مشاهدة النسخة كاملة : من مذكرة مشنوقة في البعيد
عبدالاله الأنصاري
07-04-2009, 07:32 PM
الأجواء ساخنة جدا، وبرودة تسري في داخله
فصلان متناقضان يعبرانه
نهر عرق دافئ وتيار بارد
شيء يشبه الحمى ولكنه ليس كذلك،
الشيطان كان يلهو،
كان يتسرب من مسامه للخارج ويغور داخله في الوقت نفسه
غادر جسده المسجى وتلقفته الريح
يناجي
ينادي
كل ما حوله هامد أصم
جسده تذكرة لم يحملها معه، والأشياء لا تعرفه
جسده النور انطفأ وحيداً بدونه
سلامٌ عليك حين تتوه ويتلقاك الحجر
سلامٌ عليك حين يشربك الظمأ ويبللك اليأس
سلامٌ عليك حين تصحو بعد مقيل المكان وقبل الغيث
سلامٌ عليك حين يجهلك الرفاق وينكرك الزمن
عبدالاله الأنصاري
07-04-2009, 07:34 PM
مسكين أنت ..
تحمل وطنك على كتفيك ولا تتأفف لثِقل الحِمل، والوطن لا يعبأ بك.
يحفظ وجهك ويعلم عدد الندوب التي تعجز عن إخفائها كل المساحيق التي تشقى وأنت تبذر الوقت في طلاء ملامحك بها عل الصبح يغشها ولو سهواً
بذرة طين سيئة أنت، فلا وطن للفقراء هنا
الفقراء هنا أشياء تشبه المسخ
يحفر الترح أخاديد وعلامات موسومة فوق جباههم
المبادئ والأفكار النورانية ترف لا يليق بالمعدمين
تنبذهم الصحراء،
والمدافن تلفظهم كبصقة على رصيف مهمل
لهم الخوف والجوع الكافر
والغيظ أمارات تعرفهم بأفواههم
لهم الصبر والموت قبل أوانه
نهله محمد
07-04-2009, 07:34 PM
خاطرة جميلة.!!
أخذ يردد الجملة مراراً، وأردف بسخط ..
لفظة ( خاطرة ) تصيبني بالغثيان، وأشعر بأنها شتيمة .. عندما تساق لنص عميق ومبتكر عمل عليه كاتبه باحتراف.
تشعرني هذه اللفظة وكأن ما كتب يخص مبتدئ يشخبط في مكان مجهول أول جمل تبادرت إلى ذهنه بعفوية البسطاء وقراءة البدائيين.!
قولوا ( نص ) فقط واصمتوا
( سجلت دخول من أجل هذا يا عبدالإله , أنا معك معك معك فيه , من المجحف أن يكتب أحدهم بخط سير مختلف
وفيه من الإدهاش -لتقول بينك وبينك ( واو خافت)- الكثير ليقابل "مُتناقد" يفلسف جهله بتسميته خاطرة )
كبستَ على مفتاح صمتي ,فدخلت معقبة ....أشكر صدقك جداً تابع...
عبدالاله الأنصاري
07-21-2009, 05:04 AM
بعضي في الوهاد
وبعضه السهل
أنامل وشفاه أمينة
درّاق يسيل بين غصنين
تفتق نصف واستدار
شذّب النصل وغار
رسم خطوط المدينة
ونشر الجيوش
فهدّم القلاع
وأغرق الحزينة
بعضي استخار
وبعضه استجار
أغصانه العتيم
تطارد الطريق
تهدهد الأشباح
تُقَدِّم الرشاوى
تعبئ الأقداح
يهزها لملل
تمزق الوشاح
ينام البنفسج
وتطوي المسافة
عبدالاله الأنصاري
07-21-2009, 05:05 AM
قرأت كتاب الشك وتعلمت التخوين
في فصل الغياب عبثت بي الريح وتشكّل حنقي
أدرت ذاكرتي واستحضرت العصر القديم
فتشت عن وطني ساءلت الجند والمارة
حبسوا سخريتهم عني كي لا يؤذوني
تتبعت الفلول فأعادوني بحجة أني غرير
ملت إلى السماء فاحتجبت بغيمة وما اهتديت
قدّمت عقارب ذاكرتي فسقطت ورقة تقويم قديمة
كُتب على ظهرها ..
أيها الإنسان جحيمك يسكن عقلك ، والجنة شقاء طويل
لا تبلغها قبل أن تهيم عشراً
وربما لن تصلها
!
عبدالاله الأنصاري
07-21-2009, 05:05 AM
ماذا يعني أن تتعثر أمنية أو يخبو فتيل عاطفة
لن يحدث شيء غير أنك لن تعاود السير في ذات الإتجاه
لن يحدث شي فالليل لن يعود طويلا كما كان يفعل في السابق
والأشجار التي جفت عروقها لم تبدل المكان ولم تسقط حزينة باكية
كل ما هناك طريق لا يحتاج إلى بوصلة لتستدل عليه
طريق ممتد وسِلال معباة بما لا تشتهيه وما تجهله
كل ما هنالك ليل لن يسامرك ولن يخبئ أشياءك الصغيرة التي تزفرها فوق صدره
كل ما هنالك أشجار فارعة تجاوزها الربيع وشاخت عارية من ثمارها
عبدالاله الأنصاري
08-17-2009, 04:02 PM
مباح أن تكذب
أن تغير سكنك
شهادات ميلادك
العاطفة تبرر كل ذلك
الغير مباح ..
أن تصدق مع غارق لا يريك إلا ما يرى
عبدالاله الأنصاري
08-17-2009, 04:02 PM
أفتش عنك ، عن مدينتنا
عن المسافة بين قوسين فارغين استدارت
وعن شيخ يقتات على كسرة حنين
عن الحزن امتدت فروعه واستعمر الطرقات
عن صديق يجتر أحلامه البعيدة
عن رفيقة مادت بها أشرعة الوِحدة ..
تدس أمنياتها في صدر أول العابرين
عن السواقي يعتادها الجفاف نواحينا
عن شجرة الصمت نربيها خشية يفضحنا الفجور
عن الشيء و اللاشيء ..
ساعة يدس الخواء شفتيه بين جنبين
عن الصبر شق صدره ونام
سعد العتيق
08-17-2009, 05:36 PM
مررت فاسوقفتني هذه (المشنوقة) الباذخة الجمال.
دمت, ودام إبداعك,,
عبدالاله الأنصاري
08-31-2009, 03:25 AM
مررت فاسوقفتني هذه (المشنوقة) الباذخة الجمال.
دمت, ودام إبداعك,,
مرور رجل كريم
سعيد به
شكراً لقلبك
مودتي ،،
عبدالاله الأنصاري
08-31-2009, 03:26 AM
ها نحن كجدول حزين تركوه وحيداً
تعلمنا السير وصعود الآجام والعناق أيضا، كل ذلك في وقت مبكر
وتركنا وراءنا أشياءنا الصغيرة
تناسينا انعطافات الطريق ، وودعنا الرفاق ومضينا
فلا بدايات قادرة على تشكيل المسارات كما يتشهى النبض
ولا تعاويذ تستطيع جعلها تطول دون أن يعتريها وهن
لا شيء في هذا المكان يحتمل الغبن وتضعضع الثقة التي مللنا ونحن نسقي أوردتها
وكل ما حدث أنها خارت وأننا تحللنا من أيماننا
والحياة القصيرة نسيت كيف تربت فوق أكتافنا
تجاهلت تعليمنا بأننا كلما خطونا للبقاء معاً أكثر ،
كنا نسقط أوراق أروحنا خلفنا تترى
يبدو أننا كنا نتجهز للصلاة الأخيرة .!
عبدالاله الأنصاري
08-31-2009, 03:29 AM
أنت في حاجة إلى وهْمٍ كبير باتساع المجرة
إلى سفينة صيدٍ صغيرة تبتلع البحر
شرارةٍ صغيرة تلتهم الحقل
تحتاج لأن تغادر المقبرة وتصيغ وطناً من خيوط الشمس
وطناً من الأوغاد البسطاء
تشرِّدكم همسات الليل وأبواق العتاة
وتؤويكم الأزقة الصغيرة والفضاءات الآثمة
أنت لا تحتاج إليك
فتش عن غيرك يشبه صمتك
يشبه حكاياتك المنسية
والبيوت القديمة
غيرك الذي يعرفك حد البكاء
لو ضممته لذاب فيك ..
وسال وادٍ
واحتفل النهر وصام .!
عبدالاله الأنصاري
08-31-2009, 03:30 AM
أعرف أن الوحدة فلك تائه
وأني بلا أشرعة يمزقني الصمت
وهذا الهدوء الذي ينفثني وأشربه مرغماً
يجيد معاقرتي
يعرف منتهاي ولا يوردني إليه
معلّق بهدب السكون
بخيط حيرة يشد الروح
ويطوّح بها على قلق
وأنتم أيها الرفاق الأوغاد
انهبوا عزلتي وإلا أنتهي بضجيج
عبدالاله الأنصاري
08-31-2009, 03:32 AM
حنين الذاكرة والخشية من أن ينز تاريخ قديم
وبعض الرفاق يغافلون ذيّاك الحنين
فتطفر دمعة في الوقت الخطأ
والبعض الأكثر قرباً من الروح - فيما لو أن الموت أو الترحال
أو حتى الإنشغال بأشياء الحياة صغيرها وكبيرها -
سلوتك القصيرة لن يفيها وصل عمرٍ كامل
لو تستطيع تعويض ثوانٍ - فقط - لتخبرهم بأن الساعة التي أخّرت عقاربها
والخطوة التي تاهت وسلكت شعاباً لم تخطط لدخولها
لو أنك تقدر على منحهم كل العمر القصير القادم
ولو أنك وساوسك
وشيطانك
وأمنياتك أطاعوك في الوفاء يوماً
لقطّعت جسدك غبطة
وغلّفت روحك في مظاريف وقسّمتها بينهم
بنشوة ثمِل وسكرة شهيد
عبدالاله الأنصاري
10-09-2009, 02:46 PM
هممتِ بالغياب ، فكان النحيب أنشودتي معكِ
كان موسم الحصاد ميقات رحلتنا الأخيرة
كنتِ فيئا، وكنتُ الطريق الذي يوصل للنهايات السعيدة
الأرض يابسة يا سيدتي والروح فضاء فسيح
أخطأنا حينما أفطرنا بعد انشقاق الغسق ببضع تعب
ألقمتك النزر اليسير ،
وأسقيتني من خلف التلال صحراء لا تقيم أود الصائمين
إليَّ عنكِ مسافة برء
وإليكِ عني واحة غنّاء
سلامٌ علينا حين لا يلتقي اللحظان
وحين لا ننبس بترهاتنا على مقعد المحطة التالية
أمانٌ .. أمان
عبدالاله الأنصاري
10-09-2009, 02:47 PM
يا أيها الوهم أقبِل وكن مدينتي التي أجوب طرقاتها
يا أيها الوهم أوثِق حبالك وارتق الفراغات التي نخرها السوس
أنا هنا رجل حزين بلا معنى
عابرٌ يواري سوأة الظمأ
صدّق بالفتات واحتسى السقم يقيناً
إني بلا وهمٍ /
بلا فصل خريفيٍّ
بلا شطئان
إني أنا
وحدي هنا أفتِّش عن خدينة
أغلّق الأبواب
يركلني الوهم
وتلفظني المدينة
عبدالاله الأنصاري
10-09-2009, 02:48 PM
وفاءَ منها وأجدبت عروقها
على آخر حرفٍ حزم أمتعته
وعلّق أبواب الحلم
هيت لك أيها الشرود
إمضِ حيث شئتِ للبعيد هناك
أشجار القلب يابسة
ما استدلت على الغرق
وروحك الغضة يذبلها انتظار ما لا يأتي
الوصل شحيح يا سيدتي
والجنة وهمٌ ضرير
رجُلك حمّال أوجهٍ لم يتعلم الحياة
عبدالاله الأنصاري
10-09-2009, 02:49 PM
يا نوارة الحلم
يا فوّهة الهذيان ..
يتسكع بين روحِ وشفتين
يا منتهى الغرق
عيناكِ .. ما بالها عيناكِ
من جفف البريق بعدما خزنت جيوشه مقلتاكِ
ثغركِ .. الأناشيد اليتيمة
جِيدكِ .. أوّاهٍ يا جِيدكِ
من يحرس البيادر
ويتسوّر مسافة الغياب المحموم
يا أنفاس القصيدة
خيول الشوق جامحة
فماذا بعد الغرق
أرق
باب حزين يتشرب أوهامه
يدان قصيرتان وكفّ أخرس
ومدينة يدسها الضباب وراءه
وأنتِ والوجع الفارط
وقلبكِ الوسادة
ورجل غريب
يا سيدتي .. المسافة وباء
وفادح هذا الفرَق
!
عبدالاله الأنصاري
10-09-2009, 02:50 PM
كم من الشتائم تزمع دفعك عن طريق باصقيها ، وتصدها عنك النوايا الطيبة.
رسولك الأمين أوفى الكيل، ولا تثريب عليه، فلا تبتئس.
حزمتَ حقائبك مغادراً قريتهم؛ ثار نهرٌ واهتزت نخلة باسقة.
الأعين الضيقة لا تجيد جسّ القلوب الكبيرة
وفَجْرك الذي لاح للغرباء يعرف طريق أمنياتك الحبيسة
وأنت ذاتك تعلم كيف تهز صدر الحلم وتسقط الثمر
وكيف تكسر المُدام حين يلتم الرفاق وتتناثر الخِرق البالية
على الضفة الأخرى بدور تحزم أوسطها بالنور
والخلاخل نسيم يسقي عروق المجاديف
فلا تمت قبل لثمها .!
عبدالاله الأنصاري
10-14-2009, 05:07 PM
اشتقت أن أرسم الأقدار على مقاس جنونك
كنتُ المرسى ، وكنتِ السفينة
تطوِحين بي بين كروم الشك وعلى حواف هجرنا الأخير دوماً
أغضب منكِ فرسخاً .. وأثوب إليك باعتذارات تغطيكِ وحتى أخمص غرورك
يروقني منظر حاجبين عقدهما دلالك الموروث من شركسية لم ترضعك
تفتنني جمرتين ترسل العتبى لتواري قناع شجن شفيف
أدمنت الصبر على لأوائك كي أقيم أمداً طويلاً طويلاً طويلاً بين عينين وشفة
يستحضرونني كلما فاض سيل شوقك الموارب
وغْدُك الكبير قصّص جناحيه وهذب شيطانه
فلا رفقاً يروم ولا أسىً يبسط كفيه أمامه
عبدالاله الأنصاري
10-14-2009, 05:09 PM
يا حور ..
رجلك وعِرٌ ساعة تجهله تفاصيلك
ويلفظه التل ويتوه عن خليجٍ يحتسي ظمأه وحيداً
يا حور ..
ملًته أشياؤه المهملة وأرّقه جموح كفَّي غيمة هاربة
يفتته التنَور .. يأكل ذاته / تتخشب أطرافه
وطنه الهارب يتمتم للبحر ..
مرجانك أخرق ، ومروجي ثاوٍ يحتفي بميلاد كآبته
يا أزرق ..
شاطئك المهمل يبرم عقداً ، وغريمك يسخر
يا أخرق ..
الشوك يغزو ضفة حلمه الغارب
والزبد ينتحر فوق صدر المدينة
ياحور ..
نام البنفسج فيكِ
أشياؤه على باب الحديقة تصلي
والثغر يضيق
والقهر يفيق
والجنة مزلاج
وأنتِ العشب
فادلقي البصر
واغرقِ
عبدالاله الأنصاري
10-14-2009, 05:11 PM
أشتهي تقبيل صوتك، عناق نبراته
وأن أبكي على صدره كما لم أفعل من قبل
أطعميني تنهيدةً حارقة
فانتمائي لصوتك فعل أمومة لم ينقطع حبلها السري
عبدالاله الأنصاري
12-12-2009, 06:45 PM
قل لي كلاماً يشطرني نصفين
أموء كقافيةٍ يتيمة
أستشهد مائة مرة على صدر حرف
وأتجدد كنبعٍ احتبست روحه ألف عام
قل أني ذهول الخامسة عشرة
وأني شظية عِقد بأكمله
وأني منتهى الآمال المعلقة
واهمس - أنتَ - خدراً وقل ..
دعيني أوسِّدُ رأسي حِجرِك واتركي عينيكِ تقبّلني
عبدالاله الأنصاري
12-12-2009, 06:46 PM
أنا التراب يا ماء الزهر
جسدي انتماء البيادر الخرساء
ميلاد أمنية العشب الغض
جسدي القصيدة حين يلفظك المنفى
تسوَّري تينك الأغصان
مددي التاريخ
وانشطري نصفين / عمرين ..
وانتحبي
عبدالاله الأنصاري
12-12-2009, 06:47 PM
ذاكرتي الشقية تسرق من المارّة فتنة العيد
وقلبي الضعيف لا يحتمل انهمارات العتبى وشجن التوت
قلبي مدينةٌ فقدت تقويمها وغادرتها الأزمنة
عبدالاله الأنصاري
12-12-2009, 06:55 PM
غرّبتنا أشياؤنا الصغيرة
وجعي صفحة بيضاء وحبرك يرسم وجه كدماتها
يا وطني الأشهى أرَّقني المنفى
حاجاتنا المدخرة للفصل القادم
اعتمرها الجدب قبل أوانها
من يسقي ظمأ الوردة حين تحملنا الريح خارج حكاياتنا
ويتوه عنّا يومنا الحزين
ويستفيق جدار أسلمناه غفوة طويلة.!
عبدالاله الأنصاري
12-12-2009, 06:57 PM
هذا العالم الغريب، يشبه رجلاً أعرفه، ينتحب في الخفاء، وتفتته الحاجات الصغيرة،
يصعد سماواته وحيدأ.
مولعٌ بالصمت،
يوزّع ثرثرته بالتقسيط على الحلفاء.
سلقه العابرون بوابل تذمرهم،
قاربوا بينه وبين العته،
عمّد أقاصيهم بالكره.
رجلٌ يعرف سوءته، ينافح عن كبرياء مهترئ.
يصِل المدن العتيقة، ويركل الجِنان بظاهر طيشه.
هذا الرجل العالم يتصفد حديثه عَرَقاً. يغافله نجم هارب باتساع الكون يبتاع لمسراته أوهاما متعددة في قسوتها.
هذا العالم الرجل كبّل الحياة بين اثنين، وأسلم إليهم موته قبل قطافه.
vBulletin® v3.8.7, Copyright ©2000-2025,