيّ بعمق أكثر فأكثر.

ويحكِ انتظري لا ترفرفي هكذا بجناحيك الصفراوتين، لا يزال المكان متسعاً لك. حدقي كما تشائين و لكن لا تبدئي بالترفيف الآن، لازلت أرغب بهذا الشعور، لا زلتُ لم أشبع منه بعد. انتظري لا تبتعدي، ثم أنكِ تذهبين في الإتجاه الخطأ، أعدك لن أجبرك على المكوث و لن أقيد حريتك لتحدقي بيّ فقط، لكن استمعي لما أقوله لكِ ليس إلا، أرجوكِ. ستصطدمين بالزجاج أمامك تمهلي قليلاً أيتها الفراشة تمهلي، ويحك لا تتسرعي. لا تموتي فتنطفئي. أرجوكِ لا تموت و تنطفئي.

ماتت الفراشة، سقطت و هي ميتة، لم تتفادى السقوط هذه المرة. ماتت و انطفئت، انطفئت و انطفئتُ بموتها أنا التي لم تشتعلُ غير بها.

سَارة القحطاني
09-06-2014, 02:24 AM
.
.


بهيّة وجميلة كالعادة ,
إياكِ أن تتوقفي يا صديقتي فأنا عالقة هُنا منذ البداية ولا أرغب أبداً بمغادرة هذه البقعة :icon20:

عائِشة محمد
06-05-2015, 01:41 AM
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة نادرة عبدالحي http://www.ab33ad.com/vb/Traidnt/ab33ad/images/buttons/viewpost.gif (http://www.ab33ad.com/vb/showthread.php?p=875734#post875734)
الكاتبة عائشة محمد أهلا ب طلة الورد حين يفوح ويجمل كل شئ من حولنا ...
لا أخفي عليكِ قراءة مثل هذا النص العميق عميق يحتاج لنفس هادئة وليس ثائرة
لأن الدخول بمكنونات النص تعطي النص قيمته الحقيقة فالكتابة ليس بالأمر الهين
كما يظن غالبية من لا يملكون مثل هذا الإلهام الثمين الذي تمتلكينهُ ......
في نصكِ يا سيدتي جميلة الروح توجيهن حديثكِ ل مجموعة أو فئة معينة
أنت لستِ منهم ليس شرطا ان يكون من غير قوم ربما لست منهم إي في الطباع
وطريقة العيش والخ

هنا تقرأينهم يا لكِ من لبيبة وبنفس الوقت تُخاطبينهم بتساؤل بدإت العزلة تعتريكم أليس كذلك ؟؟

وتكمل كاتبتنا العزلة هنا تتلبس اما في السطر السابق العزلة إعترتهم أي أصابتهم
أما أمر التلبس فكان مرتبط بما سبق من الإعتراء لان التلبس هو الاشتباه والإختلاط بالشئ.

دمت بخير كاتبتنا الفاضلة




دمتِ بكل الجمال الذي أنرتني به،
دمتِ بحب و هناء و اخاء :34:

عائِشة محمد
06-05-2015, 01:56 AM
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ساره عبدالمنعم http://www.ab33ad.com/vb/Traidnt/ab33ad/images/buttons/viewpost.gif (http://www.ab33ad.com/vb/showthread.php?p=875874#post875874)
جميلة جدا يا عائشه
حماك الله من كل شر


حضوركِ شيءٌ من جمال :34:

عائِشة محمد
06-05-2015, 01:58 AM
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة سَارة القحطاني http://www.ab33ad.com/vb/Traidnt/ab33ad/images/buttons/viewpost.gif (http://www.ab33ad.com/vb/showthread.php?p=876128#post876128)



.
.


بهيّة وجميلة كالعادة ,
إياكِ أن تتوقفي يا صديقتي فأنا عالقة هُنا منذ البداية ولا أرغب أبداً بمغادرة هذه البقعة:icon20:



حضوركِ البهاء بعينه،
لن أتوقف لأجل عينيكِ يا صديقتي :icon20:

عائِشة محمد
06-05-2015, 02:02 AM
https://www.youtube.com/watch?v=MXct6JqYIbk































(7)










حين يسلكمنا المرء طريقاً ما، لا يدرك بأنه يسلك الطريق الذي يسلكه الا حين يسلكه أو يبتدئهُ بخطوة ربما أو خطوتان، ثلاث و ربما حين يبسط نصف الطريق خطوات؛ لكن قليلون أولئك الذين يسلكون طريقاً و هم يعلمون بأنهم يسلكون ذاك الطريق قبل أن يسلكوه بخطوة و بوقت كفيل لأن يتهيئوا جيداً لسلوك هذا الطريق.




سلكت أنا طريقي هذا، نعم سلك طريقي هذا الذي لا يمتُ لي بملكية تذكر غير أنيّ الوحيدة الأبدية التي تسلكه و ستسلكه في وقت سيمضي و سيزول كذلك. سلكت الطريق و أنا أدرك تماماً أني سأسلكه بوقت لا أرغب بسلوكه و بهيئة لا أفتهمُها عن نفسي و أنا أسلكه؛ سلكته و ابتدأتبه و أنا أتساءل كثيراً قبل أن أختطي به خطوة ألوثه بها: لما علي سلوكه و أنا لا يقام علي واجب سلوكهِ؟



"-لأننا واحد، و قدر لنا بأن نكون كذلك".




ابتدأت خطوتي الأولى فيه و أنا أتثاقل و أتكابل على نفسي كل السوء الذي فعلته و افتعلته كذلك الذي افتُعل مني/عني. لماذا؟ لماذا يا ترى عليّ سلوكه؟ لما عليّ مقاسمته الوحشة بجبروته؟ لما عليّ الشعور بوحدة سئمتني! لما تجبرني على مقاسمة الوقت معه، ملاطفته مكسورة؟ لما عليّ مجالسته و ارغام نفسي بسلوك الطريق معه بوحدة فاسدة! ألنيّ غدرت بك دون أن أقتدرعلى غدرك! أتعاقبني لأني ضعيفة الهوان، سقيمة الاخلاص، فاسدة الجمال؟ ألني وحيدة؟ أملأن الوقت ينقضي مع الوحدة سواك؟



"-يوماً ما، قدر لنا أن نكون واحداً. هي الأقدار يا قدري".




خطوت خطواتي و أنا أحافظ عليّ جيداً من التلاشي في هذا الأفق المهلك سواداً. لمْ أدرك تماماً ماعليّ التخلي عنه يحين يتوجب التخلي لزاماً و فرضاً لضيقِ الأسباب الفحشاء المفتعلة هنا. أقلبيّ؟ أنفسي؟ أعمراً اقتصر عليّ بموتٍ حيْ؟ أجلد حاكني بفهارة مقفرة؟ أيد أجبرتني على خذلانك اخلاصاً؟ أقدمايّ اللتان تقوداني إليك عليّ لا أتقود بك مجدداً كما فعلت و فشلت تكراراً مراراً؟ أمولديّ؟ وحدتي؟ أوَ لم تكن الوحدة أنيساً في مولدي؟ أم أن ولادتي وحيدة كفيلة بأن أتخاذل عليهم لأجلك؟



"-قُدر لنا واحداً، و مولدنا اثنان".




حاولت حين كنت أفتعل المحاولة من فراغٍ أن أخرج من وحل هذا السواد بلا خسائر، بلا ضرائب الجرم، بلا قلب ناقص، بلا نفسٍ بلا ملكية، عمر مكتمل الحياة بموته، جلدٍ محاكٍ حاكِ، يدٍ مبتورة المداد و البسط، قدمانِ مطيعتي الحكم، مولدٍ متكامل، وحدة مؤنسة، بلا حياة؛ و قد نجحت، فلحتُ و قفرتُ و نجحت غير أني فقدتُ مال الحياة بلا ثمن، بلا علم و لا كبر، بلا فهم و لا ذاكرة تذكر، بلا أدبٍ و ربية تعمر.



"-لن يلائمكْ الوداع و أنتِ مني".

عائِشة محمد
06-05-2015, 09:14 PM
(8)








تجرني خيبات الأمل العنيفة ورائها من غير سابق إنذار لعوالم التيه و العتمة طويلة المدى، التي يصعب التغلب عليها و الإفلات منها في حالات التعب الجسدي و حالات الإدمان على الحصول على الأشياء بشكل سلس و ميسر و على طبقٍ من ذهب. أكون منهكة التفكير تماماً حين أفكر في إيجاد مهربٍ و منفذٍ للنجاة من تلك العوالم. إذ كيف لي النجاة من عواقب خيبات الأمل و سيل الألم الذي تجره جنبها؟ كيف لي الإفلات منها و أنا من تعمدتُ بكامل إرادتي السقوط فيها غير متعمِدة فعل ذلك بشكل جديْ!

أنا مخطئة، أعلم ذلك. لا يشفع لي السقوط في تلك الأودية ضعف الحظ الذي أصطنعه، أعلم ذلك. لا حق لي في البكاء طلباً لبصيص أملٍ يشفق على حالي و ينقذ أملي المقتول كذباً، أعلم ذلك أيضاً. أُمرر الحزن الذي أستخلصه خدعة. أمرر ألماً لم يكن. أمرر وقتاً لا أقوى فيه على مقاومة انكسارٍ كاذب. أنا لا أجرُ خلف خيبات الأمل. أنا لا أقع في عوالم العتمة و التيه! الحاصل أني أختَلق تلك العوالم لأبرر غبائي، أَجبُر سذاجتي. أحني سخفي كيْ لا أراه. أحاول أن أراوغ نفسي بشدة بافتعال خيبةٍ لأملٍ مفرط فيه.
- خيبة الأمل كذبة لتمرير حزن مختلقٍ منمق، لتبرير السذاجة. ليس من المنطق و المعقول أن تلبس كل الأشياء ما نفصل من أجلها بدقة متفانية.

قد قلتها ذات مرة، و قد صنعتُ مشهدي. أرمي بي لألمٍ لم يكن له أن يكون. أكذب على نفسي, أغمد خيبة أمري. أجمل مشهدي، ألقي بنفسي عني و أمرر هزيمتي. أرمي الحق كله على ما تأملتُ به مفرطةً بتأملي. أنا المخطئة. أنا المخطئة التي تفرط في التفصيل للأشياء كما تشتهي. أنا التي تجعل الأمور تبدو جيدة في حدوثها بعكس ما تحدث. أنا التي تُكثر في التمثيل. أنا التي تعمر الغباء. أنا التي تبرر ما لا يقع في مقام التبرير مطلقاً. أنا التي لا منطق في فعلها، عقلٌ في تصرفها، فكر في مشهدها. أنا التي أعيش الكذب أخدع بها نفسي. أنا التي تراوغ بلا تأني!
- لا حق لك في إلباس الأشياء ما تشتهين! للجميع حقٌ في لبس ما يطيب له أعجبكِ الأمر أم لم يعجبكِ!

أتجاهل مقامي المذبذب. أتناسى قدرتي الضعيفة. كنت أستمع لحديثٍ غير منصت، أبلور فؤادي و أقضي مضياً سائق.

عبدالله أحمد
06-06-2015, 11:31 PM
هنا ينضج المعنى على طريقته .


شكراً عائشة

مها مراد
06-08-2015, 10:06 PM
أتابع بشغف أ. عائشة
بانتظار المزيد ...

عائِشة محمد
01-14-2016, 05:04 AM
هنا ينضج المعنى على طريقته .


شكراً عائشة

يطربني هذا الإطراء.
جزيل الشكر عبد الله أحمد.

عائِشة محمد
01-14-2016, 05:05 AM
أتابع بشغف أ. عائشة
بانتظار المزيد ...

شكراً مها مراد :icon20:

عائِشة محمد
01-14-2016, 05:34 AM
https://www.youtube.com/watch?v=i3XsfcZoq34




(9)



أنا وحيدة، ما يعني أني وحيدة بغض النظر عن شعوري بالوحدة. حيث أن لا أحد حولي و لا… أوه، دعك من كل هذا الهراء.

لنعد أولاً لأصل الكلمة، الوحدة. ماذا تعني لغوياً؟ شيءٌ من قبيل الوحدات أو ما شابه ذلك؟ لا أدري حقيقةً، و أشعر بالجهل التام و الشناعة لأني لا أدري ما تعنيه كلمة الوحدة لغوياً! فكيف لي أن لا أعلم ما تعنيه تلك الكلمة و أنا أقول في بادئ الأمر أني وحيدة؟

مهلاً! انتظر لحظة، هنالك خطأ! أترى جيداً؟ أنا كنت أقول أني وحيدة؟ أليس كذلك؟ كن معي مركزاً و عاوني في أن أفهم ما يجري هنا. ألم أقل في بادئ الأمر أني وحيدة بغض النظر عن شعوري… إلخ، صحيح؟ إذ ما علاقة كلمة الوحدة بما يجري هنا؟ و ما علاقة معرفتي بما تعنيه لغوياً؟

هكذا كنت أقول في نفسي أنا الأخرى. هنالك لبسٌ في الأمر. و ها هو يتضح الآن، فأنا قد قلت أني وحيدة بغض النظر عن شعوري بالوحدة. أوه! لا! الوحدة مجدداً! شيءٌ خطير ما يحدث هنا. لنتبين من الأمر من جديد.

كون أني وحيدة، ما يعني ذلك أني حزينة، بائسة، منفرد بنفسي، لا أصدقاء لي كذلك. و ذلك قد اتضح لي من معنى كلمة وحيدة في احدى المعاجم العربية، و هذا لا يؤكد حقيقة ما جاء في معنى كلمة وحيدة. فأنا في حقيقة الأمر كنت أظن الأمر كذلك منذ البداية، حيث تعلم ذلك، أقصد معنى كلمة وحيدة، في إحدى مراحل الدراسة الابتدائية. لكن ما جعلني لا أصدق ما تعلمته حينها، هو مدى الاختلاف الواقع بين ما تعلمته و ما أعيشه! أعني، ما كنت أعيشه. فأنا لستُ حزينة، بائسة، منفردة بنفسي، و لي من الأصدقاء ما يزيد على عدد أصابع يدايّ. صدقاً! إذ كيف لي أن أصدق ذلك وهو ينافي ما أعيشه؟ أليس الحق أن أصدق ما أعيشه و أشعر به بدلاً عن ما أسمعه و أعُلم عنه؟ هو كذلك. أنا أيضاً قد كنت قلت في نفسي ذلك.

غير أن، هنالك أمرٌ ما. أمر ما يجعلني لا أثبت على تصديق نفسي. تصديق ما أعيشه و أشعر به عوضاً عن ما أدرسه، أعني ما سبق لي دراسته. فأنا لا أكذب، و لم أكن أكذب حين قلت في بادئ الأمر أني وحيدة. ففي الحقيقة أنا وحيدة، و هذا أمر لا جدل فيه بالنسبة لي. فحين يعلم أحدٌ من من يعرفون هويتي قولي، لا يصدقون حين أقول أني وحيدة. فأنا كما سبق و قلت أناقض معنى كلمة وحيدة للرائي. فالأصدقاء عديدون، و لا أنفرد بنفسي حزناً و لا يئساً. لكن، أنا وحيدة حتماً.



كيف لي أن لا أكون وحيدة و كل من حولي ينافون حضوري الفكري؟ كيف لا أكون وحيدة و أنا لا أجد صديق عقلٍ يشاركني حياة، دماغية ربما؟! كيف لا أكون وحيدة و أنا ذو رأسٍ نافرٍ في كل أمرٍ يطرح للنقاش في جلساتنا المسائية، أنا و الأصدقاء؟ كيف لا أكون وحيدة و رأسي ينفرد بنفسه، حزيناً بائساً لا أصدقاء له؟ كيف لا يكون لي أن أقول أنا وحيدة بغض النظر عن شعوري بالوحدة! فحقيقةً، أنا لا أشعر بالوحدة إلا في رأسي؛ و أشعر بالامتلاء من حولي من الأصدقاء القابلين للتحية و المصافحة الملموسة وحسب.

جال في نفسي سؤالٌ لم أعرف له جواباً لألمٍ شديدٍ ألمّ بي و أشعرني به. ما إن كنت أنا أشعر بالوحدة في رأسي، حيث أني لا أشعر بالوحدة إلا في رأسي كما أسلفت سابقاً، ترى ما مدى الوحدة التي يشعر به رأسي حين أنا لا أكون مع و من حوله؟ آلمني هذا السؤال الذي جال في نفسي بشد!.



دعك من كل هذا و حدثني، ماذا تعني لك الوحدة؟ ما أعنيه، متى تكون وحيداً و تشعر بالوحدة؟ حين تكون وحيداً جسدياً أم نفسياً؟ لا أعلم ربما عاطفياً؟ جنسياً محتمل أيضاً؟ أم أنك مثلي تصنف و كأنك من الكائنات التي أتت إلى الأرض من مكان بعيدٍ جداً يدعى أرض الحكايات، تشعر بالوحدة حين تفتقر إلى عقلٍ يشاركك الحياة، أي أنك و كيانك يشعر بالوحدة حين تكون وحيداً دماغياً مثلي؟ ماذا؟ حدثني، متى تشعر بالوحدة؟

عبدالله مصالحة
01-14-2016, 06:43 AM
اتى الصّباح مشبعا ً برائحة أنفاس الحرف المَدد, وصهيل الإتيان يعبق بسنواتٍ كبيسة تجرّ أذيال الرأس المكلوم إلى سطوة الفراغ , كان كليما ً علينا أن نهاجر إلى الورق لنجدنا , وأن نبتدع عالما ً لا محسوسا ً يحمل ثقل أفئدتنا حين يخيب عنّا ضوء الأرض ويضيق مزمار الوعود صمتا ً , ولا بدّ من إسهاب للحالات الضاربة مخّ جبين الأشياء , حتّى نعلم أنّ الوُحدة حين تستشري تنتج حبرا ً رائدا ً يقصّ الحال موّال إراقة جديرة الحُسبان .

يالِ هذه الأنفاس الممشوقة من ناصع المداد الموجوع وهو يرتدي بقصصه زوايا متعدّدة كان خائبها " إنسان " , تقديري لجمال السرد البديع .

عائِشة محمد
01-18-2016, 04:47 AM
اتى الصّباح مشبعا ً برائحة أنفاس الحرف المَدد, وصهيل الإتيان يعبق بسنواتٍ كبيسة تجرّ أذيال الرأس المكلوم إلى سطوة الفراغ , كان كليما ً علينا أن نهاجر إلى الورق لنجدنا , وأن نبتدع عالما ً لا محسوسا ً يحمل ثقل أفئدتنا حين يخيب عنّا ضوء الأرض ويضيق مزمار الوعود صمتا ً , ولا بدّ من إسهاب للحالات الضاربة مخّ جبين الأشياء , حتّى نعلم أنّ الوُحدة حين تستشري تنتج حبرا ً رائدا ً يقصّ الحال موّال إراقة جديرة الحُسبان .

يالِ هذه الأنفاس الممشوقة من ناصع المداد الموجوع وهو يرتدي بقصصه زوايا متعدّدة كان خائبها " إنسان " , تقديري لجمال السرد البديع .

يطربني هذا الإطراء الجميل فشكراً عبد الله مصالحة :icon20:

عائِشة محمد
01-18-2016, 04:48 AM
(10)



أنا أتحدث إليكم. أتحدث إليكم جيداً، بشكل جيدٍ و روي. لكنكم لا تدركون حديثي لكم؛ لا قلة في مضيكم و لا ضعفاً في اقتفائكم، إنما لأنكم لا تدركون حديثي إليكم. فلو أنكم أدركتم حديثي إليكم، لكان من الأمور أن تنقلب في جمال. فحين أتحدث جيداً إليكم، أنتم لا تبدون حديثي إليكم بجودته حين تتثرثرون بحديثي اللا جيد إليكم عني؛ مما أبدى لكم سوءًا ما قد كان ليبدو إلا في وهم من أطياف حديثٍ غير جيد اعترى صدى حديثٍ لكم قد شُرع. فأنا حقيقةً من كنت قد تحدثتُ إليكم بما فعلتم، هذا الذي فعلتموه كل على حدة. غير أني لا أرغب بذكره أمام بعضكم، من سوء خجلٍ قد تشعرون به لا أوده في حينكم هذا. لكن فعلاً، كنت أنا ذاك من تحدث لكم و أعمى عنكم بصيرتكم آن فعلتم ما لم تفتعلوه منكم. إلا أني لم أقتصد في حديثي لكم، جال بي من السوء ما قد خشيتُ عنكم مصاباً. أَفلأني خشيتُ عنكم اقترفتُ بؤساً في نفسي، أم لأني تحدثتٌ لكم، كنت في بؤسٍ خشيتُ نفسي منه مصاباً؟ و إن يكن، أيٌ منهما لي سندٌ في مشتكاي عنكم؟ و أيٌ منهما لكم شكوى في سندكم لكم؟

عائِشة محمد
01-18-2016, 05:58 AM
(11)



أتساءل لما شعرت بكل هذا الصخب الشعوري و أنا أعري الجسد و النفس، أعري القلب و الرسخ، أعري الاسم و الأرض. ألم يسبق لي و إن تعريت بقدر كافي لنسيان هذا الشعور! ألم أعرى كثيراً عن كثير لا يحصى.

هكذا نموت، زرعت، و حصدت على ما يبدو. عارية المقام، عارية المكان، عارية الزمان تمامًا. عارية الوجود، عارية القلب، عارية الجلد، عارية الحس، عارية الأب، عارية الأخ، عارية الصديق، عارية الرفيق، عارية اللسان، عارية النسيان، عارية الحكم، عارية الحكايات، عارية الروح، عارية الصدر، عارية النهار، عارية الفؤاد، عارية النمو، عارية الفحشاء، عارية الابتسامة، عارية الجمال، عارية العرى و العري.

ما جاء و جال بك إلي؟ لما أنت بين أضلعي تجبرني الشعور بك. ألم تسأم بدورك عني في كل عري أشعر فيه بك؟ ألم تتوقف عن طرق بابي في حين اعتدت السلوك لداخله من غير طرق؟ ما الأمر يا هذا! ما الذي استجد في الكون و حال بك إليك على فرق و على حس و حضور مكتلف! لما تصدر كل هذا الضجيج في قدومك؟ لما كل هذا الافتكاك بحضورك!

اعتدتك، فلا تثر بدء ما قبل اعتيادي لأشعر بك جبراً و قسوة. لا تمنحني عرياً على عريٍ بك. كن عارياً عني ماض بعري بي. لا تثر هذا العراء عليك و تشعرني بك. أرجوك، كن كما الهواء لا أراك، كما الماء لا تتلون، كما السحاب عابر، كما السماء بعيد، كما الفضاء وسيع. أرجوك لا تتحامل علي بك، لا تحمل في قلبي عنك. لا تثر اعتيادي عليك، دعني بعريّ عارية عنك.

عائِشة محمد
01-18-2016, 07:15 AM
(12)



كنت قد رأيته مسبقاً. تجاهلته. تعاظم و ثقلتُ على قدمي. نظرتُ نحوه، تأملته. سألته، ما تود علي؟ ما أعارني اهتماماً كما ظننتُ. أعدتُ سؤالي صراخاً لثقلٍ منه أرغمني على انحناء، ما تود مني علي يا هذا؟ و لا يزال منه عمداً لا اهتماماً.
آن ذاك، كان الجهل مطبقاً كثيراً مني، و شيءٌ من اللامبالاة. لكن ثقلاً منه أجبرني على التصرف جدياً، هذه المرة ملياً. هممتُ قوة، ماضية وحدي معه؛ ما اقتدرتْ. أعدتُ الكرة مرة مع قوة استخلصتها و ما أجدى الأمر نفعاً. مجدداً، أعيد الكرة مرة تلو مرة، إلا أن قد طلبتُ بعدها عوناً. بلا وجهة، بلا دليل. حينها كان الحشد من بين جنبين كثيف. صرختُ، أمن معين؟ و ارتد صدى الصراخ بلا معين. مرة تلو مرة، حتى انتثرتُ تحت ثقله ضعفاً و هواناً بلا صراخٍ آنها، و لا يزال لا معين.
في آنٍ ما، أظلمتْ حين هي أشرقتْ، و أنارت حين إلي همست، أنا سأعين. حقاً سأعين، رددت حين ما لم يكن مني سوى عينٍ ذارفة على همس قد كان. هكذا، هو أثقلني على قدمي، من أين أتى، لا أعلم و لا أعرفه، كيف لي التخلص منه. أخبرتها حين سألتْ، ما بالك؟ كانت قد افتهمت، و آنها قالت: حجارة لك صائدة، إليكِ هادفة، بك قد التصقتْ.
شرعتُ همة، و افتعلتْ عوناً. كرة بعد كرة، صدى حضورها يتلاشى. هي كانت من الحشد من جنبي قد انجرفت بعد عونٍ ما اكتمل و أملٍ ما أتمّ ضياءه. آنذاك حينئذ تأكيداً، سألتها بعد أمرٍ تداركتُه؛ أحقاً ستعينين؟
تحاملتُ و على الثقل تحملت. صرختُ مجدداً، أمعينٌ من بينكم؟ و لا صدى من بينهم قد ارتد. أطبقتُ أذناي و كلي صراخٌ، أمعينٌ بينكم يكون؟ ارتد أنا، أنا، صدىً لصراخي هذه المرة. و ذات الكرة و المرة، قد اختلط هو خلسة مع الحشد قبل أن أدرك أمراً هذه المرة.
حيناً بعد حين، ما اكتمل عون بعدد غير يسير، و لا أمل أتم ضياءه. في حين أنا الآن، أجَابه بكل بسالة. في حين أنت، حيناً ما، تندم على عونٍ قد افتعلته و أملٍ ما أتم ضياءه قد منحته، ذارفاً غير الدمع عليه، في حين لا يزال الحشد يقرأ، يتوقف، يتجاهل فكرة على رأسه قد طرأت. أفعلاً أنا؟ ينثره من رأسه، و لا يزال يقرأ. تعارضه الفكرة كرة أخرى، ينفيها، أكيدٌ لستُ أنا. و الأكيد أنك أنت أنت.

طيف امرأه
01-18-2016, 09:25 AM
الكاتبة الراقية ..
ذات الأبعاد كلها
وذات البيان النابض بسلاسة وبلاغة الكلمات
عائشة محمد
لم أكمل جميع النصوص قرأت ثلاثا ..
وسأكمل بعدما أعلق _كي لا أنسى ..فلي صداقة مع النسيان أيضا_ فقد جذبني إليك ذاك الخيال الممتد عبرنا
تمضين بتلك الأروقة _رغم شُح النور فيها _ وكأنك مررت بها سابقا , أو أنك رأيتها امام ناظريك
وجدتني أمضي معك يدا بيد ..وبروية تارة , ومرات عدة هرولة ...
تأكدت أن الخيال ليس أعجف..كما قالوا لي ذات يوم ,
إن الخيال تؤامة النضارة , يروي النفس كلمات , ويستنبتها أوراقا خضراء يانعة
وجدتني أتحدث إليك يا لغة الجمال أنت ..
نعم أتحدث بصمت ..وبداخلي الكثير من العوالم التي تعرف كيف تثور بلا نزف دماء
هنا كانت لي زيارة ..ويا له من كرم حاتمي ... قدمت لي الكثير أيتها النقاء
جمال ..ولوحات .. ومدى ورحاب ,,لن يعرفه إلا من عاشه ذات ..يوم
الكثير بمكمون نفسي لم أسطره هنا ..فقط أحببت أن أكتب كلمتين قبل النسيان
بارك بك وبحرفك الذي تصنعين منه عقودا ماسية على جيد اللغة
محبتي ورحاب من زهر فردوسي [/b]

نيرفانا
01-22-2016, 07:17 PM
’*
الفراغ هٌنا ياعائشة عن ألف متصفّح محشوً بـ يّرقات الزيف .. التي يوماً
سـ يجدونها طُعماً لـ ذاكره مستبّده .
ولـ أول مره أشعر بـ أنني أحتاج أن أكتب بـ سرمديه مختلفه تماماً
أكتب عن الصداقة ذلك الشرخ العظيم بجذور الحياة !
وعن ماهية الصدق .. وأن لا أخجل أولاً وأخيراَ
بـ أنني أنثى .. لها ماضي .
أكُتب عن نمُو يرقات الكٌره على براعم الايام التي تصُبو حولي
كأنها سّد عظيم ..!
وأخشى ياعائشة .. أن أسقط بين تلك الكلمات وأنا الصامده
بـ وجه رياحهم التي يفٌوح منها مجدًهم / زيفهم .. !
..
سـ أكون هُنا ضمن فراغكِ .. :34:

عائِشة محمد
01-25-2016, 04:12 AM
الكاتبة الراقية ..
ذات الأبعاد كلها
وذات البيان النابض بسلاسة وبلاغة الكلمات
عائشة محمد
هذا الإطراء وحده كفيل بأن يمنحني اضافة بعد اضافة بسخاء، هناء، و حياة :icon20:
لم أكمل جميع النصوص قرأت ثلاثا ..
وسأكمل بعدما أعلق _كي لا أنسى ..فلي صداقة مع النسيان أيضا_ فقد جذبني إليك ذاك الخيال الممتد عبرنا
تمضين بتلك الأروقة _رغم شُح النور فيها _ وكأنك مررت بها سابقا , أو أنك رأيتها امام ناظريك
وجدتني أمضي معك يدا بيد ..وبروية تارة , ومرات عدة هرولة ...
تأكدت أن الخيال ليس أعجف..كما قالوا لي ذات يوم ,
إن الخيال تؤامة النضارة , يروي النفس كلمات , ويستنبتها أوراقا خضراء يانعة
لا أحد يعلم يا طيف امرأه ما إن قد مضيت و عبرت هنا، هناك؛ و لا أنا. لربما كنت قد عبرت بها، و لربما عبرت معها. لربما خيال، لربما واقع، لكن أستطيع أن أوكد لك شيئاً واحداً؛ إذ أنه ما من كاتب يخلو واقع من حياته فيما يكتب. ثقي بذلك.
وجدتني أتحدث إليك يا لغة الجمال أنت ..
نعم أتحدث بصمت ..وبداخلي الكثير من العوالم التي تعرف كيف تثور بلا نزف دماء
هنا كانت لي زيارة ..ويا له من كرم حاتمي ... قدمت لي الكثير أيتها النقاء
جمال ..ولوحات .. ومدى ورحاب ,,لن يعرفه إلا من عاشه ذات ..يوم
الكثير بمكمون نفسي لم أسطره هنا ..فقط أحببت أن أكتب كلمتين قبل النسيان
بارك بك وبحرفك الذي تصنعين منه عقودا ماسية على جيد اللغة
محبتي ورحاب من زهر فردوسيشعرتُ بهذا الحديث الذي التقطتُ باقة منه، و ما اقتدرتُ على جمال ضياءه حملاً من غير فرح و طرب.
شكراً كثيراً طيف امرأه :icon20:

عائِشة محمد
01-25-2016, 04:32 AM
’*
الفراغ هٌنا ياعائشة عن ألف متصفّح محشوً بـ يّرقات الزيف .. التي يوماً
سـ يجدونها طُعماً لـ ذاكره مستبّده .
ولـ أول مره أشعر بـ أنني أحتاج أن أكتب بـ سرمديه مختلفه تماماً
أكتب عن الصداقة ذلك الشرخ العظيم بجذور الحياة !
وعن ماهية الصدق .. وأن لا أخجل أولاً وأخيراَ
بـ أنني أنثى .. لها ماضي .
أكُتب عن نمُو يرقات الكٌره على براعم الايام التي تصُبو حولي
كأنها سّد عظيم ..!
وأخشى ياعائشة .. أن أسقط بين تلك الكلمات وأنا الصامده
بـ وجه رياحهم التي يفٌوح منها مجدًهم / زيفهم .. !
..
سـ أكون هُنا ضمن فراغكِ .. :34:

فلتسقطي نيرفانا، فما للارتقاء مذاقٌ من غير سقوط. اسقطي بين الكلمات، لترتقي، تصعدي و من ثم تصلي إلى الكلمات بالكلمات ذاتِها. حرري كل ما يقيدكِ لتتحرري. أتعلمين أني شعرتُ بكِ و كأنني أنتِ، و هذا ما جعلني أمضِ منذ عبرتِ هنا فرحة في كل مرة أعبر بعدكِ وقفة تلو أخرى. حقاً بكِ سعيدة أنا :icon20:
ثم لأصدقكِ القول، إن ما كتبتُ جعلكِ تقولين: "وأن لا أخجل أولاً وأخيراَ
بـ أنني أنثى .. لها ماضي." كفيلٌ بأن يمنحني سنة من العطاء لأجل شعوركِ ليتتالى عالياً عالياً :icon20: فالفراغ كله هنا يتضمنكِ بهِجاً طرباً.

عائِشة محمد
01-25-2016, 04:38 AM
فراغ (13)






ماذا يحدث الآن؟ أنا لا أسأل، إني مدركة تماماً الآن لما يحدث. ذلك الذي يخبرني بالاختيار، يدفعني للاختيار، من ثم يجبرني على القرار. هذا الاختيار الذي سيغير فيما يحدث الآن كلياً. و ما علي أن أختار؟ كون أن لا أحد برفقتي الآن فيما يحدث؟ و إن يكن! ما الحتمية المفترضة هنا بي على الاختيار؟ أوه صحيح، لأن هذا يحدث. لأنه يحدث، معي، أنا وحسب. رغم أني لم يسبق لي، أن طلبتُ منه ذلك، إلا أنه اختار أن يحدث معي أنا، ما لا يمنحني أفضلية، أو أي شيء على الإطلاق من العلى لأتغنى به. أو لهذا هي حتمية مفترضة؟ أم حتمية يائسة بي ليست إلا؟ لا أدري، كل ما في الأمر أني الآن في ورطة، علي أن أختار ليسير الأمر و يمضي؛ فما يحدث الآن يستمر، و سينقضي. كيف أنا بهذا التأكيد؟ هو أخبرني بذلك، هو قال لي أنه لن يتوقف عن العمل استمراراً لينقضي؛ عمله هذا الذي يحدث تتابعاً معي كما أوضح لي بينما هو حادث؛ أو أياً من يكون الواقع على اختياره. لا أفضلية له، كما أسلفت و إنما، لربما صدفة؟ حتماً لا؟ إذاً ماذا؟ هذا لا يهم، المهم أني الآن في ورطة، و أنت تجبرني على تناسي ذلك بسؤالك عن غير ورطتي في كل مرة. علي أن أختار سريعاً في حين أني لا أدرك أي الخيارين يكون صحيحاً. أنا لا أعلم ما يتوجب علي فعله غير أن أختار، لكن ما أختار؟ هذه ورطة! لا أحد يعلم أي الأمرين جيد بعد الاختيار، و لا أنا حتى. لكن، سأختار، إذ أني لن أتوقف لمجرد أني لا أعلم ما أفضل اختيار. لستُ أنا وحسب، كذلك لا تعلم أنت، ما أفضل اختيار. لربما تعلم ما أسوء اختيار؟ أخبرني؟ أتعلم؟ حتماً لا! أليس كذلك؟ و إن كنت تعلم، لا فرق في ذلك فيما لا أعلمه. المهم أن أختار وحسب لأمضي. وقوفي هنا كلما يطول أنقضي مني غير يسير، و هذا يزعجني و يؤلم رأسي في تحديد المصير. علي الإسراع في الاختيار. إني أتورط أكثر. أغرق أعمق. مهلاً! لم كل هذه العجلة؟ لم كل هذا الضغط على رأسي؟ أليس علي الاختيار وحسب؟ الاختيار وحسب؟ فقط؟ إذا لم الضغط و التسرع؟ يمكنني فعل ذلك لاعبة، مع لعبة ما، أليس كذلك؟ فبالنتيجة لا أحد يعلم أفضل اختيار! علي أن أتحلى بالثقة وحسب لأختار. الثقة، كي لا ألوم نفسي في وقت لاحق حين أختار بلا ثقة، أليس كذلك؟ حسناً إذن، سأثق بنفسي، سأمنح نفسي حباً و ثقة يمنحني قوة لأختار، من غير لوم و لا عجر. سأختار أياً يكون و سأمضي فحسب؛ فالوقوف بلا شيء و لا تقدمٍ بحد ذاته كارثة. كارثة مضنية.

نيرفانا
01-25-2016, 02:54 PM
التجربة الاولى والاخيرة ..
’*
وكأن روحي نافذة مهجوره في قصراً عتيق تطُل على نهرٍ عميق عاش به السلطان ... "سُلطاناً "... وفّر متسّكع / شريد !
تاركً لي بذور من الريحان وما جادت بِه بلدتة من النبات العتيق ...!
لـ يخلق عطرها أمان الكُون أجمع بـ قلباً فقيد !
أعيش تفاصيل ضجيج العالم حولي من فوق قمة الجبل الشهيق .. تاركه على أعتابي
رساله مطُمئنة حُيكت من حرفٍ مُريب !
( أقبل بجميع المناضلين الذين تركتهم الحياة وحدهم لـ يسعها التلذذ بهم كما فعلت بـ قلبي الشريف ) !
رغُماً عني بؤسها ولكنني كُنت أشعر أن بحوزتها أمل غريب ..!
منّذ أن تركتها ... بدأ يتفاوت عليّ / لصوص الحّي وزير نسائهم
والمجانين ..
أمنت بـ أن لم ولن يجدّي نضالي .. ومضيت مودعة عطب قلوبهم / أفكارهم بـ ((أن الانثى ماهي إلا أجير ))
تاركه خلفي تعويذه
((يارب نوراً منك يُضيء ما أظلم فيا وأنطفأ ))
وبيدي ريحان ... ومعطف (سلطـاناً متسكّعاً فريد ) !

سأثق بنفسي، سأمنح نفسي حباً و ثقة يمنحني قوة لأختار، من غير لوم و لا عجر. سأختار أياً يكون و سأمضي فحسب؛ فالوقوف بلا شيء و لا تقدمٍ بحد ذاته كارثة. كارثة مضنية.شعار المرحلة : :34: