منتديات أبعاد أدبية - عرض مشاركة واحدة - إليكِ حـمـامـتـي . . .
عرض مشاركة واحدة
قديم 05-11-2009, 10:57 AM   #1
ناصر محمد
( كاتب وقاص وإعلامي )

الصورة الرمزية ناصر محمد

 






 

 مواضيع العضو

معدل تقييم المستوى: 0

ناصر محمد غير متواجد حاليا

افتراضي إليكِ حـمـامـتـي . . .


.

كنت أخشى عليها منّي بين يديّ ،
وها هي تلوّح من بعيد بقلبٍ أبيض ،
لصقرٍ حُـرٍ يقبع منذ زمن على كفي ،
فَـقَـدَ قدرته على التحليق ، لاتزال تؤرقني
غَـقْـغَـقَـاته ، متوسلاً إياي أن أنزع
عن عينيه ( برقع ) أوثقت رباطه !

* * *
حمامتي البيضاء..
أخذت الأيام ما أخذت من هذا الطير..
ودجّنته المدينة ، حتى نسي أنه خلق وحشاً بحياته ، لا بطبعه..
ليس بجعبة هذا الطير سوى ( هدّة ) واحدة أخيرة سيحتفظ
بها إلى أرذل العمر ، فلربما إحتاجها من أجل أن يعيش فقط !

* * *

ذلك الطير اللا أسير وُلِدَ في قفص آسره..
لم يعرف ( صقّاراً ) غيره..
لكنه يعرف تماماً أنه مختلف عن كل ( الصقّارين )..
فلم ( يهدّه ) يوماً ترفاً..
ولا إصطاد به عصفوراً..
بل لم يترك له فرصة ليصطاد أي شيئ !
فقط عندما يرقُّ عليه ، ينتبذ به قصياً في قفارٍ لاتدبُّ عليها دابة ،
فيكشف عنه غطاءه ، ويطلقه ليحلّق على عينيه ، حتى يكِلّ ،
فيعود بمحض إرادته قبل المغيب ، لبرقعه ، وكف صقّاره !

* * *
حمامتي البيضاء..
تطيرين في مجاهل غابةٍ تعجُّ بالكواسر..
وتلوّحين لصقرٍ في دُجى برقع الأسر..
بين خوفي عليك ، وطير لم تُبقِ الأيام في قواه سوى ( هدّة ) أخيرة..
أناشدك أن تحطي على مايواليك من دوح ، لأرى ما أنا قاضٍ في أمر الطير ،
فلربما كانت ( الهدّة ) الأخيرة إليك وعليك..
فما نفع الرهان على ( هدّة ) في أرذل العمر ؟!



.

 

التوقيع


.
.

محتملٌ الحزن ، حينما ينبشه حنين النكوص . . .
لكنه فادحٌ وهو يقتات كل العمر القادم . . . . . . !
.
.

ناصر محمد غير متصل   رد مع اقتباس