بعض تساؤلاتنا لا تبحث عن إجابة ...
إنها تحفر في داخلنا خندقاً ... لتحمينا من جيوش الأوهام ...
تعتدّ بضعفها ... حيث أنها تدري أن هذا الضعف تكمن فيه قوة ...
و ربما هذه القوة ستحيط بها من حيث لا تدري ...
لتبني حولها سور ... يقيها شرّ أفكارها و يبددّ عنها هاجس الظن ...
ذات يوم كَتَبت عن الآثام و الظنون ...
طفقت الأقلام تشاكس حبرها و تنغمس رؤوس الأقلام في رأسها ...
لكن أحداً لم يفلت من حسن ظنّها ... و لم تنجو هي من آثام نواياهم ...
جميلة ؟!
لا و ألف لا ...
هكذا تقول مرآة الماضي ...
رغم أن في عينيها عمق الأساطير التي ترويها شهرزاد ... لشهريار الذي ينام باكراً ...
لأنه يصحو كل يوم على صوت الأرض التي تناديه ... و لا يرويها
تموت شهرزاده ... و تعود لها الأنفاس كلما استلقى على الوسادة ...
كان يخشى من عينيها ... و شفتيها
كانت تنبش خباياه ... دون أن يفتح فمه ...
تقبّله و تموت من جديد ...
و تصرخ الأرض ... و ينهض مسرعاً
و رغم كل هذا ...
لم تنمو في تلك الأرض شجرة ... و لا زهرة !!
لم يذبح شهرزاد قط ... لكنه لم يصنع لها ظلاً ... و لم يقطف لها ورداً !!