مـقـهـى الـريـح ـ طـاولة الـزائـر الأخـيـر - منتديات أبعاد أدبية
 
معرفات التواصل
آخر المشاركات
رواية قنابل الثقوب السوداء أو أبواق إسرافيل.كتارا (الكاتـب : إبراهيم امين مؤمن - مشاركات : 51 - )           »          ضَوْء فَنِّي .. (الكاتـب : عَلاَمَ - مشاركات : 8 - )           »          الكنز المفقود "قصة قصيرة" (الكاتـب : إبراهيم امين مؤمن - مشاركات : 0 - )           »          الأب الفيلسوف.. آخر ما كتبت (الكاتـب : إبراهيم امين مؤمن - مشاركات : 0 - )           »          رُفعت الجلسة.. قصيدة نثر.. آخر ما كتبت (الكاتـب : إبراهيم امين مؤمن - مشاركات : 0 - )           »          قضبان القصر (الكاتـب : إبراهيم امين مؤمن - مشاركات : 5 - )           »          مشارق ؟ (الكاتـب : عبدالرحمن الحربي - آخر مشاركة : عَلاَمَ - مشاركات : 12 - )           »          دعوة للحياة !! (الكاتـب : سالم حيد الجبري - آخر مشاركة : رفيف - مشاركات : 5 - )           »          عِــنَـــاق ....! (الكاتـب : جليله ماجد - مشاركات : 22 - )           »          أحب أن يكون ، لدي ما أقوله .. (الكاتـب : رفيف - مشاركات : 2 - )


العودة   منتديات أبعاد أدبية > المنتديات الأدبية > أبعاد الهدوء

أبعاد الهدوء اجْعَلْ مِنَ الْهُدُوْءِ إبْدَاعَاً

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 03-15-2009, 01:51 AM   #10
عقاب الربع
( شاعر )

الصورة الرمزية عقاب الربع

 







 

 مواضيع العضو

معدل تقييم المستوى: 187

عقاب الربع لديها سمعة وراء السمعةعقاب الربع لديها سمعة وراء السمعةعقاب الربع لديها سمعة وراء السمعةعقاب الربع لديها سمعة وراء السمعةعقاب الربع لديها سمعة وراء السمعةعقاب الربع لديها سمعة وراء السمعةعقاب الربع لديها سمعة وراء السمعةعقاب الربع لديها سمعة وراء السمعةعقاب الربع لديها سمعة وراء السمعةعقاب الربع لديها سمعة وراء السمعةعقاب الربع لديها سمعة وراء السمعة

افتراضي لا تكن بخيلاً كالموتِ يا يوسف !


أصرخ من خلف قضبان وحدتي , من خلف باب أصم كالمدى وأبكم كالدُمى وأعمى كالحب , ومن بين أربعةِ أحزانٍ , وسقفٍ يتدلى بالإختناق , وأتوق إليك , وأتمنى ان اقبّل ساعة اللقاء الأولى والأخيرة التي جمعتني بك , الساعة التي شهدت ولادتي وكأنني أسألك عن كل شي من حولي لتعرفني به , أسالك عن الوطن الذي أشم رائحته بـ سجائرك لتعرفني به , الوطن الذي تركني في أحضان جيرانه رافضاً ان يمنحني ملامحي التي تركتها به , ورافضةً الإنتماء له , وأسألك عن سر تراقص كل الاشياٍء من حولي لتقول لي أن الأشياء فَرِحَة بنا , وأقول لكَ : ما أسماء هذه الأشياء .. وماإسم هذا الفرح ؟ هل تذكر ؟ كدت ان أسألكَ حتى عني لأنني أجهلني , أجهلني جداً , فـ أنا لا أعرف إلا هو , هو هو هو وأنت !!
أصرخ لك وبي غصة تلتهم كل أوردتي وشراييني وشعيراتها الدموية :
لا تتركني في وجه رياح الإنتظار , فأنا غصن للتو خرجت أذيناته ولايحتمل كل ماتفعله بي , رطبٌ يخشى حتى الهواء الكسول , لاتعصف بي أرجوك , أرجوك يا يوسف فقلبي طفل لا يحتمل الفقد , متعبةً أنا يا يوسف وأحمل هموم نساء الخمسينيات وأنا لم أتجاوز نصف هذا العمر بعد , أدعّي الفرح في حفلات أعياد الميلاد وأنا منطفئه , أضع ماركات المكياج واصبح أكثر شحوباً وإصفراراً , أتربص في سنين عمري , كأعمى لم يساعده حدس عصاه على اعتناق وعناق النور , ولم ينتشلني كنف أبي من تعاستي ولا حتى أبي العظيم ! .
أبي الذي يعتقد أن السعادةً هي جعل أموال المصارف العالمية بين يديّ , وبالسفر إلى عواصم أوروبا , وزيارة دور السينما , وحضور المعارض التشكيليه , والإنبهار من السحرة في السيرك وبخفة أيديهم , وبثقل التاريخ في المتاحف , وإحتراف اللغات , وإرتداء ملابس البحر , والغرق باللهو , والقفز إلى السماء من أراضِ المدن الترفيهيه , وشراء الموضة عن بكرة أبيها , وشراء كل شئ , وإلارتماء في طبيعة الريف , والشبع في المطاعم الفاخرة التي تضخ إنزيمات المعده بمجرد الإقتراب منها , ومزاحمة وممازحة الغرب في كل شي , أبي الذي يحاول إقناعي بأني إبنة عظيم من عظماء الأرض , أبي الذي أهدى لأمي قبل عشرون عاماً هدية مغلفة بها ورقة بيضاء , والورقة البيضاء بيضاء فعلاً , إلا من كلمةٍ تكررت لتوقف الحياة ولتعطي أمي أبشع الحلال البغيض بعد ان أهدتني له قبل عقدين ومليونيّ عقده !! أبي الذي نسى أنه ترعرع بعد حضن أمي الطاهر في أحضان الغانيات بُعيد سهراته الصاخبةِ يلتمس الدفء منذ أن خشنت أظافره كثيراً ورقّت عظامه وأصبحت أطرافه أكثر برودة عن ذي قبل , ويقضي ثلثيّ ليله على طاولات الحانات يحتفل كل ليلةٍ بعيد ميلاده بين تلك الساقطات اللواتي يفتحن له الشامبانيا الفواره , ويغلقن فاه بعد أن يملأنه بالمكسرات , ولا يفتحه إلا عندما يأتي كالعشواء في تخبطه إلى المنزل في ثلث الليل الأخير ليقول لي ( لماذا كل هذه الصلوات ؟ .. ماذا فعلتي لكي تقنعيني بإنكِ إبنة ...؟ !
أنا يايوسف ؟ أنا الرقراقة الناعمة اللطيفة المضيئة التي أشفق على أوراق الشجر من الخريف , وعلى الأرض من المطر , أنا التي أشفق على الأطفال وأمهاتهم عندما يذهبون الى المدارس لساعاتٍ فقط , أنا التي أشفق حتى على أمريكا الكلبه من أسامه بن لادن , أنا التي لو أسمع بأن كافراً قد مات لترحمت عليه بعطفٍ ورحمةٍ وبراءة أنثى لم تُخلق للكيد كالنسوه , أنا الذي خلقت للحب وللطهر وللعفة وللشرف يقول عني ذلك ؟ !!
آه يايوسف , آآه , سأموت قريباً أنا , قريباً جداً , أشعر بالموت أنا .. أرى الموت كل يوم , تخيّل يايوسف كل يوم , كل يوم أناديه بإنكسار وبـ إحتضار وبـ إحتقار وأصرخ له وأتوسل إليه لعله يتنبه إليّ ويأخذني ولكنه يتظاهر بالعمى وكأنه لم يلمحني ذابلة , أزج بصوتي لـ يملأ السموات والارض وبـ إيماءات يديّ أنا هنا لا تبتعد أتراني ؟ ويبتعد , يبتعد , حتى الموت الذي يفرون منه الناس لا يريدني يايوسف , الموت الذي من أجله أناجي ربي أكثر من خمس مرات في اليوم لأقول ( اللهم ان لم تجمعني به غداً خذ روحي إليك ) فيأتي غدٍ ممتلئ بكل شئ إلا منه ومن الموت , يأتي غداً ولا أجد إلا الدعاء يتجدد ( اللهم ان لم تجمعني به غداً خذ روحي إليك)
حتى انت يايوسف لم تعد تحمل تلك الإنسانية التي أعتقدت أنك أحق بها , تغيرت كثيراً يايوسف , وأغلقت أمام حسرتي ولوعات أفقي الرمادي الضيّق الباب الوحيد الذي فُتح مرة يتيمة ليتسع لحزني الأوسع منه , وفتحت قبل أن تفتحه قلبك لأسرد لك موتي بلغة العزاء , وبمفردات اليأس , أنت تعلم انني لا أُريد منك شيئاً , سوى أن تصغي إليّ وانا أبكي في اللحظة التي أريد ان أموووت بها ولا أستطيع , أرجوك يايوسف لا تكن بخيلاً كالموت , فأنا لا أشعر الآن أنني عااائشه !!


و هنا , للنداء .. أت , بدء

 


التعديل الأخير تم بواسطة عقاب الربع ; 03-15-2009 الساعة 01:53 AM.

عقاب الربع غير متصل   رد مع اقتباس
 

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 06:07 AM

الآراء المنشورة في هذا المنتدى لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الإدارة

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.