نِصفُ رَقصَة مَيِّتَة .!

[عبدالله مصالحة]

كم جميلٌ ان تسدل الستار على نفسك حتّى تقع بلا أنت ..
الروح ثائرة .. وما حولي شظايا ليل م ت ك س ّر
أغتسل بضوء القمر تائها ً بإنعكاس الظل تحت قدمي
أردد صيحات صامتة وآهات مجنونة.. فيدمع المكان
وتحترق شمعة الأسى المتوترة نبضي
ويلهو بي الليل بعتمته المقيمة
أنقلب عاريا ًمن جسد وعارياً من أرض .. لتعانقني سماء دب بأجوائها الصمت
هو ذا... نفس الإحتضار الذي يسوقني عمرا ً
بالغا ً في ّ ما بلغ من إضناء
عاشقا ً تلك الوحدة المتبقية لدي
ليعيدنى صدى ذكرى تحورت بإعجوبة
أحتاج فقط لنصف رقصة حية على اكتاف أمر يعيدني بشرا ً
جزءا ً من انفاس وبضع تمتمات منعشة
أو حتى شربة حياة تميتني بعدها
قف أيها الهارب من أجداث الأرض .. ولنقم كرنفال الثبات
ولنعلن شيء ما من تضحية يتوغل في أصدائها العابرون
لنكون لحدا ً قدّر له النجاة
وأمواتا ً قدر لهم البقاء
لنكتنف هوس العيون ببسمة
ونشع خيط الشرود في مسار مغاير
لتتجمل وقع أقدامنا بتراب يعشق غمرنا
لنثقل على الحصى بتلك الرقصة غير المكتملة من الحياة
ليرمقنا المارة بعين البهاء
ونعيد نظرتهم بسوء ما روته أعينهم
لنعيد ذاك المجال الواسع من الحروف التي تهذي بأسمائنا
لنخبر الوحدة كيف بها نرقى
وكيف يتساقط الدمع بثقة على أرض خائفة
الآن وقد تشبعت الأنفس من لهب الإحتضار
وثملت العقول من فكر اللاشيء
نستطيع ان نهوي بهدوء
أن نتساقط بروية في حبر الورق
أن نكتب آخر حرف كدليل على إنتهاء رقصتنا الموسومة بالضياع
ونضع نقطة الإنتهاء تلك بدماء بريء تجرع مأساة الكون
سقط ... وأغنية الموت تتطاير بروحه إلى علياء .!

مِن أقدمِ ما كُتِب .