:
حُبُّك...
كَصَوتِ المَطرِ عَلَى سَطْحِ بَيْتِ الطُّفُولَةِ،
حِينَ نُخْفِي الأَسْرَارَ تَحْتَ الوِسَادَة،
وَنَحْلُمُ أَنَّ السَّمَاءَ تُجِيبُ دُعَاءَ القُلُوبِ الصَّغِيرَة.
حُبُّك...
كَشَمْسِ الصَّبَاحِ عَلَى زُجَاجِ قَلْبِي،
تَنْسَابُ دِفْئًا... كَرَائِحَةِ القَهْوَةِ بَيْنَ يَدَيَّ،
تَمْتَدُّ نَحْوَ أَطْرَافِ رُوحِي،
وَتَسْكُنُ جُمْلَةَ الفَرَحِ المُؤَجَّلِ فِي صَدْرِي.
حُبُّك...
يُنَادِينِي بِاسْمِكَ، كُلَّمَا
اِهْتَزَّتْ قِطْرَةُ نَدَى عَلَى زُجَاجِ النَّافِذَة،
كَأَنَّ الصَّبَاحَ يُشِيرُ لِي:
"هُنَاكَ مَنْ يُحِبُّكَ فِي غِيَابِكَ".
حُبُّك...
هِبَةُ الرَّبِّ،
أَضُمُّهُ كَمُذَكِّرَاتِي القَدِيمَة،
أُدَوِّنُ فِيهَا كُلَّ يَوْمٍ:
"اليَوْمَ أَحْبَبْتُكَ أَكْثَرَ مِنْ أَمْسِ،
وَغَدًا سَأُضِيءُ لَكَ مِصْبَاحًا جَدِيدًا
فِي الزَّاويَةِ الَّتِي تُحِبُّ".
أَقْرَأُهَا فِي صَمْتِ اللَّيْلِ،
حِينَ تَتَسَاقَطُ الحُرُوفُ كَنَجْمَةٍ
تَتَرَاقَصُ عَلَى طَبَقِ السُّكُونِ،
فَتُصْبِحُ ذَرَّاتٍ مِنْ نُورٍ،
تَحْمِلُهَا أَجْنِحَةُ الفَجْرِ
إِلَى نَافِذَتِكَ...
وَأَبْقَى أُنَادِيكَ بِنَبْضِ القَصِيدَة.
جهاد غريب