تطوير التعليم والخلل «الفاضح»!!

[عبدالله الراشد]

• تطوير المناهج خطوة جبارة سيكون لها أثر واضح على الحركة التعليمية والمجتمع بأسره إلا أن ذلك لابد أن تتحقق له أسباب النجاح وأن يعمل الجميع ويجتهدوا لجعل الأهداف المرجوة من هذا التطوير أمر يسهل الوصول إليه من خلال إزالة كل العراقيل وأن يكون هذا المشروع وطنياً بحق متكامل وواضح المعالم ويخضع للمتابعة والرقابة المستمرة.
• المناهج المطورة صالت وجالت حولها الآراء والأقاويل وامتدت لانتقاد طريقتها وأسلوب طرحها، حتى أغلفتها وأشهرها غلاف «الحمار» الخاص بمنهج الرياضيات الذي حيَّر وضعه القاصي والداني وكتبت فيها المعلقات، هذا التطوير «المبجل» حيَّر أولياء الأمور الذين اضطر أغلبهم للبحث عن الدروس الخصوصية لفك رموز المواد والمناهج التي تم تغيرها خاصة الرياضيات والعلوم إلى جانب مخاوفهم الواضحة من «ضخامة» حجم كل منهج وهو ما يجعل أبناءهم يتعرضون لمخاطر صحية بسبب الوزن الثقيل الذي ينقلونه بين المدرسة والبيت، هنا أتساءل هل أصبحت مسألة تحويل المقررات المدرسية إلى الوسائل الالكترونية والأقراص الممغنطة حلم يصعب تحقيقه في زمن لايخلو فيه أي منزل من الحاسب الآلي.
• وزارة التربية والتعليم اجتهدت في تأمين جزء من وسائل التبسيط عبر الشبكة العنكبوتية من خلال بوابة خاصة للرياضيات والعلوم إلا أن ذلك لايكفي لوحده بل لابد من سبل أخرى والغاية التي لابد أن تسعى الوزارة إليها بشكل جدي هي إيجاد مخرج لعجز نسبة كبيرة من المعلمين والمعلمات عن فهم مضامين بعض هذه المناهج لعدم تهيئتهم وتدريبهم على طرق إيصال المنهج المستحدث وهو أمر يعكس بصورة مباشرة بأن الوزارة تعاني من خلل «فاضح» بدليل فرض مناهج لم يتم تأهيل المعلمين عليها!!!
• وضع مشروع تطوير المناهج تماماً كالمسرحية الباهتة التي لا يستفاد من مضمونها أي شي، يجب أن تعمل الوزارة وفق آليات تراعي المدرسة وتهيئتها وعقلية الطالب والطالبة وقبل ذلك كله تطوير قدرات المعلم وتأهيله، مشروع التطوير في بدايته بلاشك لكن نطمح أن تكون هذه البداية في الاتجاه الصحيح حتى لا تكون المدارس «حقول للتجارب» وفرض النظريات مستحيلة التطبيق.
• بقدر الاهتمام بتطوير المناهج لابد من الحرص أيضاً على أن يكون هناك أساليب لتغذية الطلاب والطالبات وتنشئتهم بشكل تربوي يحميهم من الأفكار الدخيلة على مجتمعنا ويجعلهم بعيدين عن مفاهيم التعصب للمذاهب والأفكار الخبيثة والمتطرفة، لابد أن تكون المدرسة بيئة سليمة للتربية أولاً قبل أن تكون بيئة للتعليم حتى لا تكون معول هدم لما تربى عليه أبناؤنا في منازلهم وهنا يأتي دور الإرشاد الطلابي والإعلام التربوي واللذين لابد أن يلعبا دوراً آخر بعيداً تماماً عن تطوير المناهج وما جلبته من «دوخة رأس» لكل أطراف العملية التربوية وعلى رأسهم أولياء الأمور.
خارج الحدود
• نجاحك في كل مجال من مجالات الحياة يعتمد على قدرتك على أن تكون مفهوماً للآخرين، لا يوجد حل آخر لفهم ذلك إلا بتحري الصدق مع النفس أولاً حتى تصدق مع المحيطين بك وتكشف لهم ما تحمله في داخلك تجاههم.
• «لعبة القيل والقال» هي الأفضل لتحريك الكراسي وهز «الشنبات»، وكشف الأحاقد وتمريرها في بيئة العمل، هذه اللعبة القذرة متى ما كان لها أي وجود في أية منظمة حتماً ستتجه للهاوية.
• جمعة مباركة للجميع.

>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>
نشرت في جريدة اليوم
الجمعه 7/11/1431