ظِلُّ الكَلَامِ! - منتديات أبعاد أدبية
 
معرفات التواصل
آخر المشاركات
رِيْش. (الكاتـب : عَلاَمَ - مشاركات : 4 - )           »          أكتب إليكِ.. قصيدة نثر (الكاتـب : إبراهيم امين مؤمن - مشاركات : 2 - )           »          حجرة الذكريات والهروب (الكاتـب : النجلاء - مشاركات : 17 - )           »          ظِلُّ الكَلَامِ! (الكاتـب : جهاد غريب - مشاركات : 0 - )           »          قصص قصيرة للأطفال " متجدد " (الكاتـب : سيرين - مشاركات : 123 - )           »          !!!!! .....( نـــــذرولـــــوبــــيــا ) ..... !!!!! (الكاتـب : خالد العلي - مشاركات : 94 - )           »          ذاتُ حنينٍ يُناديهِا قلبي. (الكاتـب : عُمق - آخر مشاركة : سيرين - مشاركات : 3 - )           »          هل تُفكِّر، أم تُجلد ذاتك؟ (الكاتـب : عُمق - مشاركات : 4 - )           »          تَواصلٌ أبعادِي ! (الكاتـب : شمّاء - آخر مشاركة : سيرين - مشاركات : 1971 - )           »          تبـــاريــح : (الكاتـب : عبدالعزيز التويجري - مشاركات : 60 - )


العودة   منتديات أبعاد أدبية > المنتديات الأدبية > أبعاد النثر الأدبي

أبعاد النثر الأدبي بِالْلُغَةِ ، لا يُتَرْجِمُ أرْوَاحُنَا سِوَانَا .

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم يوم أمس, 08:10 PM   #1
جهاد غريب
( شاعر )

الصورة الرمزية جهاد غريب

 






 

 مواضيع العضو

معدل تقييم المستوى: 2798

جهاد غريب لديها سمعة وراء السمعةجهاد غريب لديها سمعة وراء السمعةجهاد غريب لديها سمعة وراء السمعةجهاد غريب لديها سمعة وراء السمعةجهاد غريب لديها سمعة وراء السمعةجهاد غريب لديها سمعة وراء السمعةجهاد غريب لديها سمعة وراء السمعةجهاد غريب لديها سمعة وراء السمعةجهاد غريب لديها سمعة وراء السمعةجهاد غريب لديها سمعة وراء السمعةجهاد غريب لديها سمعة وراء السمعة

افتراضي ظِلُّ الكَلَامِ!


ظِلُّ الكَلَامِ!
(سِيرَةُ الصَّمْتِ فِي مَمْلَكَةِ الضَّجِيجِ)


(1)
أَقْنِعَةُ الْمَجْلِسِ!

دعاكَ صديقٌ...
يحملُك في عينيهِ كذكرى،
يُجلِسُكَ بينَ وجوهٍ لا تعرفُها،
ولمّا تحدَّثتَ،
لمعَ فخرُهُ في عينيه:
هذا الذي اخترتُهُ بقلبي!

لكنَّ في المجالسِ متاهاتِ مرايا،
لا تعكسُ إلا الزيف:
في الزوايا،
عيونٌ كمجسّاتِ حراسٍ نيام،
تلتقطُ زلّتَك بهدوءِ الوشاة،
لتنسجَها وشايةً تتكاثرُ همسًا.

يسألُك المتربّصُ بسُكرٍ:
تحدّثْ...
وليس ليسمع،
بل ليُعلّقَ عجزَهُ على مشجبِكَ.
تصمتُ...
فيحسبونَ الصمتَ عيبًا،
وهو جسرٌ بينكَ
وبينَ يدٍ نادتكَ حبًّا لا اختبارًا.

أولئكَ الصامتونَ كالأثاث،
يُخفونَ دفاترَهم السوداءَ تحتَ الوسائد،
يُقشّرونَ كلماتِكَ كبرتقالةٍ مسروقة،
ليبيعوها في سوقِ الغيبةِ صباحًا،
ويراقبونكَ كحرّاسِ قبور،
ينتظرونَ دفنَ هفوةٍ... لا تغتفر.

في هذا المشهدِ،
تلمسُ بأصابعِ روحكَ
أنَّ الابتساماتِ... أقنعةٌ مستعارة،
وأنَّ الصوتَ العالي...
طبلةٌ يُخفي بها صاحبُها خواءَهُ.

ومع ذلك،
ثمّةُ يدٌ...
يدُ الصديقِ الذي دعاكَ،
يمسكُ بطرفِ الستارةِ،
كي لا تسقطَ عليكَ.

لا تُفسّرْ نفسَكَ هنا...
فالحقيقةُ التي تعيشُها
أعلى من أن تُختزلَ في مديحٍ مشبوه،
وأغلى من أن تُوزَنَ
بموازينِ الوجاهةِ الباهتة.

الذينَ يُقلّبونَ كلامَكَ كعملةٍ،
هم أنفسُهم...
أفقرُ ممّا تتخيل.

وحين تغادر،
تتركُ خلفكَ المسرحَ
يمثّلُ فوقهُ الفراغُ دورَ البطولة،
وتلكَ الظلالُ...
تتمرّنُ على خيانتِك في المشهدِ القادم.

أما أنتَ،
فتمضي خارجَ النصِّ،
حاملاً صدقَكَ كشمسٍ
لا تحتاجُ لضوءِ المشهد،
ولا لتصفيقٍ... يُخفي الشرر المكبوت.


(2)
مُخْتَبَرُ الْأَضْوَاءِ الْكَاذِبَةِ!

دخلتَ حاملاً مشعلَك...
إلى مجلسٍ تلمعُ فيه الوجوهُ كأنّها مرايا،
فاستقبلوكَ بعطرٍ يتبخرُ
مع أولِ جملةٍ لا تُناسبُ هواهم.

ألقيتَ كنوزَك في ساحةِ اللقاء،
وانهمرَ المديحُ كغيمةٍ عابرة،
تمرُّ دون أن تروي...
شجرةً واحدةً من عطشك.

في الزاوية،
كان ظلٌّ متربّصٌ يُخفي بين ملامحه...
مخالبَ من ورق،
وحين سقطت كلمتك كأنها ثمرةٌ ناضجة،
قفزَ نمرُ الأنا:
يسألُ ليسمعَ صوته،
ويقاطعُ ليُثبتَ أن ظلَّهُ...
أطولُ من قامتك في شمسِ المجلس.

تغدو الضحكاتُ أقنعةً جلدية،
والأسئلةُ...
شِباكٌ تُمدّ بلطفٍ على صينيةِ فضول.
وكلُّ ابتسامةٍ ناعمةٍ
تُخفي مجسًّا يتصيّدُ الهفوات،
ليحوّلها إلى تذكرةٍ للخروجِ من المودة.

في هذا المختبر الخفي،
حين تُهدي نورك للمرآة،
تعيدُ إليك صورةً مشوّهة،
فهي لا تبحث عن ضوء،
بل عن شظيةٍ تؤكّدُ أن الزجاجَ مكسور.

والمجاملةُ؟
قد تكونُ كأسَ سُمٍّ مذابٍ في عسلِ الثناء،
أو غيمةً تُخفي برقًا
لم يُعلِنْ عن قصفه بعد.

لكن وسطَ العتمة،
يظهرُ وجهٌ واحدٌ...
من يصمتُ،
لأن صمتَهُ ينسجُ لك حمايةً،
كشجرةٍ تُظلّلُ غريبًا
دون أن تسألَ عن اسمِه.


(3)
غَابَةُ المَرَايَا!

حينَ تَخطُو إلى غابةِ الحروف،
تضيءُ عَتَمةَ الأغصانِ
بشُعلةِ وجهِكَ،
وتتهامسُ العيونُ:
هذا نُورُنَا...

حتى تُدركَ أنَّ لكلِّ جذعٍ
سِرًّا لا يُقال،
ولكلِّ ورقةٍ
لغةً لا تُترجَم.

تلملمُ أسئلتَهم كقطراتِ الندى،
لكنَّ حريرَها يُخفي لهيبَ النوايا المُبطنة...
يمطرونكَ ثناءً يغسلُ جبينَك،
ويغوصُ في الطينِ
ثمّ يذبلُ على شفتيكَ كأنك لم تُبتلَ يومًا.

في الزاويةِ البعيدة،
تَقبَعُ عينٌ تُزِنُ كلمتَكَ
بميزانِ الصمتِ،
وتحسبُ أنفاسَكَ
ذهبًا مُزَيَّفًا.

ثم ينقلبُ المجلسُ حلبةً،
ويَنهَضُ من ظلٍّ ساكنٍ
نَمرٌ
يُفترسُ أفكارَكَ العَطشى،
لا لشيءٍ
إلا لِيَرَى ظلَّهُ
أطولَ على جدارِ المعرفة.

هل رأيتَ مرآةً تُشَوِّهُ مَن يَهَبُها نورَه؟
إنهم يَصُوغونَ من حوارِكَ
سيفًا،
ويَطعنونَ به أفقَهُم الضيّق.

في هذا المسرحِ،
يَصيرُ صمتُ الحكيمِ
جَبلًا،
تسقطُ من عَلَيهِ
أصداءُ الثرثار،
كطفلٍ يصرخُ
ليختبرَ صدى غابةٍ فارغة.

فلا تَثِقْ ببريقِ السؤال،
قد يكونُ جوعًا قديمًا للتألُّق،
أو خنجرًا يُخفى
في غِمدِ المديح.

لكنّ كلمةً واحدةً
تَشقُّ الضبابَ
كشعاعٍ صادقٍ
لا يُزَيّفُ المرايا؛
هي التي تلمعُ من عُمقِ التجربة،
لا من قُشورِ اليقين.

ستترككَ الأقنعةُ
عندَ بابِ الصدق،
لكنّ مَن يَعبُرونَ معك،
هم الذينَ يصنعونَ
من صمتِهم
وطنًا لكلماتِك.

فاحذَرْ...
فبعضُ المجالسِ
مقبرةٌ لِـلإصغاء،
وقد يَكونُ الصمتُ فيها،
شهادةً
على وعيٍ لم يُعلَن،
وإجابةً
لا تحتاجُ إلى سؤال.


(4)
هَدَايَا فِي دَهَالِيزِ الْكَلَامِ!

تدخلُ المجلسَ كأنّكَ تحملُ ذاكرةَ الريح،
تُسقِطُ هداياكَ تباعًا،
كتمائمَ قديمةٍ...
في حضرةِ وجوهٍ لا تنتمي إليكَ...
تلمعُ عيونُهم كنجومٍ نَسيتْ أسماءَها،
فيما التحدي يتربّصُ خلفَ ستارِ المجاملة.

أولُ كلمةٍ تنزلقُ منك،
كأنها بذرةٌ في تربةٍ غريبة،
تُغَطّى بترابِ التصفيق،
قبل أن تجرؤَ على الإنبات.
تُطرِفُ الجفونُ كأنها تُصفّق،
لكنّ الأبوابَ...
كثيرةٌ هي التي تبقى موصدة.

في اللقاءِ التالي،
يخرجُ من صمتِ الأمسِ مَن صارَ قاضيًا،
من كان ظلًا ساكنًا في الزاوية،
أضحى يزنُ كلماتِكَ...
بكفٍّ من شكّ،
وقلبٍ يضمرُ محكمةً لا تنعقدُ إلا ضدّك.

الكلماتُ الآن سهامٌ،
والأسئلةُ فخاخٌ تُنصَبُ لا لتفتحَ بابًا،
بل لتُغلقَ نافذةً فيك.
يقلّبونَ عطاياكَ...
كما يحرّكُ التاجرُ خرزَ الموازين،
يشكّونَ في كلِّ لمعان،
ويستخرجونَ تفاصيلَ سقطت من الذاكرة،
كمن ينبشُ القبرَ...
ليؤكّدَ وجودَ الظلّ في وجهِ النهار.

أتعرفُ كيف ينقلبُ الصمتُ طوفانًا؟
حين تخشى بعضُ الأرواحِ الفراغ،
فتملأهُ بالضجيج...
كغريبٍ يصرخُ في بئرٍ
ليطمئنَّ أن صوتهُ
لم يُمحَ من جدرانِ الوقت.

لكنّي رأيتُ صمتًا يصنعُ المعجزة،
حين تُمنحُ الكلماتُ فسحةَ الندى،
وحين تُغمضُ عينيكَ،
لتُبصرَ الآخر...
مشرّعًا كالنافذةِ في الصباح.

تنسى زخارفَ العبارة،
لكنّك لا تنسى مَن صمتَ معك،
وكان في سكونه... لؤلؤَ الفهم،
ونبعَ المواساة.

فما أكثرَ الكلامَ حين يغيبُ الإصغاء،
وما أضيقَ الروحَ...
حين تُروى بثرثرةٍ جافة،
لكنّ الصمتَ المُنصتَ وحده
يصنعُ مائدةً... لا تنضب.


(5)
مَسْرَحُ الْعِطْرِ الْخَفِيفِ!

استقبلوك بعطرٍ يتلاشى،
كأولِ خيانةٍ ناعمة.
صافحوك بابتساماتٍ محفوظة،
كأناشيدٍ بلا روح.
سألوك، فوهبتَ كنوزك...
ظننتها غاية،
فإذا بها جسرٌ لمتسولي المقارنة.

العيونُ؟ محاكمُ لا تنطق،
تزنُ صوتكَ لا صدقكَ،
وتعدُّ أنفاسك... عملةً بلا رصيد.

عندَ أوّلِ التفاتةٍ نحو الضوء،
نهضَ صامتُ الأمسِ بهلوانًا،
يتسلقُ كتفيك ليقول:
ها أنا ذا!
لا ليعلو، بل ليحطمَ سلّمك.

يُمزّقُ كلامكَ كمَن عضَّهُ الجوع،
لا ليأكله، بل لينكرَ وجودَ الخبز.

في هذا المجلسِ المُشبعِ بالأدوار،
الحقيقةُ دُمى،
والصراخُ قناعُ خوف،
والعيونُ شهودُ زور.

المجالسُ حين تفرغُ من المعنى،
تصيرُ دفاترَ باهتة،
يُكتبُ فيها الزيفُ،
ويُغسلُ بها عارُ الفراغ.

لكن،
بين الأضواءِ الزائفة،
يضيءُ صمتٌ لا يتصيّد،
يفكّكُ الضجيجَ بإصغاء،
كقارئٍ يُنقّب في كتابٍ بلا عنوان.

حين يتبخرُ العطر،
وتسقطُ الخفةُ عن البهلوان،
يبقى صدقُك خيطَ نور،
على جدارِ الزيف.

لا تُصافحْ كلَّ تصفيقة،
بعضُها يدٌ تُخفي مسمارًا.
واثقْ بمن صمت،
فأنارَ الحقيقة...
كشمعةٍ في مهبِّ الزيف.


(6)
لُغَةُ الْعَتْمَةِ!

في سوقِ الأصداءِ هذا،
حيث تُباع الكلمات كسلعٍ مزيفة،
يضيءُ نبعٌ جوفيٌّ وحيدٌ:
كلمةٌ تخرج من كهفِ التجربة،
بلا صخبِ السيوف،
ولا زيفِ المجاملات.

ليست معركةً،
بل يدٌ ممدودة في عتمة الأقنعة.
سيغادرُ من يخافُ المرآة،
لكنّ من يبقون،
يصنعون من صمتهم خيمةً...
تُظلّ حقيقتكَ.

هنا،
في دهاليز الضجيج،
تتعلم فن السكون:
تغمض عينيكَ،
فتسمع نبض الآخرين،
كندى على أوراق الصباح.
تمسك اللحظة،
قبل أن تتحوّل كلامًا،
كحارس كنز،
يعلم أن البريق يسرق اللآلئ.

لن تنسى أبدًا،
ذاك الذي صمت فأشبع روحك،
كصحراء التقت ماءً.
صمتُه لم يكن فراغًا،
بل قُبّة تُنقّي الهواء،
من غبار الأنا.

حين يُغلق الستار،
تدرك أن المجلسَ الحقيقي
ليس ما دار فيه،
بل ما بقي فيك...
ذلك الإحساس الدافئ بأنك كنتَ هناك،
لا لتُقارن،
ولا لتُقاس،
بل فقط... لتُفهم كما أنت،
لا كما يظنونك.

جهاد غريب
مايو 2025

 

جهاد غريب متصل الآن   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 9 ( الأعضاء 1 والزوار 8)
جهاد غريب

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 02:52 AM

الآراء المنشورة في هذا المنتدى لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الإدارة

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.