[ أخرى ]
كالفرح المنثور إلتقيتها في فردوس قريب و إرتقيتُ لــ صُحبتها
تذكرني بــ المدن اللا معطلة , ثقافتها حرة و واسعة جداً !
تملك إشارة التوقف والإستمرارية في كل شيء
حادة الطباع أحياناً لكن قلبها كالقطن رطيب !
لا أشعر بهشاشة حزني لأن طاقته بــ قربها هادرة !
جميلي المخثر بقربها يسيل !
استمع لغضبها الصاخب أحياناً فـ أطرب !!
تمشط الهواء لتمنحني الإستواء على غيمة !
كلما التصقا قلبينا بــ بعضهما تنفسا العالم معاً !
يصبح الكون في قربنا أكبر !
أعشق مزاجها الأهوج الشرير سويعات وأخرى أكاد ابتلع عشقي له !
أكرهـ قسوة شتائها لأن ربيعها بديع ..
أخاف عنادها وكبرياءها ..!
أخاف من أنانية الظروف المتسرطنة في أيامها بــ ظلمها الأسود !
صديقتي هذه كـ النسمات تسوق قلبي حيث المزن و ترضع أيامي الرواء
قريبة بعيدة , بعيدة قريبة , إمرأة الوسط !
فيها الإختلاف كناية عن إمتزاج طينة الوفاق بأخرى !
كـ دوزنة الصبايا بـ وتر الكمان .. لكلاهما سلطنة !
كولاج يجمعنا في برواز واحد !
كــ زهرة , نَردْ , غيمة , خيط , فصول
تتكوم في عنق حكاية واحدة لــ أفوح !
ترعبني بوابات غيابها المنزوعة من مباني الوصال !
يرتد صريرها بصدري فــ يجرح !
كـ أشواكِ ناشبة في حلق الزمن ..
حلقات روحها تمنحني الإكتمال ..
حديثها يرتل حديثي و صمتها رتام معزوفات كلاسيكية تحدثني كثيراً ..
تسللت بغنجِ إلى قلبي فــ أقمتُ لها كرنفالات الولدنة !
عيناها فحم تشعله عيناي فــ تُحيلني رماداً !
من أكثر نساء الأرض غرابة في حياتي .. !
أنا و هي نتشابه جداً في كل شيء حد الإختلاف أحياناً !!
كالحكايات القديمة صامدة و عتيقة ومتوسدة حد التبطن في الأنا !
شوارع قلبها مليئة بالأمومة والطفولة والشباب والشغب ..
بالعناء والرواء بالعطش والحب والدواء ..
رفيقة ظلي أينما كنتُ كانت .. !
يرددها فرحي وتعبي وحزني ولعبي في كل حين ..
كالسماوات ترسل لي الفرح كثيراً..
تصبّ لي صداقات الوفاء في قدحات مدائني ..
حين تستبيحني اللحظات بُعداً .. و تُضائِل في قدري مسافات البقاء .. يستسلم شمعي للذوبان و يسلمني للعطش !
لكنها تراقب و تراقب و تراقب فــ تنقض على فرائس الظلام من حولي لتصرع حظي التعيس ويتسع لي النور !
عندما يميل ظهري حيث الأرض تمنحني عصاً من ضلعها لأتوكأ !
وعندما تخمد عزائمي تشعلها بصمودها الدافق بأرضي ..
كمثل بدر مضيء , اغتال ظلمات الكواكب وأشعل لــ قناديل الحياة معنى تصاعد بياضاً !
أقضي أيامي معها يداً بيد نبني بلاطات القادم البعيد ..
لا شي يجهَض لي معها ... لا ننجب أطفالنا الموتى ..
نقتسم الحكايات والعطر والماء والبكاء والزمن و الصور و بعض الأسرار !
لصمتها زمر مسموعة .. لـ كبرياءها مواقيت موزونة .. بعضها في بعضي .. !
لا يُخرَس الحب في عيناها الوطن !
ترهقني كثيراً هي .. لكني أحبها أكثر .. كـ تفاحتي المحرمة !
تحبني كثيراً هي .. لكني أرهقها أكثر .. كـ رمانها المُستفـَـز !
أخشى أن يقلبني الـرب على فراش موت قاني ولا شيء منها حولي !!
في أقصى الروح وجدتها وأخشى أنني لستُ في أولها !!
تلك الصديقة وجه آخر للقدر , أُحرِم في مواقيت ودادها كل صباح
تلك الصديقة لِصه لكنها مُخلِصه ! , سرقت قلبي و تركت لي الخواء !
وقبل أن تتزاحم المتشابهات منا و فينا وننتهي عند مختلفات
أقول لها
إختلافنا إئتلافنا
كما لو للأبد أحبكِ
لا تفريط , فراديسنا سرمدية , آخرتي معكِ لم تحين بعد !
و ليتني أعلم كيف أنا فيكِ !!
يـــ معطفي المخبئ في صدري
أيامي بـ قربكِ مطر !
يتبع بــ وفاء !