أنظُر للوراء، وأرى ما يخبرونني أنّي نجوت منه.
أراه بعيدا بأعينهم، لكن لو أنّي قد نجوت منه؛ فلماذا أحمله معي إذن؟
لا يموت، لا يُنسى، لا يهدأ، ولا يذبل.
أحمله معي حيّا كما كان وقتها، كما سيظلّ دوما.
أحمله معي ولا أنوي الخلاص منه، ولا أتحرّى النسيان. أحتضنه وأحيطه بي، نغدو كيانا واحدا، لا يرى وحشيّتنا أحد.
أتقبّل ماضينا، أتقبّل منعطفاته، لا أسأل لماذا؟ أو لماذا أنا؟ لم أعد أهتمّ، لم يعد قلبي يحتمل، ولو أنا تذكّرت؛ يؤلمني ما أذكره، يوجع قلبي، وأنا لا رغبة لي بالألم.
أنا تألّمت كفاية، وتعذّبت كفاية، والآن؛ أنا لا أريد إلّا السّلام.
أقبل به، بأكبر الخسائر وأكثرها إجحافا، أقبل به ولا أريد إنصافا، أريد فقط أن أكُفّ، وأن أهدأ.