بسم الله الرحمن الرحيم
ياحبيبي ويانفسي يارسول الله فداك نفسي وأهلي يانبينا صلوات ربي وسلامه عليك ياقائدنا ومن حبك يجري في داخل شرايين قلوبنا . عندما انتقل رسولنا محمد صلى الله عليه وسلم إلى الرفيق الأعلى وهو يردد في سكراته : ( بل الرفيق الأعلى ، بل الرفيق الأعلى ، بل الرفيق الأعلى ) لم يكن هينا على فاطمة الزهراء حبيبة ابيها رضي الله عنها - وعن زوجها وأبنائها والصحابة أجمعين - لم يكن هينا أن تمسك بتلابيب من تشرفوا بوضع رسول الله عليه الصلاة والسلام في قبره وتقول للصحابة الكرام قولتها وهي تبكي والدها النبي : "كيف طابت نفوسكم يا أنس على أن تحثوا التراب على وجه رسول الله" فأبكتهم ووالله أنها تبكينا حتى الآن بهذه الجملة فمن وري جسده التراب لم يكن إنسانا عاديا ولا مميزا كبعض القادة أو الناس بل هو رسول يوحى إليه ونبي رحمة اصطفاه الله لهداية الناس بإذن الله وإبعادهم عن النار . وليس بمستغرب أيضا موقف الفاروق الحبيب عمر بن الخطاب رضي الله عنه عندما غضب ولم يستطع أن يستوعب خبر يصعب احتمال حتى مع مرور الأيام دون أن يرى نبينا صلى الله عليه وسلم ، فقام عمر رضي الله عنه فقال " فقال إن رجالا من المنافقين يزعمون أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد توفي وإن رسول الله صلى الله عليه وسلم ما مات ولكنه ذهب إلى ربه كما ذهب موسى بن عمران ، فقد غاب عن قومه أربعين ليلة ثم رجع إليهم بعد أن قيل قد مات ووالله ليرجعن رسول الله صلى الله عليه وسلم كما رجع موسى ، فليقطعن أيدي رجال وأرجلهم زعموا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم مات " فالخطب جلل والمصاب يهز القلوب والحزن عم كل شيء ، فهانحن نبكي كلما جاءت سيرة وفاته صلى الله عليه وسلم فكيف بمن كان معه بل هم أصحابه وهم الذين رباهم صلوات ربي وسلامه عليه وهم الذين بشرهم بجنة ربهم ، وهم الذين كانوا يحتمون خلفه إذا اشتدت المعركة وحمي الوطيس . فما بال البعض الآن لايغضب ولايتمعر وجه إذا قرأ أو رأى أو سمع ان هنالك من يحاول النيل من رسول الله صلى الله عليه وسلم بالإساءة على الرغم من تعهد الله له بأنه " قد كفيناك المستهزئين" إلا أن البعض يقف موقفا خاذلا ، وليس موقف المسلم الحق الغيور المحب لنبيه صلى الله عليه وسلم ، بينما نرى طالب الدنيا هذا صغيرا حقيرا ذليلا فيما يخص رسولنا صلى الله عليه وسلم ذلك الذي شرب صحابي دم حجامته الطاهر ، وتسايبق الصحابة على ماينهال من وضوئه ، بأبي وأمي وأهلي وأبنائي ونفسي أنت ياحبيبي يا سيدي يارسول الله صلوات ربي وسلامه عليك أيها المصطفى ، ونشهد الله أننا سنظل نحبك وننتظر بشغف ولهف رؤيتك برحمة الله ومغفرته وتوبته علينا . اللهم اجعلنا من يشفع له عندك رسولك وحبيبك محمد صلى الله عليه وسلم ، اللهم اهدنا واصلحنا وارنا الحق حقا وارزقنا اتباعه ، وارنا الباطل باطلا وجنبنا اتباعه ، اللهم انعم علينا بتوبة نصوحة واجعلنا منيبين إليك واجعلنا ممن كتبت عليهم رؤية وجهك الكريم وأنت راض عنا يارب العالمين يارحمان يارحيم .. اللهم آمين .