مشاهدة النسخة كاملة : مأوى الأحلام.
آية الرفاعي
09-17-2021, 09:53 PM
وأمضِي إلى هَوامِش لقائِنا , زاحفة ..
عمياءٌ و جاهلةٌ الأنثى التي تسكنُ وجهي..
لا تستَثيرُ فيكَ إلّا مآسٍ هاربة من عينيكَ ,
و لا تستفّزُ فيكَ الرجلَ المقهورَ من وباءٍ اسمهُ الحياة!..
.
.
تجيءُ إليّ , مُستندّاً إلى مصائِرِكَ العرجاء..
حاملاً – بينَ كفيّك- قلبَكَ المُهترئ من حكايا الحربِ, و اعتلالِ الضمير,
مِن خريفِ قدرِ لا ينقضي, ومن تشرّدِ في عتمةِ الروحِ , وقفارِ الأمكنة!.
كُنتَ , ولا زِلتَ , تجيءُ إليّ و دمعةٌ مُكابرةٌ تُعَشِّشُ في مُؤقِكْ..
نجتّثُنّا مِنّا،
نشربُ الحُزنَ..
و نعقدُ على الخَيباتِ , القِران!..
لكنّكَ –في الحقيقةِ- :
تجيءُ إليّ مُنتعلاً صمتاَ عالياَ, و مُرتدياً سخريةً قاسيةً..
تُواري فيهِما نَفسَكَ عنّي..
و أنا -الأنثى التي في داخلي- قارئةٌ مُذهلةٌ !..
لا شيء فيكَ خفيٌّ عنّي..
تَدفِنُ تجاعيدَ وَجهِكَ , بِضِحكةِ طفل!
و تُواري شغَفَكَ المهزومَ , بـ لا مُبالاة!
و تخنُقُ نظَراتي المُدرِكة , باستنكارٍ مُتتالٍ!
ولا شيءَ, لا شيءَ فيكَ خفيٌّ عليّ!..
.
لقدْ حَبِلتُ سهواً بـ غِيابِك الطويل..
و أثقلَ قلبي جنينُ الحَنين..
و أنت هُناكَ , تدورُ في مَزاراتِ الهويّةِ, باحثا عن كينونة..
مُشرّداً بينَ يمينِكَ و شِمالي , صوتكَ وصَمتي, سُخرِيَتُكَ و حَزمي..
مُتشرّداً بين يميني وشمالِك, صوتي وصمتِك، سُخريتي وحزمك!..
لا أضداد حقيقة بيننا, لا صراعاتَ مُعلنة..
نعيشُ داخِلَ فوضَويّة المَعنى, و فوضى الحقيقة تَسكُنُنا..
.
.
أشتاقُ لأنْ تأتي (الآن) مِنْ مُدنِ موغلة بالقهرِ,
من أزقةِ روحِكِ المُنكمشةِ ,
مِن كلّ الأراضِ المجهولةِ التي تهبُ نَفسَكَ لها..
لأقولَ لك, مرةً واحدةً وأخيرة..
أنّني لا أقوى على حَملِ طفلِ الغياب هذا..
فــ أسقِطهُ من قَلبي, وأسقِطني فيكَ, واسقُط أنتَ في ثُقبٍ زمنيٍّ غائرٍ , يتداخَلُ فيهِ الماضي بالمُستقبلِ و تنشّقُ عنهُ ألغازُ الوقتِ المُثيرة!..
.
.
سَــ أُحيطُ (الكونَ) علما..
أنّك رجلٌ مُثيرٌ للقلِبِ و الأعصابِ , مُحزِن..
و أنا فتاةٌ مُثيرةٌ للشفقةِ , حزينة!..
فـــ تعالَ كلّ , كلّ لحظاتي..
ولا تأتي أبدا
آية الرفاعي
09-23-2021, 01:14 AM
البُعدُ الثالثُ لِأعوامِ الحُزنِ :خريفٌ!..
فصل الدهشَةِ ، ومكنونات الحكمةِ، والأفراح الصغيرة!..
انهزامٌ مُؤقتُّ لِصَخَبِ الشمسِ، أمامَ شَغَبِ الغيماتِ الصغيرات ، اللواتي يجتَرِحنَ الرَعدَ مِنْ ألعابِ الطفولة!.
الخريفُ بشرٌ *..
عيدٌ مُزخرَفٌ بِإطلالاتٍ نفسيّةٍ لا تشوبُها الكآبةُ:
رائحةُ الأيّامِ، ذاكرةُ الأوراقِ المُصفرّةِ، لحنُ الرياحِ، جوقةُ الأغصانِ الجافّةِ،
و مطرٌ خجولٌ بريءٌ يُشعلُ ذاكرةَ العَطاءِ،و أحاديثَ الليلِ الطويلةِ.
الخريفُ فاتحةُ الحياةِ، و الطريقُ القصيرُ إلى الشتاء!.
آية الرفاعي
09-26-2021, 05:41 AM
تَصحو مِن قاعِ النومِ، مُثقَلاً بحكايَا الأحلامِ السَخيفٓةِ، يَمتَطِي قَلبُكَ جوادَ البداياتِ، وَ ينطلِقُ بِكٓ إلى مُدِنِ الحياةِ!..
تَشرَبُ فنجاناً من القهوَةِ رغمَ إقلاعِكَ عنهَا..تَميلُ بِرأسِكَ نحوَ ثغرِ الفنجانِ، حيثُ تتصاعَدُ الأخبارُ من هناكَ، حبلى بالحَظِّ..
و صورِ الموتِ ، وَ تمتماتِ النسوةِ على الطرقاتِ!..
تُعاصِرُ الصباحَ، فَترتَدي شمسَكَ الخاصّةَ جداً، و تُقحمُ نَفسَكَ في وسيلةِ نقلٍ بلا وجهةٍ، تُوصِلُكَ حيثُ تُستطيع نقر حرفٍ من حروفِ اسمكَ الطويلةِ..
قاهراً ما يعتملُ داخلَكَ من تهميش! ..
تضحكُ كأنّ السعادَة سكنَت فيكَ..
و تُبادِلُ التحايا مع باعَةٍ متجوّلينٓ لا تعرِفهم، لكنّكَ تجزِمُ في عقلِكَ بتفاصيلِ قِصَصِهم المُوغِلةِ بالوَجعِ و الدهشة..
و أنتَ في طريقِ عودَتِكَ إلى حضنِ الليل، مُشعّثَ النَفسِ، و ملامِحُكَ باهتةٌ، و التعَبُ يُغرقُكَ فيه..ترمي حجراً صغيراً في بِركَةِ مُستَقبَلِكَ ، فَ تولَدُ كذا حلقةٍ فيها..
تُنبِؤكَ بأنّ لحظاتٍ آتية سَتُعيُد صياغَتَكَ ، و أنّ سنّارَتَكَ قد تصطادُ لؤلؤةً من جوفِ محارةٍ راكدةٍ في قعرِ القدر..
تَمسَحُ وجهكَ بكلتا يَدَيكٓ..
تُخالِطُ النجومَ، كأنهنّ صديقاتُ الأوقاتِ الحالكةِ، تُعاقِرُ آخر صفحاتِ كتابٍ مَلّ مِنكَ لكثرَة ما أعدتَ قراءَتهُ..
تَحلمُ مُجدداً بِنهايَةِ العالِمِ، لكنّك لا تستيقظُ فَزِعاً!..
آية الرفاعي
09-27-2021, 11:04 PM
و القلبُ /قلبي ..
يتأرجح بين كفّ الغياب ، و ذراع الشوق..
لكنّني أحزمُ حزني في جِرارٍ مُعتقّةٍ ، و أخبِئُها في مخازنِ الصدى، كي ترتدّ إليّ حينَ تنوي (أنتَ)الرحيل!..
آتي مهرولةً إلى زوايا قلبِك، أنبُشُ فيها الذكرياتِ، و تفاصيلِ الزمن ، و أنثرُ فيها بذورَ نبضي..
حتى تَكبُرَ ، و تتدلّى ثِمارُ ما بيننا من خلاياكَ..
حتى تَذكرَ ، حين أتوغلُ في الغيابِ، أنّني بريئةٌ..
وأنّ ما فَسَدَ من الثمرِ، حرَقَهُ اسودادُ غيابِكْ!..
بيني و بينَكَ حربُ بقاءٍ..
كرٌّ و فرٌّ لصوتِ الشغف ، حين يتكسرّ على شفتايَ المرتجفتانِ..
و يلتحمُ في عيونِنا!..
سقطةٌ مدويّةٌ لأصابعكَ و هي تدفنُ أنفاسَكَ في صدري!..
بيني و بينَكَ كراهيةٌ غارقةٌ بالوّدِ..
مجانينٌ، نصرخُ في الحزنِ لنسترجعَه،
كأنّنا لا نقوى على الفرح أبدا..
آية الرفاعي
10-05-2021, 10:11 AM
جولة.
عُقدةً عُقدة, يُعَمِّرُ الصمتُ واجِهةَ السَماءِ المُمَوّجةِ بِالغروب..
والبحرُ لا يَترُكُ مُتسعاً لِبقايا الشمسِ, يهرولُ إليها, يدُّسُها في ثورةِ موجةٍ , و يُغازِلُ الليلَ بِالهدوء!..
أنتَ : مُنسلِخاً عنْ تَفاصيلِ المَكانْ , طاوِيَاً الوَقتَ في جيبِ الغِيابْ..
تُحَمّلُ الوِلادَةَ عبءَ تَعاسَتِكَ, و تحمّلُ الموتُ بعثرَةَ أحلامِك..
والشاطىءُ الذي تعرّى مِن مسؤوليةِ المدّ يَحتَمِلُ ثِقلَ خُطواتِكِ على قواقِعهِ الفارغةِ, وأنتَ تعدُّ ضلالاتِك المائة!.
جَسَدُكَ يَتَفَسّخُ حيرةً..و تَصعدُ رطوبَةُ الوَهمِ إلى جفافِ حَلقِك..
و بَراعِمُ التساؤلاتِ تَسقُطُ في فَمِكَ ,عَرَقاً مالِحاً..
تَحمَّرُ الكَلِماتُ على شَفتَيكَ, وتَتوّهجُ بِحُمّى الإجاباتِ:الفوضويّة, المُبتَذَلَةِ, المُتَرَدِدّة.
تُراوُدُ نَفسَكَ عنْ نَفسِك: وأصواتُ بلى وكلّا تعلو في أُذُنَيكَ , فَتَصُّمُ البحرَ .
تَضرِبُ عَصَبَ الانفعالِ بقبضةِ تَوّتُرِكَ..فيتَخَدّرُ وجودُك.
وجهُكَ يَقتَرِبُ من مَلمَسِ الموتِ, باردٌ ومتعرّقٌ ويضّجُ بِسيالاتِ القَلقَ..
وخطابٌ عبقرّيٌ يُفلِتُ مِنْ خَزّانِ أفكارِكَ : تَعبسُ , تَبتَسِم, تغضبُ..
مُشيراً بِقلبِكَ إلى المَدى, عينَاكَ تلتحمان بالسماء,
يَتنازَلُ الفَرحُ عنْ عَرشِهِ لحظةَ واحدةَ, موهمَاً إيّاك بالنَصر على ذاتك, قبلَ أن تُعيدَ كرّة الصراعِ مُجدداً.
آية الرفاعي
10-06-2021, 10:34 PM
وهُشِّمَتْ نُبوءَاتُ الحنينِ الزُجاجيّةِ على قارِعةِ القَسوة!..
تشَظّتْ رؤوسُ الكَلِماتِ , وتَقَيَّأَ نصُّ الخِتامِ الحُروفْ!..
وحيدةٌ صورَتي في مرايا مُجَعَدّةٍ, تَمقُتُني وتَدفِنُ تعاوِيذَ الحُزنِ في طيّاتِ وجهي..
وصَوتي آيلٌ للغَرَقِ في مُستنقعاتِ اليَأسِ المُوحِلة..
//
الليلُ يُجَيِّشُ العتمَةَ لِتغزو بؤبُؤَ عيني وموانئَ جَسَدي المُحاصَرَة..
يغزِلُ شرنقةَ فِصامٍ ضيّقةٍ على ملامِحْي الغائِبة..
أبواقُ زحامِ القلقِ ,تَعبَثُ بنمطيّةِ الضعفِ لديّ ,تَهزِمُ آخر حصنٍ روحيّ..
//
عاريةُ العينين,نوباتُ الحُضورِ والغِياب تتعَاقَبُ على بَصيرَتي..
وقلبي مٌشرّعٌ لانتفاضاتٍ هزليّة..
يتعرقَلُ لِساني بجُملٍ مَنقوصةٍ..و دمعةٌ متمرّدةٌ تَسرِقُ خزّانَ الذكرياتِ..
تُهَرّبُ فيه أراشيفَ الفَرَح ,وتُريقُها على رمالٍ خائِنة!..
و الضجرُ يُقسِمُ أنْ يكيدَ لي!
//
قبلَ الاستِسلامِ بِوَمضةٍ واحدة..
حبّةٌ..اثنتانِ..ثلاثة..
ونَدَفَتِ السماءُ..مطـــراً.
صوتُ ترنِيمَتِهِ تدُّقُ جُدرانَ جَسَدي..: أنا آيةُ الله في الأرض.
يُخمدُ حرِيقَ الأنا, وكِناياتِ الغِيابْ..
يُشعِلُ الطمأنينَةَ في رؤوسِ أصابعي..
يُحَرِّمُ فِتنةَ الجَفافِ التي امتدّت من أقصى ما كُنتُ إلى أبعد ما قدْ أكون..
يَفرِطُ عِقْدَ الصمت, بنَحنحاتٍ واثِقة..
و يُلَملِمُ وعودَ البَقاءِ من على أرفُفِ النِسيان..
//
أنا ابنةُ غيمّةٍ , جاءَها الرعدُ ألفَ مرّة..
فَهزّتْ جَذعَ العطاءِ ,و تَحايَلتْ على التُرابِ ..
أنا وريثةُ المطر.
آية الرفاعي
10-08-2021, 07:27 PM
الرَقْصُ على نَغَمِ التَوّتُرْ!
( رَقَبَةُ الصمودِ محنيّةٌ, تَشطرُ عمودَ الزمنِ الفاصلِ بينَنا) ..
على شاطئٍ نَسِيَ تَدشين المدّ ساعةَ غُروبٍ..
و انكساراتُ مَعزوفةٍ عَتيقَةٍ ,تعبُرُ شَتاتَ الرأس!
أحني عمودي الفقريَ إلى يَمينِ المَدى ,
تسري عقباتُ الحياةِ في جسدي ف ترتَجُّ آخر معاقِلْ السكونِ فيه ..
أدوسُ الخَرَابَ بِباطنِ قدميّ الحافيتينِ..
وخِلخالُ الذَاكِرَةِ المُعلّقِ في أورِدَتي يَجُرُّني إلى لحنِ مَوءود ..
تسقُطُ رِئَتي على الأرض, سَوداء وقَاحلة , أَدفِنُها في أنفاسِ البحرِ..
تَنفصلُ ذاتي إلى شظاياها الأمّ..
والنَغَمُ يَشنُقُ رَغبةَ البَقاء!.
أعقِدُ جَفنَيَّ بِرِباطِ الرّمشِ الحادّ،
و دمعٌ ملونٌّ يُحلّلُّ جُثَثَ الذكرياتِ المنثورَةِ على جلدي، و يغرَقُ و إيّاها في البَحر!.
عائدةً إلى تاريخها الروحيّ، أو إلى اللاشيء!.
أضرِبُ بأصابِعي العابِثَةِ دفقاتِ الهواءِ التي تَرسمُني غجريّةً مُتمرّدة،
و أسرِقُ الدِفءَ مِنْها..
تَتلوّى مَلامِحُ قَلبي، تّرّتّلُ قُدّاساتٍ زمنيّةً مضتْ ، و أخرى قادِمة..
و أقعُ فريسةَ نفسي!.
و الشاطئ شائكُ الرملِ، خبيثُ النوايا، يأخذُ كلّي إلى ملهاةِ الحياةِ،
تميلُ خاصِرَتي ناحيةَ الألمِ، قشعريرةُ عقلي تَفْلِقُ خيالي إلى شطرينْ!..
يتيّبَسُ جانبُ روحي الأيمنْ، و جانبها الأيسر يرقصُ مولَعاً بحَكاياهُ الشقيّة!..
ما بينَنا أنا و (أنفُسي)طرقٌ مقطوعةُ المعابِر، و خرافاتُ ليلٍ حالكٍ ، و دنسُ حبّ !..
ولا شيء ، في الواقعِ، بينَنا!..
.
.
.
قبلَ أنْ يحرِقَ بُزوغُ الفجرِ عتمَتي ،
أحفِرُ بأظافِري جدارَ السرمدّ الذي أحاطَ العالَمَ،
و أمَسِدُّ على رأسِ الزيفِ و جَسَدِ الوَهم للمرةِ الأخيرة !..
وعندَ بُزُوغِ الفجرِ،
سَأغسِلُ خطايايَ بِالتوبةِ،
و أدعَكُ جلدي بِصدفٍ قاسٍ، كي أكشُطَ رذيلَةَ الوجودِ عنّي..
أتَطَهّرُ مِنْ رِجسِ المُخيلَةِ، و أقشّرُ قَلبي من طبقاتِ الضَلالِ التي تعتَليه..
سَألتَهِمُ البَحرَ بِعينيّ ،
و أجُرّ إزارَ الخيبةِ الذي كنت ارتديهِ ،خلفي..
و حينَ يجّفُ الدمعُ تحتَ الشمسِ الحارِقةِ،
و تَتفّتَحُ قُروحُ الجسدِ كلِّها ،
سأعود بشوقٍ مُستطيرٍ إلى الموت!..
.
آية الرفاعي
10-11-2021, 09:42 AM
تَألّقْ، لا تُبالِغْ في انتِقاءِ مَلابِسِك..
تَحَرّرْ قَدرَ ما تستَطيع!..
اختَرْ كوباً مِنْ القهوةِ الطازَجَة ،
ظِلالَ شجرةٍ طاعِنةٍ في الجَمال،
طريقاً أطول مِنْ أحزَانِك ،
رفيقاً عاشقاً ،
بقايا طفولَتِكَ ،
محاصيل المَرَح،
و استَقبِلْ مَطَرَ الحياة!.
آية الرفاعي
12-01-2021, 09:17 PM
.
.
سأطعَنُ النّصَ في خِاصرتِهِ، حتى لا يستمرّ أكثَرَ مِنْ ذَلِك!..
حتى يتجنّبَ الصورَ المُتداخِلة، و اضطرابَ الضبابِ الذي غشّى دواخِلَ الواقِع..
ليخرج من ضائقة التفاصيل ، إلى سِعةِ الذاكرةِ الأبديّةِ، حيثُ ننسى في الظاهرِ كلّ شيء، ولا نَنسى في الواقِعِ أيّ شيء!..
سأطوي الحديثَ ، و دفقاتِ الدهشةِ التي تحومُ على أصابِعي الراجِفَةِ و أتعالى على اللحظة و أنا أمسحُ العرَقَ عن جَبينِ الارتِباكْ..
سأستَنِدُ إلى الاستِبداد في داخلي،
و إلى الكبرياءِ في ملامحِ وجهِك..
و أتدّثرُ بالخاتمة:
دَعْ عَنْكَ كلّ ما سَبقَ من لغوِ الأحادِيثْ التي بُحتُ بِها، لَكْ..
كلَّ ما كُنتُهُ ، كلَّ ما كَتَبتُهُ ، كلَّ ما عِشتُهُ..
لقَدْ كانَ مَحضَ تَجدِيفٍ باللّغَة!..
إغراقٌ سَفيهٌ للمعاني على هيئةِ جُمَلٍ طافية فوقَ النصوصِ العتيقةِ المُتهالِكة!..
جرّدْ عَقلَكَ منّي، مِنْ حِرفَتي في مُراوغةِ الدلالاتِ، و مِنْ غوايَةِ التراكيبِ الناضِجة!..
و اعلَم، آخراً، أنّني ابنةُ غيمةٍ ، لا حيّزْ لي في هذا العالِم!..
محضُ قطرةٍ، أتكاثَفُ و أضيع..
أتبَخّرُ و أتلاشى..
لا أثرَ حقيقيّ لي!.
لا رائحة حقيقيّة لي!..
.
.
.
و نعودُ إلى ما كنّاهُ دوماً..
شياطينُ شقيّة تسخرُ مِنْ الحياة!.
آية الرفاعي
12-09-2021, 11:52 AM
ابنةُ الحُزنْ!
وكُنّا نَحرُثُ رملَ الشطآنِ بأقدامِنا الحافية..
تَنثرُ تعويذَةَ فُضولِكَ،
فَ يَنبُتُ جناحّ في يَمينِ لِساني!
أحُكّ صوتي بِصوّانْ صَمتِك ،
و شرارةُ النصّ الهائِجِ تفقأُ عتمةَ الليلْ!.
أنا ابنةُ الحزنِ..
ابنةُ امرأةٍ ثلاثينيّةٍ ، قدّت من رَحمها جَسدي و الكَبَد و خُرافَةُ البقاء!
أُقيمُ مآتِمَ للعبثيّةِ على حدودِ عَقلي..
و أهجو بأسطرٍ من نارٍ غوايةَ التلاشي..
أنا ابنةُ السَماءِ..
أهطِلُ من النَجماتِ عرقاً مالحاً على خَطواتِ المارّينَ ليلاً من صميمِ فوضاهم ، إلى ثَكناتِ الصمتِ ، يوارونَ فيها الأحلامَ، و الصدى!
وَلَدْتُ الوَجَعَ حينَ أرخيتُ جَسَدي على نَوافِذِ الأسئلةِ الفاصلةِ، ما بينَ الإجاباتِ التي تُنعِشُ المَعرِفةَ ، و تِلكَ التي تغترُّ بالجَهل، وَ لمْ أخفِ فَتْقَ السقوطَ حينَ زوبعة!
أكنِسُ صوتَ الألمِ من مَفاصِلِ الجسدِ..
و أصُفّ أوعيةَ القلبِ تحتَ أسطُحِ العقلِ المثقوبة..
أُعِيْدُ تَصفِيفَ الأبجديّةِ على أطرافِ أصابعي ..
النونُ بعدَ الألفِ بخطوةٍ واحدةٍ،
و التاءُ لا تَعرِفُ الانكسار!
و أنا -إذا ما استدعى قَدري-
ابنةُ الحظّ!
و رَبّةُ الأملِ الذي يقعُ في شبكيّةِ العينِ فَيُبصرُ !
وُلِدتُ مِن تُرابٍ ثَمينٍ ،
و فُتِنتُ بِصدقاتِ الأرضِ عليّ..
لا أفتُرُ بعدَ شَبَقِ الروحِ..
و لا يسكُنُ صريرُ قَلبي..
و أزرعُ في أصُصِ الليلِ الآهاتْ، فَتُزهِرُ شمساً في رأسي!
آية الرفاعي
12-14-2021, 03:39 PM
كَ حِصارِ مُدُنٍ عريقةٍ، يصيرُ أَرَقُك..
.
.
الحلمُ هزيمةٌ بَشعة ،
و اليَقظَةُ انتصارٌ وهميّ!
آية الرفاعي
12-21-2021, 05:31 PM
من أجلِ اليقينِ ، و كفّاراتِ الفراغ، و شظايا السعي :
نَجتَرحُ لحظةً بينَ زمنينِ ضَخمين و نَأخُذ مِنها سِياطَ القوة!
آية الرفاعي
01-03-2022, 07:03 PM
دَفَقٌ موسيقيٌّ يفلقُ الصمتَ ويَلِدُ رقصةً مُتعاليةً عليه.
آية الرفاعي
01-27-2022, 06:42 PM
يَفصِلُكَ عن الجُنونِ شعرةٌ واحدةٌ..
وأنتَ الآن في مُنتهى العقلانيّة..
و لا شيءَ يفصِلُكَ عنْ الدهشة!
آية الرفاعي
01-29-2022, 10:40 PM
المَطَرُ عقيدةٌ، اعتِناقُها إيمان!.
آية الرفاعي
02-01-2022, 08:05 AM
أنتَ:
مُمسِكاً بِيَمينِكَ يدَ الحُزنِ الهَرِمِ ، و بِشمالِكَ تَغرِسُ فَأسَ الصَمتِ في جثّةِ الغروبِ , فَتشطِرُها نِصفَينْ!..
غارِقاً بِدَمِ السَماءِ ، ولَعناتِ الطيورِ ، وخَيباتِ الليلِ الآتِ ، وهائِماً على وَجهِكَ في مُدُنِ الملحِ والقهر..
مُحاطاً بالآلافِ ، ووحيداً للغايةِ..
تجلِسُ مُنهكاً على مقعدٍ محشوّ بِحكايا المارّة ، وأحماضِهم النوويّةِ، و الحزنُ يُفلِتُ مِنْ يَدِكَ يُفتِّشُ عن قرينٍ لِيتناسَل!.
.
.
.
تَلتَقِطُ -بينَ إصبَعين- هوّيَتكَ المُحترقة!..
أربعونَ شتاءً أو يزيدُ ، عُمرُ روحِكَ ..
آتٍ مِنْ وطنٍ سَقطً عنِ الخارِطةِ و ارتطمَ بِمِقصلةِ التاريخِ ، فقصَمَتهً ألفَ شَظِيّة!.
تسكُنُ خانَ الوجودِ، و حاناتِ السهرِ ، وأوجُهَ النّاسِ الزُجاجيّة!..
تنحَدِرُ مِن عائِلةٍ حاصرَها الموت مِنْ كُلّ جيلٍ ..
عيناكَ غيمَتانِ ، تَسكُنُهما شياطينٌ ومَلائِكة ، و قلبُكَ نصفهُ حجرٌ, ونِصفُه شمعٌ, وكلّهُ نابِض!..
و صوتُكَ انحناءُ جَبَلٍ في صعودِهِ إلى القمّةِ ،و تجاعيدُكَ أنيقةٌ ..
و لِضحكتكَ يَفرِدُ القَدَرُ جناحيهِ على أرضٍ خصبةٍ، يضرِبْهُما بالطينِ ، فَتنبَعِثُ أجنّةُ الأملِ و يَرقاتُ البقاء!..
بِدَمعِكَ تَعجِنُ قَمحَ الأسئِلةِ ، وتلتَهمُ الإجاباتِ المالِحة من موائِدِ المَلامِح!..
لستَ صُعلوكاً حقيقيّاً، لكنّكَ لا تميلُ إلى كَونِك ميسورَ النَفس!..
*ثروَتُكَ ، ضميرٌ واحدٌ مُنفصلٌ : أنتْ..
تُخَبِئُهُ في قبوٍّ منفيٍّ على حُدودِ النِسيان!..
.
.
.
هويّتُكُ جمر ورماد, مُنتهيةُ الصلاحيّةِ (الآن) ، تتسَرّبُ منها كلُّ اللحظاتِ : الخالدةِ والفانية ..
وأنتَ بعدَ أنْ رَبّتَ على كتفِ حزْنِكَ الهرمِ ، و ثَنَيتَهُ عنْ إغواءِ التمَدُّدِ ، تُنفُضُ فَظاظَتَهُ عنْ جَبينِكَ،
ترشقُ المارّةِ بجاذِبيَتِّكَ الماكِرة, و ابتسامَتُكَ التي تميلُ إلى شرقِ الحياةِ ، تَنزِعُ عن وجهِ الشمسِ كَدَرَ الليلِ.
.
.
.
في طريقِ عَودَتِك- من اغتِرابِكَ- ، تَشتَري خريفاً مِنْ سوقِ الأمنياتِ الباهِظِ و تَتناوَلهُ على مَهلٍ ..
تَفتَحُ كَفَيْكَ ، فَتَتَطايَرُ فقاعاتُ الأمنياتِ ..
و تُلامِسُ -بِهالةِ الرّغبةِ التي تُحيطُكَ- جدائِلَ الشعرِ الذهبيّةِ، و الأماكنَ القديمة ، و ترانيمَ فناجينِ القهوةِ حينَ ترتطمُ بالخَشَبِ العتيقِ، و الزُقاقُ الذي ينفَتِحُ على نوافذ مكسوّةٌ بالوَردِ و قصصِ الحبّ الفتيّة!..
تحاوِرُ ظِلّاً خفيفاً بنظراتِكَ ، و تنتَقي -على سبيلِ الحَظِّ- قلباً لحبٍّ لا ينضَبْ..
و روحاً، اثنتانِ ،أو يزيد.. لأجلِ ما تبَقى من سِنين! ..
.
.
.
في هوامِش الزَمَنِ:
يزفُرُكَ الصَيفُ ، كآخرِ مُتسوّلٍ مِنْ جيبِ الحياة..
شعرُكَ مُشعّثٌّ وأقدامُكَ مهترِئةٌ، وعمودُ إنسانِيَّتِكَ مُنحَنٍ ..
تعبُرُ بوّاباتِ الخريفِ خِلسةً، حيثُ اصفِرارُ الروحِ يَفتِنُ اخضرارَ الوَهْمِ..
تُؤازِرُكَ في ضياعِكَ غيمةٌ جريئةٌ ، تأخُذُكَ إلى رُكنٍ بارِدٍ ، تُشبِعُكَ مطراً يَغسِلُكَ مِنْ ذَنبِ الوجودِ، و فلسَفَةِ الأيَّامِ، و اضطرابِ المَسير!..
أنتَ -دوماً- مدينٌ للخريفِ بِهَطلٍ وبضعِ ليالٍ قضيتَها في أوجِ السعادة!.
.
.
.
أنتَ (قد) تُزهِقُ روحَ النَّصِ بسُخرِيَتِكَ الماجِنَةِ ، فَتصيرُ: ضميراً مستَتِراً!.
آية الرفاعي
02-04-2022, 05:34 PM
قالَ لها بصوتٍ هامسٍ:
رأسي ملبدّةٌ بالغيومِ , لا أرى الشمسَ أينما ولَيّتُ بصيرتي!..
لن أستطيعَ مغادرةَ الحزنِ اليوم!..
ردّت عليهِ بنحيبِها المبحوح: لا أظنّ أنّك ستغادره يوماً,
تعالَ نخيطُ من غيابنا فيه، خيمة!..
آية الرفاعي
02-05-2022, 01:24 PM
.
.
ليتَ : تَضمَحِلُّ..
ولعلّ : تتعاظَمُ..
والأمنياتُ تفتحُ نوافِذَها لرِياحِ الحقيقة..
.
.
.
آية الرفاعي
02-06-2022, 08:01 PM
و أمدُّ قلبي على باطنِ الشوقِ،
أنزعُ عنْ عينيَ غِشاءَ الأرقِ، وضبابيَّةِ الصُور..
و أزرَعُكَ في دواخِلِ الروحِ.
هكذا فقطْ أجعَلُكَ في مَنأى عن أوهامِ الحكايا الخرافيّة التي تتدّفَقُ من إبهامِكَ حينَ تكونُ مُلهَماً،
وأحيطُكَ للأبدِ بابتسامَتي.
آية الرفاعي
02-18-2022, 07:53 AM
ينمو الفَرَاغُ دون أن نَزرَعهُ، لكنّهُ يحصدُنا !..
آية الرفاعي
02-21-2022, 07:28 AM
في النهاية لا احد ينتصر!
لا الشمس تحرق البحر بِحُمرةِ نارِها..
و لا البحر يُخمدُ وهجها الصارخ..
.
.
هل فهمتَ الآن ما كنتُ أقولهُ لكَ طوال الوقت؟!..
لا أحد ينتصرُ بشكلٍ قاطع!..
إنّها معارك عابرة، أشباه حروب صغيرة،
نُتفٌ من الحياة.. هذا كلّ ما يحدثُ!
الحربُ الحقيقية خفيّةٌ للغاية ، حادّة بشكلٍ لا يتقاطعُ مع الجحود.. و صعبة، صعبةٌ بشكل لا يُطاق..
و نتائجها ضربٌ من التنجيم، أو الثقة العابِثة!..
آية الرفاعي
02-25-2022, 11:21 AM
الغروبُ :
خريفُ النَّهارِ،
مطرُ الذاكرةِ،
و صلاةُ القلبْ!
آية الرفاعي
02-27-2022, 07:25 PM
قالَ في مطلَعِ موتِه:
و أخيراً تجدكَ تخرجُ من بوابةِ الحياةِ، بأسمالٍ ممزقةٍ، و ابتسامةٍ مترهلةٍ، و اندهاش!..
لا صديقَ حقيقيّ يدّق معكَ الحياةٓ لتستخلِصانِ معاً زبدةَ الأفكارِ التي فوقها بنت الأيامُ مجدها..
و لا فرحٌ حقيقيّ ممتدّ الى زوايا العجزِ ..
و لا حبّ لا تطالُهُ ألسنَةُ العاداتِ..
و لا شرفةٌ واحدةٌ، تطلّ على شطآن السكونِ، تغرسُ اللامبالاةَ في أعينِ الدمع..
و لا شيئا ممّا زرعتٓهُ، حصدت..
تقول في عجزِ موتِكٓ:
و كلُّ الذي فوقَ الترابِ ترابُ..
تتدّثرُ بالقبرِ، و تنسَحِبُ من قافيةِ الحياة!..
آية الرفاعي
03-01-2022, 08:31 PM
وأنتَ تَصعدُ درجةَ آذارٍ..يَنفتِحُ صدرُكَ للرّبيعِ، و تخضّرُّ روحُكَ..
ينثَني البردُ في داخِلِكَ، يَتراجَعُ ..و تُسَجّلُّ ذبذباتُ الأمل منحنياً صاعداً نحوَ الفرَحِ..
و أنتَ توّدِعُ مائةَ يومٍ من العُزلَةِ، و تشرّعُ نوافِذَ عقلِكَ..تنفضُ الغُبارَ عن كُتُبِكَ التي أهملتها..
تُعيدُ الانتماءَ إلى إنسيّتِكَ الحقيقيّةِ..إلى أوطانِكَ التي لم تُنسى لكنّها جمّدت فيكَ اللغة..
تنتظرُ الدهشاتِ من طُرقٍ قديمةٍ، مع أصدقاء الروح..و تكتشفُ أنّك قابلٌ للقسمَةِ على نفسِكَ..و أنّكَ واحدٌ صحيحٌ مهما انكسرتْ!
آية الرفاعي
03-04-2022, 04:11 PM
وحيدةً، و استثنائيةً : أقِفُ على حدودِ الذاكرةِ المكتوبةِ من حجارةِ الوجعِ، و رمادِ الحزنِ، و رمالِ الفلسفةِ الفكريّة..
و أرقصُ كأنّها قيامةُ القلبِ!..
مُعتدّةً بذاتي، و باخضرارِ النصِّ في مُخيلتي، و بِرائحةِ النصرِ التي تفوحُ من أَضلُعي..
خلفي أشياءٌ لا حصرَ لها، كلّ الأشياء خلفي في الحقيقةِ..
تزيدُني تألقاً أحياناً، و أحياناً أخرى تُسدِلُ العتمةَ عليّ، سارقةً دواخلي المُظلمة!..
ولا شيءَ يُثنيني عن البقاءِ جسورةً، أُلملمُ النفوسَ المطحونَةَ و أُعيدُ تشكيلها على هيئة الحُلم الذي لطالما استوطَنَني.
آية الرفاعي
03-07-2022, 08:53 PM
اصغِ إلى الأصواتِ : لا تَحكُم عليها.
اصغِ إلى (الصمتِ) تحتَ الأصوات!.
آية الرفاعي
03-07-2022, 08:59 PM
.
.
نُتوءاتُ الروحِ تُصدِرُ عويلاً حينَ أيِّ نَسمَة..
لذا، ابحثْ عن فراغٍ تَسكُنُهُ كي تُمارِسَ الصَمتْ!.
آية الرفاعي
03-15-2022, 08:55 PM
من هُناك.. حيثُ الليلُ مُسجّى في تابوتُ الحلمِ المُسّن..
بلا حبرٍ في الجوار..
و جسدُ وجودِكَ يرتعشُ ،
يتقلّصُ الكونُ فيكَ.. و يشتَد عودُ البقاء..
.
.
حركة الأنامل الزاحفةِ على وترِ اللغةِ بلا وعي..
دقّاتُ خلخال القلمِ على وجعٍ منسيّ، أزليّ ..
و الفوضى التي يخلّفُها الوهنُ الطريّ ، حيثُ تتمددُّ الروحُ على أرجوحةٍ في أقاصي الذاكرة !..
.
.
لا تعرِفُ كيفَ تُعجَنُ الحروفُ، دون قطراتِ الندى!..
دونَ صباحٍ شاهقٍ ، بعيد!..
كيف يختنقُ النصُّ فجأةً، و لا يُولدُ أبدا! ..
آية الرفاعي
03-16-2022, 09:37 PM
شقيّةٌ تلك الأيّامُ التي لا تُنحَتُ بإزميلِ التأنّي والتأمُل ،
ولا يُنقَشُ على قِوامها وسامُ الحكمةِ أو بعضُه..
تترَّهل و تفقد رائحتها العتيقة!.
آية الرفاعي
03-22-2022, 10:19 PM
أحياناً..
(من الجهةِ التي يطّلُ فيها وجهكَ على الكونِ)..
يتحلّلُ جذرُ العالمِ إلى الأوليّات , تتباعدُ فصائِلُ الوجودِ عن أصولِها..
تتبعثرُّ الأمانيّ في رائحةِ الأرض الهائجةِ , و يُنثَرُ الرملُ في عينِ الشمس!..
تعودُ الأشياء إلى الفراغِ المطلق،إلى سرمديّتها..
ثمّ, غالباً..
(حينَ تُديرُ وجهكَ إلى الطرف الآخر من الكون!)..
وميضٌ واحد من بينِ النهاياتِ العاصِفةِ ، يتقّد..
و يحمِلُكَ معه, وإليه..إلى السكينة الغضّة..
حيثُ تترّتبُّ المشاعرُ بدّقةٍ ,على رفوفٍ متينةٍ ..
و تُشرَعُ النوافذ لِتَدَّفُقِ عطايا النُورِ, و تُخمِدُ لهيبَ الزوبعاتِ الضّالة..
حيثُ الجبائِرُ المعدّة سلفاً لكسورِ الروح التي تُذلّلُ الخطوات..
ولُقاحاتُ القوّة التي تُخضِعُ آفاتِ النفس..
حيثُ يحتمي قلبٌ واحدٌ بِقلبٍ واحدٍ.. لا غيرهما..
حيثُ أنت..وحيد في عالَمٍ.. وعالَمٌ في واحد!..
و دائماً..
( لأجلِ الهُدن الذاتية, وإقامة حواجز مناعيّة..)..
كلّما سنحتْ لكَ الفرصة:
امضُغ نفوس الآخرين في عقلك,
و إذا ما تخلصتْ من علقم الخُلقِ, و خشونة الطَبعِ, و قسوةِ الفؤادِ، وزيفِ المُراد..
فاحتفظ لنفسك بِزبدة الإنسانيّة لعلّها تقيكَ بردَ الوجود في عالم مشترك!.
آية الرفاعي
03-23-2022, 10:09 PM
حينَ راوَدَتْكَ قبضتُكَ على خَنقِ بذرةِ البقاءِ التي في عينيّ..
و ظَنَنْتَ أنّني سأستلقي بأنفاسٍ مكبوتةٍ , وأيدٍ مكتوفةٍ, و عزيمةٍ مخذولة!..
انشَقَقْتُ عَن جَذرِ الكراهيةِ, جَذعاً يابِساً شاهِقَ الارتِفاع..
ومن اليَباسِ ذاتِه الذي شكّلنّي , انتفضتُ ورقةً يانعة, هشّة في تكوينِها, صلبة الإرادة!..
.
.
أنا الضعفُ الذي في الإنسانيّة, والقوّةُ التي في الإنسان..
اتكىء على كوعِ الصبرِ , على رُكبَةِ الإصرار.. و أركضُ إلى عالمٍ على مَقاسِ الحبّ الذي في قلبي..
على هيئةِ الحُلمِ الملّونِ في تلافيفِ عقلي..و أخترقُ الحدودَ دونَ خوفٍ!.
آية الرفاعي
03-26-2022, 01:01 AM
ما يُذهلني حقاً،
أنّ الذنوبَ لا تنفذ من عينيكَ ،
كما لا تنفذُ أعوادُ الثقاب من جيبِك!..
أنتَ، دوماً، قابلٌ للاشتعال!
*
آية الرفاعي
03-28-2022, 11:48 PM
تعالَ نَترُك الليلَ جانباً..
نهرُب مِنْ مُعسكراتِ الصمتِ المُقامَةِ على أفواهنا،
نتحرّرُ مِنْ لُغةِ الإشارةِ العقيمةِ،
نبتعدُ حتى حُدودِ التجرّد..حيثُ نَفقِدُ اسمائنا، انتِماءاتنا المعرّفة..و هويّاتِ تنّكرّنا،
ونعودُ إلى أوّل عهدنا..إنساً و حسب.
نبتدِيءُ عزفَ الحوارِ الخافِتِ، ثمّ نَضرِبُ على وَترِ الفلسفة، فَننهشُ منه مقطوعةً..
و نُعيدُ نيشانَ الكينونةِ إلى صَدرِ الوجود..نفرحُ بضجيج، ننفَعِلُ بجنونٍ..
نكتبُ تاريخنا الخاص على شفافيّةِ الهواء..نَبتَلعهُ..كي لا نُتهمّ بِه،
نحفظ سلالة عَقلِنا الخاصّ قبلَ أنْ تَشي بِنا النُجوم.
ننسَلُّ إلى ركنٍ باردِ الروح، حارق الأنفاس.. ندّعي البكم و نحترِفه..
*
آية الرفاعي
03-29-2022, 11:27 PM
الغربةُ:
انسلاخٌ عنْ الذات، انفلاتٌ أمنيٌّ لخلايا الجسدِ، شغبٌ روحيٌّ،
اجتيازٌ متهوّرٌ لحدودٍ مُغلَقة.
آية الرفاعي
03-29-2022, 11:31 PM
اجمعْ ما تبّقى لكَ من عزيمةٍ,
احزم تفاصيلَكَ الروحيّةَ المُتناثِرة،
قُدْ حقيبَتَكَ/حقيقَتَكَ الأخيرة إلى منفى العُمر..
.
.
فلا الصمتُ، ولا الليلُ، ولا بقايا الحُلمِ لكْ!
آية الرفاعي
04-03-2022, 09:07 PM
إنّني واقعةٌ في حبّ نيسان..
ربما يجبُ عليّ القولُ، أنّ هذا الحبُّ وُلدَ معي، و كَبُرَ معي..
و أخذ، لأسباب َمختلفةٍ، مكاناً ثابتاً في القلبِ مع مُنحنى الزمَن!..
كنتُ دوماً محصورَةً بنيسان، أتراوحُ ما بينَ آذار و أيّار بالتأكيد..
و رغمَ أنّ هذا الأمر لا يتعلّقُ بالربيعِ مُباشرةً، فالشتاءُ سيدُ الفُصول عندي، و مَرجِعُها.. لكنّهُ من بعيدٍ يُخلّدُ الشغفَ بألوانِ الطبيعةِ، و لوحةِ الحياة..
الأمر برمّتِهِ كانَ مُقترِناً بأرشيفِ الذاكرة، و خواصّ الأحداثِ.. بالولادةِ ، باللقاءات المُصادِفةِ لتشكيل هيكلي الوجوديّ، بالأشخاصِ الذينَ حفروا الطريقَ على هيئةِ قلب.. بالنتائجِ التي تبلورتْ خنادِقَ أحتمي بِها من نزاعاتِ العقل..
و بِالحُب..
نيسانُ، حملَني من كفّ الحياةِ إلى كفّها الآخر دونَ جسرٍ،
أخذني إلى ألقٍ لا تخفتُ حدّته..
في نيسان، أقرأُ أكثر، الكتب و الطبيعة و البشر..
أشتَهي أطباق الحياةِ بصورةٍ مطلقةٍ على تنوّع مذاقاتِها..
و تبدو لي الانكساراتُ فيه، نقاط انطلاقٍ!
في نيسان أخزّنُ الفرحَ في عبواتٍ، أراقبُ الشروقَ و الغروبَ بشكلٍ شبهِ يوميٍّ و بدهشةٍ مُتجددة ، أشعرُ بالحريّةِ، بالتصالُح مع بواباتِ العبورِ إلى الفصول..
في نيسان، ترقصُ مصائري غبطة.. في حلباتِ الحياةٍ، و على جوانبِ المشاعر..
آية الرفاعي
04-05-2022, 11:52 PM
وَ مِنْ صيَغِ الحبّ النادِرةِ, ما اكتَمَلَ لحظةَ اختراقِ الشمسِ لشفافيةِ البصيرةِ, فــ أُسبِغَتْ عليه الحلاوةُ والنضجُ ،
واقتربَ إلى الإحسانِ كأنّهُ الغيبوبةُ الواعية..
وهذا حبٌّ لا تَصلُحُ الحياةُ مِن دونِه, ولا تزدّهرُ فيها الأمنياتُ بعيداً عنه..
يُلملِمُ النَبضَ مِن أرجاءِ القلبِ, ويُسكِنهُ في فَسيحِ العطاءِ,,
عبقريُّ التكوينِ, لا يبتَدِعُ عُرفاً لِلظهورِ في العتماتِ, يُنكِرُ الوَهمَ, وَ يُتقِنُ الإيمان!..
آية الرفاعي
04-08-2022, 09:39 PM
سِيّان وجعنا..شتّانَ بينَ طَرائقنَا!.
آية الرفاعي
04-11-2022, 11:00 PM
و أعوذُ بكٓ يا الله..
من زاويةٍ قاتمةٍ و ضيّقة، تفتّكُ بالنفسِ، وتصهرُ الروح،
فيتقلّصُ مدى الإنسانْ فيها، و تُطبِقُ على منافذ العقلِ، وراياتِ الأحلام..
و تُزعزِعُ النظر، وتَكسِرُ البَصيرة!..
*
آية الرفاعي
04-12-2022, 09:20 PM
قلتُ لكَ مراراً:تعالَ نتخفّفُ من حِمل الجسدِ الثقيل، من التعاليم، وآفاقِ الحلم..
من الروحِ الشريرةِ في ثنايا الأماكنِ..
من طلاسيم الخفاءِ والماوراء!..
من الوهم والاحتمالات!..
من كلّ شيءّ لا يأخذنا إلى أنفسنا الحقيقية..
فــ متى تفعل؟!..
آية الرفاعي
04-17-2022, 11:14 PM
.
.
.
كنتُ أنسجُ الشوقَ و أنا ساهِبةٌ في خيالاتِ اللقاء حتى تتقطّعَ أنفاسي!..
و كنتُ أرى لقاءنَا في عيونِ القَدَرِ، يأتي مِنْ حوافِ الغيابِ الحادّةِ إلى مَكامنِ السخريّةِ فينا!..
أمدّ وجودي نحوَكَ، تمدّ كينونتَكَ نحوي..
نتعانقُ و ضحكاتُ مُأرشَفةٌ تسقطُ من على أغصانِ ارتباكِنا..
كنتُ أظنّ أنّنا سنكونُ عابثينِ ، و سنحتسي القهوةَ المرّةَ و صوت صريرِ الصمتِ تقطَعهُ الألحانُ اللاتينيّة الموغلة بالوجع..
ندّخنُ لفائِفَ همومِنا..
و إن كانَ يخرجُ من فمي دخانٌ عبثيّ..
فَمِنْ فَمِكَ يخرجُ دخانُ الفقد!..
و ظننتُ أنّنا سنغرقُ في بحور الحوارات الفائتة ، أو تلك التي لم يتسنّى لنا خوضها من قبل..
و نلتَ من ظنوني كلّها ، حينَ أتيتَ بوجهٍ حزينٍ تتداخلُ فيه فتنةُ الجمال بإثارة اللامبالاة..
و انقلبتَ على قلبي حينَ أمسكتَ به ، و عجنتَ كلماتي بإصرَارِكَ على الشَقاءِ،
أخذتني من أمزجةِ العفويّةِ، إلى مَدارِكِ المستحيل..
افتعلتَ وجوداً جديداً لِحكايا المغيبِ التي أرويها و أنا مُغمِضة العينين..
.
.
.
آية الرفاعي
04-22-2022, 04:30 PM
صمتُكَ , كــ الضوءِ ..
برّاقٌ, مُتطاولٌ , وغيرُ قابلٍ للإنتهاء!..
لكنّه ليسَ سريعا!..
على مَهلٍ تأخذُ حصتّكَ من الأنفاسِ..
على مهلِ تَزفُرُ دُخانَ أفكاركِ عبرَ عينيكَ..
و على مهلٍ تنسلُّ (أنتَ) من نافذتَي سَمعي الى مَدافِن القلب!..
دونَ مراسمٍ , نُقيمُ حَفلاً لِ نُزوحِ كلماتِكَ من مُحيطِ ثَورَتِكَ العقليّةِ , إلى مُخيمّاتِ دَفاتِري!..
نزوحٌ بالجُملةِ..
لِما تخمّر في ذِهنِكَ عبرَ اختراقِ الصمت للسنين..
وَ ما احتسَاهُ الجسدُ من اختلاجاتِ القلبِ , و طقطَقَةِ المفاصِلِ, و سَريانِ السيالاتِ الصاعدّةِ نحوَ الألمِ المُطلق!..
نزوحٌ بالجملةِ, لــ شظايا تَفاصِيلِكَ إلى وعي أناملي!..
يزدادُ صمتُك خفّةً..
يَرتَدي المواراةَ, و يكمِلُ مسيرَهُ نحوَ الماضي اللامنتهي..
و تزدادُ دفاتري صَفحاتٍ جديدة..فيها لونٌ لا يتحلّلُ , ولا يندَمجُ , ولا يمثّلُّ إلّا نَفسه (أنتَ, وأنا)..
و تَصيرُ حربُكَ , ملاذي..
وَ ضحاياكَ مَسكني..
ومنكَ أُعيدُني كرّةً أخرى..!..
*
آية الرفاعي
04-25-2022, 08:37 PM
أسألُكَ يا الله ، أنْ تَنفثّ فيَّ مِنْ رُوحِكَ سكينةً لا يُنازِعُها شقاء!
سكينةٌ تُشبهُ جمالَ بحرٍ هادىءٍ ساعةَ غروبٍ!
و أنْ ترفعني مِنْ مُنحدراتِ الكَلَلِ إلى قِمَمِ الرضا..
أنْ تُغدِقَ على جَفافِ روحي ماءً صافياً لا تُعكرُّهُ خُطوبُ الفكرِ و لا سَقَطاتُ الضلّال!..
و أنْ تمنَحني ، يا الله ، قوّةً و صبراً أنفذُ مِن خلالهما إلى بصيرةٍ عظيمةٍ لا تأخذها نَزْعاتُ الضجرِ و لا كُفر الجحود.
آية الرفاعي
04-28-2022, 06:27 PM
ينفَلِتُ الأملُ مِن عِقالِ جَديِلَتِها..
يَنسَدِلُ على ظَهرِها شلّالاً .. تزيّنُ جيدَها بِحُليّةِ سامِقة..
و الضَحِكُ لونُ زينَةِ وَجهها الوضّاء!..
تُحاصِرُ الفرَاشاتِ في كَفيّها..تُطلِقُها على بُؤرةِ روحِها, حيثُ الزهرُ لا يملُّ العِطرَ هناك..
تَنفُخُ ورقَ الوردِ بأنفاسِها الحارّةِ, فــ تَصبُغُ شيبَ الأرضِ بالحيويّة..
و بِنَظرَتِها اللوزِيّة , تَفتَحُ للرَبيعِ أبوابَ الدَهشَةِ..
وَ صوتُها يَتنَاسَلُ حكمةً ..
تَقطَعُ طُرُقَ الصمتِ الى صَخَبِ حقيقَتِها..
تَنشُر أصُصَ السعادةِ على حبالٍ معلّقةِ حولَ بيوتِ الكونِ..
تَغرِسُ شتلاتِ الرّقةِ على أسقُفِ الأكواخِ..
و تَحفرُ على شِريانِ شجرةٍ أسطوريّةٍ, حكايَةَ اللّذة..
* في وصفِ جَمالِ #القُدس.
آية الرفاعي
04-30-2022, 02:53 AM
تحطُّ رِحالَكَ..
و تنفّكُ عُقدُ حبلِ مسيرَتِكَ المُحكمةِ الفوضى،
يرتَخي الوجودُ:
تهوي أنتَ في عيونِ البَعض..لكنّك في الحقيقةِ تتحرّرُ..
تتحرّكُ بعشوائيّةٍ..و يداكَ تضُمّانِ الهواء الخفيّ..
ومِنْ على شفاهِكَ تَقذِفُ زفراتِ الدهشةِ :ما كان وما سيكون..
و شيءٌ ما يشدّكَ إلى الانغِماس في (الطفو)!..حيثُ أنتَ تتحوصلُ في عالمِكَ الأصغر..
تُصارعُ الجاذبيةَ دونَ قصدٍ بِافتِعالِ مشاكلَ كونيّة..
لا أحدَ يفهمُ ما معنى أن تكونَ بينَ الغيوم لحظةً،
ثمّ -في لحظةٍ أُخرى-..
"تسقطُ" بِرِّقَةٍ على سطحٍ شاسعٍ ..
والحلمُ الذي فيكَ.."يرتقي"!..
آية الرفاعي
05-01-2022, 01:11 AM
الزَمَنُ والجَمال، لا يمتزِجانِ ولا يَختَلِطانِ في وعاءِ الحياة!
يطفو الزَمَنُ على سطحِ القَلبِ :
بُقعةٌ سوداءٌ قليلةُ الكثافةِ ثقيلةُ الظِلِّ، ومُنهِكةٌ وليستْ قابلة للغوصِ في حكايا الجمالِ الرصينة!
آية الرفاعي
05-01-2022, 09:52 PM
وعلى أنْ غالِبيَّتنا لم يحظَ بعدُ به، وإلى أنْ يأتي ذاكَ العيدُ المُزدَحِمِ بِالسَعادَة الآنِيّةِ والدائِمَة،دونَ فقدٍ، وَجَعٍ أو شقاءْ..
حينَ تبدو التفاصيلُ مطرَزَّةً بِالكَمال،و القلبُ يَفرُكُ مِصباحَ الضِحكاتِ السحريِّ فتعجُّ أوقاتُنا بالنَعيم!..
حينَ نكون بالقُربِ ممّنْ هم نحنُ، والوَصلُ عقيدَتُنا..
ودمُ الأوطانِ، كلّ الأوطان تضُّخُ العَطاء في أكُفِّنا، وتعيدُ سردَ المجدِ عن ظَهرِ قَلبْ..
إلى أنْ نصلَ أيقونةَ السكينةِ، وتمتَماتُ الفرحِ نياشينٌ تُزَيِّنُ صدورِنا..
نتركُ الآلآمَ مُخبأةٌ في قواريرَ منسيّة على رفوفِ الأيّامِ، ونبتَهِجُ بِالعيد!..
كل عامٍ وأنتم بخير.
آية الرفاعي
05-16-2022, 01:16 AM
قوسُ الزمنِ يصوّبُ سهماً حادّاً على رأسِ السكينة!.
آية الرفاعي
05-17-2022, 11:42 PM
وأنا فتاةٌ هازِئَةٌ جدّاً, جدّاً..
جِدّاً..
أَشرَعُ صدري لشمسِ الصباحِ المُتفائِلةِ , وتَشاؤُميّات (سيوران) القاتِمة!..
و أَطبَعُ قُبلةَ طمأنينَةٍ على غِلافِ الليلِ, وأنا أجرعُ شذراتِ لاطمَأنينَةِ (بيسوا)!..
أمتَلِكُ مَلامِحَ مالنخوليا سعيدة!..
و لا أعتنقُ التراجيديا ,حتى البيضاءَ مِنها!..
أُواعِدُ الحُزنَ ,حينَ يَقُصُّ الوقتُ أطرافَ روحي ..
وابتسامةٌ قِبلَتُها مائِلةٌ إلى اعتناقِ القَدَرِ , تُراوِدُ – الحُزنَ – عن نفسه , تَلوكهُ..
و تَهزِمُه!
أُدَغدِغُ خاصرةَ الأيامِ الهرمةِ التي جُعِدّتْ أَجبُنُها ,
و أهزُّ كَتِفَ اللامُبالاةِ ,حينَ يصطَكُّ وحيُ اليَأسِ بجِدارِ أُذُني!..
أُقدِمُِ بِضَجيجٍ، أَرقُبُ بصمتٍ، أصمتُ بتعالٍ، وأنتهزُ الضحكة التي تَرفَعني إلى قمّةِ المعرفة!
فتاةٌ ساخرةٌ قاسيةٌ , أشعلُ حرباً مع الحياةِ , و أُديرُ قَلبي صوبَ الاستنكار!
.
.
آية الرفاعي
05-18-2022, 12:41 PM
لِنَحظى بِصباحٍ فوضويٍّ،ملّوّنٍ، مُبهجٍ..
يَتَبَرَّأُ مِنْ ضَغينةِ ما مضى،مِنْ تَعَبِ المَسيرِ، وجُمودِ الحكايا،
مِنْ رتابةِ الاعتياديّةِ، وصمتِ الإيماءاتِ!..
صباحٌ يَقطَعُ بَنْدولِ قَلبِكَ الذي يتأرجحُ بينَ خطايا بداياتِنا و نهاياتِكْ!
.
.
صباحٌ يكتبُ بِعفويّةٍ رغبةً مجنونةً،جنوناً جديداً،مسيرةً استثنائيّةً!
يُغرِقُ التساؤلاتِ في حوضِ الإجاباتِ المورِقْ، ويَقطِفُ الحقائِقَ من أعمدةِ النورِ الصاعدةِ في عيونِنا!..
آية الرفاعي
05-20-2022, 04:32 PM
الحُزنُ لِلأحياءْ..
الموتى يتغمّدُهم الله بِسكينةٍ من فَضلِه.
العزاءُ لِلنُفوسِ التي يُشغِلُها عنِ البَصيرَةِ غرورُها..
والمقابرُ الحقيقّةُ للذينَ لا يُبصِرونَ مِنْ على أحوالِهمِ الوثيرَةِ طينَ دواخِلِهم!..
المحاسِنُ للمَوتى..
هيَ كلُّ ما يتبَقّى مِنهم،ما نسرُدهُ عَنهم، ما نَتصفَحهُ في ذاكرَتِنا لأجلهم!..
هكذا يُصبِحُ جَليّاً معنى الدُّنيا!
آية الرفاعي
06-05-2022, 03:06 PM
ولا أزالُ على شُرفَةِ جَفنِكَ, أنتَهِزُ الموجَ الصاعدَ من بحرِ عينِكَ وأعلوهُ..
فــ أُطِّلُّ على الشفقِ المائِل للإحمرار..وأمدُّ يَدي فــ أخالُني ألتَقِطُ شُعاعاً ضلَّ عنِ الشمسِ و سارَ وحيدا!..
نَظَراتِي مُمتَدَّةٌ الى هِضابِ خدَّيكَ المُزهِرةِ ك رَبيع!..
أطرّزُ اسمَك -بخيطِ الشمسِ- على نَسيجِ ابتسامَتي,
وأدّسهُ في غمّازِ وجهِكَ الأسطوريّ!..
آية الرفاعي
06-06-2022, 04:59 PM
ثائرةُ الروحِ ، مُتمرّدةُ العقلِ،وحرّةُ الجَسَد؛
وقمّةُ وجودي: أنّني أستَطيعُ الحِفاظَ على اتِزانّي المُطلَق في هذهِ الفَوضى العارِمةِ بِحَذَقٍ ومَهارة!
.
.
أسيرُ تَحتَ -غيومِ-عقلي دونَ خوفٍ، نتشاجرُ بِحدّةٍ،
ونتصالحُ بِبساطةٍ!
علاقةٌ مجنونةٌ للذاتِ و داخِلِها.
ولو أردتُ الإسهابَ في أصلِها :ما الذي يُمكِنُ أن يحدُثُ لو لمْ أعشْ هذهِ الهدنةَ؟!
لكنّ الاسئلة بينَنا تَرَفٌ مُبالَغٌ فيه، والإجاباتُ مُنكَرٌ !
الطريقُ استثنائيٌّ وواضحةُ-لنَا-مَعالِمهُ!
.
.
مَنْ رسمَ الخطوطَ الداميَةَ على صفحاتِنا، وأخافنا مِنْ هوامِشِها وحَرَمَنا ميزةَ المعرِفة؟!
آية الرفاعي
06-14-2022, 10:04 AM
أيُّها الصَديقُ الأعَزَ:
تُظَلِلُنا للمَرّةِ الأولى مُنذُ سنواتٍ شمسٌ واحدةٌ, تَلفَحُ وَجهَينا الضائِعينِ في مُفتَرقاتِ الطُرقِ,وتُسقِطُنا في شِركِ الصيف!..
تُهروِلُ قلوبُنا إلى ذاكرةٍ الأزمنَةِ الفائِتة:حينَ كانَ الشتاءُ خفيفاً , وأقدامُنا تعبَثُ بموجِ اللامبالاةِ الذي يعلو إلى صدورِنا.
.
.
سالِكَين مُنعَرجاً قصيراً : يبرِّدُّ الشوقَ, ويُشعلِ المُغامرة!.
يَتَدلّى وجهُ الشمسِ على فناجينِ قهوَتِنا ,وبريق عيونِنا..
تَتَغذّى على صَمتِنا خَمائِرُ الجنونِ اللامعقولِ التي ترتفعُ مع شَهقاتِنا الحَيرى!
ويُطَقطِقُ الصمتُ أصابِعنا المُتعرّقة حيثُ نَنسى أن نقولَ شيئاً :أقصِدُ أيّ شيءٍ مُثيرٍ حقاً!.
ونتحدثُ باندفاعٍ مهبولٍ عنْ التياراتِ الجارِفةِ للإنسانيّةِ, ونكهاتِ القهوةِ, ومَكائد الأبطال في الأفلام!
مُهمِلينَ انكساراتِ الحروفِ على أطرافِ شفاهنا , ورجفاتِ الرموش التي تحفظُ صورنا في أغلفةٍ ضدّ الزمن: ما كانَ وما سيكون!.
ولا أعرِفُ ما الذي قَرأتَهُ في صَفحةِ وجهي فَصَمتي مُخادِعٌ وعينيْ مَضّلِلّةٌ ,وماهِرةٌ أنا في تَبرِئَةِ نَفسي مِنْ تُهَمِ الحقيقة!.
أمّا أنا فَقَرأتُ وجهَكَ جيداً!..
أعلمُ أنّكَ سَتقولُ لي آجلاً كُلّ شيء..
سأهزُّ رأسي وقتَها بالموافقة, وأفتَعِلُ الذهول,ثمّ سأبتَسِمُ بانتصارٍ صغيرٍ بين صديقين, وأقولُ لكَ أنّني أعرِفُ كلّ شيء!..
غُبارُ الغُربةِ الذي يَملَؤ تَجاعيدَ ملامِحك,
ونهرُ الأوجاعِ الذي يَنحدِرُ من بينِ عَينَيكَ إلى كَفَن.
في عَينِكَ اليُمنى أملٌ قَديمٌ لا يموتُ, وفي عينِكَ اليُسرى الآفُ الخطايا!.
تَجتَرُّ ضِحكةً قديمةً جداً لها حسُّ الطفولةِ, وصوتُ الوِحدَةِ يَعزِفُ على قِيثارةِ قَلبِكَ المشروخِ ,بِوَتَر الحياةِ -ما لها وما عليها- لحناً غريباً يَستَفِزُّ الدمع!.
.
.
.
نحيبُ العاصِفةِ في داخلي يُثيرُ ضوضاءَ مُقلِقة وأنا أكتبُ لكَ من خَلفِ جِبال الأرقِ حيثُ تَتكدّسُ العيونُ الجاحظةُ على قِمَمِ لياليَّ!.
وصوت صَريرِ أبوابِ الأرضِ حينَ تُغلَقُ بحدّةِ على أصابِع الواقِعِ يُفزِعني..
لكنّني أكتبُ لأقولَ لكَ أنّ كيدَ الحياةِ عظيمٌ, وأنّ قافِلةَ الذكرياتِ تروحُ وتجيءُ محملّةً ب(نحن): ما كان قبلَ حُزنِكَ وما سيجيءُ بعده!..
لأقولَ لكَ أنّني مثلُك, لديّ فشلٌ ذريعٌ, وحزنٌ عريضٌ, وصمتُ يبتَلِعهما !.
.
.
أيُّها الصديق الأعزُّ,و يزيدُ على ذلك:
إلى أنْ يُزهِرَ الياسَمينُ في أراضِينا الميتةِ بِقسوةِ الدم, وانتكاساتِ الزمن..
إلى أنْ يحتَرِقَ الانتظارُ في مجامرِ النسيانِ..
إلى أن تَسخَرَ منْ حُزنِكَ وأضحكُ من تقادِيرِ المَسير..
نَلتقي.
آية الرفاعي
06-17-2022, 01:04 AM
وَليَصنَعِ الحبُّ عجيبةً أُخرى تُريقُ وَهنَ المَلَلِ، وسَجيّةَ العُمرِ، وذاكرةَ الحُزن!
لِيصعَدْ بِكَ إلى عروشِ الحياةِ!.
آية الرفاعي
06-19-2022, 12:19 PM
و أعوذُ بكَ يا الله من شكّ واثقٍ يطالُ النَفسَ، و يَقِفُ في خاصرةِ اليقين..
و مِنْ شرّ القناعاتِ التي يلِدها حاضرٌ مارقٌ لا روحَ فيه..
.
.
.
آية الرفاعي
06-27-2022, 06:35 PM
لم يكن التخلّي عن الكمالِ نقصاناً!
كان محاولةً ناجحةً للتخفّفِ من عبءِ التخيلات الصاعدة نحوَ الشمس،
حمايةً للبصيرة من وهج المثالية!..
كانَ اعتناقاً لِلبساطةِ في حلّتّها البهيّة، واقتناصاً عبقرياً للتغيير!.
آية الرفاعي
07-03-2022, 09:47 PM
و لكَ من هذهِ الحياةِ، كبرياءُ الترابِ و تواضُعُ الطينِ!..
آية الرفاعي
07-05-2022, 06:02 PM
و لمّا انتصَفَ اللَّيلُ ، اكْتَمَلْتْ!
آية الرفاعي
07-24-2022, 02:46 PM
مُفتَتِناً بأصباغِ الغروب، و تدرُّجاتِ الموجِ ،
يتبخترُ الحاضرُ غيرَ آبهٍ بشيء، و يشي للعقلِ بكينونةِ السخرية، و عظمةِ المضيّ!.
آية الرفاعي
07-28-2022, 09:23 AM
في الصباحِ:
افتحْ نافِذةَ قلبك على وَهجِ الشمسِ، وحكايا الغيماتِ التائهة..
اسقِ أصُصَ الزَرعِ باخضرارِ الأملّ الذي في أنامِلك..
انشُرْ نبضاتِ قلبِكَ على حبالِ المودّةِ ؛لا تخَفْ من الحبّ،و تَمَرُّدِ القلب!..
شُمَّ رائحة الخبز المحمصّ، وبخار القهوةِ الثقيلة ، وغُبارَ سُكَرِّ الكَعكِ على شفتيك!..
لا تبلعْ الغضبَ الذي يحيطُ جَسَدَكْ، اجمَعهُ في شبكةِ صيدٍ ضخمةٍ، وارمِهِ في سَلّةِ الغسيل،أو حوضِ الصحونِ!
ارقصْ على نغماتِ هاتِفِكَ السريعةِ بِحركاتٍ بطيئةٍ، وبِبُطءٍ أكثَرَ تأنّق؛ما الحياةُ إلّا حفلةٌ صاخبة!..
امضِ في طُرقِ مجهولةٍ،
اروِ ماضيكَ للمارّةِ الغُرباء:لا تنتَقِصْ من فَشَلِكَ، ولا تُبالغِ في انتصاراتِك!..
ضَعْ ما شِئتَ من بَسمَاتِكَ في جيوبِهم الفارغة،
فَعلى قَدرِ عطاءِكَ تَرفَعُكَ الحياة!..
اشرَب كأساً من الشايّ المُفعمِ بحرارةِ القلب، والنَعناعِ الفوّاحِ..
واقرأ ما شِئتَ من كُتبٍ تُحيطُكَ: غيمة ، نافورة ماءٍ، جذع شجرةٍ، أو نصّاً عبقريّاً !
انتَظرْ الغروبَ بشكلّ جدّيِّ، كما لو أنّكَ تنتَظِرُ حبيباً طال غيابُه!
احتضنِ تقلُّباتِ اللونِ، وعاطفيّةَ اللحظةِ،
واصنَعَ من جَسَدِكَ قيثارةً يَعزِفُ عليها الشَفَقْ!
حينَ ينتهي النّهارُ، ستكونُ لكَ مع الليلِ حكايَّةٌ جديدةٌ للغايةِ، مجنونةٌ للغايةِ، فاستَعِدّ من أجلِها!.
آية الرفاعي
08-18-2022, 04:13 PM
لا يُمكِنُكَ أنْ تَشعُرَ بالخُذلانِ في الخريف!..
كلّ شيء يَهِبُ نَفسهُ لِأجلك..
الأغصان الصغيرة تدعوكَ لأنْ تعزفَ بـ لامبالاتِكَ لحن التكسّرِ فوقها..
الأوراق الملّونةُ تكسو طريقَكَ..
و السماء تغمرُكَ بقطعِ البياضِ الإسفنجيّة..
ما عليكَ إلّا أنْ تدخلَ في صُلبِ المُتعة!..
*.
.
في انتظارِ خريفٍ فارق!
آية الرفاعي
08-20-2022, 09:41 PM
إنّني أقرأ حتى لا ألتصقَ بحياةٍ واحدةٍ، فَ يغمرني الاعتيادُ، أو يُسقِطني الألم!..
إنّني أقرأُ لأغيّرَ وجهَ الأيّام ، و ذاكرةَ الدفاتِر، و طعمَ الحبْ..
أن أبدأ بقراءةِ كتابٍ جديد ، يعني أن أبدأ بدهشةٍ جديدةٍ، أصدقاءَ جُدد، حب استثنائي، خوف و حزن لا مثيل لهما !..
أن أرتبط بذاكرة مكان لا أعرفه، أن أفهم داخل الإنسان أكثر ، فأستعينُ بالفهمِ على الكدر !..
أن أقرأ يعني أنْ أسرِقَ من بين الكلماتِ نوراً يضيء عتمةَ الليل ، و أنْ أحتفل بشمسِ الصباحِ بسعادة!
آية الرفاعي
08-21-2022, 09:20 PM
جُبِلتُ من حُمرةِ الرّمانِ، فَ توَرّد قلبي..
أمّا أنتَ فَ ارتدَيتَ متانَة قشره !..
و تغاضَينا جيلاً عنْ بوادرِ الموتِ فينا ..
لكنّ شريانَ الحياةِ ثُقِبَ حينَ ذَبُلَ تاجُ السكينة!..
حينَ طفِقتَ تعبثُ بِأزرارِ قلبي ،
و تتلو أغنياتٍ مسائيّة بنكهة الحنينِ،
و تُداعب أطرافَ صمتي..
و ظَلَلنا نُخطرُ شجرَة الرُمّان أنّنا على ما يُرام،
رغمَ أنّها كانتْ تعرِفُ أنّنا لسنا كذلك ،
و أنّك مزّقتَ قشرتكِ الى أثمانٍ،
و سالَ قلبي بِحمرتِه و الوجع على التراب..
و وقعنا في غوايةِ الحبّات البلورية!..
و أيّ غوايةٍ أشرس من أنْ نصنَع قلبينِ على هيئةِ خيالاتِنا؟!.
آية الرفاعي
09-04-2022, 09:50 PM
كَجديلةِ شَعرٍ -مموّجة ولامعة- تَقاطَعتْ أقدارُنا طوالَ الوقتِ!..
آية الرفاعي
09-06-2022, 11:18 PM
نُكَثّفُ النّصَّ بالصور العتيقةِ، وتراكيب الوهمِ، وفوضويّةِ المعنى ، حتى يصير لنا ثقلٌ لا تَقتَلعهُ رياحُ الواقِع!
حتى نُجمّد وجودنا في حقبةٍ شاهقةِ المعنى !
الحرفُ هو الغواية، بقايا الضلال، طريق الهداية!
الحرفُ هو كتلةُ الروح!
آية الرفاعي
10-05-2022, 10:17 PM
أنتَ،مُجدداً..
وأنا،كالعادةِ!
نتسَكَعُ على أرصفةِ الخريف!..
وأسطورةُ الحظِّ الذي يَأتي مِن تَكَسُّرِ الأغصانِ الجافَّةِ تحتَ نظرَاتِكَ البارِدة،تَتصاعَد.
الرعدُ يسقُطُ شراراً،مِنْ لقاءِ الغيمَات!
وصوتُ خَريرِ القلبِ الذي يُرّتلُهُ المطرُ ،يُعيدُ ترسيمَ البسماتِ على حدودِ الصمت!.
الأوراقُ الصفراء تَدعَكُ وجعَ البُعدِ، وتُضمّدُ وساداتُ العفويّةِ شرخَ الزمنِ الذي بيننا!
كيفَ صارتْ عيناكَ بعدَ كلِّ هذا الدَمعِ سدوداً أحفظُ فيهما: سرّاً كبيراً، خيبَتينِ، وتفاصيل النهوضِ !
للقلبِ خريفٌ كذلكَ، يُزهرُ بألوانِ الشفقِ، حينَ يُقبِلُ المَطَرُ على صَدرِ الحياةِ، لاهباً، يستنطِقُ أصلَ التُرابِ وعِطره!
وللحياةِ خريفٌ طويلٌ نَكسبُ فيه ما بقيِ لنا بَعدَ نكساتِنا!
ولنا على أرصِفةِ الحياةِ أنفاسٌ تسقطُ صفراءَ من رئَتَينا، وتَنفُثُ عصياناً في وجهِ الأرضْ!..
آية الرفاعي
10-08-2022, 10:37 PM
.
.
وكانَ الحُلمُ أصغرَ مِنْ سِعَةِ قلبِكْ..
حتى الأحلامُ كُلّها انطوتْ فيكَ!
آية الرفاعي
10-16-2022, 11:52 PM
امْتِعاضٌ وجوديٌّ.
عَنْ الحَربِ التي بِلا حُبّ..
عنْ غوايةِ المَطَرِ التي تَفُّكُ جدائِلَ اليَقينِ..وتَعجِنُ منْ تُرابِنا تماثيلَ لِلضَياعِ والانصِياع.
عَنْ الألمِ المُطلقِ الذي لا تُرافِقُه ولا تَتْبَعْهُ لِذّةٌ !..
عَنْ القَلَقِ,والأرقِ وتَداعِياتِ السَكينَةِ التي لا تَجِدُ مَخرجاً مِنْ ضجيجِ النقرِ على أسطُحِ الحياة!..
عنْ التَناقُضاتِ التي تَتزامَنُ بِجُرأَةٍ وتَتَناغَمُ ,دونما مُنافسةِ!
عن الخساراتِ والانتصارات التي تتساوى,فَتُلغي قيمةَ الإنسان!..
ومِنَ الخوفِ الذي يُحاصِرُ أبعادَ الجسدِ بِالوَقتِ: سُلطةُ الشُروقِ الحاسمة, وتَرَّهُل الغروب..قواريرُ الماضيْ المُعتَقَةِ,وقهوةُ الآتي الطازَجةِ..
وثُنائِيّة الأمزجة!
عنها ومِنها تقفِزُ إلى مُخيّلة الإنسانِ جدوى الأسئِلة العقيمة..
كيفَ يبتَدىءُ الحُلمُ بِسَقطة؟!..
وَكيفَ ينصَهِرُ الزَمنُ في حُمّى الاعتِياديّة فيفقِدُ تَفاصيلَ وَجهِه؟!
وكيفَ تقفُ الرذائِلُ على عَتَباتِ الفضيلةِ,فيفقدُّ الحسُّ وجهَتَهُ!
كيفَ,ومتى ولِماذا نَزحتْ عنْ صفحةِ الذاتِ شخصياتٌ هامشيةٌ,سَكنتُ في رعشَاتِ الأصابِعِ وحَدقاتِ العيون!
وأينَ انتَهى الحُلم,ومصيرُ الشظايا؟!..
وأينَ ملاجىءُ الدِفءِ,وعصارّاتُ البَقاءِ وموارِدُ الهدوء؟!
أسئِلةٌ عقيمةٌ لا تَلِدُ إجاباتٍ, ولا تَترُكُ عرشَ الأحجيةِ المعقدّةِ إلى مَقاعِدِ الحلولِ العابرة!.
أما مَنْ؟!..فَسؤالٌ كاملٌ جوابه :أنتْ-ضميرُ إنسان.
آية الرفاعي
10-19-2022, 07:19 PM
و إنْ انتصَفَ الليلُ، لا يُعجِزُنا أنْ نبدأَ صباحنا وقتَ شئنَا!..
آية الرفاعي
10-23-2022, 03:31 AM
اضْربْ على وَتَرِ الغيابِ..
وأوتِرْ في العِتابْ!
آية الرفاعي
10-23-2022, 03:36 AM
.
.
تجيءُ مِنْ زُقاقٍ عتيقٍ،كأنّهُ شرخٌ زمنّيٌ..
رماديُّ الطالِع، وكلُّ ما يُحيطُكَ ملوَّنٌ!
تَنْشَقُّ بِكبرياءٍ عَنْ جُدرانِ المكانِ، وصمتِ الغيابِ،
مُتَخَلِيّاً بِصَلَفٍ عمّا عَلِقَ مِنْكَ في ضِيقِ الماضي!.
.
.
.
آية الرفاعي
11-01-2022, 07:45 PM
.
.
.
تَسقُطُ على كفّيْ مَغشيّاً عَليكَ مِنْ طولِ المَسيرِ،وعبثيَّةِ المعنى،مُثقَلاً بالخسائِرْ، ونائِحاتُ الحظِّ يقفنَ على يَسارِ قَلبِكْ..
تَفتَحُ قشرَةَ جُرحِكَ الجافّةِ بِيَديكَ، وصوتُ الألمِ ينّزُّ من دَمِك!
وتَلتَهِمُ صَرخاتِكَ قبلَ أنْ تَلِدَ صداها..
ونَظراتُكَ جاحظةٌ تكادُ أنْ تنزَعَ قَلبي من فَرطِ رَوعِها!
.
.
.
آية الرفاعي
11-05-2022, 09:17 PM
و أنتَ صديقٌ لا يُمكنُ التَنبُؤ به!..
في جوفِ روحِكَ، ألفُ بئرِ عطاءٍ..
و في عقلِكَ مئاتُ الغيمَاتِ، و مَطرُكَ ليسَ له صورة واحدة ، يأتي على هيئةِ الدفءِ أو يُحاكِي بياضَ الثلج ،
و في عمومِه لا ينضُبُ منه فرحُ الطفولَةِ و إبهاجُها..
أنت صديقٌ كالحُلمِ : جَنينُ الراحَةِ، وَليدُ التفاؤلِ، أوّلُكَ كآخرِكَ، نقيّ!..
و أنتَ صديقٌ الأيّام السبعَةِ، رفيقُ الشهرِ ، و بدرُ منتَصفه!..
إذا ما حاصَرَكَ مُحاقُ الأيّام استَتَرتَ عن الكونِ، و جِئتَ إليّ، إلى شرنَقَةِ التكوين!..
أنتَ صديقٌ عصيٌّ على خارِطةِ ردّ الفعلِ البشريّ، تمكثُ كُنوزُ فهمِكَ في مواقعَ تصحرّتْ فيها عقولُ غيرِك..
و تُجيدُ قراءَةَ الفِعلِ المُبهَم بأبجَديّةِ الاحتواء..
أنتَ صديقٌ و إن لم أفلح بالتنَبؤ بِه، أستطيعُ أنْ أنتظِرَ بتواصلٍ لا ينقَطع ، حبّه!..
آية الرفاعي
11-08-2022, 09:55 PM
القلمُ صديقٌ وفيٌّ، لا ينظرُ إلى العلاقةِ نظرةٓ المُعاملةِ بالمثل..!
ولا يخذِلُكٓ حتى و إنْ انتَهكته الأيام..
يظلُّ وفيّاً، قابلاً للعودةِ و مُنتظراً!..
يصعدُ إلى بُرجِ الكلمةِ، ينصُبها و يشدُّ أزرها..
و إنْ لانَ جذعُها ، سارَ إليها كسراً، حتى لا يتركها وحيدةً!..
يتمَّسكُ القلمُ بِكَ في كلِّ محنَةٍ ، و يرشقُ كلماتِ الصحوة في آذانِ الضمائرِ..
و إنْ تغاضَى عنْ البوحِ، كبتَ دفقاتِ الرصاصِ في جوفِ الصفحاتْ التي تُعرّفُ عٓنك!..
أنتَ؛ لا تَفقِدُ هويّتَكَ مع القلمِ ..أبداً!..
آية الرفاعي
11-10-2022, 02:49 PM
وأنْ يُغمَرَ ضَعفُنا بِإرادةٍ كثيفةٍ، ومزيجٍ حادٍّ من القوّةْ!
وأنْ تَنجَلي بَصيرَتُنا في متاهاتِ البحثِ عن الذاتِ،
وأنْ لا نَتَعثّرَ بِعَتباتِ الغرورِ، ومَدارِكِ الأنا الفضفاضَة!
وأنْ لا يُدرِكنا الانهزامُ ونحنُ نُهرولُ نحوَ بوّاباتِ الحرّية!..
وأنْ لا نَمنَحَ العتمَةَ زِمامَ المسيرِ!
.
.
أنِر ، يا الله، طُرُقَ النبضاتِ،ومخارِجَ الأفكارِ،ومخازِنَ العطاءِ لدينا..
هبْ النفسَ حقيقَتَها الأصيلة،وفُكّ بقويّ سُلطانِكَ عُقَدَ التخفّي، وضلالاتِ الإنكار!.
آية الرفاعي
12-06-2022, 10:17 PM
نَصٌّ عَنِ الإلهامِ وتفاصيلِ الشروق.
قلبُكَ منقوعٌ في وعاءِ الشمسِ، يُفتِّتُ الدِفءُ علاماتِ الانكِسارِ التي تحتَ نَبضِكْ،
ويعيدُ النور بناءَ الإشراقةِ في دَمِك!..
للصُبحِ ذاكرةُ عُمرٍ،ومائِدةُ حُبٍّ،وهمّةٌ تفتِكُ ببقايا النُّعاسِ وترهلاتِ النوم!..
.
.
تُطوِّقُ الأرضُ سيولةَ أفكارِك، تخلِقُ لكَ حيّزاً، تُعطيكَ شكلاً ناضجاً واسماً بارِزاً، ومستقبلاً !..
تَجتَرِحُ الأماكنُ أرشيفَ حياةٍ يليقُ بك، تُدغدِغُ الأزهارُ ينابيعَ الصمت التي فيك، فينفجرُ منها لحناً عميقاً ترقصُ عليهِ اللحظات!.
.
.
في تفاصيلِ الشروقِ روحٌ عجيبةٌ، تُلهمُ العاطفةَ بالاشتعال، والعقلَ بالانشغالِ..
تُعيدُ تعريفَ الهويّةِ وجدوَلةَ الأيام، تقمَعُ الغضبْ وتآويلَ الضياعِ، وتصنعُ الهدنةَ الأعظم بين الحياةِ والتلاشي!.
.
.
آية الرفاعي
12-09-2022, 02:17 PM
.
.
وأَنْ تكونَ سَنابِلُ القمحِ شاهقةَ النَفَسْ،
والدَقيقُ يملَؤ رِئَةَ الفَضاء!..
أنْ أُفرِغَ قلبي في وِعاءِ العجينِ،وأدعَكَ فيهِ الأحزان!
.
.
آية الرفاعي
12-10-2022, 08:52 PM
الليلُ إطارُ الحُلم الشاسِع..
العتمَةُ أسيرةُ الغَيماتِ اللواتي يغزِلنَ قصصاً أسطوريّةً مِنْ مَطَر..
ويُمازِحنَ نورَ القمرِ الذي يَدُّقُ في قلوبِ الماضيينَ إلى عُزلةِ الحُبِّ ركضاً..
ونجمةٌ -خارِجَ الإطارِ- توّاقَةٌ لِشَرخِ نشيدِ الصمتِ، لِلهَطلِ، وشمسٍ لا تأتي!.
آية الرفاعي
12-14-2022, 03:06 PM
إنَّ الاكتِمال مُعضِلةُ السعادَةِ!.
آية الرفاعي
12-15-2022, 05:17 PM
سَقَطَ اللوحُ الأخيرُ, مِن واجهةِ الحياةِ الخشبيّة..
العراءُ ممتدٌّ إلى أبعد من وجودي..
جسدُ الأرضِ ممدّدٌ بينَ عينيّ, كــ خيالٍ لا تَبينُ حقيقَتُهُ مِن زِيفِه!..
صَفاءُ ذاكِرتي يُغَرِّرُ نَفسي بالملائِكيّة العُظمى!..
أرى الأشياءَ المجهريّةَ في نَفسي..
أرى كيفَ تَعبُرُ الريحُ أرضي, وَ كيفَ تدخُلُ بَقاياها مساماتّ جلدي, فــ ألتَهِبُ بَرداً..
وأرَى, كيفَ يَتَغلْغَلُ الصوتُ في أذنيّ, فــ أطربُ حيناً..وأنتَفِض منزعجاً حينا آخر..
أرى أمّهاتِ الأفعالِ..في عقولِ المّارَةِ من خَلفِ أزّقةِ النسيان..
كيفَ يدّسونَ السمّ في حِلُوقِ الذِكرياتِ, وكيفَ يَتشاجرونَ مَعْ روائِح العطر السامية..
وكيفَ يقتاتُونَ على الكَذِبْ..
سقطَ الغِشاءُ الأخيرُ عن بَصيرَتيْ, و أستبدّ طُغيانُ الحقيقَةِ..
موجعٌ , حادُّ, لكنّهُ نقيّ كــ المطر!..
وحيداً -بينَ دنيويّةِ الأشياءِ- أسيرُ..
لا خوفٌ يبدّدني ولا انتهازيّةٌ تُنزلُ السُخط على ملامِحي..
عابرةٌ نحوَ نهايةِ الوُجودِ, وَبِدايةِ المَعرفة!..
آية الرفاعي
12-17-2022, 09:27 PM
أَيُّها الموتُ انتظرني خارج الأرض ،
انتظرني في بلادِكَ ، ريثما أُنهي
حديثاً عابراً مَعَ ما تبقَّى من حياتي!
*
آية الرفاعي
12-26-2022, 05:25 AM
لمْ تَكُنْ الأُمنياتُ تَكبُرُ على جانِبيّ الحياةِ صدفةً!
أمّا الحُلمُ فكانَ وحيداً ومُنكَمِشاً ويغرَقُ بِبطءٍ في وحلٍ صنَعهُ المطرُ على عُجالة!..
.
.
في تِلكَ الليلةِ تَجَمّدت أمنياتٌ كثيرةٌ في الحُبِّ والبقاءِ والإجابة!.
آية الرفاعي
12-28-2022, 05:12 AM
.
.
يَحرِقُ سَوادُ الغيمِ الزَفراتِ العالقةِ في حَلقِ الأرض..
وبينَ هطلٍ وآخرْ، يُثيرُ المَطَرُ الشهقاتِ!
.
.
آية الرفاعي
12-29-2022, 04:47 AM
ويُثيرُ جنونَ الفَتياتِ!
-المَطَرُ-
وعِطرُ الأرضْ الحادِقْ:خليطُ التُرابِ والنسيان!..
وانعِكاسُ أعمدةِ الإنارةِ على صفحاتِ الظلامِ..
وارتِدادُ صوتِ الحُبّ في قلوبِهنّ!..
فوضى الابتساماتِ المارِقةِ من بينِ ألحانٍ أغنيةٍ قديمةٍ..
وانعكاسُ الذاكرةِ على شقوقِ الروح!..
ويُثيرُ البشريّةَ كُلها..
-المَطَرُ-
والضَربُ على وَتَرِ الآتي!..
وحساباتٌ طويلةٌ لِصَفقاتِ التخلّي، والإقدَامِ، ومشارِيعِ الخلود!
آية الرفاعي
12-30-2022, 08:57 PM
ويُثيرُ المطرُ الأمنيات،وكلّ المستحيلات..
.
.
كَأَنْ أهدِمَ جِدارَ الصمتِ المُطِلِّ على السماء،
وأزرعَ ياسمينةً بيضاء!..
آية الرفاعي
01-03-2023, 06:28 PM
الوجَع:
لم تَلِدْ الرقصةُ إلّا حرباً!..
سقطتْ الضمائرُ ، وارتفعتْ الأرواحُ..
عَرَجٌ أصابَ عُمقَ المفاهيمْ،
هزائمٌ صغيرةٌ بِالجُملةِ،
ونصرٌ واحدٌ مُرتقبْ!
.
.
آية الرفاعي
01-06-2023, 06:28 AM
ولَمّا يتعرّى جَسَدُ الحِكايةِ من ملامحِ الزَيفِ الفتيّةِ ،وتَدابيرِ الاعتيادِ المُمّلة، وتعابيرِ الحبِّ المُتكلِفَة، ويتناهى التعبُ إلى أوصالِ بائعي المشاعرِ،وتنتهي فعالِيَةُ العِتاب..
تفركُ زاويةُ الاستنكار عينَيها، مُزيلةً طبقاتٍ من غُبارِ التغاضي، وتآويل المغفرةِ..
ويفلَتُ الشكُّ من عِقاله، وتَفلتُ عشراتٌ مِنْ أفكارِ الإنكارِ من جحورِ القلبِ حيثُ بقيتَ هناكَ طيفاً من الزمن، تُداري بالألوانِ اسودادَ الحال!
وتنقلبُ بصيرةُ المؤمِنْ إلى بلورَةِ ساحرٍ!..
حينَ يحدُثُ ذلك كلّه، قفْ واستَدِرْ إلى إنسانيّتِك، فأنت دونَ أنْ تدري تَفقِدُ نَفسَكَ لِصالحِ اللاشيء!
وتستنزِفُ وقتَكَ لصالحِ الفَراغِ!
وتُحيطُ هالتَكَ بانتكاساتِ الطاقةِ..وقوى الضياع!
.
.
لا تَتخَلّى عَنْ نفسِك، لا تَتعَمّدْ ارتِداءَ أثوابٍ لا تَليقُ بِك لِتُلفِتَ شخصاً ما..
لا تُحاول اقتِحامَ عوالم لا تتطابَقُ مع حقيقَتِك..
كن أنتَ مرّةً واحدةً وإلى الأبد، صِلْ بواطِنَكَ بِظاهِرِكَ، ومُرادَكَ بِوقائِعك!
القفل والمِفتاحُ في الحقيقةِ هما أنت!
امسَحْ عن وجهكَ لغزَ النِفاقِ، تخلّى عن ربح المجهول،
لا تُكرّر سقطاتِك: فالأولى لكَ، والباقياتُ كُلهنّ عليك!.
آية الرفاعي
01-08-2023, 08:54 PM
لا يَزالُ الأمرُّ برمّتهِ كَحُلم!..
لمْ أعِ مُسبَقاً أنّ الطفلَةَ التي في خلايايَ, يُمكنُها أنْ تُغيّرَ مَسيرَتي..
أنْ تُتَرجِمَ مَراحلَ حياتي من شيفرةٍ صعبةٍ إلى فصولٍ أكثرَ تشويقاً!
أن تُبَدِّلَ مجرى الحكاية, حبكةٌ مُميّزةٌ تُصاعدُ الأحداثَ في مُنحنياتٍ يضجّ بها القلبُ ويتلهفُ إليها..
أنْ تقلِبَ وجهَ الكتابةِ الصامتةِ إلى صورٍ زخمةٍ ومُترَعةٍ بالدهشة!..
آية الرفاعي
01-11-2023, 05:49 AM
وأحلمُ أنْ أكتُبَ نصّاً يوهيميّاً تحيطهُ شُجيراتُ القلبِ المتراميةِ على أطرافِ النوافذ الواسعة التي تجلب النورَ والحظّ، ويسكنُ تمرّدٌ صغيرٌ بينَ حجراته!
أمّا تراكيبه فَمحضُ ترياقٍ للاندماجِ في غجريّةِ الشعورِ، وسُلّمِ الصعودِ إلى حيثيات العقلِ المنزوعة غصباً من حياة التمدّنِ، وآفاتِ الحضارة!.
نصٌّ يُمكنُهُ التجوّل بكاملِ أناقَتِهِ في دهاليز الأحياءِ اللاتينيّةِ الزاخرةِ برومانسيّةِ اللكنَةِ والمستندةِ إلى أعمدةِ التاريخِ!..
آية الرفاعي
01-12-2023, 06:13 AM
وأسمَعُ مونولوجَكَ الداخليّ كأنّهُ حوارٌ مُعلنٌ..
وأقرأُ في نظراتِكَ حكايا الصباحِ المُبتَلّةِ بِالندى..
وأعرفُ ملامِحَ حُزنِكَ الشقيّةِ!
غِيابُكَ محضُ اختبارٍ زائِف! .
آية الرفاعي
01-13-2023, 10:18 PM
* احتِضَارْ *
إنّني أحتضرُ مِن النُعاس!..
يكادُ النومُ يبدوْ في عينيّ كــ الحلمِ الهاربّ من أكفّ السَكينَةِ إلى حانةِ الفَوضى , و يَصِيرُ هُناكَ سكيّراً بائساً.لا شيءَ يروِيه , ولا ملاذَ يُؤوِيه !..
إنّني أحتضرُ مِن رائحةِ الكَلِماتِ المُتَكرِرَةِ في جَنباتِ عقلي, أحفَظُها عن ظَهرِ قلبٍ ولا أجرُؤُ على النطقِ بِها!..
إنّني أحتَضرُ من قافيةِ الشعراءِ الرخيصَةِ على هوامِش الصفحات!..
وأحتضرُ من النفاق الذي يلعبُ في شوارِع القدرِ المُتهالكُ فيها الضوء!..
وأحتضرُ من سخافةِ الأمل حينَ ينعى البؤس الى مثواه الأخير, مُبدِياً أسفاً زائفاً لموتٍ مزعومٍ.
وأحتضرُ من الأديانِ حينَ تَصيرُ وجهاً لملايينِ الأقنِعةِ..
وأحتَضِرُ مِن الأشخاصِ الذينَ يُساوونَ خُبثَهُم بـِ (المُطلَقِ)..
وأحتَضِرُ من الأحلامِ الموشومَةِ على وساداتِ اللّيلِ, كــ فرضيّاتٍ مُفزِعةٍ..
وَ أحتَضرُ مِن الفيروساتِ المقيتَةِ الغازِيَة..
وأحتَضِرُ من أسماءِ الأشياءِ..وَ قوانِينِ الحركةِ التي سَقَطَتْ في بحيرَاتِ الكَسَلْ..
وأحتضرُ من صباحٍ لمْ يأتِ, ومساءٍ فائِتْ..
إنّني أحتَضِرُ ملايينَ المرّاتِ ولا أموتْ ميتةً واحدة!..
آية الرفاعي
06-08-2023, 11:11 PM
أنْ أُشرِقَ على نَفسي وقتَ يَعمُّ الظلامُ دواخلي وينازِع الضوءَ !
أنْ أمْتَنَّ للحكايةِ التي لا تَزالُ في مُنتصفِ دَهشَتِها،
وأنْ أستعينَ بِالصَبرِ،
أنْ أرأفَ بِحالِ الأيامِ، وأُخفِضَ صوتَ النُكران..
أنْ أُعيدَ تمجيدَ الضحكاتِ،ولحظاتِ الدِفء!
آية الرفاعي
06-28-2023, 04:39 PM
وَ مِنْ صيَغِ الحبّ النادِرةِ, ما اكتَمَلَ لحظةَ اختراقِ الشمسِ لشفافيةِ البصيرةِ, فــ أُسبِغَتْ عليه الحلاوةُ والنضجُ و اقتربَ إلى الإحسانِ كأنّهُ الغيبوبةُ الواعية..
وهذا حبٌّ لا تَصلُحُ الحياةُ مِن دونِه, ولا تزدّهرُ فيها الأمنياتُ بعيداً عنه..
يُلملِمُ النَبضَ مِن أرجاءِ القلبِ, ويُسكِنهُ في فَسيحِ العطاءِ,,
عبقريُّ التكوينِ, لا يبتَدِعُ عُرفاً لِلظهورِ في العتماتِ, يُنكِرُ الوَهمَ, وَ يُتقِنُ الإيمان!..
آية الرفاعي
07-09-2023, 09:45 PM
على أمل أنْ يحظى هذا العالمُ بسكينةٍ تُشبه تلك التي في رؤيا ناصعةِ البصيرة، حيثُ تُزهرُ الأرواحُ في الحقولِ الواسعةِ وبياضُ القلوبِ يصهلُ بجموح!..
حينَ تكونُ علاماتُ الاستفهامِ شحيحة، والإجاباتُ تتساقطُ مِنْ أغصانِ العقلِ إلى أكُفِّ الحياة!..
سكينةٌ تُحيلُ هذا الكتابَ الفلسفيّ إلى مقالةٍ واضحةٍ؛ من أنتْ، ما تَملِكُ ، وصورتك!
وأن تجعلَ وجهكَ هادئاً ومنزوعةٌ عنهُ أقنعةُ التحايلُ والتورية!
سكينةٌ تلوي عُنقَ الحزنِ، وساديّةَ الضياعِ، ووجوهَ القسوةِ،وادعاءاتِ النقاءِ الزائفة!
آية الرفاعي
07-31-2023, 05:31 AM
تُشارفُ ذات لحظة على وأدِ الأمل الذي فيك،
ثمّ؛
وأنتَ تنحني، تجد الله فيكَ يشدّك من الداخلِ، و يعيدُ تقويمَ صورةِ البريقِ في عينيك!..
آية الرفاعي
08-05-2023, 10:24 PM
ونعوذُ بكَ يا الله من سعيٍ لا يُجاريهِ رضا،
أو سعيٍ لا تَتَكَلّلُ في خواتيمِه القلوبُ بالسجدات!
آية الرفاعي
08-14-2023, 07:23 PM
وما نَفعُ الكتابةِ -كُلّ النُّصوصِ- إنْ لمْ تحكِ عنْ الإنسان!
آية الرفاعي
09-03-2023, 06:35 PM
ولا تٓستفتِحْ بالحرفِ المُفردِ و لا بكلماتٍ عبثيةٍ، رابطة أو فاصلة، و إنمّا تدخلُ في جوّ النّص ذاته مباشرة!..
بقوتهِ أو بِضعفهِ..لا يهمّ..
فأنتٓ الآنٓ نفسكٓ و إنْ أنهككٓ فِعلُ الفرزِ و التصنيف، لا يهمّ كذلك!..
كل ما في الأمر أنّكٓ الآن واقعيٌّ، و سعيدٌ لأنّك واقعيّ..
و تعرِفُ كيفٓ تصطادُ من عُمقِ روحِكٓ البقاء..
و تُتقنُ الإنتقاء!..
انتقاءٓ المفردات، و الأشخاص، و خططكٓ اليوميّة العاجلة، أو شكلٓ الطريق الذي ستسيرُ عبرٓهُ، مستعدُّ بالطبعِ لتغييراتِ مناخِ القلب الدائمة، لكنّك تعرفُ كل حجرٍ يعثّرُكٓ، و كلّ تفصيل هامشيّ و إنْ رفعتٓ يدكٓ لأجله مرحبّاً، أو لم تفعلْ سيّان، فهو غيرُ موجود في خطتّك!..
لذلك، قد تصمتُ طويلا، أجلاً كاملاً..حينٓ تُدرِكُ أنّ الأشياء لا تهمّ، مُعادةً أو فارغة من الدهشة، أو اعتيادية أكثر من الموت بقليل!..
لا تجدُ أيّ معنى لأن تكتب، لأن تستخدم الكلمات الزائدة ذاتها!..
لا يهمّ كذلك، و بشكلٍ قاطعٍ، أنْ تتمتمّ بغضبِكٓ أو ثورتِكٓ !..
ف ما همُّ أنْ تصنعٓ نصاً أحرفهُ مكسورة، أو عالماً عمائدُهُ مشروخة؟!
ما همّ الأشياء حينٓ تكونُ أنتٓ مُكتفياً بعالمٍ صغيرٍ و صمتٍ كبير؟!
*
آية الرفاعي
10-17-2023, 02:59 PM
غزّةُ!
اسم عَلَمٍ لا يُكسَرُ ولا تَنكَسِرُ أبدا!
وَوطن، بلا نوافذَ لكنّهُ مُشرّعٌ على السَماء!
و نصٌّ كاملٌ بليغُ البيانِ، جُملُهُ متينةٌ ؛ ظاهرها دُخانٌ، وما وراءها جِنان!
وقَدَرٌ عصيٌّ على الفهمِ فيه الوجعُ والمجدُ،والموتُ والحياة المُطلقة!
غزّةُ؛
ليلٌ طويلٌ جداً ونهارٌ رصينٌ تُشرِقُ عليهِ الشمسُ من جِباهِ أطفالها!
وتفاصيلٌ، تفاصيل: لاشيء منها هامشيٌّ أو مُمّلْ!
فارقةٌ فيها لحظاتُ النهايةِ،والحكايا التي تظلُّ في عيونِ الأحياءِ تقرأُ على هيئةِ تاريخ..
دائمةُ المَطَرِ؛ نزفُ القلب وهَطلُ العينِ ، ووابل الصواريخ!..
آية الرفاعي
12-08-2023, 10:07 PM
والآنَ صرنا نعرِفُ كيفَ يذوبُ القلبُ ويسيلُ الوجعُ على الروحِ فَتذوي!
ونعرفُ الآن، بياضَ الكفنِ ورهبَته وبياضَ العينِ وعجزها، وسوادَ النفوس!
ونعرِفُ كيفَ نُمسِكُ يدَ القدرِ ونسيرُ على رُكامِنا عبوراً نحوَ المستحيل!
ونعرفُ جيّداً-كما لم نعرِفْ من قَبل-مَنْ نَحن ، وأين، ولماذا يُمكِنُنا/ لا يُمكِنُنا المكوثُ هنا!
آية الرفاعي
12-13-2023, 06:42 AM
راحلونَ إلى الشتاءِ دونَ معاطِف!
آية الرفاعي
12-13-2023, 06:58 AM
ونَغرَقُ..
نغرق..
في حُلمٍ مُمطِر!
آية الرفاعي
12-21-2023, 05:17 AM
شيءٌ ما تبَدّدَ من تَرَفِ الانتظارِ,
السعيُ طرقَ البابَ..
الإيمانُ اتخذَّ طريقَهُ نحو القمّةِ..
و ذاكرةُ الرحيلِ ازدهرَت بصورٍ عميقةٍ من أرشيفِها!..
آية الرفاعي
03-17-2024, 12:00 AM
أن يكونَ قلبُكَ صارماً،ومليئاً بالإيمان..
وعقلُكَ عارفاً،وخبيراً بالاتّزان..
وأنْ يكونَ أمرُكَ كُلّه في كفّكَ،
وحولَ مِعصَمِكَ تلتّفُ الإرادةُ؛ آخذةً إيّاكَ إلى موانيء العزّة!
تلك هيَ حريّةٌ مُطلَقة،
بدايَتُها مجهولةٌ، ونهايَتُها أشدُّ نقاءاً من مَطَر!
.
.
آية الرفاعي
04-03-2024, 11:50 PM
" إنّ حياتي مثل شارعٍ فى فصل الخريف،
كلّما تم تنظيفه؛ يعود مرة أُخرى مُمتلئاً بالأوراق الجافة الذابلة "!
آية الرفاعي
06-01-2024, 10:10 PM
صمتُكَ , كــالضوءِ ..
برّاقٌ, مُتطاولٌ , وغيرُ قابلٍ للإنتهاء!..
لكنّه ليسَ سريعا!..
على مَهلٍ تأخذُ حصتّكَ من الأنفاسِ..
على مهلِ تَزفُرُ دُخانَ أفكاركِ عبرَ عينيكَ..
و على مهلٍ تنسلُّ (أنتَ) من نافذتَي سَمعي الى مَدافِن القلب!..
دونَ مراسمٍ , نُقيمُ حَفلاً لِ نُزوحِ كلماتِكَ من مُحيطِ ثَورَتِكَ العقليّةِ , إلى مُخيمّاتِ دَفاتِري!..
نزوحٌ بالجُملةِ..
لِما تخمّر في ذِهنِكَ عبرَ اختراقِ الصمت للسنين..
وَ ما احتسَاهُ الجسدُ من اختلاجاتِ القلبِ , و طقطَقَةِ المفاصِلِ, و سَريانِ السيالاتِ الصاعدّةِ نحوَ الألمِ المُطلق!..
نزوحٌ بالجملةِ, لــ شظايا تَفاصِيلِكَ إلى وعي أناملي!..
يزدادُ صمتُك خفّةً..
يَرتَدي المواراةَ, و يكمِلُ مسيرَهُ نحوَ الماضي اللامنتهي..
و تزدادُ دفاتري صَفحاتٍ جديدة..فيها لونٌ لا يتحلّلُ , ولا يندَمجُ , ولا يمثّلُّ إلّا نَفسه (أنتَ, وأنا)..
و تَصيرُ حربُكَ , ملاذي..
وَ ضحاياكَ مَسكني..
ومنكَ أُعيدُني كرّةً أخرى..!..
آية الرفاعي
06-09-2024, 01:57 AM
.
.
.
وهكذا..
أنا ازدادُ،أتَسّعُ، أفرِدُ جناح البقاءِ، وإرادة الخلود..
والعالم من حولي يتقلّصُ، يتلاشى، يتقوقعُ على ضعفه..
هذا ما يحصلُ -على الأقلّ - في ادراكي..
.
.
.
آية الرفاعي
07-17-2024, 10:29 AM
بخفّةٍ،
يتحرّرُ (المقاتِلُ/الإنسانُ) من صفيحِ الليلِ المتجمّد،
ويقفزُ إلى عين الشمس،
يشحذُ روحَهُ بِالدِفءِ،
والأبديّة!
ويترُكُ على ضِفافِ الحياةِ؛ بصمةً!
آية الرفاعي
07-19-2024, 11:59 PM
إنّك تأتي بالكلمات منْ جوفِ البلاغةِ.. فأقفُ مكتوفةَ الأحرف..
لا شيءَ فيكَ شامخٌ كَحرفِك..
أديبٌ مغمورٌ في منتصفِ عمرِكَ..لا تأكلُ الأدبَ من صحونٍ ملقاةٍ على قارعةِ الموائدِ .. ولا تعترفُ بالأكثر مبيعاً ..
تُخرِج نصوصكَ الجوفيّة..في دقائقَ معدودةٍ..و لا تترُكُ للكثيرين إشارات فهم..
شِعرُكَ بحرٌ..و نَثرُكَ حربٌ.. وما بينَهما تقعُ خاطِرةُ الأيام..
و لا أدري كيفَ تجيء كلماتُكَ إليّ..تكشِفُ عن جمالها، فأقعُ ضحيّةَ الإغراء..و الفهم!..
أعرفُ كيفَ يكونُ شكلُ قلمِكَ.. و أكادُ أذكرُ تعرجّاتِ خطّكَ..
و لا بأس اذا ادعيّتُ أنّكَ شخصٌ..و أنتَ قائمةٌ طويلة..
و لا بأس إنْ اختلستُ أسراركَ من بين الأسطر ..و أنتَ لا ترى حرجاً من مشاركتها معي..
و من أنتَ سوى نفسي؟!..
آية الرفاعي
07-23-2024, 09:52 AM
من أجلِ اليقينِ ، و كفّاراتِ الفراغ، و شظايا السعي :
نَجتَرحُ لحظةً بينَ زمنينِ ضَخمين و نَأخُذ مِنها سِياطَ القوة!
آية الرفاعي
08-29-2024, 07:14 AM
منحازا الى الصمت وتآويل البصيرة
وعلى مشارف أزقة القلب،أمشي بخفّة حتى لا أوقظ الحزن، وتَأفُفّ النبض!
أمامي خريفٌ طويلٌ؛ أرواحٌ جافّةٌ، وعويلُ ريحٍ، وزوبعةُ تساؤلات!
-كيفَ يمكنُ أن تَنبُتَ الحياةُ من هذا الموتِ القاسي؟!
وبينَ يديّ كلماتٌ خفيفةُ الحركاتِ، ثقيلةُ المعنى!
يُقصَفُ الوجهُ بِكثافةِ الهواء
ينزَحُ النَفَسُ إلى زفيرٍ طويل!
وأسقطُ على عتبةِ الرؤيا.
آية الرفاعي
08-31-2024, 06:11 PM
و هكذا..تتسللُ من الكلمةِ المضاءَةِ بِأحرُفِ النهارِ ، إلى ثنايا الليل..
ترتدّ عن التفكير في حقيقةِ الألم،
و تغرسُ قدماكَ في رمالِ الشاطيء،
و تستحثُّ الموجَ لِ يُغرقَكَ في صوتِه المخمليّ..
تتمتمُ للصمتِ بخربشاتٍ من عبق ماضيكَ،
و تنسى أن تجمع اصدافا فارغة مدسوسةً في التراب كَ هدايا فُتحت قبل الأعيادِ،
و تنسى اسمَك وكُنيتكَ،
لكنك تتذَكر جيدا أن ترحل قبلَ بزوغ الفجرِ، ف أنت كما كنتَ دوماً،
يغلُبُكَ الغياب!..
آية الرفاعي
09-27-2024, 09:03 AM
القَصيدَةُ* مِصيَدَةٌ العواطِفِ, وملهِبةُ الأحاسيس!..
عَيبُها - إنْ سَلَكتَ دُرُبَها - , أطاحَتكَ أسيراً في قوافيها..
فــ لا أنتَ حرٌّ تعبُرُ شَطرها, ولا أنت عبدٌ تمكُث في عَجزِها..
ولا أنت تدري هل أخذكَ جمالُها, أم تَركَكَ انسيابُها!..
*القصيدة هذه لَيست شعراً, ولا مخطوطة كلمات..!
آية الرفاعي
10-03-2024, 11:35 AM
الحُزنُ مُمتَدٌّ كَأنَّهُ الأزَلُ والأبدّية..
والفقدُ أعرِفهُ، كأنّهُ جَذري وَمَثواي!
آية الرفاعي
01-07-2025, 01:07 PM
أريدُ أنْ أحظى بنهايةٍ سليمةٍ،
مُرَتَبَةٍ على مقاسِ الإنسانيّةِ،
يسبِقُها هدوءٌ، وَنَسَقٌ من توالي اللحظاتِ الرزينةِ والكلماتِ المُحبوكةِ بعنايةِ التجربةِ والمعرفة..
أنْ أسقطَ مرةً واحدةً في غيابٍ قطنيٍّ أبيض..
يتردّدُ على مسامعي خريرُ الماء، وتراتيلُ القرآن، ونبضُ الذاكرة.
نهايةٌ مُعلَنَةٌ،
تأتي بعدَ الإنتهاء مِنْ صياغةِ الاسئلةِ المُجدِيَةِ التي كانتْ تدورُ في عقلي طوال هذه السنين،
دونَ التفاتٍ إلى الإجاباتِ القاطعة!
وتأتي بعدَ أنْ أُدَوِّنَ نزاعاتِ النفسِ ومخارِجها كما جاءَ في نصِّ حياتي!
آية الرفاعي
01-10-2025, 04:11 PM
الكآبة تهديدٌ داخليٌّ!
آية الرفاعي
01-31-2025, 08:07 AM
السلامُ على الظِلالِ التي تمتدُّ نوراً في قلوبنا، وتُضيءُ لنا شُرفات البصيرةِ،
الظِلالُ التي تُشَكِّلُ خارِطَتنا،وتأخذُ بأيدينا إلى طُرُقٍ حقيقيّةٍ!
السلامُ على الظِلالِ التي تَبرَعُ في سَردِ حكايَتنا الأزليّة.
آية الرفاعي
02-08-2025, 07:23 AM
دَعْ عنكَ مُغرَياتِ النَجاحِ، وَألَقَ الوصولِ،
وتفاصيل الغاية،
تعالَ نتحدثُ عن وعورةِ الطريق، عن العثراتِ والسقطاتِ التي لا تُحصى،
عن أوجاعِ الوسيلةِ، وتوّرُمِ القلب!..
آية الرفاعي
04-06-2025, 08:52 PM
عنْ جزاءِ البَقاءِ، وسطَ كل الغياباتْ!
وحيداً،
في قلبكَ شرخٌ سميكٌ يقصِمُ باطِنَ روحِكْ،
يداكَ ترتَجفانِ ؛تغرفان من السوادِ وشاحاً يلّف العالمَ من حولِكَ،
والحزنُ قِسمَتكَ المُطلقة!
عيناكَ تبحثانِ عن كلمةٍ واحدة كُتبتْ لأجلِكَ، لكنّك لا تراها؛
وتتسائَلُ بحيرةٍ: هل هذا عمى البصرِ أم عمى البصيرة؟!
وعقلُكَ غارقٌ في الاحتمالات!
لا شيءَ مَعَك، لا شيء لَكْ،
وعقابُك الاستثنائيُّ ؛ البقاء!
آية الرفاعي
04-18-2025, 10:13 PM
على جُدرانٍ الحزنِ العاليةِ ، أسير طوليّاً،
ضدّ الجاذبيةِ، وضدّ رغبتي، وضدّ خارطةِ الأحلام!
بتمرّدٍّ،
ودونَ الالتفاتِ إلى جانبِ الصمتِ الرزينِ،
أصرخ!
وأسمَعُ صوتَ تَكَسُّرِ الدمعاتِ الجافّةِ على خطوطِ وجهي!
بِنَغمِها المُحبب، في خريفِ عمري الطويل، أتمايلُ!
ثمّة رقص، رقص مجنونٍ في داخلي، يمحو آثارَ الهزائِمِ ويبتلِعُ الانتصارات الصغيرة، ويطحنُ عمري كلّهُ في انتفاضٍ مثاليّ!
أدوسُ بقايا الاهتمام بأطرافِ أصابعي، يطولُ جسدي،
يندسُ رأسي بينَ الكواكبِ،
وصوتُ خلخالي يُشبِهُ صوتَ الانفجار العظيم!
هل أنا محضُ إنسانٍ،
أم صورته المطلقةُ في عينِ الأرض؟!
أشُّقُ بِيَدي عبَقَ الهواءِ الثقيلِ، وأعبرُ من بوابةِ الكينونةٍ،
إلى سهول الصيرورةِ،
بثِقةٍ،
أنزعُ ماضيَّ عن جسدي،
وعاريةً من كلّ الزيفِ أقفُ في مواجهةِ الأنا الحقيقيةِ الغائبةِ عنّي!
وصوتُ داخليٌّ يُناقِضُ ذاتَهُ، يعبثُ في المشهدِ!
ثمّةَ رقصٍ، وطبقاتٌ من الفَشَلِ،
وإنجازٌ بحجمِ المحيطِ، وأنتَ وهوَ، ونحنُ!
وحزنٌ فطريٌّ،
و انتكاساتٌ،
وتباهٍ ليس في موضعهِ،
وربيعٌ ، وألفُ خريفٍ،
وخيانةٌ، اثنتان ، ويزيد!
والمواجهةُ كارثيّةٌ،
لكنها واجبةٌ!
.
.
وثمّة بكاء، عالٍ وأخّاذٌّ!
ونبضٌ،
وامتنانٌ بحجمِ الأضدادِ ذاتها،
وحديثٌ لا يعرِفهُ أحدٌ!
vBulletin® v3.8.7, Copyright ©2000-2025,