ميار ، الأنثى التي يفتقدها العيد !!
من الخلاف المُتناهي الشدة أن تمر سنه كاملة وأكثر بدون أن تصافح ميار أخيها الأكبر التي يعتبر بمثابة ولي أمرها ، ومما لا يجعلني أصدق أن لسانها لا يخالط لسان اخيها ولا هو أيضا ، لا هي تعرف أخباره ولا هو يهتم لأخبارها ، كيف يمكن لـ روحين أن تعيشان في منزل واحد أن يحدث بينهما كل هذا وربما لسبب تافهه لا يبتعد عن العناد والكبرياء والظلم والتزمت من طرف ، والضعف والخوف من طرف أخر ، فبعد الحادثة المشهودة ونجاح (الهاكر) في مهمته ، كل واحد منهما لا يعتبر الآخر إلا رماداً بعد حريق ما ، الأمر الذي جعلني أن أفكر في أفراد الأسرة الآخرين ما دورهم في حل هذا الخلاف ، ومن ذا الذي سيسد الفجوة المؤلمة في العائلة ؟ ، إلا أنني تفاجأت مؤخراًً بأن كل واحد مِنهم أضعف من الأخر ، وإن كان الضعف لا يحتمل المعنى المُتعارف عليه ، ميار تحفظ مراسيم العيد تماماً في صدرها ، إلا أنها لا تخرج من غرفتها حتى لا ترى أخيها وتتلافى ما سيحدث من إثارة لـ أحداث لا يجب أن تحدث في صباح العيد ، تستغل انشغاله بـ صلاة العيد وما يتبعه من إلتزامات بصفته الراعي لكل شؤون البيت والرعية كـ الذبح واستقبال الضيوف وغيرها ، لتخرج هي وتحاول أن تتلصص السعادة من أعين أخوانها وأخواتها الذين لا حول لهم ولا قوة في حالها ، لم يعد العيد كما هو سوى لحظات تتمدد بحرارة الصبر ، بالرغم من ان العيد لحظات جميلة تمر بسرعة تتعدى حدود النبض ، ميار لم تعرف العيد مُذ أن توفيّ والدها ، ميار هي الأنثى التي يفتقدها العيد منذ عام ! ..