(٣/١٣)
صوت داخليّ أول
"متى ستكُفُّ الوحوشُ المُختَبِئةُ تحتَ سَريرِي عن الضّحِك؟ لماذا يضحكُونَ في كُلّ مرّةٍ أكتُبُ فيها؟ هَلْ في رسائلِي إلى صديقاتِي ما يدعُو إلى الضّحك؟ أم أنها ضحِكاتٌ ودودة؟ بدا لي أنّهم سعداء بالحُبّ الذي نتبادلُه؛ لكنّ أحدَ الوحوشِ ضحكتُهُ مُزعِجةٌ و حادة؛ يكادُ يثقبُ أذُني في كُلّ مرة يضحَكُ فيها. و الأهمُّ من ذلِك تبدو ضحكتُه مألوفة.
حدثَ ذلِك لأولِ مرّةٍ عِندما كنتُ أقشّرُ برتقالةً لأختي، التي صارتْ قلّما تُمسِكُ سكيناً ؛ أصبحَ الأمرُ أشبَهَ بفوبيا بالنسبة إليها. وقتَها لَمْ يكُن الشتاءُ بارِداً في الخارج. رنّ هاتفي حالَمَا انتهيتُ من تقشيرِ البُرتقالة، فذهبتُ إلى غٌرفتي، كانت ساعةُ الحائطِ تُشيرُ إلى السابعة و النّصف. طالعتُ شاشةَ هاتِفِي الموضوعَ على الطاولةِ بجانبِ سريري: إنها ريم. سحبتُ على الشاشة بخنصري الأيمن_النّاجي الوَحيد مِن عبثِ البرتقال_ لأجيب، فجثوتُ على رُكبتَي و أمَلَتُ رأسي على سماعةِالهاتفْ؛ كانتْ تَبكي."