أنــا ما شَكوتُ مواجعي
وما بنيتُ محافلَ دمعٍ
سجومٍ
أنا ما نثرتُ مراجعَ الحزنِ
الكئيب
أنا ما لفظتُ آخرَ أنفاسِ
النحيب
حتى دنت ساعةُ الترحالِ عنك
. . .
اليوم دَعْني أستريح
من هديرِ سيلِ جراحاتي
ومن غُثاءِ الصفح
من ثكناتِ ودِّك
من انعطافاتِ الوداد
من عناءِ البوحِ المكبَّلِ
بالغِلَال
. .
اليوم حان رحيلُ نثري
والحرفُ صَمْتٌ
ها هي الحروفُ تمزَّقت بيننا
وارتدت
أسمالَ بيتٍ من قصيد
ها هي الخواطرُ
سُعِّرتْ والبيعُ
بَخْسٌ
والشفاهُ مزَّقتها
لوعةُ القلبِ الحزين
..
دَعْ عنك ذاك الحروفَ
الذي جاهدتَه
ليضيءَ وجهَ القمر
دع عنك شطرَ البيتِ الذي كفَّنتَه
قبل أن يكتمل
دع القوافي
تستعرْ أو تنتحرْ
. .
أنا لن أُرَقِّقَ أحرفًا
قد سئم منها السمع
والقلبُ شاخ
أنا لن أُجاهدَ عابرةً
أَرْقَتْها خوفًا عليك
أنا لن أستبيحَ حِمَى
الوجد
فقد أَلْجَمْتُه
دَهْرًا ومَلَّ
. .
اليوم دعنا نتفق
أنَّه إن كان في ساعاتِنا وقتٌ
للتذكُّر والعويل
فلقد حزمتُ مخاوفَ الرعدِ
المُزْجِر في مهجتي
وخفضتُ
صوتَ النوح
وعلى الشفيرِ سفكتُ
وجدي
وتركتُ أحلامي تُراق
. .
اليوم يمَّمتُ بفؤادي
المسحور
وألقيتُ عن قلبي اللثام
. .
اليوم دعنا نفترق
وليكتب التاريخُ
أنّي كسرتُ حدودَ قهري
وأبصرتُ الصباح
أنّي قطعتُ عَرْضَ
المواجع
وعلى خطِّ احتراقِك
رفعتُ راياتِ السلام
:
:
Asrar Mansia
سلام