سافر فإن الفتى من بات مفتتحا
سـافـر فـإن الفـتـى مـن بات مفتتحاً
قـفـل النـجـاح بـمـفـتـاح مـن السـفر
إن شـئت خـضرتها يا بن الرجاء فكن
فـي طـي غـمـر الفـيـافي ثائي الحضر
ولا يــذودنــك مــن وجــه تــصــعــيــه
قـد يـنـبـع الكوثر السلسال من حجر
تــنــمــر الدهــر لي حـتـى سـرقـت له
مـن قـسـورى الديـاجـي فـروة النـمـر
ولا بـد أن يـقـع المـطلوب في شركي
ولو بــنــى وكــره فــي دارة القـمـر
قـاضـي الجماعة في دار الأمارة لي
قاض على الدهر إن لم يقض لي وطري
لولا ضــلوع تــواري نــار فــطــنـتـه
لأحــرقــت وجــنــات الشـمـس بـالشـرر
فــلســت أنــشــد والقـاضـي بـقـرطـبـة
يـسـيـر بـالعدل في الأحكام والسير
جــار الزمــان عــليـنـا فـي تـصـرفـه
وأي دهــر عــلى الأحــرار لم يــجــر
ولا أقـــول وعـــنـــدي مـــن تــهــمــه
مـا يـطـرد الهـم عن نفسي وعن فكري
عـنـدي مـن الدهـر مـا لو أن أيـسره
يــلقـى عـلى الفـلك الدوار لم يـدر
أصـغـرت مـن زمـنـي مـا كـنـت أكـبـره
لمــا نــظــرت إلى آيــاتــه الكــبــر
وهـاك بـكـراً تـريـك الحـسـن فـي خفر
إذا تـجـلت وحـسـن البـكـر في الخفر
لهـــا بـــذكـــرك أنـــفــاس مــعــطــرة
كـمـا تـنـفـسـت الأزهـار فـي السـحـر
طــالع بــغــرتـك المـيـمـون طـائرهـا
نــواظــراً بــك فــي أمـن مـن الطـيـر
ولا تــدعــنــي فـي كـف الزمـان سـدى
كـالقـوس عـطـلهـا الرامـي من الوتر
وقـد تـليـن الليـالي بـعـد قـسـوتها
ويـسـمـح الورد بـعـد الشـوك بالزهر
لم ألق فـي الورد إلا مـا أنست به
وأنــت لي وزيــر مــن وحــشـة الصـدر
ابن سارة الاندلسي ،