المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : غُــــــــــــرور ...


د. فريد ابراهيم
12-09-2019, 02:39 AM
..








(1)






امساكٌ بالقلم

فـ غوصٌ في سحابٍ وثير

فـ هبوطٌ على صحراءٍ جليديةٍ

ناصعة الرمل ..

شهيقُ حياةٍ من صدر الفضاء الرحب

ثم ركضٌ بسرعة الف خطوةٍ في الثانية الواحدة

في جميع الاتجاهات و في الـ لا اتجاه

ما أجملني حين ارقص على سيمفونيتي الصاخبة..

بمرحٍ و جنون ..

حين اخلع ثيابي و اتزلج

على صفحتي البيضاء





(2)





في القفص الحديدي

اهداني عقلي رفيقا لـ اُحدثه

و يشتد به ازري

انا..

كما اعرفني دوما

و كما لم تعرفني ابدا

لازالت تتوهج بداخلي تلك الشرارة

و صراخي تحت وطأة العذاب لم يعد الما

قدر ما هو اعلان بأنني لا زلت علي قيد الحياة

و انني استحقيت العيش عن جدارة

انها تلك الشرارة ..

التي تجعلني قادرا على تجرع المزيد من المرارة

و تجعل عودي قاسيا قويا

غير قابلٍ للانحناء أو الكسر ..

ابِيَّا ..

فولاذا عصيا ..

خُلِقتُ لأكون فريدا ..

هكذا اؤمن

و هكذا راودتني احلامي صبيا

بأنني ساكبر لأصير مثلا يُحْتَذَى به

رمزا عظيما و استثنائيا

فـ ايماني بذاتي نرجسيةٌ اعتزُّ بها

و حماقةٌ لم تجعلني يوما غبيا

فـ غروري هو اسلوبي للنجاة

و في الحقيقة .. هو ما يُبقيني حيا




(3)






لم آت الى هذه الحياة بمحض الصدفة

و بالتالي .. فـ لن ارحل منها بهذه السرعة

جئت لأكون كما اريدُ .. و ليس كما تريد

فـ انت و شَتَّى انواع تعذيبك البشعة

لن تمس شيئا من كينونتي

أو عظيم الكبرياء .. في جِبِلَّتي الخَرِعة

لكم يذهلني يا هذا ..

انك لا ترى الاجنحة تنمو على ظهري

لكم يدهشني انك لا تعرف اني غير قابلٍ للأسر

فـ كل القضبان مصيرها الى زوالٍ

و كل القيود حتما ستنتهي بالكسر

فـ ليس في الأصفاد و السلاسل - على صلابة معادنهم -

ما في معدني من شديد البأس و الفخر

فـ التَمَرُّدُ - في حد ذاته - ليس غاية ابتغيها

بل وسيلتي لـ دَحْض الخنوع

و اسلوبي .. لـ تحقيق النصر




(4)




قد تبدو الإرادة عاجزة

و قد يبدو العزم مقيدا و مُكَتَّف

قد تبدو الحسرة في عيوني بائنةً

فكم بدا حقيقيا.. حبي المُزَيَّف

و كم بدا مقدسا.. كتابي المُحَرَّف

و كم صار رخيصا .. الخاتم المُزَخْرَف

و كم اراحني نُزُولُه .. دمعي المُجَفَّف

كَتَبتُ لنفسي قصةً تعيسةً لا تليق بها

الآن حان الوقت لـ أهدأ .. لـ اطوي الصفحة و أبدأ

صفحةً جديدةً..

امساكٌ بالقلم..

و قصةً سعيدةً ..

سـ تُؤَلَّف










فريد 8/12/2019

ايمَــان حجازي
12-09-2019, 11:43 AM
;:

بعضُ الالهام .. كَفيضاً او غيمةً حبيسةُ موعداً مآ
أبدعتَ بِسرد فواصل يسبقهآ معنى مُنفرد

وكنتُ شدِيد الكِبريَاء وَ أقتلَعت هَذا الحُب المزيف ,
ف ألهمُكَ الغَوص ب صفحةً جديدةً للرّوُح وَ الجسَد
تنسُج الضُوء لـِ أفلاكِ النّجُوم وتُعِيد الصِياغهٓ


ود وامتنان 🌹

سيرين
12-10-2019, 05:11 PM
كم من صفحات طواها الالم
دون ان تجف مسيرة الحياة وعهدة الراوي على القلم
فصول فوق محياها جلال الذات تسمو بكبرياء
وللجمال هنا أن يُكرم بعدما تخذ من الابداع دستوراََ
دمت بألق مبدعنا د . فريد
ود وياسمين

\..:34:

عَلاَمَ
12-12-2019, 02:25 PM
.
جميل هذا الإيهام الذي يحمل النفس عاليًا بما يوازيها
ويوافق الميل والهَوى.. غير ضّار لمن يرى.

،
شكرًا لك

نادرة عبدالحي
12-13-2019, 07:00 PM
أُلاحظ أسلوب جديد يختلف عن النصوص السابقة
وصف الأمر عند امساك بالقلم يتم الغوص والهبوط
والسحاب وثير وناعم كإنه القطن
فالصحراء جليدية ناصعة الرمل ارى هنا فلسفة حياة وإبراز الإنقلاب الهائل
الحاصل بها فالصحراء أصبحت جليدية ، والرمل اخذ لنفسه صف

امساكٌ بالقلم

فـ غوصٌ في سحابٍ وثير

فـ هبوطٌ على صحراءٍ جليديةٍ

ناصعة الرمل ..

هذا التحدي هو نصر بحد ذاته ، إنتصار للإنسان الواثق بنفسه
وبقدراته ، فهذا الصراخ الخارج ليس بسبب العذاب والألم

و صراخي تحت وطأة العذاب لم يعد الما
قدر ما هو اعلان بأنني لا زلت علي قيد الحياة


نمو الأجنحة دليل الإصرار على الحصول على الحرية
جميل حقا ان يؤمن الإنسان ان جميع القضبان مصيرها الزوال
لإن هذا الإيمان يقوده للتحرر من الكثير من الامور التي تحاصره
وتعيق تقدمه ،
لكم يذهلني يا هذا ..
انك لا ترى الاجنحة تنمو على ظهري
لكم يدهشني انك لا تعرف اني غير قابلٍ للأسر
فـ كل القضبان مصيرها الى زوالٍ
و كل القيود حتما ستنتهي بالكسر

الكاتب د. فريد إبراهيم أحببتُ هذا الإختلاف الجديد
فالذائقة القارئة تميل إلى كل ما هو جديد كل ما يمنحها
أفاق مُختلفة ،

د. فريد ابراهيم
12-30-2019, 03:25 AM
;:

بعضُ الالهام .. كَفيضاً او غيمةً حبيسةُ موعداً مآ
أبدعتَ بِسرد فواصل يسبقهآ معنى مُنفرد

وكنتُ شدِيد الكِبريَاء وَ أقتلَعت هَذا الحُب المزيف ,
ف ألهمُكَ الغَوص ب صفحةً جديدةً للرّوُح وَ الجسَد
تنسُج الضُوء لـِ أفلاكِ النّجُوم وتُعِيد الصِياغهٓ


ود وامتنان 🌹


صديقتي العزيزة ايمان..

مرور مزين بعطرك الملكي.. تورق له برديات السعادة في قلبي المحنط