"رسالة إلى القمر"
أيها القمر المستدير،
يا بدرَ الدجى، يا رفيق وحدتي في
ظلمة الليل العسير…
أرى ضوءك يتساقط كحبّات لؤلؤ، يخترق
محابس قلبي
ثم يفيض إلى مخّي وعظمي،
إلى روحي وشريان قلبي.
فتشتعل مواقد أمنياتي التي لم تنضج بعد،
فأصبح يافعةً تخاطب الكون بلغة الأزهار،
وتُسفر براعمها عن عواطف
تُحيط بالكون حبًّا.
ضياؤك الذي يُفيضني نورًا قد أعطى
للجمادات روحًا ولونًا؛
فأرى لكل شيءٍ معنًى آخر أكثر جمالًا…
أرى الكتبَ على الرف
قد استدارت نحوي تُحدثني بمكنون سطورها،
والأزهار تُترجم لي سرَّ رائحتها،
والكرسيَّ الخشبيَّ القديم
يزفر رائحة أخشابه فيُعبّق المكانَ
برائحة الغابات المطيرة،
حتى كوب الشاي يغرق في لونه،
ويلتحف أوراقه التي تفتحت
تبحث عن فضاءٍ يراقصها.
;
لولا جمالك الساحر، وضوءك الآسر،
لما شرعت نوافذي في التفتّح، فيتسلل
الخارجُ الضليل إلى قاع أمنياتي،
فيُمرّغها بأسوأ الظنون،
ويسقيها كأسًا من المنون.
فلا راياتَ للحب تُرفع،
ولا أغنياتٍ للعشق تُعزف،
ولا شعاراتٍ للحنان تُعقد.
--
يا رفيق أحزاني وأفراحي،
كن بالقرب لأستعيد عافيتي…
وليكتب قلمي
'asrar mansia