حين يكتب أحدهم لا نقرأ ما على الورق بل نسمع نبض الجرح
نلمس من قاع الروح؛ ونشم أريجًا يتصاعد من رماد الاحتراق.
"أطيافُ الحبرِ والغياب" تنقلات من التأمّل الحميم إلى العتاب النبيل.. ثم إلى قاع الانكسار.
"ومضاتٌ من كهف الصمت..
كلمةٍ تُقال على استحياء وكهمس ما قبل العتاب بلسان الذي يشعر ويُدرك ويُسامح.. لكنّه لا ينسى.
انفجار من صمتٍ ثقيل لانهيار داخليٍ متراكم.
رثاء مُبطّن لحالٍ لا يُدين الطرف الآخر لكنه يُفكّك ألمه.
فكانت الكتابة كنجاة ووسيلة لما لا يُحتمل كتمانه.
"رسائلٌ في زجاج العاصفة..
عتاب مُضمر لا يتكئ على لومٍ صريح لكنه يسلك درب الفهم العميق.
وأرقى جُمل النص تجلت في "الحُضنُ لا يُطلبُ كالخبز، بل يُخبزُ... باثنين."
فكان الاحتياج والاحتضان فعلًا مشتركًا لا مشروطًا.
ومرارة الخذلان تأتي من الانسحاب الصامت.
"إقفال النوافذ السائلة..
هُنا ذروة البوح وشفافية الألم ، وبعيدًا عن المراوغة كشفٌ مُكثّف
والصدمة في اللا تفسيرللغياب غير المبرّر.
"ظنَّ نفسَهُ جبلًا، فإذا هوَ — فقاعةُ صابونٍ... على شفا ريح!"
صورة للتحوّل من الصلابة إلى الإنفضاح المؤلم يكشف الهشاشة أمام الخذلان.
ومن أعمق الجُمل "أتدرينَ لِمَ ينزفُ الجرح؟ لأنّي أُقسمُ — بربِّ الكون — ما حملتُ إلّا زهرَ البِرِّ إليكِ..."
ارتقاء النداء إلى مستوى "الشهادة العاطفية".
فليس هناك انتقام بل مرارة الخيبة من طُهرٍ لم يُقابل إلا بالصمت القاطع.
"عودي متى شئتِ... ولكن — حينَ تعودين... لا تعودي بصحنٍ من صمتٍ جديد."
ومضة قائمًا بذاتها.. تختزل النص ، مكتملة المعنى اختزلت سيرة الألم والرجاء معًا.
تحمل وجع الانتظار وخذلان الغياب الصامت.
نضجًا داخليًا لا ينكر الحنين ، لكنه لا يقبل العودة الناقصة
فالصمت ليس دواء دائمًا ولا جوابًا كافيًا.
فيها لا يُدان الغياب.. بقدر ما يُخشى تكرارُهُ.
فليس كلُّ رجوعٍ رجوعًا ولا كلّ صمتٍ صبرًا.
وكأنك تقول.. لا تعودي إن كان عودكِ لا يحمل دفًأ.
"أطيافُ الحبر والغياب"..
مراحل من محاولة الفهم إلى الرغبة في التلاقي
إلى مواجهة العتمة دون أن تفقد إيمانك.
أ.جهاد.. جمع بين رهافة الشعور ونضج الفكرة وأناقة التعبير.
عُمق