(] المشاهد و المقاصد [) - منتديات أبعاد أدبية
 
معرفات التواصل
آخر المشاركات
كَارِثَة الغِيَاب ! (الكاتـب : حَلوى القُطُنْ - مشاركات : 26 - )           »          تصادم مذنب بشراع جاك (مقطع مسلسل من قنابل الثقوب السوداء) (الكاتـب : إبراهيم امين مؤمن - آخر مشاركة : سيرين - مشاركات : 1 - )           »          الليلة الأخيرة في القرية (قصة قصيرة من الخيال ) (الكاتـب : ساره عبدالمنعم - آخر مشاركة : سيرين - مشاركات : 1 - )           »          !!!!! .....( نـــــذرولـــــوبــــيــا ) ..... !!!!! (الكاتـب : خالد العلي - مشاركات : 199 - )           »          وللحديث بقيه (الكاتـب : ساره عبدالمنعم - آخر مشاركة : نايف الروقي - مشاركات : 103 - )           »          عرّافةُ المُخَيَّم. (الكاتـب : آية الرفاعي - مشاركات : 0 - )           »          مأوى الأحلام. (الكاتـب : آية الرفاعي - مشاركات : 129 - )           »          اوراق مبعثرة!!! (الكاتـب : محمد علي الثوعي - مشاركات : 635 - )           »          على الرف ... ؟؟ (الكاتـب : سيرين - آخر مشاركة : نايف الروقي - مشاركات : 1662 - )           »          مُتنفس .. شِعري ! (الكاتـب : سعيد الموسى - آخر مشاركة : نايف الروقي - مشاركات : 829 - )


العودة   منتديات أبعاد أدبية > المنتديات الأدبية > أبعاد المقال

أبعاد المقال لِكُلّ مَقَالٍ مَقَامٌ وَ حِوَارْ .

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 07-22-2008, 11:22 PM   #1
عبد الله العُتَيِّق
( كاتب )

الصورة الرمزية عبد الله العُتَيِّق

 






 

 مواضيع العضو

معدل تقييم المستوى: 18

عبد الله العُتَيِّق غير متواجد حاليا

افتراضي (] المشاهد و المقاصد [)


(( المشاهد و المقاصد ))

" معرفةُ العلَّة أشرف من معرفة المعلول "
الفيلسوف الكندي

في حياتنا نعيش في اختلافاتٍ في المُحَصَّلاتِ و تنوعاتٍ في المُدرَكات ، و باختلافها كان اختلافٌ في تعاملات الأشخاصِ فيما بينهم ، أدى ذلك الاختلاف في الأُسُسِ إلى اختلافٍ في المُعْطيات ، لأنَّ المعارفَ أولها تصوراتٌ و آخرُها مَلَكاتٌ ، و صحةُ الملَكَةِ بصحةِ التصوُّر ، التصوُّرُ نقطةُ البَدْءِ في إدراكِ المعرفة ، فرعاية صحته من الأهمية بمكانٍ و إلا سرى الخللُ لسائر أجزاءِ المعرفة .
المعارفُ تحملُ مقاصِد يقفُ العارفُ عليها ، و يُدرك حقيقتها ، تلك المقاصد جوهرُ المعرفة و غايتها ، و قيمة المعرفة بما فيها من المقاصد ، و بقدر التفاوت في المقاصد و متعلَّقاتها يكون قَدْرها ، و لا يعرف الشخص المقاصد إلا من خلال وقوفه على المشاهد ، و المشاهد إشارات لتلك الغايات و وسائلُ موصلة ، فهي كالتصورِ و المقاصد كالمَلَكةِ ، لأنَّ المَلَكةَ المعرفية هي تملُّكٌ لمقاصد المعرفة بتملُّكِ زمامِ فهمها .
المشاهد مداخلُ يَلِجُ منها المعرفيُّ للمقاصد ، فليست مُنتهى المراد و لا غاية المقصود ، حيث الغاية الوقوفُ على المقاصد و ما تحويه ، و اعتبارُ المشاهدِ كما المقاصدِ خللٌ في البُنية المعرفية ، و عدم إدراكٍ للغائيَّةِ من المعارف .
يكتفي كثيرٌ من المشتغلين بالمعارفِ بالوقوفِ على أطلال المشاهد ، و المشاهد ليست إلا صوراً و أشكالاً و لا بقاءَ لها و لا حقيقة ، و يكون اعتناؤهم و تصرفهم مبنيٌّ على ما تُمليه تلك المشاهد و ما يقتبسونه من مَدِّ ظِلِّها ، و ظلُّ المشاهد قصيرٌ سريع الزوال .
و الوقوفُ على المشاهدِ يُورِثُ الواقِفَ ملاحظةَ الرموزِ دون الاشتغالِ بفكِّها ، فالمعارفُ مكامنٌ لأسرارٍ مصونةً بالترميزِ ، فلا يصلُ إلى أسرارها إلا من عرفَ كيف يحُلَّ الرموزَ التي بها يُتَوصَّلُ إلى الأسرار ، و لا تُعطيه سوى ملاحظةِ صورة المعلومات ، و لا تُعطيه تعمُّقاً في إدراكِ ما وراءها ، و تُشغلُه بالجزئياتِ و الصغائرِ عن الكُلَّيَّاتِ و الكبائرِ ، و تجعلُ نظرَه غائباً عن البراهين المعرفية و تربطه ببهتانِ البرهان ، و المعارفُ لا تقوم إلا بالبراهين و البراهينُ قاطعة و البهاتين واضعة ، و تُعْمِلُه في البحثِ في رعايةِ المعلولاتِ و إهمالِ العِلَلِ ، فما تُعطيه للشخصِ ليسَ إلا تعطيلاً لجوهرية العقل ، و تجميداً لحركته ، و مِن بعدُ إزالةٌ لوظيفته و قيمته ، و تجعلُ صاحبها ليسَ إلا نُسْخةً بشريةً من معلومةٍ ذهنية ، فلا قيمةَ له و لا منزلة حيثُ كان نُسْخةً زائدةً من معلومة .
فلا يُستغرَبُ من أهل المشاهد المعرفية أن يُحْدِثوا تناحرُاً بينهم ، لوقوفهم على الرسومِ و الصوَرِ للمعارفِ ، فكلُّ ينتصرُ لصورتِه التي رآها ، و عجبُها أنهم يفنون بفنائها ، و يذهبون بذهابهم ، فلا يدومُ إلا ما كان معنى و مقصداً جوهرياً ، و عَدلُ المشاهِد أنها تبدأ بإفناءِ أهلها قبل فنائها .
أما المقاصد فهي أرقى ما تكون بالشخصِ ، و من لاحظَ المعارفَ ليقفَ على المقاصِد و لِيَصِلَ إليها سيكون سعيُهُ في أسمى ما يكون ، فيعرفُ كيفَ يُوظِّفُ المعلومةَ لِتُكَوِّنَ معرفةً ، و يعتني بالكليَّاتِ من خلال استعمال الجزئياتِ استعمالاً لائقاً ، و تنقلُه إلى التعمُّقِ في مداركِ العللِ و الأسبابِ ليُعمِلَ توظيفَ في الأحوال المناسبة ، فعقلُ المقاصدي يُنتجُ في الانتهاضِ المعرفي ، و يجيد مواكبةَ زمانه و معطياتِهِ .
تلك النُّقْلَةُ المقاصدية في المعارفِ تجعلُ الشخصَ منشغلاً بالقيمة المعرفية و مدى جودتها فيأخذ بها دون نظرٍ منه في مصدرها ، لأنَّ ميزانَ المعارفِ يَزِنُ القِيَمَة لا القائم ، و هذه أسرارُ بقاءِ المعارفِ الباقية من العصورِ الغابرة ، أما لو كان المقاصديُّ مشتغلاً بالقائمين بالمعارفِ لكان تقويم المعارفِ مبنياً على قوة التواصلِ بين الذاتين ، و تغيبُ جوهرية المعارف ، فلا يُذكرُ بين المقاصديين ضربٌ فكريٌّ و إنما حوارٌ بنائيٌّ و مناظراتٌ مقاصدية ، يُدلي الكلُّ ببرهانِه و حُجَّته ، فإنْ كان توافُقٌ بِجمعٍ و إلا بقيَ مقصدان مُبرهنانِ .
لجوهريةِ المقاصدية في المعرفة كان العُسْرُ في وضعِ تعريفٍ لها ، و أكثرُ ما كان موضوعاً أوصافٌ و نُعوتٌ ، لتكونَ محلاً لفتحِ آفاقٍ أكبرَ ، و لو وُضِعَ لها تعريفٌ متواضَعٌ عليه بين الناسِ لكان قانوناً يتحاكمُ إليه القاصرون في النظرة المعرفية ، فكلٌّ يضعُ ما لقيَ من حالِ المعرفةِ ، و يصفُ جمالَها و حُسْنها ، لأنَّ المقاصد تحملُ المعاني و المعاني لا نفادَ لها لأن العقلَ لا حدَّ ينتهي إليه ، و المشاهدُ مبانٍ و جمالُ المبنى كُلٌّ يراه و يُبصرُه و ينتهي بِحدِّ العينِ ، و فرقٌ بين عين الرأس و عين القلبِ .
في كلِّ زمانٍ يحتاجُ أهلُه إلى مَن يُنقِّبُ في المقاصد للمعارفِ و يقفُ على أسرارها ، فهي الوظيفة الباقية و المعينُ الثَّرُّ ، و تنقيبُ المعارفِ لتحقيق المقاصد باكتمالِ التكوينة المعرفية ، فالمعارفُ مترابطةٌ فيما بينها ، و ترابُطها في مقاصدها لا في مشاهدها ، فالترابُط المعرفي تتكوَّنُ لدينا منظومةً متكاملةً متواصلة في المقاصد .
في غيابِ الترابُط المعرفي بُليَتْ المعارفُ و الباحثون في تحصيلها بالمشتغلين بالرسومِ دون الفهوم ، و القائمين في رعاية المشاهد على إهمال المقاصد ، و التغنِّي بالرموزِ على غَيْبَةِ المرموز ، فكان التخلُّفُ تشرُّفاً ، و الاعوِجاجُ منهاجاً ، و الصورةُ حقيقةً ، و لا بناءَ للقيمةِ المعرفية إلا باتخاذِ المشاهدِ وسائلَ للمقاصد ، و هذه وظيفةُ أهل المعارفِ في كلِّ زمنٍ ، فلا بقاءَ إلا لأهلِ المقاصِد مهما كانوا ففي بقائهم بقاءٌ للمعارفِ و أهل المقاصِد مشاهدٌ للمقاصِد ، فليَكنْ المشهدُ مُوصِلاً للمقصَد ليُوْقَف على المعارفِ حقيقةً .

عبد الله العُتَيِّق

 

التوقيع

twitter: ALOTAIG

عبد الله العُتَيِّق غير متصل   رد مع اقتباس
 

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 04:53 PM

الآراء المنشورة في هذا المنتدى لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الإدارة

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.