:
لماذا أنا أورانوس عندما تتعمد شمسك
الغياب ، فوق وطني الشمالي ؟
لماذا أنا خسرتُ وطن ، وفاز
بي مَنْفى ؟
:
أعترفُ لكِ
كل ما احتميت برسائلك ، رَماني الفراق تحت رفات
الوطن ، وَاسقط شاهقات المُزن ، وَجوزاء ما شيّدته
روحي ، في تنّور الغياب !
أعترفُ لكِ
أن الشمس يستعصي عليها أمامي ، أعتدت أنْ
أستيقظ قبلها ، فأسير عكسها على لهب الرمال المتحركة
حافياً ، حتى من وجهي !
أعترفُ لكِ
أني رأيت نعينا على لافتات ، عند الإشارات الضوئية ،
فوق ناطحات الألم ، بين خيوط ضباب الواقع !
حينها بكى صاحب الدُكّان ، والخبّاز ، وبائع الجريدة ،
وساعي البريد .. حينها اعتزل الاطفال اللعب
في حيينا !
حينَ تَقيأتي الوداع ، وَرميتي شاْلِك على عُنقي _ كرماً
منكِ _ لِيقيني برد غيابك ، وَركضتي عكس صدري ،
لماذا ..
تَشنّجت عروق الأحلام ، وَدّست ازهار قلبي وجهها
في تُربة الخيبة ، وتَكاثر الأرق ، وَتصاعد دخان وجهي
للسماء ، وَبقت اقدامي ترجو الأرض أن تتقدم ؟
تقدمي .. تقدمي للوراء .. أنا ابن الماضي البار ،
وابن المستقبل العاق !
لماذا كُل هذهِ الاعتقالات ؟
حبس الفرح بين رمشك وَرمشك ،
سجن الماء مؤبد بين فاكهتك وفاكهتك ، أسر صدري بين
ذراعك وذراعك ، اختباء جرة المواعيد بين قدمك وقدمك ؟
لماذا حينَ تطفّل أحدهم ساخراً بين افراد عائلتي :
أحقاً ، رحلت أميرتك ، ذات الوجه الفُستقي ؟
طأطأت رأسي بالاجابة .. وانصرفت في بكاء !