مشاهدة النسخة كاملة : !!!!! .....( نـــــذرولـــــوبــــيــا ) ..... !!!!!
خالد العلي
05-20-2025, 10:14 AM
.
.
!!!!! .....( نـــــذرولـــــوبــــيــا ) ..... !!!!!
خروجا عن المألوف لنكتب الغير مألوف :
كلمة : نذرولوبيا
تبدو مركّبة وغير مألوفة في اللغة العربية المعيارية،
وتوحي بجمعٍ بين “نذر” وشيءٍ له طابع فريد مثل “فوبيا” (الخوف) أو “يوتوبيا” (المثال الحالم او الخيالي ).
“ نذر ” = التزام شديد، وعد ثقيل، تضحية شخصية.
“فوبيا” = الخوف
نذرولوبيا :
حالة نفسية مركبة تعني العيش تحت وطأة نذرٍ قديم، أو التزامٍ داخلي لا فكاك منه، ممزوجٍ برهبة من كسره أو عدم الوفاء به.
قد ترمز إلى الخوف العميق من الخيانة الذاتية، أو التزامٍ لم يُفصح عنه لكنه يستهلك الروح بصمت..
مثال :
منذ كتبتُ وصيتي للغد، وأنا أعيش في نذرولوبيا
أُوفي بصمتٍ، وأخاف أن أكون قد قصّرت، ولو في الصمت ذاته.
أكتب مايخصني فقط
لست ناقلا ولا ناسخا ..
فد تكون فوضاي غير لائقة
لكنها فوضاي ..
و :
.
.
.
خالد العلي
05-20-2025, 10:19 AM
.
.
النذر ثقيل !!
لا لأنه صعب بل لأنه بينك وبين الله ..
لا شهود ، لا أعذار
ولا مهرب إن نسيت أن تُوفي حتى بنَفسٍ واحد !!
.
.
.
خالد العلي
05-20-2025, 10:25 AM
.
.
منذ دعوتُ في سكونٍ لم يسمعه غير الله
وأنا أتهجّى الحياة بحذر العائد من موت …
أخشى أن أفرّط ولو في دمعة امتنان، لم تخرج بعد !!
.
.
خالد العلي
05-20-2025, 10:29 AM
.
.
منذ قطعتُ وعدًا لله في ضيقٍ لم يشهده سواي، وأنا أتنفّس على مهل ..
كل خطوةٍ بعدها تُشبه ركوعًا، وكل تهاونٍ يُشبه خيانة كبرى، حتى لو كان في طرفِ نيّة.
و :
منذ أن همستُ في جوف الغيب: لئن عافيتني وأنا أخاف أن أضحك طويلاً !!
كأنّ الفرح إن زاد، يُفسد عهدًا لا يُرى ..
و:
كلما خفّ عني الوجع، زاد ثقلي.
ليس خوفًا من عودة المرض، بل خشية أن يُحسب الشفاء تفريطًا في النذر !!
ولا أطلبُ شيئًا من الدنيا لكنّي أعيشُ كأنّي مَدين لها بوعدٍ لا يَسقط،
حتى وإن نسيتُ تفاصيله ..
ولذلك :
كل ضحكةٍ مؤجلة وكل فرحٍ باهت
ليس إلا محاولة للاحتفاظ بالرهبة الأولى !!
بتلك اللحظة التي وعدت فيها الله ولم يسمعك أحد..
.
.
خالد العلي
05-20-2025, 10:39 AM
.
.
أحيانًا :
أستيقظ وأنا لا أذكر ما نذرتُه !!
لكنّي أشعر بثِقلٍ غامض في قلبي كأن أحدهم ينتظرني منذ سنوات..
لا أجرؤ على الفرح بالكامل !!
لأن جزءًا منّي معلق في وعدٍ لم يُكتب لكنّه وُلد حين بكيت بصمت..
.
لا يعود الزمن خطًّا مستقيمًا
بل دوامة تدور حول ما عاهدتُ نفسي عليه..
الكلمات التي قلتها ذات إيمانٍ ما، أصبحت قوانين تحاصرني ..
والنية التي رُميتُها في بئر التأجيل صارت ظِلّي الذي يسبقني ..
.
.
خالد العلي
05-20-2025, 11:02 AM
.
.
النذر أشبه بمنارة بعيدة لا تُطفأ حتى لو لم تجد مَن يبحر نحوها..
ونذرولوبيا ليست خوفًا من العقوبة ، بل من خيانة الذات حين كانت أنقى !!
لذا أعيش وكأن هناك عينًا تراقب نواياي لتذكرني بــ :
أنّ “النجاة” أيضًا مسؤولية !!
.
.
خالد العلي
05-20-2025, 11:11 AM
.
.
أخاف من النذر
لأنه وعدٌ صادر من لحظة صدق..
وأخاف أكثر أن تمرّ حياتي دون أن أفي !!
كأن قلبي ينتظر شيئًا منّي وأنا أتهرّب منه بابتسامة منهكة..
.
.
خالد العلي
05-20-2025, 11:16 AM
.
.
النذر ليس فقط ما نُعلنه !!
بل ما نتعهد به في قلوبنا عندما نكاد نغرق وننجو !!
أشبه بحالة يقظةٍ روحية حيث كل شعور مؤجل
يتحول إلى سؤال أخلاقي :
هل كنت صادقًا؟
وهل أستحق النجاة إن لم أُتمّ الصدق؟
.
.
خالد العلي
05-20-2025, 11:24 AM
.
.
أخاف
أن أموت قبل أن أفي !!
أخاف
أن أفي ثم أموت ولم يكن هو المقصود !!
وفي الحالتين : أبكي ..
وأواسي قلبي لأني :
وعدتُ الله ، فالله يعرف صدقي حين وعدت لا حين نسيت ..
.
.
خالد العلي
05-20-2025, 03:21 PM
.
.
كيف يمكن أن يحمل النذر ضغينته الخاصة؟
كيف يتحوّل الطيّب منكَ إلى ضريبةٍ دمويةٍ تأكل ليلك؟
النذر:
رغبةٌ حميمةٌ تتفكك بفأس الخوف
تنبعث منكَ كالهتاف
ثم تستدير
لتصفعكَ كلّما نسيتَ أنها خرجت منكَ لا إليك !!
.
.
خالد العلي
05-20-2025, 05:03 PM
.
.
كل شيء مؤجل !!
حتى الضحكة تأتي بحساب :
هل وعدتُ أن لا أضحك بعد أن أشفى ؟
هل صمتّي اليوم عقوبة أم طقس طهارة؟
أُرهقني الحساب ..
لكنّي أبقى على قيد الرجاء
علّ النية تُكمل النذر !!
.
دعوتُ الله يومًا أن يأخذني
ثم عشتُ بعدها طويلًا
أتنفّس وكأنني أعتذر
أنام وكأنني أختبئ
أكتب وكأنني أكفّر
وفي قلبي ظنّ خافت:
ربما أبقاني ليكون قلبي قبرًا لغيابها !!
.
.
خالد العلي
05-20-2025, 05:10 PM
.
.
أُراوغ الأيام
حتى لا تظن أنني نذرت شيئًا ، أخاف أن تُطالبني السماء بما قلته مرة
وهنا حتى الخلاص يبدو جريمة مؤجلة
تغفر لنفسك
لكنّ النذر لا يغفر!!
أفي بالنذر؟
لا أعلم…
كلما اقتربتُ من الوفاء، رأيت صورةً قديمة لنفسي تُوبخني :
هذا ليس ما قصدتَ حين نذرت !!
.
.
خالد العلي
05-20-2025, 10:32 PM
.
.
أحيااانًا
يختلط عليّ الماضي بالحاضر !!
فلا أعرف إن كانت ذكرياتي من نور أمنيّات محققة . أم من ظلال نذورٍ لم تُكتمل ؟!!
وكأن هناك عدًّا تنازليًا مخفيًا للوقت
لا يقاس بالساعات ولا بالأيام، بل بلحظاتٍ تتساقط كأوراق الخريف بين يديّ ..
أهرب فيها من نفسي، ثم أعود إليها بوجعٍ أعظم !!
وأكتبها الآن
ليس لشيء سوى أن أُخلّص روحي من حمل لا أستطيع أن أضعه إلا على الورق ..
وأدعُ في صمتٍ أن يُفهم مَن يقرأها ، ويُغفر لي كل ما فُهم خطأ ..
وكل ما غاب عني في خضم الحياة.
.
.
خالد العلي
05-20-2025, 10:49 PM
.
.
وأحيانا
أُفي بالنذر دون أن أشعر !!
بكلمة ، بموقف ، بدمعة ، لكنّي لا أرتاح ..
فأنا لا أعرف :
هل النذر يُحسب من الفعل أم من الشعور به؟!
ثم أهدأ قليلًا حين أتذكّر :
الله يعلم ، والله أحنّ من نذري ..
.
.
خالد العلي
05-21-2025, 11:10 AM
.
.
أنا الذي وعدتُ الله في الظلمة ثم سرتُ في النور محنيّ الظهر !!
ليس خشوعًا فقط، بل خشية أن أفرّط بعهدٍ لم يسمعه أحد ..
ولم أكتبه يومًا
لكنه نُقش داخلي كأنّه وحي !!
وأعيش كأنني مُراقَب من وعدٍ لا يُرى !!
كلما أردت النوم، أيقظني صوتٌ خفي:
هل هذه الراحة تستحقها؟
هل هذا الصمت جزءٌ من الوفا أم هروب؟؟؟
حتى وسادتي
لم تعد تحسن احتواء رأسي
تبلّلت من محاكمات داخليّة لا تهدأ !!
.
.
خالد العلي
05-21-2025, 11:20 AM
.
.
نذرولوبيا
ليست خوفًا فحسب هي طريقة عيش وتعامل مع كل تفصيله
وكأنها صلاة بلا سجادة .!!
وصوتُ فيه همسٌ داخلي لا يسمعه أحد:
أنا على العهد !!
أنا على العهد !!
فلا تأخذني قبل أن أُوفي ..
في كلّ دعاء:
ثمة همس خفيّ لا يسمعه سواي:
إن قصّرتُ ، فاغفر لي ..
لستُ ناسيًا ..
لكن الوفاء جهدٌ وأنا بشرٌ يتعب !!
يتصدّع أحيانًا ..
لكنّي أرجو أن لا أنهار..
.
.
خالد العلي
05-21-2025, 11:26 AM
.
.
منذ النذر
وكل دعاءٍ يخرج مني مُراقَب !!
كل نية تُفتَّش وكل شعورٍ يُفحص تحت ضوء الصدق القديم ..
إنه قَسَمٌ لم يُكتب
لكنه نُقِش بين ضلوعي !!
.
.
خالد العلي
05-21-2025, 11:40 AM
.
.
أعيش نذرولوبيا كـ (..؟..) تائب !!
أعددت قلبي لله
ثم أُغريت بالطمأنينة فنسيت أين وضعت الوعد !!؟؟
هل في سجدةٍ مرتجفة؟
أم في تنهيدةٍ وأنا أبكي على حافة السرير الأبيض؟
وكلّ فجرٍ
أستيقظ فيه ولم أنسَ وعدي ، أحمد الله خائفًا ..
وكأنّ نذرولوبيا
تنام على الوسادة المجاورة ، تهمس لي :
( لم تُوفِ بعد ، لا تفرح كثيرًا بالنجاة ) ..
.
.
مابين القوسين
خشيت من الفهمٍ الخاطئ !
خالد العلي
05-21-2025, 11:44 AM
.
.
من عزلة قسرية
لا أحد يعرف وعدي !!
لكنه يزهر في داخلي شوكًا كلما ارتحت . وتعلمت أن الراحة قد تكون خيانة !!
وأن العزلة أكثر إخلاصًا من الاحتفال !!
.
.
خالد العلي
05-21-2025, 11:56 AM
.
.
حتى نومي أصبح طقسًا مريبًا ، أراجع نوايا اليوم قبل أن أغفو !!
وأضع قلبي على الوسادة :
هل خنت؟
هل تراجعت؟
هل سهيت عن النذر ولو للحظة رضا؟
ثم أنام على ما يشبه الاستغفار لا الوسااادة !!
.
.
خالد العلي
05-21-2025, 12:06 PM
.
.
أخاف من النذر
لأنه وعدٌ صادر من لحظة صدق..
وأخاف أكثر أن تمرّ حياتي دون أن أفي !!
كأن قلبي ينتظر شيئًا منّي وأنا أتهرّب منه بابتسامة منهكة..
.
.
.
.
( الله ! .. وبارك الله في لحظات الصدق .. )
إضافة بُعدُ شكر :
أنّى لي أن أجد شكرا يليق لمن كتبت هذه الكلمات ..
لك امتناني على هذا النور الذي أسعدني ولن انساه ..
شكرا من القلب ..
.
.
خالد العلي
05-21-2025, 12:14 PM
.
.
أحيانًا
أشكّ أن النذر صار جلدي وأنني لو تحرّرت منه سأتقشر !!
لا من الألم بل من المعنى ..
،
كلما هممتُ بالفرح تذكّرت أني لستُ حُرًا تمامًا ..
ثمة وعدٌ في صدري ينظر إليّ كلما ابتسمت ..
كأنه يسألني :
أبهذا تكافئ الله على ما أعطاك ؟؟؟!!
.
.
خالد العلي
05-21-2025, 02:06 PM
.
.
وهنا في نذرولوبيا
لا أحد يوبّخني سوى نفسي
ولا أحد يُحاسبني سوى صوتي حين أخلو بنفسي !!
وأسألها :
هل كنت وفيًّا فعلًا ؟
أم مرتاح الضمير فقط ؟!!
ليست المسألة أنني أخاف الله فقط .
بل أخاف قلبي إذا نسي ..
أخاف
أن يُدهشني بضعفه وأن يبيع ما وُعد في لحظة لهو
وأنا ما زلتُ أظنّه قويًا ..
وكلما شعرت بالرضا ، أشكُّ أنه فخٌّ روحي وأن عليّ أن أتراجع ..
فالرضا قد يُغري القلب بنسيان ما كُتب بيني وبين الله في السر..
.
.
خالد العلي
05-21-2025, 02:19 PM
.
.
أخاف
أن يكون ما ظننته وفاءً هو خيانة بلغةٍ لم أفهمها !!
أخاف
أن الله كان ينتظر شيئًا آخر : أصدق ، أو أبسط ، أو حتى أبكم !!
وأنا أرهقني التفسير
فضحكتُ بدلًا من أن أفي ..
نذرٌ ينام تحت لساني وكل كلمةٍ أقولها تُوقظه ..
أخاف
حتى من اللغة ، كأن الحروف قد تفسد وعدًا عُقد بيني وبين الله بصمت ..
لم أعد أثق بفرحي !!
لأنني ذات وجع، ربطت النجاة بوعد ..
فالوعد علّقني بين خوفين:
أن أفرح فأخون !!
أو أن أحزن فأبدو ناسيًا !!
.
.
خالد العلي
05-21-2025, 02:26 PM
.
.
أضحكُ بحذر !!
كأنّ في ضحكتي خيانةً لما بكيتُ لأجله ..
كأنّ كلّ لحظةِ فرحٍ تُعيدني خطوة إلى الوراء
حيث لم يكن شيء مؤكد إلا وعدي !!
.
.
خالد العلي
05-21-2025, 02:36 PM
.
.
منذ أن همستُ في جوف الغيب : ( لئن عافيتني )
وأنا أمشي على رؤوس نيّاتي، كلّ غفلةٍ سقطة، وكلّ تأجيلٍ بداية ذنب !!
حتى النوم صار مشتبهاً ..
أخاف أن يغلبني فأصحو متأخرًا عن الوفاء..
منذ أن همستُ تغيّرت ملامح أيامي !!
أصبح النذر هو الباب الوحيد المفتوح بيني وبين الله ..
وكل بابٍ سواه، يُشبه التسلل أو الهرب !!
أحمل النذر في صدري
كما يُحمل الجُرح : لا أُظهره، لكني أتحرّك بحذرٍ كي لا ينزف ..
فكلّ لحظة لهوٍ تُشبه ضحكةً في جنازةِ يقيني !!
.
.
خالد العلي
05-21-2025, 02:46 PM
.
.
منذ النذر
وكل دعاءٍ يخرج مني مُراقَب ..
كل نية تُفتَّش !!
وكل شعورٍ يُفحص تحت ضوء الصدق القديم
إنه قَسَمٌ لم يُكتب لكنه نُقِش في ضلوعي ..
أعيش
كأن أحدهم يراقب قلبي دون توقّف . كأن نذري زرع في داخلي عينًا لا تُغلق !!
وكلّ ما فيَّ عليه أن يبرّ تلك العين ، وإلا أُعدّ خائنًا دون محاكمة ..
حتى حين تضعف يدي يُمسكني النذر من كتفي :
يقول لي :
الوعد لا يُقاس بقوتك ..
بل بنيّتك حين كنتَ أضعفَ من أن تُخادِع !!
.
.
خالد العلي
05-21-2025, 02:54 PM
.
.
نذرتُ وأنا أختنق !!
ولم أنذر لينجيني الله ، بل لينجيني النذر منّي ..
الآن
كلّما تنفّست بطمأنينة
أشعر أنّني أتنفّس على حساب شيءٍ لم أُوفِه بعد !!
في داخلي دعاءٌ لم يسمعه أحد
خرج مبلّلًا بالخوف وذهب الى الله من بابٍ صغيرٍ اسمه ( النذر) ..
منذ تلك الليلة
وأنا أعيش كمن حَمل على ظهره جسرًا لا يُسمح له بعبوره
إلا إذا عبر عليه غيره أولًا ..!!
.
.
خالد العلي
05-21-2025, 05:11 PM
.
.
أعيش حالة لا تشبه غيرها ، حالة أسميتها بـ !! نذرولوبيا !!
وهي ذلك الشعور المركب بين خوف ووعد ، بين وجع واحتراق داخلي لا يراه غيري .
ولا يفهمه إلا من يلامس قاع روحه ..
أعيش فيها كمن وقّع على صكٍ لا يتذكّر بنوده !!
وأرى الوفاء لا يُقاس بالوفاء، بل بالرهبة التي تسبق كل وفاءٍ محتمل .
لكنّي أشعر بالذنب كلما مرّ يومٌ ولم أسدّد شيئًا
حتى لو كانت دفعة من الدعاء..
.
.
خالد العلي
05-21-2025, 05:16 PM
.
.
أخاف
من النسيان أكثر من الخطيئة .
فالنذر
حين يُنسى لا يموت !!
بل يختبئ
ويعود يومًا ويسأل:
أين كنتَ حين احتجتُك أن تفي؟؟!
.
.
خالد العلي
05-21-2025, 11:34 PM
.
.
وقفة للاستنشاق خارج حدود نذرولوبيا ..
.
.
أصعب شعور؟
أن تقول في نفسك : سأخبره ما كسرني ثم تتذكّر أنه هو الكسر !!
وكلما تعافيت من أحد ظهر آخر يحمل نفس الملامح ..
لكنّه يُتقن الطعن بتقنية أحدث ..
لم أعد أستطيع أن أصف شعوري :
هل أنا مكسور؟ أم مُذهول من طريقة انكساري؟
كأنني لا أنزف فقط
بل أستخرج السكين من ظهري بيدي !!
وقفة استنشاق فقط ..
الى حين الثانية ..
.
.
خالد العلي
05-21-2025, 11:45 PM
أين كنتَ حين احتجتُك أن تفي؟؟!
.
.
ليست المسألة أنني أخاف الله فقط .
بل أخاف قلبي إذا نسي وأخاف أن يخونني في لحظة شُكر !!
أو ينزلق في بَهجة ..
كأنّ الضحك بذخٌ لا يُناسب من أبرم عهداً وهو ينزف !!
خالد العلي
05-21-2025, 11:53 PM
.
.
في نذرولوبيا
كل يومٍ أجري بين فكيّ سؤالين :
هل تأخرتُ؟
أم تألمتُ بما يكفي ليراني الله صادقًا؟؟
أنا لا أريد الثواب
أريد فقط أن لا أكون ممّن وعد ثم هرب بحجّة الحياة !!
.
.
خالد العلي
05-21-2025, 11:58 PM
.
.
أن تنذر لله
يعني أن تزرع غابةً في أرضٍ لا ماء فيها وتظلّ ترجو المطر
لا لأنك تملك سحابة بل لأنك وعدت ..
والوعد لله
لا يُخلف وإن جفّ عمرك كلّه ..
.
.
خالد العلي
05-22-2025, 12:05 AM
.
.
أحيي أيامي كأنها صيامٌ عن كل لذّة وكأن الضحك رفاه لا أستحقه !!
أعيش الطيّبات بتردّد خشية أن تغريني الحياة ..
وأنا ما زلتُ على عهدٍ في زاوية غيبٍ لم يُنسَ بعد ..
فإذا متُّ
وكان قلبي لا يزال يرتجف من الذنب !!
فاعلموا أنني متُّ وأنا أُحبّ الله ..
لكن النذر
كان أكبر من احتمالي ..
.
.
خالد العلي
05-22-2025, 09:59 AM
.
.
كأنّ أحدهم أيقظني من الداخل لا من الخارج !!
كانت الساعة تتنفس ببطءٍ مخيف والغرفة ساكنة إلا في صدري
كان هناك شيء يتحرّك بعنف ..
تذكّرت نذري
لا صوت نطق به ، لكنه صرخ في رأسي :
هل نسيت؟
هل ظننت النوم إعفاءً؟
وهل تظن أنّ لله وعدًا يُهمل؟
استيقظت وكأنني أتهيأ لمحكمة
ويدي لا تعرف إلى أين تذهب !!
هل أكتب؟
هل أعتذر؟
هل أبكي؟
كل ما فيّ كان يريد أن يهرب
لكن لا هروب من نذرٍ سجّله الله في الغيب ..
.
.
خالد العلي
05-22-2025, 10:08 AM
.
.
بين أنفاس الزمن المتسارعة
أجد روحي تسبح في بحرٍ من الأسئلة !!
تتناثر الأفكار
كأوراق الخريف ، تهتزُّ وتطير، لكنها لا تجد مأوى ..
وكأن قلبي مرآةٌ مكسورةٌ
تعكس وجوهَ الألم والرجاء
وكل شظية منها تروي قصة نذرٍ لم يُوفى
وحلمٍ لم يُكتب بعد !!
.
.
خالد العلي
05-22-2025, 10:11 AM
.
.
منذ قلتُ :
إن عشتُ سأفعل
وأنا أموت من خوفي أن أعيش !!
.
.
خالد العلي
05-22-2025, 10:21 AM
.
.
منذ قطعتُ على نفسي وعدًا تكسرت كل احتمالاتي ..
وأنا أحسب خطواتي كما تُحصى أنفاس المحتضر
كل تأجيلٍ يحمل في جوفه فوبيا الذنب وكل راحةٍ تشبه الخيانة بلطف !!
في كل لحظة فرح
أقيس شدّة ابتسامتي
أخاف
أن أبدو كمن خان وجعه
أو نسي النذر المغمور تحت جلده !!
.
.
خالد العلي
05-22-2025, 10:26 AM
.
.
بسبب خوف لا يعرفه الطب ولا تفسّره التجارب !!
وهو : خوف الوفاء بفتور
بلا خشوعٍ كافٍ وبلا دمعٍ كافٍ .. فلا يُقبل ..
والذين لم يقطعوا عهدًا مع الله
ينامون بهدوء..
أما أنا :
فأغلق عيني كمن يخاف أن يوقظه الله بسؤالٍ :
أين وعدك؟
.
.
خالد العلي
05-22-2025, 12:12 PM
.
.
كلما سمعت مؤذنًا يرفع صوته بـ : حي على الفلاح . أرتجف !!
ليس من التقصير، بل من النذر الذي لا زال معلقًا في جوف تلك الكلمة
ومن خوفي أن أكون مفلحًا في عين الناس فقط !!
.
.
وحي على الفلاح ..
.
.
خالد العلي
05-22-2025, 01:44 PM
.
.
كم مرّة
شعرت أن الله ينظر إليّ وأنا عاجز؟
وكم مرة خفت من أن يكون السكوت خيانة؟
وكم مرة كتبتُ رسالة إلى السماء ثم مزّقتها !!
كم وكم وكم و و و و :
لأنني شعرت أن قلبي غير جدير بالبريد ..
ومع هذا ..
كلما ناداني الأذان :
أذهب كأنني أفي
وأمشي كأنني أُعفى
وأبكي كأنني أشفى !!
.
.
خالد العلي
05-22-2025, 05:08 PM
.
.
وهنا :
لا أحد يذكّرني بما نذرت سوى الله
ثم قلبي حين يحترق دون أن يعرف الناس سبب الرماد !!
كم مرّة ظننتُ أنني أوفيت ؟
وكم مرّة عدتُ إلى البداية !!
لأن النية لم تكن نقية كما ظننت ؟
كل شيء يُقاس بالمقصد والمقاصد بحر
وليس في يدي مجداف !!
وأحيانًا
أفعل الخير ثم أبكي خوفًا :
هل كان لله حقًا؟
أم أنني أردتُ شيئًا لي؟
السؤال لوحده
يُـنـهــك الـعــااابـديــن !!
.
.
خالد العلي
05-22-2025, 06:12 PM
.
.
أصدقاء الحرف والمرور الجميل ..
حين تقرؤون :
( ... !!! نذرولوبيا !!! ... )
هل تشعرون أنها لامست شيئًا منكم؟
هل مررتم بوعدٍ ثقيلٍ لم تنسوه أو خوفٍ يشبه هذا الذي أكتبه ؟
أم أنني أُبالغ قليلًا
وربما هو نوع من ( الجنون المحترم ) ؟!
أخبروني ؟
.
.
خالد العلي
05-23-2025, 12:54 AM
.
.
شكراً
إلى من قالها صراحة أو مرّرها بلطف
شكرًا لكل من طلب حتى لو بطرف الشعور أن أواصل في نذرولوبيا ..
شكراً
لأنكم رأيتم في هذا الحرف شيئًا يشبهكم
لأنكم منحتم الخوف صوتًا، والوعد حياة ..
الامتنان لكم
من كائنٍ كتب وجعه
فقرأتم صدقه ..
ممتن وأكثر
.
.
خالد العلي
05-23-2025, 12:59 AM
.
.
يقولون لي : عِش كما تشاء ..
وأنا لا أستطيع
لأنني في لحظة منسية قدّمتُ قلبي عربونًا على شيءٍ ما
ونسيتُ أن أعيده !!
فبقيتُ هنا أحاول الوفاء دون قلب دون حُلم
ودون شريك يُذكّرني أنّ هذا النذر كان يستحق ..
ولا أحد يعلم
أنّي حين أنظر للسماء لا أبحث عن الغيم
بل عن إشارة من فوق تقول لي :
قــد وفـيــــت ..
لكنها لا تأتي
وكأنّ النذر
شُفِّرَ بلغةٍ لا تُقرأ من أهل الأرض !!
.
خالد العلي
05-23-2025, 01:06 AM
.
.
الوعي
يجرُّني إلى أعماق اللايقين
حيث لا يُسمع سوى نبضات الروح !!
وحيث تتلاشى الأصوات إلا حقيقتي الوحيدة
تلك الحقيقة المخبأة خلف جدران الصمت السحيق ..
حيث يراها فقط
من استسلم للصمت ومن وهب روحه للوجع فرحاً ..
وعيٌّ يحاول
سحبِ جسدي نحو أعماق اللايقين !!
.
.
خالد العلي
05-23-2025, 01:14 AM
.
.
ذات ليل
استيقظت على صوتي أبكي كنتُ أرى في الحلم وجهًا عرفته
وجهًا نذرتُ له دعوةً ثم مضى قبل أن أدعو!!
نهضتُ مفزوعًا
وأكتب على وسادتي اسمَه بالماء
كأن الماء سيُقنع الله أن قلبي لم ينسَ
وأن النسيان لم يكن خيانة : بل قهرًا !!
.
.
خالد العلي
05-23-2025, 01:19 AM
.
.
وفي ليل آخر
بعد أن ظننتُ أن قلبي لم يعد يحتمل الانتظار
كتبتُ رسالةً إلى الله ، ليس فيها طلب
بل اعتراف :
يا رب : حاولت !!
وكلّما عجزتُ كنتُ أبكي
لا لأني ضعيف بل لأني أحبك
ولا أريد أن ألقاك خائنًا لما بيننا ..
.
.
خالد العلي
05-23-2025, 01:38 AM
.
.
الناس تعيش حرة وأنا محكوم بنداءٍ قديم
وأخبرتُ الله بشيءٍ لم يسمعه أحد ..
ومنذ ذلك اليوم وأنا أحيا
بتقنين المشي
وتقنين الحلم
وتقنين الضحك !!
!!
هل سبق وشعرتَ أن كل ما تعيشه دين مؤجل؟
أنا أعيش هكذا
خوفًا من الخيانة المقدّسة !!
.
.
خالد العلي
05-23-2025, 07:47 PM
.
.
من لحظة م ر ض ..
حين ضعُفت يداي عن الإمساك بأي شيء تمسّكتُ بنذري
كأنه آخر حبلٍ يربطني بما تبقّى من معنى !!
وفي كلّ وخزة إبرة
كنتُ أقول لنفسي :
(اصبر، أنت عاهدت)
وكانت القصاصات التي اكتبها عن نذرولوبيا
تطفئ من حولي أي ضوء لا يشبه التوبة !!
.
.
خالد العلي
05-23-2025, 07:57 PM
.
.
ومن تـ عـ ب ..
وفي سريرٍ أبيض يحملني الأطباء كما تحمل الملائكة ذنبًا لم يُغفر بعد ..
كنتُ أرتجف من فكرة أن أفارق الحياة قبل أن أنهي ما عليّ !!
هم يسألون عن نسبة الأوكسجين
وأنا أسأل عن نسبة صدقي في العهد !!
أيهما ينقص أولًا :
روحي أم وفائي ؟
ثم أعود إلى فراشي الأبيض كأنني جُرح مؤجل الشفاء !!
أراقب أنبوب المصل ينقط كدمعة
وأحسب :
كم وعدًا تهاوى في داخلي ولم أدفنه ؟
.
خالد العلي
05-23-2025, 08:01 PM
.
.
كنت لا أنام إلا بوضعية منكسرة !!
كأن ظهري يُذكّرني أن في صدري وعدًا لا يستقيم
وأنّ الراحة التي لا تُسبق بارتعاشة خوف
هي : ترفٌ لا أستحقه !!
.
.
خالد العلي
05-23-2025, 09:26 PM
.
.
ومرّت ممرضة شابّة
ترتّب الأدوية كما تُرتّب امرأةٌ مهجورةُ القلبِ ذكرياتها
ابتسمت لي وقالت : ما الذي يشغل بالك؟
فكرت أن أقول : الجنة ..
وخفت أن أبكي أمامها !!
فقلت :
كتابة رسائل لم أرسلها
أعتذر فيها من الله عن تأخري ، عن تقصيري
وعن كوني عالقًا في جسدٍ لا يقوى
إلا على النية فقط !!
ثم نمت ..
وفي نومي رأيتُ السماء تمطر دعاءً يشبه
صوت أمي ( رحمها الله )
ورأيتُ النذر
وقد عاد إليّ لكنّه لم يكن عبئًا : كان نورًا
يمشي معي لا ورائي !!
.
.
خالد العلي
05-23-2025, 09:31 PM
.
.
أحيانًا
أُصاب بنزيف الندم حين أرى أني أنفقت دمعي في محاولاتٍ للوفاء
ثم ضاعت الأحلام كما تضيع الطيور المصابة في الغيم !!
لكني أعود أشدّ على قلبي وأقول :
الله يعرف ، الله وحده يعرف كم حاولت
فأُشفى قليلًا ثم أبدأ من جديد ..
.
.
خالد العلي
05-24-2025, 12:53 PM
.
.
وأحيانًا أنظر إلى السماء
فأشعر أنها تراقبني بحنانٍ يشبه أمًّا عارفة
تقول لي دون صوت :
افعل ما تستطيع وسأكمل أنا الباقي ..
فأُصلي وأكاد أبكي من هذا العدل الذي لا أستحقّه !!
وكلما ضاق صدري من تأخري أتذكر أن الله لا يزن الزمن كما نفعله نحن
هو يرى النية من أول خطوة ويكتب الرحمة قبل أن أكتب وعودي ..
.
.
خالد العلي
05-24-2025, 02:39 PM
.
.
الذكريات لا تشيخ
خصوصًا تلك التي بدأت بـ : لئن .. )
لئن نجوت ، لئن سامحتني الحياة ، لئن بقيتُ يومًا آخر !!
كلها نذورٌ طُبعت على جبين الطفولة
والطفولة
لا تنكر ما حُفِر فيها بالدمع !!
.
.
خالد العلي
05-24-2025, 02:50 PM
.
.
وقفة صدمة : للاستنشاق ..
كأن الحياة صفعتني دون مقدمات
وقالت : كفاك طيبة ، لقد آن لك أن تنهار !!
لم أكن جاهزًا ولا هشًا ، لكن الصفعة كانت دقيقة
أصابت موضع الرجاء في صدري فانطفأ كل شيء دفعة واحدة !!
.
.
خالد العلي
05-25-2025, 07:32 AM
.
.
كل من حولي يراني طبيعيًا
لكني أعلم أنني أعيش على إيقاعٍ لا يسمعه غيري
أبتسم ، أُحادث ، أشارك ، لكن في صدري ترتيلة لا تُقال
وترقّب دائم حتى لا أُسيء دون أن أشعر !!
أحيانًا
أُبطئ في المشي وأرى خطواتي تُراجع النية :
هل تجاوزتَ ؟
هل قلتَ ما لا يليق بالعهد ؟
وهكذا يتحول كل تصرّف إلى محكمة داخلية
كل نظرة إلى ميزان وكل علاقة إلى امتحان خفي :
هل تسرّبت من خلالها رغبة لا ترضي الله ؟
هل فُتح فيها بابٌ من أبواب النسيان ؟
.
لا أحد يدري كم هو مُنهِك أن تعيش لنذرٍ لا يُنسى
ولا أحد يعلم كم هو مريح – في وسط هذا الإنهاك –
أن تشعر بأنك على الطريق ولو زلّت قدمك ..
.
.
خالد العلي
05-25-2025, 07:45 AM
.
.
حين يُبرم العهد في العتمة لا يُدوَّن كالوعد
بل يتسرّب إلى الجوارح على هيئة سلوك !!
منذ تلك اللحظة تغيّر كل شيء:
باتت الخطى متروّية كأنها تمشي على أثر نجاة
والحديث هامسًا ، كأن الصمت أصدق !!
أما الضحك
فقد أصبح طقسًا مؤجلًا
يخشى أن يُفسد هيبة ما لم يُعلن
كل تفصيلة بعدها تحوّلت إلى طقسٍ خفي
لا يخلّ بقدسيته إلا من لم يشعر بثقل السرّ !!
.
.
خالد العلي
05-25-2025, 08:01 AM
.
.
الوضوء
أصبح عادة حتى دون صلاة !!
والصمت صار نوعًا من التسبيح لأن في داخلي وعدًا لله
يخجل من الضوضاء وينكمش كلما تحدثتُ كثيرًا !!
أؤخر النَفَس
وكأني أقول لله :
ما زلتُ أتحمل
فقط لا تحسبها ضعفًا
بل هو الطقس الذي ارتضيته حين وعدت !!
.
.
خالد العلي
05-25-2025, 08:17 AM
.
.
وفي لحظة من السكون
على حافة صلاةٍ كنت أتهيأ لها ، انتابني الذنب من نذرٍ قديمٍ لم أضع له ركعة !!
كان وضوئي نقياً ، وقلبي لا ..
كل خطوةٍ إلى المصلّى شعرتُ أنها تُثقلني
كأن الله لا ينتظرني لقيام الليل
بل لتفسير تلك الهمسة التي قلتها له وأنا أبكي في الطفولة :
لئن أنقذتني فلن أطلب شيئًا منك سوى أن أُرضيك ..
لكنّي كبرت وبدأت أُرضي غيره
فهل صلاتي اليوم وِجهتها الله؟
أم ذريعة أخرى للهروب من وخز النذر؟
هل أصبحت أتديّن شكلاً
لأتجاهل نداءً أعمق لا يعترف بوضوءٍ ولا بصلاة؟
نداء لا يشبه المناسك بل يشبه مناجاة طفلٍ ظن أن الله يسمعه
فوعده بما يملك : قلبه كله !!
ذلك النذر ليس فريضة
إنه سؤال مفتوح في صدري لا يُجيب عليه الفقهاء ..
.
.
خالد العلي
05-25-2025, 08:29 AM
.
.
كل لحظة راحةٍ
أشعر أنها تستوجب صلاةً ناقصة لم أؤدها !!
وكل تأجيلٍ للخير
يشبه تأجيلًا لعقدٍ كان يُفترض أن أوقعه منذ أول نفسٍ بعد :
( يا رب إن…؟ )
( يا رب إن…؟ )
( يا رب إن…؟ )
( يا رب إن…؟ )
.
.
خالد العلي
05-25-2025, 10:51 AM
.
.
اعتراف عند حافة الرحمة
أحيانًا :
أشعر أن الله أقرب من نذري
وأحنّ من خوفي وأعدل من حسابي لنفسي !!
فأبكي خجلًا من كل تلك الرهبة التي نسجتُها من طهري
ونسيتُ أن رحمته أسبق ..
.
.
خالد العلي
05-25-2025, 10:56 AM
.
.
نذرولوبيا
ليست قيدًا
هي ذاكرة صارمة تذكّرني أني صدقت في لحظة انهيار
فلا يحقّ لي أن أرتخي الآن ، كأن الوفاء صار حارسي وجسدي زنزانته !!
أحبّ الحياة لكني أحبّ صدقي أكثر
حتى لو خذلتني الحياة ولم يرَ أحدٌ ذلك الصدق سواي ..
نذرولوبيا
يقظة لا تنام
تسألني عند كل متعة :
هل كنتَ تقصد الله حقًا ؟
أم نفســـك حـيـن وعــــــدت ؟
.
.
خالد العلي
05-25-2025, 11:17 AM
.
.
الخوف
من أن تُكافأ على نذرك في الدنيا فيُسقط عنك الأجر في الآخرة
هو من ألطف أنواع الحياء ومن أشدّها وجعًا !!
.
.
خالد العلي
05-25-2025, 11:23 AM
.
.
و صدقا :
لا أُخبر أحدًا بما فعلت لأني وعدت الله وحده
وفي عمق الوعد لا مكان للتصفيق !!
فحين أنقذتُ أحدهم
لم يكن يعرف أني أفعل ذلك عن نذر
لم يكن يعرف أني أفعل ذلك كي لا أكسر عهدًا في قلبي،
وليس لأنه يستحق ..
ما وعدته لله ، لم أخبر به أحدًا
لأن الوعد الذي يُذاع ينقص من طهره شيء !!
.
.
خالد العلي
05-25-2025, 11:46 AM
.
.
في ليالي السهاد
حين يطول الانتظار ولا ينام القلب
أشعر بالرحمة وكأنها مؤجلة لا غائبة !!
وأُحدّث نفسي :
لعل الله يربيني بالصبر لا يُقصيني
ولعل النذر الذي نطقته بصدق هو عبورُ بين الحيرة واليقين !!
أتساءل خافتًا :
هل يُقبل الصمت إذا عجز الصوت عن النجوى ؟
وهل يعرف الله كم أثقلني خوفي من خذلان العهد لا منه ؟
الأسئلة تتشابك في أعماقي !!
والروح تمسك بها كما يمسك الغريق أنفاسه
حتى تدمع العين من فراغٍ يُشبه التيه في انتظار رحمةٍ أعرف أنها قريبة .
لكن قلبي تاه في الطريق إليها !!
.
.
خالد العلي
05-25-2025, 11:54 AM
.
.
وفي اللحظة التي يقال لي فيها : أنت تبالغ !!
كان كل ما فيّ يصرخ :
أنـــــــــــــــــــا لا أبــــــــــــــــــالغ
أنا أغرق وحدي وأنت واقف على الشاطئ !!
.
.
خالد العلي
05-25-2025, 02:57 PM
.
.
كلما صليت أكثر أشعر أن هناك ركعةً غائبة
وكل ركعةٍ أشعر أنها ليست هي !!
ليست تلك التي وعدت بها حين كنت أبكي !!
أصلي
لكن النية قديمة وضائعة ..
وفي كل مرة أدعو أتبع الدعاء بهمسة :
إن قصّرت ، فاغفر لي ..
لأن الوفاء يُرهق !!
ولست أعلم :
هل أوفيت حقًا ؟
أم رتّبت الأمور فقط لتبدو كذلك ؟
.
.
خالد العلي
05-25-2025, 03:12 PM
.
.
الله وحده يعلم
كم من نذرٍ أوفيناه وكم من لحظة قهر سكتنا عنها
وكم من باب طرقناه لأجل غيرنا ثم عدنا دون أن نُخبر أحدًا ..!!
هذه الفضائل المخبأة هي ما تبقينا واقفين
ولو على حافة الانهيار ..
وأشدّ الوفاء
ذاك الذي لا يراه الناس ولا يُقصّ في المجالس
ولا يُطلب عليه شكر
لأنه
كان بينك وبين الله
ولا ثالث لكما إلا الصدق ..
.
.
خالد العلي
05-26-2025, 09:35 PM
.
.
أقف على حافة الوجود
أراقب ظلي يتلوى تحت ضوء الحقيقة الغامضة
كل خطوة تهتز فوق أرضٍ تشبه متاهة التساؤلات
تحت جلد الزمن ينبض قلبي
يحمل ثقل الأمل والعتاب ..
كأن الحياة نهرٌ يصارع صخور المصير
وأنا المراكب المتهالكة !!
.
.
خالد العلي
05-26-2025, 09:42 PM
.
.
وأعيش أيضا كأنّي مراقب من وعدٍ لا يُرى
كأن الهواء من حولي ليس للراحة بل للرجاء المعلّق !!
وكل لحظة فرحٍ تأتيني أضعها على الميزان :
هل هذه هدية ؟
أم اختبارٌ لما وعدت؟
.
.
خالد العلي
05-26-2025, 09:50 PM
.
.
لا أحد يفهم لماذا لا أضحك في الصور القديمة
أو لماذا كنت ألوّن الشمس بالأسود في دفاتر الرسم !!
نذرٌ قيل لي وأنا طفل
جعلني أظن :
أن الفرح حراااااام
حتى يكتمل سداد الوعد
فعشت طفولةً مشروطة وابتسامةً مؤجلة !!
؟
؟؟
؟؟
.
.
خالد العلي
05-26-2025, 10:02 PM
.
.
كنت أظن أنّ السكوت أمام الله طُهر
حتى ابتلعت كل صراخي القديم كي لا أبدو متذمرًا أمامه
كتمت دعائي
خفت أن يبدو كمنّة . أو ضعف إيمان . فابتلعت ألمي
وصمتُّ حتى داخليًا ظنًا :
أن لله لُغته الخاصة التي لا تحتاج إلى وساطة !!
وظننت متأخرًا أني لم أكن أُصلي
بل أُراقب الله بصمتٍ يشبه الشكّ أكثر من الإيمان ..
ومضيت أعزل من كل شيء حتى من نفسي خشية أن أنطق بما لا يُغفر !!
.
.
خالد العلي
05-26-2025, 10:08 PM
.
.
عفوتُ عن من لا يُعفى عنهم
غفرت لأني ظننت أن الغضب ينقض العهد ..
سامحت من كسروني
لأنّي كنت أظن أنّ في قلبي قنديلًا لا يحق لي إطفاؤه ..
لكنّي كنت أدفن غضبي : لا أغفره !!
أدفنه في عمق لا تصله حتى صلواتي
وحين كنت أبكي ، لم أكن أبكي من ألم الطعنة
بل من خيانة نفسي لها من يدي التي صفحت
كي لا يُقال إنّ في قلبي ظلمة !!
وهكذا
أصبحت وحدي
لا أنا الغاضب الذي ينتصر
ولا أنا المسامح الذي يطمئن !!
.
.
خالد العلي
05-26-2025, 10:23 PM
.
.
في أوقات كثيرة
كنتُ أظن أني أمارس الصمت تعبدًا !!
فإذا بي أكتشف أني أتهجّى الحذر. لا أجرؤ على رفع دعائي كاملاً
ولا أُتمّ حديثي معه خشية أن يتسلل منّي وعدٌ لا أقدر عليه
أو رغبة تُفسَّر عهدًا لا أستطيع حمله ..
لقد أصبحتُ أقلّ وضوحًا مع الله
وأكثر جمودًا في صدقي لأنني خفتُ أن أُصدّق قلبي في حضورٍ لا يحتمل العفوية
هذا الصمت لم يكن سجودًا دائمًا
بل كان عزلة !!
كمن يهمس في معبدٍ خالٍ
كي لا يُوقظ السماء على خطأ نية ..
.
.
خالد العلي
05-26-2025, 10:31 PM
.
.
سامحتُ كثيرًا
لأنني لا أملك رفاهية الغضب !!
كنتُ أظن أن الغفران تسامٍ ، لكنه كان في داخلي قيدًا
كنتُ أغلق الأبواب لأمنع نفسي من أن أُتّهم بخيانة العهد مع الله
كل من أذاني
قابلته بصمتٍ مجروح
وابتسامةٍ خجولة من جرحها !!
وكلما هممتُ بالانتصار لكرامتي
شعرتُ بأنني أعتدي على نذرٍ خفي ، لا أعرف متى نطقتُ به !!
وحوّلني إلى :
إنسانٍ بلا صوت ، بلا مساءلة ، بلا حق في الغضب !!
كأنني وهبتُ قلبي كـ ( أرضٍ وقف !!)
لا تُستعمل إلا في الخير حتى حين تُنهب !!
.
.
خالد العلي
05-26-2025, 10:40 PM
.
.
سامحت
لا لأن قلبي وسِعهم
بل لأنني لا أحتمل أن يُقال: خنتَ ما وعدت !!
أكبتُ غضبي كما يُكبت الحريقُ
في بيتِ عبادة !!
أخشى أن أرفع صوتي على من ظلمني
فأُدان عند السماء
وكأني أنا الذي ارتكبتُ فعل الألم !!
غفرتُ احتسابًا
لأن الرحمة قيدًا ذهبيًا لبسته يوم نذرتُ :
أن أكون طيبًا حتى مع السكين !!
.
.
خالد العلي
05-26-2025, 11:01 PM
.
.
إن وجدتم شعرًا في ما أكتبه
فأنا لا أعلم ولا أرغب أن أعلم
وإن علمتُ فسأفرح من قلبي لكل ابداع ..
والله أفرح ..
الطموح نقيٌّ جدًا
2025 تجربتي الأولى في توثيق شعوري ضمن صرح أدبي عظيم :
(أبعاد أدبية)
وخاصة في زاوية تشبهني :
(أبعاد الهدوء) .
ممتن لكل من قرأ حرفًا
وممتن جدًا لمن أكمل القراءة
وأكثر من ممتن بكل صدق :
لكل من أعاد صياغتها بطريقة تليق بالذوق،
وتلامس القلوب ..
وسأكمل كتابة قصاصاتي عن نذرولوبيا
حتى وإن استمرّت فوضاي : )
فبعض الفوضى تشبه الوفاء حين تظل معلّقة باسم الله ..
.
.
خالد العلي
05-27-2025, 08:45 AM
.
.
يــــااااا رب
إن ضعُف وفائي فلا تُسقطني من عين رحمتك
وإن صبرتُ ولم أفهم السبب فاحتسب لي الصمت عهدًا لم أبح به إلا لك ..
وإن وفيتُ
فاجعل فرحي بلقائك أعظم من فرحي بنفسي
واجعلني ممن يقولون في الخاتمة :
وفيت يا رب وإن تأخّرت !!
.
.
خالد العلي
05-27-2025, 08:56 AM
.
.
الوضوء
أصبح عادة حتى دون صلاة !!
والصمت صار نوعًا من التسبيح لأن في داخلي وعدًا لله
يخجل من الضوضاء وينكمش كلما تحدثتُ كثيرًا !!
أؤخر النَفَس
وكأني أقول لله :
ما زلتُ أتحمل
فقط لا تحسبها ضعفًا
بل هو الطقس الذي ارتضيته حين وعدت !!
.
.
.
.
.
أعيد ترتيب سكوني كل فجر
كأنني أجمع شتات نذرٍ خُطّ في العتمة !!
أُقيم طقسًا لا يراه أحد
طقسًا يُشبه الوضوء قبل صلاةٍ لا يؤمّها سواي
ويُشبه السجود لمن لا ينتظر الشكر ..
ويُشبه الوعد حين لا يُسمع لكنه يُراقب !!
هكذا أبدأ يومي :
بخشية لا تُرى
وبوفاءٍ لا يُكافأ
وبعهدٍ لا يُخلف
لأنه لله وليس للبشر ..
.
.
ولما سبق
طقوسُ متعبة جدا ..
.
خالد العلي
05-27-2025, 09:14 AM
.
.
حين كان العهد
أكبر من عمر من نطق به
وُلدت أول طقوس النذر في غياب الأب
لا كلمات ، لا يد على الرأس ، لا تفسير !!
فقط فراغٌ مقدّس
أصبح لاحقًا أول معبد في القلب ..
كنت طفلًا لا يعرف عن العهود سوى أن الغياب مؤلم
وأن الله وحده كان يسمع بكائي دون أن يجيب بكلمة !!
وحين طالت القسوة
ظننت أن الصبر جزء من شروط البقاء
وأن الوفاء لله يمرّ عبر وجع لا يُشكى ..
.
.
خالد العلي
05-27-2025, 09:23 AM
.
.
لم أختر الدموع !!
اخترت الطقوس لأصنع صمتي الخاص
وأرتب الغياب فوق رأسي كأنه تاج !!
بدأت في تعلّم العبادة الطفولية :
دعاء بدون صوت
رجاء لا يُقال
وخوفٌ دائم ..
من كسر شيء لا يُرى !!
.
.
خالد العلي
05-27-2025, 09:31 AM
.
.
الطقس اليومي؟
زيارة متحف شيّدته من نسيج الخيبات !!
فيه وجه الأم ، وظل الأب ، وصورة لرغبة لم تُنطق
فيه الحلم معروضًا كقطعة نادرة في قفص زجاجي !!
وفوقه بطاقة :
* هذا الحلم نُذر لله… لكنه لم يتحقق بعد *
وكلما مر عام
أضيفت إلى المتحف صخرة جديدة من الصبر
نَظَرات أصدقاء غادروا ، دعوات لم تُستجب
وسؤال لم يُطرح بصوتٍ عالٍ :
هل تأخّر الله ؟!
أم أنا من صمتُ أكثر مما يجب ؟
.
.
خالد العلي
05-27-2025, 09:39 AM
.
.
وعندما كبرت على طقوس العهد لم أعد أنتظر الفرج
بل أصبحت أطلب شيئًا آخر :
أن يحسب لي هذا الصمت
أن لا تُنسى هذه الطقوس في سجلات السماء !!
.
وفي ذروة الكهولة
عندما يصبح البكاء ترفًا تخرج من المتحف صرخة
ليست ضد الله !!
بل ضد هذا العالم الذي علمه الوفاء
ثم لم يفهم لماذا أوفى وحده !!؟
طقوس العهد ليست تلاوة
هي نحتٌ مستمر على جبهة العمر
حتى إذا رأى الله هذا النحت يومًا قال :
•عرفتك من صبرك ، لا من صلاتك *
.
.
العهد :
هو صبرًا عمره خمسون عامًا
لا أحد شهِد عليه سوى الله !!
.
خالد العلي
05-27-2025, 03:32 PM
.
.
المؤلم : أن الصبر أحيانًا يشبه المتحف
أضع فيه كل ما تحمّلته ، لأني لا أملك مكانًا آخر للوجع !!
( متحف الصبر ) لا يُزار
بل يُسكن
أفتحه كل فجر
أمر على الوجوه التي غابت
على الأحلام التي لم تكتمل
على الصلوات التي قلتها دون أن أفهم جوابها !!
وفي الزاوية :
لوحة لحلم قدييييييييم لم يتحقق
لكني لم أجرؤ على حذفه من المعرض ..
ربما لأني وعدت الله به
أو لأني خفت أن يكون الوفاء مشروطًا بعدم نسيانه !
.
.
خالد العلي
05-27-2025, 03:35 PM
.
.
ولمّا فتحتُ أبواب متحف صبري للحظة
ظننت أن من يرى الجراح سيحترم صمتها
لكنهم دخلوا بأحذيتهم !!
وسألوا بأسلوب بارد :
هل هذا كل شيء؟!
فأغلقتُ المتحف
ومسحت الغبار عن اللوحات بنفسي
وأقسمت ألا أفتحه للزيارة مجددًا !!
فأصبحت أسيراً لـ : طقس الصمت
وهو أشد الطقوس إيلامًا !!
لأنه لا يُمارَس الا هربًا من الذين لا يصدّقون النذر
إلا إن كان مكتوبًا على ورقٍ ومُختومًا بالدم !!
.
.
خالد العلي
05-27-2025, 03:42 PM
.
.
وما زال متحف الصبر يستقبل كل ليلة قطعةً جديدة :
نظرة لم تُفهم
رجاء لم يتحقق
وذكرى لم تندمل !!
ويشهد أنني رغم كل ذلك لم أترك العهد !!
وفي كل مرحلة من حياتي كنت أظن أن :
( الفرَج قريب )
لكنه لم يأتِ كما تخيّلت ..
جاء على شكل حكمة ، لا على شكل عدل !!
على هيئة طمأنينة لا تشرح شيئًا ولكنها تطلب مني أن أسكت ..
.
.
خالد العلي
05-28-2025, 12:08 AM
.
.
الأمر يخصّني تمامًا
يمسّ العهد الذي لم أنطقه لأحد لسنوات طويلة
لأني كنت أقدّسه ..
لكنني ذات مساء تكلمت !!
حاولت أن أشرح شيئًا لم أشرحْه من قبل
ظننت أن وضوح الحقيقة سيكون رحيمًا
أنهم حين يسمعونني سيشعرون بما أحمله
أو على الأقل يصدقونه !!
لكن ما حدث؟
ابتسموا
أو سخروا
أو شككوا في عقلي وفي نيّتي
وفي اللهفة التي تلبّستني !!
عُدت إلى صمتي مذعورًا
غسلت فمي من الكلمات
ونسيت أنني كنت أتكلم دفاعًا عن :
جزء من ديني الشخصي ، عن عهدي الذي لا يُفهم
عن نذرٍ لم يُعلن لكنه يقودني منذ زمن !!
كأنّ النطق
كان ذنبًا لا يُغتفر وغسلته بالندم !!
.
.
خالد العلي
05-28-2025, 12:14 AM
.
.
تمر السنوات
وكلما حاولت أن أبني يقيني
ظهر لي شكٌّ جديد !!
هل الخنوع حكمة ؟
هل الانكسار توكّل ؟
هل الطيبة قناعة أم عجز ؟!
ثم أسأل نفسي :
هل هذا ما نذرته فعلًا ؟؟!
أم أنني فقط نجوت بالصبر ولم أجرؤ على الغضب ؟
.
.
خالد العلي
05-28-2025, 04:19 PM
.
.
ولكن لا تنتهي الطقوس حين نصمت
بل تبدأ حين يُسلب منّا حق السؤال عن الرحم ، عن الله ، عن أنفسنا !!
ولماذا أُمنَع من محبة من أوصاني الله بوصلهم؟؟!
بعد الطقوس
لا نكفر ....
لكننا نُعاقَب
لأننا فكّرنا أن نعانق قبر أبٍ أو قبر أمٍّ بلا تصريح !!
في هذا الشكل الجديد من النذر
نحمل عهدًا لا نملك سدادَه ، لأن الرحم محجوب
والقانون لا يسأل عن النية !!
هذه نذرولوبيا :
حين يصبح الوفاء لله أصعب من الحرام ..
.
خالد العلي
05-28-2025, 04:55 PM
.
.
كنتُ أظن أن العدالة تعني الإنصاف
حتى صار القانون هو الحاجز بيني وبين من أحببتهم ..
نذرت ألّا أُسيء
لكن بندًا قانونيًا أساء عني
وقطع صلتي بدماءٍ كنت أرتجف لرؤيتها !!
لم أملك سوى صدق النية
الصدق الذي لا يُدرج في المستندات
ولا يُفهرَس في لوائح الاتهام !!
هذا هو العجز :
أن يُحاكم قلبك ، دون أن يُسمَح له بالكلام !!
.
.
خالد العلي
05-28-2025, 05:42 PM
.
.
أحيانًا
أشعر أنني أبتعد عن ذاتي الأولى !!
أنا لست كما كنت ..
النذر غيّر خارطة عواطفي
أعاد رسم أولوياتي ، وشوّه البراءة في انفعالاتي
كأنّي نضجت بالقوّة لا بالزمن !!
.
.
خالد العلي
05-28-2025, 05:55 PM
.
.
يـــــــــــــــــــــا الله
إنك تعلم كيف أُحبك وكم أخافك
وكم أرتجف من ألاّ أُحسن حبك ..
تعبت
وأنا أخاف أن أكون في الطريق الخطأ
أن أكون قد دفنت عمري وأنا أُفتش عنك
وأنت تنتظرني في مكانٍ آخر ..
هل تقبلني الآن؟
رغم الضياع ، رغم القلق ، رغم خيبتي من نفسي
هل ستقول لي :
نعم ، لقد كنت تعرفني رغم كل هذا التيه ..؟؟!!
.
.
خالد العلي
05-29-2025, 09:35 AM
.
.
الله لا يؤذيني
لكن من يرفعون اسمه على ألسنتهم يصنعون له في عيني قسوةً غريبة
ثم يلومونني بصمتٍ ثقل حين تتلعثم كلماتي وأنا أناديه !!
.
.
خالد العلي
05-29-2025, 09:49 AM
.
.
في نذرولوبيا
أخطر ما يحدث ليس أن أفقد إيماني
بل أن أفقد الأمان فيمن يُمثّله على الأرض !!
فتصبح كلمة الله صدىً بلا صوت
يتردد على ألسنة تاهت عن ملامح الرحمة
وما عادت تزرع في القلب بذور الرجاء !!
.
.
خالد العلي
05-29-2025, 09:51 AM
.
.
هل يكون الشك عبادة حين يخرج من قلبي الخائف ؟
أخشَى أن أكون قد أحببت الله على خطأ حين تلتبس معاني العهد
ويصبح سؤالُ الوفاء وحيدًا يتردد في أعماق ذاتٍ تائهة بين :
الأمل والريبة !!
كأني أسيرُ على حبلٍ رفيعٍ من نورٍ وظل
بين نذرٍ لا يُنسى وشكٍ يأكلني بهدوءٍ لا يُسمع !!
.
.
خالد العلي
05-29-2025, 09:57 AM
.
.
ومن نذر طويل المدى وليس تمردا
سأظل أبحث عن الله
رغم صمت من يتحدثون باسمه ..
وأن أتمسك بصورة الله في داخلي
رغم أن بعض من يُنادون به تركوني أنزف على باب الرحمة
دون أن يفتحوا لي !!
أنا لا أنكر الله سبحانه .
لكنّي لم أعد أراه في الوجوه التي كنت :
أظنها تعرف الطريق إليه ..
.
.
خالد العلي
05-29-2025, 10:01 AM
.
.
حين كنتُ صغيرًا كنتُ أرى الله في صدور الطيبين ..
أما الآن
فأبحث عنه في ممرات الصمت
لأن الوجوه التي عرفته : غــــابـــــت !!
.
.
خالد العلي
05-30-2025, 08:12 AM
.
.
وسأبقى أبحث عن الله في الأفعال
التي كان يجب أن تهديني لكنها تركتني أتآكل وحدي باسمه !!
وأتشبّث بصورة الله التي نشأتُ عليها
رغم أن الأيادي التي رفعتها يومًا باسمه
كانت أول من دفعتني بعيدًا !!
وأظل مؤمنًا
في عالمٍ لا يعترف بإيمانٍ لا يُقال على المنابر
ولا يُصفّق له أحد ، إيمانٍ ينادي من الداخل
ولا يجيبه أحد !!
.
.
خالد العلي
05-30-2025, 09:00 AM
.
.
لقد كانت أولى الكلمات التي نطقتها في طريق التعلم:
( بِسم الله الرحمن الرحيم )
ثم تلتها ( الحمد لله ربّ العالمين )
وكان القلب يظنّ أن كلّ ما يأتي من بعدها
سيشبه هذا النقاء!!
وفي التعليم
ردّدنا ( سارعي للمجد والعلياء)
وغنّت أرواحنا ( طلع البدر علينا )
فامتلأ الداخل بفكرة أن :
الوطن، والدين، والنشيد، والنور
كلها وجوهٌ للرحمة ذاتها
وجوهٌ لا تُخطئ من ربّت القلب على الفاتحة
لكنّ الخمسين عامًا مرّت
ولم يبق منها اليوم سوى رقمٍ أصمّ
لا يدلّ على عُمق ولا يُسجّل انتماء !!
.
.
خالد العلي
05-30-2025, 09:10 AM
.
.
ليست كل المعارك تُخاض أمام أحد
بعضها يحدث في منتصف الليل حين يجلس صدري فوق قلبي
ويبدأ العدّ العكسي للتفكّك ..
أستيقظ وقد فقدت :
لوني
صوتي
إيماني بالثبات !!
ثم أمضي اليوم وأنا أمثّل أني حي !!
.
.
خالد العلي
05-30-2025, 09:25 AM
.
.
وأصبحت أرى سكرات الفرح
التي لا تأتي راكعةً كما توهّم المجتهد ولا باكيةً كما ترجّاها الموجوع ..
بل تأتي متأخرة !!
تتعثّر بخطواتها نحو جسدٍ أنهكته الرجفة
ونفسٍ علّمتها الحياة أن تتهيّب حتى الضوء
لئلا ينطفئ أمامها فجأة !!
تتسلّل خائفة
إلى قلبٍ نزفَ كل أشكاله القديمة ، قلبٍ لم يعد يملك ترف التصديق
ولا طاقة للترحيب بنبيٍّ منسيّ جاء متأخرًا خمسين عامًا !!
.
.
خالد العلي
05-30-2025, 09:34 AM
.
.
ومن سكرات الفرح في نذرولوبيا
لا يُغمى على القلب من شدة السرور
بل يتوجّس من أن يكون السرور فخًا نُصب له بإتقان
يُقاوم الشعور
يُطيل الصمت
يُراجع التفاصيل كأنّه يتأمل خبرًا كاذبًا يخشى التصديق به
لأن الخذلانَ إذا عاد بعده
لا يُغادر إلا وقد خلع آخر أبواب الطمأنينة من الروح !!
.
.
خالد العلي
05-30-2025, 02:03 PM
.
.
وكأن سكرات الفرح تنتظر الورثة !!
لم أرد لهم أن يُولدوا في ظلّ نذري
ولكنهم جاؤوا وفي أيديهم فرح هشّ
كأنّ كل سرور لهم يُخصم من عهدي القديم !!
أشعر أن نذري سرى في دمائهم ..
ترى
هل سيرثون عني عيدًا ناقصًا ؟
وفرحًا يُصارع الموت كلما اقترب من الحياة ؟!
.
.
خالد العلي
05-30-2025, 04:32 PM
.
.
المؤلم جدا
هو أن يبرد قلبي
وأنا أظنني في الطريق إلى دفءٍ أبدي
أن أقترب من الموت كأنني أعود إلى بيتٍ أعرفه
ثم أكتشف أني لم أُدخل المفتاح في الباب ..
فقط حملته طيلة حياتي
وخفت أن أستخدمه !!
.
.
خالد العلي
05-30-2025, 04:39 PM
.
.
يـــــــــــــــــــــــــــــارب
لا أُريد الجنّة إن كانت ستُبنى على خطأ في نيّتي
لا تهمّني النهايات إن لم يكن فيها رضاك
ولا أريد خاتمة بيضاء إذا كانت مبنية على فهم رمادي لنذري !!
اللهم إن كنتُ قد خلطت الوعد بالصوت ، والنذر بالخوف
والنوايا بالتوجس ، فاغفر لي جهلي ، واصفح عني
فأنت تعلم
أنّي ما أردت غير وجهك الكريم ..
.
.
خالد العلي
05-31-2025, 08:52 AM
.
.
كنت أظن أن الــ :
( آآآآآآمـــيـــــــــــن )
كلمة سحرية كافية لجلب كل شيء !!
وأكثر الدعوات بقيت في السماء طويلًا حتى غيّرَها الزمن
فلم تعد تشبه القلوب التي رفعتها ..
إنها تحتضر الآن فينا
نودّ لو نصرخ لنُحييها
لكننا نخشى أن نستدعي بها عهدًا
لا نملك له وفاءً !!
.
.
خالد العلي
05-31-2025, 08:59 AM
.
.
بعض الأمنيات
لا تموت فجأة
بل تهرم على عتبة الدعاء
تشيخ بصمت
وتحتضر ..
حتى إذا لاحت لها بشارة لم تعرف كيف تفرح !!
.
.
خالد العلي
05-31-2025, 09:27 AM
.
.
ما أكثر الأشياء التي أُخذت منّي وأنا أنظر إليها
لكنني كنت صغيرًا على الفهم
ناضج فقط بما يكفي للشعور!!
لم أكن أعرف
أن اسم هذه اللحظة : ( تجريد )
لحظة سُرقت فيها روحي قطعة قطعة ..
وتعلمت أن : أصمت
لأن الاعتراض لا يغيّر شيئًا !!
.
.
خالد العلي
05-31-2025, 09:35 AM
.
.
وفي كل مرة أستيقظ وأنا لا حمل شيئًا ..
لا فرحاً
لا فكرة
لا ملامح محددة لحياتي !!
كأن أحدًا دخل ليله وسرق كل أثاث ذاكرتي
وتركني أتلمّس جدرانًا بلا أسماء !!
.
.
خالد العلي
05-31-2025, 09:40 AM
.
.
كأن الله يُعيد تشكيل ذاكرتي
ليختبر ما الذي يبقى حين يُسحب مني كل شيء أحببته!!
كلما فهمتُ أكثر
خسرتُ أكثر ..
كأنّ التجريد لا يتمّ دفعةً واحدة
بل يُسلخ على مراحل من الوعي !!
.
.
خالد العلي
05-31-2025, 12:07 PM
.
.
يقال :
( كلٌّ يُبتلى على قدر إيمانه )
لكن ماذا عن الذين خذلوني باسم إيمانهم ؟
أليس في ذلك بلاءٌ لا يشرحه الدعاء ؟!
.
.
خالد العلي
05-31-2025, 12:09 PM
.
.
لم أكن أطلب معجزة
كنت أحتاج فقط يدًا تمسكني وأنا أُسْحَبُ من ذاتي
لا أحد التفت حين كُسرت أمامهم بهدوء ..
كان الصمت
هو الإجابة الأكثر تكرارًا
والخذلان
هو الاسم الذي لا يتغير !!
.
.
خالد العلي
05-31-2025, 12:12 PM
.
.
حين تُسلب القدرة
ويُخطف الرجاء وتُطفأ ملامح الدعاء
لا يبقى سوى صدى لطفٍ قديم ..
كنتَ أعتقد أنه سيحضر
ساعة الانهيار !!
.
.
خالد العلي
05-31-2025, 11:16 PM
.
.
هل تعلم ما هو الموت الحقيقي ؟
أن يمرّ بك العجز في ذروته
ولا أحد يلاحظ ، كأن روحك تموت بصمت في غرفة مزدحمة
وكل من حولك مشغولون بأوقات الصلاة ..
لا بالميت ..!!
.
.
خالد العلي
05-31-2025, 11:19 PM
.
.
وأسوأ ما في العجز أنه لا يأتي دفعة واحدة
بل يسري فيك مثل صدأٍ داخلي يحفر في قدرتك على البوح
وفي قدرتك على الغضب وفي قدرتك حتى على الرجاء !!
العاجز لا يطلب ..
العاجز يصمت ويتألّم
ويتظاهر أنه ما زال يملك الخيار
بينما هو يُعدّ نفسه
لمحكمة لا تأخذ رأيه بعين الاعتبار !!
.
.
خالد العلي
06-01-2025, 09:52 AM
.
.
العجز :
هو الصمت الذي يغتالك من الداخل ولا تجد كلمات تليق بحجم الألم
ولا يحق لك حتى أن تطالب لأنك قد فقدت حق المطالبة بذاتك ..
.
العجز :
هو أن تراقب كيف يُفرّغونك من وجودك وينتزعون منك حتى القدرة على الغضب
وعلى الحلم وحتى على الرجاء الذي كان آخر ما تبقى ..
العجز :
أن تحاصر نفسك في قفص من الصبر المُفروض تتظاهر فيه
بأنك لا تزال تملك الخيارات بينما في الحقيقة تُعدّ نفسك بصمت :
لمحكمةٍ ستصدر حكمها قبلك
دون أن تُسمع
دون أن تُرى !!
.
.
خالد العلي
06-01-2025, 10:46 AM
.
.
أسير إلى المحكمة ولا أدري :
هل أنا المتّهم ؟
أم الشاهد ؟
أم فقط شخصٌ آخر عجز أن يُتمّم نذره
فأصبح ملفّه نشطًا في السماء ؟!
.
.
وقبل محكمة النذر
إقرأوا حكاية !!
::
:
!
خالد العلي
06-01-2025, 11:16 AM
.
.
في بداية الحكاية
كان هناك طفل لم يكن يعرف أنّ الغياب الأوّل سيكون نذرًا مرسوماً بلا كلمات ..
وأنّ أول خيبة تشبه اليتْم سوف تتحوّل لاحقًا إلى :
التزامٍ أبديّ بالصمت والرجاء ..
ما يُفقد في الطفولة لا يُسترجع ولا يضيع .... بل يتراكم !
يكبر معك مثل دينٍ لا يطالبك به أحد لكنك تسدّده كل ليلة :
بدمعة ، بصبر ، أو بكتمان ..
ذلك الذي فَقَد من يحب دون تفسير
يُصاب بخلل في العلاقة مع الله ..
تتهاوى الثقة تحت وطأة الحيرة :
هل كان الغياب حكمة؟
هل النقص امتحان؟ هل الصبر كافٍ ؟
أم أن الوفاء بالنذر يشترط أن تفهم أيضًا؟!
طفل ظل يحاول أن يوفي ..
كان يسير كمن يطفو في مدارات لا يسمع فيها صوتًا
كأنّ النذر فصَلَه عن ضوضاء العالم دون أن يمنحه الخلوة
بل عزلة باردة فيها يد تبحث عن يد !
وقلبٌ يتساءل دون صوت :
أين كنتَ يا الله ؟!
حين بدأتُ أفقد الثقة بكل شيء ؟!!
!!
هذا الشريط من الحياة هو :
!!!!! .....( نـــــذرولـــــوبــــيــا ) ..... !!!!!
العبء الذي يحملني الآن إلى المحكمة بـ : ألمي وصمتي
وأحكامٍ صدرت قبل أن أتمكن من الدفاع عن نفسي !!
.
.
.. والى محكمة النذر :
؟
خالد العلي
06-02-2025, 02:36 PM
.
.
في : ( محكمة النذر )
الوفاء الداخلي لا يُعترف به والصبر لا يُسجَّل كشهادة
والعجز بعد التجريد يُسمى تهرّبًا !!
.
.
اللهم لا تجعلني من الذين وصلوا ولم يُفتح لهم الباب
لا أريد أن أقف عند الموت كمن يحفظ الدعاء
لكنه نسي الإخلاص ..
اللهم لا تجعلني أقف أمامك بروحٍ ظنّت أنها وافية
وكانت عاصية دون أن تدري !!
.
.
خالد العلي
06-02-2025, 03:37 PM
.
.
ولأنّ المحكمة فتحت أبوابها
فليتقدّم الزمن كلّه
أنا مستعدّ لاستدعاء خمسين عامًا في ساعة .
أنا وحدي : المدّعى عليه / الشاهد / المجروح / الوفيّ ..
وأنا وحدي من عاش كل طبقات النذر:
الصمت / الخذلان / الرجاء / التجريد / العجز / الصبر / والستر ..
لا استئناف هنا ولا يُقبل الانشغال بالبكاء !!
الشهود ؟
في ذاكرتي لكنهم شهود ( أفعال ) لا ( كلام )
محسوسون لا يتكلمون ..
والمحكمة ؟
مكان داخليّ لا يرى الضوء
قضاة بملامح لا تؤمن بالنيات جلسوا على المنصة العالية
بأثواب النظام وأقنعة الإنصاف !!
وحراس للهيبة لا يعرفون ما معنى أن تكون :
( وفيًّا دون أن تُكافأ )
فهل سأدافع ؟
أم أخرُّ باكيًا أمام عهدٍ لم يُنسَ ؟!
.
.
خالد العلي
06-03-2025, 09:11 AM
.
.
في محكمة النذر
لا أحد يسمعني بعد أن يقرّر أن يكون أصمًّا ..
الذي خذلني .. لا يسمع صوت وجعي ، بل يبحث عن ثغرات
والذي قطع رحمي .. لا يعود ليُصلح ، بل ليحاكمني على الصمت!
قالوا : أين النذر ؟
قلت : خُطف في وضحِ الصبر ووُزّع على موائد لا تعرف الوفاء .
وأنا ما زلت واقفًا على قدمي بلا نذر ، وبلا عذر
وبلا أحدٍ يفهم كيف صمدت !!
.
ثم تبدأ الأسئلة التي لا تبحث عن الحقيقة
بل تنقّب عن اللحظة التي تعبتُ فيها لتدينني بها ..
كل سؤالٍ يُوجَّه لي
يحمل في داخله طعنةً قديمة !!
.
.
خالد العلي
06-03-2025, 09:23 AM
.
.
مأساة داخل مأساة :
يُحاكمني من خذلني ويُصدر الحكم من قطع رحمي
يُطالبني بالدليل من كان هو سبب عجزي ويسأل عن نيّتي
من لم تكن نيّته نقية يومًا تجاهي !!
.
.
خالد العلي
06-03-2025, 09:27 AM
.
.
فوق المنصّة
جلسوا في أماكن مرتفعة يحملون أوراقًا لم يكتبوا فيها أي اعتراف للخير
ولا أي أثر للسنوات التي سكتّ فيها كي لا أفضحهم !!
سألوني عن : الوفاء ؟
فأشرت إلى ظهري : هنا الطعنات ..
ثم إلى قلبي : هنا السكوت الطويل ..
ثم إلى عينيّ : هنا السهر الذي لم يشهده أحد !!
ثم همست :
ما من أحدٍ يطلب الوفاء ثم يعترف به بعد أن يذبل صاحبه !!
.
.
خالد العلي
06-03-2025, 11:36 AM
.
.
وسألني أحدهم بلهجةٍ جافة :
ما دليلك أنك لم تفرّط في النذر ؟
أين الوفاء ؟ أين أفعالك ؟ أين برهانك ؟ أين الشهود؟
فأجبت وأنا أكتم دمعةً ساخنة :
إن وفائي لم يكن يُرى
كان في المرات التي قلت فيها لا بأس وأنا أنزف
في الليالي التي ضمّدت بها وحدتي كي لا أُقلقهم
في كظم غيظي احترامًا لعهدٍ لم يُحترم
في قطعي لصمتي كي لا أقطعهم ..
لكنهم لم يروا شيئًا .. !!
.
.
خالد العلي
06-03-2025, 11:42 AM
.
.
وسألوني : لمَ لم تقل إنك تتألّم ؟
ويعلمون أنهم هم من أوصلني لهذا الصمت ، هم من أطفأ صوتي !!
ثم عادوا يتساءلون : أين كان صوتك ؟!
وفي صمتي مجددًا
لأني عرفت أنهم لا يفهمون شيئًا سوى الصوت العالي !!
لكنهم هزّوا رؤوسهم دون اكتراث
وكأنّ الرحمة ليست مادة معترف بها في قانونهم !!
كنت أقف بينهم مثل طفلٍ فُقد دليله
والقضاة الذين يفترض أن يحملوا ميزان الله .
كانوا أناسًا إن اقتربت من أرواحهم لن تجد إلا الجليد
والتقارير القديمة والقلب المختوم بالشبهة والقطيعة !!
.
.
خالد العلي
06-03-2025, 11:47 AM
.
.
وظهر مشهدٌ منسيّ :
ذبيح عيد الأضحى !!
الناس يُكبرون
الأمهات يجهّزن صواني العيد
القلوب تتجه إلى الغفران .
وعلى شاشة القلب :
رجلٌ يُقاد مقيّدًا ، يُنفّذ عليه الحكم بشهوة الثأر
كانت الوجوه حوله تبتسم كأنها تنتقم لا تُنصف !!
كأن الرحمة أخطأت موعدها ..
شعرت أنهم ينتظرون أيضًا العيد
ليذبحوا من ظنّ أن الوفاء لا يُعدم !!
!
!
خالد العلي
06-04-2025, 02:49 PM
.
.
لم يكن مشهد العيد الذي عبر في ذاكرتي إلا صورة أخرى للمحكمة .
محكمة بلا شفقة
يفرحون بتنفيذ الأحكام ، لا بعودة العدل !!
أعدت نظري إلى من حولي ، ما زلت في محكمة النذر
لكنني أشعر أن قلبي الآن هو الذي وُضع على المنصة .
كل شيء صامت ..
كأن الرحمة أُخرست
أو أنها لم تُستدعى أصلًا منذ بدء الجلسة ؟!
؟
.
.
خالد العلي
06-04-2025, 02:54 PM
.
.
وقال الآخر :
ربما كنت صادقًا ، ولكننا نحكم بناءً على النتائج ، لا النوايا !!
فانفجرت الكلمات في داخلي :
أي نتائج ؟؟؟!!
ماذا تركتم لي كي أثبت لكم بها وفائي؟
أخذتم اليد ....
ثم طلبتم العطاء !!
أخرستم الصوت ....
ثم سألتم عن القصيدة !!
.
.
خالد العلي
06-05-2025, 09:19 AM
.
.
المحكمة لم تُنصت
صراخي عُدّ إدانة ، لا مرافعة
ألمي سُجِّل كجريمة ، وغضبي كأنه قرينة على الجُرم
والمظلوم إذا انفجر يُعامل كالجاني !!
كيف أُثبت :
أن الوفاء لم يكن ضعفاً ؟
وأن صمتي لم يكن هزيمة .
كان حياءً من عهدٍ بيني وبين الله
خشيت أن أخونه حتى بـرجفة يأس !!
.
.
خالد العلي
06-05-2025, 09:24 AM
.
.
ورئيس المحكمة لم ينظر إليّ !
فتح الملف كأنه يقرأ نتيجة محسومة !!
لم يسأل ، لم يُنصت ، بل قال بنبرة باردة مدرّبة على دفن التفاصيل :
نحن لا ننكر صدق نيتك .
بل نراها محاولاتٍ طيبة ، لكنها لم تكن كافية .
ثم رفع عينيه نحوي للحظة
ليتأكد أن الجملة التي ستقتل فيّ كل ما تبقى من رجاء قد وصلت !!
هم لا يشكّون في نذري ولا في صدقي
لكنهم تعمّدوا ألّا يُنصفوه ..
لأن إنصافه يعني اعترافهم بخطأٍ ما في أحكامهم
يعني أن عليهم أن يعتذروا لي أو لأنفسهم
وهم لا يعتذرون !!
.
.
خالد العلي
06-05-2025, 09:51 AM
.
.
كنت أظنني أرافق الأمل
وأن صمتي الطويل مرحلة تسبق الفرج
لكني وجدت نفسي في محكمةٍ لا تنظر إلى النوايا
ولا ترى الصدق ولا تعترف بالوفاء ..
بل تُجرِّد الصبر من قيمته لأنه لم يُصرَّح به !!
وأيقنت :
أن كل من مرّ على جرحي وأدار وجهه
لم يكن يتجنّب الألم ، كان يخشى أن تُنقذني العدالة
فتُفضَح قسوته!
لذا طأطأ رأسه ، كأنّ الرحمة تُربكه أكثر من الجريمة !!
.
.
خالد العلي
06-05-2025, 10:23 AM
.
.
كل وفاء صامت تحوّل إلى خيانة ، وأجمعوا على إدانتي بها .
لأنها لم تُعلَن بصوت يُرضي سوء نواياهم!!
ثم نطق الحكم :
( باسم الوفاء الذي لا نريد أن نوثقه
وباسم صبرك طوال هذه السنين
نحكم بأنك قصّرت )
كان الحكم جاهزًا قبل أن أستدعى
لقد نزفوه من صدري ووقّعوه ببرود
يعلمون أنني صبرت حتى أكلني الوفاء ..
ومع ذلك كتبوا : ( قصّرت ) !!
لأن الصبر في محكمتهم لا يُؤخذ دليلًا إلا على الذنب ..
وأنا خانتني النوايا الطيبة
التي ظننتها كافية للنجاة !!
.
.
خالد العلي
06-05-2025, 10:36 AM
.
.
وقفة استنشاق :
حين يشترط على الرحمة أن تُمارَس بعد انكسارك فقط
فاعلم أنها ليست خلقاً ، بل سُلطة مؤقتة ..
.
.
خالد العلي
06-06-2025, 01:08 AM
.
.
العيد ليس لمن يملكون الفرح كاملًا
بل لمن يعرفون كيف يصنعون منه لحظة صافية
ولو من صورة ، أو ضحكة ، أو دعاءٍ من أمٍّ افتقدنا صوتها
لكننا لا نزال نسمعه في القلب ..
وبعضهم يستدعي أعيادًا قديمة من الذاكرة
يضيء بها زوايا يوم العيد ..
كل عام وأنتم بخير
وكل عيدٍ وأنتم تعرفون طريقكم إلى النور
ولو من فتحة صغيرة في الأمل ..
.
.
والى الوصية
في نذرولوبيا :
.
.
خالد العلي
06-06-2025, 03:57 PM
.
.
والى الوصية
في نذرولوبيا :
.
.
.
.
الوصيّة
تُكتب حين يبلغ الخذلان حداً تعجز فيه الحياة عن مواصلة الدفاع !!
يكتبها العاجز وهو حيّ لأنه يعلم أن موته لن يُعترف به بعد الجلسة الأخيرة ..
.
وبعد أن انتهى الحُكم
لم يبقَ شيء يشبه البداية ، ولا شيء يشبه الإنسان الذي صبر
من الصعب أن أشرح للناس أنني لم أسكت
كنت أوفي بصمت ..
لكنهم لا يسمعون إلا الأصوات التي تُرضي نواياهم !!
.
.
خالد العلي
06-06-2025, 04:04 PM
.
.
حين سمعت الحُكم تبدّل وجه الزمن
لم يعُد في الغد باب يُطرَق ، بل قيدٌ يُشدُّ على المعنى
لا أحد يراني بعد الحُكم كما كنت !!
وأنا أمشي خارج قاعة المحكمة أرى الطريق الذي أمامي بقايا حياة .
أشبه بطريقٍ صُمّم ليدلّني على العجز ..
وما يُؤلم في الأحكام الجائرة :
أنها تتركك قابلاً للانتهاء كلّ يوم !!
.
.
خالد العلي
06-06-2025, 04:20 PM
.
.
ومشيت إلى فراغٍ واسعٍ
لا يشبه إلا ما بعد الزلزال حين يبحث الناجون عن أي شيء
يشبههم ولم يُدفن بعد !!
لم أعد أبحث عن فرصة
بل عن أثر لقلبي القديم في مكانٍ لم تدُنه الأحكام
علّني أكتب منه وصيتي دون أن تراقبني أعين الاتهام !!
كل ما فيّ ينزف بصمتٍ محترف
فقد تدرّبت سنواتٍ على أن لا يسمع أحد انكساراتي
حتى أصبحتُ خبيرًا في رسم جروح غير مرئية !!
.
.
خالد العلي
06-06-2025, 11:19 PM
.
.
لم أبكِ في المحكمة
لأنهم أخذوا كلّ ما قد يُبكى عليه !!
ولم يكن في الحكم رقم ولا بند ولا تفسير
لكنه خيّرني بين أن أموت كاذبًا ، أو أعيش صادقًا تحت قائمة المتّهمين
وكنت قد تعبت من أن أشرح الصدق لمن لا يريد أن يفهمه .
كأنني لم أكن إنسانًا
بل مسوّدة لتبرئة الآخرين من صمتهم !!
.
.
خالد العلي
06-06-2025, 11:25 PM
.
.
بحثت عن قلم لأُسجّل :
هذه الجريمة لم تكن فردية ، بل جماعية
وبصمتِ الكثير كُتبت !!
أردت أن أكتب لهم ما لم يُكتب لي
أن أقول :
كنت صادقًا .. فاستُخدم صدقي كدليل ضدي
كنت صابرًا .. فقالوا : إذن هو يتحمّل
كنت وفيًّا .. فقالوا : لم نرَ شيئًا ..
فاحذروا أن تظنوا الطهر حماية
أو أن الصمت لغة يُتقنها العدل .
.
.
خالد العلي
06-06-2025, 11:27 PM
.
.
أنا لست في مرحلة تجاوز
أنا في مرحلة ترجمة :
أترجم لحظتي الأخيرة في المحكمة
إلى لغة تصلح أن تكون وصيّة لأحدٍ لم يُولد بعد
كي لا يُدان إذا صمت !!
.
.
خالد العلي
06-06-2025, 11:50 PM
.
.
الحُكم أشبه
بإعادةُ توجيهٍ قسرية لما تبقّى من الطريق
أُجبرتُ أن أُكمل عمري في مسارٍ لم أختره .
مسارٍ لا يقود إلى حياة
بل إلى تحمّلها فقط !!
كنتُ شاهداً ، ومتهماً ، ومجنيًا عليه
وكأن العدل كُتب بيد واحدة لا تعرف الإنصاف !!
الحُكم لم يُصدره صوت القاضي
بل نُفّذ في داخلي بصمتِ القريب .
الصوت يُجادَل
لكن الصمت ؟
هو الذي يُلقي بي في الجُبّ
ثم يُقسم أنه لم يدفعني !!
.
.
خالد العلي
06-07-2025, 12:05 AM
.
.
منذ نُطق بالحُكم وأنا أعيش خارج التوقيت الرسمي للعالم !!
ليلي لا يبدأ حين تغرب الشمس
بل حين تمرّ المحاكمة في رأسي كأنها حكاية لا نهاية لها .
ليلٌ لا ينتهي !!
لا شيء في الحكم يستدعي النقض
لأنه لم يُكتَب ليُراجَع ، بل ليُسحَق به عمري القادم .
وما تبقّى من عمري؟
لم يعُد عمرًا ، بل وقتًا مستعارًا ، أمشي فيه بحذرٍ من نفسي
حتى النوم كـأنه جلسة استجواب !!
.
.
خالد العلي
06-07-2025, 01:23 PM
.
.
وبعد أن انتهت المحاكمة في داخلي
لم يعُد الصمت حماية ، ولا الصبر يُفهَم كقوة
ولا الوفاء كافيًا لردّ الظلم !!
كان لا بد أن أكتب ما يُشبه الوصية
لا لمن أنصفوني - فهؤلاء قلّة - بل لأولئك الذين
سيأتون بعدي على هيئة صدقٍ لا يجد من يحميه
كي لايُدانوا إذا صمتوا ولا يُجلَدوا إذا صبروا .
.
.
خالد العلي
06-07-2025, 01:30 PM
.
.
ومن رحم ( !! ... نـذرولـوبـيــا ... !! )
خرجت هذه الوصايا
نبضُ صدق وعهدٌ لم يُخلَف
خرجت كدروسٍ في الصبر والكرامة
لكل قلبٍ يبحث عن العدالة في محاكم الحياة التي لا ترحم
وكتذكيرٍ لكل من يحارب في صمت
ليصنع عدالته الخاصة وحده .
لأن ما سيأتي بعدها
أشدّ من الصمت وأقرب إلى جذر الحقيقة .
وربما ....
أصدق ما كُتب قبل أن يصمت القلب ، لا القلم :
:
؟
.
خالد العلي
06-07-2025, 01:46 PM
.
.
أولى الوصايا :
لا تطلب الإنصاف ممن تجاهل ألمك
فمن لم يلتفت إليك وأنت تنزف لن يُنقذك وأنت تُحاكم .
الثانية :
لا ترفع رأسك في محكمة لا تعرف الله
حتى لا يُحسب انكسارك وقاحة ، وصبرك مراوغة
فبعض المحاكم تحاكم ملامحك يوم وجعك لا أفعالك .
الثالثة :
لا تجعل النية الطيبة درعًا أبدياً
لا احد يرى النوايا ، والصامت يُدان قبل أن يسمع له أحد .
الرابعة :
إياك أن تصمت لتُنقذ من لا يرى نفسه
فمن لا يعرف خطاياه، سيبني عليك حائطها
ثم يدينك على شقوقه عندما تسقط .
الخامسة :
لا تفترض أن من يعرف صدقك سيحميك
أحيانًا يُرعبهم صدقك لأنه يفضح تزييفهم دون أن تتكلّم .
السادسة :
الصبر المكتوم يُفسر ضعفاً
وحين يُصدر الحكم ، لا يُذكر أنك صبرت
بل يُقال : أنك ( قصرت ) .
السابعة :
لا تجعل خوفك من خيانة النذر يُبرّر لهم خيانتهم لك
فالنذر لله لا يُفرِّط في الكرامة، ولا يُلزِمك بالصمت أمام القسوة .
الثامنة :
اكتب وصيّتك وأنت بكامل عافيتك استعدادًا للخذلان
فأقسى المحاكم تلك التي تُعقد دون علمك ويُدينك فيها
القريب بصمتٍ لم تستأمنه على ألمك ..
.
.
خالد العلي
06-07-2025, 01:50 PM
.
.
هذه ليست وصايا عابرة
بل نُطقٌ مؤجل لثمانية أرواح أثقلها الصمت
نُذورٌ كُتبت بما تبقّى من صدقٍ لم يُنصف !!
هي لأجلكم
أنتم الذين يشبهون النقاء في زمنٍ يخذله
كي لا تصبحوا ضحايا لصمتكم ولا يُجلَد أحدكم لأنه صبر ..
أحفظوها جيدًا
واحملوها معكم في دروب الحياة
فقد تكون النور حين تُظلم العدالة والدليل حين يضيع الطريق ..
ما سيأتي بعد هذا قد لا يكون أخفّ
لكنه بلا شكّ : أصدق . وأكثر حاجة لأن يُقال
قبل أن يتجمّد النبض لا الوقت !!
.
.
خالد العلي
06-08-2025, 09:30 AM
.
.
النذر الذي فتح قلب الأسرار
ذاك النذر الذي أُبرم في العتمة علّمني أن الطيبة لا تُكافأ دائمًا
وأن من يحمِل النية الطاهرة قد يُذَبّح بها دون أن يفهم أحد لِمَ تألم !!
ذاك النذر
ذاك الوعد الصامت مع الله
هو من جعلني أكتب لأرتّب ما بقي من إنسانيتي
وأحملني إلى جهة الضوء ، حتى لو لم يفهمني أحد
يكفيني أن الله رأى
وأنني أخيرًا رأيت نفسي ..
.
.
vBulletin® v3.8.7, Copyright ©2000-2025,